دعواتكم لزميلنا المفكر د.الباقر العفيف بالشفاء العاجل
|
Re: ليرحمه الله رحمة واسعة ... الأمير الشاعر عبد الله الفيصل حبيب السودانيين في ذمة الله (Re: ghariba)
|
Quote: الشاعر الأمير عبدالله الفيصل
أحمد الحربي ــ جدة ولد شاعرنا صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله الفيصل بن عبدالعزيز آل سعود في مدينة الرياض في الخامس عشر من شهر ذي القعدة عام 1341 هجرية الموافق 1922م، وهو الابن الأكبر للملك الشهيد فيصل بن عبدالعزيز آل سعود يرحمه الله، وعاش السنوات الخمسة الأولى من حياته في كنف جده الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن طيب الله ثراه في الرياض ثم انتقل بعد ذلك إلى مكة حيث عاش في كنف والده الملك فيصل الذي كان آنذاك نائب الملك على الحجاز. دراسته
التحق صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله الفيصل بإحدى المدارس الابتدائية في مكة المكرمة، وكان التعليم آنذاك في طوره الأول، فحصل على الشهادة الابتدائية التي كانت من أعلى الشهادات آنذاك في المملكة، ولكنه لم يكتف بشهادته المتواضعة فانكب على التحصيل والمطالعة، وكان ميله إلى الشعر واضحاً، وكان يقرأ في الأدب والتاريخ والسياسة، ولكن الشعر كان أحب الفنون إلى نفسه، وقد قرأ للعديد من الشعراء من امثال طرفة بن العبد والنابغة الذبياني وامرؤ القيس وعنترة وعمر بن أبي ربيعة والمتنبي وإبراهيم ناجي وأحمد شوقي وعلي محمود طه وبدوي الجبل وعمر أبو ريشه. ويجهل الكثيرون أن الأمير الشاعر قد كتب الشعر الشعبي، فهو الذي ولد وعاش في بلاد الجزيرة، في محيط كبير أكثر شعرائه ينظمون الشعر الشعبي الدارج، وقد كان رائعاً ومتميزاً في هذا الجانب، ومن قصائده قصيدة (سقيم الحال) التي يقول فيها: سقيم الحال ليم اللي يلومك يلومك واحد يجهل همومك يعذرك لو يعاني ما تعاني وما تلقاه في ليلك ويومك ويقول في قصيدة (غريب الدار): غريب الدار ما يدري بحاله يغبْطه من جهل شي جراله
يزل الليل كله والمعنّى وحيدٍ ساهرٍ طرفَه لحاله إلى منّه بغى السلوان ساعه يوّن اليا تذكر ما مضى له ورائعة شعبية أخرى يتغنى فيها بالصبا والشوق والحنين، فيقول قل لمحبوبي ترى قلبي صبا مثل ما يعهد على وقت الصبا أيقظت في القلب حبٍ قد خبا وشوشة جاني بها ريح الصّبا وحينما سئل الأمير الشاعر عبدالله الفيصل عن شقيقه الأمير الشاعر خالد الفيصل، قال: "كنت أستاذاً لخالد وهو الآن أستاذي"، وقد تأثر الأمير الشاعر خالد الفيصل بهذه المقولة فكتب قصيدة رائعة يرد فيها بالشكر على جميل الوصف ويدين بالحب والأستاذية لشقيقه الأكبر، وقد حملها مشاعر تفيض بالود والعرفان والاعتراف بأستاذية الأمير عبدالله الفيصل، ومما يقول فيها: يا سيّدي يا خوي يا استاذ عمري علمتني وزن الحكي قبل الأشعار إن جاز لك يا سيّد الشعر شعري تراه من فضلة معانيك تذكار كما كتب أميرنا الشاعر عبدالله الفيصل مرثية في والده فقيد الأمة الملك فيصل بن عبدالعزيز يرحمه الله بعنوان "كيف أنساك يا أبي؟" يقول فيها: أيّ ذكرى تعودُ لي بعد عامٍ لم تزل فيه نازفاتٍ جراحي أيّ شهرٍ، ربيعُ عمري ولّى فيه، وارتاح في ضلوعي التياحي أيّ خطبٍ مروّعٍ كنت أخشاه فأبلى عزمي وفلّ سلاحي أيّ يتمٍ أذلّ كبرَ أنيني وأراني دجى المسا في صباحي أيّ يومٍ ودَعتُ فيه حبيبي ثم أسلمتُ مهجتي للنّواح إنه يوم ميتتي قبل موتي واختلاجُ الضياء في مصباحي إنه يومُ من تمنيتُ لو ظلّ قريباً من هينمات صُداحي
إنه يومُ فيصلٍ خرّ فيه الـ ـطّودُ لله ساجداً، غير صاح
يوم من كان للوجود وجوداً عامراً بالتّقى وكلّ الصلاح
ليتني كنتُ فديةً للذي مات، فماتت من بعده أفراحي
" فيصلي" يامهنداً ما أحبّ الـ ــغمدَ، يوماً، ولا ارتوى من طماح
