دعواتكم لزميلنا المفكر د.الباقر العفيف بالشفاء العاجل
|
موسم الهجرة الى عطارد (2)
|
موسم الهجرة الى عطارد (2)
أقلعت بنا المركبة الفضائية من مطار كيب كينيدي مغلفة بزوابع دخانية و هدير محركات الرعد، ما تأتى لنا القاء نظرة أخيرة على الطرقات التي احتفلت بوجودنا لعقود من الزمان، و لاقمنا بعزاء القوم يسعون في الطرقات صرعى لهموم الفواتير و انباء الأقتصاد المزعجة، لم يتأت لمعظمنا اللحاق بمذاق قهوة الأستار بكس ، أو حتي ( سفن الفن) و ذلك اضعف الأيمان، حلقت بنا المركبة في بحر الظلمات، لحظات و نحن خارج نطاق الجاذبية الأرضية ، سبحت قشور الموز و العنكوليب و القفف و المخالي و اكياس التمباك في سماء الكابينة و علب البيرة الفارغة، و براميل بلاستيكية تخص اخوتنا البنغال اتوا بها من مسقط لسبب لا يعلمه الا الله وحده، ثم جاءتنا بشارة القبطان عبر سماعات السقف، مذكرا لنا بأننا قد دخلنا المجال الذي تنعدم فيه فاعلية الزمن، فأطلقنا صيحات النصر بكل اللغات..بوما ياي.. !! و علمنا بأن سنة ضوئية قادمة، لن تكون بذات أثر على هيئتنا وأننا سنصل ( عطارد) بأعمار تعادل التي غادرنا فيها الأرض ، تزيد أو تنقص قليلا. من النافذة كنت أبصر في وضوح، مراكب فضائية عديدة، يقودها بعاعيت و سحاحير و غير قليل من اولاد ود ام بعلو، من كل الفئات و كل الرتب، مركبات تطير بقوة دفع الأجنحة، و بعض بزيت البركة، و بعض بالزعانف. قدمت لنا وجبة العشاء، فول حاجات ، و عكو ضنب الكديس و مشويات من حمام الجحور، سهر على راحتنا طوال الخدمة ، جماعة طيبة منتقاة من شباب التاكا، الا انني عزفت عن الأكل بسبب من اسرافي في تناول الطحنية و جملة من الحلويات التي انتهت صلاحيتها ، اشتهرت ببيعها معظم البقالات الحلال، و كان ذلك قبل مائتي عام بحساب اهل الأرض. طلبت هيدفونز لسماع الموسيقى، اتسلى بها، فجيء بقرون جاموس حي من سلخانة الأزيرقاب، مددت ساقى و بدأت في الأستماع الى موسيقى الدساتيرفي هدوء وصبر، وكان بشير الحبشي مشرفا على احتياجات النساء، ثم انني تحسست حقيبتي، فتحتها، و من بين الأوراق و الأضابير و الصور التذكارية، استللت ورقة عقد العمل العطاردي، كم كنت محظوظا بفوزي بوظيفة ( غرزنجي) في مؤسسة ( جلا لأعمال الكج و السواجير)، تتلخص مهمتي في دق الغرز، ووضع النفاثات في العقد، في طريق كل ناجح و طامح و كل متطلع، ابتسمت في سري اكتفاءا، و تصورت سعادة اهلي و هموا يتلقون النبأ السعيد بقولهم ( يستاهل و الله عامل راسو الكبير ده،من صغير غتيت). خمسمائة عام مضت الى الوراء، فتقلصت ذاكرتي، حتي آلت الى حجم ذاكرة نملة، نسيت دروس العصر، و جر الحبل، و الضعيف يقع و السمين يقيف، و كل ما يمت الى بصلة، عدا حادثة فقدي لطراده يتيمة في موقع مريب بالحصاحيصا، لم أعد أذكر حتي، انني قرأت هذه الجملة المكتوبة بخط انيق على باب كابينة القيادة...