بابيلون - باب اللون (1)

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 03-19-2024, 10:35 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مكتبة تاج السر حسن محمد الملك (Tagelsir Elmelik)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
08-15-2010, 06:17 PM

Tagelsir Elmelik
<aTagelsir Elmelik
تاريخ التسجيل: 11-25-2004
مجموع المشاركات: 4028

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
بابيلون - باب اللون (1)

    بابيلون - باب اللون (1)

    *تحطمنا الأيام حتى كأننا زجاج و لكن لا يعاد له سبك ( المعري)

    *أيخون إنسان دمُه؟؟؟ ( الكتيابي)
    All my life I have been a nomad, I have wandered, rootless.
    Every place I have settled in, I have been forced to flee, Every certainty
    I have been taught, I have cast aside. Ayaan Hisri Ali


    ليلة في مبتدأ أغسطس، و الصيف في إغفاءة قصيرة، يعود بعدها يلوح بهواء معطون في الرطوبة، هادراً بروائح العرق، و على سطح مسرح مرتجل، وقفت الراقصة الشرقية، و حولها انتثرت قطع الأوراق النقدية من فئة الدولار الواحد، يكنسها ليجمعها في كيس من البلاستيك، عامل عجوز يعمل في صمت و عدم اكتراث، الصالة مكتظة بالبشر، من كل الفئات و الأجناس و الألوان، وأواب يطوف عليهم مثل عسكر المقدوني، ونفايا الدرق و متقاعدي السافاك و الموساد، و نساء كن إلى عهد قريب، يحسبن أيام الجوع في معسكرات الإغاثة، أملاً في لقاء أقاربهن. رائحة الويسكي و البيرة و اللفائف و النسكافيه، و موسيقى منطمسة التفاصيل، غريبة الملامح تلفح الوجوه حين تفح رغباتها الجائرة، و حين فتح الباب تلقته بدهشة و نظرات منكسرة من الحياء، لم تكن تتوقع وجوده هذه الساعة في منزل الطباخ العجوز المتقاعد، ذوت رغبتها و هوت، و تناثرت أمام ناظريها، تدحرجت حبة حبة ، و سقطت جميعها في بئر من الإشفاق، جلست يتبادلان تحية وشوق غامض ، و قبيل أن تمتد يد الخيبة لتزهق ما تبقى من روح في صدف آمالها المنتقاة، أشار إليها ناحية المائدة التي تنتصب في منتصفها زجاجة ( المارتيني) مشجعاً، ابتسمت في شوق و تأبت، ثم همت ، ثم تمنعت، و لكنها دقت بأصابعها مجتمعة، في عصبية على موقع بين ثدييها، و نطقت
    ( البتاع ده بقا يعمل لى ألم في الحتة دي)
    و ما كان اعتذارا، حين فضت ختم علبة البيرة في لهفة، أكفأت رأسها إلى الوراء في سرعة خاطفة، و ارتدت به و علبة البيرة فارغة في يدها، و كان اعتذارا و قبولاً
    النمشي اصلي العشا و اجي
    و مضت إلى الداخل، عاد الطباخ العجوز المتقاعد و في يده طبق ( الجمبري) المسلوق، و قال بأنه سمع صوتها، ( جات؟؟)، ألقى بسؤاله و رائحتها تملأ المكان و كأنه من أمره في شك، ( مشت تصلي) أجابه الآخر دون وعى و كأن الأمر عادي وهو ليس كذلك، ابتسما معا في سخرية، و تباينت دوافع المكر في نفسيهما.
    تأتي أمسيات الصيف كل يوم متأخرة عن موعدها، و السحب العابرة ، و لغط المدينة يوغل في وحشيته و تبذله، عادت تجهر بالأدعية، و عيون زائغة، و بعد ساعة من معاقرتها للزجاجة، شهدها الرجلين من موقعهما، و رأسها يتأرجح كبندول ساعة طائش، يتحرك في كل الاتجاهات، دون اعتبار للزمن، أو لعله يسرف في الكيد له. كانت تهذي من فرح حل محل الضيق، مثل كوب ماء بارد في لظى جهنم، لم تعد لها سيطرة على جسدها المترهل، تدفق ماء الصبا على وجهها المستدير، و جري جداولا، و عندما أدرك الماء أطراف حذاءه، غمزته بعينها و كأنها لم تعد تدري أي من الرجلين هو، و همست في أذنه ( انشدنا)، فأنشدها :
    (أتماثل في حضرة الحب، عفواً، هل يحمل الصمت معنىً، و كل الذي أهم ببوح/ لهاتي من الدمع خضراء/ و كل مسالك حلقي، من العشب سالكة للسكون، هل يمنح الوصل بعض شفاء؟؟/ و روحك تفتح درباً لروحي، و قلبك أنشودة للهوى/ تفتق عنها وحيح جروحي، و بعض ضرام، و فوق قروحي تزهر خولة نبض قصيدة، و أعلم أن الغرام الحقيقي يبقى بغير ختام)، قالت غن لنا، قال ( سيبني في عز الجمر)، قالت:
    يلا يا جماعه على باب اللون
    بابيلون يا حاجة
    باب اللون، بابا لون بابليون ودونا و خلاص
    تحامل الطباخ المتقاعد العجوز على نفسه، و صاح وهو يتعثر في رتق من أسمال شبابه، ولسانه ملتصق بلهاته
    نمشي باب اللون
    بابيلون انت كمان، بابل بابل على السنة البلابل.
    أخذهما معاً في سيارته، حدثهما بعدم رغبته في دخول (بابيلون)، و قال في نبرة استعلاء بأنه توقف عن ارتياد مثل هذه الأمكنة، منذ زواجه قبل خمس سنوات، و لكنه وجد نفسه تلك الليلة داخل (بابيلون)، أما لعظم غيظه لأن أحدا لم يصغ إلى مرافعته، أو لرغبته في الالتصاق بها، ظل يلامسها في كل المواقع من جسدها المستتر تحت عباءة الكحول، ظل يلاصقها ببراءة متعمدة و قصد مبيت، و لكنها لم تحفل به، نصف نائمة تهذي... باب اللون...باب اللون، رقصت مثل بالون منتفخ، تطوح يمينا و يسارا، مشدودة بخيط رقيق إلى يد طفل، يجرها عنوة إلى أسفل كلما همت بالتحليق
    سوري يا جماعة
    التصقت بسطح المصباح الساخن ، فانفجرت.