يا حساماً في قبضة الحقّ والإيــ ـمان سَلّت شباهُ أعظمُ راح راحُ "عبدالعزيز" ملحمةُ العز وأسطورة العُلى والكفاح كيف أرثيك يا أبي بالقوافي وقوافيّ قاصراتُ الجناح كيف أبكيك والخلودُ التقى فيـ ــك شهيداً مجسّماً للفلاح كيف تعلو ابتسامةُ الصفو ثغري كيف تحلو الحياةُ للمُلتاح كيف لا أحسبُ الوجود جحيماً يحتويني في جيئتي ورواحي كيف أقوى على احتباس دموعي وأنا لا أخاف فيك اللاّحي كيف أنساك يا أبي.. كيف يمحو من خيالي خيالك الحُلْوَ ماح؟! ليس لي والذهول أمسى نديمي والأسى رغم وأده فضاحي غيرُ ربّي أرجوه مدّيَ بالصبـ ــر، ولقياكَ في الجنان الفساح وكما كان شاعرنا مميزاً في الشعر الشعبي، فقد كان نجماً بارزاً وعلماً من أعلام الشعر الغنائي الفصيح، فكتب قصيدة "يا مالكاً قلبي" التي يقول فيها: يا مالكاً قلبي يا آسراً حبي قل لي إلى أين المسير طالت لياليه بنا يا فاتناً عمري أخاف أن أمشي آهٍ من الأيام لم تعط من يهوى مناه النهر ظمآن لثغرك العذب في ظلمة الدرب العسير والعمر لو تدري قصير هل انتهى أمري في غربتي وحدي في ظلمة الأسر مالي أحس أنني روح غريب في الحياة وقصيدته الجمــــيلة "مــــن أجــــل عينيــــك" التــــي يقــــول فيهـــــا: من أجل عينيك عشقتُ الهوى وأصبحتْ عيناي بعد الكرى وكنتُ لا ألوي على فتنةٍ حتى إذا طارحتني نظرةً أحسستُ وقد النار في أضلعي وجمّل الدنيا على ما بها يا فاتناً لولاه ما هزّني يا من على أقدامه بعثرت إذا رنا فالزهرُ من حوله وإن شدا أصغتْ إليه الدنُّا وإن مشى كان السّها ركبه هذا فؤادي فامتلك أمرَهُ بخلتُ قبل اليوم عن بذله لأنني أخشى انعدام الوفا وأكره التسيار في روضةٍ لكنني بعدك يا فاتني وبات قلبي بعد تيِه الهوى كل الذي يرجوه من عمرهِ لو شُغِلَ الناسُ بما في الدّنا بعد زمانٍ كنتُ فيه الخَلِي تقول للتسهيِد لا ترحل يحملها غضّ الصّبا المقبل حالمةً من طرفك الأكحل كأنها قامت على مِرجل دفقُ سنا من حسنك الأمثل وجدٌ.. ولا طعم الهوى طاب لي غلائلٌ من ظله المخملي موجُ طيوبٍ سال كالجدول إصغاءة الإصباحِ للبلبل عبر نجومٍ شعشعت من عل واظْلمهُ إن أحببت أو فاعدِل وفي سوى قلبي لم أبخل لدى حبيبٍ فيّ لم يشغل إن لم يكن خطوي في الأوّل أصبحتُ عن كبريَ في معزل أسيرَ حبّ في هواك ابتُلي رجعُ صدىً من شدوكَ المرسل لم يُعْنَ إلا بكَ، أو يُشغَل ونختم بقصيدته الرائعة "ثورة الشك" التي يقول فيها: أكاد أشك في نفسي لأني يقول الناس إنك خنت عهدي وأنت مناي أجمعها مشت بي وقد كان الشباب لغير عود وها أنا فاتني القدر الموالي كأن صباي قد ردت رواه يكذب فيك كل الناس قلبي وكم طافت عليّ ظلال شك كأني طاف بي ركب الليالي على أني أغالط فيك سمعي وما أنا بالمصدق فيك قولاً وبي مما يساورني كثير تعذب في لهيب الشك روحي أجبني إذ سألتك هل صحيح أكاد أشك فيك وأنت مني ولم تحفظ هواي ولم تصني إليك خطى الشباب المطمئن يولي عن فتى في غير أمن بأحلام الشباب ولم يفتني على جفني المسهد أو كأني وتسمع فيك كل الناس أذني أقضت مضجعي واستعبدتني يحدث عنك في الدنيا وعني وتبصر فيك غير الشك عيني ولكني شقيت بحسن ظني من الشجن المؤرق لا تدعني وتشقي بالظنون وبالتمني حديث الناس، خنت، ألم تخني؟
|
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ليرحمه الله رحمة واسعة ... الأمير الشاعر عبد الله الفيصل حبيب السودانيين في ذمة الله (Re: إسماعيل وراق)
|
ألا رحم الله الأمير الشاعر عبد الله الفيصل
شكراً الحبيب وراق ولعلي كنت أبحث عن اسم الفنان الطروب (فنان الفنانين الأستاذ / المرحوم العاقب محمد حسن ) في قائمة اللذين تغنوا بكلمات الأمير الراحل ... ولكن الذي كتب هذا الموضوع قد أغفل هرمنا الفني الجميل العاقب ... ومما يجدر ذكره ان الفنان السوداني دوماً يتناول أطايب الأشعار العربية من خارج السودان فمثلاً العاقب تغنى للأمير عبد الله الفيصل وكابلي تغنى للعقاد ويزيد بن معاوية وابو فراس الحمداني ومحمد الأمين لنزار قباني وحمد الريح لنزار قباني وابو القاسم الشابي والمرحوم سيد خليفة لصلاح عبد الصبور ومصطفى سيد احمد لنزار قباني وزيدان إبراهيم لإبراهيم ناجي والقائمة تطول ... التحية لك اخي وراق والتحية لكل من تغنى بعذب الكلام وهذا إن دل إنما يدل على أن الأغنية السودانية ذات جودة وخصوصية تؤهلها لأن تكون الرائدة إذا وجدت قدر من الاهتمام والعناية . مودتي
| |
|
|
|
|
|
|
|