|
عمر احساس..اغنية الريح و النجمات
|
عمر احساس..اغنية الريح و النجمات رحلة العودة الى الطفولة
يا بوى ....صمت ...يابوى ..انت وين؟؟ يرن الموبايل الذى ما انقطع عن النداء بصوت ( أواب) , و عندما يجيب ( عمر احساس) النداء..(هالو)..كل الأحتمالات كانت ترقد فى دهشة الفرح الصبى الذى ينتاب (عمر)..الصوت القادم من وراء الأثير صوت كل الأطفال فى كاس, وبرارى الحريق , و الديم و مية و اربعطاشر , المعجبين, البلديات, كل له الضحكة الواثقة المجلجلة التى لا تخطىء الأذن صاحبها , يبتسم ( عمر) , رغما عن احساسه المضاعف بالألم, محتفيا ببهجة الأطفال المقدسة و ينشأ فارعا يغنى للريح للنجمات لكل الناس و لرذاذ الموية الببل الريق للجمام و كما السيل , تنصب الموسيقى , كالهدير , كالكرامات , كالتعويذة , ( بغنيلك...) , ام انها ( دارفور), أم المرأة (الفندوك) ,ام انها آلهة الرجاء , ام قدلة الخيل و انسراب النيل , ام انها طرقات الأمل على باب الخراب المتصدع؟؟ ابوى... يطوف العالم , يمنح كل ما يملك , لقاء لحظة من البشر تهيم كغيمة على صهد دارفور , مقابل وعد بأن الأطفال سوف يستيقظون كل صبح على صوت الجرس , اجراس الفصول و الفصول , لا على هدير القصف و حلكة النهار, لقاء وعد ( التاما) و الداجو و المساليت و الفور و العركيين , و كل قبائل السودان , بمصافحة ضوء النهار بمباركة الود و الأخاء , وعد الليل يضج بهزيم الفرح و المودة , وعد البيوت تشرع ابوابها لقرى الأضياف , وعد الصدور مناصا و مأوى للعيال , وعد السواعد للفلاح والبناء.. حلم ( عمر) بالوحدة لا يدركه الوهن و لا يعتوره قنوط ولا نصب , يقطر انسانية فى حديثه , و يتجلى سودانية باهية أصيلة فى تقاطيعه , يتحلب دفقا من حيوية العاطفة الحرى فى غناءه. يا أبوك...أنا اغنى للسودان , اغنى ( النمسا), و اتخيل..و أحلم مطلقا..و عبر الأطلنطى , غنينا ( انديانا) , و ( فيرجينيا) , و ( فيلادلفيا) و فى الطريق مدد, و حواضر و امسيات قادمة للرنين , و لسوف نعود الى أطفال ( كاس) , بالكراريس, و الأحاجى , و دروس الحساب, و لسوف ننفض عن مآقينا ضباب البؤس و المسغبة , و لسوف نرسم بالماء الشمس تشرق على ( ازوم) تنير ضفاف الذهب و( البتاق) دارفور بلدنا راجيانا نعمل و نعلى شأنا نخلى الفرقة و مشاكل الفتنة و تعود الفتنا السودان وطنا ارضا سلاحنا و السلام يعم ديارنا نصون عشرتنا...شعوب الأرض خلاص عرفتنا هذا نزيف الرجال الصامت, يقاومون البارود بخضرة الحياة, من موطن وجع الصبر ..سنأتى يا ( أواب) , سحائب حبلى بخضرة الهشاب , و الخروب و السيال , و سطوة المرعى , و الحق سيبقى فى بسطام ما بقى فى بسطام رجال, يتفيؤون ظل الأصالة الوافر , و مطايا العزة و يقتدون بحداء الهداى..و يتكلمون ( سوا).. نمس الأرض و نتمايل كل ما نفرح نبقى نحنا و نحنا نكون...
تاج السر الملك
|
|
|
|
|
|