دعواتكم لزميلنا المفكر د.الباقر العفيف بالشفاء العاجل
|
شـهداء رمضان حرم ، حنجيب التار بالـدم .. أناشـيد
|
أعزائـي .. المجـد للشـهداء الذيـن هـم أكـرم منـا جميعـا :
هـذه أناشـيد تمجـد شـهداء رمضـان .. بصـوت زيادة النور ، وعبير علي وبنت أحد الشهداء .. والأناشـيد تم تسجيلها في حفل قبل عامين .. ونأسف لرداءة التسجيل لأنه على الهواء مباشرة ..
مـع الشـكر العميق للرائع عصـام أحمد .. الذي كان له القدح المعلى في هذا البوست ..
ولنبـدأ بالسـلام الجمهـوري ، والتعليق المصاحـب له :
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: شـهداء رمضان حرم ، حنجيب التار بالـدم .. أناشـيد (Re: حسين يوسف احمد)
|
Quote: بصـوت زيادة النور ، وعبير علي وبنت أحد الشهداء .. والأناشـيد تم تسجيلها في حفل قبل عامين ..
|
السيد / حسيـــن
ماهذا العبث الذى تغرق فيه أنت وحزب البعث عبر تزييف التاريخ وحصيلة مجهود أبناء شهداء رمضان
وأسرهم ومن هو زيادة النور وعبير على ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
أريد أن أتحدث عن التجربه واقولها بثقه تـــأمه (لاعــــلآقه لحزب البعث والأسماء التى ذكرتها أنت بهذا التسجيل ولو زياد النور ده قاعد خليه يجى ويقول عنده علاقه بشريط أبناء وأسر شهداء حركة 28 رمضان )
وأنا أتمنى إنه حزب البعث يكون عنده كورال بهذه القوه!!!!!!
أرجو تعديل المعلومات المذكوره أعلاه فى بوستك...
وأنا ماداير أتكلم عن المعرض والحاجات الكتيره الشالوها البعثيين من الأسر وقالو دى حاجاتهم
وصـــلت لدرجة إنك تقول الكورال حزب البعث مساهم فيه .....
الكورال ده عمل أبناء الشهداء وهذه الحقيقه يجب أن تعيها ويعيها حزبكم الذى مازال يفقد الحركه
عظمتها عبر حديثه بأنها قامت من داخل حزب البعث وعن أشياء كثيره لا أريد الحديث عنها الأن ......
| |
|
|
|
|
|
|
Re: شـهداء رمضان حرم ، حنجيب التار بالـدم .. أناشـيد (Re: أيمن عادل أمين)
|
أيمن العزيز .. تحياتي وتقديري ..
يبدو أنك تلوثت بسؤ اختيار مفردات الحوار عزيزي .. ألم يكن من الأفضل أن تختار عبارات محترمة تجعل حبل الود ممتدا .. لا عليك .. يبدو أن هذا مرضا عاما ..
Quote: ماهذا العبث الذى تغرق فيه أنت وحزب البعث عبر تزييف التاريخ وحصيلة مجهود أبناء شهداء رمضان |
بل أنت يا صغيري من يجدر بك أن تترك هذا العبث .. لأنه في الأساس أنا لن أتحدث عن حزب البعث على الاطلاق .. ولكنها محاولة خبيثة ومكشوفة منك لتسرق جهود حزبنا ونضاله .. وطالما أردت أن تتحدث عن حزبنا فأعلم يا صديقي أن من قادوا ونفذوا حركة رمضان المجيدة هم من أفضل العناصر البعثية في القوات المسلحة . أعلم يا عزيزي أن الكدرو وبلول وخالد الزين ...الخ هم رفاق ينتمون لحزب البعث العربي الاشتراكي . وحين قاموا بعملهم البطولي هذا قاموا به لأن عقيدتهم البعثية كانت هي الدافع وهي المحرك .. تماما كما تقدم الرفيق الشهيد محمد الحسن فضل الله جماهير شعبنا في انتفاضة مارس أبريل المجيدة فكان هو الشهيد الوحدي الذي ينتمي لحزب سياسي .. وأيضا دافعه ومحركه كان الانتماء لحزب البعث العربي الاشتراكي ..
هكذا حزب البعث العربي الاشتراكي ، يدفع بأبنائه إلى ساحات النضال .. ويندفعون وهم يحملون أحلام وآمال هذه الأمة .. فالحزب الذي يقدم خيرة مناضليه فداء للوطن والحرية لا يمكن أن يمارس العبث .. أنت من يجدر بك أن تحترم ذاتك وتحترم الحزب الذي أنجب هؤلاء الأبطال ورباهم وأنشأهم .. حزبنا يا صديقي ربى هؤلاء الشهداء على أن يضعون قضايانا على مستوى الحياة أو الموت ..
حزب البعث رباهم وربانا على أن نطوي صفحة الضعفاء الذين يقابلون مصائب الوطن بالبكاء وبأن يقولوا "لا حول ولا قوة إلا بالله"، .. صفحة النفعيين الذين ملأوا جيوبهم ثم قالوا" (لا داعي للعجلة، كل شيء يتم بالتطور البطيء)، صفحة الجبناء الذين يعترفون بفساد المجتمع اذا ما خلوا لأنفسهم حتى اذا خرجوا إلى الطريق كانوا أول من يطأطىء رأسه لهذه المفاسد..
حزبنا ربى هؤلاء الأبطال ويربينا على أن نجابه المعضلات العامة ببرودة العقل ولهيب الايمان، وأن نجاهرون بأفكارنا ولو وقف ضدنا أهل الارض جميعا.. وأن نسير في الحياة عراة النفوس.
تربينا نحن ورفاقنا بحركة رمضان أن تكون حياتنا هؤلاء خطا واضحا مستقيما لا فرق بين باطنها وظاهرها ولا تناقض بين يومها وأمسها.. فلا يقال عنا "نعم.. سارق ولكنه يخدم وطنه" ولا نقود في الصباح مظاهرة ونأكل في المساء على مائدة الظالمين ، كما يفعل اليوم من يتبجحون بحركة رمضان !!
أهؤلاء هم الذين يمارسون العبث !! خسئت يا صديقي ..
Quote: ومن هو زيادة النور وعبير على ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ |
هم مبدعون آمنوا بأن الكلمة يمكنها أن تضئ دروب النضال .. هم مبدعون آمنوا بأن هؤلاء الشهداء أكرم منا جميعا .. فنذروا أنفسهم وموسيقاهم للقضية .. أمثال هؤلاء لا يمكنك أن تعرفهم عزيزي ..
Quote: أريد أن أتحدث عن التجربه واقولها بثقه تـــأمه (لاعــــلآقه لحزب البعث والأسماء التى ذكرتها أنت بهذا التسجيل ولو زياد النور ده قاعد خليه يجى ويقول عنده علاقه بشريط أبناء وأسر شهداء حركة 28 رمضان ) |
ألم أقل لك أنك تمارس العبث على أصوله !! وأنا أتحداك وأتحدى مليون زيك (لو وجدوا) أن تقول لي اين ومتى نسبت هذا التسجيل لحزب البعث .. يبدو أنك أعمى بصر وبصيرة !! أما الأساتذة زيادة وعبير وبقية العقد الجميل فهم أعضاء فعليين في هذا العمل .. ولا يمتنون بذلك ، لأن هذا أقل ما يمكن أن يقدموه ..
Quote: وأنا أتمنى إنه حزب البعث يكون عنده كورال بهذه القوه!!!!!! |
حسنا تابع المنبر فقط !!! وحينها ستجد الأناشيد واضحة وصريحة ، تتغنى بالحزب وبالعروبة وبالنضال الوطني .. يجب عليك أن تفرق يا عزيزي بين العمل الذي تتكاتف فيه مختلف الجهود والعمل الحزبي الخاص !!!
Quote: وأنا ماداير أتكلم عن المعرض والحاجات الكتيره الشالوها البعثيين من الأسر وقالو دى حاجاتهم |
بالله ؟؟ منو إنت يا صاحبي .. مجرد شخص نكرة .. وماذا فعلت حتى تظل وفيا للمبادئ التي من أجلها استشهد هؤلاء الأبطال ؟؟؟
Quote: وصـــلت لدرجة إنك تقول الكورال حزب البعث مساهم فيه ..... |
يا صديقي يبدو أنك تدمن الكذب !! متين ووين أنا قلت أكاذيبك هذه ؟؟ وياهو دا البوست قدامك ما فيهو أي تعديل . أتحداك أن تقول أين قلت هذه الأكاذيب .. اختشي يا راجل .. يعني إنت في الكلام المكتوب قدام الناس بتكذب عايزني أصدقك في شنو تاني ؟؟؟
Quote: الكورال ده عمل أبناء الشهداء وهذه الحقيقه يجب أن تعيها ويعيها حزبكم |
طيب ومالو ؟؟ مش أبناء الشهداء ديل أبناء رفاقنا في الحزب ؟؟ مش أبهاتهم واخوانهم تشرفوا بالانتماء لحزب البعث العربي الاشتراكي .. التحية لأبناء واخوان رفاقنا ..
Quote: الذى مازال يفقد الحركه
عظمتها عبر حديثه بأنها قامت من داخل حزب البعث |
خسئت يا هذا . العظيم عظيم ، ولو تكالبت عليه كل قوى الشر .. هذه الحركة لن تستطع قوة في الأرض أن تزيل عظمتها ورونقها .. وشئت أم أبيت قادة هذه الحركة هم أعضاء في حزب البعث العربي الاشتراكي ..
Quote: وعن أشياء كثيره لا أريد الحديث عنها الأن ...... |
أقولها لك بالواضح كدا :
كاذب من يقول أنه يمتلك أسرار هذه الحركة أكثر منا معشر البعثيين .. قادتها رفاقنا .. وأعضاء في حزبنا .. ولا يستطيعوا أن يتحركوا بعيدا عن رأي الحزب ..
يا عزيزي هذه أشياء أكبر وأقدس من يتحدث عنها أمثالك .. هذا عبث منك لا غير .. فهذه أسرار حزب !!!
RED]مع التقدير
والتجلة لشهداء رمضان الذين حين استشهدوا أضاءت مصابيحهم في القبور .
| |
|
|
|
|
|
|
Re: شـهداء رمضان حرم ، حنجيب التار بالـدم .. أناشـيد (Re: حسين يوسف احمد)
|
السيد / حسين
Quote: يبدو أنك تلوثت بسؤ اختيار مفردات الحوار عزيزي .. |
حمدلله أنى تلوثت بسؤ إختيار المفردات فقط ولكنى لم أتلوث بسرقة مجهود الغير...
Quote: يبدو أن هذا مرضا عاما ..
|
قد يعانى منه البعثيين ...
Quote: بل أنت يا صغيري من يجدر بك أن تترك هذا العبث .. |
فهل تركته أنت الكبير .....
Quote: ولكنها محاولة خبيثة ومكشوفة منك لتسرق جهود حزبنا ونضاله ..
|
أين هو حزبكم هذا فلياتى وليقول أن له علاقه بهذا التسجيل .....
Quote: أما الأساتذة زيادة وعبير وبقية العقد الجميل فهم أعضاء فعليين في هذا العمل ..
|
لاتتسرع دائما إذهب وأسال ربما تم خداعك ..؟؟؟؟؟ الأسماء التى ذكرتها ليس لها علاقه بالتسجيل أرجو أن تعى الحقيقه ولاتضيع وقتك فهم ليس مشاركين بهذا الشريط .....
Quote: منو إنت يا صاحبي .. مجرد شخص نكرة ..
|
المهم ما سرقته مجهود أسر الشهداء ...
بـــدون تعليق ... ربما هذه ثقافتك ....
Quote: قادة هذه الحركة هم أعضاء في حزب البعث العربي الاشتراكي .. |
ليس لدى غضاضه على هذا الأمر ولكن الحركه وطنيه لم تقم من داخل حزب البعث ولا بتوجيه من حزب البعث ولم يكن جميع الشهداء ينتمون لحزب البعث بل هناك من كان له إنتماء حزبى آخروبعضهم لم يكن له اى إنتماء حزبى .....
تـــباً لايـــام تكلم بومها وأصبـــح بلبلها حليـــف سكـــات
تحياتى أيمن
| |
|
|
|
|
|
|
Re: شـهداء رمضان حرم ، حنجيب التار بالـدم .. أناشـيد (Re: أيمن عادل أمين)
|
عزيري أيمن .. التحايا والتقدير ..
Quote: حمدلله أنى تلوثت بسؤ إختيار المفردات فقط ولكنى لم أتلوث بسرقة مجهود الغير... |
ألا زلت مصرا على الكذب ؟؟؟ BLUE]هات دليلك يا صديقي على أن هنالك من نسب هذا العمل لحزب البعث ؟؟ وللمرة الثانية أتحداك أن تأتيني بما يؤكد قولك أن هنالك بعثيا واحدا قال أن هذا العمل هو من كورال حزب البعث .. أتحداك ، وبطل فوضى وأكاذيب .. أم يا ترى تريد أن تنسبه لحزبك ولعبد العزيز خالد ..
وبالمناسبة إنت داسي انتماؤك الحزبي ليه ؟؟؟؟؟؟ الشينة منكورة ولا شنو ؟؟
وما هو رأيك في من يتحالف مع الكيزان الذين ذبحوا هؤلاء الشهداء .. ويدخل برلمانهم ويؤدي قسم الولاء والطاعة أمام أحمد ابراهيم الطاهر .. ويصافح اليد التي ذبحت هؤلاء الشهداء الأبطال أمثال الخائن عصام ميرغني !!! هذا الرجل الذي الذي خان مبادئ الشهداء بثمن بخس .. وقبض الثمن من خزينة الكيزان دولارات وامتيازات .. وباع مبادئ الشهداء في سوق الكيزان القذر ..
وللمرة الأخيرة أرجو أن تأتيني بالدليل على أنني قلت أن هذا العمل يخص حزب البعث .. عشان نعرف موضوع السرقة دي عزيزي ..
مع التقدير ...
| |
|
|
|
|
|
|
Re: شـهداء رمضان حرم ، حنجيب التار بالـدم .. أناشـيد (Re: حسين يوسف احمد)
|
السيد/ حسين
Quote: وبالمناسبة إنت داسي انتماؤك الحزبي ليه ؟؟؟؟؟؟
|
أرى أنك وصلت مرحلة متاخره من الإفلاس عبر إنحرافك عن منحى النقاش الدائر حول نقاط محدده..
بالحديث عن حزبى وإخفائى لإنتمائى السياسى حسب زعمك ....
الحديث عن الشهداء وعن أشياء تخص أسرهم يتطلب التجرد من الحزبيه حتى لايأخذ الحديث منحى آخر.....
Quote: أم يا ترى تريد أن تنسبه لحزبك ولعبد العزيز خالد ..
|
إن تربيتى الوطنيه وادبى السياسى يمنعنى ياهذا أن أفعل ذلك واقوم بما تقوم به انت الان على مرائ ومشهد من الناس دون أى إستحياء او خجل .....!!!!
تفعل انت ذلك دون أن يطرف لك جفن تسرق مجد رجال ابطال قدموا أرواحهم فداء لهذا الشعب وتنسبه لحزبك...
تتسلق أنت وحزبك أمجاد الاخرين هكذا جهارا نهارا ولا تريد ان يتصدى لك الناس ؟؟
Quote: أما الأساتذة زيادة وعبير وبقية العقد الجميل فهم أعضاء فعليين في هذا العمل ..
|
ذكرت لك سلفا أن الأسماء التى ذكرتها أنت ليس لها علاقه بالتسجيل أرجو أن تعى هذه الحقيقه ....
بحكم أنى السكرتير الإعلامى لرابطةأبناء شهداء رمضان وعضو تجمع أسر الشهداء وأحد المشاركين فى هذا التسجيل ...
وقد حضرت البروفات والتسجيل النهائى لهذا العمل وكنت شاهدا عليه ...
ولم أرى أو أسمع عن الأسماء التى ذكرتها أنت سلفا ...
كان من الممكن أن تقوم بإنزال هذا العمل دون أن تنسب له أى من الأسماء المذكوره ...
لكن أنا لاأدرى ماذاكنت تقصد من ذكر هذه الأسماء التى ليست له أى علاقه بهذا التسجيل؟؟
هذا ما لزم توضيحه وأتمنى أن تعى هذه الحقائق ....
تحياتى أيمن
| |
|
|
|
|
|
|
Re: شـهداء رمضان حرم ، حنجيب التار بالـدم .. أناشـيد (Re: حسين يوسف احمد)
|
سيد/ حسين التحيه لشهدا حركة 28/من رمضان المجيده حركة الخلاص من الحكم الإستبدادى , التحيه اؤلئك الابطال فقد لبو ندا الوطن فى محنته ولم يرتضو لشعبهم حياة الذل والإدطهاد فى ظل حكم ديكتاتورى مستبد فقدمو أروع الملاحم فى الدفاع عن الديمقراطيه والحريه وقدموا مهرا لذلك أرواحهم , لذلك ستظل ذكراهم دوما فى قلوب هذا الشعب الصامد . صديقى لن ينكر منكر إنتما الشهداء (خالد الزين , عبد المنعم كرار , الكدرو) لحزب البعث , كما لن يستطيع أحد أن ينفى دور حزب البعث فى مسيرة نضال الشعب السودانى من اجل الديمقراطيه . ولكن من باب إحقاق الحق فان حركه الخلاص الوطنى كان بها ضباط ينتمون لحزب البعث كما كان لبعضهم إنتماءات إخرى , وايضا كان بالحركه ضباط لم يعرفوا أى إنتماء إلا لهذا الوطن السودان , فليس من الصواب أن تشمل كل هولا فيما سقته من تعميم بان الحركه كلها من حزب البعث , فمن باب الوفاء لهؤلا الشهداء أن نذكر تاريخهم كما كانوه , وليس كما نريده نحن ,الا تتفق معى على أن عدم إنتماء بقيه الضباط لحزب البعث لن ينقص من هذه الحركه بطولتها ولا يمس من شرف أبطالها , كما أن إنتماءهم كلهم لحزب البعث لن يزيدهم فى شى فهم نالوا شرف البطوله والفداء من هذا الشعب يوم ان صمموا أن يخلصوه من حكم هولاء السدنه المتاسلمين . سيد حسين انا جلست أستمع للاستاذ /عثمان إدريس ابو راس , وهو اكد على مسالة أنتماء بعض هؤلاء الابطال لحزب البعث كما ذكر ان بعضهم كان ينتمى لاحزاب أخرى وان بعضهم ليس له أى إنتماء سياسى (كما ذكرت سابقا) , فارجو أن نتعامل مع الحقيقه بصدق من دون طمس او تشويه خصوصا فيما يتعلق بهذه الذكرى الخالده فالوفاء لهذه الذكرى هو ابسط ما نستطيع تقديمه لهؤلاء الابطال والوفاء يكون بالصدق فى التعامل مع تاريخهم فهل نستطيع ؟؟؟؟.
تحياتى وودى
ابوبكر
| |
|
|
|
|
|
|
Re: شـهداء رمضان حرم ، حنجيب التار بالـدم .. أناشـيد (Re: ابوبكر عبد الرازق)
|
RED]صديقي العزيز .. أبو بكر عبدالرازق ..
التحايا والاحترام ..
أتفق معك جملة في كل ما كتبته .. أتفق معك حول قومية هذه الحركة ، وقومية أهدافها ونبل مقاصدها .. وأتفق معك أن هذه الحركة لم تأت إلا لترد الديمقراطية للشعب ..
Quote: فليس من الصواب أن تشمل كل هولا فيما سقته من تعميم بان الحركه كلها من حزب البعث , |
وأنا لم أقل ذلك اطلاقا عزيزي .. وما قلته أن قادة هذه الحركة ينتمون لحزب البعث العربي الاشتراكي .. ولن أقل ذلك امتنانا على هذا الشعب .. إنما قلته كرد فعل طبيعي من انسان بعثي على من يحاول أن يخفي دور حزبنا في هذه الحركة .. فقلت كما تحرك هؤلاء الرفاق بدافع انتمائهم لحزب البعث ، تحرك من قبلهم شهيد انتفاضة أبريل الرفيق محمد الحسن فضل ، فهل هذا يعني أن الانتفاضة بعثية ؟؟ حتما لا ، ولكن كان لابد من الرد على من يحاول أن يشوه تاريخ حزبنا .. ولو راجعت الموضوع من أوله تجد أن حديثي عن دور الحزب جاء كرد فعل وليس فعل .. فأنا لم أتحدث اطلاقا عن أي جهة ينتمي لها هؤلاء الأبطال الشرفاء .. ولم أتحدث عن برامج وأهداف الحركة .. أرجو أن تراجع الأمر مرة أخرى وستجد أنني أتيت برد الفعل وليس الفعل .. وكل شخص في مكاني ولديه غيرة على حزبه سيتخذ ذات الموقف ..
ولتظل حركة رمضان المجيدة حركة لكل الشعب السوداني ، كما كانت المهدية واللواء الأبيض وأكتوبر وابريل ..
مـع التقدير والود
| |
|
|
|
|
|
|
Re: شـهداء رمضان حرم ، حنجيب التار بالـدم .. أناشـيد (Re: حسين يوسف احمد)
|
Dear Hassan, and Adil For a healthy post, and a constructive debate, I hope if you both refrain from insulting each other. No one can question the heroic stand of Ramadan officers who stood tall facing the firing squad, but the objectives of the military coup, and the leading role of the Baath would be subject for debate and discussion for long time . Let us all be patient and respectful to each other since we delve to shed lights on Ramadan military coup. I personally claim that the Baath was the sole political party which planned to topple NIF in Ramadan military coup. Although there were non baathists members among the officers, but the entire planning, and the leader ship of the coup was in the hand of the bathists Attached a report written by the retired Major General Saeed Kisbawi on the Baath planning for Ramadan military coup Regards
-10-2006, 11:12 ص
Elmoiz Abunura
.
تاريخ التسجيل: 30-04-2005 مجموع المشاركات: 581 Re: The Baath, and Ramadan Military Coup - 1 (Re: Amin Elsayed)
Dear Amin, and friends Attached un published report by a retired Sudanese major general, and a former baathist member. This report has been forwarded to Sudaniyat forum owned by Khalid Alhaj. I left the comments of some members of the forum, and the questions to the major general as part of the message
خالد الحاج
لمشرف العام تاريخ التسجيل: Sep 2005 المدينة: Netherlands مشاركة: 1,786 حركة رمضان 1990 أسرار ومؤامرات (وثيقة في شكل كتيب).....
--------------------------------------------------------------------------------
أسرار تنشر لأول مرة... حركة رمضان وظروف قيامها؟؟... إتهامات لقيادات حزبية تأريخية بالتعامل مع المخابرات الأجنبية؟؟ دور المصريين والأميركان... تفاصيل دقيقة عن التحرك في رمضان كيف بدأ وكيف إنتهي ...؟؟
والكثير المثير... وثيقة يكتبها قيادي نافذ في قيادة الجيش وفي حزب البعث...؟؟
وثيقة تصور كم هو مكشوف السودان والجيش السوداني وكيف أن السودان مسرح للمخابرات الأجنبية.؟؟؟
ترقبوها.. التوقيع هلاّ ابتكَرْتَ لنا كدأبِك عند بأْسِ اليأْسِ، معجزةً تطهّرُنا بها، وبها تُخَلِّصُ أرضَنا من رجْسِها، حتى تصالحَنا السماءُ، وتزدَهِي الأرضُ المواتْ ؟ علّمتنا يا أيها الوطنُ الصباحْ فنّ النّهوضِ من الجراحْ.
(عالم عباس
تاريخ التسجيل: Sep 2005 المدينة: Netherlands مشاركة: 1,786
--------------------------------------------------------------------------------
حزب البعث العربي الإشتراكي القيادة القومية مكتب السودان
23-07-1995
م/ حول المحاولة العسكرية في أبريل 1990
1-مقدمة :
في لقاء مع الأستاذ بدر الدين مدثر في داره بمناسبة عيد الأضحي في منتصف عام 1994 دارت دردشة بيننا حول المحاولة الإنقلابية التي تمت في أبريل 1990 وقد كنا بمفردنا في صالون منزله ، قلت له أثناء قراءة غيبية عكسية للأحداث التي رافقت المحاولة أي في باب (لو كنا عملنا ولو كان ذلك حدث) لو إطلعتم علي الغيب لإخترتم الواقع وقدر أخف من قدر!! ولما إستفسر قلت له رأي الذي ألخصه في التالي:
أ- إن المحاولة كانت مكشوفة لكافة القوي المعادية للحزب. ب- ان داخل الحركة كانت نوايا تآمرية واضحة بالنسبة لي.
رفض الأستاذ بدر الدين حديثي هذا بإنفعال دون الإستفسار عن المفردات التي أوصلتني لهذه النتيجة وسألني لماذا لم تكتب بذلك فقلت له أن كافة المعلومات التي لدي وصلتها للحزب في حينها وآخر تقرير عن كشف المعلومات كتبته "سري وعلي الفور" للحزب يوم 16 -04-1990 واستلمه الحزب في اليوم التالي أي يوم 17-04-1990 وبكل أسف لليوم لم يناقشني الحزب في هذه التقارير.
2- أرجو تثبيت الحقائق التالية :
أ- آمنت إيمانآ راسخآ رسوخ الجبال منذ أن تكون لدي وعيآ سياسيآ أن القوي التقدمية في عالمنا الثالث لا يمكن أن تحقق ثورتها إلا من خلال نشاط بالغ العنف بالسلاح يمكنها من الإستيلاء علي السلطة سواء أكان ذلك النشاط حرب شعبية أو بإنقلاب عسكري في داخل القوات المسلحة ويشهد علي إيماني ذلك تأريخي الشخصي والذي هو معلوم لديكم وأن ظروف واقع الشعب السوداني من تشرذم وتخلف يتطلب العمل في داخل القوات المسلحة. ب- رغم إحترامي وتقديري الكاملين والعاليين لمحاولة أبريل الباسلة وإعتزازي بالشهداء الذين ساهموا فيها إلا أن ذلك لا يعني عدم دراستها دراسة تفصيلية واقعية ترفض العواطف الذاتية بهدف إستنباط الدروس والأسس بهدف الإستفادة منها مستقبلآ.
3- وضح لي أن الحركة مكشوفة لعدة جهات وبالتالي فقدت أهم مبدأ تستند إليه الحركة الإنقلابية في مبادئ الحرب وهو المباغتة وذلك بسبب ورود العديد من المعلومات من عدة جهات مختلفة بواسطة مصادر موثوقة وكانت هذه المعلومات ترفع بمجرد وصولها للحزب حسب معلوماتي (الرفيق شريف) وسأذكرها حسب تسلسلها التأريخي بقدر ما تسعني الذاكرة. أ- ذكر لي أحد أفراد الأسرة التي كانت تأوينا (الرفاق شريف وماهر وأنا) ويدعي علي أن هنالك مقدم مظلات يسمي عبد المنعم حسين علي كرار كان مشتركآ في إنقلاب البشير لما ذهب إلي دار الإذاعة فجر الإنقلاب لإذاعة البيان الأول وجد عناصر مدنية مسلحة تحرس دار الإذاعة عرف منهم أنهم عناصر الجبهة الجبهة المكلفة بإحتلال دار الإذاعة فرجع إلي مقر قيادة الإنقلاب في معسكر شمبات (قوة المظلات التي بجانب كبري شمبات) وواجه قيادة الإنقلاب بأنهم إسلاميون فأحيل للمعاش " وذكر أنه عرف هذه المعلومات من السيدة نفيسة كامل والدة الضابط وشرح علاقته بالسيدة نفيسة كامل التي كانت تمثل من الإمتداد الإتحاد الإشتراكي"وأنه حدد موعدآ عن طريق والدة عبد المنعم لمقابلة في مساء اليوم التالي ومساء اليوم التالي جاءني بعد اللقاء مستبشرآ وقال لي قابلت المقدم (م) عبد المنعم حسين علي كرار وأن المعنويات عالية للغاية وذكر لي أن حكومة الجبهة لن تدوم أكثر من شهرين بالكثير فهناك عمل سري كبير يجري داخل الجيش وقريبآ سيأتي الفرج . وقد بلغت الحزب بهذه المعلومات تباعآ وفي حينها. ب- وبعد يومين زارنا في الوكر الرفيق محمد علي (نائب أمين السر) وبدأ حديث الغرض منه كما بدأ لي في حينها رفع معنوياتنا وجاء في حديثه أنهم (سلطة الإنقلاب) في غاية الرعب والخوف وقد بلغ بهم الخوف من الضباط المبعدين من الجيش ما أن يطلب أحدهم السفر للخارج إلا ويسمحون له بذلك علي وجه السرعة ولو إستطاعوا لطلبوا من كافة الضباط المبعدين من الجيش السفر والهجرة للخارج علي حسب الجبهة. ت- بعد أسبوع إلتقيت بالسيدة ثريا الشيخ (كادر الحزب الشيوعي) وزوجة محمد محجوب عثمان عضو السكرتارية للحزب الشيوعي السوداني وسألتني مباشرة هل المقدم (م) عبد المنعم حسن علي كرار من ضباطكم فأجبتها بأن لا علم لي بذلك ثم إستطردت أن هذا الضابط زارهم في منظمة" رعاية الطفولة" التابعة للأمم المتحدة حيث تعمل السيدة ثريا وكان يحمل معه أوراق سفره (جواز السفر والبطاقات) وقال لأحد زميلاتها أنه مسافر بعد يومين إلي لندن لمقابلة حركة قرنق مكلفآ من تنظيم عسكري يعمل لقلب نظام لحكم وقال أن الجماعة مرعوبين من الضباط المبعدين من الجيش وأنه ما أن طلب تأشيرة خروج حتي اعطوها له في نفس الساعة وهم فرحين ومسرورين لسفره للخارج. فربطت بين هذه المعلومة وما جاء علي لسان الرفيق محمد علي ونقلت هذه المعلومة بمجرد عودتي للوكر الحزبي خاصة وان السيدة المعنية (زميلة السيدة ثريا بمنظمة رعاية الطفولة) لدينا عليها معلومات كثيرة سلبية وحاليآ هي لاجئة في إنجلترا وهي أرملة ثرية ذات علاقات كثيرة مشبوهة أمنيآ. ث- في لقاء آخر مع السيدة ثريا الشيخ بعد حوالي الشهرين قالت لي وهي في حالة قناعة تامة "أن الجهة الوحيدة التي في إمكانها ضرب الجبهة وإنتزاع البلد هم البعثيون بإنقلاب عسكري" أجبتها إذا كانت دي قناعة حزبكم فهذا يعني أن الجبهة ستستمر في السلطة أكثر من فترة نميري لأني أعلم أن تنظيم البعثيين في الجيش قد ضربه سوار الذهب فردت بقوة "هذا غلط وإذا كانت هذه قناعتك فأنت مسطح بك في الحزب" تأكدت حينذاك أن حديثها مبني علي معلومات مؤكدة لكن لم أعرف المصدر في حينها. وفور عودتي للمركز أبلغت الرفيق شريف. نواصل .....
-------------------------------------------------------------------------------- آخر تعديل بواسطة خالد الحاج ، 07-11-2005 الساعة 12:14
>--------------------------------------------------------------------------------
07-11-2005, 07:25
تاريخ التسجيل: Sep 2005 المدينة: Netherlands مشاركة: 1,786
--------------------------------------------------------------------------------
(2)
شيخ الطريقة الصوفية ؟؟:
وردت للحزب من احد الرفاق عنصر التنسيق ويسمي "الهادي" أن أحد كوادر الشيوعيين مسؤل تنظيم جامعة القاهرة فرع الخرطوم قال ان للبعثيين عمل انقلابي داخل الجيش سيحدث قريبآ لأن أحد عناصره القيادية وهو ضابط متقاعد قد إختفي من منزله هذا الأسبوع وفيما بعد عرفت أنه يقصد الرفيق طارق.
في الأسبوع الأول من شهر أبريل 1990 كشفت السلطة حركة محمد علي حامد الموالية (للمصريين وأمريكا) وقابلت الشهيد خالد الزين وكان منزعجآ متوترآ وأجابة علي إستفساري ذكر لي أن أحد أفراد تنظيم محمد علي ضابط برتبة كبيرة يسمي (العشا) وقد كان ضمن تنظيمنا ويعرف الكثير عن تنظيمنا إذ كان قياديآ في تنظيمنا وقد شارك في الإجتماعات واللقاءات العديدة التي تمت بين التنظيمين تنظيمنا وتنظيم محمد علي والتي عقدها وأشرف عليها الشيخ ياقوت . فسألته ما علاقة هذا الشيخ بتنظيمنا ومن يكون؟ فأجابني هذا شيخ طريقة صوفية يسكن جبل أولياء ومؤثر في عدد كبير من ضباطنا وعدد منهم ذكره لي لكن الآن أذكر منهم الشهداء قاسم وبشير الكارب.
حقيقة أزعجتني هذه المعلومة بشكل لا يوصف خاصة لعلمي بالدور الذي يلعبه هؤلاء الشيوخ فعندما إتخذ النميري التوجه الديني وجه الأميركان عمر محمد الطيب أن يتخذ نفس الإتجاه لذلك فقد إتجه للشيخ الجعلي وقد دفعت موجة التصوف الديني هذه الكثير من كبار الضباط وموظفي الدولة إلي هذا الإتجاه فصار للكل شيخه يستشيره في كافة شئونه. وقد إستفاد أمن نميري من هؤلاء الشيوخ كما إستفادت منهم أجهزة المخابرات الأجنبية ونحن في التنسيق قد إستفدنا من هؤلاء الشيوخ في مراقبة وإجهاض نشاط الفريق السر محمد أحمد. ولم أشك مطلقآ أن هذا الياقوت الذي يدعي التصوف والزهد في الحياة الدنيا والإهتمام بالحياة اللآخرة يبلغ به الإهتمام بالدنيا الحد الذي يجعله يشارك في الإعداد لإنقلاب عسكري ما هؤلاء ؟ "راسبوتين" سوداني معاصر. وتابعت حركته فعرفت أنه وثيق الصلة بالسعودية كدولة وكسفارة في الوقت الذي تكفر السعودية بحركات الصوفية إنطلاقآ من مذهبها "الوهابية" بلغت الحزب بهذه المعلومة مع كافة تحفظاتي والرفيق شريف.
حدث وأنا في إجتماع قيادة الحركة ان ذكر الشهيد خالد أن شيخ الياقوت قد أستدعي للتحقيق فعلق أحدهم وأعتقد أنه الشهيد قاسم أن شيخ الياقوت لن يدلي بأي أقوال. بعد هذا لإستدعاء علمت من أحد المصادر أن شيخ الياقوت سافر السعودية لقضاء العمرة.
مساء يوم الإثنين 16-04-1990 زرت الفريق معاش فتحي أحمد علي في منزله وأنا معه جاء العميد سجون (م) محجوب التجاني ومعه اللواء طبيب(م) بلالي وبعد فترة خرجوا مع فتحي ليودعهم وعاد فتحي بعد ربع ساعة تقريبآ وقال: أولآ : أن العميد سجون محجوب التجاني إلتقي مساء اليوم بالمقدم (م) عبد المنعم حسين علي كرار الذي ذكر له أن قيادة تنظيمهم عقدت إجتماع وقررت تنفيذ الإنقلاب مساء الأربعاء 18-04-1990 لكن التنفيذ يتوقف علي مشكلة محدودة متعلقة بدبابتين أما دار حزب الأمة وأن قيادة الحركة ستجتمع مساء نفس اليوم لمعرفة ماذا سيتم بصدد هذه المشكلة وأنه سيقابله في تمام الساعة العاشرة في ذلك المساء ليخبره بالقرار النهائي إن كانت الحركة ستتم في هذا التأريخ وسيعود محجوب ليخبره أما إذا كانت ستتأجل فسيمر عليه في صباح الثلاثاء.
ثانيآ : قيل لفتحي أن هذه الحركة هي حركة بعثية أي أنها حركة حزب البعث العربي الإشتراكي وكان يتحدث معي كرفيق بعثي ومتألمآ للغاية. أكدت له أن الحزب لا يمكن أن يقوم بعمل كهذا دون إستشارتنا فأنت لا تعلم وأنا إن كنت أعلم لا يمكن أن أكون جالسآ معك هنا حتي يبلغنا بحركة الحزب أبعد الناس من الحزب وبقيت معه إلي الساعة 11:30 مساء في إنتظار عودة محجوب ولما لم يعد ثبت له أن هذه مجرد أشاعة.
عدت للمنزل وفي نفس الليلة كتبت تقريرأ عاجلآ وعلي الفور مفصلآ هذه المعلومات وكافة المعلومات المتوفرة لدي عن الدكتور محجوب التجاني وعن دكتور بلال ووضحت للحزب إرتباط دكتور محجوب التجاني بعدة أجهزة إستخبارات أولها الأميركان والصادق المهدي شخصيآ وهو الذي عرفه بفتحي أحمد علي وحاليآ لاجئ سياسي بالقاهرة أما الدكتور بلال فهو معروف لدي الحزب أنه مرتبط بالمخابرات المصرية بل هو أهم رجالهم في الجيش السوداني. وتأكدت عند عودتي للوكر ظهر يوم 22-04-1990 أن تقريري قد وصل يو 17-04 1990 وأن المعلومات التي به صحيحة 100% وأن الحركة قائمة فجر يوم 23-04-1990 أي فجر اليوم التالي.
نواصل
07-11-2005, 12:22 PM مشاركة رقم 7 خالد الحاج المشرف العام تاريخ التسجيل: Sep 2005 المدينة: Netherlands مشاركة: 1,786
--------------------------------------------------------------------------------
تصويب من السيدة ثريا الشيخ :
في إتصال هاتفي بيني والسيدة ثريا الشيخ وفي تعليقها علي ما ورد في الوثيقة مرتبطآ بإسمها ورد الآتي في النقطة (ت) من المذكرة :
إقتباس: ت- بعد أسبوع إلتقيت بالسيدة ثريا الشيخ (كادر الحزب الشيوعي) وزوجة محمد محجوب عثمان عضو السكرتارية للحزب الشيوعي السوداني وسألتني مباشرة هل المقدم (م) عبد المنعم حسن علي كرار من ضباطكم فأجبتها بأن لا علم لي بذلك ثم إستطردت أن هذا الضابط زارهم في منظمة" رعاية الطفولة" التابعة للأمم المتحدة حيث تعمل السيدة ثريا وكان يحمل معه أوراق سفره (جواز السفر والبطاقات) وقال لأحد زميلاتها أنه مسافر بعد يومين إلي لندن لمقابلة حركة قرنق مكلفآ من تنظيم عسكري يعمل لقلب نظام لحكم وقال أن الجماعة مرعوبين من الضباط المبعدين من الجيش وأنه ما أن طلب تأشيرة خروج حتي اعطوها له في نفس الساعة وهم فرحين ومسرورين لسفره للخارج. فربطت بين هذه المعلومة وما جاء علي لسان الرفيق محمد علي ونقلت هذه المعلومة بمجرد عودتي للوكر الحزبي خاصة وان السيدة المعنية (زميلة السيدة ثريا بمنظمة رعاية الطفولة) لدينا عليها معلومات كثيرة سلبية وحاليآ هي لاجئة في إنجلترا وهي أرملة ثرية ذات علاقات كثيرة مشبوهة أمنيآ.
تقول السيدة ثريا أن هذا اللقاء تم بالفعل وما حدث من حوار كان مجرد (ونسة) لا أكثر .
إقتباس: ث- في لقاء آخر مع السيدة ثريا الشيخ بعد حوالي الشهرين قالت لي وهي في حالة قناعة تامة "أن الجهة الوحيدة التي في إمكانها ضرب الجبهة وإنتزاع البلد هم البعثيون بإنقلاب عسكري" أجبتها إذا كانت دي قناعة حزبكم فهذا يعني أن الجبهة ستستمر في السلطة أكثر من فترة نميري لأني أعلم أن تنظيم البعثيين في الجيش قد ضربه سوار الذهب فردت بقوة "هذا غلط وإذا كانت هذه قناعتك فأنت مسطح بك في الحزب" تأكدت حينذاك أن حديثها مبني علي معلومات مؤكدة لكن لم أعرف المصدر في حينها. وفور عودتي للمركز أبلغت الرفيق شريف.
بخصوص ما ورد في النقطة (ث) من المذكرة لا تذكر السيدة ثريا أن حدث هذا اللقاء وهي تنفيه تمامآ .
خالد الحاج
7-11-2005, 12:27 PM مشاركة رقم 8 خالد الحاج المشرف العام
تاريخ التسجيل: Sep 2005 المدينة: Netherlands مشاركة: 1,786
--------------------------------------------------------------------------------
إقتباس8-11-2005, 07:06 AM مشاركة رقم 9 خالد الحاج المشرف العام
تاريخ التسجيل: Sep 2005 المدينة: Netherlands مشاركة: 1,786
--------------------------------------------------------------------------------
(3)
إنقلاب الشيخ ياقوت :
بالطبع إستغربت واندهشت لأني كنت متأكد أن معلوماتي صحيحة وقد حضرت أفكاري لمناقشة الظروف الجديدة والتي تتطلب تأجيل لحركة وإعادة النظر بشكل شامل وكامل وموضوع لكافة نشاط الحزب العسكري وإعادة تشكيله بشكل موضوعي وهذه قناعة قديمة ترسخت عندي لأسباب أخري بعيدة عن أمن الحركة ، وفعلآ بدأت بطرح هذه القناعة للرفيق محمد علي قبل 3 أسابيع من تأريخه إلا أنني توقفت عن ذلك.
المفاجأة الثانية كانت أشد وأصعب وهي أن الرفيق شريف إختلي بي في مساء اليوم نفسه وقال لي "نحن بدلنا غيرنا في تقريرك وذكرنا ان الذي كتبه ضابط أمن صديق محجوب التجاني حتي لا نتسبب في خلق حساسيات بينك وبين المقدم عبد المنعم كرار." يعني العلاقات الشخصية بين عبد المنعم كرار وبيني أهم من أرواح الذين سيقومون بالإنقلاب الذي كشفه عبد المنعم!!