    رؤية أم درمان عبر ( الرؤيا) للعالم *
    ( و أخبرني النبي (ص)، أن كل التدابير التي اتخذتها كانت صحيحة، كقتل صالح الكباشي و ابن ابى روف، و دارفور، و ما ألحقناه بالشكرية و البطاحين و تدابيرنا في العاصمة إلى آخره، و أخبرني النبي ( ص)، أن الله تعالى جعلني صاحب هداية كل العالم ووضعه تحت يدي الآن).
    قلت أنشدنا، قال: لم يأت أحد إلى بابل سائحاً، بل جاءوا غزاة،غير أن من بين الجنود، تراجمة و سائسي خيل وزارعي نخل، و حفظة قرآن و منشدي شعر، و خرجت بغداد في الزفرة الأولي، حرى، سقطت الشناشيل و الموطة و الشربت و العرق الزحلاوي، و رسالة خالدة رواها ( عفلق) عن ( الرصافي) من قبل أن يفض ختمها و احتمالاتها ناشر، أغمضت الطرقات عين، و ظلت بالأخرى تغذي فضولها.
    (يا جنابك الزول ده قالى يا ود أم فلوس، قمت لكزتو بالعصاية لكيزة كدي)، فتحلقنا ننظر جسده المشع و نحن في عجب من ألأمر .
    أجاب ( أيفريم) الشرطي فقال بأنه اطلق اسم (Menopause) على اللوحة، تبدى الانزعاج على وجه صاحبة صالة العرض، لم تخف اعجابها باللوحة، و لم تخف ضيقها باسمها، قالت و هي تزيحها من أمام وجهها هربا إلى اللوحة التي تليها ( الم تجد أفضل من الاسم ؟؟)، ولكنه و بعناد إفريقي تعود المساومة، ظل يدافع عن وجهة نظره حتى ودت لو أنها لم تسأله، و لكنها لم تجد بداً من زجره حين تطرق في حديثه دون مناسبة، إلى أقاصيص لقاءاته و عاهرات ( امستردام افنيو)، نظرت إلى أصابع كفيه ، و أشارت في تقزز إلى القذارة الملتصقة تحت أظافره، و لكنه لم يع القصد أو انه تعداه و تعدي مغزى الإساءة، فابتسم في بلاهة، و تحدث بفرنسية سليمة حين تناقص منسوب الإنجليزية في ذاكرته، انتبهت إليه كمن يفيق من حلم ( اسود يتحدث الفرنسية؟؟؟)، أجابها ( وي)، ثم عادت يقودها فضول الأنثى و سألته عن السعر الذي يدفعه للعاهرات في المواقعة الواحدة، أجاب بسرعة ( أطناشر دولار)، ضحكت بصوت ارتج له سكون الصالة وقالت ( و لماذا اطناشر دولار و ليس عشرة أو خمسطاشر؟؟)، هز رأسه بطريقة تقبل القسمة على إجابتين، لا أدري، أو أنه عنى..هكذا!!!
    (كم تطلب ثمناً للوحة؟؟)
    ( خمسمائة دولار) أجابها
    أعطته المبلغ نقداً، و فاجأته ( كم تدفع ثمناً لمواقعتي؟؟؟) ، أجابها في توكيد و حزم ( لاشيء), أعطته اثني عشر دولارا إضافية وهي تبتسم، فتحلب ريقه و اشتهى في ساعته مواقعة بورتوريكية تسكن قبالة مرسمه، و عندما غاب وراء بوابة اللون، قامت بتمزيق اللوحة بيديها في حنق، و احتفظت بالجزء الذي يحمل توقيعه فقط.

