|
Re: بابيلون - باب اللون (1) (Re: rosemen osman)
|
[BOLD
المصلبة
وحين التصقت فوهة المسدس بعنقي، كادت روحي تذهب فرقاً، حتى سمعت صوته العميق يردد ( أنشد)، قلت ما أنا بمنشد، قال ( أنشد)، قلت ما أنا بمنشد، أربد وجهه بالغضب و ضغط على قطعة الصلب الباردة، حتى أحسست باستدارة الفوهة ترسم وشماً على جلدي، انشدت كلاما نسيت معظمه، و هذا ما تبقى لى منه ، عظام أهزوجة يائسة His Spirit in smoke ascended to high heaven*. His father, by the cruelest way of pain, Had bidden him to his bosom once again; The awful sin remained still unforgiven. All night a bright and solitary star (Perchance the one that ever guided him, Yet gave him up at last to Fate's wild whim) Hung pitifully o'er the swinging char. Day dawned, and soon the mixed crowds came to view The ghastly body swaying in the sun The women thronged to look, but never a one Showed sorrow in her eyes of steely blue; And little lads, lynchers that were to be, Danced round the dreadful thing in fiendish glee. Claude Mc Kay
رؤية سنسميلية اقتصد الشيخ الذي سكن ( هاكنساك) في كلامه في الأيام ألخير، لم يعد يسرف في الحديث كعادته، يبتسم بأناة ودرامية وثقة حين وقوع الأمر الجلل، و حين يمرقن أمام ناريه، خرساوات الألسن، مقيدات الكواحل برسم الحناء، وصبغة الحياء المصطنع، عابقات بدخان الطلح و الشاف و رسوم الحناء، يستسلمن إلى غوايته المقدسة في صمت و خنوع. أدعى الشيخ بعد أن فرغ من حبس شياطينه في غرفة معتمة خلف خلوته، بأن الناس حين يموتون، يذهبون إلى الكوكب العظيم، يتخلصون من أجسادهم في تراب هذا الكوكب، و أن قشرة سطح الأرض رهيفة لن تقوى على مقاومة أختراق كرة النار التي تمور في دواخلها، و أنها -اي قشرة الأرض- ستنفلق- تحت تداعي الحمم لا محالة، و أن أرواح الناس ستتقمص الطحالب و البكتريا و بعض أنواع الأميبات، تتقمص الروح المجهريات حتى لا تتبدد طاقاتها في طاقة انفجارات النجوم العظيمة، بينما يتاح لها التنزه على ظهور المذنبات، دون أجهزة عصبية حتى لا تحس بالآم الحريق العظيم، تجوس الفضاء حرة طليقة ، تمارس اعلي حالات تجليها، تشهد الأرض من علياء السديم عارية تشف عن بؤسها و سأمها العميق، كاشفة عن عللها و تناقضاتها خاضعة لسلطان الزمن يقودها إلى البلى و الفناء. أوصانا بالا نقعد عن التكاثر، و مطارحة النساء بركة الفراش، حتى يبلين أو نبلى نحن، وان نساوم غيرهن حتى يغادرن أجسادهن، أو نغادرنحن أجسادنا حينما يصيبها النفاد، تاركين بقية عناقيد السلسلة تلحق بنا، كما التحقنا نحن بأسلافنا، فان لم نقدر على اللحاق بالمذنب، فأولى بنا أن نسكن أصداف الصراصير و الفراش و النمل و الذباب و البعوض و صدف البحر، حتى موعد ميقات كوني ابدي، يتشظى فيه النجم، فنلحق ببقايا حجارته قبل أن يسحقنا أحفادنا بأرجلهم الدقيقة، أو بالمبيدات الكيماوية.