4- معلومات عن إنكشاف الحركة عرفتها بعد فشل الحركة في الخرطوم والقاهرة وبغداد وهي كما يلي:
أ- أبلغني الرفيق شريف أن الشهيد عبد المنعم كرار مساء يوم الحركة إلتقي أحد ضباط الصف من المكلفين بحراسة القيادة العامة وكان قد تعرف به أثناء العمليات في جنوب السودان وطلب منه المشاركة في المحاولة التي ستتم في نفس الليلة وكشف له توقيتاتها عندما وافق نائب الضباط علي المشاركة وطلب منه مقابلته عند بوابة القيادة العامة ليسهل له دخول القيادة فتظاهر نائب الضباط بالموافقة غير أنه عاد وأبلغ مسئول الإستخبارات في حراسات القيادة العامة وبالتالي عمل أمن الجبهة كمينآ في بوابة القيادة العامة وتمكنوا من إعتقال قيادة الحركة الميدانية وهم (الشهداء / عبد المنعم كرار المكلف بإحتلال القيادة العامة وقائد منطقة الخرطوم وبشير الطيب القائد الميداني للحركة كلها) . ب- بعد وصولنا لبغداد وأثناء إقامتنا في بيت الضيافة في العامرية (الرفاق شريف ، طارق ،أنا) وأثناء حوار حول الحركة عرفت منه التالي: أولآ : حدثت عدة خصومات بين قاسم وبشير الطيب وكان السر النجيب يتدخل دائمآ لمصالحتهم ويذكرهم بأنهم متصدين لعمل كبير ودور وطني تأريخي ويجب أن يكبروا عن هذه الصغائر والسر النجيب هذا كادر قيادي في الحزب الشيوعي السوداني وعنصر قيادي في مكتب رقابته كما هو معروف للحزب.
ثانيآ – أن السر النجيب بلغ الرفيق طارق أن أحد الجنوبين من عناصر مكتب رقابتهم بلغ الحزب الشيوعي أن الشهيد عبد المنعم كرار بلغه انه نيابة عن تنظيم سيستلم الحكم خلال اسابيع اتصل بقرنق وقد وافق قرنق علي حركتهم وقد تمت مواجهة الشهيد كرار بهذه الواقعة من قبل الحزب (حزبنا) .
ج- قبل إعتقالي في القاهرة قابلت السيدة آمال عبد العاطي زوجة المحامي عمر عبد العاطي وقالت لي لو كنت أعلم أن حركة أبريل لكم يد فيها كنت عملت المحال لإنقاذكم إذ أنها لبت مع زوجها عمر عبد لعاطي دعوة إفطار رمضان مساء الأحد 22-04-190 وكانت الدعوة علي شرف أحد قيادي الجبهة( لم تذكر إسمه ) وبعد الإفطار مباشرة أصر ضيف الشرف علي مقادرة المنزل وتحت إلحاح أصحاب الدار (أقرباء زوجها) ذكر لهم أن هنالك محاولة إنقلابية الليلة وهو ذاهب لأنه مكلف بمتابعتها.
د- أثناء التحقيق معي مع أجهزة الأمن المصري ذكروا لي أنهم كانوا متابعين عملنا في الجيش (راجع التقرير الذي كتبته عند عودتي من القاهرة) .
ن ـ- بعد عودة عبد الرحيم شداد من لندن ذكر لي أنه علم من مجموعة شباب أن الشهيد عبد المنعم كرار بلغهم أنه مشارك في إنقلاب سيقوم خلال أسابيع في السودان وأنه جاء لمهمة مفاتحة قرنق ولذا يجب أن يرجع علي وجه السرعة.
هـ - أثناء دردشة لي مع تيسير في بغداد علمت منه أن الإتحاديين كانوا علي علم بحركتنا وأن تاج السر محمد صالح (من كوادر الإتحاديين) طلب منه أكثر من مرة التنسيق حول مستقبل البلد بعد نجاح الحركة وأن الشهيد الطيار الكرار قد كشف لهم الحركة بالطبع الشهيد كرار لا يعلم مدي إرتباط السيد محمد عثمان الميرغني بالمخابرات البريطانية (المصدر المرحوم محمد عبد الجواد) .
و- في أول لقاء لي مع أحمد موسي بعد الحركة علمت منه أنه في منتصف أبريل مرّ بالقاهرة في طريقه إلي بغداد وهنالك علم من أحد أصدقائه ضابط مخابرات مصرية بأن لديهم معلومات عن نشاط بعثي داخل الجيش السوداني ومتابع من أجهزة البشير وأن البعثيين بصدد القيام بإنقلاب قريبآ في خلال أسبوعين أو تلاتة إلا أن جماعة البشير سيبطشون بهم عند تحركهم. وعند وصوله لبغداد نقل هذه المعلومة للرفيق المرحوم عبد الحليم وعلي ضوئها إستدعاه الأستاذ بدر الدين مدثر وكتن منزعجآ وإنتقده قائلآ عند سماعك لهذ المعلومة لماذا لم تعد مباشرة إلي الخرطوم وتبلغ الحزب. فرد عليه أحمد قائلآ لو ذهبت للخرطوم سأقابل حامد وسيرد حامد عليّ نحن ما عندنا نشاط في الجيش وينتهي الموضوع هنا.
قرنق : كنت أعلم تفاصيل التفاصيل لحركتكم .
ل – أثناء مناقشات بين تيسير وأمير عبدالله خليل حول موقف الحزب من حركة قرنق قال تيسير أن موقفنا تقرر علي حقيقتين الأولي أن قرنق إنفصالي والثاني أن لديه موقف معادي للعرب والعروبة ولو تبني قرنق موقف يخالف هاتين القناعتين سيغير الحزب موقفه من قرنق. سافر أمير إلي يوغندا وقابل قرنق وأخذ منه تصريح صحفي للأخبار حول موقف قرنق من وحدة السودان ومن العرب وجاء بالتصريح ونشره في جريدة وسلمه لتيسير. وبعد ذلك في لقاء معي منفردين ذكر لي أمير أن قرنق قال له بعد ما أعطاه التصريح أن البعثيين مخادعيين وكذابين ولو كانت دي فعلآ قناعاتهم لماذا إتصلوا بي قبل حركتهم وبلغوني بها. وعند مناقشتي له حول هذه الواقعة قال لي حركتكم دي أنا في يوغندا كنت عارف عنها تفاصيل التفاصيل قبل أسابيع وقد بلغني بها منصور خالد.
ط- إنعقد قبل شهر مؤتمر العمال الزراعيين العرب وشارك فيه ضمن الوفد السوداني شخص يدعي عبد القادر من قيادات المايويين وقد أعتقل في فترة الديمقراطية مع فؤاد أحمد عبده وقد جاء يحمل رسالة منه لأمير عبد الله خليل الذي دعاني مع عبد الله سعيد علي وجبة غداء في منزله وهو صديق الشهيد قاسم إذ أنه يسكن جاره في جبل أولياء. وقد قال لي أن إنقلابكم هذا يسمونه في جبل أولياء إنقلاب الشيخ ياقوت والسبب الأساسي في ضربه أنه كان مكشوف وحيران الشيخ ياقوت يتحدثون به في كل مكان وعن سؤالي عن سبب نسب الإنقلاب للشيخ ياقوت قال جماعتكم ديل كلهم حيران ياقوت وإجتماعاتهم ولقاءاتهم تتم عنده.
5- الخلاصة:
بناء علي الوقائع التي ذكرتها أعلاه أخلص إلي أن حركتنا في 23-04-1990 كانت مكشوفة ومتابعة من القوي المعادية للحزب التالية:
1- نظام الجبهة الإسلامية 2- الحزب الشيوعي السوداني 3- حركة قرنق والجنوبيين 4- حزب الأمة 5- الحزب الإتحادي 6- المخابرات المصرية 7- المخابرات الغربية (أميركا- إنجلترا) . 8- تنظيم محمد علي. 9- أوساط أسرية عديدة
6- إستنادآ علي كل هذه الوقائع ذكرت للأستاذ بدر الدين أن الحركة كانت مكشوفة للقوي المعادية للحزب وكنت أظن ذلك تحصيل حاصل لأن كافة هذه المعلومات يعلم بها الحزب أما عن حالة التآمر التي أشرت إليها فهي موضوع أشرحه في تقرير لاحق لأنه حالة لا يعرفها إلا من شارك فيها لكن بالإمكان إستنتاجها من خلال إستقراء الوقائع وبالتالي فكشفها يعتمد علي التحليل والدراسة الموضوعية للوقائع وحسب المعلومات المتوفرة علي قلتها لدي.
ودمتم
الرفيق عمر علي عبد الله
* هذه خاتمة المذكرة الأولي وسنواصل نشر المذكرات فتابعوا.
09-11-2005, 10:41 AM مشاركة رقم 10 خالد الحاج المشرف العام
تاريخ التسجيل: Sep 2005 المدينة: Netherlands مشاركة: 1,786
--------------------------------------------------------------------------------
في الجزء الثاني من المذكرة يذكر كاتبها وبتفصيل دقيق مراحل التخطيط والتنفيذ لحركة رمضان . وتحيط المذكرة ليس بالظروف المحيطة بالحركة والقائمين بها ولكن بكل الظروف المحيطة من قوي أخري وأحزاب وقوي إقليمية وتحوي حقيقة الكثير مما يمكن أن يدعوا حقيقة للتأمل والتساؤل؟؟ دعونا نتابع المذكرات وإلي الجزء الثاني :
خالد الحاج
حزب البعث العربي الإشتراكي القيادة القومية مكتب السودان 17-10-1995
إلي الرفيق المسئول م/ حول المحاولة الإنقلابية - الورقة الثانية
1-توطئة:
تعرض هذه السطور نفسها كتوطئة لهذا التقرير حتي يستبين القارئ بعض المرتكزات النظرية التي بني عليها كاتب هذا التقرير نهاياته . فلكي أصل بالقارئي إلي تلك النهايات مستهديآ السبيل اليسري متحاشيآ الإزدحام أمام محطات الأنانية والتحليلات الذاتية البعيدة من الموضوعية مبرئآ نفسي من كافة التهم التي يقف عندها القارئ والتي أبسطها قد تكون تهمة " التحليل الذاتي غير الموضوعي ." لذا تحاشيت عدم الجدية في الحديث عن النهايات وتجاهل البدايات وعدم الخوض فيها. لم أجد مبتدءآ أبدأ به أفضل من توضيح هذه المرتكزات النظرية التي إستخلصت جزء منها من تجاربي الشخصية والجزء الأكبر من تجارب الآخرين . وسأجاهد قلمي هذا في الإبحار قدر الإمكان.
أ- يعتقد الكثيرون وأنا ضمنهم أن ثورة أكتوبر وقيام مؤتمر الخريجيين يشكلان أهم حدثان في التأريخ السياسي المعاصر للسودان. ذلك لما طرحته الجماهير المنتفضة من شعارات طوال فترة الإنتفاضة. فقد رددت الجماهير هتافات معادية لكل القيادات التقليدية. طائفية كانت أم قبلية سياسية أو إقتصادية.
تأثرت بهذه الثورة كافة القطاعات والمنظمات والأحزاب. فالأحزاب التقليدية اليمينية وأحزاب الوسط وضعت ضمن برامجها الإنتخابي هدف الإشتراكية. أما اليسار إندفع مع أكتوبر للدرجة التي طالب فيها من لجنة الدستور أن تكون المادة الأولي تسمي "جمهورية السودان الديمقراطية الإشتراكية" وقامت في الريف والأقاليم الإتحادات القبلية والجهوية في وجه الإدارة الأهلية ورجالاتها. هذا كان يجري في الحياة المدنية أما معسكرات الجيش فقد كان التأثير أضخم وأعظم إلا أنه كان خافيآ غير مرئي إذ أن طبيعة الحياة العسكرية ودواعي الإنضباط العسكري يمنع أو يحرّم إظهار ذلك . إذ أن الجيش كان متواجدآ في الشوارع في محاولته إخماد الثورة فاستمع وشاهد وشارك أيضآ لكن في الجانب الآخر للثورة كما أن المجندين الجدد الذين إستقبلتهم القوات المسلحة كانوا أبناء الثورة الذين فجروها وهنالك عامل ثالث وهو قيام الإتحادات القبلية والجهوية ودورها التي أسستها كأندية فالجنود هم أبناء هذه العشائر فيختلطون بأبناء قبيلتهم في هذه الدور وخارجها هذا بالإضافة إلي الإعلام الذي كان سائدآ في ذلك الوقت. لذا كان تأثير أكتوبر كبيرآ في القوات المسلحة في مراتبها الدنيا أما بالنسبة لذلك الأثر بين الضباط فلا أجدني مجبرآ علي الحديث عنه فقد كان واضحآ للجميع.
ب- تتوحد قوي اليمين في شكل حلف قوي مقدس متي ما هددها خطر حقيقي مهما كانت درجة الخلاف بينها مسبقآ. هذا نستخلصه من تجاربنا في السودان ومن التجارب في كافة أقطار العالم والنقف هنا لأضرب مثلآ عن الخلافات والتناقضات التي كانت سائدة بين أحزاب اليمين عشية ثورة مايو (ولا أريد أن أقول إنقلاب مايو لأنها في بداياتها كانت إمتداد لثورة أكتوبر) فالكل يذكر هذه الخلافات التي وصلت مرحلة تبادل أقزع الألفاظ داخل البرلمان وعبر كافة وسائل الإعلام غير أن هذه القوي توحدت صبيحة 25 مايو 69 بعد سماعها لبيان الأول في قبة المهدي وبدأت تجمع قواها وتتصل بالدول المجاورة الرجعية والعميلة آخذة منها الدعم لمقاومة مايو. وعندما تجمع الرجعية قواها فإنها تضرب الثورة بلا رأفة وفي قسوة متوحشة باعثها في الأساس الرعب من مصيرها الذي تدركه جيدآ. لا أظنني في حوجة لذكر بعض التجارب المريرة التي عايشتها القوي الثورية علي ساحة السودان أو بقية الأقطار العربية أو بلدان العالم الثالث وفي جانب آخر هذا يوضح ان الصراع السياسي حقيقة هو أعنف صراع عرفته البشرية كما أنه متعدد الأطوار والدرجات ويبدأ من كتابة الشعارات علي الجدران وينتهي بالحرب الذرية.
نواصل ...
10-11-2005, 07:21 AM مشاركة رقم 11 خالد الحاج المشرف العام
تاريخ التسجيل: Sep 2005 المدينة: Netherlands مشاركة: 1,786
--------------------------------------------------------------------------------
(2)
إقتباس: وجدت معارضة عنيفة وقوية من بعض أعضاء مجلس قيادة الثورة حينئذ وكانت حجتهم أن قاعدة الجيش كلها من أبناء الأنصار وأن هذه القاعدة سترتد علينا وتنضم إلي قوات الإمام. وكانت هذه الأمنية هي الحلم الذي بني عليه الإمام وزمرته حلمهم ودخولهم في معركة مع مايو. فقد عميت بصيرتهم عن رؤية تأثير أكتوبر داخل الجيش كما أني عانيت الأمرين بإقناع هذا النفر من أعضاء مجلس قيادة الثورة بتأثير أكتوبر علي الجيش ووصل ببعضهم الأمر أن سماني "الثوري الحالم" غير أن التجربة أثبتت صحة تحليلي ولو تأخرت معركة أبا عامين فقط لا أظن أن نتيجتها كانت ستكون كما جاءت وقتها
يخفي ا لمتقاعس تقاعسه وجبنه وتردده تحت ستار فلسفي يقنع به نفسه وهو إدعاء التعقل وعدم المقامرة والبعد عن الإنفعال والتفكير العقلي المتزن البعيد عن العاطفة وردود الأفعال وبالتالي يتهم المواقف الجسورة المقدامة بالتهور والمقامرة والإندفاع الجنوني البعيد عن العقلانية. هذا النمط من البشر بكل أسف كثير جدآ متواجد في كافة أنشطة الحياة المدنية والعسكرية وداخل التنظيمات التقليدية والحديثة(طوائف قبائل أحزاب، نقابات) ولا يشكل خطورة إلا حينما تضعه ظروف تأريخية معينة في قيادة عمل ثوري هناك تكون الطامة الكبري. إذ أنه تحت هذه الشعارات يتمشدق بالحديث عن الثورة معبرآ عن أمانيه في إتخاذ موقفآ ثوريآ مقدامآ جسورآ غير أنه يخور عن إتخاذ هذا الموقف وبالتالي لا ينفك يطلق فسوه هذا وهو معشعش في موقعه القيادي الثوري إلي أن يكشفه الآخرون. كما ذكرت هذا النمط من البشر موجود في كافة مرافق الحياة وبالذات في القوات المسلحة ولو لا خشيتي من أن أشين صورة بعض الأصدقاء لذكرت العديد والعدد الكثير منهم كأمثلة حية تعيش بيننا حاليآ أو قضوا نحبهم. فالثوري الحقيقي له حساباته الخاصة عند تعامله مع الواقع يرفضها المتعقل والمتقاعس.
د- يصعب جدآ الدفاع عن الثورة عندما تواجهها الثورة المضادة فالثورة المضادة ترتكز علي قوة جماهيرية كبيرة مخزونة في الريف وفي أطراف المدن داخليآ وإقليميآ تستند إلي دول الجوار الرجعية . أما عالميآ فهي تستند علي الإمبريالية بكل جبروتها وقوتها وقواها مع خبرتها المتراكمة في التعامل مع الأنظمة الثورية فعملية الإستيلاء علي السلطة أو سرقتها (لا أقول إنتزاعها لأكون أكثر دقة) سهلة جدآ إنما المعضلة الحقيقية تكمن في الدفاع عنها.
الثوريون عندما يأتون إلي السلطة مندفعين تحدوهم أمانيهم الطيبة ونواياهم الخيرة لجماهير شعبهم يندفعون في تنفيذ برامجهم وتوضيح نواياهم لشعبهم معتقدين بأن هذه الإجراءات وما يرافقها من محاكمات للقيادات الرجعية السابقة كفيلة بعزل هذه القيادات عن جماهيرها وهذا صحيح إلا أن الواقع يحدثنا أن هذا التحول كي يحدث يحتاج إلي عقدين أو ثلاثة من السنين وما حدث في جزيرة أبا يؤكد ذلك. غير أن الثورة المضادة تعرف ذلك ولهذا السبب تبدأ نشاطها وتجمعها منذ اليوم الأول وبالتالي تتحين الفرصة الذهبية لترتد علي الثورة وهذه الفرصة تحين يوم أن تفقد القوة الثورية زمام المبادرة حينئذ تلتقط الثورة المضادة زمام المبادرة وتوقع بالقوي الثورية وانا أحرر هذه الأسطر تبرز أمامي تجربة مايو فقد عايشتها وهي نكره وبرنامج ورافقتها كتنظيم وشاركت فيها كحركة ودافعت عنها كثورة.
لقد قمنا بالحركة ليلة 25 مايو وكانت موافقة ليلة 9 من المولد النبوي الشريف وثاني يوم ونحن في القصر الجمهوري حيث كان الوزراء يؤدون اليمين الدستوري جاءتنا معلومات أن هنالك تجمع في ساحة المولد في أمدرمان ينوي القيام بمظاهرة . إستطعت إقناع خالد حسن عباس بالخروج بروب مدرعات إلي المولد وتدمير المظاهرة بإعتبار هذه أول معركة مع الرجعية والتكن بداية قصم عضم ظهرها. ولكن بكل أسف خيب أملي التجمع فقد إنفرط عقده وتفرق بهدوء بمجرد رؤيته للمدرعات. وصبرنا علي الرجعية وهي تجمع قواها وتجري إتصالاتها خارج الحدود وتجلب الأسلحة من دول الجوار إلي أن كسرنا عضم ظهرها في معركتي أبا وود نوباوي . أذكر هذه التجربة الآن لأني وجدت معارضة عنيفة وقوية من بعض أعضاء مجلس قيادة الثورة حينئذ وكانت حجتهم أن قاعدة الجيش كلها من أبناء الأنصار وأن هذه القاعدة سترتد علينا وتنضم إلي قوات الإمام. وكانت هذه الأمنية هي الحلم الذي بني عليه الإمام وزمرته حلمهم ودخولهم في معركة مع مايو. فقد عميت بصيرتهم عن رؤية تأثير أكتوبر داخل الجيش كما أني عانيت الأمرين بإقناع هذا النفر من أعضاء مجلس قيادة الثورة بتأثير أكتوبر علي الجيش ووصل ببعضهم الأمر أن سماني "الثوري الحالم" غير أن التجربة أثبتت صحة تحليلي ولو تأخرت معركة أبا عامين فقط لا أظن أن نتيجتها كانت ستكون كما جاءت وقتها إذ أن التوازنات كلها كانت قد تغيرت وما تم من إنجازات لصالح أبناء الجزيرة أبا : توزيع الأراضي للفلاحين قيام مدارس لكافة المراحل الدراسية من الكتاب إلي الثانوي للبنين والبنات وقيام إتحاد فلاحين وإتحاد نسائي ودور لهذه المنظمات وقيام مصحات. كل ذلك لم يؤتي أكله إلا بعد عقدين من الزمان.
قصدت من ذكر هذه التجارب في البداية أن أضع القارئ في نفس الزاوية التي رأيت منها أحداث الإنقلاب الذي يتناوله هذا لتقرير.
هـ - تجارب الإنقلابات العسكرية توضح أن الخلافات تبدأ تظهر بين الإنقلابيين من الأسبوع لأول بعد إستلام السلطة وتبدأ لأسباب ذاتية تافهة منها المنافسة علي شاشات التلفاز والصفحات الأولي من الجرائد والمجلات. حينئذ يبدأ كل ذي حق يأخذ حقه من الحصة وذو الحق يقرر حقه مدي إشتراكه ونشاطه ليلة تنفيذ الإنقلاب هذا ما حدث في تجربة يوليو في مصر بين عبد الناصر ومحمد نجيب وبين عبد الناصر ويوسف صديق ولم يضعف السادات في بدايات يوليو إلا عدم إشتراكه في التنفيذ كما حدث في مايو عدم مشاركة بابكر النور وهاشم العطا جعلتهم في حالة من الضعف داخل المجلس مزرية وكذلك بالنسبة لأبي القاسم هاشم فغيابه ليلة التنفيذ أضعفه في المجلس إلي أن إنحل.
د- النصر وليد الإيمان العميق الصلب بالإنتصار فأي عمل مهما تفه أو عظم إذا لم نؤمن به إيمانآ راسخآ بالنصر وبه لن ننجزه . إذ أن الإيمان بالنصر هو الذي يولد الصمود والإستبسال والإقدام. هذ الأحساس هو الذي وّلد صمود الشهيد عبد الفضيل ألماظ عام 1924 ليستشهد وهو قابضآ علي رشاشه (البرين) وما دفع سيد شهداء القوات المسلحة بطل 19 يوليو الشهيد محمد أحمد الريح ليستشهد في بطولة رائعة كان يمكن لحزبه أن يخلد كلماته الأخيرة ليجعل منها ملحمة ليضع منارآ تهتدي به كواكب مناضليه حقيقة لا يعرف قيمة الرجال إلا الرجال.
نواصل...
11-11-2005, 11:24 PM مشاركة رقم 14 خالد الحاج المشرف العام
تاريخ التسجيل: Sep 2005 المدينة: Netherlands مشاركة: 1,786
--------------------------------------------------------------------------------
(3)
- مقدمة: لا أكتب هذا التقرير لأثبت المقولة الخالدة "تولد الهزيمة لقيطة بينما يدعي أبوة النصر العشرات" فما حدث في أبريل بالنسبة لي في حد ذاته قيمة وقد أثبت الجميع أن لا نحاكم القيمة بنتائجها إنما تظل قيمة في وجدان البشرية وعليه لست أهدف لمحاكمة ما حدث بقدر ما أهدف إلي تحليل قائم لأوضح قدر إمكانياتي أسباب الفشل ومتي سلكت الحركة الجادة ومتي تجنبتها. هنالك أمر آخر أود تنبيه اللقارئ له وهو أني أعتمد في سرد الوقائع علي ذاكرة خربتها السنون ولعب بها داء السكر. غير أني أجهدت ذاكرتي قدر الإمكان أن أكون دقيقآ في تذكر ما نقلته علي لسان الرفاق الشهداء وهذا ليس لدواعي الأمانة وإحترام الذات بقدر ما عنيت بالأمانة في نقل أقوالهم للتأريخ وقد نالوا الشهادة. والأمانة تقتضي قول الحق ولو علي أنفسنا أو من يعني علينا أكثر منها.
3- أثناء إختفائي مع الرفيق شريف دارت مناقشات كثيرة بيني وبينه حول الإنقلابات العسكرية عامة والتي إشتركت فيها خاصة ومعلوماتي النظرية حولها. يبدو أنه نقلها بدوره إلي الرفيق محمد علي لأنه فتح معي مناقشات حول نفس الموضوع أذكر أني ذكرت له: " أن الإنقلاب كعملية عسكرية لا يخضع لأي مبدأ من مبادئ الحرب غير المفاجأة في الدرجة الأولي والحشد في الدرجة العاشرة. وأنه ليس حساب وتوازن قوي وإنما هو خطف للسلطة. وجانب كبير من العملية يراه معظمهم مغامرة كبري غير أن الذين يقومون بها يرونها مقامرة محسوبة كما يري الكثيرون أن الشخص الإنقلابي مجنون وحقيقة هم مقامرون ضمن حساباتهم التي لا يراها العقلاء فيقولون عنهم أنصاف مجانين. إذ أن الحسابا العسكرية التقليدية أي الإهتمام بتوازن القوي الصديقة والقوة لمعادية لا يمكن أن نصل إلي عملية الإنقلاب ولكننا سنتزاحم أمام المعادلات العديدة العقيمة فلن نجد نفسنا بأية حال من الأحوال في مستوي أقوي من قوة الدولة وأجهزتها الأمنية والعسكرية وأسلحتها المختلفة" يبدو أن الرفيق محمد علي تفهم هذا الموضوع إذ أنه في نفس الأسبوع زودني بتقرير موقف عسكري لعملية إنقلاب وخطة مبنية علي تقدير الموقف ذاته وطلب مني الإطلاع عليه وتوضيح رأي فيه. بعد أن قرأته وجدته تقدير موقف جيد من حيث ذكر العناصر ومناقشتها مناقشة منطقية وعدم إهمال أي عنصر وعدم القفز فوق العناصر للوصول إلي النتائج ولو عمله أي طالب في كلية أركان يأخذ عليه درجة جيد. إلا أنه بعيد كل البعد عن خطة إنقلاب عسكري فهو تقدير موقف تقليدي خرج منه بخطة تقليدية لا تحقق أي نوع من المفاجأة وذلك للأسباب التالية :
أولآ : شملت الخطة عمليات من شأنها تحييد كافة المعسكرات الموجودة في منطقة العاصمة المثلثة. كما شملت كافة نقاط السيطرة المتواجدة في العاصمة.
ثانيآ : عدم التركيز علي النقاط الإستراتيجية المهمة التي تأخذ أهمية أقصي في العملية الإنقلابية وهي القيادة العامة ثم الإذاعة. فاحتلال القيادة العامة إلي جانب تدمير معنويات العدو توفر المواصلات والإتصال والتعاون والتنسيق والسيطرة الكاملة. أما الإذاعة فلأنها توفر الصلة بالجماهير لتخرج تدافع في الشارع عن السلطة الجديدة ثم بعد ذلك تأتي الأهداف الثانوية وهي الكباري وتقاطعات الشوارع إلخ إلخ.
نقلت رأي هذا للرفيق شريف ولم أنقله للرفيق علي لسببين :
أولآ - لاحظت أنه بادئ الإعتزاز بهذا العمل وهذا يعني أنه يجهل طبيعة الخطة المطلوبة لقيام إنقلاب عسكري ناجح وبالتالي قد لا يقبل رأي ويحصل له إحباط إذا قبل. وهذا ما كنت أتجنبه طوال عملي معه .
ثانيآ - كي أقوم بواجبي كاملآ نحوه كمستشار له في هذا العمل كان عليّ بعد رفض هذه الخطة أن أضع له البديل وهذا ما كان متعزرآ عليّ في حينها إذ أني لم أمتلك معلومات عن التنظيم العسكري مما يساعدني في وضع تصور وخطة بديلة .
4- أوجزني الرفيق محمد علي بشكل مختصر عن عمل الحزب في الجيش في أول لقاء لي معه إذ قال لي أن الحزب يعتبرن متخصص في الأمن لكنه يعتقد أن لي قدرات أكبر في العمل العسكري وهو يرغب أن أهر له هذه القدرات وما يبقي كلام ساكت (أحسست أنه بحديثه هذا يستفز قدراتي في دفع عملية الإنقلاب إلي الأمام) ذكر لي الرفيق محمد علي" أن مشكلة البلول عندما يكون *** لا يعطي فرصة لأحد يتكلم وإنما يتحدث بدون توقف وأن مشكلة خالد في صمته وسكونه ويمكن يقعد 4 أو 5 ساعات ما يفتح خشمو " هنا تأكدت لي هواجسي بأن الرفيق محمد علي ملاق صعوبة في القيادة العسكرية في تنفيذ المهمة وتمنيت في خاطري ألا تكون المشكلة ناتجة عن غياب الإستعداد النفسي للقيام بالعملية وأن تكون المشكلة ناتجة عن عدم توفر الإمكانيات المادية إذ أن الثانية يمكن إستكمالها بعد فترة أو إعادة توظيف المتوفر منها. أما الأولي فلا يمكن علاجها إلا بإعادة بناء التنظيم وتبديل هيكله بصورة موضوعية أما ما أهجسني أي دفع الهواجس إلي فكري هي الطلبات غير المعقولةالتي يأتينا بها في التنثيق الرفيق محمد علي من قبل التنظيم العسكري والأمثلة علي ذلك كثيرة تحضرني الذاكرة منها حاليآ الطلبات التالية:
أولآ – بلغني الرفيق محمد علي أن الجماعة (يقصد التنظيم العسكري) يطلبون 40 جهاز إتصال ليسطون بها علي سلاح المدرعات وسألني عن كيفية الحصول عليها. أجبته أن الدبابات بها أجهزة إتصال في كل دبابة جهازها الذي تستطيع الإتصال بالأخري به فلماذا يريدون هم هذه الأجهزة فبانت الحيرة علي وجهه ورد والله ما عارف.
ثانيآ – طلب الرفيق محمد علي تجهيز أرقام سيارات شرطة وفعلآ قام قسم التنسق يتجهيز 32 رقم أي 16 سيارة وقد علمت من الرفيق محمد علي أنهم ينون إستخدام هذه السيارات في عملية الإعتقالات ليلة الإنقلاب وهذا بالتالي يعني لديهم فائض من القوة يستغلونه بعد إستلام الأهداف الرئيسية في عملية الإعتقالات إذ أن الوضع الطبيعي أن تتم الإعتقالات بعد إحتلال المواقع الإستراتيجية المهمة عندئذ تستخدم عربات الجيش والقوة الإنقلابية في الإعتقالات وذلك إقتصادآ في القوة والجهد.
ثالثآ – طلبوا في التنسيق قوة حزبية مسلحة وتجهيز بستان ليعقد فيه إجتماع موسع للتنظيم العسكري علي أن يقوم الرفاق المسلحون بحماية الإجتماع والإشتباك المسلح مع قوات الأمن إذا حاولت الأخيرة التدخل وإعتقال الرفاق العسكريين وبذلك يستطيع الرفاق العسكريون من التسلل من موقع الإجتماع خلال الإشتباك ثم بعد ذلك ينسحب الرفاق. هنا جالت في رأسي الأسئلة التالية :
نواصل ...
مشاركة رقم 15 خالد الحاج المشرف العام
تاريخ التسجيل: Sep 2005 المدينة: Netherlands مشاركة: 1,786
--------------------------------------------------------------------------------
(4)
إقتباس: هنا نادي علي شاب لم يكن معنا فجاء وعرفني به ان هذا الشاب رفيق بعثي وهو نقيب في الجيش ومسئول عملنا في المدرعات وقال للشاب يعرفه بي ده رفيقنا فلان وريه قوتكم في المدرعات هنا إلتفت اليّ الشاب في عنجهية غريبة وكأنه يرد علي مستجد لحوح " ما عندنا غير (2) بالإضافة إليّ وماعندنا غير دبابة واحدة صالحة للعمل وهي هناك في مدرسة المدرعات في وادي سيدنا" واستدار ليخرج من الغرفة فأوقفته وسألته مستهدفآ سبر غوره وقراءة عقليته الدبابات الموجود في الشوارع هذه يمكن تدميرها بالطائرات وإذا بالشاب ينتفض مرعوبآ وقد بدأت عضلات وجهه ترتجف عايز تضربها بالطيارات (يقصد الدبابات) هم عدو؟ أجبته " أنت تقدر تاخد دبابتك الصالحة دي وتدخل القيادة العامة؟ فأجابني (لا) وهنا سألته لماذا ؟ فأجاب ستضربني الدبابات التي تحرس القيادة العامة فقلت له "إذن هم عدو وحينما نضربهم بالطائرات نحن لم نظلمهم وإنما فقط أخذنا زمام المبادرة في يدنا .
1- هل هذا الإجتماع هو إجتماع مجموعة الأوامر التي ستتلقي أوامر التنفيذ وتخرج من الإجتماع مباشرة لتنفيذ العملية. وإذا كان كذلك لماذا لا يتم هذا الإجتماع في أحد المعسكرات الذي يشكل قاعدة التحرك للتنظيم. 2- هل هذا الإجتماع إجتماعآ تمهيديآ وإذا كان كذلك هل يعني ذلك أن هؤلاء الضباط موضوعون تحت المراقبة للدرجة التي لا يستطيعون فيها تحقق إجتماع عادي بعيدآ عن أعين النظام وإذا كان كذلك لماذا لا يؤجلون العملية حتي تطمئن أجهزة الأمن.؟ 3- إذا كان إجتماع عادي موسع في شكل مؤتمر لماذ لا يتم تأمينه بالأساليب العادية التي يؤمن بها الحزب مثل هذه اللقاءات.؟
رابعآ : طلبوا في التنسيق عناوين سكن رموز النظام دون أن يعطونا أسماء هذه الرموز أو ربهم أو مناطق سكنهم مع العلم أنهم يسكنون داخل المناطق العسكرية وجهازنا جهاز مدني كما يعرفون هم ويكفي أن يتجول مدني داخل أي منطقة عسكرية حتي يعرض نفسه للإعتقال والمساءلة وهذا في حد ذاته يعرض العملية لخطر الإنكشاف.
واستنتجت من ذلك ضعف قدراتهم في الرصد والمراقبة للحد الذي لا يعرفون أسماء ورتب ودور سكن الرموز العسكرية لعدوهم.
خامسآ : طلبوا من التنسيق تجهيز أسلحة خفيفة وذخيرة وأفراد يجيدون إستخدام السلاح. لم يحددوا العدد المطلوب من الأسلحة ولا الأفراد ودون تحديد الواجبات التي سيكلفون بها.
هذا ما أسعفتني به الذاكرة من طلبات كثيرة متضاربة متباعدة لا يربط بينها تسلسل منطقي ولا يستطيع المنطق ربطها بأي خطة عسكرية مدروسة . هذا هو سبب الهواجس التي سيطرت علي مخي والتي تعرضت لها أعلاه.
د- أوصلني الرفيق محمد علي إلي مكان الشهيد خالد وهو منزل أحد أقرباءه في الرياض شروعآ في تنفيذ توجيهاته لي. وجدت فرصة إنشغال صاحب المنزل بتحضيرات واجب الضيافة لي فسألت خالد سؤالآ مباشرآ عن الحاصل في لديهم (التنظيم العسكري) قائلآ له " مالكم مربوكين يا خالد ؟؟ رد عليّ خالد قائلآ : صاحبك البلول راكب راسو (أو معصلج) (لا أذكر حاليآ كلماته الحقيقية) ومصر أن التنظيم العسكر غير جاهز لعمل شيئ لا السنة دي ولا السنة الجاية. بالطبع وضح أن البلول تحدث أو قال كلامه هذا في حالة إنفجار أو غضب لأنه موضوعي التفكير. ويعرف كما أعرف أنا أن هذا العمل (الإنقلاب) مرتبط بعدة عوامل مختلفة ومتشابكة إن لم تكن شائكة اليسير منها يقع ضمن إرادة القائد الإنقلابي لكن الجزء الأكبر والأهم خارج إرادته وبالتالي لا يستطيع القائد أن يقول أنه غير جاهز بعد سنة لأن الظروف المتغيرة والتفاعلات السياسية بين الجماهير وبين الجنود قد تجعل إمكانية حدوث الإنقلاب بعد أسبوع أو بعد عقد من الزمان. فالإنقلاب ليس عملية زواج أو ختان ليحدد الشخص المعني وقت إستعداده لعمله بالإضافة إلي ذلك أن هذا التنظيم حسب ما علمت من الحزب كان علي وشك إستلام السلطة منذ 5 سنوات في أبريل 1985 لذلك بعد أن عرفت رأي البلول من خالد سألت خالد "وإنت ما رأيك" فرد عليّ : أنا (Orbiting Aloof) وهذا يعني بلغة الطيران أنه يطير عاليآ ولكنه يدور حول الهدف أي أنه مبتعد عن الصراع الدائر بعزر أنه طيار ولا يفهم في عمل الجيش (مشاة ودروع) والصراع الدائر يقصد بين تيارين أحدهم يطلب قيام الحركة والثاني يرفضها وبالطبع وضح لي أن الرفيق محمد علي يقود التيار الأول والبلول يقود التيار الثاني. هنا طلبت منه أن نذهب سويآ إلي منزل الشهيد البلول لثقتي بإمكانية الوصول إلي نتائج إيجابية لمعرفتي بإمكانياته الذهنية والمعنوية والنفسية ويقيني بأنه ضابط شجاع وكفء قناعاتي بصفاته هذه هي التي دفعتني لكسبه للحزب. غير أن خالد رفض إقتراحي بحجة أن الوقت متأخر حاليآ وأن البلول يكون قد بدأ ***** حاليآ ولا جدوي من إدارة نقاش جاد معه لأنه لن يعطيك فرصة للحديث (لاحظت هنا الوافق بينه و بين الرفيق محمد علي) .
هـ - مساء اليوم التالي جاءني الرفيق محمد علي وطلب مني زيارة البلول وقبل مغادرتي قلت للرفيق محمد علي " أنت القائد السياسي والبلول القائد العسكري الوضع الطبيعي أن تقول له الحزب يري أن الظروف السياسية محليآ وإقليميآ وعالميآ مهيئة لأن يستلم السلطة بلغني متي يمكن أن نذيع بياننا. هو يعمل حساباته وتقدير موقفه وخطته ويبلغك إحتياجاته لسد النواقص التي قد تبرز من وضع الخطة إذا برزت نواص وإلا يبلغك أن تحضر لدار الإذاعة الساعة 6 صباحآ في يوم كذا وبالتالي لا تتدخل في عمله لأن هذا ليس شأنك" فلم يعلق وقال لي كدي أسع أمش شوفه.
وجدت البلول وحده وقد بدأ يشرب قبل وصولي وكن بادي التوتر وطلب مني مشاركته وفعلآ بدأت أشاركه الشراب وقد قررت في داخلي العزوف عن مناقشته فيما جئت من أجله غير أنه بادرني فجأة قائلآ : " شنو حكاية الخطفة دي الدخلتها لمحمد علي في راسه؟ " فأجبته اني حاولت ابسط له ان العملية الإنقلابية هي نمط من انماط الحرب الخاطفة لا مبادئها ولا اسسها فقلت له هي عملية خطف للسلطة هذا كل ما هناك ولماذا انت متوتر حاليآ ؟ فأجابني سئلآ هم الناس فكروا فيها متين (يقصد الحرب الخاطفة) فأجبته بعد إختراع الدبابة فقال لي يعني الدبابة هي التي اةجدت الحرب الخاطفة؟ قلت له بالطبع وبدونها لا توجد حرب خاطفة هنا نادي علي شاب لم يكن معنا فجاء وعرفني به ان هذا الشاب رفيق بعثي وهو نقيب في الجيش ومسئول عملنا في المدرعات وقال للشاب يعرفه بي ده رفيقنا فلان وريه قوتكم في المدرعات هنا إلتفت اليّ الشاب في عنجهية غريبة وكأنه يرد علي مستجد لحوح " ما عندنا غير (2) بالإضافة إليّ وماعندنا غير دبابة واحدة صالحة للعمل وهي هناك في مدرسة المدرعات في وادي سيدنا" واستدار ليخرج من الغرفة فأوقفته وسألته مستهدفآ سبر غوره وقراءة عقليته الدبابات الموجود في الشوارع هذه يمكن تدميرها بالطائرات وإذا بالشاب ينتفض مرعوبآ وقد بدأت عضلات وجهه ترتجف عايز تضربها بالطيارات (يقصد الدبابات) هم عدو؟ أجبته " أنت تقدر تاخد دبابتك الصالحة دي وتدخل القيادة العامة؟ فأجابني (لا) وهنا سألته لماذا ؟ فأجاب ستضربني الدبابات التي تحرس القيادة العامة فقلت له "إذن هم عدو وحينما نضربهم بالطائرات نحن لم نظلمهم وإنما فقط أخذنا زمام المبادرة في يدنا . هنا ترك الغرفة وهو في حالة من الرعب وعم القناعة بالمرة بحديثي معه غير أنه كان مفحمآ من حديثي وحقيقة الأمر عندما تحدثت عن إستخدام الطائرات لم أكن أهدف كما قلت إلا إلي معرفة إستعداده النفسي للإشتراك في تنفيذ العملية فك الدبابات الموجودة في الحراسات بمجرد إستلام القيادة العامة وإذاعة البيان بالإمكان سحبها بأوامر تصدرها بالجهاز أو إبقاءها في موقعها في خدمة السلطة الجديدة.
نواصل ...
28-10-2006, 12:57 م
Elmoiz Abunura
.
