دعواتكم لزميلنا المفكر د.الباقر العفيف بالشفاء العاجل
|
Re: نســاء مسترجلات!! يعني دي آخر التطورات!! (Re: حبيب نورة)
|
تري ستحيا من جديد زكري ( سيمون دي بوفوار) مؤلفة الجنس الآخر!!
من موقع أسلام أون لاين لقيت المادة دي
المساواة.. Equality
المطالبة بتحقيق المساواة بين الرجل والمرأة شعار رفعته المنظمات النسائية، بالرغم من اختلاف أيديولوجياتها والبيئة الثقافية والاجتماعية والسياسية التي ظهرت فيها تلك المنظمات. ومفهوم ومدلول مصطلح المساواة اتسم بالتباين والتطور؛ حيث بدأ المفهوم بالمساواة المنصفة Equity، ثم المساواة الكاملة أو المطلقة Full or Absolute Equality، وانتهاء بالمطالبة بالتماثل بين المرأة والرجل في الحقوق والواجبات والخصائص والوظائف.. حيث مرت مراحل تطوره كما يلي:
أولا: الليبرال فيمينيزم والمساواة
ثانيا: الراديكال فيمينيزم والمساواة
ثالثا: الجندر فيمينزم والمساواة
أولا: الليبرال فيمينيزم والمساواة:
منذ نشوء حركة فيمينيزم في أواخر القرن التاسع عشر، كان هناك اختلاف في تحديد مفهوم ومدلول مصطلح المساواة Equality، واستمر ذلك الاختلاف خلال بروز التيارات المتتالية للحركة، وتم تحديده في النصف الأول من القرن العشرين باتجاهين متباعدين، كل اتجاه منهما له منطلقاته الخاصة التي يبني عليها إستراتيجياته وترتيب أولوياته في المطالبة بتحرير المرأة، واستمر الاتجاهان حتى تعددت الاتجاهات في النصف الثاني من القرن العشرين وبداية القرن الواحد والعشرين. إن اختلاف مفهوم ومدلول مصطلح المساواة كان نتيجة اختلاف رؤى تلك التيارات والاتجاهات المتعددة لجملة من القضايا، منها:
1 - موقف تيارات الفيمينيزم من الأخذ بنظر الاعتبار خصوصية المرأة البيولوجية، وما يترتب على ذلك من اختلاف بين المرأة والرجل في الوظائف البيولوجية والاجتماعية، وتأثير ذلك كله في صياغة الخطاب النسائي وترتيب الأولويات والمطالب النسائية.
2-موقف تلك التيارات المتعاقبة والمختلفة من المؤسسات والأبنية الاجتماعية والثقافية ومؤسسات الدولة التشريعية والقضائية والتنفيذية، وتحديد العلاقة بين تحقيق المساواة للمرأة ونمط التغيير الذي يجب إحداثه في تلك المؤسسات والأبنية الموجودة على مستوى المجتمع والدولة.
تطور المفهوم
بدأت حركة فيمينيزم بالتيار الليبرالي في أواخر القرن التاسع عشر؛ حيث تطور المفهوم خلال مرحلتين متتاليتين بدءا من نشوء هذا التيار إلى انحسار وجوده وتأثيره داخل مجتمعاته:
المرحلة الأولى: تمثلت بالمطالبة بتحقيق المساواة من خلال تحسين واقع المرأة الاجتماعي والاقتصادي، "طالب ولا يزال الليبرال فيمينيزم -الذي يعتبر من التيارات الإصلاحية- بتصحيح اللامساواة الموجودة تجاه المرأة في مجالي الحقوق والاختيارات الذاتية للمرأة والتي حرمت منها، وذلك من خلال الوسائل المتاحة مثل: القانون والتعليم... (Richardson &Robnson ,1993) ". وتميزت الأدبيات المعبرة عن الليبرال فيمينيزم بتبنيها مصطلحي إصلاح Improvement والمساواة المنصفة Equity في صياغة إستراتيجية التيار ومطالبه؛ حيث كانت المطالب تشمل تحقيق المساواة من خلال توفير فرص متساوية في مجالات التعليم والعمل والتدريب وأجور متساوية. وأعطى هذا التيار اهتماما أساسيا بخصوصية المرأة البيولوجية، وما يترتب عليها من حقوق أساسية؛ منها حق الاختيار واتخاذ القرار فيما يتعلق بالإنجاب، وحق التمتع بالأمومة ورعاية الأطفال والعمل خارج المنزل.