في الصباح الباكر، تمددت البوارج على نهر الهدسون، و على الرصيف الخشبي، وقف ثلاثة من رجال المافيا، حالمين بإثارة الرعب في نفوس سابلة الصبح، يبوء سعيهم كل مرة إلى سعال و أنفاس مبهورة، و على امتداد المحلات التجارية في ( برودواى)، تخيروا ضحيتهم للبدء في جمع الإتاوات، يحملونها إلى الشيخ الذي يسكن ( هاكنساك)، ثلاثة أسماؤهم (توني)، (توني)، و ( توني)، عبروا الطريق من ناحية سينما ( لوز)، في ناحية ( ويست اند)، وفي البقالة الكبيرة التي يؤمها فناني مسارح ( برودواي)، المغمورين، جلس اليهودي الأيراني الشاب، يرقب قدومهم دون رغبة في الترحيب بهم، و لكنه استعد بوضع المال في مظروف ابيض، ناوله في قرف إلى عامله الهندي، و أشار إلى عماله ففهموا أن كل شيء سيكون على ما يرام، و في السرداب قبض العامل المكسيكي على لص، تسلل عبر فتحة التهوية التي تطل على شارع جانبي، من جلبة الطابق الأرضي و عواء ###### الحراسة، خرج العامل و في يده اللص الضئيل، أفرغوا حمولة جيوبه من الخبز الجاف، و العنب، وأفرغوا فؤاده من أمل في رحمة، ارتعد من الخوف و الجوع و الحيرة، أشبعوه لكما و لطماً ، و داعبوا في عطف و حنو و أعجاب ظهر الروح التي تقمصت جسد ( الدوبرمان)، فأظهر امتنانه بعينين مثل برتقالتين مختنقتين في أفق الضباب، حرك ذيله و ما تبقى من أذنيه، جاء الشرطي بعد أن عاين الفتحة التي نفذ منها اللص، هز رأسه بدون معنى أو قصد، و لم ينس كوب القهوة المجاني، و الفطائر المسكرة المزينة بفصوص الشوكولاتة، قذف باللص في عزلة المقعد الخلفي مقيداً يديه وراء ظهره، عوت السيارة في بطولة و هي تحمله إلى قسم ( الداون تاون)، أطلق ( توني) و ( توني) و ( توني) ضحكات صاخبة و هم يرقبون المشهد، فانتهوا بلهاث و أنفاس مبهورة، وانحنى كل منهم يقبل الصليب الذهبي المعلق على عنقه، فبدوا في تبتلهم مثل إبطال مسرحية في برودواي، تهم بالانتهاء، هنيهة قبل أن يسدل الستار.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: بابيلون - باب اللون (1) (Re: rosemen osman)
|
Quote: جن اللون او قيل جنيلون ..يا تاجنا يديك العافية وكل سنة وكتابتك أكثر جن وبلبلة :) |
روزمين الصديقة و ظلال المحبة الوارفة التوايلايت زون اليومين دي حابكة و الشبكة شغالة
تحياتي ليك و للينيات تاج السر
| |
|
|
|
|
|
|
Re: بابيلون - باب اللون (1) (Re: Tagelsir Elmelik)
|
Quote: منازل الأحرار
حديث الفنان: ( لم تعد عيني ويدي تتفقان على فعل شيء، عيني ترى شيئاً، ويدي ترسم شيئاً آخر، تعبت يا سادتي من محاولات التوفيق بينهما، فقررت أن أهجر الرسم و إلى الأبد). و من يومها و الرسام يبيع الألوان في الأسواق و لا يرسم هو، يحدث زبائنه من داخل محنة شغف العنين بامرأة العزيز عن ألوانه، و تعتريه الغيرة بين الفينة و الأخرى و الناس يحملون ألوانه إلى مخابئهم العطنة، ويتداركه اليأس حين يرى الحب القائم بين عيون الآخرين و أياديهم، و في ليلة حلم بأنه عاد إلى سابق عهده، استطال أمد الحلم تلك الليلة، فبدأ في رسم الجدارية التي طالما سكنت