تاريخ التسجيل: 30-04-2005 مجموع المشاركات: 581 Re: The Baath, and Ramadan Military Coup - 2 (Re: Elmoiz Abunura)
Dear friends Attached the second part of the report Elmoiz
13-11-2005, 09:06 AM مشاركة رقم 22 خالد الحاج المشرف العام
تاريخ التسجيل: Sep 2005 المدينة: Netherlands مشاركة: 1,786
--------------------------------------------------------------------------------
(5)
إقتباس: سألته بأسلوب طبيعي من تكوين أتيام الإعتقالات والإعدامات . هنا إنتفض وبدأت علي وجهه علامات الدهشة المصحوبة بالرعب ورد علي في صوت مبحوح إعدامات؟ إنت قايل نفسك عايش وين ؟؟ إنت هنا في السودان والناس دي وراها أسر وأطفال وعندهم أهل وجيران والعلاقات في السودان تختلف عن أي بلد آخر.
هذه حقيقية قناعاتي لكن سيلاحظ القارئ أني ركزت علي السؤال في أسلوب معالجتها مع بقية أعضاء التنفيذ أولآ بهدف تقييمهم من الناحية النفسية وثانيآ بهدف سبر معرفتهم لما هم مقدمين عليه- أو مدي إدراكهم له. نحن في ظروف مختلفة نصبر لبناء قوتنا في شكل جيد وبدون إستعجال حتي نصبح قادرين علي العملية. وما يحيرني هو ناس بغداد كل وصاياهم لنا هو عدم الإندفاع والتريث. وعدم الإستعجال ووصل بهم الأمر أن طلبوا مننا الإعتبار بحركة 19 يوليو 71 التي مكنت نميري 16 سنة ويجوا الآن يدفعوننا ونحن علي هذا الوضع الذي سمعته للتحرك؟ كان الوقت قد تأخر وقاربت ساعة منع التجوال فرجعت إلي المنزل وأنا منهار المعنويات وفي حالة من اليأس ونسبة لتقديري للبلول فقد قيمت الموقف تقييمآ غير موضوعي ونسبت كل أقوال البلول حول حالة إستعدادهم المتدنية إلي تأثيرات هذا النقيب السلبية عليه بما يعكسه له من معلومات غير واقعية فغضبت عليه وغضبت غضبآ شديدآ علي ذلك الشاب الخائر. وعند وصولي المنزل قابلت الرفيق محمد علي فسألني عن لقائي بالبلول فلم أعكس له حالتي خوفآ علي معنوياته وإنما إنفجرت أشتم الشاب فغضب لأني وصفته بالجبن والإنحلال وقال لي : كيف تقول عن هذا الشاب ذلك وهو ماسك عملنا في المدرعات الخمس سنوات الماضية إتقل يا أخي أتقل . فاعتذرت له ولم أشأ أن أقول له بعد نضال خمسة سنوات لم يستطع أن يسيطر إلا علي عنصرين ودبابة واحدة أما وصفي لذلك الشاب بالجبن فلم يأخذ الرفيق محمد علي في إعتباره تجربتي العسكرية التي بدأت عام 1956 وأن تقييم نقيب وأنا بهذه الخبرة من حيث الشجاعة أو الجبن لا يحتاج مني إلا إلي محك جدي واحد ولم أنقل له قناعات البلول وقناعاتي التي بنيتها علي قناعاته فالشرط الأول لنجاح عمل كهذا هو إيمان قائده الكامل والراسخ بالنصر . وهذا ما لم يتوفر لدي القائد العسكري ليس هذا فحسب كما لم يتوفر لديه أي يقين بجدوي التحرك لأنه ليس لديه قوات تحت يده ووضح لي عدم وثوقه وتصديقه لما يردده أفراد التنظيم العسكري في قواتهم وقدراتهم في تحريكها. حقيقة عند حديثه عن قوات الدفاع الجوي تذكرت أني رأيت الرفيق شريف يستعد للخروج من المنزل في ساعة متأخرة وردآ علي سؤالي له أخبرني أنه علي موعد مع ضابط مسئول في كتيبة الدفاع الجوي الموجودة في مطار الخرطوم. فطلبت منه أن يسأله إذا كان مستعد لعمل إنقلاب بقوته تلك أم لا . حقيقة إعترض الرفيق شريف وتحت إلحاح مني وافق علي ذلك ولما عاد سألته عن رد الضابط علي سؤالي فقال رده أنه مستعد إذا وفرنا له دبابتين فقلت له ده زولنا وبلغ به الحزب ليشركونه في عمليتهم. وأنا غارق في مستنقع اليأس الذي سقطت فيه بعد لقائي مع البلول فكرت أن المسلك الصحيح والموضوعي هو قراءة الواقع بملامسته والتمس مع أفراد قيادة التنظيم حسب ما خطط الرفيق محمد علي ثم تلخيص الموقف كاملآ له ووضع الحلول المتاحة أمامنا أي (المعضلة والحل) . و- ذهبت في ضحي اليوم التالي للقاء قاسم حسب الموعد الذي حدده الرفيق محمد علي لي معه. بعد تبادل العبارات المعروفة في مثل هذه المواقف تذكرته وعرفت فيه الملازم الثاني الذي خدم في سرية الرائد يحي عمر قرينات في كبويتا في أواسط الستينات وكنت وقتها أعمل طيارآ في الإستوائية. وأكثر من الرحلات إلي كبويتا وأطيل مقامي بها إذ كنت أعمل علي تجنيد يحي عمر إلي تنظيم الضباط الأحرار. عندما ذكرت له ذلك تذكرني وقال حقيقة لم أعرفك عندما ذكر إسمك لأنهم لم يذكروا إسم *** وإنما ذكروا **** هنا كثر الثلج وتدفقت الحرارة إلي اللقاء وانكسر الحاجز النفسي. إنتقلنا إلي العمل فبدأ يحدثني عن التنظيمات التي شارك فيها والتي أسسها ولكن بكل أسف كانت تكشف من قبل السلطات أو تنكشف من ذاتها. ومن ثمة إنتقلنا للحديث عن الراهن هنا يجب أن أوضح للقارئ ان غايتي حقية من ذلك اللقاء التعرف عليه وذلك ليس بالمعني المتعارف عليه وإنما ثبر غوره ومعرفة معدنه وعقليته فالعقل هو مصدر الفكر وكافة أنماط السلوك والتصرفات. فبدأته بالسؤال عن أهمية أجهزة الإتصال التي طلبوها ليسيطروا بها علي معسكر سلاح المدرعات فأجابني أن العدد المطلوب هو 40 جهاز وهو الحد الأدني الذي يمكننا من السيطرة علي هذا المعسكر الكبير الواسع المساحة. فسألته بماذا يسيطر ناس البشير حاليآ علي هذا المعسكر؟ أجابني (وهنا بدأ يحدثني بأسلوب الأستاذ الخبير الذي يشرح لجاهل أمي مسألة عويصة الفهم عصية الإدراك علي قدراته الذهنية وحمدت الله في تلك اللحظة إذ وهبني حسن الإستماع وصبر الإسطنات . وقلت لنفسي الآن أستطيع تقييمه وقد أطلق الله عقدت لسانه لاسيما وقد كنا منفردين في المكان مما يساعدني في التركيز عليه .) . أعود لحديثه يسيطرون بالأمن والمخابرات والبوليس الحامي (الشرطة العسكرية) والدوريات. هنا سألته وبماذا ستسيطرون أنتم علي هذا المعسكر؟ فأجابني بنفس الأسلوب بأجهزة الإتصال طبعآ. فأومأت برأسي شأن كل حيوان يدعي الفهم بأني فهمت الموضوع. ثم سألته عن أرقام سيارات الشرطة التي طلبوها ماذا ستفعلون بها؟ فأجابني سنستخدمها في التحرك ليلة الإنقلاب وبالطبع سيكون تحركنا بعد حظر التجوال. وهنا سألته أعرف هذا فقط أردت معرفة إلي أين ستتحركون ؟؟ فأجابني مستنكرآ سؤالي كيف إلي أين؟؟ هل يمكن عمل إنقلاب بدون تحرك؟؟ فأجبته بالطبع لا ولكني قصدت معرفة الأهداف التي ستتحركون إليها. أجابني في ثقة عالية بالطبع أهدافنا هي معسكرات وحداتنا التي كنا نقودها قبل إبعادنا من الجيش لنأخذها وننفذ بها الإنقلاب. فسألته هل هذه الوحدات حاليآ في العاصمة فعلآ. وهل أنتم علي تماس بأفرادها. أقصد علي الأقل بصغار قادتها وصف ضباطها. أجابني : لا تنسي أن هؤلاء الجنود والصف والضباط أنفسهم هم في الحقيقة أبنائنا فنحن أشرفنا علي تجنيدهم وتدريبهم وتأهيلهم وقدناهم وقاتلنا معهم في الجنوب طيلة مدة خدمتهم هم تحت قيادتنا نحن ولو إنقطعت العلاقة بهم بعد إبعادنا من الجيش يبقون تحت قيادتنا وإطاعة أي أمر مننا في أية لحظة وحفاظآ علي أمن وسرية الحركة قطعنا الإتصال بهم فأبديت علي محياي الإرتياح من حديثه أما هو عندما لاحظ ذلك إسترسل في حديث طويل يطمئنني ألا أشغل بالي بهذا الموضوع دون الدخول في تفاصيل عن حجم قواتهم أو تسليحها ولم يخرج الحديث عن العموميات وأنا مبديآ علامات الإرتياح كما ذكرت علي وجهي ثم سألته بأسلوب طبيعي من تكوين أتيام الإعتقالات والإعدامات . هنا إنتفض وبدأت علي وجهه علامات الدهشة المصحوبة بالرعب ورد علي في صوت مبحوح إعدامات؟ إنت قايل نفسك عايش وين ؟؟ إنت هنا في السودان والناس دي وراها أسر وأطفال وعندهم أهل وجيران والعلاقات في السودان تختلف عن أي بلد آخر. وهكذا إستمر في حديث من هذا القبيل وطبعآ كان يحدثني في أسلوب تربوي والتعريض بالطبع لم يفتني وكان واضحآ فأبديت له تفهمي وتقديري لنصيحته التربوية الغالية. وعدت أعاود الكرة في إلحاح وسألته بماذا ستضربون الدبابات الحارسة المعسكرات التي تضم وحداتكم التي ستحركونها؟ أجابني هذه الدبابات لن تمنعنا أو تعترضنا من الدخول للمعسكرات أو حتي تقاومنا واستطرد مصلحتهم شنو يقاتلوننا؟ أنا بس أسألك إنت لو كنت في مكان طاقم أي دبابة مصلحتك شنو تدافع عن نظام الجبهة؟ ولم أجبه فاستطرد إذا قاومونا فابالنقاش والمنطق سنقنعهم . عند نهاية حديثه ومواعظه وصل الرفيق محمد علي قررت أن لا فائدة منه وعدم جدوي المناقشات معه وذلك لأسباب سأذكرها فيما بعد هذا فقد قررت إفحامه وما دام الرفيق محمد علي قد وصل فاليكن ذلك أمامه.
نواصل...
13-11-2005, 03:12 PM مشاركة رقم 24 خالد الحاج المشرف العام
تاريخ التسجيل: Sep 2005 المدينة: Netherlands مشاركة: 1,786
--------------------------------------------------------------------------------
إقتباس: اقتباس من مشاركة عجب الفيا متابعين بذهول يا خالد وبرافو لهذا السبق الصحفي الكبير .
تعرف يا منعم قرأت كل المذكرة ولم تفارقني الدهشة والحيرة كيف يمكن لثلاثة معسكرات عسكرية وبعض عقول ينقصها النضج أن تتحكم في مصير أمه؟؟؟
وهل سنعتبر من تأريخنا الحديث؟؟
تابع يا صديقي وعلي قول أهلنا (أدي ربك العجب) ؟؟؟؟
-11-2005, 05:53 PM مشاركة رقم 30 خالد الحاج المشرف العام
تاريخ التسجيل: Sep 2005 المدينة: Netherlands مشاركة: 1,786
--------------------------------------------------------------------------------
(6)
قلت لدينا ما يؤكد أنهم في القيادة العامة يستضيفون ليليآ حوالي المائتين شابآ مسلحآ من شباب الجبهة بهدف حماية القيادة العامة فماذا ستعملون لهم ؟ رد في نفس الأسلوب "ديل أولاد صغار ولا دراية لهم بالسلاح ولا خبرة لهم بالحرب والمعارك ويكفي أن نرمي لهم صندر فلاش (Thunder Flash) (وهي قنبلة صوتية تستخدم في التمارين) يزغون من الصوت فنحمل سلاحهم الذي يرمونه نتيجة خوفهم." هنا سألته لماذا لا ترمونهم بقنابل حقيقية (رمانات) ؟ فلم يحر جوابآ والتفت إلي الرفيق محمد علي لينقذه أو يساعده ليجد منه ردآ عليّ فوجد علامة إستفهام كبري علي وجهه وهنا سكت مفحمآ وقد علمت أني فقدته في تلك اللحظة إلا أنني لم أكترث لذلك للأسباب الآتية :
أولآ - في حديثه عن نفسه وتجاربه النضالية في الجيش لا زال منذ تخرجه من الكلية العسكرية يشترك في تنظيمات عسكرية لكنه لم يقدم علي التحرك الفعلي العسكري للآن وأمثاله من الضباط كثيرون جدآ وموجودون في كافة وحدات الجيش وبين كافة الدورات وبالذات بين الضباط الفاشلين عسكريآ وما أكثرهم "حين تعدهم ولكنهم في النائبات قليل" وهذا النوع من الضباط يلتف حول قيادات الأحزاب التقدمية والثورية إذ أنهم لا يجدون مجالهم بين الأحزاب التقليدية فهذه ليديها أبناء طوائفها في الجيش كما أنها لا تحتاج لهم في المجيئ إلي السلطة فهناك من يجهز لها الإنقلاب إذا إحتاجت له أما في الظروف العادية فصناديق الإنتخابات تأتي بها. وحزبنا بكل أسف مليئ بأمثال هؤلاء إلا أن فاهي مليئ بالماء وكيف يستطيع أن يتكلم من بفمه ماء.
ثانيآ - حديثه عن السيطرة علي معسكر الدبابات ب 40 جهاز إتصال يوضح أنه أعشي البصيرة ضامر الخيال محدود الأفق ولا يستطيع تصور السيطرة علي معسكر وحده كيف يتم. فقد سيطر الشهيد الكدرو علي نفس المعسكر منذ السابعة مساء إلي أن سلمه بإرادته في الساعة 11 صباح اليوم التالي ولم يجلب معه جهاز إرسال واحد من خارج المعسكر إذ أن في كل دبابة جهاز إتصالها الخاص بها يتصل بمكتب عمليات السلاح هذا ناهيك عن أنهم لا يملكون 40 فردآ لحمل هذه الأجهزة.
ثالثآ - حديثه عن عدم مقاومة الحراسات له فيه من السذاجة والصفاقة ما أربأ بنفسي أن أسمعه من عقيد مظلي يهيئ نفسه للتحرك لعمل إنقلاب عسكري ويذكرني بالأحاديث التي تدور في الريف بين أصحاب الجلابيب البيضاء في منتدياتهم الصغيرة أمام حانوت القرية لبعد صلاة المغرب وهم يتحدثون عن الأمور السياسية ويعلقون علي الأحداث السياسية في سذاجة وسطحية بالغتين أما من جندي محترف مهما كانت خبرته فلا أظنني ممكن سماعه فكل مبتدئ مقاتل يعرف أن الجندي عندما يقاتل لا يفكر في مصلحته إنما يقاتل إطاعة لأوامره الصادرة له من ضابطه الأعلي . إنما يقاتل إنطلاقآ من إنضباطه العسكري ولا يفكر حينذاك في مصلحته.
رابعآ - يتضح من مجمل حديثه أنه لا ينوي إستخدام السلاح والذي لا ينوي إستخدام السلاح ويحمله إنما يعرض نفسه وجماعته لخطر الموت والإعدام لأن حمله للسلاح سيعطي الجانب لآخر الحق في الدفاع الشرعي عن النفس والمحاكمة بالإعدام فيما بعد وهذا هو خطر حمل سلاح لا نود إستخدامه. فهو مقتنع أن الحراسات لن تقاومه ومقتنع أن أفراد قوته سيطيعون أوامره بعد إيقاظهم من النوم بعد منتصف الليل ويتحركون لقلب نظام الحكم ولا يريد إعدام رموز النظام تمشيآ مع الروح السوداني والسماحة التي عرفت عنه ويريد تجريد أفراد الحراسة الداخلية من شباب الجبهة بعد إرعابهم بالقنابل الصوتية.
خامسآ - ينوي دخول معسكرات وحداته التي ينتمي إليها قبل قرابة السنة بعد منتصف الليل ويوقظ الجنود بعد منتصف الليل ويطلب منهم إمتشاق أسلحتهم للقيام بعملية إنقلاب ضد السلطة الحاكمة ؟ ما هذا إلا ضرب من الأوهام فالرجل لا يستطيع أن يراهن أنه يدخل منزله ويصحي زوجته في تلك الساعة من النوم ليمارس معها حقه الشرعي وتقبل بتلك السهولة التي طرحها.
سادسآ - ثالثة الأسافي ما وهبه الله من سلبية أعظم وأكبر وهي الإدعاء الفارغ الذي يجعله مغرورآ ومعتدآ برأيه متمسكآ به مدافعآ عن ضحالته وسطحيته بالدخول في معارك كيشوتية مع الجميع وتذكرني شخصيته بالمرحوم نور الدين وعبد الوهاب عبد الرؤوف.
نواصل...
08-11-2005, 07:06 AM مشاركة رقم 9 خالد الحاج المشرف العام
تاريخ التسجيل: Sep 2005 المدينة: Netherlands مشاركة: 1,786
--------------------------------------------------------------------------------
(3)
إنقلاب الشيخ ياقوت :
بالطبع إستغربت واندهشت لأني كنت متأكد أن معلوماتي صحيحة وقد حضرت أفكاري لمناقشة الظروف الجديدة والتي تتطلب تأجيل لحركة وإعادة النظر بشكل شامل وكامل وموضوع لكافة نشاط الحزب العسكري وإعادة تشكيله بشكل موضوعي وهذه قناعة قديمة ترسخت عندي لأسباب أخري بعيدة عن أمن الحركة ، وفعلآ بدأت بطرح هذه القناعة للرفيق محمد علي قبل 3 أسابيع من تأريخه إلا أنني توقفت عن ذلك.
المفاجأة الثانية كانت أشد وأصعب وهي أن الرفيق شريف إختلي بي في مساء اليوم نفسه وقال لي "نحن بدلنا غيرنا في تقريرك وذكرنا ان الذي كتبه ضابط أمن صديق محجوب التجاني حتي لا نتسبب في خلق حساسيات بينك وبين المقدم عبد المنعم كرار." يعني العلاقات الشخصية بين عبد المنعم كرار وبيني أهم من أرواح الذين سيقومون بالإنقلاب الذي كشفه عبد المنعم!!
4- معلومات عن إنكشاف الحركة عرفتها بعد فشل الحركة في الخرطوم والقاهرة وبغداد وهي كما يلي:
أ- أبلغني الرفيق شريف أن الشهيد عبد المنعم كرار مساء يوم الحركة إلتقي أحد ضباط الصف من المكلفين بحراسة القيادة العامة وكان قد تعرف به أثناء العمليات في جنوب السودان وطلب منه المشاركة في المحاولة التي ستتم في نفس الليلة وكشف له توقيتاتها عندما وافق نائب الضباط علي المشاركة وطلب منه مقابلته عند بوابة القيادة العامة ليسهل له دخول القيادة فتظاهر نائب الضباط بالموافقة غير أنه عاد وأبلغ مسئول الإستخبارات في حراسات القيادة العامة وبالتالي عمل أمن الجبهة كمينآ في بوابة القيادة العامة وتمكنوا من إعتقال قيادة الحركة الميدانية وهم (الشهداء / عبد المنعم كرار المكلف بإحتلال القيادة العامة وقائد منطقة الخرطوم وبشير الطيب القائد الميداني للحركة كلها) . ب- بعد وصولنا لبغداد وأثناء إقامتنا في بيت الضيافة في العامرية (الرفاق شريف ، طارق ،أنا) وأثناء حوار حول الحركة عرفت منه التالي: أولآ : حدثت عدة خصومات بين قاسم وبشير الطيب وكان السر النجيب يتدخل دائمآ لمصالحتهم ويذكرهم بأنهم متصدين لعمل كبير ودور وطني تأريخي ويجب أن يكبروا عن هذه الصغائر والسر النجيب هذا كادر قيادي في الحزب الشيوعي السوداني وعنصر قيادي في مكتب رقابته كما هو معروف للحزب.
ثانيآ – أن السر النجيب بلغ الرفيق طارق أن أحد الجنوبين من عناصر مكتب رقابتهم بلغ الحزب الشيوعي أن الشهيد عبد المنعم كرار بلغه انه نيابة عن تنظيم سيستلم الحكم خلال اسابيع اتصل بقرنق وقد وافق قرنق علي حركتهم وقد تمت مواجهة الشهيد كرار بهذه الواقعة من قبل الحزب (حزبنا) .
ج- قبل إعتقالي في القاهرة قابلت السيدة آمال عبد العاطي زوجة المحامي عمر عبد العاطي وقالت لي لو كنت أعلم أن حركة أبريل لكم يد فيها كنت عملت المحال لإنقاذكم إذ أنها لبت مع زوجها عمر عبد لعاطي دعوة إفطار رمضان مساء الأحد 22-04-190 وكانت الدعوة علي شرف أحد قيادي الجبهة( لم تذكر إسمه ) وبعد الإفطار مباشرة أصر ضيف الشرف علي مقادرة المنزل وتحت إلحاح أصحاب الدار (أقرباء زوجها) ذكر لهم أن هنالك محاولة إنقلابية الليلة وهو ذاهب لأنه مكلف بمتابعتها.
د- أثناء التحقيق معي مع أجهزة الأمن المصري ذكروا لي أنهم كانوا متابعين عملنا في الجيش (راجع التقرير الذي كتبته عند عودتي من القاهرة) .
ن ـ- بعد عودة عبد الرحيم شداد من لندن ذكر لي أنه علم من مجموعة شباب أن الشهيد عبد المنعم كرار بلغهم أنه مشارك في إنقلاب سيقوم خلال أسابيع في السودان وأنه جاء لمهمة مفاتحة قرنق ولذا يجب أن يرجع علي وجه السرعة.
هـ - أثناء دردشة لي مع تيسير في بغداد علمت منه أن الإتحاديين كانوا علي علم بحركتنا وأن تاج السر محمد صالح (من كوادر الإتحاديين) طلب منه أكثر من مرة التنسيق حول مستقبل البلد بعد نجاح الحركة وأن الشهيد الطيار الكرار قد كشف لهم الحركة بالطبع الشهيد كرار لا يعلم مدي إرتباط السيد محمد عثمان الميرغني بالمخابرات البريطانية (المصدر المرحوم محمد عبد الجواد) .
و- في أول لقاء لي مع أحمد موسي بعد الحركة علمت منه أنه في منتصف أبريل مرّ بالقاهرة في طريقه إلي بغداد وهنالك علم من أحد أصدقائه ضابط مخابرات مصرية بأن لديهم معلومات عن نشاط بعثي داخل الجيش السوداني ومتابع من أجهزة البشير وأن البعثيين بصدد القيام بإنقلاب قريبآ في خلال أسبوعين أو تلاتة إلا أن جماعة البشير سيبطشون بهم عند تحركهم. وعند وصوله لبغداد نقل هذه المعلومة للرفيق المرحوم عبد الحليم وعلي ضوئها إستدعاه الأستاذ بدر الدين مدثر وكتن منزعجآ وإنتقده قائلآ عند سماعك لهذ المعلومة لماذا لم تعد مباشرة إلي الخرطوم وتبلغ الحزب. فرد عليه أحمد قائلآ لو ذهبت للخرطوم سأقابل حامد وسيرد حامد عليّ نحن ما عندنا نشاط في الجيش وينتهي الموضوع هنا.
قرنق : كنت أعلم تفاصيل التفاصيل لحركتكم .
ل – أثناء مناقشات بين تيسير وأمير عبدالله خليل حول موقف الحزب من حركة قرنق قال تيسير أن موقفنا تقرر علي حقيقتين الأولي أن قرنق إنفصالي والثاني أن لديه موقف معادي للعرب والعروبة ولو تبني قرنق موقف يخالف هاتين القناعتين سيغير الحزب موقفه من قرنق. سافر أمير إلي يوغندا وقابل قرنق وأخذ منه تصريح صحفي للأخبار حول موقف قرنق من وحدة السودان ومن العرب وجاء بالتصريح ونشره في جريدة وسلمه لتيسير. وبعد ذلك في لقاء معي منفردين ذكر لي أمير أن قرنق قال له بعد ما أعطاه التصريح أن البعثيين مخادعيين وكذابين ولو كانت دي فعلآ قناعاتهم لماذا إتصلوا بي قبل حركتهم وبلغوني بها. وعند مناقشتي له حول هذه الواقعة قال لي حركتكم دي أنا في يوغندا كنت عارف عنها تفاصيل التفاصيل قبل أسابيع وقد بلغني بها منصور خالد.
ط- إنعقد قبل شهر مؤتمر العمال الزراعيين العرب وشارك فيه ضمن الوفد السوداني شخص يدعي عبد القادر من قيادات المايويين وقد أعتقل في فترة الديمقراطية مع فؤاد أحمد عبده وقد جاء يحمل رسالة منه لأمير عبد الله خليل الذي دعاني مع عبد الله سعيد علي وجبة غداء في منزله وهو صديق الشهيد قاسم إذ أنه يسكن جاره في جبل أولياء. وقد قال لي أن إنقلابكم هذا يسمونه في جبل أولياء إنقلاب الشيخ ياقوت والسبب الأساسي في ضربه أنه كان مكشوف وحيران الشيخ ياقوت يتحدثون به في كل مكان وعن سؤالي عن سبب نسب الإنقلاب للشيخ ياقوت قال جماعتكم ديل كلهم حيران ياقوت وإجتماعاتهم ولقاءاتهم تتم عنده.
5- الخلاصة:
بناء علي الوقائع التي ذكرتها أعلاه أخلص إلي أن حركتنا في 23-04-1990 كانت مكشوفة ومتابعة من القوي المعادية للحزب التالية:
1- نظام الجبهة الإسلامية 2- الحزب الشيوعي السوداني 3- حركة قرنق والجنوبيين 4- حزب الأمة 5- الحزب الإتحادي 6- المخابرات المصرية 7- المخابرات الغربية (أميركا- إنجلترا) . 8- تنظيم محمد علي. 9- أوساط أسرية عديدة
6- إستنادآ علي كل هذه الوقائع ذكرت للأستاذ بدر الدين أن الحركة كانت مكشوفة للقوي المعادية للحزب وكنت أظن ذلك تحصيل حاصل لأن كافة هذه المعلومات يعلم بها الحزب أما عن حالة التآمر التي أشرت إليها فهي موضوع أشرحه في تقرير لاحق لأنه حالة لا يعرفها إلا من شارك فيها لكن بالإمكان إستنتاجها من خلال إستقراء الوقائع وبالتالي فكشفها يعتمد علي التحليل والدراسة الموضوعية للوقائع وحسب المعلومات المتوفرة علي قلتها لدي.
ودمتم
الرفيق عمر علي عبد الله
* هذه خاتمة المذكرة الأولي وسنواصل نشر المذكرات فتابعوا.
09-11-2005, 10:41 AM مشاركة رقم 10 خالد الحاج المشرف العام
تاريخ التسجيل: Sep 2005 المدينة: Netherlands مشاركة: 1,786
--------------------------------------------------------------------------------
في الجزء الثاني من المذكرة يذكر كاتبها وبتفصيل دقيق مراحل التخطيط والتنفيذ لحركة رمضان . وتحيط المذكرة ليس بالظروف المحيطة بالحركة والقائمين بها ولكن بكل الظروف المحيطة من قوي أخري وأحزاب وقوي إقليمية وتحوي حقيقة الكثير مما يمكن أن يدعوا حقيقة للتأمل والتساؤل؟؟ دعونا نتابع المذكرات وإلي الجزء الثاني :
خالد الحاج
حزب البعث العربي الإشتراكي القيادة القومية مكتب السودان 17-10-1995
إلي الرفيق المسئول م/ حول المحاولة الإنقلابية - الورقة الثانية
1-توطئة:
تعرض هذه السطور نفسها كتوطئة لهذا التقرير حتي يستبين القارئ بعض المرتكزات النظرية التي بني عليها كاتب هذا التقرير نهاياته . فلكي أصل بالقارئي إلي تلك النهايات مستهديآ السبيل اليسري متحاشيآ الإزدحام أمام محطات الأنانية والتحليلات الذاتية البعيدة من الموضوعية مبرئآ نفسي من كافة التهم التي يقف عندها القارئ والتي أبسطها قد تكون تهمة " التحليل الذاتي غير الموضوعي ." لذا تحاشيت عدم الجدية في الحديث عن النهايات وتجاهل البدايات وعدم الخوض فيها. لم أجد مبتدءآ أبدأ به أفضل من توضيح هذه المرتكزات النظرية التي إستخلصت جزء منها من تجاربي الشخصية والجزء الأكبر من تجارب الآخرين . وسأجاهد قلمي هذا في الإبحار قدر الإمكان.
أ- يعتقد الكثيرون وأنا ضمنهم أن ثورة أكتوبر وقيام مؤتمر الخريجيين يشكلان أهم حدثان في التأريخ السياسي المعاصر للسودان. ذلك لما طرحته الجماهير المنتفضة من شعارات طوال فترة الإنتفاضة. فقد رددت الجماهير هتافات معادية لكل القيادات التقليدية. طائفية كانت أم قبلية سياسية أو إقتصادية.
تأثرت بهذه الثورة كافة القطاعات والمنظمات والأحزاب. فالأحزاب التقليدية اليمينية وأحزاب الوسط وضعت ضمن برامجها الإنتخابي هدف الإشتراكية. أما اليسار إندفع مع أكتوبر للدرجة التي طالب فيها من لجنة الدستور أن تكون المادة الأولي تسمي "جمهورية السودان الديمقراطية الإشتراكية" وقامت في الريف والأقاليم الإتحادات القبلية والجهوية في وجه الإدارة الأهلية ورجالاتها. هذا كان يجري في الحياة المدنية أما معسكرات الجيش فقد كان التأثير أضخم وأعظم إلا أنه كان خافيآ غير مرئي إذ أن طبيعة الحياة العسكرية ودواعي الإنضباط العسكري يمنع أو يحرّم إظهار ذلك . إذ أن الجيش كان متواجدآ في الشوارع في محاولته إخماد الثورة فاستمع وشاهد وشارك أيضآ لكن في الجانب الآخر للثورة كما أن المجندين الجدد الذين إستقبلتهم القوات المسلحة كانوا أبناء الثورة الذين فجروها وهنالك عامل ثالث وهو قيام الإتحادات القبلية والجهوية ودورها التي أسستها كأندية فالجنود هم أبناء هذه العشائر فيختلطون بأبناء قبيلتهم في هذه الدور وخارجها هذا بالإضافة إلي الإعلام الذي كان سائدآ في ذلك الوقت. لذا كان تأثير أكتوبر كبيرآ في القوات المسلحة في مراتبها الدنيا أما بالنسبة لذلك الأثر بين الضباط فلا أجدني مجبرآ علي الحديث عنه فقد كان واضحآ للجميع.
ب- تتوحد قوي اليمين في شكل حلف قوي مقدس متي ما هددها خطر حقيقي مهما كانت درجة الخلاف بينها مسبقآ. هذا نستخلصه من تجاربنا في السودان ومن التجارب في كافة أقطار العالم والنقف هنا لأضرب مثلآ عن الخلافات والتناقضات التي كانت سائدة بين أحزاب اليمين عشية ثورة مايو (ولا أريد أن أقول إنقلاب مايو لأنها في بداياتها كانت إمتداد لثورة أكتوبر) فالكل يذكر هذه الخلافات التي وصلت مرحلة تبادل أقزع الألفاظ داخل البرلمان وعبر كافة وسائل الإعلام غير أن هذه القوي توحدت صبيحة 25 مايو 69 بعد سماعها لبيان الأول في قبة المهدي وبدأت تجمع قواها وتتصل بالدول المجاورة الرجعية والعميلة آخذة منها الدعم لمقاومة مايو. وعندما تجمع الرجعية قواها فإنها تضرب الثورة بلا رأفة وفي قسوة متوحشة باعثها في الأساس الرعب من مصيرها الذي تدركه جيدآ. لا أظنني في حوجة لذكر بعض التجارب المريرة التي عايشتها القوي الثورية علي ساحة السودان أو بقية الأقطار العربية أو بلدان العالم الثالث وفي جانب آخر هذا يوضح ان الصراع السياسي حقيقة هو أعنف صراع عرفته البشرية كما أنه متعدد الأطوار والدرجات ويبدأ من كتابة الشعارات علي الجدران وينتهي بالحرب الذرية.
نواصل ...11-2005, 07:21 AM مشاركة رقم 11 خالد الحاج المشرف العام
تاريخ التسجيل: Sep 2005 المدينة: Netherlands مشاركة: 1,786
--------------------------------------------------------------------------------
(2)
إقتباس: وجدت معارضة عنيفة وقوية من بعض أعضاء مجلس قيادة الثورة حينئذ وكانت حجتهم أن قاعدة الجيش كلها من أبناء الأنصار وأن هذه القاعدة سترتد علينا وتنضم إلي قوات الإمام. وكانت هذه الأمنية هي الحلم الذي بني عليه الإمام وزمرته حلمهم ودخولهم في معركة مع مايو. فقد عميت بصيرتهم عن رؤية تأثير أكتوبر داخل الجيش كما أني عانيت الأمرين بإقناع هذا النفر من أعضاء مجلس قيادة الثورة بتأثير أكتوبر علي الجيش ووصل ببعضهم الأمر أن سماني "الثوري الحالم" غير أن التجربة أثبتت صحة تحليلي ولو تأخرت معركة أبا عامين فقط لا أظن أن نتيجتها كانت ستكون كما جاءت وقتها
يخفي ا لمتقاعس تقاعسه وجبنه وتردده تحت ستار فلسفي يقنع به نفسه وهو إدعاء التعقل وعدم المقامرة والبعد عن الإنفعال والتفكير العقلي المتزن البعيد عن العاطفة وردود الأفعال وبالتالي يتهم المواقف الجسورة المقدامة بالتهور والمقامرة والإندفاع الجنوني البعيد عن العقلانية. هذا النمط من البشر بكل أسف كثير جدآ متواجد في كافة أنشطة الحياة المدنية والعسكرية وداخل التنظيمات التقليدية والحديثة(طوائف قبائل أحزاب، نقابات) ولا يشكل خطورة إلا حينما تضعه ظروف تأريخية معينة في قيادة عمل ثوري هناك تكون الطامة الكبري. إذ أنه تحت هذه الشعارات يتمشدق بالحديث عن الثورة معبرآ عن أمانيه في إتخاذ موقفآ ثوريآ مقدامآ جسورآ غير أنه يخور عن إتخاذ هذا الموقف وبالتالي لا ينفك يطلق فسوه هذا وهو معشعش في موقعه القيادي الثوري إلي أن يكشفه الآخرون. كما ذكرت هذا النمط من البشر موجود في كافة مرافق الحياة وبالذات في القوات المسلحة ولو لا خشيتي من أن أشين صورة بعض الأصدقاء لذكرت العديد والعدد الكثير منهم كأمثلة حية تعيش بيننا حاليآ أو قضوا نحبهم. فالثوري الحقيقي له حساباته الخاصة عند تعامله مع الواقع يرفضها المتعقل والمتقاعس.
د- يصعب جدآ الدفاع عن الثورة عندما تواجهها الثورة المضادة فالثورة المضادة ترتكز علي قوة جماهيرية كبيرة مخزونة في الريف وفي أطراف المدن داخليآ وإقليميآ تستند إلي دول الجوار الرجعية . أما عالميآ فهي تستند علي الإمبريالية بكل جبروتها وقوتها وقواها مع خبرتها المتراكمة في التعامل مع الأنظمة الثورية فعملية الإستيلاء علي السلطة أو سرقتها (لا أقول إنتزاعها لأكون أكثر دقة) سهلة جدآ إنما المعضلة الحقيقية تكمن في الدفاع عنها.
الثوريون عندما يأتون إلي السلطة مندفعين تحدوهم أمانيهم الطيبة ونواياهم الخيرة لجماهير شعبهم يندفعون في تنفيذ برامجهم وتوضيح نواياهم لشعبهم معتقدين بأن هذه الإجراءات وما يرافقها من محاكمات للقيادات الرجعية السابقة كفيلة بعزل هذه القيادات عن جماهيرها وهذا صحيح إلا أن الواقع يحدثنا أن هذا التحول كي يحدث يحتاج إلي عقدين أو ثلاثة من السنين وما حدث في جزيرة أبا يؤكد ذلك. غير أن الثورة المضادة تعرف ذلك ولهذا السبب تبدأ نشاطها وتجمعها منذ اليوم الأول وبالتالي تتحين الفرصة الذهبية لترتد علي الثورة وهذه الفرصة تحين يوم أن تفقد القوة الثورية زمام المبادرة حينئذ تلتقط الثورة المضادة زمام المبادرة وتوقع بالقوي الثورية وانا أحرر هذه الأسطر تبرز أمامي تجربة مايو فقد عايشتها وهي نكره وبرنامج ورافقتها كتنظيم وشاركت فيها كحركة ودافعت عنها كثورة.
لقد قمنا بالحركة ليلة 25 مايو وكانت موافقة ليلة 9 من المولد النبوي الشريف وثاني يوم ونحن في القصر الجمهوري حيث كان الوزراء يؤدون اليمين الدستوري جاءتنا معلومات أن هنالك تجمع في ساحة المولد في أمدرمان ينوي القيام بمظاهرة . إستطعت إقناع خالد حسن عباس بالخروج بروب مدرعات إلي المولد وتدمير المظاهرة بإعتبار هذه أول معركة مع الرجعية والتكن بداية قصم عضم ظهرها. ولكن بكل أسف خيب أملي التجمع فقد إنفرط عقده وتفرق بهدوء بمجرد رؤيته للمدرعات. وصبرنا علي الرجعية وهي تجمع قواها وتجري إتصالاتها خارج الحدود وتجلب الأسلحة من دول الجوار إلي أن كسرنا عضم ظهرها في معركتي أبا وود نوباوي . أذكر هذه التجربة الآن لأني وجدت معارضة عنيفة وقوية من بعض أعضاء مجلس قيادة الثورة حينئذ وكانت حجتهم أن قاعدة الجيش كلها من أبناء الأنصار وأن هذه القاعدة سترتد علينا وتنضم إلي قوات الإمام. وكانت هذه الأمنية هي الحلم الذي بني عليه الإمام وزمرته حلمهم ودخولهم في معركة مع مايو. فقد عميت بصيرتهم عن رؤية تأثير أكتوبر داخل الجيش كما أني عانيت الأمرين بإقناع هذا النفر من أعضاء مجلس قيادة الثورة بتأثير أكتوبر علي الجيش ووصل ببعضهم الأمر أن سماني "الثوري الحالم" غير أن التجربة أثبتت صحة تحليلي ولو تأخرت معركة أبا عامين فقط لا أظن أن نتيجتها كانت ستكون كما جاءت وقتها إذ أن التوازنات كلها كانت قد تغيرت وما تم من إنجازات لصالح أبناء الجزيرة أبا : توزيع الأراضي للفلاحين قيام مدارس لكافة المراحل الدراسية من الكتاب إلي الثانوي للبنين والبنات وقيام إتحاد فلاحين وإتحاد نسائي ودور لهذه المنظمات وقيام مصحات. كل ذلك لم يؤتي أكله إلا بعد عقدين من الزمان.
قصدت من ذكر هذه التجارب في البداية أن أضع القارئ في نفس الزاوية التي رأيت منها أحداث الإنقلاب الذي يتناوله هذا لتقرير.
هـ - تجارب الإنقلابات العسكرية توضح أن الخلافات تبدأ تظهر بين الإنقلابيين من الأسبوع لأول بعد إستلام السلطة وتبدأ لأسباب ذاتية تافهة منها المنافسة علي شاشات التلفاز والصفحات الأولي من الجرائد والمجلات. حينئذ يبدأ كل ذي حق يأخذ حقه من الحصة وذو الحق يقرر حقه مدي إشتراكه ونشاطه ليلة تنفيذ الإنقلاب هذا ما حدث في تجربة يوليو في مصر بين عبد الناصر ومحمد نجيب وبين عبد الناصر ويوسف صديق ولم يضعف السادات في بدايات يوليو إلا عدم إشتراكه في التنفيذ كما حدث في مايو عدم مشاركة بابكر النور وهاشم العطا جعلتهم في حالة من الضعف داخل المجلس مزرية وكذلك بالنسبة لأبي القاسم هاشم فغيابه ليلة التنفيذ أضعفه في المجلس إلي أن إنحل.
د- النصر وليد الإيمان العميق الصلب بالإنتصار فأي عمل مهما تفه أو عظم إذا لم نؤمن به إيمانآ راسخآ بالنصر وبه لن ننجزه . إذ أن الإيمان بالنصر هو الذي يولد الصمود والإستبسال والإقدام. هذ الأحساس هو الذي وّلد صمود الشهيد عبد الفضيل ألماظ عام 1924 ليستشهد وهو قابضآ علي رشاشه (البرين) وما دفع سيد شهداء القوات المسلحة بطل 19 يوليو الشهيد محمد أحمد الريح ليستشهد في بطولة رائعة كان يمكن لحزبه أن يخلد كلماته الأخيرة ليجعل منها ملحمة ليضع منارآ تهتدي به كواكب مناضليه حقيقة لا يعرف قيمة الرجال إلا الرجال.
نواصل...