    لم يأت أحد إلى بابل بائعاً أو مشترياً، , لكن الفقر يغري بالتسلل و الفضول و الحسد، فضول صوفي و حسد ابلغ صوفية منه، يتناسل البشر المسيحيون، فيلدون أجيالاً لتشهد قيامة المسيح أن لم تتح لهم شهادة قيامته، و يلد اليهوديين أجيالاً لتشهد قيامته و لتصلبه مرة أخرى، و في فترة الانتظار يتقاتلون تسرية و إزجاء للفراغ ، يبلغ بهم الضجر مبلغأ يجعلهم يأخذون أمر هذه الدنيا بجدية حتي مشت جنازير مدرعاتهم فوق ما تبقي من أثر على طرقات بابيلون، فامحت سيرتها من الذاكرة إلى الأبد، و يأت التاريخ مكذوباً و السينما و الفيديوتيب يصدقونه و يصنعون من أكاذيبه مادة للتسلية.

    رأيتهم في ( وادي الحدادة)، قال رئيسهم البدوي الأردني مباهياً ( هاذولي الزلم السوادنة حفظة قرآن)، و لجت معهم أقبية و أجحاراً مثل الثموديين يقطنونها، و البرد قارس قارص، يلتفون حول نار ( الصوبا) ( عليك النبي دفي قلبك بكباية الشاى دي)، و خبيزة ( أها دي بتنفعك اكان عندك مرا، و الله تقوم منها و عمتك فوق كتفك)، و للضحك صرير يسبح في مجرة اللاجدوى في جلابيب شابية، متورمي الأصابع ما أصابهم القنوط من رحمة تتنزل عليهم، لا يملون انتظار مسيح يأتي في موعده، قبل حلول موعد نفاد فترة الإقامة، و حين أتى كان في هيئة طالب يدرس في يوغوسلافيا، أتقن تزوير الفيزا، فمنح كلا منهم سنة كاملة يتدبرون فيها أمرهم، مسيح أتي يعبر جسر ( الينبي) من الضفة و القطاع و حتى ( كوبري بحري)، وكل أهل عقيدة ينتظرون أحدا سوف يأتي، يسمونه و يتذاكرون سماته، يسمون أبنائهم تيمناً به، أو أملاً في يكون أحدهم المنتظر فلا يضطر لتغيير أسمه، و في أحايين ينتخبونه من بينهم، و في معظمها الأحايين، يولد من داخل يأسهم ممتطيا ظهر مدرعة من مدرعات ( الشجرة)، و في المساء تصيبه حمى ( الشيشة) التي ازدهر سوقها، فيجلس في ظفر لكي (يشيش)، و ما أن يفرغ حتى يعمد إلى نكاح أفئدتهم و عقولهم النازفة، و ما يلبث الشعراء أن يسوغوا جرأته و بسالته و جسارته، يبيعون قصائدهم التالفة مثل الخضار التالف، و لا يجد المغني الهرم بدا من الشدو بأفضاله، و يلتف حوله أهل الأوزار و الأستوزار، و حين يبح صوت العاطلات عن الجمال، يتواصين بالصبر حين لا يجدن خيارا صالحا غيره، ثم يرحلن إلى ( بابيلون) في ظلمات ليالي أغسطس الدافئة، و لا يعدن إلا مطلع الفجر، متوسلات إلى ضباب الغسق ينشدن معاً (ليت الحوادث باعتني الذي أخذت).