وتميز التيار الليبرالي بأنه نادى بتحسين واقع المرأة من خلال الأبنية والمؤسسات القائمة في المجتمع؛ حيث "تم تعريف المساواة في أواخر القرن التاسع عشر بأنها عبارة عن المساواة بين الرجل والمرأة أمام القانون القائم، وكذلك التمثيل المتساوي في المؤسسات القائمة(Wendy mcelroy,) "، "إن إستراتيجية الليبرال فيمينيزم بُنيت على أساس أن المساواة يمكن تحقيقه من خلال العلاقات الاجتماعية والوسائل القانونية والمؤسسات السياسية والاقتصادية القائمة في المجتمع".
وقد انعكس هذا على الخطاب السياسي لهذا التيار؛ حيث "ساند التيار الليبرالي التكامل بين أدوار وخصائص ووظائف ما تعرف بالذكورة والأنوثة، وأقر بأن العلاقة بين الرجل والمرأة علاقة تكاملية في إنجاز الأدوار والوظائف (Carolyn,z &Ada,s,2001). وبات التركيز على ما يمهد لمشاركة المرأة في مؤسسات المجتمع جزءا أساسيا لدى التيار: "فالمطالبة بحقوق الأمومة وما يترتب عليها من إجازة الأمومة من العمل والضمان الاجتماعي، والمطالبة بتوفير مراكز رعاية الأطفال من دور الحضانة ورياض الأطفال، والمطالبة بحق المرأة في التحكم في حياتها الإنجابية يعتبر جزءًا لا يتجزأ من مطالب التيار الليبرالي (Linda nicholson,1986)".
المساواة المطلقة
بدأت المرحلة الثانية من تطور مفهوم المساواة لدى التيار الليبرالي من الفيمينيزم نتيجة لتأثرها بالتيارات الراديكالية والماركسية التي بدأت تنادي بالمساواة المطلقة من بداية النصف الثاني من القرن العشرين. حيث ظل الخطاب السياسي يطالب بالإصلاح في إطار المؤسسات المختلفة القائمة داخل المجتمع، وحصل التغيير فقط في جانب تناول المجالات التي تتعلق بالمرأة. وأصبح خطاب التيار الليبرالي يتناول قضايا الخاص والعام وأثرهما في نيل المرأة لحقوقها، ودور الحكومات في تحقيق المساواة بين الرجل والمرأة في المجال العام، وأثر ذلك في تحقيق المساواة في المجال الخاص. وكذلك الحرية الشخصية للمرأة وقضايا أخرى شخصية ومتعلقة بالمرأة.
وبالرغم من أن حركة فيمينيزم بدأت بالتيار الليبرالي فإن هذا التيار تراجع من حيث الوجود والفاعلية داخل المجتمعات التي ظهر فيها؛ وذلك نتيجة غلبة التيارات ذات توجه التغيير الجذري من الفيمينيزم وتغلغلها في مواقع اتخاذ القرار داخل مؤسسات الدولة، وكذلك تغلغلها داخل الوكالات التابعة للأم المتحدة؛ حتى وصل الحال بالليبرال فيمينيزم أن يتم إقصاؤه من قبل تلك التيارات الراديكالية خلال عقد المؤتمرات الدولية وصياغة المواثيق والمعاهدات الخاصة بالمرأة والطفل والأسرة... إلخ، بالرغم من أنه كان يمثل نسبة كبيرة من النساء داخل مجتمعاتهم؛ بل وصل الأمر بهم أن يحاربوا -إن حضروا- تلك المؤتمرات كمنظمات Pro family,pro life المناهضة لإستراتيجيات ومطالب الراديكاليين من الفيمينيزم مثلما حصل في مؤتمر بكين عام 1995. وعلى مستوى مجتمعاتهم فلهم وجود من دون فاعلية تذكر في توجيه وتعبئة الرأي العام، مقارنة بالتيارات الراديكالية من نفس الحركة التي تجد الدعم السياسي الكبير.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: نســاء مسترجلات!! يعني دي آخر التطورات!! (Re: حبيب نورة)
|
علاقة صراع
بينما اتسمت المرحلة الثانية التي بدأت من نهاية السبعينيات وهي مستمرة للآن -وتزامن استمرارها مع ظهور تيارات أخرى من الفيمينيزم مثل: Individualist Feminism , Gender Feminism بتجاوز وصف وتحليل العلاقة بين الرجل والمرأة على أنها علاقة صراع إلى تحديد مفاهيم بذاتها والدعوة إلى القضاء عليها أو رفضها أو استئصالها في واقع وحياة المرأة والمجتمع، من هذه المفاهيم: الذكورة والأنوثة "بالنسبة للتيار الراديكالي.. من الواجب القضاء على كل من الذكورة والأنوثة كمفاهيم وآثارهما حتى يتسنى القضاء على الطبقية الجنسية الجندر/ الجنس، وتتم بعدها إعادة تشكيل وبناء الفئات الجديدة للمجتمع، والعلاقات الشخصية والاجتماعية من دون تحيز أو تمييز". وفي "بعض الأحيان يدعو التيار الراديكالي إلى فصل المجتمع والمنظمات إلى مجتمع رجالي وآخر نسائي حتى يكون بإمكان المرأة المساهمة الفعالة في بناء الأطر الجديدة لكل من الدين والفن والعلوم والآداب بدل أن تجابه البطريركية السائدة في المجتمع الذي يجمعها مع الرجل" (Carolyn,z &Ada,s,2001).