11-11-2005, 11:24 PM مشاركة رقم 14 خالد الحاج المشرف العام
تاريخ التسجيل: Sep 2005 المدينة: Netherlands مشاركة: 1,786
--------------------------------------------------------------------------------
(3)
- مقدمة: لا أكتب هذا التقرير لأثبت المقولة الخالدة "تولد الهزيمة لقيطة بينما يدعي أبوة النصر العشرات" فما حدث في أبريل بالنسبة لي في حد ذاته قيمة وقد أثبت الجميع أن لا نحاكم القيمة بنتائجها إنما تظل قيمة في وجدان البشرية وعليه لست أهدف لمحاكمة ما حدث بقدر ما أهدف إلي تحليل قائم لأوضح قدر إمكانياتي أسباب الفشل ومتي سلكت الحركة الجادة ومتي تجنبتها. هنالك أمر آخر أود تنبيه اللقارئ له وهو أني أعتمد في سرد الوقائع علي ذاكرة خربتها السنون ولعب بها داء السكر. غير أني أجهدت ذاكرتي قدر الإمكان أن أكون دقيقآ في تذكر ما نقلته علي لسان الرفاق الشهداء وهذا ليس لدواعي الأمانة وإحترام الذات بقدر ما عنيت بالأمانة في نقل أقوالهم للتأريخ وقد نالوا الشهادة. والأمانة تقتضي قول الحق ولو علي أنفسنا أو من يعني علينا أكثر منها.
3- أثناء إختفائي مع الرفيق شريف دارت مناقشات كثيرة بيني وبينه حول الإنقلابات العسكرية عامة والتي إشتركت فيها خاصة ومعلوماتي النظرية حولها. يبدو أنه نقلها بدوره إلي الرفيق محمد علي لأنه فتح معي مناقشات حول نفس الموضوع أذكر أني ذكرت له: " أن الإنقلاب كعملية عسكرية لا يخضع لأي مبدأ من مبادئ الحرب غير المفاجأة في الدرجة الأولي والحشد في الدرجة العاشرة. وأنه ليس حساب وتوازن قوي وإنما هو خطف للسلطة. وجانب كبير من العملية يراه معظمهم مغامرة كبري غير أن الذين يقومون بها يرونها مقامرة محسوبة كما يري الكثيرون أن الشخص الإنقلابي مجنون وحقيقة هم مقامرون ضمن حساباتهم التي لا يراها العقلاء فيقولون عنهم أنصاف مجانين. إذ أن الحسابا العسكرية التقليدية أي الإهتمام بتوازن القوي الصديقة والقوة لمعادية لا يمكن أن نصل إلي عملية الإنقلاب ولكننا سنتزاحم أمام المعادلات العديدة العقيمة فلن نجد نفسنا بأية حال من الأحوال في مستوي أقوي من قوة الدولة وأجهزتها الأمنية والعسكرية وأسلحتها المختلفة" يبدو أن الرفيق محمد علي تفهم هذا الموضوع إذ أنه في نفس الأسبوع زودني بتقرير موقف عسكري لعملية إنقلاب وخطة مبنية علي تقدير الموقف ذاته وطلب مني الإطلاع عليه وتوضيح رأي فيه. بعد أن قرأته وجدته تقدير موقف جيد من حيث ذكر العناصر ومناقشتها مناقشة منطقية وعدم إهمال أي عنصر وعدم القفز فوق العناصر للوصول إلي النتائج ولو عمله أي طالب في كلية أركان يأخذ عليه درجة جيد. إلا أنه بعيد كل البعد عن خطة إنقلاب عسكري فهو تقدير موقف تقليدي خرج منه بخطة تقليدية لا تحقق أي نوع من المفاجأة وذلك للأسباب التالية :
أولآ : شملت الخطة عمليات من شأنها تحييد كافة المعسكرات الموجودة في منطقة العاصمة المثلثة. كما شملت كافة نقاط السيطرة المتواجدة في العاصمة.
ثانيآ : عدم التركيز علي النقاط الإستراتيجية المهمة التي تأخذ أهمية أقصي في العملية الإنقلابية وهي القيادة العامة ثم الإذاعة. فاحتلال القيادة العامة إلي جانب تدمير معنويات العدو توفر المواصلات والإتصال والتعاون والتنسيق والسيطرة الكاملة. أما الإذاعة فلأنها توفر الصلة بالجماهير لتخرج تدافع في الشارع عن السلطة الجديدة ثم بعد ذلك تأتي الأهداف الثانوية وهي الكباري وتقاطعات الشوارع إلخ إلخ.
نقلت رأي هذا للرفيق شريف ولم أنقله للرفيق علي لسببين :
أولآ - لاحظت أنه بادئ الإعتزاز بهذا العمل وهذا يعني أنه يجهل طبيعة الخطة المطلوبة لقيام إنقلاب عسكري ناجح وبالتالي قد لا يقبل رأي ويحصل له إحباط إذا قبل. وهذا ما كنت أتجنبه طوال عملي معه .
ثانيآ - كي أقوم بواجبي كاملآ نحوه كمستشار له في هذا العمل كان عليّ بعد رفض هذه الخطة أن أضع له البديل وهذا ما كان متعزرآ عليّ في حينها إذ أني لم أمتلك معلومات عن التنظيم العسكري مما يساعدني في وضع تصور وخطة بديلة .
4- أوجزني الرفيق محمد علي بشكل مختصر عن عمل الحزب في الجيش في أول لقاء لي معه إذ قال لي أن الحزب يعتبرن متخصص في الأمن لكنه يعتقد أن لي قدرات أكبر في العمل العسكري وهو يرغب أن أهر له هذه القدرات وما يبقي كلام ساكت (أحسست أنه بحديثه هذا يستفز قدراتي في دفع عملية الإنقلاب إلي الأمام) ذكر لي الرفيق محمد علي" أن مشكلة البلول عندما يكون *** لا يعطي فرصة لأحد يتكلم وإنما يتحدث بدون توقف وأن مشكلة خالد في صمته وسكونه ويمكن يقعد 4 أو 5 ساعات ما يفتح خشمو " هنا تأكدت لي هواجسي بأن الرفيق محمد علي ملاق صعوبة في القيادة العسكرية في تنفيذ المهمة وتمنيت في خاطري ألا تكون المشكلة ناتجة عن غياب الإستعداد النفسي للقيام بالعملية وأن تكون المشكلة ناتجة عن عدم توفر الإمكانيات المادية إذ أن الثانية يمكن إستكمالها بعد فترة أو إعادة توظيف المتوفر منها. أما الأولي فلا يمكن علاجها إلا بإعادة بناء التنظيم وتبديل هيكله بصورة موضوعية أما ما أهجسني أي دفع الهواجس إلي فكري هي الطلبات غير المعقولةالتي يأتينا بها في التنثيق الرفيق محمد علي من قبل التنظيم العسكري والأمثلة علي ذلك كثيرة تحضرني الذاكرة منها حاليآ الطلبات التالية:
أولآ – بلغني الرفيق محمد علي أن الجماعة (يقصد التنظيم العسكري) يطلبون 40 جهاز إتصال ليسطون بها علي سلاح المدرعات وسألني عن كيفية الحصول عليها. أجبته أن الدبابات بها أجهزة إتصال في كل دبابة جهازها الذي تستطيع الإتصال بالأخري به فلماذا يريدون هم هذه الأجهزة فبانت الحيرة علي وجهه ورد والله ما عارف.
ثانيآ – طلب الرفيق محمد علي تجهيز أرقام سيارات شرطة وفعلآ قام قسم التنسق يتجهيز 32 رقم أي 16 سيارة وقد علمت من الرفيق محمد علي أنهم ينون إستخدام هذه السيارات في عملية الإعتقالات ليلة الإنقلاب وهذا بالتالي يعني لديهم فائض من القوة يستغلونه بعد إستلام الأهداف الرئيسية في عملية الإعتقالات إذ أن الوضع الطبيعي أن تتم الإعتقالات بعد إحتلال المواقع الإستراتيجية المهمة عندئذ تستخدم عربات الجيش والقوة الإنقلابية في الإعتقالات وذلك إقتصادآ في القوة والجهد.
ثالثآ – طلبوا في التنسيق قوة حزبية مسلحة وتجهيز بستان ليعقد فيه إجتماع موسع للتنظيم العسكري علي أن يقوم الرفاق المسلحون بحماية الإجتماع والإشتباك المسلح مع قوات الأمن إذا حاولت الأخيرة التدخل وإعتقال الرفاق العسكريين وبذلك يستطيع الرفاق العسكريون من التسلل من موقع الإجتماع خلال الإشتباك ثم بعد ذلك ينسحب الرفاق. هنا جالت في رأسي الأسئلة التالية :
نواصل ...
12-11-2005, 10:19 AM مشاركة رقم 15 خالد الحاج المشرف العام
تاريخ التسجيل: Sep 2005 المدينة: Netherlands مشاركة: 1,786
--------------------------------------------------------------------------------
(4)
إقتباس: هنا نادي علي شاب لم يكن معنا فجاء وعرفني به ان هذا الشاب رفيق بعثي وهو نقيب في الجيش ومسئول عملنا في المدرعات وقال للشاب يعرفه بي ده رفيقنا فلان وريه قوتكم في المدرعات هنا إلتفت اليّ الشاب في عنجهية غريبة وكأنه يرد علي مستجد لحوح " ما عندنا غير (2) بالإضافة إليّ وماعندنا غير دبابة واحدة صالحة للعمل وهي هناك في مدرسة المدرعات في وادي سيدنا" واستدار ليخرج من الغرفة فأوقفته وسألته مستهدفآ سبر غوره وقراءة عقليته الدبابات الموجود في الشوارع هذه يمكن تدميرها بالطائرات وإذا بالشاب ينتفض مرعوبآ وقد بدأت عضلات وجهه ترتجف عايز تضربها بالطيارات (يقصد الدبابات) هم عدو؟ أجبته " أنت تقدر تاخد دبابتك الصالحة دي وتدخل القيادة العامة؟ فأجابني (لا) وهنا سألته لماذا ؟ فأجاب ستضربني الدبابات التي تحرس القيادة العامة فقلت له "إذن هم عدو وحينما نضربهم بالطائرات نحن لم نظلمهم وإنما فقط أخذنا زمام المبادرة في يدنا .
1- هل هذا الإجتماع هو إجتماع مجموعة الأوامر التي ستتلقي أوامر التنفيذ وتخرج من الإجتماع مباشرة لتنفيذ العملية. وإذا كان كذلك لماذا لا يتم هذا الإجتماع في أحد المعسكرات الذي يشكل قاعدة التحرك للتنظيم. 2- هل هذا الإجتماع إجتماعآ تمهيديآ وإذا كان كذلك هل يعني ذلك أن هؤلاء الضباط موضوعون تحت المراقبة للدرجة التي لا يستطيعون فيها تحقق إجتماع عادي بعيدآ عن أعين النظام وإذا كان كذلك لماذا لا يؤجلون العملية حتي تطمئن أجهزة الأمن.؟ 3- إذا كان إجتماع عادي موسع في شكل مؤتمر لماذ لا يتم تأمينه بالأساليب العادية التي يؤمن بها الحزب مثل هذه اللقاءات.؟
رابعآ : طلبوا في التنسيق عناوين سكن رموز النظام دون أن يعطونا أسماء هذه الرموز أو ربهم أو مناطق سكنهم مع العلم أنهم يسكنون داخل المناطق العسكرية وجهازنا جهاز مدني كما يعرفون هم ويكفي أن يتجول مدني داخل أي منطقة عسكرية حتي يعرض نفسه للإعتقال والمساءلة وهذا في حد ذاته يعرض العملية لخطر الإنكشاف.
واستنتجت من ذلك ضعف قدراتهم في الرصد والمراقبة للحد الذي لا يعرفون أسماء ورتب ودور سكن الرموز العسكرية لعدوهم.
خامسآ : طلبوا من التنسيق تجهيز أسلحة خفيفة وذخيرة وأفراد يجيدون إستخدام السلاح. لم يحددوا العدد المطلوب من الأسلحة ولا الأفراد ودون تحديد الواجبات التي سيكلفون بها.
هذا ما أسعفتني به الذاكرة من طلبات كثيرة متضاربة متباعدة لا يربط بينها تسلسل منطقي ولا يستطيع المنطق ربطها بأي خطة عسكرية مدروسة . هذا هو سبب الهواجس التي سيطرت علي مخي والتي تعرضت لها أعلاه.
د- أوصلني الرفيق محمد علي إلي مكان الشهيد خالد وهو منزل أحد أقرباءه في الرياض شروعآ في تنفيذ توجيهاته لي. وجدت فرصة إنشغال صاحب المنزل بتحضيرات واجب الضيافة لي فسألت خالد سؤالآ مباشرآ عن الحاصل في لديهم (التنظيم العسكري) قائلآ له " مالكم مربوكين يا خالد ؟؟ رد عليّ خالد قائلآ : صاحبك البلول راكب راسو (أو معصلج) (لا أذكر حاليآ كلماته الحقيقية) ومصر أن التنظيم العسكر غير جاهز لعمل شيئ لا السنة دي ولا السنة الجاية. بالطبع وضح أن البلول تحدث أو قال كلامه هذا في حالة إنفجار أو غضب لأنه موضوعي التفكير. ويعرف كما أعرف أنا أن هذا العمل (الإنقلاب) مرتبط بعدة عوامل مختلفة ومتشابكة إن لم تكن شائكة اليسير منها يقع ضمن إرادة القائد الإنقلابي لكن الجزء الأكبر والأهم خارج إرادته وبالتالي لا يستطيع القائد أن يقول أنه غير جاهز بعد سنة لأن الظروف المتغيرة والتفاعلات السياسية بين الجماهير وبين الجنود قد تجعل إمكانية حدوث الإنقلاب بعد أسبوع أو بعد عقد من الزمان. فالإنقلاب ليس عملية زواج أو ختان ليحدد الشخص المعني وقت إستعداده لعمله بالإضافة إلي ذلك أن هذا التنظيم حسب ما علمت من الحزب كان علي وشك إستلام السلطة منذ 5 سنوات في أبريل 1985 لذلك بعد أن عرفت رأي البلول من خالد سألت خالد "وإنت ما رأيك" فرد عليّ : أنا (Orbiting Aloof) وهذا يعني بلغة الطيران أنه يطير عاليآ ولكنه يدور حول الهدف أي أنه مبتعد عن الصراع الدائر بعزر أنه طيار ولا يفهم في عمل الجيش (مشاة ودروع) والصراع الدائر يقصد بين تيارين أحدهم يطلب قيام الحركة والثاني يرفضها وبالطبع وضح لي أن الرفيق محمد علي يقود التيار الأول والبلول يقود التيار الثاني. هنا طلبت منه أن نذهب سويآ إلي منزل الشهيد البلول لثقتي بإمكانية الوصول إلي نتائج إيجابية لمعرفتي بإمكانياته الذهنية والمعنوية والنفسية ويقيني بأنه ضابط شجاع وكفء قناعاتي بصفاته هذه هي التي دفعتني لكسبه للحزب. غير أن خالد رفض إقتراحي بحجة أن الوقت متأخر حاليآ وأن البلول يكون قد بدأ ***** حاليآ ولا جدوي من إدارة نقاش جاد معه لأنه لن يعطيك فرصة للحديث (لاحظت هنا الوافق بينه و بين الرفيق محمد علي) .
هـ - مساء اليوم التالي جاءني الرفيق محمد علي وطلب مني زيارة البلول وقبل مغادرتي قلت للرفيق محمد علي " أنت القائد السياسي والبلول القائد العسكري الوضع الطبيعي أن تقول له الحزب يري أن الظروف السياسية محليآ وإقليميآ وعالميآ مهيئة لأن يستلم السلطة بلغني متي يمكن أن نذيع بياننا. هو يعمل حساباته وتقدير موقفه وخطته ويبلغك إحتياجاته لسد النواقص التي قد تبرز من وضع الخطة إذا برزت نواص وإلا يبلغك أن تحضر لدار الإذاعة الساعة 6 صباحآ في يوم كذا وبالتالي لا تتدخل في عمله لأن هذا ليس شأنك" فلم يعلق وقال لي كدي أسع أمش شوفه.
وجدت البلول وحده وقد بدأ يشرب قبل وصولي وكن بادي التوتر وطلب مني مشاركته وفعلآ بدأت أشاركه الشراب وقد قررت في داخلي العزوف عن مناقشته فيما جئت من أجله غير أنه بادرني فجأة قائلآ : " شنو حكاية الخطفة دي الدخلتها لمحمد علي في راسه؟ " فأجبته اني حاولت ابسط له ان العملية الإنقلابية هي نمط من انماط الحرب الخاطفة لا مبادئها ولا اسسها فقلت له هي عملية خطف للسلطة هذا كل ما هناك ولماذا انت متوتر حاليآ ؟ فأجابني سئلآ هم الناس فكروا فيها متين (يقصد الحرب الخاطفة) فأجبته بعد إختراع الدبابة فقال لي يعني الدبابة هي التي اةجدت الحرب الخاطفة؟ قلت له بالطبع وبدونها لا توجد حرب خاطفة هنا نادي علي شاب لم يكن معنا فجاء وعرفني به ان هذا الشاب رفيق بعثي وهو نقيب في الجيش ومسئول عملنا في المدرعات وقال للشاب يعرفه بي ده رفيقنا فلان وريه قوتكم في المدرعات هنا إلتفت اليّ الشاب في عنجهية غريبة وكأنه يرد علي مستجد لحوح " ما عندنا غير (2) بالإضافة إليّ وماعندنا غير دبابة واحدة صالحة للعمل وهي هناك في مدرسة المدرعات في وادي سيدنا" واستدار ليخرج من الغرفة فأوقفته وسألته مستهدفآ سبر غوره وقراءة عقليته الدبابات الموجود في الشوارع هذه يمكن تدميرها بالطائرات وإذا بالشاب ينتفض مرعوبآ وقد بدأت عضلات وجهه ترتجف عايز تضربها بالطيارات (يقصد الدبابات) هم عدو؟ أجبته " أنت تقدر تاخد دبابتك الصالحة دي وتدخل القيادة العامة؟ فأجابني (لا) وهنا سألته لماذا ؟ فأجاب ستضربني الدبابات التي تحرس القيادة العامة فقلت له "إذن هم عدو وحينما نضربهم بالطائرات نحن لم نظلمهم وإنما فقط أخذنا زمام المبادرة في يدنا . هنا ترك الغرفة وهو في حالة من الرعب وعم القناعة بالمرة بحديثي معه غير أنه كان مفحمآ من حديثي وحقيقة الأمر عندما تحدثت عن إستخدام الطائرات لم أكن أهدف كما قلت إلا إلي معرفة إستعداده النفسي للإشتراك في تنفيذ العملية فك الدبابات الموجودة في الحراسات بمجرد إستلام القيادة العامة وإذاعة البيان بالإمكان سحبها بأوامر تصدرها بالجهاز أو إبقاءها في موقعها في خدمة السلطة الجديدة.
نواصل ...
28-10-2006, 01:56 م
Elmoiz Abunura
.
تاريخ التسجيل: 30-04-2005 مجموع المشاركات: 581 The Baath and Ramadan Military Coup- 3 (Re: Amin Elsayed)
Dear friends Attached the third, and final part of the report Regards Elmoiz
14-11-2005, 06:45 PM مشاركة رقم 31 خالد الحاج المشرف العام
تاريخ التسجيل: Sep 2005 المدينة: Netherlands مشاركة: 1,786
--------------------------------------------------------------------------------
(7)
إقتباس: ثم أردف في ألم ظاهر " يا أخي عمر البشير الذي كان الطلاب في الكلية العسكرية يرقصونه رقيص العروس بعساكر المزيكة يمسك البلد ونحن قاعدين نكسب ونحسب كم دبابة ماسكة كبري بحري وكم دبابة قدام القيادة" . هنا سألته نفس السؤال الذي سألته لرفاقه من قبل هل يمكن ضرب هذه الدبابات بسلاح الطيران؟ فأجابني باسمآ بإستهزاء " إنت قايل نفسك عايش هناك مع ناس كاظم وناظم.. ديل وليدات لا عندهم القدرات المعنوية ولا الخبرة الفنية ليقوموا بمثل هذا العمل ودورهم في الثورة كله يطيرون طيران منخفض مع شوية ألعاب جوية وبالكثير يخترقون حاجز الصوت أكتر من كده ما تطلبوا منهم.
تنفيذآ لتوجيه من الرفيق محمد علي قمت بزيارة محمد عثمان كرار في منزله وتناولت معه طعام الغداء وقد أخذت أسأله عن الحركة وما هي مقومات قيامها ورأيه. أخذ يتحدث معي في تحفظ شديد بداية الأمر وواصلت الضغط عليه بعدة أساليب لم يكن الإستفزاز بعيدآ عنها وذكرته أني أتحدث إليه لا بصفتي الحزبية فقط وإنما أيضآ لصلة القربي بيننا فقال لي : يا أخي ديل ناس فرقاء ولواءات وقادتنا عسكريآ وحزبيآ وعيب علينا الكلام الشين فيهم ومن أيام نميري كان بإمكاننا إستلام السلطة وكان يتحدث وهو وقفآ علي المصلاة ليؤدي صلاة العصر . أنا هنا أحاول سحذ ذاكرتي لأنقل كلماته قدر المستطاع وذلك لأني نقلت كلماته للرفيق شريف بعد اللقاء وقام بدوره بنقلها للرفيق محمد علي الذي في مواجهة لي معه بعد قيام العملية وإعدام الرفاق ذكرني أن ما نقلته عن أقوال الشهيد كان محض كذب وإفتراء ولا أدري علي أي أساس إتهمني بالكذب في هذه الواقعة وكما ذكرت أن الرفاق قد إستشهدوا وأنا أنقل هذا الحديث للتأريخ وأنا مسئول عنه مسؤولية تامة . بعد أن أدي صلاة العصر أحضر مصحفآ وحلف لي عليه قائلآ " والله الناس دي حاليآ لديها من العفش (يقصد القوة) ما يغير الأنظمة في أفريقيا كلها ومن أيام نميري كل ما نجيهم نقول ليهم نحن جاهزين أصنعوا خطتكم ووزعوا علينا واجباتنا يقولوا لينا لسع القوة ما كافية أكسبوا وإنتظموا في الكسب وانتظروا . وقمنا نكسب ونكسب إلي أن إنكشفنا وإنضربنا والآن نفس الشيئ حاصل أكسبوا وقاعدين نكسب إلي أن نكسب عمر البشير والترابي وننضرب ونرتاح. وحاليآ زي ما قلت ليك القوة العندهم ممكن تحرر أفريقيا كلها وهم يرددون نفس الكلام ثم أردف في ألم ظاهر " يا أخي عمر البشير الذي كان الطلاب في الكلية العسكرية يرقصونه رقيص العروس بعساكر المزيكة يمسك البلد ونحن قاعدين نكسب ونحسب كم دبابة ماسكة كبري بحري وكم دبابة قدام القيادة" . هنا سألته نفس السؤال الذي سألته لرفاقه من قبل هل يمكن ضرب هذه الدبابات بسلاح الطيران؟ فأجابني باسمآ بإستهزاء " إنت قايل نفسك عايش هناك مع ناس كاظم وناظم.. ديل وليدات لا عندهم القدرات المعنوية ولا الخبرة الفنية ليقوموا بمثل هذا العمل ودورهم في الثورة كله يطيرون طيران منخفض مع شوية ألعاب جوية وبالكثير يخترقون حاجز الصوت أكتر من كده ما تطلبوا منهم. ثم هاجم البلول بأنه قاعد يحسب القوات الصديقة والقوات المعادية ووقته كلو ضائع في هذه المعادلات أما عن قاسم فقال لي " يا أخي ده عشان يكتب الوريقة الصغيرة دي (يقصد طلب الإنتساب للحزب) الناس دي تنبح فيه سنين ولما سفروه بغداد وشاف تجربتنا هناك حتي إقتنع تفتكر ده عايز كم سنة عشان يقدم علي عملية إنقلاب عسكري وراسه الصغير ده كلو خزعبلات و (FALATHY) وما فيه مكان لأي شي آخر (فيما بعد عرفت أنه يقصد تصوفه وإرتباطه بالشيخ ياقوت) المشكلة الناس دي ما عندها المخ لتنفيذ العملية دي وماسكين في أكسبوا أكسبوا ثم قال " عندنا لوائين مظلات هنا في العاصمة ولواء خارج العاصمة وسلاح المهندسين و..... عدد من الوحدات لم أعد أذكرها بالضبط لكن زي ما قلت ليك لا عندنا راس ولا مخ نشتغل بيهو بعضهم يردد ليك كلام فارغ مثلآ يقول ليك يا أخي العملية لو فشلت معناها إعدام وطيب وبعدين أولادي وأسرتي يعيشوا كيف؟ ما عرفين إنو الواحد لما يعدم ويموت تاني لا يحس بأي شيئ لأنه إنتهي ولا يعرف أولاده سيعيشون أو يموتون جوعآ " وكان هذا أجمل حديث سمعته في حياتي حول هذه المسألة. أردف قائلآ " زارني قبل يوم قاسم وتناول معي طعام الغداء هنا وقال نحن ف سبيل عمل جاد وإن شاء الله في خلال شهرين أو ثلاثة نكون جهزنا نفسنا " فضحكت وقلت له يا دابكم بديتم العمل الجاد وزمنا ده كله كنا بنلعب ؟" ثم وجهت له سؤلآ شخصيآ للتأكد من معنوياته إذا كان في إمكانه ضرب معسكر القطينة سمتيتة فقفز من المصلاية مستنكرآ حتي سؤالي هذا إذ أنه مستعد لحرق معسكرهم هذا هو شخصيآ بالسمتيتة وبدونها.
خرجت من إجتماعي معه بأن ما ينقص الحركة هو الإستعداد النفسي لدي بعضهم وهذا إذا صح فهو كارثة بينما تقييم البلول أن النقص هو الإستعداد المادي. بهذين التقيمين ذهبت لحضور أول إجتماع لقيادة التنظيم العسكري. كما أن هاجس ثالث سيطر علي ذهني وهو ما قاله قاسم الكرار من انهم بدأوا عمل جاد سيمكنهم في خلال شهور من بناء تنظيم قوي يمكنهم من عمل شيئ أين هذه الحقيقة وأين ما شرحوا لي من واقع وأين ما شغلوا الحزب به من طلبات : أجهزة إتصال وعربات شرطة إلخ السلسلة من طلبات ولماذا لم يصارحني كما صارحني البلول ؟ علي كل نويت إستجلاء الحقائق في ذلك اللقاء أو الإجتماع وأعددت نفسي جيدآ واضعآ خطة كاملة لمعرفة الحقيقة .
16-11-2005, 03:43 PM مشاركة رقم 32 خالد الحاج المشرف العام
تاريخ التسجيل: Sep 2005 المدينة: Netherlands مشاركة: 1,786
--------------------------------------------------------------------------------
(
محضر الإجتماع الأول
حضر الإجتماع إلي جانب الرفيق علي وكاتب هذه السطور كل من خالد الزين ، عبد المنعم كرار، محمد أحمد قاسم، بشير الطيب . وأول إنطباع أخذته أنه مثال للإجتماع الحزبي السيئ إذ أنه بدأ بدون ترديد الشعار ولم يسجل أي محضر فيه ، فالإجتماع سائر علي بركة الله لا قيادة له ولا منهج ولا غاية لتحقيقها وإنما عبارة عن لقاء لتبادل المعلومات وليس للتخطيط . ووجدت فرصة فسألتهم عن خطتهم فأجابني عبد المنعم كرار (العقيد الذي كتب تقرير الموقف وبناء عليه عمل الخطة التي أطلعني عليها الرفيق محمد علي سابقآ ) أن خطتهم مبنية علي إسقاط كل وحدة من داخلها والدفاع عنها بما في ذلك معسكر القيادة العامة تفاديآ لتحريك أي قوة من موقعها. أما نقاط الحراسة المتواجدة في الشوارع والكباري وهي حوالي العشرين نقطة فتهاجم بأتيام مدرعة. وهذا يعني أنه يتحدث عن خطة دفاعية بينما الخطة التي سلمها للحزب خطة هجومية والإنقلاب كعملية عسكرية أساسآ عملية هجومية وبالطبع لم أذكر له ما دار في ذهني ولم أشر إلي خطته السابقة وتجاوزت كل ذلك وسألتهم من تفاصيل القوة التي تحت يدهم حاليآ أي القوة التي تحت قيادتهم وهم في هذا الإجتماع وفوجئوا بسؤالي ذلك وارتبكوا وبدأوا يتذكرون أن هناك بعض الضباط الجيدين المفروض يتصلون بهم في مختلف الصفوف أذكر أنهم قالوا أن هنالك ضابطين في الصف الكيماوي وعددوا حوالي 7 ضباط سيتصلون بهم بهدف تجنيدهم. هنا ألحيت في سؤالي مطالبهم بيومية قواتهم وبدأوا يتذكرون أسماء بعض الضباط الجيدين المفروض الإتصال بهم ولم يتصلون بهم هنا سألتهم من مدي إستعدادهم كتنظيم حاليآ للقيام بحركتهم رد عليّ بشير الطيب نحن جاهزين وقواتنا جاهزة وما عندنا غير بعض المشاكل البسيطة وإنت ما تحمل هم من الناحية دي . فعرفت أني أمام مهرج ليس إلا . وسألته ما هي المشاكل التي تواجهكم؟ فأجابني بس موضوع الدبابات الموجودة في الشوارع دي. كنت أتوقع منه عوضآ عن حديثه العام الذي يمكن وصفه بأي صفة غير العسكرية أن يوضح لي حجم القوة من كل صنف وفي كل معسكر وعن تسليحها وإمكانياتها في الحركة وحجم الدور الذي يمكن أن تؤديه في الحركة أما أن يردد كلام عام مثل الذي ردده فهو عين التهريج. ودخلت في نقاش مع المجموعة كلها لا ينقصه الإستفزاز بهدف الوصول إلي غايتي التي حددتها قبل الإجتماع مما إستدعي الرفيق محمد علي إيقافي من الديث مرتين وبالطبع الرفيق محمد علي لم يكن علي علم بخطتي المهم الغاية التي وصلتها وتأكد لي أنهم خاليي الوفاض من أي قوة لديهم وهذا ما صرح به محمد أحمد قاسم في أثناء النقاش الحامي الذي كان دائرآ وفي أثناء النقاش قلت ردآ علي الشهيد قاسم كيف طيب ستقومون بالعملية إذا ما عندكم قوة في صيغة إتهام وكأني لا أصدقه وفي سلاح الأسلحة قرابة العشرين جندي بعثي وهنا أوقفني الرفيق محمد علي فصمت. وخرجت بالحقائق التالية :
أولآ - ما قاله الشهيد بلول هو عين الحقيقة.
ثانيآ - معظم أعضاء هذه المجموعة ينقصها الإستعداد المعنوي للقيام بعمل جسور ماعدا القليل منهم ما عدا القليل منهم وإلا أين نتائج عملهم كل هذه السنوات.
ثالثآ - الحزب غير صريح معهم وإلا كان المفروض اعطائهم كل الحقائق وكل القوة التي لديه.
فاتني ان اذكر اني نبهت الرفاق العسكريين عندما كانوا يتحدثون عن القوة وانهم جاهزون للعملية ان يقفلوا باب التجنيد في هذه المرحلة لأن المجندين الجدد دائمآ هم سبب كشف الإنقلابات. اذ انهم عندما ينضمون للتنظيم يكونوا اقل من 50% مع التنظيم وقبل ان تعلوا ثقتهم يفاجئوا بأن الحركة خلال اسبوع فتهولهم المغامرة ويتساقطون . في نهاية الإجتماع طلبت منهم ان يحضروا معهم في الإجتماع المقبل والذي تحدد له بعد يومين يومية القوة كاملة وبتفاصيلها وكان هذا الطلب استهدف منه تأكيد ما توصلت إليه.
محضر الإجتماع الثاني :
تم عقد الإجتماع بنفس اسلوب الإجتماع الأول ونفس الأشخاص الذين حضروا الإجتماع الأول بالطبع لم يحضروا قوائم قواتهم ولا حتي أشاروا لما تم الإتفاق عليه في الإجتماع السابق. عرفنا في الإجتماع أن عبد الرحمن سعيد أرسل رسالة يبلغ البلول أنه سيتم إعتقاله في اليومين القادمين وبعد تبليغنا هذه الرسالة دار نقاش حول الموضوع لا أذكره لأنه لم يعلق بذهني إلا أن الرفيق محمد علي بلغ الإجتماع أن خالد الزين لن يشارك في التنفيذ لأنه قائد العملية ونحن حريصون علي حياته . وأنا أحاول السيطرة علي وجهي حتي لا تبدو عليه علامات الدهشة لهذا القرار لاحظت تبادل نظرات الإرتياح بين قاسم وبشير وعبد المنعم كرار وبدت علي وجوههم علامات الفرح وفي هذه الأثناء إنضم للإجتماع البلول وسيد أحمد. بالنسبة لي هذه النظرات المتبادلة كانت أول مؤشر بأن ثلاثتهم متفاهمين مع بعضهم البعض فما الذي يفرحهم ويتبادلوا نظرات عبارة عن إشارات تهنئة بمثل هذا القرار. أثناء الإجتماع وبينما كان الرفيق محمد علي يتناقش مع سيد أحمد البلول عن توقعاته عن التحقيق الذي سيتم مع البلول وكيف سيتم بصفته ضابط مخابرات. سألني البلول بإستهزاء في صوت خافت الجماعة جابوا ليك يومية القوة؟ فرديت بإشارة من يدي فهم معناها وقد قصدت أن أقول له سيبك دي قصة فاشلة فابتسم وقال لي إن شاء الله تكون إقتنعت. فسألته إنت كيف عرفت ؟ فقال لي أنا غبت من الإجتماع الماضي مخصوص عشان أخليك تشوف وتسمع وجوني جارين بعد اللقاء قالوا لي *** جانا شايل نوتة وقلم وعايز يومية القوة. أسع تراك شفت الحاصل براك إن شاء الله تقتنعوا وتقنعوا الناس في بغداد. رحمه الله كانت هذه آخر كلماته لي. ما أقنعني أكثر بالموقف أن أي من حضور الإجتماع ..وأقول الإجتماع تجاوزآ وتسامحآ. لم يناقش أو يطرح ماذا سيكون وضع التنظيم في مواجهة الوضع الجديد وهو إعتقال قائدهم العسكري. ولم يتطرق لهذه المسألة أي عضو من أعضاء الإجتماع فلم يذكروا من سيخلف البلول في قيادة التنظيم؟ هل يترتب علي إعتقال البلول خطوات أمنية داخل التنظيم أم لا. هل تؤجل الحركة المبتغاة أم تسرع؟ كنت أتوقع من أي أفراد الإجتماع إثارة هذه المواضيع ولكنهم بكل أسف لم يشيروا إليها. تفرق اللقاء وفي نهايته وجدت فرصة لإثناء خالد الزين عن تنازله من المشاركة في التنفيذ بل قيادة الحركة ميدانيآ وهو الدور الذي يثبت شرعية قيادته للدولة مستقبلآ وبالذات في غياب البلول فرد عليّ ما ده قرار الحزب أنا أعمل ليكم شنو؟ تفرق الجمع وعدنا أنا والرفيق محمد علي راجلين إلي الدار.
نواصل.. 17-11-2005, 08:18 PM مشاركة رقم 33 Hassan Farah Member
تاريخ التسجيل: Sep 2005 مشاركة: 131
--------------------------------------------------------------------------------
الاخ العزيز خالد مواصلة لسردك المثير رايت ان اضيف بعض ما اعرفه عن الشهيد محمد عثمان حامد كرار ابن دفعتى فى مدرسة بورتسودان الثانوية التى افتتحت عام 56 مع بوادر الاستقلال وقد التحقنا بها عام 57 كدفعة ثانية و محمد عثمان هو ابن ناظر البشاريين فى منطقة حلايب كان قصيرا نحيل الجسم قوى الشخصية ذا تربية بدوية متميزا فى دراسته محبوبا بين الطلاب والاساتذة لم يعرف له اى نشاط سياسى خلال هذه الفترة واذكر انه بعد انقلاب عبود فرض التدريب العسكرى الكديت على طلاب الثانويات وفى عام 59 تم تجميع فرق الكديت من كل الثانويات فى خور عمر وكان يقوم بالتدريب طلاب الكلية الحربية اثنا التدريب برز محمد عثمان متفوقا بحيث احتل المركز الاول فى الرماية وحصل على الكاس على الرغم من عدم تقيده بلانضباط العسكرى و عندما جلسنا لامتحان شهادة كمبردج عام 60 نجح محمد عثمان و حصل على درجة تمكنه من دخول الكليات العلمية بجامعة الخرطوم لكنه تركنا نحن ندخل الجامعة وفضل الالتحاق بالكلية الحربية وكان هذا مصدر دهشة لنا حيث كنا نعلم ان محمد عثمان بدوى معتد بنفسه يكره الاوامر واساليب العسكر وفيما بعد اصبح محمد عثمان كابتنا متفوقا لطايرات الهليوكبتر مما جعل نميرى يقوم بتعيينه قايدا لطايرته الخاصة ويقال ان نميرى فى مرة كان يقوم بجولة فى ولاية البحر الاحمر والكابتن محمد عثمان بعد هبوط الطايرة ذهب نميرى الى احد المعسكرات اما محمد فقد قرر زيارة اهله وتفقد احوالهم وطال اللقاء ولنا ان نتخيل ما قد يتطرق له الحديث فى مثل هكذا لقاءات فالمنطقة حبلى بالمشاكل من مرض و جهل و فقر وهذا ابنهم و هو المقرب من راس الدولة يقف بينهم يرى حالتهم ويسمع شكواهم العين بصيرة و اليد قصيرة يا لها من شحنة سالبة رجع محمد الى الطايرة فوجد النميرى فى انتظاره و قد طال به الانتظار و انقلب النميرى الى وحش كاسر وانطلقت صيحاته مهددا محمدا بثجريده من رتبته العسكرية و لكن الرجل لم يرتجف بل واجه النميرى بجملة واحدة نطقها بلكنة بجاوية ياخى انت قايل نح%
| |
|
|
|
|
|
|
Re: شـهداء رمضان حرم ، حنجيب التار بالـدم .. أناشـيد (Re: حسين يوسف احمد)
|
Dear Hussain, and Aymen For a healthy post, and a constructive debate, I hope if you both refrain from insulting each other. No one can question the heroic stand of Ramadan officers who stood tall facing the firing squad, but the objectives of the military coup, and the leading role of the Baath would be subject for debate and discussion for long time . Let us all be patient and respectful to each other since we delve to shed lights on Ramadan military coup. I personally claim that the Baath was the sole political party which planned to topple NIF in Ramadan military coup. Although there were non baathist members among the officers, but the entire planning, and the leader ship of the coup was in the hand of the bathists Attached a report written by the retired Major General Saeed Kisbawi on the Baath planning for Ramadan military coup Regards
-10-2006, 11:12 ص
Elmoiz Abunura
.
تاريخ التسجيل: 30-04-2005 مجموع المشاركات: 581 Re: The Baath, and Ramadan Military Coup - 1 (Re: Amin Elsayed)
Dear Amin, and friends Attached un published report by a retired Sudanese major general, and a former baathist member. This report has been forwarded to Sudaniyat forum owned by Khalid Alhaj. I left the comments of some members of the forum, and the questions to the major general as part of the message
خالد الحاج
لمشرف العام تاريخ التسجيل: Sep 2005 المدينة: Netherlands مشاركة: 1,786 حركة رمضان 1990 أسرار ومؤامرات (وثيقة في شكل كتيب).....
--------------------------------------------------------------------------------
أسرار تنشر لأول مرة... حركة رمضان وظروف قيامها؟؟... إتهامات لقيادات حزبية تأريخية بالتعامل مع المخابرات الأجنبية؟؟ دور المصريين والأميركان... تفاصيل دقيقة عن التحرك في رمضان كيف بدأ وكيف إنتهي ...؟؟
والكثير المثير... وثيقة يكتبها قيادي نافذ في قيادة الجيش وفي حزب البعث...؟؟
وثيقة تصور كم هو مكشوف السودان والجيش السوداني وكيف أن السودان مسرح للمخابرات الأجنبية.؟؟؟
ترقبوها.. التوقيع هلاّ ابتكَرْتَ لنا كدأبِك عند بأْسِ اليأْسِ، معجزةً تطهّرُنا بها، وبها تُخَلِّصُ أرضَنا من رجْسِها، حتى تصالحَنا السماءُ، وتزدَهِي الأرضُ المواتْ ؟ علّمتنا يا أيها الوطنُ الصباحْ فنّ النّهوضِ من الجراحْ.
(عالم عباس
تاريخ التسجيل: Sep 2005 المدينة: Netherlands مشاركة: 1,786
--------------------------------------------------------------------------------
حزب البعث العربي الإشتراكي القيادة القومية مكتب السودان
23-07-1995
م/ حول المحاولة العسكرية في أبريل 1990
1-مقدمة :
في لقاء مع الأستاذ بدر الدين مدثر في داره بمناسبة عيد الأضحي في منتصف عام 1994 دارت دردشة بيننا حول المحاولة الإنقلابية التي تمت في أبريل 1990 وقد كنا بمفردنا في صالون منزله ، قلت له أثناء قراءة غيبية عكسية للأحداث التي رافقت المحاولة أي في باب (لو كنا عملنا ولو كان ذلك حدث) لو إطلعتم علي الغيب لإخترتم الواقع وقدر أخف من قدر!! ولما إستفسر قلت له رأي الذي ألخصه في التالي:
أ- إن المحاولة كانت مكشوفة لكافة القوي المعادية للحزب. ب- ان داخل الحركة كانت نوايا تآمرية واضحة بالنسبة لي.
رفض الأستاذ بدر الدين حديثي هذا بإنفعال دون الإستفسار عن المفردات التي أوصلتني لهذه النتيجة وسألني لماذا لم تكتب بذلك فقلت له أن كافة المعلومات التي لدي وصلتها للحزب في حينها وآخر تقرير عن كشف المعلومات كتبته "سري وعلي الفور" للحزب يوم 16 -04-1990 واستلمه الحزب في اليوم التالي أي يوم 17-04-1990 وبكل أسف لليوم لم يناقشني الحزب في هذه التقارير.