    (عدل بواسطة Tagelsir Elmelik on 08-15-2010, 06:21 PM)
    (عدل بواسطة Tagelsir Elmelik on 09-22-2010, 04:00 PM)

                  

08-15-2010, 06:26 PM

خضر حسين خليل
<aخضر حسين خليل
تاريخ التسجيل: 12-18-2003
مجموع المشاركات: 15087

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: بابيلون - باب اللون (1) (Re: Tagelsir Elmelik)

    ياخ كتر خيرك عديل يا تاجو
    أنقذتني والله العظيم من برامج التلفزيون بعد الافطار


    كتابة زي الكتابة ياصديق
                  

08-15-2010, 06:38 PM

Tagelsir Elmelik
<aTagelsir Elmelik
تاريخ التسجيل: 11-25-2004
مجموع المشاركات: 4028

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: بابيلون - باب اللون (1) (Re: خضر حسين خليل)

    تسلم يا أخي العزيز خضر
    و رمضانك كريم
                  

08-16-2010, 01:36 AM

Tagelsir Elmelik
<aTagelsir Elmelik
تاريخ التسجيل: 11-25-2004
مجموع المشاركات: 4028

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: بابيلون - باب اللون (1) (Re: Tagelsir Elmelik)

    hl=en_US">hl=en_US" type="application/x-shockwave-flash" allowscriptaccess="always" allowfullscreen="true" width="480" height="385">
                  

08-16-2010, 01:07 PM

سيف النصر محي الدين محمد أحمد

تاريخ التسجيل: 04-12-2011
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: بابيلون - باب اللون (1) (Re: Tagelsir Elmelik)

    Quote: يسمون أبنائهم تيمناً به، أو أملاً في يكون أحدهم المنتظر فلا يضطر لتغيير أسمه

    سلامات يا تاج السر.
                  

08-17-2010, 00:09 AM

Tagelsir Elmelik
<aTagelsir Elmelik
تاريخ التسجيل: 11-25-2004
مجموع المشاركات: 4028

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: بابيلون - باب اللون (1) (Re: سيف النصر محي الدين محمد أحمد)

    رمضان كريم عليك يا سيف
                  

08-17-2010, 00:24 AM

خدر
<aخدر
تاريخ التسجيل: 02-07-2005
مجموع المشاركات: 13188

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: بابيلون - باب اللون (1) (Re: Tagelsir Elmelik)

                  

08-17-2010, 04:54 PM

Tagelsir Elmelik
<aTagelsir Elmelik
تاريخ التسجيل: 11-25-2004
مجموع المشاركات: 4028

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: بابيلون - باب اللون (1) (Re: خدر)

    يا خدر
    يا ريت تنزل مقابلة تانية برسل ليك اللنك
                  

08-20-2010, 05:07 PM

Tagelsir Elmelik
<aTagelsir Elmelik
تاريخ التسجيل: 11-25-2004
مجموع المشاركات: 4028