خواطره، تدفقت الرؤى كحال مسيل الماء العذب، و غير العذب أحياناً، تدافعت غيوم مرحة بيضاء على أفق ازرق داكن الزرقة، و التف رجال و نساء كطوق منمنم، حول إيقاع ماجن أليف، يختبيء في ساعد شجرة من الحراز، و كلاب بنظارات سوداء، يرقبون المشهد في سكون، فكأنما أصنام قدت من حميم بركان ( بومبي) عقب الزلزلة، غير أن الدوالي لما تزل خضرتها مشرقة، و العنب ينهض من بين فجاج (الأوقيانوس) ناضجاً تحرسه أفعى ( الغيتا)، و التوائم جئن يحملن اسمين غير متقاربين، واحدة ( سعدية)، و الأخرى ( قسمة)، و الحبوبة التي تكفلت بحبهما، عملت ( فراشة) في المدارس الداخلية، و ابنتها في المستشفي خادمة للمرضى و أساطين الحكمة، و كان لهن مولى، بدد الإفرنج عماد عرشه في ( كورتي)، أنحى بنقمته على ( الوراقين) وسافر إلى ( الصعيد) مفلساً، فرمت به الأقدار في ( مدني)، و لما لم يكن يحمل شهادة، و لا يتقن حرفة، فقد اكتفى بوظيفة ( المراسلة) في شركة النور ، و لكنهن ظللن على عهدهن وولاءهن له، كانت الحبوبة و بنتها يصنعن له خمره، و يقمن ليالي ( الزار) في السر، رغما عن صدي إيقاعها الماجن الأليف ، كان نبيهن ( بشير) يخرجهن من إعسار الحياة دون وعد منه بجنة ولا وعيد بجحيم، ذرفت النساء دموع القهر، بكين من حنين إلى القبة الخضراء و النخل يحف بها، والفراش و دمقس و طرز من حرير، و أفراس بيضاء، و صوار لمراكب الريح التي اختلقها ( دافنشي)، زرق و صفر و حمر، و حنين إلى رجال تخطفتهم ذئاب البرية، و رصاص الإفرنج، فعاشت النسوة في كنف الصبر، يقتتن عشب القصائد المغناة أيامي الحلوة القضيتا معاك ..... أيام. و حين يحتدم أوار الطقوس، تعتمر الجدة قبعة المآمير الإفرنج، منتشية بسحر الألوان في ثيابها، تهبط الأحلام على قلبها في لزوجة الشمع المنصهر و شظايا الثلج و الزجاج المهشم، ولا يلبث الأسى يعصف بها، حتى تدق موقعاً بين ثدييها، صائحة من حرقة و تسليم . قامت القيامة في الصباح الباكر، و جلس الضباط الأصدقاء الأحرار يهنئون أنفسهم و الناس، و نصبوا أنفسهم حكاماً و شرفاء، قيل أنهم جاؤوا من ( جبيت)، لبست ( التومات) زى الطلائع، وقفن في صف واحد مع ولى العهد، رددن أناشيد مفعمة بالأمل و السلوى، ظللن تحت الضوء حتى بهتت الألوان، و أذن آذن للناس بالانصراف. مضت الغيوم المرحة، و تحول المشهد في أرضية الجدارية إلى رمادي قاتم، و بقيت الكلاب في الركن القصي ترقب من خلال النظارات السوداء الوالي و قد بقي وحيداً، بلا أمل ولا حيلة، توسد ذراعه عندما انطفأت مصابيح الطرقات، و رقد تحت ظل الحرازة يحلم بقتل الوراقين، و حين أدرك من بغيته ما أراد، ركضت الكلاب داخل حلمه من فرح بالدم الأحمر يسيل من جثث الوراقين. |
سودان فوراول
| |
|
|
|
|
|
|
Re: بابيلون - باب اللون (1) (Re: Tagelsir Elmelik)
|
تعديل اسم شاعر القصيدة الى ( الكتيابي) بسبب من سوء الذاكرة كتبت ( المكاشفي) و القصيدة قرأتها بخط شاعرها في جريدة ( السواني) حين بعث بها إبان كارثة السيول و الفيضانات في العام 88 اتمنى أن أجد النص الكامل لنشره.
| |
|
|
|
|
|
|
|