2- أرجو تثبيت الحقائق التالية :
أ- آمنت إيمانآ راسخآ رسوخ الجبال منذ أن تكون لدي وعيآ سياسيآ أن القوي التقدمية في عالمنا الثالث لا يمكن أن تحقق ثورتها إلا من خلال نشاط بالغ العنف بالسلاح يمكنها من الإستيلاء علي السلطة سواء أكان ذلك النشاط حرب شعبية أو بإنقلاب عسكري في داخل القوات المسلحة ويشهد علي إيماني ذلك تأريخي الشخصي والذي هو معلوم لديكم وأن ظروف واقع الشعب السوداني من تشرذم وتخلف يتطلب العمل في داخل القوات المسلحة. ب- رغم إحترامي وتقديري الكاملين والعاليين لمحاولة أبريل الباسلة وإعتزازي بالشهداء الذين ساهموا فيها إلا أن ذلك لا يعني عدم دراستها دراسة تفصيلية واقعية ترفض العواطف الذاتية بهدف إستنباط الدروس والأسس بهدف الإستفادة منها مستقبلآ.
3- وضح لي أن الحركة مكشوفة لعدة جهات وبالتالي فقدت أهم مبدأ تستند إليه الحركة الإنقلابية في مبادئ الحرب وهو المباغتة وذلك بسبب ورود العديد من المعلومات من عدة جهات مختلفة بواسطة مصادر موثوقة وكانت هذه المعلومات ترفع بمجرد وصولها للحزب حسب معلوماتي (الرفيق شريف) وسأذكرها حسب تسلسلها التأريخي بقدر ما تسعني الذاكرة. أ- ذكر لي أحد أفراد الأسرة التي كانت تأوينا (الرفاق شريف وماهر وأنا) ويدعي علي أن هنالك مقدم مظلات يسمي عبد المنعم حسين علي كرار كان مشتركآ في إنقلاب البشير لما ذهب إلي دار الإذاعة فجر الإنقلاب لإذاعة البيان الأول وجد عناصر مدنية مسلحة تحرس دار الإذاعة عرف منهم أنهم عناصر الجبهة الجبهة المكلفة بإحتلال دار الإذاعة فرجع إلي مقر قيادة الإنقلاب في معسكر شمبات (قوة المظلات التي بجانب كبري شمبات) وواجه قيادة الإنقلاب بأنهم إسلاميون فأحيل للمعاش " وذكر أنه عرف هذه المعلومات من السيدة نفيسة كامل والدة الضابط وشرح علاقته بالسيدة نفيسة كامل التي كانت تمثل من الإمتداد الإتحاد الإشتراكي"وأنه حدد موعدآ عن طريق والدة عبد المنعم لمقابلة في مساء اليوم التالي ومساء اليوم التالي جاءني بعد اللقاء مستبشرآ وقال لي قابلت المقدم (م) عبد المنعم حسين علي كرار وأن المعنويات عالية للغاية وذكر لي أن حكومة الجبهة لن تدوم أكثر من شهرين بالكثير فهناك عمل سري كبير يجري داخل الجيش وقريبآ سيأتي الفرج . وقد بلغت الحزب بهذه المعلومات تباعآ وفي حينها. ب- وبعد يومين زارنا في الوكر الرفيق محمد علي (نائب أمين السر) وبدأ حديث الغرض منه كما بدأ لي في حينها رفع معنوياتنا وجاء في حديثه أنهم (سلطة الإنقلاب) في غاية الرعب والخوف وقد بلغ بهم الخوف من الضباط المبعدين من الجيش ما أن يطلب أحدهم السفر للخارج إلا ويسمحون له بذلك علي وجه السرعة ولو إستطاعوا لطلبوا من كافة الضباط المبعدين من الجيش السفر والهجرة للخارج علي حسب الجبهة. ت- بعد أسبوع إلتقيت بالسيدة ثريا الشيخ (كادر الحزب الشيوعي) وزوجة محمد محجوب عثمان عضو السكرتارية للحزب الشيوعي السوداني وسألتني مباشرة هل المقدم (م) عبد المنعم حسن علي كرار من ضباطكم فأجبتها بأن لا علم لي بذلك ثم إستطردت أن هذا الضابط زارهم في منظمة" رعاية الطفولة" التابعة للأمم المتحدة حيث تعمل السيدة ثريا وكان يحمل معه أوراق سفره (جواز السفر والبطاقات) وقال لأحد زميلاتها أنه مسافر بعد يومين إلي لندن لمقابلة حركة قرنق مكلفآ من تنظيم عسكري يعمل لقلب نظام لحكم وقال أن الجماعة مرعوبين من الضباط المبعدين من الجيش وأنه ما أن طلب تأشيرة خروج حتي اعطوها له في نفس الساعة وهم فرحين ومسرورين لسفره للخارج. فربطت بين هذه المعلومة وما جاء علي لسان الرفيق محمد علي ونقلت هذه المعلومة بمجرد عودتي للوكر الحزبي خاصة وان السيدة المعنية (زميلة السيدة ثريا بمنظمة رعاية الطفولة) لدينا عليها معلومات كثيرة سلبية وحاليآ هي لاجئة في إنجلترا وهي أرملة ثرية ذات علاقات كثيرة مشبوهة أمنيآ. ث- في لقاء آخر مع السيدة ثريا الشيخ بعد حوالي الشهرين قالت لي وهي في حالة قناعة تامة "أن الجهة الوحيدة التي في إمكانها ضرب الجبهة وإنتزاع البلد هم البعثيون بإنقلاب عسكري" أجبتها إذا كانت دي قناعة حزبكم فهذا يعني أن الجبهة ستستمر في السلطة أكثر من فترة نميري لأني أعلم أن تنظيم البعثيين في الجيش قد ضربه سوار الذهب فردت بقوة "هذا غلط وإذا كانت هذه قناعتك فأنت مسطح بك في الحزب" تأكدت حينذاك أن حديثها مبني علي معلومات مؤكدة لكن لم أعرف المصدر في حينها. وفور عودتي للمركز أبلغت الرفيق شريف. نواصل .....
-------------------------------------------------------------------------------- آخر تعديل بواسطة خالد الحاج ، 07-11-2005 الساعة 12:14
>--------------------------------------------------------------------------------
07-11-2005, 07:25
تاريخ التسجيل: Sep 2005 المدينة: Netherlands مشاركة: 1,786
--------------------------------------------------------------------------------
(2)
شيخ الطريقة الصوفية ؟؟:
وردت للحزب من احد الرفاق عنصر التنسيق ويسمي "الهادي" أن أحد كوادر الشيوعيين مسؤل تنظيم جامعة القاهرة فرع الخرطوم قال ان للبعثيين عمل انقلابي داخل الجيش سيحدث قريبآ لأن أحد عناصره القيادية وهو ضابط متقاعد قد إختفي من منزله هذا الأسبوع وفيما بعد عرفت أنه يقصد الرفيق طارق.
في الأسبوع الأول من شهر أبريل 1990 كشفت السلطة حركة محمد علي حامد الموالية (للمصريين وأمريكا) وقابلت الشهيد خالد الزين وكان منزعجآ متوترآ وأجابة علي إستفساري ذكر لي أن أحد أفراد تنظيم محمد علي ضابط برتبة كبيرة يسمي (العشا) وقد كان ضمن تنظيمنا ويعرف الكثير عن تنظيمنا إذ كان قياديآ في تنظيمنا وقد شارك في الإجتماعات واللقاءات العديدة التي تمت بين التنظيمين تنظيمنا وتنظيم محمد علي والتي عقدها وأشرف عليها الشيخ ياقوت . فسألته ما علاقة هذا الشيخ بتنظيمنا ومن يكون؟ فأجابني هذا شيخ طريقة صوفية يسكن جبل أولياء ومؤثر في عدد كبير من ضباطنا وعدد منهم ذكره لي لكن الآن أذكر منهم الشهداء قاسم وبشير الكارب.
حقيقة أزعجتني هذه المعلومة بشكل لا يوصف خاصة لعلمي بالدور الذي يلعبه هؤلاء الشيوخ فعندما إتخذ النميري التوجه الديني وجه الأميركان عمر محمد الطيب أن يتخذ نفس الإتجاه لذلك فقد إتجه للشيخ الجعلي وقد دفعت موجة التصوف الديني هذه الكثير من كبار الضباط وموظفي الدولة إلي هذا الإتجاه فصار للكل شيخه يستشيره في كافة شئونه. وقد إستفاد أمن نميري من هؤلاء الشيوخ كما إستفادت منهم أجهزة المخابرات الأجنبية ونحن في التنسيق قد إستفدنا من هؤلاء الشيوخ في مراقبة وإجهاض نشاط الفريق السر محمد أحمد. ولم أشك مطلقآ أن هذا الياقوت الذي يدعي التصوف والزهد في الحياة الدنيا والإهتمام بالحياة اللآخرة يبلغ به الإهتمام بالدنيا الحد الذي يجعله يشارك في الإعداد لإنقلاب عسكري ما هؤلاء ؟ "راسبوتين" سوداني معاصر. وتابعت حركته فعرفت أنه وثيق الصلة بالسعودية كدولة وكسفارة في الوقت الذي تكفر السعودية بحركات الصوفية إنطلاقآ من مذهبها "الوهابية" بلغت الحزب بهذه المعلومة مع كافة تحفظاتي والرفيق شريف.
حدث وأنا في إجتماع قيادة الحركة ان ذكر الشهيد خالد أن شيخ الياقوت قد أستدعي للتحقيق فعلق أحدهم وأعتقد أنه الشهيد قاسم أن شيخ الياقوت لن يدلي بأي أقوال. بعد هذا لإستدعاء علمت من أحد المصادر أن شيخ الياقوت سافر السعودية لقضاء العمرة.
مساء يوم الإثنين 16-04-1990 زرت الفريق معاش فتحي أحمد علي في منزله وأنا معه جاء العميد سجون (م) محجوب التجاني ومعه اللواء طبيب(م) بلالي وبعد فترة خرجوا مع فتحي ليودعهم وعاد فتحي بعد ربع ساعة تقريبآ وقال: أولآ : أن العميد سجون محجوب التجاني إلتقي مساء اليوم بالمقدم (م) عبد المنعم حسين علي كرار الذي ذكر له أن قيادة تنظيمهم عقدت إجتماع وقررت تنفيذ الإنقلاب مساء الأربعاء 18-04-1990 لكن التنفيذ يتوقف علي مشكلة محدودة متعلقة بدبابتين أما دار حزب الأمة وأن قيادة الحركة ستجتمع مساء نفس اليوم لمعرفة ماذا سيتم بصدد هذه المشكلة وأنه سيقابله في تمام الساعة العاشرة في ذلك المساء ليخبره بالقرار النهائي إن كانت الحركة ستتم في هذا التأريخ وسيعود محجوب ليخبره أما إذا كانت ستتأجل فسيمر عليه في صباح الثلاثاء.
ثانيآ : قيل لفتحي أن هذه الحركة هي حركة بعثية أي أنها حركة حزب البعث العربي الإشتراكي وكان يتحدث معي كرفيق بعثي ومتألمآ للغاية. أكدت له أن الحزب لا يمكن أن يقوم بعمل كهذا دون إستشارتنا فأنت لا تعلم وأنا إن كنت أعلم لا يمكن أن أكون جالسآ معك هنا حتي يبلغنا بحركة الحزب أبعد الناس من الحزب وبقيت معه إلي الساعة 11:30 مساء في إنتظار عودة محجوب ولما لم يعد ثبت له أن هذه مجرد أشاعة.
عدت للمنزل وفي نفس الليلة كتبت تقريرأ عاجلآ وعلي الفور مفصلآ هذه المعلومات وكافة المعلومات المتوفرة لدي عن الدكتور محجوب التجاني وعن دكتور بلال ووضحت للحزب إرتباط دكتور محجوب التجاني بعدة أجهزة إستخبارات أولها الأميركان والصادق المهدي شخصيآ وهو الذي عرفه بفتحي أحمد علي وحاليآ لاجئ سياسي بالقاهرة أما الدكتور بلال فهو معروف لدي الحزب أنه مرتبط بالمخابرات المصرية بل هو أهم رجالهم في الجيش السوداني. وتأكدت عند عودتي للوكر ظهر يوم 22-04-1990 أن تقريري قد وصل يو 17-04 1990 وأن المعلومات التي به صحيحة 100% وأن الحركة قائمة فجر يوم 23-04-1990 أي فجر اليوم التالي.
نواصل
07-11-2005, 12:22 PM مشاركة رقم 7 خالد الحاج المشرف العام تاريخ التسجيل: Sep 2005 المدينة: Netherlands مشاركة: 1,786
--------------------------------------------------------------------------------
تصويب من السيدة ثريا الشيخ :
في إتصال هاتفي بيني والسيدة ثريا الشيخ وفي تعليقها علي ما ورد في الوثيقة مرتبطآ بإسمها ورد الآتي في النقطة (ت) من المذكرة :
إقتباس: ت- بعد أسبوع إلتقيت بالسيدة ثريا الشيخ (كادر الحزب الشيوعي) وزوجة محمد محجوب عثمان عضو السكرتارية للحزب الشيوعي السوداني وسألتني مباشرة هل المقدم (م) عبد المنعم حسن علي كرار من ضباطكم فأجبتها بأن لا علم لي بذلك ثم إستطردت أن هذا الضابط زارهم في منظمة" رعاية الطفولة" التابعة للأمم المتحدة حيث تعمل السيدة ثريا وكان يحمل معه أوراق سفره (جواز السفر والبطاقات) وقال لأحد زميلاتها أنه مسافر بعد يومين إلي لندن لمقابلة حركة قرنق مكلفآ من تنظيم عسكري يعمل لقلب نظام لحكم وقال أن الجماعة مرعوبين من الضباط المبعدين من الجيش وأنه ما أن طلب تأشيرة خروج حتي اعطوها له في نفس الساعة وهم فرحين ومسرورين لسفره للخارج. فربطت بين هذه المعلومة وما جاء علي لسان الرفيق محمد علي ونقلت هذه المعلومة بمجرد عودتي للوكر الحزبي خاصة وان السيدة المعنية (زميلة السيدة ثريا بمنظمة رعاية الطفولة) لدينا عليها معلومات كثيرة سلبية وحاليآ هي لاجئة في إنجلترا وهي أرملة ثرية ذات علاقات كثيرة مشبوهة أمنيآ.
تقول السيدة ثريا أن هذا اللقاء تم بالفعل وما حدث من حوار كان مجرد (ونسة) لا أكثر .
إقتباس: ث- في لقاء آخر مع السيدة ثريا الشيخ بعد حوالي الشهرين قالت لي وهي في حالة قناعة تامة "أن الجهة الوحيدة التي في إمكانها ضرب الجبهة وإنتزاع البلد هم البعثيون بإنقلاب عسكري" أجبتها إذا كانت دي قناعة حزبكم فهذا يعني أن الجبهة ستستمر في السلطة أكثر من فترة نميري لأني أعلم أن تنظيم البعثيين في الجيش قد ضربه سوار الذهب فردت بقوة "هذا غلط وإذا كانت هذه قناعتك فأنت مسطح بك في الحزب" تأكدت حينذاك أن حديثها مبني علي معلومات مؤكدة لكن لم أعرف المصدر في حينها. وفور عودتي للمركز أبلغت الرفيق شريف.
بخصوص ما ورد في النقطة (ث) من المذكرة لا تذكر السيدة ثريا أن حدث هذا اللقاء وهي تنفيه تمامآ .
خالد الحاج
7-11-2005, 12:27 PM مشاركة رقم 8 خالد الحاج المشرف العام
تاريخ التسجيل: Sep 2005 المدينة: Netherlands مشاركة: 1,786
--------------------------------------------------------------------------------
إقتباس8-11-2005, 07:06 AM مشاركة رقم 9 خالد الحاج المشرف العام
تاريخ التسجيل: Sep 2005 المدينة: Netherlands مشاركة: 1,786
--------------------------------------------------------------------------------
(3)
إنقلاب الشيخ ياقوت :
بالطبع إستغربت واندهشت لأني كنت متأكد أن معلوماتي صحيحة وقد حضرت أفكاري لمناقشة الظروف الجديدة والتي تتطلب تأجيل لحركة وإعادة النظر بشكل شامل وكامل وموضوع لكافة نشاط الحزب العسكري وإعادة تشكيله بشكل موضوعي وهذه قناعة قديمة ترسخت عندي لأسباب أخري بعيدة عن أمن الحركة ، وفعلآ بدأت بطرح هذه القناعة للرفيق محمد علي قبل 3 أسابيع من تأريخه إلا أنني توقفت عن ذلك.
المفاجأة الثانية كانت أشد وأصعب وهي أن الرفيق شريف إختلي بي في مساء اليوم نفسه وقال لي "نحن بدلنا غيرنا في تقريرك وذكرنا ان الذي كتبه ضابط أمن صديق محجوب التجاني حتي لا نتسبب في خلق حساسيات بينك وبين المقدم عبد المنعم كرار." يعني العلاقات الشخصية بين عبد المنعم كرار وبيني أهم من أرواح الذين سيقومون بالإنقلاب الذي كشفه عبد المنعم!!
4- معلومات عن إنكشاف الحركة عرفتها بعد فشل الحركة في الخرطوم والقاهرة وبغداد وهي كما يلي:
أ- أبلغني الرفيق شريف أن الشهيد عبد المنعم كرار مساء يوم الحركة إلتقي أحد ضباط الصف من المكلفين بحراسة القيادة العامة وكان قد تعرف به أثناء العمليات في جنوب السودان وطلب منه المشاركة في المحاولة التي ستتم في نفس الليلة وكشف له توقيتاتها عندما وافق نائب الضباط علي المشاركة وطلب منه مقابلته عند بوابة القيادة العامة ليسهل له دخول القيادة فتظاهر نائب الضباط بالموافقة غير أنه عاد وأبلغ مسئول الإستخبارات في حراسات القيادة العامة وبالتالي عمل أمن الجبهة كمينآ في بوابة القيادة العامة وتمكنوا من إعتقال قيادة الحركة الميدانية وهم (الشهداء / عبد المنعم كرار المكلف بإحتلال القيادة العامة وقائد منطقة الخرطوم وبشير الطيب القائد الميداني للحركة كلها) . ب- بعد وصولنا لبغداد وأثناء إقامتنا في بيت الضيافة في العامرية (الرفاق شريف ، طارق ،أنا) وأثناء حوار حول الحركة عرفت منه التالي: أولآ : حدثت عدة خصومات بين قاسم وبشير الطيب وكان السر النجيب يتدخل دائمآ لمصالحتهم ويذكرهم بأنهم متصدين لعمل كبير ودور وطني تأريخي ويجب أن يكبروا عن هذه الصغائر والسر النجيب هذا كادر قيادي في الحزب الشيوعي السوداني وعنصر قيادي في مكتب رقابته كما هو معروف للحزب.
ثانيآ – أن السر النجيب بلغ الرفيق طارق أن أحد الجنوبين من عناصر مكتب رقابتهم بلغ الحزب الشيوعي أن الشهيد عبد المنعم كرار بلغه انه نيابة عن تنظيم سيستلم الحكم خلال اسابيع اتصل بقرنق وقد وافق قرنق علي حركتهم وقد تمت مواجهة الشهيد كرار بهذه الواقعة من قبل الحزب (حزبنا) .
ج- قبل إعتقالي في القاهرة قابلت السيدة آمال عبد العاطي زوجة المحامي عمر عبد العاطي وقالت لي لو كنت أعلم أن حركة أبريل لكم يد فيها كنت عملت المحال لإنقاذكم إذ أنها لبت مع زوجها عمر عبد لعاطي دعوة إفطار رمضان مساء الأحد 22-04-190 وكانت الدعوة علي شرف أحد قيادي الجبهة( لم تذكر إسمه ) وبعد الإفطار مباشرة أصر ضيف الشرف علي مقادرة المنزل وتحت إلحاح أصحاب الدار (أقرباء زوجها) ذكر لهم أن هنالك محاولة إنقلابية الليلة وهو ذاهب لأنه مكلف بمتابعتها.
د- أثناء التحقيق معي مع أجهزة الأمن المصري ذكروا لي أنهم كانوا متابعين عملنا في الجيش (راجع التقرير الذي كتبته عند عودتي من القاهرة) .
ن ـ- بعد عودة عبد الرحيم شداد من لندن ذكر لي أنه علم من مجموعة شباب أن الشهيد عبد المنعم كرار بلغهم أنه مشارك في إنقلاب سيقوم خلال أسابيع في السودان وأنه جاء لمهمة مفاتحة قرنق ولذا يجب أن يرجع علي وجه السرعة.
هـ - أثناء دردشة لي مع تيسير في بغداد علمت منه أن الإتحاديين كانوا علي علم بحركتنا وأن تاج السر محمد صالح (من كوادر الإتحاديين) طلب منه أكثر من مرة التنسيق حول مستقبل البلد بعد نجاح الحركة وأن الشهيد الطيار الكرار قد كشف لهم الحركة بالطبع الشهيد كرار لا يعلم مدي إرتباط السيد محمد عثمان الميرغني بالمخابرات البريطانية (المصدر المرحوم محمد عبد الجواد) .
و- في أول لقاء لي مع أحمد موسي بعد الحركة علمت منه أنه في منتصف أبريل مرّ بالقاهرة في طريقه إلي بغداد وهنالك علم من أحد أصدقائه ضابط مخابرات مصرية بأن لديهم معلومات عن نشاط بعثي داخل الجيش السوداني ومتابع من أجهزة البشير وأن البعثيين بصدد القيام بإنقلاب قريبآ في خلال أسبوعين أو تلاتة إلا أن جماعة البشير سيبطشون بهم عند تحركهم. وعند وصوله لبغداد نقل هذه المعلومة للرفيق المرحوم عبد الحليم وعلي ضوئها إستدعاه الأستاذ بدر الدين مدثر وكتن منزعجآ وإنتقده قائلآ عند سماعك لهذ المعلومة لماذا لم تعد مباشرة إلي الخرطوم وتبلغ الحزب. فرد عليه أحمد قائلآ لو ذهبت للخرطوم سأقابل حامد وسيرد حامد عليّ نحن ما عندنا نشاط في الجيش وينتهي الموضوع هنا.
قرنق : كنت أعلم تفاصيل التفاصيل لحركتكم .
ل – أثناء مناقشات بين تيسير وأمير عبدالله خليل حول موقف الحزب من حركة قرنق قال تيسير أن موقفنا تقرر علي حقيقتين الأولي أن قرنق إنفصالي والثاني أن لديه موقف معادي للعرب والعروبة ولو تبني قرنق موقف يخالف هاتين القناعتين سيغير الحزب موقفه من قرنق. سافر أمير إلي يوغندا وقابل قرنق وأخذ منه تصريح صحفي للأخبار حول موقف قرنق من وحدة السودان ومن العرب وجاء بالتصريح ونشره في جريدة وسلمه لتيسير. وبعد ذلك في لقاء معي منفردين ذكر لي أمير أن قرنق قال له بعد ما أعطاه التصريح أن البعثيين مخادعيين وكذابين ولو كانت دي فعلآ قناعاتهم لماذا إتصلوا بي قبل حركتهم وبلغوني بها. وعند مناقشتي له حول هذه الواقعة قال لي حركتكم دي أنا في يوغندا كنت عارف عنها تفاصيل التفاصيل قبل أسابيع وقد بلغني بها منصور خالد.
ط- إنعقد قبل شهر مؤتمر العمال الزراعيين العرب وشارك فيه ضمن الوفد السوداني شخص يدعي عبد القادر من قيادات المايويين وقد أعتقل في فترة الديمقراطية مع فؤاد أحمد عبده وقد جاء يحمل رسالة منه لأمير عبد الله خليل الذي دعاني مع عبد الله سعيد علي وجبة غداء في منزله وهو صديق الشهيد قاسم إذ أنه يسكن جاره في جبل أولياء. وقد قال لي أن إنقلابكم هذا يسمونه في جبل أولياء إنقلاب الشيخ ياقوت والسبب الأساسي في ضربه أنه كان مكشوف وحيران الشيخ ياقوت يتحدثون به في كل مكان وعن سؤالي عن سبب نسب الإنقلاب للشيخ ياقوت قال جماعتكم ديل كلهم حيران ياقوت وإجتماعاتهم ولقاءاتهم تتم عنده.
5- الخلاصة:
بناء علي الوقائع التي ذكرتها أعلاه أخلص إلي أن حركتنا في 23-04-1990 كانت مكشوفة ومتابعة من القوي المعادية للحزب التالية:
1- نظام الجبهة الإسلامية 2- الحزب الشيوعي السوداني 3- حركة قرنق والجنوبيين 4- حزب الأمة 5- الحزب الإتحادي 6- المخابرات المصرية 7- المخابرات الغربية (أميركا- إنجلترا) . 8- تنظيم محمد علي. 9- أوساط أسرية عديدة
6- إستنادآ علي كل هذه الوقائع ذكرت للأستاذ بدر الدين أن الحركة كانت مكشوفة للقوي المعادية للحزب وكنت أظن ذلك تحصيل حاصل لأن كافة هذه المعلومات يعلم بها الحزب أما عن حالة التآمر التي أشرت إليها فهي موضوع أشرحه في تقرير لاحق لأنه حالة لا يعرفها إلا من شارك فيها لكن بالإمكان إستنتاجها من خلال إستقراء الوقائع وبالتالي فكشفها يعتمد علي التحليل والدراسة الموضوعية للوقائع وحسب المعلومات المتوفرة علي قلتها لدي.
ودمتم
الرفيق عمر علي عبد الله
* هذه خاتمة المذكرة الأولي وسنواصل نشر المذكرات فتابعوا.
09-11-2005, 10:41 AM مشاركة رقم 10 خالد الحاج المشرف العام
تاريخ التسجيل: Sep 2005 المدينة: Netherlands مشاركة: 1,786
--------------------------------------------------------------------------------
في الجزء الثاني من المذكرة يذكر كاتبها وبتفصيل دقيق مراحل التخطيط والتنفيذ لحركة رمضان . وتحيط المذكرة ليس بالظروف المحيطة بالحركة والقائمين بها ولكن بكل الظروف المحيطة من قوي أخري وأحزاب وقوي إقليمية وتحوي حقيقة الكثير مما يمكن أن يدعوا حقيقة للتأمل والتساؤل؟؟ دعونا نتابع المذكرات وإلي الجزء الثاني :
خالد الحاج
حزب البعث العربي الإشتراكي القيادة القومية مكتب السودان 17-10-1995
إلي الرفيق المسئول م/ حول المحاولة الإنقلابية - الورقة الثانية
1-توطئة:
تعرض هذه السطور نفسها كتوطئة لهذا التقرير حتي يستبين القارئ بعض المرتكزات النظرية التي بني عليها كاتب هذا التقرير نهاياته . فلكي أصل بالقارئي إلي تلك النهايات مستهديآ السبيل اليسري متحاشيآ الإزدحام أمام محطات الأنانية والتحليلات الذاتية البعيدة من الموضوعية مبرئآ نفسي من كافة التهم التي يقف عندها القارئ والتي أبسطها قد تكون تهمة " التحليل الذاتي غير الموضوعي ." لذا تحاشيت عدم الجدية في الحديث عن النهايات وتجاهل البدايات وعدم الخوض فيها. لم أجد مبتدءآ أبدأ به أفضل من توضيح هذه المرتكزات النظرية التي إستخلصت جزء منها من تجاربي الشخصية والجزء الأكبر من تجارب الآخرين . وسأجاهد قلمي هذا في الإبحار قدر الإمكان.
أ- يعتقد الكثيرون وأنا ضمنهم أن ثورة أكتوبر وقيام مؤتمر الخريجيين يشكلان أهم حدثان في التأريخ السياسي المعاصر للسودان. ذلك لما طرحته الجماهير المنتفضة من شعارات طوال فترة الإنتفاضة. فقد رددت الجماهير هتافات معادية لكل القيادات التقليدية. طائفية كانت أم قبلية سياسية أو إقتصادية.
تأثرت بهذه الثورة كافة القطاعات والمنظمات والأحزاب. فالأحزاب التقليدية اليمينية وأحزاب الوسط وضعت ضمن برامجها الإنتخابي هدف الإشتراكية. أما اليسار إندفع مع أكتوبر للدرجة التي طالب فيها من لجنة الدستور أن تكون المادة الأولي تسمي "جمهورية السودان الديمقراطية الإشتراكية" وقامت في الريف والأقاليم الإتحادات القبلية والجهوية في وجه الإدارة الأهلية ورجالاتها. هذا كان يجري في الحياة المدنية أما معسكرات الجيش فقد كان التأثير أضخم وأعظم إلا أنه كان خافيآ غير مرئي إذ أن طبيعة الحياة العسكرية ودواعي الإنضباط العسكري يمنع أو يحرّم إظهار ذلك . إذ أن الجيش كان متواجدآ في الشوارع في محاولته إخماد الثورة فاستمع وشاهد وشارك أيضآ لكن في الجانب الآخر للثورة كما أن المجندين الجدد الذين إستقبلتهم القوات المسلحة كانوا أبناء الثورة الذين فجروها وهنالك عامل ثالث وهو قيام الإتحادات القبلية والجهوية ودورها التي أسستها كأندية فالجنود هم أبناء هذه العشائر فيختلطون بأبناء قبيلتهم في هذه الدور وخارجها هذا بالإضافة إلي الإعلام الذي كان سائدآ في ذلك الوقت. لذا كان تأثير أكتوبر كبيرآ في القوات المسلحة في مراتبها الدنيا أما بالنسبة لذلك الأثر بين الضباط فلا أجدني مجبرآ علي الحديث عنه فقد كان واضحآ للجميع.
ب- تتوحد قوي اليمين في شكل حلف قوي مقدس متي ما هددها خطر حقيقي مهما كانت درجة الخلاف بينها مسبقآ. هذا نستخلصه من تجاربنا في السودان ومن التجارب في كافة أقطار العالم والنقف هنا لأضرب مثلآ عن الخلافات والتناقضات التي كانت سائدة بين أحزاب اليمين عشية ثورة مايو (ولا أريد أن أقول إنقلاب مايو لأنها في بداياتها كانت إمتداد لثورة أكتوبر) فالكل يذكر هذه الخلافات التي وصلت مرحلة تبادل أقزع الألفاظ داخل البرلمان وعبر كافة وسائل الإعلام غير أن هذه القوي توحدت صبيحة 25 مايو 69 بعد سماعها لبيان الأول في قبة المهدي وبدأت تجمع قواها وتتصل بالدول المجاورة الرجعية والعميلة آخذة منها الدعم لمقاومة مايو. وعندما تجمع الرجعية قواها فإنها تضرب الثورة بلا رأفة وفي قسوة متوحشة باعثها في الأساس الرعب من مصيرها الذي تدركه جيدآ. لا أظنني في حوجة لذكر بعض التجارب المريرة التي عايشتها القوي الثورية علي ساحة السودان أو بقية الأقطار العربية أو بلدان العالم الثالث وفي جانب آخر هذا يوضح ان الصراع السياسي حقيقة هو أعنف صراع عرفته البشرية كما أنه متعدد الأطوار والدرجات ويبدأ من كتابة الشعارات علي الجدران وينتهي بالحرب الذرية.
نواصل ...
10-11-2005, 07:21 AM مشاركة رقم 11 خالد الحاج المشرف العام
تاريخ التسجيل: Sep 2005 المدينة: Netherlands مشاركة: 1,786
--------------------------------------------------------------------------------
(2)
إقتباس: وجدت معارضة عنيفة وقوية من بعض أعضاء مجلس قيادة الثورة حينئذ وكانت حجتهم أن قاعدة الجيش كلها من أبناء الأنصار وأن هذه القاعدة سترتد علينا وتنضم إلي قوات الإمام. وكانت هذه الأمنية هي الحلم الذي بني عليه الإمام وزمرته حلمهم ودخولهم في معركة مع مايو. فقد عميت بصيرتهم عن رؤية تأثير أكتوبر داخل الجيش كما أني عانيت الأمرين بإقناع هذا النفر من أعضاء مجلس قيادة الثورة بتأثير أكتوبر علي الجيش ووصل ببعضهم الأمر أن سماني "الثوري الحالم" غير أن التجربة أثبتت صحة تحليلي ولو تأخرت معركة أبا عامين فقط لا أظن أن نتيجتها كانت ستكون كما جاءت وقتها
يخفي ا لمتقاعس تقاعسه وجبنه وتردده تحت ستار فلسفي يقنع به نفسه وهو إدعاء التعقل وعدم المقامرة والبعد عن الإنفعال والتفكير العقلي المتزن البعيد عن العاطفة وردود الأفعال وبالتالي يتهم المواقف الجسورة المقدامة بالتهور والمقامرة والإندفاع الجنوني البعيد عن العقلانية. هذا النمط من البشر بكل أسف كثير جدآ متواجد في كافة أنشطة الحياة المدنية والعسكرية وداخل التنظيمات التقليدية والحديثة(طوائف قبائل أحزاب، نقابات) ولا يشكل خطورة إلا حينما تضعه ظروف تأريخية معينة في قيادة عمل ثوري هناك تكون الطامة الكبري. إذ أنه تحت هذه الشعارات يتمشدق بالحديث عن الثورة معبرآ عن أمانيه في إتخاذ موقفآ ثوريآ مقدامآ جسورآ غير أنه يخور عن إتخاذ هذا الموقف وبالتالي لا ينفك يطلق فسوه هذا وهو معشعش في موقعه القيادي الثوري إلي أن يكشفه الآخرون. كما ذكرت هذا النمط من البشر موجود في كافة مرافق الحياة وبالذات في القوات المسلحة ولو لا خشيتي من أن أشين صورة بعض الأصدقاء لذكرت العديد والعدد الكثير منهم كأمثلة حية تعيش بيننا حاليآ أو قضوا نحبهم. فالثوري الحقيقي له حساباته الخاصة عند تعامله مع الواقع يرفضها المتعقل والمتقاعس.
د- يصعب جدآ الدفاع عن الثورة عندما تواجهها الثورة المضادة فالثورة المضادة ترتكز علي قوة جماهيرية كبيرة مخزونة في الريف وفي أطراف المدن داخليآ وإقليميآ تستند إلي دول الجوار الرجعية . أما عالميآ فهي تستند علي الإمبريالية بكل جبروتها وقوتها وقواها مع خبرتها المتراكمة في التعامل مع الأنظمة الثورية فعملية الإستيلاء علي السلطة أو سرقتها (لا أقول إنتزاعها لأكون أكثر دقة) سهلة جدآ إنما المعضلة الحقيقية تكمن في الدفاع عنها.
الثوريون عندما يأتون إلي السلطة مندفعين تحدوهم أمانيهم الطيبة ونواياهم الخيرة لجماهير شعبهم يندفعون في تنفيذ برامجهم وتوضيح نواياهم لشعبهم معتقدين بأن هذه الإجراءات وما يرافقها من محاكمات للقيادات الرجعية السابقة كفيلة بعزل هذه القيادات عن جماهيرها وهذا صحيح إلا أن الواقع يحدثنا أن هذا التحول كي يحدث يحتاج إلي عقدين أو ثلاثة من السنين وما حدث في جزيرة أبا يؤكد ذلك. غير أن الثورة المضادة تعرف ذلك ولهذا السبب تبدأ نشاطها وتجمعها منذ اليوم الأول وبالتالي تتحين الفرصة الذهبية لترتد علي الثورة وهذه الفرصة تحين يوم أن تفقد القوة الثورية زمام المبادرة حينئذ تلتقط الثورة المضادة زمام المبادرة وتوقع بالقوي الثورية وانا أحرر هذه الأسطر تبرز أمامي تجربة مايو فقد عايشتها وهي نكره وبرنامج ورافقتها كتنظيم وشاركت فيها كحركة ودافعت عنها كثورة.
لقد قمنا بالحركة ليلة 25 مايو وكانت موافقة ليلة 9 من المولد النبوي الشريف وثاني يوم ونحن في القصر الجمهوري حيث كان الوزراء يؤدون اليمين الدستوري جاءتنا معلومات أن هنالك تجمع في ساحة المولد في أمدرمان ينوي القيام بمظاهرة . إستطعت إقناع خالد حسن عباس بالخروج بروب مدرعات إلي المولد وتدمير المظاهرة بإعتبار هذه أول معركة مع الرجعية والتكن بداية قصم عضم ظهرها. ولكن بكل أسف خيب أملي التجمع فقد إنفرط عقده وتفرق بهدوء بمجرد رؤيته للمدرعات. وصبرنا علي الرجعية وهي تجمع قواها وتجري إتصالاتها خارج الحدود وتجلب الأسلحة من دول الجوار إلي أن كسرنا عضم ظهرها في معركتي أبا وود نوباوي . أذكر هذه التجربة الآن لأني وجدت معارضة عنيفة وقوية من بعض أعضاء مجلس قيادة الثورة حينئذ وكانت حجتهم أن قاعدة الجيش كلها من أبناء الأنصار وأن هذه القاعدة سترتد علينا وتنضم إلي قوات الإمام. وكانت هذه الأمنية هي الحلم الذي بني عليه الإمام وزمرته حلمهم ودخولهم في معركة مع مايو. فقد عميت بصيرتهم عن رؤية تأثير أكتوبر داخل الجيش كما أني عانيت الأمرين بإقناع هذا النفر من أعضاء مجلس قيادة الثورة بتأثير أكتوبر علي الجيش ووصل ببعضهم الأمر أن سماني "الثوري الحالم" غير أن التجربة أثبتت صحة تحليلي ولو تأخرت معركة أبا عامين فقط لا أظن أن نتيجتها كانت ستكون كما جاءت وقتها إذ أن التوازنات كلها كانت قد تغيرت وما تم من إنجازات لصالح أبناء الجزيرة أبا : توزيع الأراضي للفلاحين قيام مدارس لكافة المراحل الدراسية من الكتاب إلي الثانوي للبنين والبنات وقيام إتحاد فلاحين وإتحاد نسائي ودور لهذه المنظمات وقيام مصحات. كل ذلك لم يؤتي أكله إلا بعد عقدين من الزمان.
قصدت من ذكر هذه التجارب في البداية أن أضع القارئ في نفس الزاوية التي رأيت منها أحداث الإنقلاب الذي يتناوله هذا لتقرير.
هـ - تجارب الإنقلابات العسكرية توضح أن الخلافات تبدأ تظهر بين الإنقلابيين من الأسبوع لأول بعد إستلام السلطة وتبدأ لأسباب ذاتية تافهة منها المنافسة علي شاشات التلفاز والصفحات الأولي من الجرائد والمجلات. حينئذ يبدأ كل ذي حق يأخذ حقه من الحصة وذو الحق يقرر حقه مدي إشتراكه ونشاطه ليلة تنفيذ الإنقلاب هذا ما حدث في تجربة يوليو في مصر بين عبد الناصر ومحمد نجيب وبين عبد الناصر ويوسف صديق ولم يضعف السادات في بدايات يوليو إلا عدم إشتراكه في التنفيذ كما حدث في مايو عدم مشاركة بابكر النور وهاشم العطا جعلتهم في حالة من الضعف داخل المجلس مزرية وكذلك بالنسبة لأبي القاسم هاشم فغيابه ليلة التنفيذ أضعفه في المجلس إلي أن إنحل.
د- النصر وليد الإيمان العميق الصلب بالإنتصار فأي عمل مهما تفه أو عظم إذا لم نؤمن به إيمانآ راسخآ بالنصر وبه لن ننجزه . إذ أن الإيمان بالنصر هو الذي يولد الصمود والإستبسال والإقدام. هذ الأحساس هو الذي وّلد صمود الشهيد عبد الفضيل ألماظ عام 1924 ليستشهد وهو قابضآ علي رشاشه (البرين) وما دفع سيد شهداء القوات المسلحة بطل 19 يوليو الشهيد محمد أحمد الريح ليستشهد في بطولة رائعة كان يمكن لحزبه أن يخلد كلماته الأخيرة ليجعل منها ملحمة ليضع منارآ تهتدي به كواكب مناضليه حقيقة لا يعرف قيمة الرجال إلا الرجال.
نواصل...
11-11-2005, 11:24 PM مشاركة رقم 14 خالد الحاج المشرف العام
تاريخ التسجيل: Sep 2005 المدينة: Netherlands مشاركة: 1,786
--------------------------------------------------------------------------------
(3)
- مقدمة: لا أكتب هذا التقرير لأثبت المقولة الخالدة "تولد الهزيمة لقيطة بينما يدعي أبوة النصر العشرات" فما حدث في أبريل بالنسبة لي في حد ذاته قيمة وقد أثبت الجميع أن لا نحاكم القيمة بنتائجها إنما تظل قيمة في وجدان البشرية وعليه لست أهدف لمحاكمة ما حدث بقدر ما أهدف إلي تحليل قائم لأوضح قدر إمكانياتي أسباب الفشل ومتي سلكت الحركة الجادة ومتي تجنبتها. هنالك أمر آخر أود تنبيه اللقارئ له وهو أني أعتمد في سرد الوقائع علي ذاكرة خربتها السنون ولعب بها داء السكر. غير أني أجهدت ذاكرتي قدر الإمكان أن أكون دقيقآ في تذكر ما نقلته علي لسان الرفاق الشهداء وهذا ليس لدواعي الأمانة وإحترام الذات بقدر ما عنيت بالأمانة في نقل أقوالهم للتأريخ وقد نالوا الشهادة. والأمانة تقتضي قول الحق ولو علي أنفسنا أو من يعني علينا أكثر منها.