وحصل تحول آخر من التركيز على دور مؤسسة الأسرة ككل إلى التركيز على كل من: الحب، الزواج، العلاقات الجنسية، الإنجاب، والأمومة، والدور الذي يقوم به كل واحد من هذه المفردات في بناء وتشكيل العلاقة بين الرجل والمرأة داخل وخارج إطار الأسرة، ولذا نلاحظ: "تراجع التيار الراديكالي شيئا عن وصف اضطهاد المرأة كنتيجة لدور الأسرة، وركز بدل ذلك على دور ممارسات وأدوار يتم داخل مؤسسة الأسرة مثل: العلاقات الجنسية، والأمومة، ودورهما في إعادة إنتاج وهيكلة العنف ضد النساء داخل وخارج الأسرة من خلال العلاقة السائدة (القوة) بين الرجل والمرأة" (Linda Nichlson,1986).
وتبنى هذا التيار وخاصة في بداية الثمانينات إستراتيجية مفادها أن المرأة هي نفسها السبب في عدم تحقيق المساواة الكاملة لانخراطها التام في مؤسسات وأدوار (الأسرة والأمومة) تساهم بشكل حقيقي في إعادة إنتاج عدم المساواة بينها وبين الرجل، وأنها لا بد أن تسلك مسلكا منفصلا عن الرجل في الحياة، وعبرت هذه الإستراتيجية عن نفسها في شكل بناء مجتمع خاص بالنساء من مؤسسات رعاية ومنظمات، وحتى أماكن ترفيه منفصلة للنساء فقط ظنا أن الفصل بين الجنسين يؤدي إلى إنهاء اللامساواة الموجودة في واقع وحياة المرأة، فحصل تحول جذري في فكر الراديكاليات، وبدأت حينئذ الدعوة إلى فصل احتياجات المرأة عن احتياجات الرجل، ورفض إشباع احتياجات المرأة العاطفية والجنسية من الرجل، والتوجه بدل ذلك نحو المرأة (المثلية الجنسية)، وأد ذلك إلى ظهور التيار السحاقي Lesbianism داخل التيار الراديكالي، ثم بعد ذلك انفصل التيار السحاقي ليشكل تيارا مستقلا بذاته.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: نســاء مسترجلات!! يعني دي آخر التطورات!! (Re: حبيب نورة)
|
الاستغناء عن الرجل
وهكذا بدأ التيار الراديكالي بالمطالبة بالمساواة التامة، وانتهى بالاستغناء عن الرجل، وإقامة مجتمع منفصل للنساء، وأنكر على أغلبية النساء الإنجاب والأمومة، وفشل في تحقيق المساواة التامة بين الرجل والمرأة -حين أقحم مفهوم الصراع في العلاقات بين الجنسين- بالرغم من تبنيه التغيير في التشريعات والقوانين المنظمة للحياة الاجتماعية والشخصية، واستقدام مؤسسات الشرطة والمحاكم لتتدخل في العلاقات الأسرية، من خلال نفوذ رموز وناشطي التيار الراديكالي داخل مختلف مؤسسات الدولة التشريعية والتنفيذية.