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: بابيلون - باب اللون (1) (Re: Tagelsir Elmelik)

    * السودان ، جدلية التركيب - ابو القاسم حاج حمد
                  

08-21-2010, 04:22 PM

rosemen osman
<arosemen osman
تاريخ التسجيل: 06-06-2008
مجموع المشاركات: 2916

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: بابيلون - باب اللون (1) (Re: Tagelsir Elmelik)

    جن اللون او قيل جنيلون ..يا تاجنا يديك العافية وكل سنة وكتابتك أكثر جن وبلبلة :)
                  

08-21-2010, 08:02 PM

Tagelsir Elmelik
<aTagelsir Elmelik
تاريخ التسجيل: 11-25-2004
مجموع المشاركات: 4028

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: بابيلون - باب اللون (1) (Re: rosemen osman)

    [BOLD

    المصلبة

    وحين التصقت فوهة المسدس بعنقي، كادت روحي تذهب فرقاً، حتى سمعت صوته العميق يردد ( أنشد)، قلت ما أنا بمنشد، قال ( أنشد)، قلت ما أنا بمنشد، أربد وجهه بالغضب و ضغط على قطعة الصلب الباردة، حتى أحسست باستدارة الفوهة ترسم وشماً على جلدي، انشدت كلاما نسيت معظمه، و هذا ما تبقى لى منه ، عظام أهزوجة يائسة
    His Spirit in smoke ascended to high heaven*.
    His father, by the cruelest way of pain,
    Had bidden him to his bosom once again;
    The awful sin remained still unforgiven.
    All night a bright and solitary star
    (Perchance the one that ever guided him,
    Yet gave him up at last to Fate's wild whim)
    Hung pitifully o'er the swinging char.
    Day dawned, and soon the mixed crowds came to view
    The ghastly body swaying in the sun
    The women thronged to look, but never a one
    Showed sorrow in her eyes of steely blue;
    And little lads, lynchers that were to be,
    Danced round the dreadful thing in fiendish glee.
    Claude Mc Kay


    رؤية سنسميلية
    اقتصد الشيخ الذي سكن ( هاكنساك) في كلامه في الأيام ألخير، لم يعد يسرف في الحديث كعادته، يبتسم بأناة ودرامية وثقة حين وقوع الأمر الجلل، و حين يمرقن أمام ناريه، خرساوات الألسن، مقيدات الكواحل برسم الحناء، وصبغة الحياء المصطنع، عابقات بدخان الطلح و الشاف و رسوم الحناء، يستسلمن إلى غوايته المقدسة في صمت و خنوع.
    أدعى الشيخ بعد أن فرغ من حبس شياطينه في غرفة معتمة خلف خلوته، بأن الناس حين يموتون، يذهبون إلى الكوكب العظيم، يتخلصون من أجسادهم في تراب هذا الكوكب، و أن قشرة سطح الأرض رهيفة لن تقوى على مقاومة أختراق كرة النار التي تمور في دواخلها، و أنها -اي قشرة الأرض- ستنفلق- تحت تداعي الحمم لا محالة، و أن أرواح الناس ستتقمص الطحالب و البكتريا و بعض أنواع الأميبات، تتقمص الروح المجهريات حتى لا تتبدد طاقاتها في طاقة انفجارات النجوم العظيمة، بينما يتاح لها التنزه على ظهور المذنبات، دون أجهزة عصبية حتى لا تحس بالآم الحريق العظيم، تجوس الفضاء حرة طليقة ، تمارس اعلي حالات تجليها، تشهد الأرض من علياء السديم عارية تشف عن بؤسها و سأمها العميق، كاشفة عن عللها و تناقضاتها خاضعة لسلطان الزمن يقودها إلى البلى و الفناء.
    أوصانا بالا نقعد عن التكاثر، و مطارحة النساء بركة الفراش، حتى يبلين أو نبلى نحن، وان نساوم غيرهن حتى يغادرن أجسادهن، أو نغادرنحن أجسادنا حينما يصيبها النفاد، تاركين بقية عناقيد السلسلة تلحق بنا، كما التحقنا نحن بأسلافنا، فان لم نقدر على اللحاق بالمذنب، فأولى بنا أن نسكن أصداف الصراصير و الفراش و النمل و الذباب و البعوض و صدف البحر، حتى موعد ميقات كوني ابدي، يتشظى فيه النجم، فنلحق ببقايا حجارته قبل أن يسحقنا أحفادنا بأرجلهم الدقيقة، أو بالمبيدات الكيماوية.