3- أثناء إختفائي مع الرفيق شريف دارت مناقشات كثيرة بيني وبينه حول الإنقلابات العسكرية عامة والتي إشتركت فيها خاصة ومعلوماتي النظرية حولها. يبدو أنه نقلها بدوره إلي الرفيق محمد علي لأنه فتح معي مناقشات حول نفس الموضوع أذكر أني ذكرت له: " أن الإنقلاب كعملية عسكرية لا يخضع لأي مبدأ من مبادئ الحرب غير المفاجأة في الدرجة الأولي والحشد في الدرجة العاشرة. وأنه ليس حساب وتوازن قوي وإنما هو خطف للسلطة. وجانب كبير من العملية يراه معظمهم مغامرة كبري غير أن الذين يقومون بها يرونها مقامرة محسوبة كما يري الكثيرون أن الشخص الإنقلابي مجنون وحقيقة هم مقامرون ضمن حساباتهم التي لا يراها العقلاء فيقولون عنهم أنصاف مجانين. إذ أن الحسابا العسكرية التقليدية أي الإهتمام بتوازن القوي الصديقة والقوة لمعادية لا يمكن أن نصل إلي عملية الإنقلاب ولكننا سنتزاحم أمام المعادلات العديدة العقيمة فلن نجد نفسنا بأية حال من الأحوال في مستوي أقوي من قوة الدولة وأجهزتها الأمنية والعسكرية وأسلحتها المختلفة" يبدو أن الرفيق محمد علي تفهم هذا الموضوع إذ أنه في نفس الأسبوع زودني بتقرير موقف عسكري لعملية إنقلاب وخطة مبنية علي تقدير الموقف ذاته وطلب مني الإطلاع عليه وتوضيح رأي فيه. بعد أن قرأته وجدته تقدير موقف جيد من حيث ذكر العناصر ومناقشتها مناقشة منطقية وعدم إهمال أي عنصر وعدم القفز فوق العناصر للوصول إلي النتائج ولو عمله أي طالب في كلية أركان يأخذ عليه درجة جيد. إلا أنه بعيد كل البعد عن خطة إنقلاب عسكري فهو تقدير موقف تقليدي خرج منه بخطة تقليدية لا تحقق أي نوع من المفاجأة وذلك للأسباب التالية :
أولآ : شملت الخطة عمليات من شأنها تحييد كافة المعسكرات الموجودة في منطقة العاصمة المثلثة. كما شملت كافة نقاط السيطرة المتواجدة في العاصمة.
ثانيآ : عدم التركيز علي النقاط الإستراتيجية المهمة التي تأخذ أهمية أقصي في العملية الإنقلابية وهي القيادة العامة ثم الإذاعة. فاحتلال القيادة العامة إلي جانب تدمير معنويات العدو توفر المواصلات والإتصال والتعاون والتنسيق والسيطرة الكاملة. أما الإذاعة فلأنها توفر الصلة بالجماهير لتخرج تدافع في الشارع عن السلطة الجديدة ثم بعد ذلك تأتي الأهداف الثانوية وهي الكباري وتقاطعات الشوارع إلخ إلخ.
نقلت رأي هذا للرفيق شريف ولم أنقله للرفيق علي لسببين :
أولآ - لاحظت أنه بادئ الإعتزاز بهذا العمل وهذا يعني أنه يجهل طبيعة الخطة المطلوبة لقيام إنقلاب عسكري ناجح وبالتالي قد لا يقبل رأي ويحصل له إحباط إذا قبل. وهذا ما كنت أتجنبه طوال عملي معه .
ثانيآ - كي أقوم بواجبي كاملآ نحوه كمستشار له في هذا العمل كان عليّ بعد رفض هذه الخطة أن أضع له البديل وهذا ما كان متعزرآ عليّ في حينها إذ أني لم أمتلك معلومات عن التنظيم العسكري مما يساعدني في وضع تصور وخطة بديلة .
4- أوجزني الرفيق محمد علي بشكل مختصر عن عمل الحزب في الجيش في أول لقاء لي معه إذ قال لي أن الحزب يعتبرن متخصص في الأمن لكنه يعتقد أن لي قدرات أكبر في العمل العسكري وهو يرغب أن أهر له هذه القدرات وما يبقي كلام ساكت (أحسست أنه بحديثه هذا يستفز قدراتي في دفع عملية الإنقلاب إلي الأمام) ذكر لي الرفيق محمد علي" أن مشكلة البلول عندما يكون *** لا يعطي فرصة لأحد يتكلم وإنما يتحدث بدون توقف وأن مشكلة خالد في صمته وسكونه ويمكن يقعد 4 أو 5 ساعات ما يفتح خشمو " هنا تأكدت لي هواجسي بأن الرفيق محمد علي ملاق صعوبة في القيادة العسكرية في تنفيذ المهمة وتمنيت في خاطري ألا تكون المشكلة ناتجة عن غياب الإستعداد النفسي للقيام بالعملية وأن تكون المشكلة ناتجة عن عدم توفر الإمكانيات المادية إذ أن الثانية يمكن إستكمالها بعد فترة أو إعادة توظيف المتوفر منها. أما الأولي فلا يمكن علاجها إلا بإعادة بناء التنظيم وتبديل هيكله بصورة موضوعية أما ما أهجسني أي دفع الهواجس إلي فكري هي الطلبات غير المعقولةالتي يأتينا بها في التنثيق الرفيق محمد علي من قبل التنظيم العسكري والأمثلة علي ذلك كثيرة تحضرني الذاكرة منها حاليآ الطلبات التالية:
أولآ – بلغني الرفيق محمد علي أن الجماعة (يقصد التنظيم العسكري) يطلبون 40 جهاز إتصال ليسطون بها علي سلاح المدرعات وسألني عن كيفية الحصول عليها. أجبته أن الدبابات بها أجهزة إتصال في كل دبابة جهازها الذي تستطيع الإتصال بالأخري به فلماذا يريدون هم هذه الأجهزة فبانت الحيرة علي وجهه ورد والله ما عارف.
ثانيآ – طلب الرفيق محمد علي تجهيز أرقام سيارات شرطة وفعلآ قام قسم التنسق يتجهيز 32 رقم أي 16 سيارة وقد علمت من الرفيق محمد علي أنهم ينون إستخدام هذه السيارات في عملية الإعتقالات ليلة الإنقلاب وهذا بالتالي يعني لديهم فائض من القوة يستغلونه بعد إستلام الأهداف الرئيسية في عملية الإعتقالات إذ أن الوضع الطبيعي أن تتم الإعتقالات بعد إحتلال المواقع الإستراتيجية المهمة عندئذ تستخدم عربات الجيش والقوة الإنقلابية في الإعتقالات وذلك إقتصادآ في القوة والجهد.
ثالثآ – طلبوا في التنسيق قوة حزبية مسلحة وتجهيز بستان ليعقد فيه إجتماع موسع للتنظيم العسكري علي أن يقوم الرفاق المسلحون بحماية الإجتماع والإشتباك المسلح مع قوات الأمن إذا حاولت الأخيرة التدخل وإعتقال الرفاق العسكريين وبذلك يستطيع الرفاق العسكريون من التسلل من موقع الإجتماع خلال الإشتباك ثم بعد ذلك ينسحب الرفاق. هنا جالت في رأسي الأسئلة التالية :
نواصل ...
مشاركة رقم 15 خالد الحاج المشرف العام
تاريخ التسجيل: Sep 2005 المدينة: Netherlands مشاركة: 1,786
--------------------------------------------------------------------------------
(4)
إقتباس: هنا نادي علي شاب لم يكن معنا فجاء وعرفني به ان هذا الشاب رفيق بعثي وهو نقيب في الجيش ومسئول عملنا في المدرعات وقال للشاب يعرفه بي ده رفيقنا فلان وريه قوتكم في المدرعات هنا إلتفت اليّ الشاب في عنجهية غريبة وكأنه يرد علي مستجد لحوح " ما عندنا غير (2) بالإضافة إليّ وماعندنا غير دبابة واحدة صالحة للعمل وهي هناك في مدرسة المدرعات في وادي سيدنا" واستدار ليخرج من الغرفة فأوقفته وسألته مستهدفآ سبر غوره وقراءة عقليته الدبابات الموجود في الشوارع هذه يمكن تدميرها بالطائرات وإذا بالشاب ينتفض مرعوبآ وقد بدأت عضلات وجهه ترتجف عايز تضربها بالطيارات (يقصد الدبابات) هم عدو؟ أجبته " أنت تقدر تاخد دبابتك الصالحة دي وتدخل القيادة العامة؟ فأجابني (لا) وهنا سألته لماذا ؟ فأجاب ستضربني الدبابات التي تحرس القيادة العامة فقلت له "إذن هم عدو وحينما نضربهم بالطائرات نحن لم نظلمهم وإنما فقط أخذنا زمام المبادرة في يدنا .
1- هل هذا الإجتماع هو إجتماع مجموعة الأوامر التي ستتلقي أوامر التنفيذ وتخرج من الإجتماع مباشرة لتنفيذ العملية. وإذا كان كذلك لماذا لا يتم هذا الإجتماع في أحد المعسكرات الذي يشكل قاعدة التحرك للتنظيم. 2- هل هذا الإجتماع إجتماعآ تمهيديآ وإذا كان كذلك هل يعني ذلك أن هؤلاء الضباط موضوعون تحت المراقبة للدرجة التي لا يستطيعون فيها تحقق إجتماع عادي بعيدآ عن أعين النظام وإذا كان كذلك لماذا لا يؤجلون العملية حتي تطمئن أجهزة الأمن.؟ 3- إذا كان إجتماع عادي موسع في شكل مؤتمر لماذ لا يتم تأمينه بالأساليب العادية التي يؤمن بها الحزب مثل هذه اللقاءات.؟
رابعآ : طلبوا في التنسيق عناوين سكن رموز النظام دون أن يعطونا أسماء هذه الرموز أو ربهم أو مناطق سكنهم مع العلم أنهم يسكنون داخل المناطق العسكرية وجهازنا جهاز مدني كما يعرفون هم ويكفي أن يتجول مدني داخل أي منطقة عسكرية حتي يعرض نفسه للإعتقال والمساءلة وهذا في حد ذاته يعرض العملية لخطر الإنكشاف.
واستنتجت من ذلك ضعف قدراتهم في الرصد والمراقبة للحد الذي لا يعرفون أسماء ورتب ودور سكن الرموز العسكرية لعدوهم.
خامسآ : طلبوا من التنسيق تجهيز أسلحة خفيفة وذخيرة وأفراد يجيدون إستخدام السلاح. لم يحددوا العدد المطلوب من الأسلحة ولا الأفراد ودون تحديد الواجبات التي سيكلفون بها.
هذا ما أسعفتني به الذاكرة من طلبات كثيرة متضاربة متباعدة لا يربط بينها تسلسل منطقي ولا يستطيع المنطق ربطها بأي خطة عسكرية مدروسة . هذا هو سبب الهواجس التي سيطرت علي مخي والتي تعرضت لها أعلاه.
د- أوصلني الرفيق محمد علي إلي مكان الشهيد خالد وهو منزل أحد أقرباءه في الرياض شروعآ في تنفيذ توجيهاته لي. وجدت فرصة إنشغال صاحب المنزل بتحضيرات واجب الضيافة لي فسألت خالد سؤالآ مباشرآ عن الحاصل في لديهم (التنظيم العسكري) قائلآ له " مالكم مربوكين يا خالد ؟؟ رد عليّ خالد قائلآ : صاحبك البلول راكب راسو (أو معصلج) (لا أذكر حاليآ كلماته الحقيقية) ومصر أن التنظيم العسكر غير جاهز لعمل شيئ لا السنة دي ولا السنة الجاية. بالطبع وضح أن البلول تحدث أو قال كلامه هذا في حالة إنفجار أو غضب لأنه موضوعي التفكير. ويعرف كما أعرف أنا أن هذا العمل (الإنقلاب) مرتبط بعدة عوامل مختلفة ومتشابكة إن لم تكن شائكة اليسير منها يقع ضمن إرادة القائد الإنقلابي لكن الجزء الأكبر والأهم خارج إرادته وبالتالي لا يستطيع القائد أن يقول أنه غير جاهز بعد سنة لأن الظروف المتغيرة والتفاعلات السياسية بين الجماهير وبين الجنود قد تجعل إمكانية حدوث الإنقلاب بعد أسبوع أو بعد عقد من الزمان. فالإنقلاب ليس عملية زواج أو ختان ليحدد الشخص المعني وقت إستعداده لعمله بالإضافة إلي ذلك أن هذا التنظيم حسب ما علمت من الحزب كان علي وشك إستلام السلطة منذ 5 سنوات في أبريل 1985 لذلك بعد أن عرفت رأي البلول من خالد سألت خالد "وإنت ما رأيك" فرد عليّ : أنا (Orbiting Aloof) وهذا يعني بلغة الطيران أنه يطير عاليآ ولكنه يدور حول الهدف أي أنه مبتعد عن الصراع الدائر بعزر أنه طيار ولا يفهم في عمل الجيش (مشاة ودروع) والصراع الدائر يقصد بين تيارين أحدهم يطلب قيام الحركة والثاني يرفضها وبالطبع وضح لي أن الرفيق محمد علي يقود التيار الأول والبلول يقود التيار الثاني. هنا طلبت منه أن نذهب سويآ إلي منزل الشهيد البلول لثقتي بإمكانية الوصول إلي نتائج إيجابية لمعرفتي بإمكانياته الذهنية والمعنوية والنفسية ويقيني بأنه ضابط شجاع وكفء قناعاتي بصفاته هذه هي التي دفعتني لكسبه للحزب. غير أن خالد رفض إقتراحي بحجة أن الوقت متأخر حاليآ وأن البلول يكون قد بدأ ***** حاليآ ولا جدوي من إدارة نقاش جاد معه لأنه لن يعطيك فرصة للحديث (لاحظت هنا الوافق بينه و بين الرفيق محمد علي) .
هـ - مساء اليوم التالي جاءني الرفيق محمد علي وطلب مني زيارة البلول وقبل مغادرتي قلت للرفيق محمد علي " أنت القائد السياسي والبلول القائد العسكري الوضع الطبيعي أن تقول له الحزب يري أن الظروف السياسية محليآ وإقليميآ وعالميآ مهيئة لأن يستلم السلطة بلغني متي يمكن أن نذيع بياننا. هو يعمل حساباته وتقدير موقفه وخطته ويبلغك إحتياجاته لسد النواقص التي قد تبرز من وضع الخطة إذا برزت نواص وإلا يبلغك أن تحضر لدار الإذاعة الساعة 6 صباحآ في يوم كذا وبالتالي لا تتدخل في عمله لأن هذا ليس شأنك" فلم يعلق وقال لي كدي أسع أمش شوفه.
وجدت البلول وحده وقد بدأ يشرب قبل وصولي وكن بادي التوتر وطلب مني مشاركته وفعلآ بدأت أشاركه الشراب وقد قررت في داخلي العزوف عن مناقشته فيما جئت من أجله غير أنه بادرني فجأة قائلآ : " شنو حكاية الخطفة دي الدخلتها لمحمد علي في راسه؟ " فأجبته اني حاولت ابسط له ان العملية الإنقلابية هي نمط من انماط الحرب الخاطفة لا مبادئها ولا اسسها فقلت له هي عملية خطف للسلطة هذا كل ما هناك ولماذا انت متوتر حاليآ ؟ فأجابني سئلآ هم الناس فكروا فيها متين (يقصد الحرب الخاطفة) فأجبته بعد إختراع الدبابة فقال لي يعني الدبابة هي التي اةجدت الحرب الخاطفة؟ قلت له بالطبع وبدونها لا توجد حرب خاطفة هنا نادي علي شاب لم يكن معنا فجاء وعرفني به ان هذا الشاب رفيق بعثي وهو نقيب في الجيش ومسئول عملنا في المدرعات وقال للشاب يعرفه بي ده رفيقنا فلان وريه قوتكم في المدرعات هنا إلتفت اليّ الشاب في عنجهية غريبة وكأنه يرد علي مستجد لحوح " ما عندنا غير (2) بالإضافة إليّ وماعندنا غير دبابة واحدة صالحة للعمل وهي هناك في مدرسة المدرعات في وادي سيدنا" واستدار ليخرج من الغرفة فأوقفته وسألته مستهدفآ سبر غوره وقراءة عقليته الدبابات الموجود في الشوارع هذه يمكن تدميرها بالطائرات وإذا بالشاب ينتفض مرعوبآ وقد بدأت عضلات وجهه ترتجف عايز تضربها بالطيارات (يقصد الدبابات) هم عدو؟ أجبته " أنت تقدر تاخد دبابتك الصالحة دي وتدخل القيادة العامة؟ فأجابني (لا) وهنا سألته لماذا ؟ فأجاب ستضربني الدبابات التي تحرس القيادة العامة فقلت له "إذن هم عدو وحينما نضربهم بالطائرات نحن لم نظلمهم وإنما فقط أخذنا زمام المبادرة في يدنا . هنا ترك الغرفة وهو في حالة من الرعب وعم القناعة بالمرة بحديثي معه غير أنه كان مفحمآ من حديثي وحقيقة الأمر عندما تحدثت عن إستخدام الطائرات لم أكن أهدف كما قلت إلا إلي معرفة إستعداده النفسي للإشتراك في تنفيذ العملية فك الدبابات الموجودة في الحراسات بمجرد إستلام القيادة العامة وإذاعة البيان بالإمكان سحبها بأوامر تصدرها بالجهاز أو إبقاءها في موقعها في خدمة السلطة الجديدة.
نواصل ...
28-10-2006, 12:57 م
Elmoiz Abunura
.
تاريخ التسجيل: 30-04-2005 مجموع المشاركات: 581 Re: The Baath, and Ramadan Military Coup - 2 (Re: Elmoiz Abunura)
Dear friends Attached the second part of the report Elmoiz
13-11-2005, 09:06 AM مشاركة رقم 22 خالد الحاج المشرف العام
تاريخ التسجيل: Sep 2005 المدينة: Netherlands مشاركة: 1,786
--------------------------------------------------------------------------------
(5)
إقتباس: سألته بأسلوب طبيعي من تكوين أتيام الإعتقالات والإعدامات . هنا إنتفض وبدأت علي وجهه علامات الدهشة المصحوبة بالرعب ورد علي في صوت مبحوح إعدامات؟ إنت قايل نفسك عايش وين ؟؟ إنت هنا في السودان والناس دي وراها أسر وأطفال وعندهم أهل وجيران والعلاقات في السودان تختلف عن أي بلد آخر.
هذه حقيقية قناعاتي لكن سيلاحظ القارئ أني ركزت علي السؤال في أسلوب معالجتها مع بقية أعضاء التنفيذ أولآ بهدف تقييمهم من الناحية النفسية وثانيآ بهدف سبر معرفتهم لما هم مقدمين عليه- أو مدي إدراكهم له. نحن في ظروف مختلفة نصبر لبناء قوتنا في شكل جيد وبدون إستعجال حتي نصبح قادرين علي العملية. وما يحيرني هو ناس بغداد كل وصاياهم لنا هو عدم الإندفاع والتريث. وعدم الإستعجال ووصل بهم الأمر أن طلبوا مننا الإعتبار بحركة 19 يوليو 71 التي مكنت نميري 16 سنة ويجوا الآن يدفعوننا ونحن علي هذا الوضع الذي سمعته للتحرك؟ كان الوقت قد تأخر وقاربت ساعة منع التجوال فرجعت إلي المنزل وأنا منهار المعنويات وفي حالة من اليأس ونسبة لتقديري للبلول فقد قيمت الموقف تقييمآ غير موضوعي ونسبت كل أقوال البلول حول حالة إستعدادهم المتدنية إلي تأثيرات هذا النقيب السلبية عليه بما يعكسه له من معلومات غير واقعية فغضبت عليه وغضبت غضبآ شديدآ علي ذلك الشاب الخائر. وعند وصولي المنزل قابلت الرفيق محمد علي فسألني عن لقائي بالبلول فلم أعكس له حالتي خوفآ علي معنوياته وإنما إنفجرت أشتم الشاب فغضب لأني وصفته بالجبن والإنحلال وقال لي : كيف تقول عن هذا الشاب ذلك وهو ماسك عملنا في المدرعات الخمس سنوات الماضية إتقل يا أخي أتقل . فاعتذرت له ولم أشأ أن أقول له بعد نضال خمسة سنوات لم يستطع أن يسيطر إلا علي عنصرين ودبابة واحدة أما وصفي لذلك الشاب بالجبن فلم يأخذ الرفيق محمد علي في إعتباره تجربتي العسكرية التي بدأت عام 1956 وأن تقييم نقيب وأنا بهذه الخبرة من حيث الشجاعة أو الجبن لا يحتاج مني إلا إلي محك جدي واحد ولم أنقل له قناعات البلول وقناعاتي التي بنيتها علي قناعاته فالشرط الأول لنجاح عمل كهذا هو إيمان قائده الكامل والراسخ بالنصر . وهذا ما لم يتوفر لدي القائد العسكري ليس هذا فحسب كما لم يتوفر لديه أي يقين بجدوي التحرك لأنه ليس لديه قوات تحت يده ووضح لي عدم وثوقه وتصديقه لما يردده أفراد التنظيم العسكري في قواتهم وقدراتهم في تحريكها. حقيقة عند حديثه عن قوات الدفاع الجوي تذكرت أني رأيت الرفيق شريف يستعد للخروج من المنزل في ساعة متأخرة وردآ علي سؤالي له أخبرني أنه علي موعد مع ضابط مسئول في كتيبة الدفاع الجوي الموجودة في مطار الخرطوم. فطلبت منه أن يسأله إذا كان مستعد لعمل إنقلاب بقوته تلك أم لا . حقيقة إعترض الرفيق شريف وتحت إلحاح مني وافق علي ذلك ولما عاد سألته عن رد الضابط علي سؤالي فقال رده أنه مستعد إذا وفرنا له دبابتين فقلت له ده زولنا وبلغ به الحزب ليشركونه في عمليتهم. وأنا غارق في مستنقع اليأس الذي سقطت فيه بعد لقائي مع البلول فكرت أن المسلك الصحيح والموضوعي هو قراءة الواقع بملامسته والتمس مع أفراد قيادة التنظيم حسب ما خطط الرفيق محمد علي ثم تلخيص الموقف كاملآ له ووضع الحلول المتاحة أمامنا أي (المعضلة والحل) . و- ذهبت في ضحي اليوم التالي للقاء قاسم حسب الموعد الذي حدده الرفيق محمد علي لي معه. بعد تبادل العبارات المعروفة في مثل هذه المواقف تذكرته وعرفت فيه الملازم الثاني الذي خدم في سرية الرائد يحي عمر قرينات في كبويتا في أواسط الستينات وكنت وقتها أعمل طيارآ في الإستوائية. وأكثر من الرحلات إلي كبويتا وأطيل مقامي بها إذ كنت أعمل علي تجنيد يحي عمر إلي تنظيم الضباط الأحرار. عندما ذكرت له ذلك تذكرني وقال حقيقة لم أعرفك عندما ذكر إسمك لأنهم لم يذكروا إسم *** وإنما ذكروا **** هنا كثر الثلج وتدفقت الحرارة إلي اللقاء وانكسر الحاجز النفسي. إنتقلنا إلي العمل فبدأ يحدثني عن التنظيمات التي شارك فيها والتي أسسها ولكن بكل أسف كانت تكشف من قبل السلطات أو تنكشف من ذاتها. ومن ثمة إنتقلنا للحديث عن الراهن هنا يجب أن أوضح للقارئ ان غايتي حقية من ذلك اللقاء التعرف عليه وذلك ليس بالمعني المتعارف عليه وإنما ثبر غوره ومعرفة معدنه وعقليته فالعقل هو مصدر الفكر وكافة أنماط السلوك والتصرفات. فبدأته بالسؤال عن أهمية أجهزة الإتصال التي طلبوها ليسيطروا بها علي معسكر سلاح المدرعات فأجابني أن العدد المطلوب هو 40 جهاز وهو الحد الأدني الذي يمكننا من السيطرة علي هذا المعسكر الكبير الواسع المساحة. فسألته بماذا يسيطر ناس البشير حاليآ علي هذا المعسكر؟ أجابني (وهنا بدأ يحدثني بأسلوب الأستاذ الخبير الذي يشرح لجاهل أمي مسألة عويصة الفهم عصية الإدراك علي قدراته الذهنية وحمدت الله في تلك اللحظة إذ وهبني حسن الإستماع وصبر الإسطنات . وقلت لنفسي الآن أستطيع تقييمه وقد أطلق الله عقدت لسانه لاسيما وقد كنا منفردين في المكان مما يساعدني في التركيز عليه .) . أعود لحديثه يسيطرون بالأمن والمخابرات والبوليس الحامي (الشرطة العسكرية) والدوريات. هنا سألته وبماذا ستسيطرون أنتم علي هذا المعسكر؟ فأجابني بنفس الأسلوب بأجهزة الإتصال طبعآ. فأومأت برأسي شأن كل حيوان يدعي الفهم بأني فهمت الموضوع. ثم سألته عن أرقام سيارات الشرطة التي طلبوها ماذا ستفعلون بها؟ فأجابني سنستخدمها في التحرك ليلة الإنقلاب وبالطبع سيكون تحركنا بعد حظر التجوال. وهنا سألته أعرف هذا فقط أردت معرفة إلي أين ستتحركون ؟؟ فأجابني مستنكرآ سؤالي كيف إلي أين؟؟ هل يمكن عمل إنقلاب بدون تحرك؟؟ فأجبته بالطبع لا ولكني قصدت معرفة الأهداف التي ستتحركون إليها. أجابني في ثقة عالية بالطبع أهدافنا هي معسكرات وحداتنا التي كنا نقودها قبل إبعادنا من الجيش لنأخذها وننفذ بها الإنقلاب. فسألته هل هذه الوحدات حاليآ في العاصمة فعلآ. وهل أنتم علي تماس بأفرادها. أقصد علي الأقل بصغار قادتها وصف ضباطها. أجابني : لا تنسي أن هؤلاء الجنود والصف والضباط أنفسهم هم في الحقيقة أبنائنا فنحن أشرفنا علي تجنيدهم وتدريبهم وتأهيلهم وقدناهم وقاتلنا معهم في الجنوب طيلة مدة خدمتهم هم تحت قيادتنا نحن ولو إنقطعت العلاقة بهم بعد إبعادنا من الجيش يبقون تحت قيادتنا وإطاعة أي أمر مننا في أية لحظة وحفاظآ علي أمن وسرية الحركة قطعنا الإتصال بهم فأبديت علي محياي الإرتياح من حديثه أما هو عندما لاحظ ذلك إسترسل في حديث طويل يطمئنني ألا أشغل بالي بهذا الموضوع دون الدخول في تفاصيل عن حجم قواتهم أو تسليحها ولم يخرج الحديث عن العموميات وأنا مبديآ علامات الإرتياح كما ذكرت علي وجهي ثم سألته بأسلوب طبيعي من تكوين أتيام الإعتقالات والإعدامات . هنا إنتفض وبدأت علي وجهه علامات الدهشة المصحوبة بالرعب ورد علي في صوت مبحوح إعدامات؟ إنت قايل نفسك عايش وين ؟؟ إنت هنا في السودان والناس دي وراها أسر وأطفال وعندهم أهل وجيران والعلاقات في السودان تختلف عن أي بلد آخر. وهكذا إستمر في حديث من هذا القبيل وطبعآ كان يحدثني في أسلوب تربوي والتعريض بالطبع لم يفتني وكان واضحآ فأبديت له تفهمي وتقديري لنصيحته التربوية الغالية. وعدت أعاود الكرة في إلحاح وسألته بماذا ستضربون الدبابات الحارسة المعسكرات التي تضم وحداتكم التي ستحركونها؟ أجابني هذه الدبابات لن تمنعنا أو تعترضنا من الدخول للمعسكرات أو حتي تقاومنا واستطرد مصلحتهم شنو يقاتلوننا؟ أنا بس أسألك إنت لو كنت في مكان طاقم أي دبابة مصلحتك شنو تدافع عن نظام الجبهة؟ ولم أجبه فاستطرد إذا قاومونا فابالنقاش والمنطق سنقنعهم . عند نهاية حديثه ومواعظه وصل الرفيق محمد علي قررت أن لا فائدة منه وعدم جدوي المناقشات معه وذلك لأسباب سأذكرها فيما بعد هذا فقد قررت إفحامه وما دام الرفيق محمد علي قد وصل فاليكن ذلك أمامه.
نواصل...
13-11-2005, 03:12 PM مشاركة رقم 24 خالد الحاج المشرف العام
تاريخ التسجيل: Sep 2005 المدينة: Netherlands مشاركة: 1,786
--------------------------------------------------------------------------------
إقتباس: اقتباس من مشاركة عجب الفيا متابعين بذهول يا خالد وبرافو لهذا السبق الصحفي الكبير .
تعرف يا منعم قرأت كل المذكرة ولم تفارقني الدهشة والحيرة كيف يمكن لثلاثة معسكرات عسكرية وبعض عقول ينقصها النضج أن تتحكم في مصير أمه؟؟؟
وهل سنعتبر من تأريخنا الحديث؟؟
تابع يا صديقي وعلي قول أهلنا (أدي ربك العجب) ؟؟؟؟
-11-2005, 05:53 PM مشاركة رقم 30 خالد الحاج المشرف العام
تاريخ التسجيل: Sep 2005 المدينة: Netherlands مشاركة: 1,786
--------------------------------------------------------------------------------
(6)
قلت لدينا ما يؤكد أنهم في القيادة العامة يستضيفون ليليآ حوالي المائتين شابآ مسلحآ من شباب الجبهة بهدف حماية القيادة العامة فماذا ستعملون لهم ؟ رد في نفس الأسلوب "ديل أولاد صغار ولا دراية لهم بالسلاح ولا خبرة لهم بالحرب والمعارك ويكفي أن نرمي لهم صندر فلاش (Thunder Flash) (وهي قنبلة صوتية تستخدم في التمارين) يزغون من الصوت فنحمل سلاحهم الذي يرمونه نتيجة خوفهم." هنا سألته لماذا لا ترمونهم بقنابل حقيقية (رمانات) ؟ فلم يحر جوابآ والتفت إلي الرفيق محمد علي لينقذه أو يساعده ليجد منه ردآ عليّ فوجد علامة إستفهام كبري علي وجهه وهنا سكت مفحمآ وقد علمت أني فقدته في تلك اللحظة إلا أنني لم أكترث لذلك للأسباب الآتية :
أولآ - في حديثه عن نفسه وتجاربه النضالية في الجيش لا زال منذ تخرجه من الكلية العسكرية يشترك في تنظيمات عسكرية لكنه لم يقدم علي التحرك الفعلي العسكري للآن وأمثاله من الضباط كثيرون جدآ وموجودون في كافة وحدات الجيش وبين كافة الدورات وبالذات بين الضباط الفاشلين عسكريآ وما أكثرهم "حين تعدهم ولكنهم في النائبات قليل" وهذا النوع من الضباط يلتف حول قيادات الأحزاب التقدمية والثورية إذ أنهم لا يجدون مجالهم بين الأحزاب التقليدية فهذه ليديها أبناء طوائفها في الجيش كما أنها لا تحتاج لهم في المجيئ إلي السلطة فهناك من يجهز لها الإنقلاب إذا إحتاجت له أما في الظروف العادية فصناديق الإنتخابات تأتي بها. وحزبنا بكل أسف مليئ بأمثال هؤلاء إلا أن فاهي مليئ بالماء وكيف يستطيع أن يتكلم من بفمه ماء.
ثانيآ - حديثه عن السيطرة علي معسكر الدبابات ب 40 جهاز إتصال يوضح أنه أعشي البصيرة ضامر الخيال محدود الأفق ولا يستطيع تصور السيطرة علي معسكر وحده كيف يتم. فقد سيطر الشهيد الكدرو علي نفس المعسكر منذ السابعة مساء إلي أن سلمه بإرادته في الساعة 11 صباح اليوم التالي ولم يجلب معه جهاز إرسال واحد من خارج المعسكر إذ أن في كل دبابة جهاز إتصالها الخاص بها يتصل بمكتب عمليات السلاح هذا ناهيك عن أنهم لا يملكون 40 فردآ لحمل هذه الأجهزة.
ثالثآ - حديثه عن عدم مقاومة الحراسات له فيه من السذاجة والصفاقة ما أربأ بنفسي أن أسمعه من عقيد مظلي يهيئ نفسه للتحرك لعمل إنقلاب عسكري ويذكرني بالأحاديث التي تدور في الريف بين أصحاب الجلابيب البيضاء في منتدياتهم الصغيرة أمام حانوت القرية لبعد صلاة المغرب وهم يتحدثون عن الأمور السياسية ويعلقون علي الأحداث السياسية في سذاجة وسطحية بالغتين أما من جندي محترف مهما كانت خبرته فلا أظنني ممكن سماعه فكل مبتدئ مقاتل يعرف أن الجندي عندما يقاتل لا يفكر في مصلحته إنما يقاتل إطاعة لأوامره الصادرة له من ضابطه الأعلي . إنما يقاتل إنطلاقآ من إنضباطه العسكري ولا يفكر حينذاك في مصلحته.
رابعآ - يتضح من مجمل حديثه أنه لا ينوي إستخدام السلاح والذي لا ينوي إستخدام السلاح ويحمله إنما يعرض نفسه وجماعته لخطر الموت والإعدام لأن حمله للسلاح سيعطي الجانب لآخر الحق في الدفاع الشرعي عن النفس والمحاكمة بالإعدام فيما بعد وهذا هو خطر حمل سلاح لا نود إستخدامه. فهو مقتنع أن الحراسات لن تقاومه ومقتنع أن أفراد قوته سيطيعون أوامره بعد إيقاظهم من النوم بعد منتصف الليل ويتحركون لقلب نظام الحكم ولا يريد إعدام رموز النظام تمشيآ مع الروح السوداني والسماحة التي عرفت عنه ويريد تجريد أفراد الحراسة الداخلية من شباب الجبهة بعد إرعابهم بالقنابل الصوتية.
خامسآ - ينوي دخول معسكرات وحداته التي ينتمي إليها قبل قرابة السنة بعد منتصف الليل ويوقظ الجنود بعد منتصف الليل ويطلب منهم إمتشاق أسلحتهم للقيام بعملية إنقلاب ضد السلطة الحاكمة ؟ ما هذا إلا ضرب من الأوهام فالرجل لا يستطيع أن يراهن أنه يدخل منزله ويصحي زوجته في تلك الساعة من النوم ليمارس معها حقه الشرعي وتقبل بتلك السهولة التي طرحها.
سادسآ - ثالثة الأسافي ما وهبه الله من سلبية أعظم وأكبر وهي الإدعاء الفارغ الذي يجعله مغرورآ ومعتدآ برأيه متمسكآ به مدافعآ عن ضحالته وسطحيته بالدخول في معارك كيشوتية مع الجميع وتذكرني شخصيته بالمرحوم نور الدين وعبد الوهاب عبد الرؤوف.
نواصل...
08-11-2005, 07:06 AM مشاركة رقم 9 خالد الحاج المشرف العام
تاريخ التسجيل: Sep 2005 المدينة: Netherlands مشاركة: 1,786
--------------------------------------------------------------------------------
(3)
إنقلاب الشيخ ياقوت :
بالطبع إستغربت واندهشت لأني كنت متأكد أن معلوماتي صحيحة وقد حضرت أفكاري لمناقشة الظروف الجديدة والتي تتطلب تأجيل لحركة وإعادة النظر بشكل شامل وكامل وموضوع لكافة نشاط الحزب العسكري وإعادة تشكيله بشكل موضوعي وهذه قناعة قديمة ترسخت عندي لأسباب أخري بعيدة عن أمن الحركة ، وفعلآ بدأت بطرح هذه القناعة للرفيق محمد علي قبل 3 أسابيع من تأريخه إلا أنني توقفت عن ذلك.
المفاجأة الثانية كانت أشد وأصعب وهي أن الرفيق شريف إختلي بي في مساء اليوم نفسه وقال لي "نحن بدلنا غيرنا في تقريرك وذكرنا ان الذي كتبه ضابط أمن صديق محجوب التجاني حتي لا نتسبب في خلق حساسيات بينك وبين المقدم عبد المنعم كرار." يعني العلاقات الشخصية بين عبد المنعم كرار وبيني أهم من أرواح الذين سيقومون بالإنقلاب الذي كشفه عبد المنعم!!
4- معلومات عن إنكشاف الحركة عرفتها بعد فشل الحركة في الخرطوم والقاهرة وبغداد وهي كما يلي:
أ- أبلغني الرفيق شريف أن الشهيد عبد المنعم كرار مساء يوم الحركة إلتقي أحد ضباط الصف من المكلفين بحراسة القيادة العامة وكان قد تعرف به أثناء العمليات في جنوب السودان وطلب منه المشاركة في المحاولة التي ستتم في نفس الليلة وكشف له توقيتاتها عندما وافق نائب الضباط علي المشاركة وطلب منه مقابلته عند بوابة القيادة العامة ليسهل له دخول القيادة فتظاهر نائب الضباط بالموافقة غير أنه عاد وأبلغ مسئول الإستخبارات في حراسات القيادة العامة وبالتالي عمل أمن الجبهة كمينآ في بوابة القيادة العامة وتمكنوا من إعتقال قيادة الحركة الميدانية وهم (الشهداء / عبد المنعم كرار المكلف بإحتلال القيادة العامة وقائد منطقة الخرطوم وبشير الطيب القائد الميداني للحركة كلها) . ب- بعد وصولنا لبغداد وأثناء إقامتنا في بيت الضيافة في العامرية (الرفاق شريف ، طارق ،أنا) وأثناء حوار حول الحركة عرفت منه التالي: أولآ : حدثت عدة خصومات بين قاسم وبشير الطيب وكان السر النجيب يتدخل دائمآ لمصالحتهم ويذكرهم بأنهم متصدين لعمل كبير ودور وطني تأريخي ويجب أن يكبروا عن هذه الصغائر والسر النجيب هذا كادر قيادي في الحزب الشيوعي السوداني وعنصر قيادي في مكتب رقابته كما هو معروف للحزب.
ثانيآ – أن السر النجيب بلغ الرفيق طارق أن أحد الجنوبين من عناصر مكتب رقابتهم بلغ الحزب الشيوعي أن الشهيد عبد المنعم كرار بلغه انه نيابة عن تنظيم سيستلم الحكم خلال اسابيع اتصل بقرنق وقد وافق قرنق علي حركتهم وقد تمت مواجهة الشهيد كرار بهذه الواقعة من قبل الحزب (حزبنا) .
ج- قبل إعتقالي في القاهرة قابلت السيدة آمال عبد العاطي زوجة المحامي عمر عبد العاطي وقالت لي لو كنت أعلم أن حركة أبريل لكم يد فيها كنت عملت المحال لإنقاذكم إذ أنها لبت مع زوجها عمر عبد لعاطي دعوة إفطار رمضان مساء الأحد 22-04-190 وكانت الدعوة علي شرف أحد قيادي الجبهة( لم تذكر إسمه ) وبعد الإفطار مباشرة أصر ضيف الشرف علي مقادرة المنزل وتحت إلحاح أصحاب الدار (أقرباء زوجها) ذكر لهم أن هنالك محاولة إنقلابية الليلة وهو ذاهب لأنه مكلف بمتابعتها.
د- أثناء التحقيق معي مع أجهزة الأمن المصري ذكروا لي أنهم كانوا متابعين عملنا في الجيش (راجع التقرير الذي كتبته عند عودتي من القاهرة) .
ن ـ- بعد عودة عبد الرحيم شداد من لندن ذكر لي أنه علم من مجموعة شباب أن الشهيد عبد المنعم كرار بلغهم أنه مشارك في إنقلاب سيقوم خلال أسابيع في السودان وأنه جاء لمهمة مفاتحة قرنق ولذا يجب أن يرجع علي وجه السرعة.
هـ - أثناء دردشة لي مع تيسير في بغداد علمت منه أن الإتحاديين كانوا علي علم بحركتنا وأن تاج السر محمد صالح (من كوادر الإتحاديين) طلب منه أكثر من مرة التنسيق حول مستقبل البلد بعد نجاح الحركة وأن الشهيد الطيار الكرار قد كشف لهم الحركة بالطبع الشهيد كرار لا يعلم مدي إرتباط السيد محمد عثمان الميرغني بالمخابرات البريطانية (المصدر المرحوم محمد عبد الجواد) .
و- في أول لقاء لي مع أحمد موسي بعد الحركة علمت منه أنه في منتصف أبريل مرّ بالقاهرة في طريقه إلي بغداد وهنالك علم من أحد أصدقائه ضابط مخابرات مصرية بأن لديهم معلومات عن نشاط بعثي داخل الجيش السوداني ومتابع من أجهزة البشير وأن البعثيين بصدد القيام بإنقلاب قريبآ في خلال أسبوعين أو تلاتة إلا أن جماعة البشير سيبطشون بهم عند تحركهم. وعند وصوله لبغداد نقل هذه المعلومة للرفيق المرحوم عبد الحليم وعلي ضوئها إستدعاه الأستاذ بدر الدين مدثر وكتن منزعجآ وإنتقده قائلآ عند سماعك لهذ المعلومة لماذا لم تعد مباشرة إلي الخرطوم وتبلغ الحزب. فرد عليه أحمد قائلآ لو ذهبت للخرطوم سأقابل حامد وسيرد حامد عليّ نحن ما عندنا نشاط في الجيش وينتهي الموضوع هنا.
قرنق : كنت أعلم تفاصيل التفاصيل لحركتكم .
ل – أثناء مناقشات بين تيسير وأمير عبدالله خليل حول موقف الحزب من حركة قرنق قال تيسير أن موقفنا تقرر علي حقيقتين الأولي أن قرنق إنفصالي والثاني أن لديه موقف معادي للعرب والعروبة ولو تبني قرنق موقف يخالف هاتين القناعتين سيغير الحزب موقفه من قرنق. سافر أمير إلي يوغندا وقابل قرنق وأخذ منه تصريح صحفي للأخبار حول موقف قرنق من وحدة السودان ومن العرب وجاء بالتصريح ونشره في جريدة وسلمه لتيسير. وبعد ذلك في لقاء معي منفردين ذكر لي أمير أن قرنق قال له بعد ما أعطاه التصريح أن البعثيين مخادعيين وكذابين ولو كانت دي فعلآ قناعاتهم لماذا إتصلوا بي قبل حركتهم وبلغوني بها. وعند مناقشتي له حول هذه الواقعة قال لي حركتكم دي أنا في يوغندا كنت عارف عنها تفاصيل التفاصيل قبل أسابيع وقد بلغني بها منصور خالد.