بينما تغير خطاب الراديكاليات فيما يخص الزواج والأسرة، وظهرت المحاولات الحثيثة لترسيخ توجه جديد؛ مفاده أن الزواج والأسرة ليسا النمط الوحيد والطبيعي Unnatural لممارسة العلاقات الجنسية وأداء وظائف الإنجاب والأبوة والأمومة. واستمر التيار الراديكالي في ترجمة ذلك الخطاب بتقديم أكثر من نمط للزواج والأسرة وإعطاء الأولوية للأبوة والأمومة الاجتماعية وتفضليها على الأبوة البيولوجية بل وفصلها عنها، ولاحظ هذا كل من شارك في مؤتمري السكان 1994 وبكين 1995 الدوليين، أو من قام بدراسة المواثيق المنبثقة من المؤتمرين السابق ذكرهما.
ومن أهم ما يلاحظ في تلك المؤتمرات، وكذلك في صياغة تلك الاتفاقيات والمواثيق الدولية هو قيام التيارات الراديكالية القديمة والحديثة بتمثيل نساء العالم وكالة وفرض وصايتها عليهن بغض النظر عن الاختلاف الموجود ثقافيا واجتماعيا بين النساء في مختلف أرجاء العالم، وكذلك تجاهلت وحاربت كل الجماعات الدينية وغير الدينية مثل: Pro Family,Pro Life , Anti Feminism المناهضة لإستراتيجيات ورؤى الفيمينيزم، والتي تعبر عن الأغلبية سواء في المجتمعات الإسلامية أو الغربية؛ حيث يعتبر هذا الخطاب المتطرف شاذا، ولا يعبر إلا عن فئة قليلة، وينظر إلى أفكارها على أنها اجترار لأفكار التيار الراديكالي الموجود في الغرب.
وفي المرحلة الثانية من تاريخ التيار الراديكالي ازداد اهتمامه بتبني العمل السياسي والمطالبة بالتغييرات التشريعية والذي أدى إلى صياغة مواثيق واتفاقيات دولية تعبر عن إستراتيجياتها، وتفرض نمطا محددا للحياة والعلاقة بين الرجل والمرأة على كل الشعوب والدول مثل اتفاقية السيداو، وأصبح العمل على دفع الدول والحكومات للتصديق عليها، بشكل اختياري أو نتيجة ممارسة ضغوط عليها من خلال وكالات الأمم المتحدة أو الدول التي يتمتع التيار الراديكالي فيها بنفوذ سياسي من أولى أوليات الفيمينيزم بكل تياراتها الراديكالية.
وأخيرا ارتبط عدم المصادقة على هذه الاتفاقيات باحتمالية فرض عقوبات اقتصادية أو منع معونات اقتصادية كتوجه جديد للعلاقات بين بعض الدول التي تتبنى التوجه الراديكالي، وتلك التي تتلقى تلك المعونات. وأصبح عمل المنظمات النسوية -ذات التوجه الراديكالي (مع ملاحظة مقدار راديكاليتها قياسا بالغرب) في العالم الإسلامي- موجها نحو دفع حكوماتها للمصادقة على هذه الاتفاقيات، وأدى ذلك لفتح قنوات التواصل بينها وبين المنظمات النسوية الراديكالية في الغرب، وأصبح دافعا لتمويلها من قبل تلك المنظمات الراديكالية الغربية.
ثالثًا: الجندر فيمينزم والمساواة:
تزامنا مع التغييرات التي اتسمت بها أجندة وإستراتيجيات التيارات المختلفة داخل حركة فيمنيزم استمر تطور مفهوم المساواة بشكل ملحوظ، وخاصة بعد مؤتمريْ القاهرة للسكان، ومؤتمر المرأة العالمي الرابع في بكين، وأصبحت للمساواة مؤشرات يقاس بها وضع المرأة، وآثار قانونية تعمم على جميع الشعوب والمجتمعات على وجه المعمورة، ويتم تنفيذ النصوص المتضمنة للمساواة في الاتفاقيات والمواثيق الدولية، وإلزام الدول بها من خلال آليات وفرض ضغوط سياسية واقتصادية متنوعة. ركز الجندر فيمنيست ولا يزالون على نقطتين هما:
الأولى: نفي وجود أي نوع من الاختلافات بين الرجل والمرأة؛ حيث أصبح الاختلاف عدوهم الأول كما تصف ذلك "Dale Oleary " بقولها -منتقدة تلك الرؤية-: "إن خطورة المنظور الجندري تكمن في رؤيتهم لأي اختلافات بين الرجال والنساء بأنها تكوين اجتماعي، وأنها بحاجة إلى التغيير. وقد أعلن الجندر فيمنيست الحرب على طبيعة النساء البيولوجية واختياراتهن، وذلك باعتبارهم الاختلاف هو العدو الرئيسي لهن".
