دعواتكم لزميلنا المفكر د.الباقر العفيف بالشفاء العاجل
|
تداعيات رجل الكهف
|
تداعيات رجل الكهف في مقام الفندلة
Free from desire, you realize the mystery. Caught in desire, you see only the manifestations. لاوتسو
سقطت امرأتي ذات نهار، أسرى شباك بريدها الألكتروني، حاولت النهوض، فانتفت داخل صدفة وهمها الطاريء بالسلامة، تبقى منها بعد الحدث خدشا على الجدار يدل عليها، خدش لا يبلى كما يبلى الرداء، معتق كخمر ( ديونيسيس). كانت حبلى في شهرها الأخير، فاشتهت ( التمر) في يدي، و البرق الذي يطوق ساعدي، فاحتملتهاو طفلنا الأول حتى حدود النهر، مسحت جسدها بالطمي، و أجلستها على ظهر الماموث في حذر، صاحت من جذل وهو يرفع مؤخرته يحاول النهوض على سوقه الخلفية، و عندما اعتدل و استوى على سوقه الأربع، الهبته بسياط عبثها، فانكمش الماموث داخل صدفة وهمه الطاريء، و تهايل من علياءه و انهار مثل تمثال الرمل، و انمحي أثره مثل امحاء اثر الندى في هاجرة منتصف النهار. غضبت امرأتي من فعله، فقامت تلملم أغراض جمعها و التقاطها، و فكت القيود عن أعقاب عواطفها الجائحة، فتصاعد الموج في في نهر رغائبها حتى كاد ان يبتلعني، و عند ما اقتربت مني اشباح الغرق مقدار دمعة، همت غيمتها، و انطفا الماء قبل ان يفتك بسحره ذرات التراب.
تبدى لي الكهف واسعا عقب رحيلها حينما انقضى النهار، أغلقت النوافذ بحجارة الصوان، و تمددت في ظلمة المكان و هدوءه، اتسلى بفك الغموض عن الغاز رسائلها، فاهتديت الى حقيقة ان جدران الكهف و قلبي اسمين لشيء واحد، و ان قلبي ما هو الا حجر صوان لا ينفذ من خلاله الضوء، و في المدى السحيق، كانت امرأتي تبدو و هى توسع النهر ركلا، و تذيقه ضروبا من عذاب عناده المارق عن الطاف شرائع الغاب، و لما لم يستجب لعسفها، اصابته بحجر مقتلع من اسطورة ( تريستان و ايزولت)،فقتلته، و ادعت موتها حزنا عليه في صحف الصباح، و نعت فيمن نعت، كلمة سرها، و كينونتها، و بعض ذكريات قديمة نقشت على حجر الصوان، ذكريات ما برحت تطفو على سطح النهر، كلما عاودتها ساعات نقمتها.
مات النهر، والماموث، و اعتصمت امرأتي خلف ستار اسمها المستعار (جين اوستن)، و الذي يعرفها به جيل كامل من قبائل العناكب، ورواد الأقمار الصناعية و الأطباق الطائرة، ظل الهاتف يرن في ذاكرتها بلا انقطاع، و حينما يكل منه العزم، يتوسد قطن أحلامها فيكف عن الصياح، سكنت امرأتي احلام امها، و استسلمت الى جبروت الأسطورةالتى نشأت قبل عقود حجرية ممعنة في القدم، راودتني عن نفسي بتعابير منتقاة من لغة اضطرارية موقوتة، لغة تفوح منها روائح دخان الطلح ملونة بلون دم التفاحة الذبيحة، ادركني النعاس فتوسدت قطن أحلامها، ووضعت عصابة من نسيج الأساطير على عيني و نمت.
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: تداعيات رجل الكهف (Re: Tagelsir Elmelik)
|
في الليلة التي سبقت اغتيالي، خبأت امرأتي الحجرية قفاز يدي اليسرى، فتجمدت اصابعي من البرد، شكوت الى سادن المبنى، و لعله لم يكترث فمنحني حذاءا قديما، و في المساء قامت بصب الماء و الزيت على شرائح عقلي و الملح، ومن خلال شاشات الكريستال المذاب، شهدت اصدقائها، يهزون في محاباتها، سيوفا من الصدف و السيليكون، في وجه عدوها الأفتراضي، بينما اختبأت أنا في لفائف جلابيبها، اتحسس ساقيها المتوردتين بالتردد، وقفت عند حدود حقول قمحها و أنا الهث، رايت الدروب التي سار عليها الغجر الذين يخطيء من يظن بأنهم قوقازيون، و لكنهم نازيون و نساءهم الملتحيات، يقرأن البخت و الطالع، و يتقاضين الثمن نيابة عن الله. كانت سحبها-امرأتي- قد فرغت لتوها من جدل الرعد و هذيانه، تمطت و تثاءبت مللا في حضرة السندباد، يقص اكاذيبه عن بيضة الرخ، حتى انكرت الأفعي ما حكاه عنها، و اصيب قرد ( الباندورا) بالشلل النصفي، فتوقفت أنا عن أدارة الذراع الحديدية التى تنبعث الموسيقى عند اكتمال دورتها، و احتبست رسائل امرأتي و تأجل رفعها الى السماء مثل صلاة اهلت ليغوث و يعوق و نسرا، أدرت الذراع في الأتجاه المعاكس