ط- إنعقد قبل شهر مؤتمر العمال الزراعيين العرب وشارك فيه ضمن الوفد السوداني شخص يدعي عبد القادر من قيادات المايويين وقد أعتقل في فترة الديمقراطية مع فؤاد أحمد عبده وقد جاء يحمل رسالة منه لأمير عبد الله خليل الذي دعاني مع عبد الله سعيد علي وجبة غداء في منزله وهو صديق الشهيد قاسم إذ أنه يسكن جاره في جبل أولياء. وقد قال لي أن إنقلابكم هذا يسمونه في جبل أولياء إنقلاب الشيخ ياقوت والسبب الأساسي في ضربه أنه كان مكشوف وحيران الشيخ ياقوت يتحدثون به في كل مكان وعن سؤالي عن سبب نسب الإنقلاب للشيخ ياقوت قال جماعتكم ديل كلهم حيران ياقوت وإجتماعاتهم ولقاءاتهم تتم عنده.
5- الخلاصة:
بناء علي الوقائع التي ذكرتها أعلاه أخلص إلي أن حركتنا في 23-04-1990 كانت مكشوفة ومتابعة من القوي المعادية للحزب التالية:
1- نظام الجبهة الإسلامية 2- الحزب الشيوعي السوداني 3- حركة قرنق والجنوبيين 4- حزب الأمة 5- الحزب الإتحادي 6- المخابرات المصرية 7- المخابرات الغربية (أميركا- إنجلترا) . 8- تنظيم محمد علي. 9- أوساط أسرية عديدة
6- إستنادآ علي كل هذه الوقائع ذكرت للأستاذ بدر الدين أن الحركة كانت مكشوفة للقوي المعادية للحزب وكنت أظن ذلك تحصيل حاصل لأن كافة هذه المعلومات يعلم بها الحزب أما عن حالة التآمر التي أشرت إليها فهي موضوع أشرحه في تقرير لاحق لأنه حالة لا يعرفها إلا من شارك فيها لكن بالإمكان إستنتاجها من خلال إستقراء الوقائع وبالتالي فكشفها يعتمد علي التحليل والدراسة الموضوعية للوقائع وحسب المعلومات المتوفرة علي قلتها لدي.
ودمتم
الرفيق عمر علي عبد الله
* هذه خاتمة المذكرة الأولي وسنواصل نشر المذكرات فتابعوا.
09-11-2005, 10:41 AM مشاركة رقم 10 خالد الحاج المشرف العام
تاريخ التسجيل: Sep 2005 المدينة: Netherlands مشاركة: 1,786
--------------------------------------------------------------------------------
في الجزء الثاني من المذكرة يذكر كاتبها وبتفصيل دقيق مراحل التخطيط والتنفيذ لحركة رمضان . وتحيط المذكرة ليس بالظروف المحيطة بالحركة والقائمين بها ولكن بكل الظروف المحيطة من قوي أخري وأحزاب وقوي إقليمية وتحوي حقيقة الكثير مما يمكن أن يدعوا حقيقة للتأمل والتساؤل؟؟ دعونا نتابع المذكرات وإلي الجزء الثاني :
خالد الحاج
حزب البعث العربي الإشتراكي القيادة القومية مكتب السودان 17-10-1995
إلي الرفيق المسئول م/ حول المحاولة الإنقلابية - الورقة الثانية
1-توطئة:
تعرض هذه السطور نفسها كتوطئة لهذا التقرير حتي يستبين القارئ بعض المرتكزات النظرية التي بني عليها كاتب هذا التقرير نهاياته . فلكي أصل بالقارئي إلي تلك النهايات مستهديآ السبيل اليسري متحاشيآ الإزدحام أمام محطات الأنانية والتحليلات الذاتية البعيدة من الموضوعية مبرئآ نفسي من كافة التهم التي يقف عندها القارئ والتي أبسطها قد تكون تهمة " التحليل الذاتي غير الموضوعي ." لذا تحاشيت عدم الجدية في الحديث عن النهايات وتجاهل البدايات وعدم الخوض فيها. لم أجد مبتدءآ أبدأ به أفضل من توضيح هذه المرتكزات النظرية التي إستخلصت جزء منها من تجاربي الشخصية والجزء الأكبر من تجارب الآخرين . وسأجاهد قلمي هذا في الإبحار قدر الإمكان.
أ- يعتقد الكثيرون وأنا ضمنهم أن ثورة أكتوبر وقيام مؤتمر الخريجيين يشكلان أهم حدثان في التأريخ السياسي المعاصر للسودان. ذلك لما طرحته الجماهير المنتفضة من شعارات طوال فترة الإنتفاضة. فقد رددت الجماهير هتافات معادية لكل القيادات التقليدية. طائفية كانت أم قبلية سياسية أو إقتصادية.
تأثرت بهذه الثورة كافة القطاعات والمنظمات والأحزاب. فالأحزاب التقليدية اليمينية وأحزاب الوسط وضعت ضمن برامجها الإنتخابي هدف الإشتراكية. أما اليسار إندفع مع أكتوبر للدرجة التي طالب فيها من لجنة الدستور أن تكون المادة الأولي تسمي "جمهورية السودان الديمقراطية الإشتراكية" وقامت في الريف والأقاليم الإتحادات القبلية والجهوية في وجه الإدارة الأهلية ورجالاتها. هذا كان يجري في الحياة المدنية أما معسكرات الجيش فقد كان التأثير أضخم وأعظم إلا أنه كان خافيآ غير مرئي إذ أن طبيعة الحياة العسكرية ودواعي الإنضباط العسكري يمنع أو يحرّم إظهار ذلك . إذ أن الجيش كان متواجدآ في الشوارع في محاولته إخماد الثورة فاستمع وشاهد وشارك أيضآ لكن في الجانب الآخر للثورة كما أن المجندين الجدد الذين إستقبلتهم القوات المسلحة كانوا أبناء الثورة الذين فجروها وهنالك عامل ثالث وهو قيام الإتحادات القبلية والجهوية ودورها التي أسستها كأندية فالجنود هم أبناء هذه العشائر فيختلطون بأبناء قبيلتهم في هذه الدور وخارجها هذا بالإضافة إلي الإعلام الذي كان سائدآ في ذلك الوقت. لذا كان تأثير أكتوبر كبيرآ في القوات المسلحة في مراتبها الدنيا أما بالنسبة لذلك الأثر بين الضباط فلا أجدني مجبرآ علي الحديث عنه فقد كان واضحآ للجميع.
ب- تتوحد قوي اليمين في شكل حلف قوي مقدس متي ما هددها خطر حقيقي مهما كانت درجة الخلاف بينها مسبقآ. هذا نستخلصه من تجاربنا في السودان ومن التجارب في كافة أقطار العالم والنقف هنا لأضرب مثلآ عن الخلافات والتناقضات التي كانت سائدة بين أحزاب اليمين عشية ثورة مايو (ولا أريد أن أقول إنقلاب مايو لأنها في بداياتها كانت إمتداد لثورة أكتوبر) فالكل يذكر هذه الخلافات التي وصلت مرحلة تبادل أقزع الألفاظ داخل البرلمان وعبر كافة وسائل الإعلام غير أن هذه القوي توحدت صبيحة 25 مايو 69 بعد سماعها لبيان الأول في قبة المهدي وبدأت تجمع قواها وتتصل بالدول المجاورة الرجعية والعميلة آخذة منها الدعم لمقاومة مايو. وعندما تجمع الرجعية قواها فإنها تضرب الثورة بلا رأفة وفي قسوة متوحشة باعثها في الأساس الرعب من مصيرها الذي تدركه جيدآ. لا أظنني في حوجة لذكر بعض التجارب المريرة التي عايشتها القوي الثورية علي ساحة السودان أو بقية الأقطار العربية أو بلدان العالم الثالث وفي جانب آخر هذا يوضح ان الصراع السياسي حقيقة هو أعنف صراع عرفته البشرية كما أنه متعدد الأطوار والدرجات ويبدأ من كتابة الشعارات علي الجدران وينتهي بالحرب الذرية.
نواصل ...11-2005, 07:21 AM مشاركة رقم 11 خالد الحاج المشرف العام
تاريخ التسجيل: Sep 2005 المدينة: Netherlands مشاركة: 1,786
--------------------------------------------------------------------------------
(2)
إقتباس: وجدت معارضة عنيفة وقوية من بعض أعضاء مجلس قيادة الثورة حينئذ وكانت حجتهم أن قاعدة الجيش كلها من أبناء الأنصار وأن هذه القاعدة سترتد علينا وتنضم إلي قوات الإمام. وكانت هذه الأمنية هي الحلم الذي بني عليه الإمام وزمرته حلمهم ودخولهم في معركة مع مايو. فقد عميت بصيرتهم عن رؤية تأثير أكتوبر داخل الجيش كما أني عانيت الأمرين بإقناع هذا النفر من أعضاء مجلس قيادة الثورة بتأثير أكتوبر علي الجيش ووصل ببعضهم الأمر أن سماني "الثوري الحالم" غير أن التجربة أثبتت صحة تحليلي ولو تأخرت معركة أبا عامين فقط لا أظن أن نتيجتها كانت ستكون كما جاءت وقتها
يخفي ا لمتقاعس تقاعسه وجبنه وتردده تحت ستار فلسفي يقنع به نفسه وهو إدعاء التعقل وعدم المقامرة والبعد عن الإنفعال والتفكير العقلي المتزن البعيد عن العاطفة وردود الأفعال وبالتالي يتهم المواقف الجسورة المقدامة بالتهور والمقامرة والإندفاع الجنوني البعيد عن العقلانية. هذا النمط من البشر بكل أسف كثير جدآ متواجد في كافة أنشطة الحياة المدنية والعسكرية وداخل التنظيمات التقليدية والحديثة(طوائف قبائل أحزاب، نقابات) ولا يشكل خطورة إلا حينما تضعه ظروف تأريخية معينة في قيادة عمل ثوري هناك تكون الطامة الكبري. إذ أنه تحت هذه الشعارات يتمشدق بالحديث عن الثورة معبرآ عن أمانيه في إتخاذ موقفآ ثوريآ مقدامآ جسورآ غير أنه يخور عن إتخاذ هذا الموقف وبالتالي لا ينفك يطلق فسوه هذا وهو معشعش في موقعه القيادي الثوري إلي أن يكشفه الآخرون. كما ذكرت هذا النمط من البشر موجود في كافة مرافق الحياة وبالذات في القوات المسلحة ولو لا خشيتي من أن أشين صورة بعض الأصدقاء لذكرت العديد والعدد الكثير منهم كأمثلة حية تعيش بيننا حاليآ أو قضوا نحبهم. فالثوري الحقيقي له حساباته الخاصة عند تعامله مع الواقع يرفضها المتعقل والمتقاعس.
د- يصعب جدآ الدفاع عن الثورة عندما تواجهها الثورة المضادة فالثورة المضادة ترتكز علي قوة جماهيرية كبيرة مخزونة في الريف وفي أطراف المدن داخليآ وإقليميآ تستند إلي دول الجوار الرجعية . أما عالميآ فهي تستند علي الإمبريالية بكل جبروتها وقوتها وقواها مع خبرتها المتراكمة في التعامل مع الأنظمة الثورية فعملية الإستيلاء علي السلطة أو سرقتها (لا أقول إنتزاعها لأكون أكثر دقة) سهلة جدآ إنما المعضلة الحقيقية تكمن في الدفاع عنها.
الثوريون عندما يأتون إلي السلطة مندفعين تحدوهم أمانيهم الطيبة ونواياهم الخيرة لجماهير شعبهم يندفعون في تنفيذ برامجهم وتوضيح نواياهم لشعبهم معتقدين بأن هذه الإجراءات وما يرافقها من محاكمات للقيادات الرجعية السابقة كفيلة بعزل هذه القيادات عن جماهيرها وهذا صحيح إلا أن الواقع يحدثنا أن هذا التحول كي يحدث يحتاج إلي عقدين أو ثلاثة من السنين وما حدث في جزيرة أبا يؤكد ذلك. غير أن الثورة المضادة تعرف ذلك ولهذا السبب تبدأ نشاطها وتجمعها منذ اليوم الأول وبالتالي تتحين الفرصة الذهبية لترتد علي الثورة وهذه الفرصة تحين يوم أن تفقد القوة الثورية زمام المبادرة حينئذ تلتقط الثورة المضادة زمام المبادرة وتوقع بالقوي الثورية وانا أحرر هذه الأسطر تبرز أمامي تجربة مايو فقد عايشتها وهي نكره وبرنامج ورافقتها كتنظيم وشاركت فيها كحركة ودافعت عنها كثورة.
لقد قمنا بالحركة ليلة 25 مايو وكانت موافقة ليلة 9 من المولد النبوي الشريف وثاني يوم ونحن في القصر الجمهوري حيث كان الوزراء يؤدون اليمين الدستوري جاءتنا معلومات أن هنالك تجمع في ساحة المولد في أمدرمان ينوي القيام بمظاهرة . إستطعت إقناع خالد حسن عباس بالخروج بروب مدرعات إلي المولد وتدمير المظاهرة بإعتبار هذه أول معركة مع الرجعية والتكن بداية قصم عضم ظهرها. ولكن بكل أسف خيب أملي التجمع فقد إنفرط عقده وتفرق بهدوء بمجرد رؤيته للمدرعات. وصبرنا علي الرجعية وهي تجمع قواها وتجري إتصالاتها خارج الحدود وتجلب الأسلحة من دول الجوار إلي أن كسرنا عضم ظهرها في معركتي أبا وود نوباوي . أذكر هذه التجربة الآن لأني وجدت معارضة عنيفة وقوية من بعض أعضاء مجلس قيادة الثورة حينئذ وكانت حجتهم أن قاعدة الجيش كلها من أبناء الأنصار وأن هذه القاعدة سترتد علينا وتنضم إلي قوات الإمام. وكانت هذه الأمنية هي الحلم الذي بني عليه الإمام وزمرته حلمهم ودخولهم في معركة مع مايو. فقد عميت بصيرتهم عن رؤية تأثير أكتوبر داخل الجيش كما أني عانيت الأمرين بإقناع هذا النفر من أعضاء مجلس قيادة الثورة بتأثير أكتوبر علي الجيش ووصل ببعضهم الأمر أن سماني "الثوري الحالم" غير أن التجربة أثبتت صحة تحليلي ولو تأخرت معركة أبا عامين فقط لا أظن أن نتيجتها كانت ستكون كما جاءت وقتها إذ أن التوازنات كلها كانت قد تغيرت وما تم من إنجازات لصالح أبناء الجزيرة أبا : توزيع الأراضي للفلاحين قيام مدارس لكافة المراحل الدراسية من الكتاب إلي الثانوي للبنين والبنات وقيام إتحاد فلاحين وإتحاد نسائي ودور لهذه المنظمات وقيام مصحات. كل ذلك لم يؤتي أكله إلا بعد عقدين من الزمان.
قصدت من ذكر هذه التجارب في البداية أن أضع القارئ في نفس الزاوية التي رأيت منها أحداث الإنقلاب الذي يتناوله هذا لتقرير.
هـ - تجارب الإنقلابات العسكرية توضح أن الخلافات تبدأ تظهر بين الإنقلابيين من الأسبوع لأول بعد إستلام السلطة وتبدأ لأسباب ذاتية تافهة منها المنافسة علي شاشات التلفاز والصفحات الأولي من الجرائد والمجلات. حينئذ يبدأ كل ذي حق يأخذ حقه من الحصة وذو الحق يقرر حقه مدي إشتراكه ونشاطه ليلة تنفيذ الإنقلاب هذا ما حدث في تجربة يوليو في مصر بين عبد الناصر ومحمد نجيب وبين عبد الناصر ويوسف صديق ولم يضعف السادات في بدايات يوليو إلا عدم إشتراكه في التنفيذ كما حدث في مايو عدم مشاركة بابكر النور وهاشم العطا جعلتهم في حالة من الضعف داخل المجلس مزرية وكذلك بالنسبة لأبي القاسم هاشم فغيابه ليلة التنفيذ أضعفه في المجلس إلي أن إنحل.
د- النصر وليد الإيمان العميق الصلب بالإنتصار فأي عمل مهما تفه أو عظم إذا لم نؤمن به إيمانآ راسخآ بالنصر وبه لن ننجزه . إذ أن الإيمان بالنصر هو الذي يولد الصمود والإستبسال والإقدام. هذ الأحساس هو الذي وّلد صمود الشهيد عبد الفضيل ألماظ عام 1924 ليستشهد وهو قابضآ علي رشاشه (البرين) وما دفع سيد شهداء القوات المسلحة بطل 19 يوليو الشهيد محمد أحمد الريح ليستشهد في بطولة رائعة كان يمكن لحزبه أن يخلد كلماته الأخيرة ليجعل منها ملحمة ليضع منارآ تهتدي به كواكب مناضليه حقيقة لا يعرف قيمة الرجال إلا الرجال.
نواصل...
11-11-2005, 11:24 PM مشاركة رقم 14 خالد الحاج المشرف العام
تاريخ التسجيل: Sep 2005 المدينة: Netherlands مشاركة: 1,786
--------------------------------------------------------------------------------
(3)
- مقدمة: لا أكتب هذا التقرير لأثبت المقولة الخالدة "تولد الهزيمة لقيطة بينما يدعي أبوة النصر العشرات" فما حدث في أبريل بالنسبة لي في حد ذاته قيمة وقد أثبت الجميع أن لا نحاكم القيمة بنتائجها إنما تظل قيمة في وجدان البشرية وعليه لست أهدف لمحاكمة ما حدث بقدر ما أهدف إلي تحليل قائم لأوضح قدر إمكانياتي أسباب الفشل ومتي سلكت الحركة الجادة ومتي تجنبتها. هنالك أمر آخر أود تنبيه اللقارئ له وهو أني أعتمد في سرد الوقائع علي ذاكرة خربتها السنون ولعب بها داء السكر. غير أني أجهدت ذاكرتي قدر الإمكان أن أكون دقيقآ في تذكر ما نقلته علي لسان الرفاق الشهداء وهذا ليس لدواعي الأمانة وإحترام الذات بقدر ما عنيت بالأمانة في نقل أقوالهم للتأريخ وقد نالوا الشهادة. والأمانة تقتضي قول الحق ولو علي أنفسنا أو من يعني علينا أكثر منها.
3- أثناء إختفائي مع الرفيق شريف دارت مناقشات كثيرة بيني وبينه حول الإنقلابات العسكرية عامة والتي إشتركت فيها خاصة ومعلوماتي النظرية حولها. يبدو أنه نقلها بدوره إلي الرفيق محمد علي لأنه فتح معي مناقشات حول نفس الموضوع أذكر أني ذكرت له: " أن الإنقلاب كعملية عسكرية لا يخضع لأي مبدأ من مبادئ الحرب غير المفاجأة في الدرجة الأولي والحشد في الدرجة العاشرة. وأنه ليس حساب وتوازن قوي وإنما هو خطف للسلطة. وجانب كبير من العملية يراه معظمهم مغامرة كبري غير أن الذين يقومون بها يرونها مقامرة محسوبة كما يري الكثيرون أن الشخص الإنقلابي مجنون وحقيقة هم مقامرون ضمن حساباتهم التي لا يراها العقلاء فيقولون عنهم أنصاف مجانين. إذ أن الحسابا العسكرية التقليدية أي الإهتمام بتوازن القوي الصديقة والقوة لمعادية لا يمكن أن نصل إلي عملية الإنقلاب ولكننا سنتزاحم أمام المعادلات العديدة العقيمة فلن نجد نفسنا بأية حال من الأحوال في مستوي أقوي من قوة الدولة وأجهزتها الأمنية والعسكرية وأسلحتها المختلفة" يبدو أن الرفيق محمد علي تفهم هذا الموضوع إذ أنه في نفس الأسبوع زودني بتقرير موقف عسكري لعملية إنقلاب وخطة مبنية علي تقدير الموقف ذاته وطلب مني الإطلاع عليه وتوضيح رأي فيه. بعد أن قرأته وجدته تقدير موقف جيد من حيث ذكر العناصر ومناقشتها مناقشة منطقية وعدم إهمال أي عنصر وعدم القفز فوق العناصر للوصول إلي النتائج ولو عمله أي طالب في كلية أركان يأخذ عليه درجة جيد. إلا أنه بعيد كل البعد عن خطة إنقلاب عسكري فهو تقدير موقف تقليدي خرج منه بخطة تقليدية لا تحقق أي نوع من المفاجأة وذلك للأسباب التالية :
أولآ : شملت الخطة عمليات من شأنها تحييد كافة المعسكرات الموجودة في منطقة العاصمة المثلثة. كما شملت كافة نقاط السيطرة المتواجدة في العاصمة.
ثانيآ : عدم التركيز علي النقاط الإستراتيجية المهمة التي تأخذ أهمية أقصي في العملية الإنقلابية وهي القيادة العامة ثم الإذاعة. فاحتلال القيادة العامة إلي جانب تدمير معنويات العدو توفر المواصلات والإتصال والتعاون والتنسيق والسيطرة الكاملة. أما الإذاعة فلأنها توفر الصلة بالجماهير لتخرج تدافع في الشارع عن السلطة الجديدة ثم بعد ذلك تأتي الأهداف الثانوية وهي الكباري وتقاطعات الشوارع إلخ إلخ.
نقلت رأي هذا للرفيق شريف ولم أنقله للرفيق علي لسببين :
أولآ - لاحظت أنه بادئ الإعتزاز بهذا العمل وهذا يعني أنه يجهل طبيعة الخطة المطلوبة لقيام إنقلاب عسكري ناجح وبالتالي قد لا يقبل رأي ويحصل له إحباط إذا قبل. وهذا ما كنت أتجنبه طوال عملي معه .
ثانيآ - كي أقوم بواجبي كاملآ نحوه كمستشار له في هذا العمل كان عليّ بعد رفض هذه الخطة أن أضع له البديل وهذا ما كان متعزرآ عليّ في حينها إذ أني لم أمتلك معلومات عن التنظيم العسكري مما يساعدني في وضع تصور وخطة بديلة .
4- أوجزني الرفيق محمد علي بشكل مختصر عن عمل الحزب في الجيش في أول لقاء لي معه إذ قال لي أن الحزب يعتبرن متخصص في الأمن لكنه يعتقد أن لي قدرات أكبر في العمل العسكري وهو يرغب أن أهر له هذه القدرات وما يبقي كلام ساكت (أحسست أنه بحديثه هذا يستفز قدراتي في دفع عملية الإنقلاب إلي الأمام) ذكر لي الرفيق محمد علي" أن مشكلة البلول عندما يكون *** لا يعطي فرصة لأحد يتكلم وإنما يتحدث بدون توقف وأن مشكلة خالد في صمته وسكونه ويمكن يقعد 4 أو 5 ساعات ما يفتح خشمو " هنا تأكدت لي هواجسي بأن الرفيق محمد علي ملاق صعوبة في القيادة العسكرية في تنفيذ المهمة وتمنيت في خاطري ألا تكون المشكلة ناتجة عن غياب الإستعداد النفسي للقيام بالعملية وأن تكون المشكلة ناتجة عن عدم توفر الإمكانيات المادية إذ أن الثانية يمكن إستكمالها بعد فترة أو إعادة توظيف المتوفر منها. أما الأولي فلا يمكن علاجها إلا بإعادة بناء التنظيم وتبديل هيكله بصورة موضوعية أما ما أهجسني أي دفع الهواجس إلي فكري هي الطلبات غير المعقولةالتي يأتينا بها في التنثيق الرفيق محمد علي من قبل التنظيم العسكري والأمثلة علي ذلك كثيرة تحضرني الذاكرة منها حاليآ الطلبات التالية:
أولآ – بلغني الرفيق محمد علي أن الجماعة (يقصد التنظيم العسكري) يطلبون 40 جهاز إتصال ليسطون بها علي سلاح المدرعات وسألني عن كيفية الحصول عليها. أجبته أن الدبابات بها أجهزة إتصال في كل دبابة جهازها الذي تستطيع الإتصال بالأخري به فلماذا يريدون هم هذه الأجهزة فبانت الحيرة علي وجهه ورد والله ما عارف.
ثانيآ – طلب الرفيق محمد علي تجهيز أرقام سيارات شرطة وفعلآ قام قسم التنسق يتجهيز 32 رقم أي 16 سيارة وقد علمت من الرفيق محمد علي أنهم ينون إستخدام هذه السيارات في عملية الإعتقالات ليلة الإنقلاب وهذا بالتالي يعني لديهم فائض من القوة يستغلونه بعد إستلام الأهداف الرئيسية في عملية الإعتقالات إذ أن الوضع الطبيعي أن تتم الإعتقالات بعد إحتلال المواقع الإستراتيجية المهمة عندئذ تستخدم عربات الجيش والقوة الإنقلابية في الإعتقالات وذلك إقتصادآ في القوة والجهد.
ثالثآ – طلبوا في التنسيق قوة حزبية مسلحة وتجهيز بستان ليعقد فيه إجتماع موسع للتنظيم العسكري علي أن يقوم الرفاق المسلحون بحماية الإجتماع والإشتباك المسلح مع قوات الأمن إذا حاولت الأخيرة التدخل وإعتقال الرفاق العسكريين وبذلك يستطيع الرفاق العسكريون من التسلل من موقع الإجتماع خلال الإشتباك ثم بعد ذلك ينسحب الرفاق. هنا جالت في رأسي الأسئلة التالية :
نواصل ...
12-11-2005, 10:19 AM مشاركة رقم 15 خالد الحاج المشرف العام
تاريخ التسجيل: Sep 2005 المدينة: Netherlands مشاركة: 1,786
--------------------------------------------------------------------------------
(4)
إقتباس: هنا نادي علي شاب لم يكن معنا فجاء وعرفني به ان هذا الشاب رفيق بعثي وهو نقيب في الجيش ومسئول عملنا في المدرعات وقال للشاب يعرفه بي ده رفيقنا فلان وريه قوتكم في المدرعات هنا إلتفت اليّ الشاب في عنجهية غريبة وكأنه يرد علي مستجد لحوح " ما عندنا غير (2) بالإضافة إليّ وماعندنا غير دبابة واحدة صالحة للعمل وهي هناك في مدرسة المدرعات في وادي سيدنا" واستدار ليخرج من الغرفة فأوقفته وسألته مستهدفآ سبر غوره وقراءة عقليته الدبابات الموجود في الشوارع هذه يمكن تدميرها بالطائرات وإذا بالشاب ينتفض مرعوبآ وقد بدأت عضلات وجهه ترتجف عايز تضربها بالطيارات (يقصد الدبابات) هم عدو؟ أجبته " أنت تقدر تاخد دبابتك الصالحة دي وتدخل القيادة العامة؟ فأجابني (لا) وهنا سألته لماذا ؟ فأجاب ستضربني الدبابات التي تحرس القيادة العامة فقلت له "إذن هم عدو وحينما نضربهم بالطائرات نحن لم نظلمهم وإنما فقط أخذنا زمام المبادرة في يدنا .
1- هل هذا الإجتماع هو إجتماع مجموعة الأوامر التي ستتلقي أوامر التنفيذ وتخرج من الإجتماع مباشرة لتنفيذ العملية. وإذا كان كذلك لماذا لا يتم هذا الإجتماع في أحد المعسكرات الذي يشكل قاعدة التحرك للتنظيم. 2- هل هذا الإجتماع إجتماعآ تمهيديآ وإذا كان كذلك هل يعني ذلك أن هؤلاء الضباط موضوعون تحت المراقبة للدرجة التي لا يستطيعون فيها تحقق إجتماع عادي بعيدآ عن أعين النظام وإذا كان كذلك لماذا لا يؤجلون العملية حتي تطمئن أجهزة الأمن.؟ 3- إذا كان إجتماع عادي موسع في شكل مؤتمر لماذ لا يتم تأمينه بالأساليب العادية التي يؤمن بها الحزب مثل هذه اللقاءات.؟
رابعآ : طلبوا في التنسيق عناوين سكن رموز النظام دون أن يعطونا أسماء هذه الرموز أو ربهم أو مناطق سكنهم مع العلم أنهم يسكنون داخل المناطق العسكرية وجهازنا جهاز مدني كما يعرفون هم ويكفي أن يتجول مدني داخل أي منطقة عسكرية حتي يعرض نفسه للإعتقال والمساءلة وهذا في حد ذاته يعرض العملية لخطر الإنكشاف.
واستنتجت من ذلك ضعف قدراتهم في الرصد والمراقبة للحد الذي لا يعرفون أسماء ورتب ودور سكن الرموز العسكرية لعدوهم.
خامسآ : طلبوا من التنسيق تجهيز أسلحة خفيفة وذخيرة وأفراد يجيدون إستخدام السلاح. لم يحددوا العدد المطلوب من الأسلحة ولا الأفراد ودون تحديد الواجبات التي سيكلفون بها.
هذا ما أسعفتني به الذاكرة من طلبات كثيرة متضاربة متباعدة لا يربط بينها تسلسل منطقي ولا يستطيع المنطق ربطها بأي خطة عسكرية مدروسة . هذا هو سبب الهواجس التي سيطرت علي مخي والتي تعرضت لها أعلاه.
د- أوصلني الرفيق محمد علي إلي مكان الشهيد خالد وهو منزل أحد أقرباءه في الرياض شروعآ في تنفيذ توجيهاته لي. وجدت فرصة إنشغال صاحب المنزل بتحضيرات واجب الضيافة لي فسألت خالد سؤالآ مباشرآ عن الحاصل في لديهم (التنظيم العسكري) قائلآ له " مالكم مربوكين يا خالد ؟؟ رد عليّ خالد قائلآ : صاحبك البلول راكب راسو (أو معصلج) (لا أذكر حاليآ كلماته الحقيقية) ومصر أن التنظيم العسكر غير جاهز لعمل شيئ لا السنة دي ولا السنة الجاية. بالطبع وضح أن البلول تحدث أو قال كلامه هذا في حالة إنفجار أو غضب لأنه موضوعي التفكير. ويعرف كما أعرف أنا أن هذا العمل (الإنقلاب) مرتبط بعدة عوامل مختلفة ومتشابكة إن لم تكن شائكة اليسير منها يقع ضمن إرادة القائد الإنقلابي لكن الجزء الأكبر والأهم خارج إرادته وبالتالي لا يستطيع القائد أن يقول أنه غير جاهز بعد سنة لأن الظروف المتغيرة والتفاعلات السياسية بين الجماهير وبين الجنود قد تجعل إمكانية حدوث الإنقلاب بعد أسبوع أو بعد عقد من الزمان. فالإنقلاب ليس عملية زواج أو ختان ليحدد الشخص المعني وقت إستعداده لعمله بالإضافة إلي ذلك أن هذا التنظيم حسب ما علمت من الحزب كان علي وشك إستلام السلطة منذ 5 سنوات في أبريل 1985 لذلك بعد أن عرفت رأي البلول من خالد سألت خالد "وإنت ما رأيك" فرد عليّ : أنا (Orbiting Aloof) وهذا يعني بلغة الطيران أنه يطير عاليآ ولكنه يدور حول الهدف أي أنه مبتعد عن الصراع الدائر بعزر أنه طيار ولا يفهم في عمل الجيش (مشاة ودروع) والصراع الدائر يقصد بين تيارين أحدهم يطلب قيام الحركة والثاني يرفضها وبالطبع وضح لي أن الرفيق محمد علي يقود التيار الأول والبلول يقود التيار الثاني. هنا طلبت منه أن نذهب سويآ إلي منزل الشهيد البلول لثقتي بإمكانية الوصول إلي نتائج إيجابية لمعرفتي بإمكانياته الذهنية والمعنوية والنفسية ويقيني بأنه ضابط شجاع وكفء قناعاتي بصفاته هذه هي التي دفعتني لكسبه للحزب. غير أن خالد رفض إقتراحي بحجة أن الوقت متأخر حاليآ وأن البلول يكون قد بدأ ***** حاليآ ولا جدوي من إدارة نقاش جاد معه لأنه لن يعطيك فرصة للحديث (لاحظت هنا الوافق بينه و بين الرفيق محمد علي) .
هـ - مساء اليوم التالي جاءني الرفيق محمد علي وطلب مني زيارة البلول وقبل مغادرتي قلت للرفيق محمد علي " أنت القائد السياسي والبلول القائد العسكري الوضع الطبيعي أن تقول له الحزب يري أن الظروف السياسية محليآ وإقليميآ وعالميآ مهيئة لأن يستلم السلطة بلغني متي يمكن أن نذيع بياننا. هو يعمل حساباته وتقدير موقفه وخطته ويبلغك إحتياجاته لسد النواقص التي قد تبرز من وضع الخطة إذا برزت نواص وإلا يبلغك أن تحضر لدار الإذاعة الساعة 6 صباحآ في يوم كذا وبالتالي لا تتدخل في عمله لأن هذا ليس شأنك" فلم يعلق وقال لي كدي أسع أمش شوفه.
وجدت البلول وحده وقد بدأ يشرب قبل وصولي وكن بادي التوتر وطلب مني مشاركته وفعلآ بدأت أشاركه الشراب وقد قررت في داخلي العزوف عن مناقشته فيما جئت من أجله غير أنه بادرني فجأة قائلآ : " شنو حكاية الخطفة دي الدخلتها لمحمد علي في راسه؟ " فأجبته اني حاولت ابسط له ان العملية الإنقلابية هي نمط من انماط الحرب الخاطفة لا مبادئها ولا اسسها فقلت له هي عملية خطف للسلطة هذا كل ما هناك ولماذا انت متوتر حاليآ ؟ فأجابني سئلآ هم الناس فكروا فيها متين (يقصد الحرب الخاطفة) فأجبته بعد إختراع الدبابة فقال لي يعني الدبابة هي التي اةجدت الحرب الخاطفة؟ قلت له بالطبع وبدونها لا توجد حرب خاطفة هنا نادي علي شاب لم يكن معنا فجاء وعرفني به ان هذا الشاب رفيق بعثي وهو نقيب في الجيش ومسئول عملنا في المدرعات وقال للشاب يعرفه بي ده رفيقنا فلان وريه قوتكم في المدرعات هنا إلتفت اليّ الشاب في عنجهية غريبة وكأنه يرد علي مستجد لحوح " ما عندنا غير (2) بالإضافة إليّ وماعندنا غير دبابة واحدة صالحة للعمل وهي هناك في مدرسة المدرعات في وادي سيدنا" واستدار ليخرج من الغرفة فأوقفته وسألته مستهدفآ سبر غوره وقراءة عقليته الدبابات الموجود في الشوارع هذه يمكن تدميرها بالطائرات وإذا بالشاب ينتفض مرعوبآ وقد بدأت عضلات وجهه ترتجف عايز تضربها بالطيارات (يقصد الدبابات) هم عدو؟ أجبته " أنت تقدر تاخد دبابتك الصالحة دي وتدخل القيادة العامة؟ فأجابني (لا) وهنا سألته لماذا ؟ فأجاب ستضربني الدبابات التي تحرس القيادة العامة فقلت له "إذن هم عدو وحينما نضربهم بالطائرات نحن لم نظلمهم وإنما فقط أخذنا زمام المبادرة في يدنا . هنا ترك الغرفة وهو في حالة من الرعب وعم القناعة بالمرة بحديثي معه غير أنه كان مفحمآ من حديثي وحقيقة الأمر عندما تحدثت عن إستخدام الطائرات لم أكن أهدف كما قلت إلا إلي معرفة إستعداده النفسي للإشتراك في تنفيذ العملية فك الدبابات الموجودة في الحراسات بمجرد إستلام القيادة العامة وإذاعة البيان بالإمكان سحبها بأوامر تصدرها بالجهاز أو إبقاءها في موقعها في خدمة السلطة الجديدة.
نواصل ...
28-10-2006, 01:56 م
Elmoiz Abunura
.
تاريخ التسجيل: 30-04-2005 مجموع المشاركات: 581 The Baath and Ramadan Military Coup- 3 (Re: Amin Elsayed)
Dear friends Attached the third, and final part of the report Regards Elmoiz
14-11-2005, 06:45 PM مشاركة رقم 31 خالد الحاج المشرف العام
تاريخ التسجيل: Sep 2005 المدينة: Netherlands مشاركة: 1,786
--------------------------------------------------------------------------------
(7)
إقتباس: ثم أردف في ألم ظاهر " يا أخي عمر البشير الذي كان الطلاب في الكلية العسكرية يرقصونه رقيص العروس بعساكر المزيكة يمسك البلد ونحن قاعدين نكسب ونحسب كم دبابة ماسكة كبري بحري وكم دبابة قدام القيادة" . هنا سألته نفس السؤال الذي سألته لرفاقه من قبل هل يمكن ضرب هذه الدبابات بسلاح الطيران؟ فأجابني باسمآ بإستهزاء " إنت قايل نفسك عايش هناك مع ناس كاظم وناظم.. ديل وليدات لا عندهم القدرات المعنوية ولا الخبرة الفنية ليقوموا بمثل هذا العمل ودورهم في الثورة كله يطيرون طيران منخفض مع شوية ألعاب جوية وبالكثير يخترقون حاجز الصوت أكتر من كده ما تطلبوا منهم.
تنفيذآ لتوجيه من الرفيق محمد علي قمت بزيارة محمد عثمان كرار في منزله وتناولت معه طعام الغداء وقد أخذت أسأله عن الحركة وما هي مقومات قيامها ورأيه. أخذ يتحدث معي في تحفظ شديد بداية الأمر وواصلت الضغط عليه بعدة أساليب لم يكن الإستفزاز بعيدآ عنها وذكرته أني أتحدث إليه لا بصفتي الحزبية فقط وإنما أيضآ لصلة القربي بيننا فقال لي : يا أخي ديل ناس فرقاء ولواءات وقادتنا عسكريآ وحزبيآ وعيب علينا الكلام الشين فيهم ومن أيام نميري كان بإمكاننا إستلام السلطة وكان يتحدث وهو وقفآ علي المصلاة ليؤدي صلاة العصر . أنا هنا أحاول سحذ ذاكرتي لأنقل كلماته قدر المستطاع وذلك لأني نقلت كلماته للرفيق شريف بعد اللقاء وقام بدوره بنقلها للرفيق محمد علي الذي في مواجهة لي معه بعد قيام العملية وإعدام الرفاق ذكرني أن ما نقلته عن أقوال الشهيد كان محض كذب وإفتراء ولا أدري علي أي أساس إتهمني بالكذب في هذه الواقعة وكما ذكرت أن الرفاق قد إستشهدوا وأنا أنقل هذا الحديث للتأريخ وأنا مسئول عنه مسؤولية تامة . بعد أن أدي صلاة العصر أحضر مصحفآ وحلف لي عليه قائلآ " والله الناس دي حاليآ لديها من العفش (يقصد القوة) ما يغير الأنظمة في أفريقيا كلها ومن أيام نميري كل ما نجيهم نقول ليهم نحن جاهزين أصنعوا خطتكم ووزعوا علينا واجباتنا يقولوا لينا لسع القوة ما كافية أكسبوا وإنتظموا في الكسب وانتظروا . وقمنا نكسب ونكسب إلي أن إنكشفنا وإنضربنا والآن نفس الشيئ حاصل أكسبوا وقاعدين نكسب إلي أن نكسب عمر البشير والترابي وننضرب ونرتاح. وحاليآ زي ما قلت ليك القوة العندهم ممكن تحرر أفريقيا كلها وهم يرددون نفس الكلام ثم أردف في ألم ظاهر " يا أخي عمر البشير الذي كان الطلاب في الكلية العسكرية يرقصونه رقيص العروس بعساكر المزيكة يمسك البلد ونحن قاعدين نكسب ونحسب كم دبابة ماسكة كبري بحري وكم دبابة قدام القيادة" . هنا سألته نفس السؤال الذي سألته لرفاقه من قبل هل يمكن ضرب هذه الدبابات بسلاح الطيران؟ فأجابني باسمآ بإستهزاء " إنت قايل نفسك عايش هناك مع ناس كاظم وناظم.. ديل وليدات لا عندهم القدرات المعنوية ولا الخبرة الفنية ليقوموا بمثل هذا العمل ودورهم في الثورة كله يطيرون طيران منخفض مع شوية ألعاب جوية وبالكثير يخترقون حاجز الصوت أكتر من كده ما تطلبوا منهم. ثم هاجم البلول بأنه قاعد يحسب القوات الصديقة والقوات المعادية ووقته كلو ضائع في هذه المعادلات أما عن قاسم فقال لي " يا أخي ده عشان يكتب الوريقة الصغيرة دي (يقصد طلب الإنتساب للحزب) الناس دي تنبح فيه سنين ولما سفروه بغداد وشاف تجربتنا هناك حتي إقتنع تفتكر ده عايز كم سنة عشان يقدم علي عملية إنقلاب عسكري وراسه الصغير ده كلو خزعبلات و (FALATHY) وما فيه مكان لأي شي آخر (فيما بعد عرفت أنه يقصد تصوفه وإرتباطه بالشيخ ياقوت) المشكلة الناس دي ما عندها المخ لتنفيذ العملية دي وماسكين في أكسبوا أكسبوا ثم قال " عندنا لوائين مظلات هنا في العاصمة ولواء خارج العاصمة وسلاح المهندسين و..... عدد من الوحدات لم أعد أذكرها بالضبط لكن زي ما قلت ليك لا عندنا راس ولا مخ نشتغل بيهو بعضهم يردد ليك كلام فارغ مثلآ يقول ليك يا أخي العملية لو فشلت معناها إعدام وطيب وبعدين أولادي وأسرتي يعيشوا كيف؟ ما عرفين إنو الواحد لما يعدم ويموت تاني لا يحس بأي شيئ لأنه إنتهي ولا يعرف أولاده سيعيشون أو يموتون جوعآ " وكان هذا أجمل حديث سمعته في حياتي حول هذه المسألة. أردف قائلآ " زارني قبل يوم قاسم وتناول معي طعام الغداء هنا وقال نحن ف سبيل عمل جاد وإن شاء الله في خلال شهرين أو ثلاثة نكون جهزنا نفسنا " فضحكت وقلت له يا دابكم بديتم العمل الجاد وزمنا ده كله كنا بنلعب ؟" ثم وجهت له سؤلآ شخصيآ للتأكد من معنوياته إذا كان في إمكانه ضرب معسكر القطينة سمتيتة فقفز من المصلاية مستنكرآ حتي سؤالي هذا إذ أنه مستعد لحرق معسكرهم هذا هو شخصيآ بالسمتيتة وبدونها.