وهكذا تجاوز الجندر الفيمنيزم الفصل بين الجنس البيولوجي والنوع الاجتماعي -الذي كان مرتكزا أساسيا لفكر الراديكال فيمنيست- إلى عدم الاعتراف بوجود أية اختلافات مهما تكن –اجتماعية أو بيولوجية- بين الجنسين، حتى وصل بهم الأمر إلى اعتبار القوة الفيزيائية للرجل ذات منشأ اجتماعي كغيره من الاختلافات الموجودة بين الجنسين؛ مما أدى إلى إعلانهم الحرب على كل ما يتعلق بآثار ومترتبات الاختلاف البيولوجي بين المرأة والرجل.
توزيع الأدوار
إن الطرح الذي قدمته الجندر فيمنيست -للحد من تأثير الاختلافات البيولوجية على توزيع الأدوار الأسرية والاجتماعية والثقافية والسياسية- والذي تمثل في رفض الاختلافات بين الجنسين لم تؤدِّ في الواقع إلى إحداث تغييرات تعزز من مكانة المرأة داخل مجتمعاتها؛ لأنه ارتكز على المرأة فقط كوسيط لذلك التغيير من دون إشراك الرجل والمجتمع في مراحل التخطيط والتنفيذ لعملية التغيير التي تبناها هذا التيار، بل أكثر من ذلك حيث اتسمت عملية التغيير بتنازل المرأة عن كثير من حقوقها، ورفضها لكثير من خصائصها الأنثوية كتخليها عن الزواج وتكوين الأسرة سعيا لإبعاد نفسها من سلطة الرجل وهيمنته.
وقد بدأ الجندر فيمنيست بإعلان الحرب على الأسرة وكل ما يتعلق بها من أدوار ووظائف، وجاءت الأمومة في الصدارة لتصبح المسئولة الأولى عن اللامساواة الموجودة بين المرأة والرجل. تشرح " Ellen Hartman " في ورقة لها نشرت سنة 1990 موقف الجندر فيمنيست من الأسرة بقولها: "إن الشابات الراديكاليات (في نهاية الستينيات) قد اعتبرن الأسرة على أنها -وخاصة الأسرة الغربية الأبوية البرجوازية- مصدر أساسي لاضطهاد النساء، بينما الأسرة لدى الجندر فيمنيست لا تقوم فقط بتعبيد النساء بل إنها اجتماعيا تعيد تنشئة الأطفال حتى يوافقوا على استمرارية الأسرة والزواج واعتبار الأمومة كوظيفة طبيعية" (Dale Oleary ,1995).
فالزواج والإنجاب والأمومة ورعاية الأطفال والعمل المنزلي مفردات حياة مرفوضة لدى الجندر فيمنيست؛ لأنها تخص البعد البيولوجي من حياة المرأة وتقابلها أدوار ووظائف مغايرة للآخر الرجل، ولكي يتحقق التماثل الحقيقي بين الرجال والنساء لا بد من رفض المرأة للأدوار والوظائف المرتبطة بإطار الأسرة والحياة الزوجية، وكان البديل الذي طرحنه ولا يزلن أسوأ بكثير؛ حيث ذهبن إلى الحياة الجنسية الحرة أو الممارسات الجنسية الشاذة بدل الزواج، وتركن الإنجاب ودعون للإنجاب الصناعي -المحدود جدا- ورعاية الأطفال إن وجدت فهي من مهام مؤسسات الحضانة ورعاية الصغار. حيث إن أهم ما تتسم به هذه البدائل هو غلبة القيم الفردية والصراعية أو الندية عليها، ومبدأ ممارسة الجنس لذاته ولمجرد المتعة بعيدا عن وظيفته الاجتماعية.