    في الصباح الباكر، تمددت البوارج على نهر الهدسون، و على الرصيف الخشبي، وقف ثلاثة من رجال المافيا، حالمين بإثارة الرعب في نفوس سابلة الصبح، يبوء سعيهم كل مرة إلى سعال و أنفاس مبهورة، و على امتداد المحلات التجارية في ( برودواى)، تخيروا ضحيتهم للبدء في جمع الإتاوات، يحملونها إلى الشيخ الذي يسكن ( هاكنساك)، ثلاثة أسماؤهم (توني)، (توني)، و ( توني)، عبروا الطريق من ناحية سينما ( لوز)، في ناحية ( ويست اند)، وفي البقالة الكبيرة التي يؤمها فناني مسارح ( برودواي)، المغمورين، جلس اليهودي الأيراني الشاب، يرقب قدومهم دون رغبة في الترحيب بهم، و لكنه استعد بوضع المال في مظروف ابيض، ناوله في قرف إلى عامله الهندي، و أشار إلى عماله ففهموا أن كل شيء سيكون على ما يرام، و في السرداب قبض العامل المكسيكي على لص، تسلل عبر فتحة التهوية التي تطل على شارع جانبي، من جلبة الطابق الأرضي و عواء ###### الحراسة، خرج العامل و في يده اللص الضئيل، أفرغوا حمولة جيوبه من الخبز الجاف، و العنب، وأفرغوا فؤاده من أمل في رحمة، ارتعد من الخوف و الجوع و الحيرة، أشبعوه لكما و لطماً ، و داعبوا في عطف و حنو و أعجاب ظهر الروح التي تقمصت جسد ( الدوبرمان)، فأظهر امتنانه بعينين مثل برتقالتين مختنقتين في أفق الضباب، حرك ذيله و ما تبقى من أذنيه، جاء الشرطي بعد أن عاين الفتحة التي نفذ منها اللص، هز رأسه بدون معنى أو قصد، و لم ينس كوب القهوة المجاني، و الفطائر المسكرة المزينة بفصوص الشوكولاتة، قذف باللص في عزلة المقعد الخلفي مقيداً يديه وراء ظهره، عوت السيارة في بطولة و هي تحمله إلى قسم ( الداون تاون)، أطلق ( توني) و ( توني) و ( توني) ضحكات صاخبة و هم يرقبون المشهد، فانتهوا بلهاث و أنفاس مبهورة، وانحنى كل منهم يقبل الصليب الذهبي المعلق على عنقه، فبدوا في تبتلهم مثل إبطال مسرحية في برودواي، تهم بالانتهاء، هنيهة قبل أن يسدل الستار.
                  

08-21-2010, 08:29 PM

عبدالوهاب علي الحاج
<aعبدالوهاب علي الحاج
تاريخ التسجيل: 07-03-2008
مجموع المشاركات: 10548

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: بابيلون - باب اللون (1) (Re: Tagelsir Elmelik)

    يديك العافية ياتاجو
    ورمضان كريم ياحبيب
                  

08-21-2010, 10:11 PM

Tagelsir Elmelik
<aTagelsir Elmelik
تاريخ التسجيل: 11-25-2004
مجموع المشاركات: 4028

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: بابيلون - باب اللون (1) (Re: عبدالوهاب علي الحاج)

    lynching-gs100th2.jpg Hosting at Sudaneseonline.com
                  

08-22-2010, 02:01 PM

Tagelsir Elmelik
<aTagelsir Elmelik
تاريخ التسجيل: 11-25-2004
مجموع المشاركات: 4028

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: بابيلون - باب اللون (1) (Re: عبدالوهاب علي الحاج)