و القوم في شغل عني، فادركت ما فاتني من الأحداث، فرايت القرد و قد عاد الى هيئته الأولى، اميرا على خراسان و بابل. عاد الماموث في صحبة البرق الذي يشع عبر نوافذ الطائرة، سكن الرعب في قلبه، و نفذ عبره الى بواطن الوعي، نما غيظ مكبوت، وعادت الى الوجود عادات ذهنية سرية، جنادر و بنادر وزق ورق، و نساء ( طاويات)، وقفن في سوح مستديرة، و جدي ضرير يقف في الوسط، ليس تماما، لا يدري موقعه من المركز، و لكنه قانع مستسلم لقدره، و الى حبر ابتسامة ارتسمت على شفتيه، تشابهت عليه النساء في ظلمة ضوءه، فاختلطت ملامحهن و روائحهن ومناسك الطاو، و تمددن على افق روحه ، صرعى تنتهكهن سنابك الخيل، و مزامير الرعاة. تحول الضياء الى حدث عابر في مخيلة جدي، و حارت الرؤية الى اسراب من نحل يطوف في احداقه بلا انقطاع، و لكنه واصل الأبتسام حتي جف الحبر على شفتيه، همس في لطف بالغ (ما الذي ستفعلانه بكل هذا الحب؟؟؟)، فنشبت الحرب بيننا ساعتئذ، و التجأت أمرأتي الى خندق عدونا الأفتراضي، ثم اختبأت في جوف تمثال مجوف لقطة تضاجع سياميا ضليلا.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: تداعيات رجل الكهف (Re: Tagelsir Elmelik)
|
داوم الرسول الرقمي على حمل المناجاة الحائرة، مدعوما بأيقونات الضحك تارة و البكاء و السخرية و الدهشة و التحسرتارات أخر، و عناق صامت بين أقواس صامتة بلهاء، و نحل يطوف في حدقات جدي، و طنين الماكينة في يد الحلاق الصيني فوق اذني، يشققها في طريقه للعبث بشعري الأكرت، نزفت اذني اليمنى من خدوش رفيعة مستقيمة متقاطعة، ثلاثة ايام و الأمطار تهطل فوق ( واشنطن)، و لم يبتل الأسفلت، و لكنه نفث ضبابا حائرا لم يقو على الصعود اكثر من مسافة قدم واحد ثم تداعى، ثم عاد ثم اعتكر ثم حار سخاما فوق رداء جدي الأبيض، ثم انجلى عن شرطي يربض وراء النزل القديم يستجوب العاهرات اللواتي قضين الليلة السابقة لأحتلال البصرة في أحضان سائقي الشاحنات دون اذن للعمل، يطارحن بموجبه الغرام السفلة منهم، الذين ينتظرون الأذن بالسفر و حاوياتهم خاوية، و شفاههم الممتدة ألى الأمام بفعل حشوها بتبغ ( كوبنهاغن)، يتابعون اخبار البورصة و كساد عاطفة امراتي، حينما تسرب العشق من بين اصابعها، مثل طفل مضى في رفقة الغجراو قذف به أخوته في غيابة الجب.
و مضت (هاجر) في بحثها عن الماء لصغيرها الظاميء، و عبرت في غفلة حزنها، اتوسترادا مضيئا، بهرتها الأضواء و المتاجر، و فوق الأرصفة عرض الباعة المتجولين مقتنيات نادرة سرقت لتوها من متحف بغداد القديم، و اقتيدت امام ناظريها نساء الكرخ سبايا الى طائرة الهيركيوليز الفاغرة اشداقها في صمت و بلاهة رابضة الى جانب العتبات المقدسة، عادت ( هاجر) في حسرتها و تحولت الى ايقونة في دهشتها. تواصل الحوار بيننا في دقة ساعة الكوارتز، بيننا و بين آخرين لا نفصح عن وجودهم وننكر حتى الأعتراف بحقيقة شأننا معهم، أو حقيقة أعجابنا الحفي بمظهر ذواتنا من خلالهم، و أحتفاءنا بطوافهم في مداراتنا مثل النحل فى ذاكرة جدي البصرية، نحل عاقر يلسع اكثر مما يلد شهدا، يخز ولا يموت من جهد الوخز. كانت الوحشة تقربنا، حينما عبرنا البحر الذي انفلق بالعصا ، لم تكن الجنة بل الصحراء ترقد في الضفة المقابلة، و عهود من البكاء و الخوف و الحنين، ودهر من التيه.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: تداعيات رجل الكهف (Re: Tagelsir Elmelik)
|
( غايتو يا ابوالسُره .. ربنااحضرنا بل َ الالوان )
..
هكذا يا صديقى ..
كعادة كتاباتك فى منذ الأحمسه ..
تتوخى خُرماً للدخول الى النص ..
لتشرع بعدها كل الابواب ..
اثمن الكتابات ياصاحبى
ما يخرق العادى
ويفتك بالملل
.
.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: تداعيات رجل الكهف (Re: khatab)
|
Quote: ( غايتو يا ابوالسُره .. ربنااحضرنا بل َ الالوان ) |
Ya Khattab You:ve been there many times you need to come back to VA untill then have a good time in TX
Nashoofak Gareeeb salam Elmelik
| |
|
|
|
|
|
|
|