داس مشاعرنا و حصل، الا أن العرب اتفقت فيما بينها أن المعني الجائز ، هو أشارة الى أنقلاب عسكري. أمام مقعدي، و على ظهر المقعد الذي يتقدمني، مخلاية، بها صحف و منشورات حزبية، وورق مخصص للتدريب على كتابة ( العمل)، و كرتلات، وورق برنسيس، عليه خاتم ( النوع الأصلي)، لا حاجة للصمغ لأضافة اربعة كروت، اما اكثر من ذلك، فأنه يحذر من الهلوسة، و ربما عدم القدرة على التوقف عن سقاية الريحان حتى لحظة انهيار الحيطة، و حيطة الجيران. وصلنا مطار عطارد، في سنة لا أقدر على رسم رموزها، و لكن دعنا نسميها مجازا ( س13)، و لبهجتي و حسن طالعي و حقنا لتفاؤلي الذي بدأ في التناقص، فأن اسم رجل الجوازات الذي تولى خدمتي، كان للصدفة المريبة ( ع.كباشي)، (فتوجست) خيرا،و حانت مني انتباهة، فرأيت صورة معلقة على الحائط من وراءه، كان يقف فيها مع جملة من الزبانية، فاغرا فاه بكلمة ( جبنة) ، امام مبني من الطوب الأحمر، يطل على النيل الأزرق وجروفه الخضراء، لا هو بفندق، و ما هو بالملهى، و لا دار عبادة، و لا مكان تلتقي فيه الأسر للأنس و المؤانسة، تراه من موقعك أن كنت عابرا على الكبري الذي تواضع الناس على تسميته ( كبري الجيش)، و حركات الجيش، و عظم امره عند الخلق حتى سموا حيا كاملا بأسمه، تخليدا و اعجابا، و غنت البنات- بلابل الجزيرة – في هذا المعنى، أغنية حب خالدة تقول كلماتها..سجن كوبر يا المسجونة فوقو..جوني العوازل و جابو ليا روقو..الخ الخ. كنت مجهدا حين ودعت ( كباشي)، فلم اتبين لافتة صغيرة في صالة الوصول ، مكتوب عليها ( بني كجة اونلي)، حتى دلني عليها عفريت ناشىء من اولاد ( صنقعت)، تبعت اتجاه السهم ، حتى اتيت الى ساحة تشبه ساحة ميدان الأمم المتحدة في زمن منقرض، و هنالك رأيت ( قيزان الليمون) اب ماركة، منصوبة يئز الذباب و اناث الأنوفليس على حوافها مثل ( نحل في البرية هائم)، أو كما قال الشاعر، تآنست و جمع البني كجة، و تطرقنا في معرض حوستنا المعرفية، الى ما آل اليه امر الأقتصاد الأمريكي،و خلصنا في لحظة صدق نادرة، الى أن سبب الأنهيار الرئيسي حدث نتيجة لتغول ( دبايب) العالم الثالث، قدموا ارض الخال سام، يقصون قصصا عن الظلم و المسغبة ، فاضت لها الأعين الزرقاء دمعا و دما، و انفطرت لهولها قلوب الشقراوات الغير عذراوات، حزنا و اسفا، حكايا عن القهر و الفقر، و التهميش و الأستبداد، فتولتهم و تولتنا جهات رحيمة، و اسكنتهم كلاكلات جديدة، و صرفت لنا الشورتات، و هدايا ( ميكي) و ( سمير)، و التقوا بسوبرمان و الوطواط الذي لا يزال ( عزابي)، و بلغ العطف بالرجل الأبيض مبلغا ، حتى صرح ذات يوم (ياخي مش البيت الأبيض ده زاتو شيلو)، فشلناو. ثم اشتد عود المهاجرين، فأشتروا العقار، و بدأوا في مغازلة السستم، فأخذوا شيكات الويلفير حتى و أن لم يستحقوها، و اشتروا بالثمن البخس شيكات فقراء السود، و أعطوهم مقابلها قوارير ( الريد بول) الباردة، و بعض كراك، و عبث بعضهم بالقوانين التي تحكم التجارة بين الولايات، فهاجروا بالسجائر ( اعتمادا على نظرية الشنطة) ، من أقاصي الجنوب الى أقاصي الشمال، فأصابوا ربحا، و أختبأوا من جباة الضرائب بكل مظلات الخداع