    عبد الوهاب السول بروزر العميق

    طبعا ده يكون اول رمضام تدكو
    ربنا يديك العافية اضعافا مضاعفة

    و تعيد على خير و خيرين
    الملك
                  

08-21-2010, 10:50 PM

fadlabi
<afadlabi
تاريخ التسجيل: 12-13-2004
مجموع المشاركات: 4116

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: بابيلون - باب اللون (1) (Re: Tagelsir Elmelik)

    amin
                  

08-22-2010, 02:03 PM

Tagelsir Elmelik
<aTagelsir Elmelik
تاريخ التسجيل: 11-25-2004
مجموع المشاركات: 4028

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: بابيلون - باب اللون (1) (Re: fadlabi)

    الفاضلابي الفنان

    طولنا منك و الله و لك وحشة
    سعيد بأطلالتك
    و أتمنى أن تكون زيارتك لنيويورك قيد التأمل
    الملك
                  

08-22-2010, 01:59 PM

Tagelsir Elmelik
<aTagelsir Elmelik
تاريخ التسجيل: 11-25-2004
مجموع المشاركات: 4028

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: بابيلون - باب اللون (1) (Re: rosemen osman)

    Quote: جن اللون او قيل جنيلون ..يا تاجنا يديك العافية وكل سنة وكتابتك أكثر جن وبلبلة :)


    روزمين الصديقة و ظلال المحبة الوارفة
    التوايلايت زون اليومين دي حابكة
    و الشبكة شغالة

    تحياتي ليك و للينيات
    تاج السر
                  

08-22-2010, 03:15 PM

قيقراوي
<aقيقراوي
تاريخ التسجيل: 02-22-2008
مجموع المشاركات: 10380

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: بابيلون - باب اللون (1) (Re: Tagelsir Elmelik)

    يا ملك
                  

08-23-2010, 02:41 PM

Tagelsir Elmelik
<aTagelsir Elmelik
تاريخ التسجيل: 11-25-2004
مجموع المشاركات: 4028

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: بابيلون - باب اللون (1) (Re: قيقراوي)

    Quote:
    يا ملك


    القيقراوي
                  

09-01-2010, 06:31 PM

Tagelsir Elmelik
<aTagelsir Elmelik
تاريخ التسجيل: 11-25-2004
مجموع المشاركات: 4028

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: بابيلون - باب اللون (1) (Re: Tagelsir Elmelik)