الأنوثة الغائبة
وقد برهنت الجندر فيمنيست من خلال تطبيق إستراتيجياتها أن الرجل هو المقياس والمثال؛ حيث أصبحت الأدوار والوظائف التي تخص أنوثة المرأة معدومة أو غائبة في الحياة الاجتماعية وبرامج هذه الجماعة، في حين لم يتم إحداث تغيير في أدوار ووظائف الرجل؛ فكانت النتيجة أن المرأة ضحت بخصوصيتها البيولوجية، وبالمقابل لم تحدث التغيير المطلوب في أدوار ووظائف الرجال داخل المجتمعات التي نادت الجندر الفيمنيزم فيها بتحقيق التماثل بين الرجل والمرأة؛ فالذي حدث كان استرجالا للحركة.
الثاني: اتهام الجندر فمنيست لكل الأبنية الاجتماعية والثقافية والسياسية الموجودة داخل مختلف المجتمعات بأنها تساهم في إيجاد واستمرار حالة اللامساواة بين الرجال والنساء وتطالب بدل ذلك بـ:
"إجبار كل النساء وكل الرجال لشغل المواقع والأنشطة بالتساوي، وذلك من أجل إعادة بناء العالم الذي سوف ينعدم فيه طبقية الجنس/الجندر -بمعنى آخر تنعدم فيه الاختلافات البيولوجية بين الجنسين- لأن وجود الاختلاف يؤدي إلى اللامساواة، واللامساواة تؤدي إلى الاضطهاد طبقا لشعارهم: Different is always unequal and unequal is always oppressive" بل وصل الحال بالجندر فمنيست أن يطالبن بـ: "القضاء على الاختلاف بين الجنسين من خلال إجبار الرجال كي يتحملوا نصف عمل المنزل ونصف مسئولية رعاية الأطفال، والأكثر من ذلك إذا وضعت الأطفال في الحضانات يجب أن يكون نصف المربيات من الرجال"! (Dale Oleary ,1995).
تحقيق التماثل
من الواضح أن شعار وإستراتيجية الجندر فيمنيست قد تجاوز قضية الخاص/العام، وكذلك المطالبة بالمساواة بين الرجال والنساء إلى المطالبة بتحقيق التماثل بينهما في الخصائص والوظائف والحقوق والواجبات، وذلك من خلال إعادة صياغة القوانين والهياكل والأبنية الاجتماعية وبما يتلاءم مع رؤيتهن.
وقد تكفلت بذلك المواثيق الدولية الخاصة بالمرأة والطفل والشباب والسكان والإسكان والبيئة بعد أن طغى على اللجان الخاصة بصياغة تلك المواثيق والاتفاقيات نفوذ الجندر فيمنيزم، وأصبحت بنودها تعبر عن مضمون أفكارهن ورؤاهن وإستراتيجياتهن، خاصة بعد أن نفذن بقوة إلى مواقع اتخاذ القرار في أهم المؤسسات الدولية، وخاصة من بداية التسعينيات من القرن العشرين.
وبالرغم من أن الجندر فيمنيست ركزن على أهمية التعليم والتنشئة الاجتماعية في تحقيق التماثل بين الرجال والنساء، إلا أنهن كن ولا يزلن يعطين الأولوية للقوة واستخدام السلطة السياسية وسلطة ونفوذ المؤسسات الدولية في فرض رؤاهن ونموذج الحياة الذي يرينه جديرا بالتعميم في حياة الشعوب والمجتمعات من غير اعتبار لثقافة تلك الشعوب والمجتمعات ونظرتها لحياتها وترتيبها لأولياتها ولا حتى اهتمام بما تريده الشرائح المختلفة من النساء في داخل مجتمعاتهن.
المصادر:
| |
|
|
|
|
|
|
Re: نســاء مسترجلات!! يعني دي آخر التطورات!! (Re: حبيب نورة)
|
حبيب نورة لكن مامبالغة عديل كده ؟ اولا أمبارح كنت وين ياراجل
شغلتنا عليك وصاحبك عادل جبارة قال لي سر انو بعد فلسفة القبل
حايكتب عن ( ..... ) والباقي خليها في سرك . رايك شنو ؟؟
لكن قالوا في المثل من طول الغيبات جاب الغنائم , يعني غيابك
ده كان بسببو , وبعدين وين سيرتك الذاتية عايزين نتعرف أكثر .
| |
|
|
|
|
|
������� ��������� � ������ �������� �� ������� ������ ������� �� ������
�������
�� ���� �������� ����� ������ ����� ������ �� ������� ��� ���� �� ���� ���� ��� ������
|
� Copyright 2001-02
Sudanese
Online All rights
reserved.
|
|