الممكنة، و صرف بعضهم عوائد الضرائب آخر العام، بأسماء افراد اسرة لا يعيشون في امريكا، و آخرون ناموا على مراتب محشوة بالدولارات حتى لا يتورطوا في تحسين نظم الحياة في المدن التي آوتهم في أحضانها في المقام الأول، و قد أتانا من نبأ الصواميل، أن حاكم ولاية بكى و شكا لطوب الأرض من أمر قضاءهم على الأخضر و اليابس في ولايته الآمنة، و أعلانه عن انهيار نظام رعاية ولايته الأجتماعي و الصحي، و الذي ظل صامدا في وثوق و مفخرة طوال ثلاثمائة عام، حتي امتلات المستشفيات بالدبايب ، كل يحلم بميلاد باكورة انتاجه على ثرى الأمبراطورية الرومانية، وحم و فحوصات، و تشهي، حتى يخرج ( قرمبوز) راضيا مرضيا، يحمل الجواز ، ينمو و يترعرع، بأتجاه ( مامون حميدة)، او يعلن عن انضمامه لجمعية الهكر الخيرية. بدأنا اول عهدنا بسرقة الكيبل، و ارقام التلفونات العالمية، و التي تولت ادارة بيعها علنا في (تايم سكوير)، قيادات تنظيمات شباب جزر الكاريبي، تصل الفاتورة الى السيدة ( ماري سميث) في نهاية الشهر، ثلاثة الاف دولار محادثات، الى الدويم و لاغوس و تنقاسي السوق و كشمير و كينغستون و حفر الباطن و السيدة زينب ، و خمسمائة لغة و لهجة لا تتقن منها السيدة ( ماري سميث) سوى لهجة الجنوب الأمريكي...هاودى!!!! ثم ظهر تقاة المواقع في جزيرة العرب، و الذين يصرون على ختم تشكراتهم لسارق السوفتوير ، بآية قرآنية مشكلة مرتلة، و الحاق ذلك بطلب بسيط ( ابي الكيجين تبع الفوتوشوب الله يخليك، ترى المرة الأولى ما ظبط معي يا ابو سامر). عينهم الغزاة و قطاع الطرق ، الذين قضوا على حضارة تمبكتو من قبل، أما الصينينون، فلا عمل لهم عدا ( الداون لود)، لكل شىء، الأفلام و الأغاني و اسرار الحملة الأنتخابية، ما أن تسهو عن كوب قهوة، الا و انزلوه ساخنا. بقي امر بطاقات الأئتمان، و لذلك حديث آخر. حملت حقائبي، و خرجت الى معانقة طرقات منفاى الجديد، ترقد امامي مدينة ( عنكاص) في هدوء و دعة، ثم أخذتني عربة الأجرة التى تجرها السحالي لقضاء ليلتي الأولى في فندق ( دخل ايدك في الجراب..أوعى من الفاضي).
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: موسم الهجرة الى عطارد (2) (Re: Tagelsir Elmelik)
|
أمنت باللخبطة!!!!
سلامات تاج السر عليك الله في رحلاتك المكوكية دي لو قابلت اب صلعة القادم اليكم من الخرطوم ( حتلقاه لابس طربوش احمر اصلو جايي من لولية) قول ليه : وما كانت الا صلعة واحدة...
Quote: و الضعيف يقع و السمين يقيف، |
عقدتي التاريخية..
| |
|
|
|
|
|
|
Re: موسم الهجرة الى عطارد (2) (Re: ريهان الريح الشاذلي)
|
ريهان
فرحانين بى اطلالتك اليومين دي ظهر عندنا Alien من الفضاء الخارجي موقف الحركة و عندو صلعه ياهو ده القاصداهو؟؟؟ سميناهو الجازالوت، آفة كدة تمشي على قدمين، ادينا بالله ريبورت سريع عن كيفية مواجهة الموقف، تحت تحت سمعنا انو اختار اسم ( منعم) لمزيد من التنكر، و بيغني اغنيات ابو عركي بأستمرار.. سنوافيك بتفاصيل اوسع الملك
| |
|
|
|
|
|
|
|