    Quote: منازل الأحرار

    حديث الفنان:
    ( لم تعد عيني ويدي تتفقان على فعل شيء، عيني ترى شيئاً، ويدي ترسم شيئاً آخر، تعبت يا سادتي من محاولات التوفيق بينهما، فقررت أن أهجر الرسم و إلى الأبد).
    و من يومها و الرسام يبيع الألوان في الأسواق و لا يرسم هو، يحدث زبائنه من داخل محنة شغف العنين بامرأة العزيز عن ألوانه، و تعتريه الغيرة بين الفينة و الأخرى و الناس يحملون ألوانه إلى مخابئهم العطنة، ويتداركه اليأس حين يرى الحب القائم بين عيون الآخرين و أياديهم، و في ليلة حلم بأنه عاد إلى سابق عهده، استطال أمد الحلم تلك الليلة، فبدأ في رسم الجدارية التي طالما سكنت خواطره، تدفقت الرؤى كحال مسيل الماء العذب، و غير العذب أحياناً، تدافعت غيوم مرحة بيضاء على أفق ازرق داكن الزرقة، و التف رجال و نساء كطوق منمنم، حول إيقاع ماجن أليف، يختبيء في ساعد شجرة من الحراز، و كلاب بنظارات سوداء، يرقبون المشهد في سكون، فكأنما أصنام قدت من حميم بركان ( بومبي) عقب الزلزلة، غير أن الدوالي لما تزل خضرتها مشرقة، و العنب ينهض من بين فجاج (الأوقيانوس) ناضجاً تحرسه أفعى ( الغيتا)، و التوائم جئن يحملن اسمين غير متقاربين، واحدة ( سعدية)، و الأخرى ( قسمة)، و الحبوبة التي تكفلت بحبهما، عملت ( فراشة) في المدارس الداخلية، و ابنتها في المستشفي خادمة للمرضى و أساطين الحكمة، و كان لهن مولى، بدد الإفرنج عماد عرشه في ( كورتي)، أنحى بنقمته على ( الوراقين) وسافر إلى ( الصعيد) مفلساً، فرمت به الأقدار في ( مدني)، و لما لم يكن يحمل شهادة، و لا يتقن حرفة، فقد اكتفى بوظيفة ( المراسلة) في شركة النور ، و لكنهن ظللن على عهدهن وولاءهن له، كانت الحبوبة و بنتها يصنعن له خمره، و يقمن ليالي ( الزار) في السر، رغما عن صدي إيقاعها الماجن الأليف ، كان نبيهن ( بشير) يخرجهن من إعسار الحياة دون وعد منه بجنة ولا وعيد بجحيم، ذرفت النساء دموع القهر، بكين من حنين إلى القبة الخضراء و النخل يحف بها، والفراش و دمقس و طرز من حرير، و أفراس بيضاء، و صوار لمراكب الريح التي اختلقها ( دافنشي)، زرق و صفر و حمر، و حنين إلى رجال تخطفتهم ذئاب البرية، و رصاص الإفرنج، فعاشت النسوة في كنف الصبر، يقتتن عشب القصائد المغناة
    أيامي الحلوة القضيتا معاك ..... أيام.
    و حين يحتدم أوار الطقوس، تعتمر الجدة قبعة المآمير الإفرنج، منتشية بسحر الألوان في ثيابها، تهبط الأحلام على قلبها في لزوجة الشمع المنصهر و شظايا الثلج و الزجاج المهشم، ولا يلبث الأسى يعصف بها، حتى تدق موقعاً بين ثدييها، صائحة من حرقة و تسليم .
    قامت القيامة في الصباح الباكر، و جلس الضباط الأصدقاء الأحرار يهنئون أنفسهم و الناس، و نصبوا أنفسهم حكاماً و شرفاء، قيل أنهم جاؤوا من ( جبيت)، لبست ( التومات) زى الطلائع، وقفن في صف واحد مع ولى العهد، رددن أناشيد مفعمة بالأمل و السلوى، ظللن تحت الضوء حتى بهتت الألوان، و أذن آذن للناس بالانصراف.
    مضت الغيوم المرحة، و تحول المشهد في أرضية الجدارية إلى رمادي قاتم، و بقيت الكلاب في الركن القصي ترقب من خلال النظارات السوداء الوالي و قد بقي وحيداً، بلا أمل ولا حيلة، توسد ذراعه عندما انطفأت مصابيح الطرقات، و رقد تحت ظل الحرازة يحلم بقتل الوراقين، و حين أدرك من بغيته ما أراد، ركضت الكلاب داخل حلمه من فرح بالدم الأحمر يسيل من جثث الوراقين.



    سودان فوراول
                  

09-22-2010, 04:04 PM

Tagelsir Elmelik
<aTagelsir Elmelik
تاريخ التسجيل: 11-25-2004
مجموع المشاركات: 4028

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: بابيلون - باب اللون (1) (Re: Tagelsir Elmelik)

    تعديل اسم شاعر القصيدة الى ( الكتيابي)
    بسبب من سوء الذاكرة كتبت ( المكاشفي)
    و القصيدة قرأتها بخط شاعرها في جريدة ( السواني)
    حين بعث بها إبان كارثة السيول و الفيضانات في العام 88
    اتمنى أن أجد النص الكامل لنشره.
                  

09-22-2010, 08:50 PM

معتصم محمد صالح
<aمعتصم محمد صالح
تاريخ التسجيل: 07-14-2007
مجموع المشاركات: 7293

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: بابيلون - باب اللون (1) (Re: Tagelsir Elmelik)

    طاعم
                  

09-29-2010, 10:05 PM

Tagelsir Elmelik
<aTagelsir Elmelik
تاريخ التسجيل: 11-25-2004
مجموع المشاركات: 4028

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: بابيلون - باب اللون (1) (Re: معتصم محمد صالح)

    Thank you Motasim
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de