خرجت من إجتماعي معه بأن ما ينقص الحركة هو الإستعداد النفسي لدي بعضهم وهذا إذا صح فهو كارثة بينما تقييم البلول أن النقص هو الإستعداد المادي. بهذين التقيمين ذهبت لحضور أول إجتماع لقيادة التنظيم العسكري. كما أن هاجس ثالث سيطر علي ذهني وهو ما قاله قاسم الكرار من انهم بدأوا عمل جاد سيمكنهم في خلال شهور من بناء تنظيم قوي يمكنهم من عمل شيئ أين هذه الحقيقة وأين ما شرحوا لي من واقع وأين ما شغلوا الحزب به من طلبات : أجهزة إتصال وعربات شرطة إلخ السلسلة من طلبات ولماذا لم يصارحني كما صارحني البلول ؟ علي كل نويت إستجلاء الحقائق في ذلك اللقاء أو الإجتماع وأعددت نفسي جيدآ واضعآ خطة كاملة لمعرفة الحقيقة .
16-11-2005, 03:43 PM مشاركة رقم 32 خالد الحاج المشرف العام
تاريخ التسجيل: Sep 2005 المدينة: Netherlands مشاركة: 1,786
--------------------------------------------------------------------------------
(
محضر الإجتماع الأول
حضر الإجتماع إلي جانب الرفيق علي وكاتب هذه السطور كل من خالد الزين ، عبد المنعم كرار، محمد أحمد قاسم، بشير الطيب . وأول إنطباع أخذته أنه مثال للإجتماع الحزبي السيئ إذ أنه بدأ بدون ترديد الشعار ولم يسجل أي محضر فيه ، فالإجتماع سائر علي بركة الله لا قيادة له ولا منهج ولا غاية لتحقيقها وإنما عبارة عن لقاء لتبادل المعلومات وليس للتخطيط . ووجدت فرصة فسألتهم عن خطتهم فأجابني عبد المنعم كرار (العقيد الذي كتب تقرير الموقف وبناء عليه عمل الخطة التي أطلعني عليها الرفيق محمد علي سابقآ ) أن خطتهم مبنية علي إسقاط كل وحدة من داخلها والدفاع عنها بما في ذلك معسكر القيادة العامة تفاديآ لتحريك أي قوة من موقعها. أما نقاط الحراسة المتواجدة في الشوارع والكباري وهي حوالي العشرين نقطة فتهاجم بأتيام مدرعة. وهذا يعني أنه يتحدث عن خطة دفاعية بينما الخطة التي سلمها للحزب خطة هجومية والإنقلاب كعملية عسكرية أساسآ عملية هجومية وبالطبع لم أذكر له ما دار في ذهني ولم أشر إلي خطته السابقة وتجاوزت كل ذلك وسألتهم من تفاصيل القوة التي تحت يدهم حاليآ أي القوة التي تحت قيادتهم وهم في هذا الإجتماع وفوجئوا بسؤالي ذلك وارتبكوا وبدأوا يتذكرون أن هناك بعض الضباط الجيدين المفروض يتصلون بهم في مختلف الصفوف أذكر أنهم قالوا أن هنالك ضابطين في الصف الكيماوي وعددوا حوالي 7 ضباط سيتصلون بهم بهدف تجنيدهم. هنا ألحيت في سؤالي مطالبهم بيومية قواتهم وبدأوا يتذكرون أسماء بعض الضباط الجيدين المفروض الإتصال بهم ولم يتصلون بهم هنا سألتهم من مدي إستعدادهم كتنظيم حاليآ للقيام بحركتهم رد عليّ بشير الطيب نحن جاهزين وقواتنا جاهزة وما عندنا غير بعض المشاكل البسيطة وإنت ما تحمل هم من الناحية دي . فعرفت أني أمام مهرج ليس إلا . وسألته ما هي المشاكل التي تواجهكم؟ فأجابني بس موضوع الدبابات الموجودة في الشوارع دي. كنت أتوقع منه عوضآ عن حديثه العام الذي يمكن وصفه بأي صفة غير العسكرية أن يوضح لي حجم القوة من كل صنف وفي كل معسكر وعن تسليحها وإمكانياتها في الحركة وحجم الدور الذي يمكن أن تؤديه في الحركة أما أن يردد كلام عام مثل الذي ردده فهو عين التهريج. ودخلت في نقاش مع المجموعة كلها لا ينقصه الإستفزاز بهدف الوصول إلي غايتي التي حددتها قبل الإجتماع مما إستدعي الرفيق محمد علي إيقافي من الديث مرتين وبالطبع الرفيق محمد علي لم يكن علي علم بخطتي المهم الغاية التي وصلتها وتأكد لي أنهم خاليي الوفاض من أي قوة لديهم وهذا ما صرح به محمد أحمد قاسم في أثناء النقاش الحامي الذي كان دائرآ وفي أثناء النقاش قلت ردآ علي الشهيد قاسم كيف طيب ستقومون بالعملية إذا ما عندكم قوة في صيغة إتهام وكأني لا أصدقه وفي سلاح الأسلحة قرابة العشرين جندي بعثي وهنا أوقفني الرفيق محمد علي فصمت. وخرجت بالحقائق التالية :
أولآ - ما قاله الشهيد بلول هو عين الحقيقة.
ثانيآ - معظم أعضاء هذه المجموعة ينقصها الإستعداد المعنوي للقيام بعمل جسور ماعدا القليل منهم ما عدا القليل منهم وإلا أين نتائج عملهم كل هذه السنوات.
ثالثآ - الحزب غير صريح معهم وإلا كان المفروض اعطائهم كل الحقائق وكل القوة التي لديه.
فاتني ان اذكر اني نبهت الرفاق العسكريين عندما كانوا يتحدثون عن القوة وانهم جاهزون للعملية ان يقفلوا باب التجنيد في هذه المرحلة لأن المجندين الجدد دائمآ هم سبب كشف الإنقلابات. اذ انهم عندما ينضمون للتنظيم يكونوا اقل من 50% مع التنظيم وقبل ان تعلوا ثقتهم يفاجئوا بأن الحركة خلال اسبوع فتهولهم المغامرة ويتساقطون . في نهاية الإجتماع طلبت منهم ان يحضروا معهم في الإجتماع المقبل والذي تحدد له بعد يومين يومية القوة كاملة وبتفاصيلها وكان هذا الطلب استهدف منه تأكيد ما توصلت إليه.
محضر الإجتماع الثاني :
تم عقد الإجتماع بنفس اسلوب الإجتماع الأول ونفس الأشخاص الذين حضروا الإجتماع الأول بالطبع لم يحضروا قوائم قواتهم ولا حتي أشاروا لما تم الإتفاق عليه في الإجتماع السابق. عرفنا في الإجتماع أن عبد الرحمن سعيد أرسل رسالة يبلغ البلول أنه سيتم إعتقاله في اليومين القادمين وبعد تبليغنا هذه الرسالة دار نقاش حول الموضوع لا أذكره لأنه لم يعلق بذهني إلا أن الرفيق محمد علي بلغ الإجتماع أن خالد الزين لن يشارك في التنفيذ لأنه قائد العملية ونحن حريصون علي حياته . وأنا أحاول السيطرة علي وجهي حتي لا تبدو عليه علامات الدهشة لهذا القرار لاحظت تبادل نظرات الإرتياح بين قاسم وبشير وعبد المنعم كرار وبدت علي وجوههم علامات الفرح وفي هذه الأثناء إنضم للإجتماع البلول وسيد أحمد. بالنسبة لي هذه النظرات المتبادلة كانت أول مؤشر بأن ثلاثتهم متفاهمين مع بعضهم البعض فما الذي يفرحهم ويتبادلوا نظرات عبارة عن إشارات تهنئة بمثل هذا القرار. أثناء الإجتماع وبينما كان الرفيق محمد علي يتناقش مع سيد أحمد البلول عن توقعاته عن التحقيق الذي سيتم مع البلول وكيف سيتم بصفته ضابط مخابرات. سألني البلول بإستهزاء في صوت خافت الجماعة جابوا ليك يومية القوة؟ فرديت بإشارة من يدي فهم معناها وقد قصدت أن أقول له سيبك دي قصة فاشلة فابتسم وقال لي إن شاء الله تكون إقتنعت. فسألته إنت كيف عرفت ؟ فقال لي أنا غبت من الإجتماع الماضي مخصوص عشان أخليك تشوف وتسمع وجوني جارين بعد اللقاء قالوا لي *** جانا شايل نوتة وقلم وعايز يومية القوة. أسع تراك شفت الحاصل براك إن شاء الله تقتنعوا وتقنعوا الناس في بغداد. رحمه الله كانت هذه آخر كلماته لي. ما أقنعني أكثر بالموقف أن أي من حضور الإجتماع ..وأقول الإجتماع تجاوزآ وتسامحآ. لم يناقش أو يطرح ماذا سيكون وضع التنظيم في مواجهة الوضع الجديد وهو إعتقال قائدهم العسكري. ولم يتطرق لهذه المسألة أي عضو من أعضاء الإجتماع فلم يذكروا من سيخلف البلول في قيادة التنظيم؟ هل يترتب علي إعتقال البلول خطوات أمنية داخل التنظيم أم لا. هل تؤجل الحركة المبتغاة أم تسرع؟ كنت أتوقع من أي أفراد الإجتماع إثارة هذه المواضيع ولكنهم بكل أسف لم يشيروا إليها. تفرق اللقاء وفي نهايته وجدت فرصة لإثناء خالد الزين عن تنازله من المشاركة في التنفيذ بل قيادة الحركة ميدانيآ وهو الدور الذي يثبت شرعية قيادته للدولة مستقبلآ وبالذات في غياب البلول فرد عليّ ما ده قرار الحزب أنا أعمل ليكم شنو؟ تفرق الجمع وعدنا أنا والرفيق محمد علي راجلين إلي الدار.
نواصل.. 17-11-2005, 08:18 PM مشاركة رقم 33 Hassan Farah Member
تاريخ التسجيل: Sep 2005 مشاركة: 131
--------------------------------------------------------------------------------
الاخ العزيز خالد مواصلة لسردك المثير رايت ان اضيف بعض ما اعرفه عن الشهيد محمد عثمان حامد كرار ابن دفعتى فى مدرسة بورتسودان الثانوية التى افتتحت عام 56 مع بوادر الاستقلال وقد التحقنا بها عام 57 كدفعة ثانية و محمد عثمان هو ابن ناظر البشاريين فى منطقة حلايب كان قصيرا نحيل الجسم قوى الشخصية ذا تربية بدوية متميزا فى دراسته محبوبا بين الطلاب والاساتذة لم يعرف له اى نشاط سياسى خلال هذه الفترة واذكر انه بعد انقلاب عبود فرض التدريب العسكرى الكديت على طلاب الثانويات وفى عام 59 تم تجميع فرق الكديت من كل الثانويات فى خور عمر وكان يقوم بالتدريب طلاب الكلية الحربية اثنا التدريب برز محمد عثمان متفوقا بحيث احتل المركز الاول فى الرماية وحصل على الكاس على الرغم من عدم تقيده بلانضباط العسكرى و عندما جلسنا لامتحان شهادة كمبردج عام 60 نجح محمد عثمان و حصل على درجة تمكنه من دخول الكليات العلمية بجامعة الخرطوم لكنه تركنا نحن ندخل الجامعة وفضل الالتحاق بالكلية الحربية وكان هذا مصدر دهشة لنا حيث كنا نعلم ان محمد عثمان بدوى معتد بنفسه يكره الاوامر واساليب العسكر وفيما بعد اصبح محمد عثمان كابتنا متفوقا لطايرات الهليوكبتر مما جعل نميرى يقوم بتعيينه قايدا لطايرته الخاصة ويقال ان نميرى فى مرة كان يقوم بجولة فى ولاية البحر الاحمر والكابتن محمد عثمان بعد هبوط الطايرة ذهب نميرى الى احد المعسكرات اما محمد فقد قرر زيارة اهله وتفقد احوالهم وطال اللقاء ولنا ان نتخيل ما قد يتطرق له الحديث فى مثل هكذا لقاءات فالمنطقة حبلى بالمشاكل من مرض و جهل و فقر وهذا ابنهم و هو المقرب من راس الدولة يقف بينهم يرى حالتهم ويسمع شكواهم العين بصيرة و اليد قصيرة يا لها من شحنة سالبة رجع محمد الى الطايرة فوجد النميرى فى انتظاره و قد طال به الانتظار و انقلب النميرى الى وحش كاسر وانطلقت صيحاته مهددا محمدا بثجريده من رتبته العسكرية و لكن الرجل لم يرتجف بل واجه النميرى بجملة واحدة نطقها بلكنة بجاوية ياخى انت قايل نحنا دخلنا الجيش علشان الرتبة ياخى خد نجومك وانا ارجع لاهلى لا اعلم ماذا حدث بعد ذلك لكن من المعلوم ان محمد عثمان حامد تقلد منصب محافظ بورتسودان بعد انتفاضة ابريل اما انضمامه لحزب البعث فلربما يكون قد حدث اثناء دورة عسكرية فى بغداد تحت تاثير كاظم و ناظم مرة اخرى نرى ان الثقة الذايدة بالنفس اضافة الى ما يتلقنه هؤلاء الضباط فى الكلية الحربية من اساليب الترفع على الجماهير والاعتقاد بانهم هم الابطال المنقذون كل هذه الاوهام تقود الوطن والمواطنين الى افظع الكوارث و قديما قالوا ان النوايا الحسنة قد تقود الى جهنم احيانا يرحمهم الله جميعا ويغفر لهم
17-11-2005, 08:27 PM مشاركة رقم 34 خالد الحاج المشرف العام
تاريخ التسجيل: Sep 2005 المدينة: Netherlands مشاركة: 1,786
--------------------------------------------------------------------------------
حسن فرح مساك الله بالخير يا دكتور أشكرك للإضافة القيمة وحقيقي كان من المفترض أن أكمل الحلقات اليوم ولكن لسوء حظي بعد طباعة أربعة صفحات قامت إبنتي (تسعة أشهر) بمسحه . كيف لا أدري.
لا أعرف الكثير عن هؤلاء الضباط ولكن أخذت وعد من سعادة اللواء*** كاتب المذكرة بفتح باب للأسئلة وربما تجد ويجد كل من لديه تساؤل إجابة شافية لها وشخصيآ لدي الكثير فما قرأته حقيقي محير وغريب وأكثر ما أثار إستغرابي أن كل هؤلاء كانوا يأتمرون بأمر بغداد ولدرجة تقديم أرواحهم في سبيل تحقيق غاياتها وبعد كل ذلك لم يمكنوهم من كل الحقائق والمعلومات؟؟؟ وستري ما أعني في الجزء الأخير.
أرجو شخصيآ أن تكون أسئلة ساخنة.
18-11-2005, 03:03 PM مشاركة رقم 35 خالد الحاج المشرف العام
تاريخ التسجيل: Sep 2005 المدينة: Netherlands مشاركة: 1,786
--------------------------------------------------------------------------------
الحلقة (9) والأخيرة.
خرجت من موقع الإجتماع أنا والرفيق محمد علي وكل منا يحاول إنتقاء العبارات غير الجارحة والمهذبة لصاحبه ويخشي في نفس الوقت من الأفكار أو ردود الفعل من صاحبه عند سماع أفكاره. من جانبي كنت أخشي أن يسألني عن رأي وقد قابلت الجميع وأنا الآن في نهاية مهمتي إذ كنت قد تيقنت من حقيقة حديث البلول وأن هذا التجمع هو بداية لتحقيق نوايا طيبة علي أرض الواقع إلا أني لم أمتلك في ذلك الوقت فواجبي الذي كلفني به كما قلت سابقآ هو نقل الحقيقة المجردة ووضع البديل المدروس أيضآ (المعضلة والحل) أما الرفيق محمد علي فكان مشغولآ ليوضح لي أن أشارك في السلطة الجديدة والتي ستقوم بعد نجاح العملية وإختيار المجلس التنفيذي ( لا أذكر الآن بالظبط ممن سيتكون ولكن منهم خالد والبلول وقاسم وعدد كم إسم تسربوا من ذاكرتي الآن ولم يذكر إسمي بينهم) وحمدت الله أنه لم يوجه لي الذي كنت أتوقعه.
6- في المنزل جلست أرتب أفكاري وعلي ضوء الإجتماعين الذين حضرتهما وأهم الملاحظات التي علقت بذهني والتي سقطت الآن من ذاكرتي الخربة بفعل السكري وتقدم السن.والنتيجة وصلت لها بعد أرق طال حتي صاح المؤذن بصلاة الفجر وكانت كالآتي:
أ- من المؤكد أن ليس لدي هؤلاء الضباط أي قوات كما يدعون وليس لديهم بالتالي إمكانيات لوضع خطة هجومية كما أوهمونا بالرغم من إغراقنا في مطالب عشوائية لتنفيذ خطة لم توضع بعد. أن وجودي بينهم وكشف هذه الحقيقة بمطالبتي بيومية القوة قد حسسهم وأزعجهم جدآ "جانا شايل نوتة وقلم" حديثهم للبلول. ب- إدخالي في التنظيم العسكري قد حسس البلول في تلك الفترة . إذا أن البلول قد إعتقد أني جئت لأنه فشل في عملية الإنقلاب كقائد عسكري للعملية بدلآ عنه وهذا ما فهمته من أسلوب حديثه معي. ت- عدم إهتمام أي فرد من أفراد التنظيم بوضع التنظيم بعد إعتقال قائده العسكري في هذه الفترة بالذات. ث- تعامل الحزب مع التنظيم العسكري بأسلوب غريب تشوبه الريبة والشكوك ذلك أن ليس لدي هذا التنظيم أي فكرة عن وجود تنظيم بعثي بين الصف والجنود. والحزب أصر علي عدم كشفه لهم بالرغم من أن الرفيق محمد علي مؤمن إيمانآ قاطعآ بصدق ما يردده هؤلاء الضباط للدرجة التي فيها قد شكل منهم مجلس قيادة الثورة؟؟ غير أني رغم عدم فهمي أسباب ذلك في تلك الليلة إلا أني حمدت للحزب ذلك علي ضوء ما سمعته من حقائق. ج- إبعاد خالد عن قيادة الحركة ميدانيآ وهو الدور العسكري الوحيد الذي يعطي خالد حق قيادة المجلس فيما بعد بصورة شرعية.
ح- الترابط والتفاهم الذي بدا بين بشير وقاسم وعبد المنعم كرارورضاهم التام علي قرار إبعاد خالد.
بعد أن رتبت هذه الملاحظات قررت تأجيل معالجتها كلها مع الرفيق محمد علي حين أناقش معه وضع العمل العسكري كله مجملآ ما عدا الملاحظة (ج) ألاه والتي تحتاج إلي معالجة سريعة. وبالفعل ناقشت معه هذه الملاحظة مع الرفيق شريف وأقنعته بأهمية معالجتها سريعآ . وكنت أنوي أخذ أجازة 3 أيام في المنزل وفعلآ غادرت الوكر إلي منزلي.
7- كنت متيقنآ أن إقناع الرفيق محمد علي بآرائي التي كونتها عملآ شاقآ ويحتاج إلي كثير عناء ولذلك لجأت إلي كافة ما لدي من كتابات ودراسات وقصاصات من صحف عربية وإنجليزية عن إنقلابات نجحت وإنقلابات فشلت جمعتها كلها لأناقش الرفيق محمد علي علي ضوءها أي إستنادآ إلي التجارب التي خاضتها الحركات الإنقلابية عالميآ وعربيآ ومحليآ. وكانت هذه الوثائق ضمن ملافاتي الخاصة أحتفظ بها وعند عودتي من الأجازة كنت أنوي التحدث مع الرفيق محمد علي مطولآ عن الإنقلاب العسكري الكامل في مراحله المتتابعة زمنيآ (مرحلة الإعداد، مرحلة التنفيذ، مرحلة التأمين) وما يحكم كل مرحلة من هذه المراحل من مبادئ أساسية ومستلزمات من إعداد وتحضير وواجبات إلخ إلخ .. أي الإنقلاب الكامل في صورة علمية مستخرجة من تجارب الآخرين وذلك تمهيدآ لإقناعه بضرورة تأجيل الحركة لإعادة بناء التنظيم بصورة جيدة وبناء أعضاءه معنويآ جيدآ . إلا أني لم أتمكن من تنفيذ ذلك للأسباب التالية :
أ- لاحظت أن محمد علي والتنظيم قد عقدوا العزم علي تنفيذ الحركة وشعرت أن إعتقال البلول قد سهل هذه المهمة بينما كنت أري أن المشكلة ليست في عدم إستعداد البلول وإنما المشكلة تكمن في التنظيم نفسه. ب- لاحظت أن الرفيق محمد علي بالرغم من أنه كلفني باللقاء بضابط التنظيم لم يكن علي إستعداد لسماع تقييمي لهم بقدر ما كان يتصرف معي وفق تقييمهم هم لي رغم أن تحسسهم مني كان ناتجآ كما أوضحت من وضعهم في محك عملي (النوتة والقلم) وكعسكري لم يكن بوسعهم مواجهتي بأي تضليل لذلك إختاروا الخصومة والنقد والرفض التام لي. ت- رغم ذلك لم أعزف عن تقديم مشورتي للرفيق محمد علي فبدأت الحديث معه قائلآ " إن هذه العقليات لن تقوم بإنقلاب عسكري" وقبل إكمال حديثي رد مقاطعآ تسلسل حديثي "صح عشان كده نحن نخلي دي تمشي بحالها ده ونضبط لينا واحد بمزاجنا بعد تلاتة شهور وبرواقة" . ث- فاجأني حديثه هذا فالتفتت إليه مستغربآ وجدته مادآ لسانه لي تهكمآ أو مازحآ وكان هذا بوجود الرفيق حامد فاعتبرت أنه لم يتفاعل مع رأي بصورة جادة. لذلك إستعنت بنصيحة إبن مريم لآل إسرائيل "لا تعطوا الحكمة لمن لا يطلبها" وسكت عن الحديث. عند هذا إنتهت علاقتي بالحركة ومارست نشاطي في إطار الدور الذي كلفني به الحزب.
8- إضافة لما ذكرته من ملاحظات أثناء تماسي المباشر مع هذه المجموعة وملاحظاتي حول مجموعة المظلات قاسم ، بشير، وعبد المنعم أضيف بعض الملاحظات التي إستخلصتها من المعلومات التي جمعتها عن الحركة بعد فشلها وهي كالآتي : أ- إرتابط ثلاثتهم (قاسم،بشير،عبد المنعم) بمركز خارجي بعيدآ أو معاديآ للحزب فإثنين منهم قاسم وبشير مرتبطين بالعميل السعودي المتنكر في ثياب الصوفية الشيخ الياقوت. وهم بالتالي وبالنتيجة عملاء للموساد وال سي أي أيه كان ذلك بوعيهم الكامل أم بدون وعي منهم أما عبد المنعم كرار فقد ثبت إرتباطه بمركز توجيه أمريكي – مصري وكان يمد المركز بكل أسرار التنظيم عضويته نواياه وحتي ساعة الصفر والقوات التي ستشارك في التنفيذ. ب- إنصياعهم للحزب وإنضباطهم له معدوم بالمرة ويتضح ذلك وهم مواطنين عاديين لم يستلموا بعد سلطة ولم تتناقل وسائل الإعلام المحلي والعربي والعالمي أخبارهم وصورهم وتسميهم القادة السودانيين. إذا يفرضون علي التنظيم إرادتهم ويتعاملون مع الحزب الذي يساعدهم في حل مشاكلهم اليومية من مركز قوة والدليل أنهم تمردوا علي الحزب وطالبوا بإبعادي من حضور الإجتماعات. ت- تحقيقهم مع الحزب إذ كان هنالك مكتب عسكري أو هيئة عسكرية أعلي منهم كما إستنكروا وجود تنظيم للجنود لا يعرفونه بينما يعرف عنه كاتب هذه السطور. ث- إصرارهم علي قيادة العملية ميدانيآ مع عجزهم عن ذلك بالمرة وعزلهم القيادة الأعلي الفريق الشهيد خالد والفريق الشهيد الكدرو وإثنيناتهم كانوا أعضاء القيادة العامة للجيش السوداني وعدم إستخراجهم القوة الضاربة الحقيقية التي كانت لديهم وهي الدبابات والدفاع الجوي. ج- إهمالهم الشهيد عصمت القائد الفعلي والعملي للمظلات في تلك الليلة بإعتباره أقدم ضابط سيكون في المعسكر.
9- هذه هي الظروف والملابسات التي عايشتها والتي إستنتجت منها ملاحظتي حول تآمر هذه المجموعة بقيادة قاسم ،بشير، عبد المنعم. أما كيف أدي هذا التآمر إلي فشل العملية فذلك شأن آخر.
ودمتم
إنتهت المذكرة:
وعد سعادة اللواء بالإجابة علي أي تساؤلات يمكن أن تثار في هذا البوست تتعلق بما ورد في المذكرة وعلي من يتابعون من غير عضوية سودانيات إرسال مشاركاتهم في الحوار عبر الإيميل . [email protected]
وسأقوم بنشر الأسئلة ومن ثمة إجابة السيد اللواء عليها.
تحياتي
خالد الحاج.
18-11-2005, 06:10 PM مشاركة رقم 36 عدلان عبدالعزيز Member
تاريخ التسجيل: Sep 2005 مشاركة: 3
--------------------------------------------------------------------------------
سؤالي لسيادته مرتبط بإفادته التالية:
"أ- إرتابط ثلاثتهم (قاسم،بشير،عبد المنعم) بمركز خارجي بعيدآ أو معاديآ للحزب فإثنين منهم قاسم وبشير مرتبطين بالعميل السعودي المتنكر في ثياب الصوفية الشيخ الياقوت. وهم بالتالي وبالنتيجة عملاء للموساد وال سي أي أيه كان ذلك بوعيهم الكامل أم بدون وعي منهم أما عبد المنعم كرار فقد ثبت إرتباطه بمركز توجيه أمريكي - مصري وكان يمد المركز بكل أسرار التنظيم عضويته نواياه وحتي ساعة الصفر والقوات التي ستشارك في التنفيذ."
هل هذا استنتاج أم معلومة حقيقة موثقة؟! أعني علاقة الشيخ ياقوت بالموساد وال سي آي ايه، وعلاقة الشهيد عبدالمنعم بمركز توجيه أمريكي - مصري ومد المركز بكل أسرار التنظيم!
لكم شكري.
19-11-2005, 06:25 PM مشاركة رقم 37 arabi Member
تاريخ التسجيل: Sep 2005 مشاركة: 8
--------------------------------------------------------------------------------
بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أولا أشكر أخى خالد الحاج لسبقه الصحفى الخطير وأشكر كاتب المذكرة لتنويره ومعلوماته الهامة.
وأود هنا أن أطرح بعض الأسئلة وأعقب.
أولا نحن نعلم أن العميد محمد عثمان كرار كان حاكم أو محافظ الشرقى أثناء الفترة الديمقراطية ممثلا" للحزب الاتحادى الدميقراطى ولى هنا أسئلة فهل كان هناك أختراق من جانبكم للحزب الاتحادى؟ أم تم تجنيده فى الفترة القصيرة التى تلت انقلاب الجبهة.؟ أم أشرك من جانبكم للاستفادة من شهرته وشعبيته وسط القوات المسلحة وما تميز به من شجاعة واقدام؟
ثانيا:-اصبنا باحباط وحزن شديدين عند فشل محاولة انقلاب رمضان التى كنا نستبشر به لتخلصنا من نظام الجبهة الفاسد الفاشى ولكن فؤجئت هنا بانها لم تكن الا محاولة بعثية للاستيلاء على السلطة بامر بغداد ومباركتها ولنا فى حكم البعث فى العراق والشام عبرة لمن أراد أن يعتبر. ثالثا:- توجد بجبل أولياء حامية عسكرية وهى موطن الشيخ الياقوت وقد جذب تدين وأخلاق الشيخ الياقوت عدد من الضباط الذين عملوا هناك وغيرهم وصاروا من مريديه ولهم بهم صلة الشيخ بمريديه والمضحك هنا وصف كاتب المذكرة للشيخ الياقوت بالعميل السعودى ونسى ما بين الصوفية والوهابية السعودية من العداء المستحكم وحقيقة لم تقم الدولة السعودية الا لمحاربة الصوفية ولم تتوطد اركان الدولة السعودية الا بعد ان ابيد الاف المتصوفة ومشايخهم فكيف يكون الشيخ الياقوت الصوفى السمانى الصادق عميلا لأعدائه العقائديين.؟ رابعا الذهاب بعيدا بوصفه بالعمالة لامريكا والموساد فهذا هو الجنون بعينه فاذا تعرفت على الشيخ معرفة حقيقية لعضضت بنان الندم على وصفك له بهذا الوصف . والشاهد من كان هذا وصفه لكن لكان اليوم فى صف هذا النظام وتعلم ما بينه والنظام من العداء الشديد . وأظن اننا كنا على أعتاب مرحلة لا تقل فجورا وقتامة من نظام الجبهة إن لم تفوقه. ولكم الشكر والعذر ان بدرت منى كلمة جارحة . ولى عودة.
arabi 22-11-2005, 11:18 AM مشاركة رقم 38 خالد الحاج المشرف العام
تاريخ التسجيل: Sep 2005 المدينة: Netherlands مشاركة: 1,786
--------------------------------------------------------------------------------
Dear kahlid,
i agree with what you said about the wahabi and the sofai and i also want to say the soafi means ( it is refuse the persent and aiming to the future so how can they refuse when he is busy)
what is the real realtionship with the embassy of al wahabi and his repeated visits to suadi arabia. mahmed osman joined the shab party because originally he is khatimy and chossed the batth party because of their way of thinking.
the realtionship is clear from his way of giving the information.
as for the batth party and how the you would off managed the government it is hard judge because it did not happened.
regards,
omar
*هذا رد وصلني بالبريد من السيد اللواء.ردآ علي الأخ عربي.
*وهذه محاولة مني للترجمة للفائدة العامة.
أتفق مع قولك حول الصوفية والوهابية وأضيف هنا أن الصوفية تعني ترك الحاضر والنظر نحو المستقبل (الآخرة) .. إذن كيف يرفضون وهو يعمل؟ ما هي العلاقة بين السفارة الوهابية وزياراته المتعددة للسعودية العربية. محمد عثمان إنضم للإتحاديين لأنه ختمي وإختار كل من الحزبين(الإتحادي+البعث) لتوجهاتهم الفكرية.
كانت العلاقة واضحة من أسلوب تقديمه المعلومات.
سؤالك عن الحزبين وما هو الفرق بينهم إن (حكم البعث) فأنا لا أستطيع أن أحكم هنا لأن هذا لم يحدث.
تحياتي.
عمر.
22-11-2005, 06:01 PM مشاركة رقم 39 عصمت العالم Member
تاريخ التسجيل: Sep 2005 مشاركة: 1,206
--------------------------------------------------------------------------------
العزيز الصديق الرائع باشمهندس خالد الحاج..
اولا شكرا على هذا الجهد المقدر فى اجتهاد مضطرد لتوثيق ظروف وملابسات انقلاب الكدرو..وهنالك عدة اسئله تقف حائره ونريد ان نعرف لها اجابه.. (1) ان الانقلاب كان مكشوفا حتى لاهل السوق والبسطاء..وهذا يقود الى (ا) سذاجة الاعداد والحشد والاجتماعات التى كشفت عن تبيان واختلاف ومتاهات ادت الى ما حصل.. (ب) من هى التى كانت تقف وراء ذلك..بمعنى ان هذه الانقلاب كان ردا على اجتماع جبل اولياء ايام المجلس العسكرى الحاكم بعد الانتفاضه.واختلاف الرؤى والاتفاقات حوله.وتم اجتماع حضره عمر البشير وكان وقتها مقدما.وتم الاتفاق على الاستيلاء علىالسلطه صباح اليوم التالى وإقصاء المشير سوار الذهب ومجلسه..وتنفيذ كل الاتفاقات التى تم الاتفاق عليها واولها إلغاء الشريعه الاسلاميه ومحاكمه رادعه لرموز مايو قد تصل الى الاعدام..سرب عمر البشير الاخبار لجهاز الجبهه الذى اوصلها للفريق تاج الدين عضو المجلس ورئبيس الاركان وغطاء الجبهه داخل القوات المسلحه .وهو الذى قام بالدور الفاعل على التستر على كل تبليغات الاستخبارات فيما يتعلق بحركة يونيو الخاصه بالجبهه..وفى مساء اليوم تمت احالة عثمان بلول وخالد الزين واخرين الى الاستيداع والتحفظ عليهم...وكان ها هو ثأر بين تلك المجموعه والبشير.الذى ارسل اليهم من معتقلاتهم فى الابيض واعدمهم ...بعد فشل انقلاب الكدرو..ليبقى السؤال من هى القوه الرئيسيه الىت تقف وراء الانقلاب.. (2) دور المخابرات الامريكيه من خلال المخابرات المصريه..لتقويض الانقلاب خوفا من وجود نظام بعثى يتبع للعراق خلف بعد الامن القومى المصرى جنوبا,,اعنى السودان..ومصر هى او دوله تعترف بنظام الانقاذ وسوقت له فى الدول العربيه..هنالك تفاصيل خفيفه.. (3) لماذا لم ينفذ سلاح الطيران العراقى وعده بضرب كل مواقع سلطة الجبهه بداية بوادى سيدنا والحاج يوسف وفتاشه.وجبل اولياء..ووحدات المظلات.. (4) من الذى افشى سر الانقلاب..هل هو العقيد.ع.‘.أ الذى تم تسهيل سفره بعد ذلك الى بريطانيا.. (5) اللواء الذى هو حجة فى الانقلابات وقوة الشخصيه العسكريه واركان حرب فى التكتيك...ما الذى جعله قبل الانقلاب يهرب الى خارج البلاد...ويتم تعرض قوات الامن المصريه له.حتى تمكن بمكر ودهاء من التخلص منهم..؟ (6) اللواء محمد عثمان الزبير..وإختفائه.. (7) محاور التناقض العسكرى والتنظيمى..واشكال ابر الدبابات التى لم تصل من العراق..ولماذا سحبت طواقم المدرعات ابر الدبابات بناءا على تعليمات المقدم ابراهيم شمس الدين....؟ هذا يعنى ان المشاركين من طواقم الدبابات كانوا من انصار ابراهيم شمس الدين..وتواجد الكدرو مساء ذلك اليوم فى معسكر المدرعات وهو معزوم لتناول طعام فطور رمضان.. 9 هل كان هدف الانقلاب تصفيات شخصيه.مثل ما فعل مقدم بشير الديك امام القياده وهو ذاهب لآحتلالها حين اشتبك مع ابراهيم شمس الدين الذى كان متواجدا امام القياده فى انتظار المهاجمين. (9) الفريق اول عبد الماجد حامد خليل..وعبد العظيم شقيق الكدرو.والتأكيدات لهم ان سلموا سيحاكمون محاكمه عادله... اين ضماناتهم..؟؟.. 010) لماذ لم تترك مجموعة ال 6 مدرعات التى كانت جاهزه واصرار ضباطها على ضرب الخرطوم اذا دعى الحال.وبيع حياتهم باغلى الاثمان.. (11) هلى انفلاب 1989 هلى هو جزء من تخطيط المخابرات الامريكيه .فى هيمنة استبقت النظر والمستقبل فى معالجه مستقبليه لفكرة التشدد الاسلامى ومسمياته..واستخدام انقلاب الخرطوم كمخلب قط.وحاصرته بالمقاطعات الاقتصاديه وتتويج الارهاب..فى اشعال عارم لتأكيد محاورها والاعداد الى 11 سبتمبر..وكل ذلك جزئيه من هذا المسلسل ..الذى يتطور ويعدل ويعاد اخراجه.. فى انفراد امريكا بريادة العالم..وعلاقة المخابرات الامريكيه بالنظام منذ 1990 باعتراف رئيس الجمهوريه فى لقاء قناة الجزيره مع احمد منصور... كلها ظلال ودلالات ..لمخطط ضاعت فيه معالم الوطن
والسؤال الكبير..
من هم الذين سببوا الدمار الى تماسك القوات المسلحه كقوات وطنيه..وحولوا كل ذلك التماسك لمجموعات عقائديه وحزبيه حتى وصلت الى حضيض الموقع والوقع والمصير... وهل نسيت القضيه برمتها.. .واعدم من اعدم.وشرد من شرد .وذبح من ذبح.واغلقت كل البوابات..وعدنا نعيد الحكى...والمجرمون طلقاء ..بدءا من جعفر نميرى وخالد حسن عباس وابوالقاسم محمد ابراهيم وصلاح عبد العال واذنابهم..والحين هؤلاء البشير والترابى وعلى عثمان ومحمد الامين خليفه وصلاح كرار والطيب سيخه وصلاح قوش..ومجموعات التعذيب والارهاب والقتل والدمار.. كلهم طلقاء ..والجميع يسترجع ويتفرج..
الى متى..
عميق الود العزيز خالد
27-11-2005, 06:03 PM مشاركة رقم 40 معتصم الطاهر Super Moderator
تاريخ التسجيل: Sep 2005 المدينة: كل الكون فى قلبى مشاركة: 1,214
--------------------------------------------------------------------------------
إقتباس: هنا سألته لماذا لا ترمونهم بقنابل حقيقية (رمانات) ؟
إقتباس: ولما عاد سألته عن رد الضابط علي سؤالي فقال رده أنه مستعد إذا وفرنا له دبابتين فقلت له ده زولنا وبلغ به الحزب ليشركونه في عمليتهم
إقتباس: ثم سألته بأسلوب طبيعي من تكوين أتيام الإعتقالات والإعدامات .
إقتباس: ويتحركون لقلب نظام الحكم ولا يريد إعدام رموز النظام
إقتباس: هنا سألته نفس السؤال الذي سألته لرفاقه من قبل هل يمكن ضرب هذه الدبابات بسلاح الطيران؟ فأجابني باسمآ بإستهزاء " إنت قايل نفسك عايش هناك مع ناس كاظم وناظم..
إقتباس: ثم وجهت له سؤلآ شخصيآ للتأكد من معنوياته إذا كان في إمكانه ضرب معسكر القطينة سمتيتة فقفز من المصلاية مستنكرآ حتي سؤالي هذا إذ أنه مستعد لحرق معسكرهم هذا هو شخصيآ بالسمتيتة وبدونها
.
إقتباس: عرفين إنو الواحد لما يعدم ويموت تاني لا يحس بأي شيئ لأنه إنتهي ولا يعرف أولاده سيعيشون أو يموتون جوعآ " وكان هذا أجمل حديث سمعته في حياتي حول هذه المسألة.
العزيز خالد
والاخ كاتب المذكرات
اذا حكم انسان بهذه المواصفات وهذا التفكير هل سيبقى فى السودان ..أى أحد مختلف فكريا معه ..؟
أعود بأسئلة اخرى ..ان شاء الله التوقيعأنا صف الحبايب فيك وكل العاشقين خلفى..
30-11-2005, 11:06 PM مشاركة رقم 41 خالد الحاج المشرف العام
تاريخ التسجيل: Sep 2005 المدينة: Netherlands مشاركة: 1,786
--------------------------------------------------------------------------------
إقتباس: العزيز خالد
والاخ كاتب المذكرات
اذا حكم انسان بهذه المواصفات وهذا التفكير هل سيبقى فى السودان ..أى أحد مختلف فكريا معه ..؟
أعود بأسئلة اخرى ..ان شاء الله
Dear khalid,
this is a reply for the above question, i hope you are well and everything is good.
Dear mutsam,
the situation was not a conflict of opinions. It was a higher type of conflict. It was a conflict of armed weapons a miltiary group fighting agianest a government that came through a conflict and a co'dita. so here the politcis is used by using armed weapons.
regards 01-12-2005, 06:46 PM مشاركة رقم 42 الواثق تاج السر Member
تاريخ التسجيل: Oct 2005 المدينة: Egypt- Cairo مشاركة: 27
--------------------------------------------------------------------------------
شكرا خالد
على هذا التوثيق التوقيعكل ما زيفوا بطلا ......
قلت .........
قلبى على وطنى ...... 01-12-2005, 08:02 PM مشاركة رقم 43 arabi Member
تاريخ التسجيل: Sep 2005 مشاركة: 8
--------------------------------------------------------------------------------
صديقى كاتب المذكرات كيف يكون شيخ له احبابه ومريدوه يذهب مرارا للعمرة ولزيارة الرسول صلى الله عليه وسلم كيف يكون ذهابه للسفارة السعودية فى شئون سفره او سفر مريديه عمالة للسعودية بل هو فى رايك عمالة لأمريكا وللموساد ما هذا الشطط وما هذا الرأى الفطير مثل هذا الرأى من قيادى بعثى نذيرا لنظام بشع شره مستطير وقانا الله شروره وابدلنا نظاما لا يقل عنه كثيرا.
سيدى الكريم ما ذا تسمى حجكم لبغداد كل وقت وحين؟؟ والغريب فى الأمر يتكلم عن علاقتهم بنظام صدام البعثى دون أى حرج ويرمى أفاضل القوم بما ابتلوا به وهم يقبضون حتى قوت اطفالهم من البعث العراقى .((رمتنى بدائها وانسلت)). هناك مكة والمدينة تربط الشيخ الياقوت بالسفارة السعودية . فماذا يربطكم ببغداد؟
انتم سودانيون وأحرار فى بلادكم فلماذا هذا الخنوع لبغداد تتلقون منها معاشكم وتنفذون أوامرها هل فكركم القومى ورسالتكم العرية الخالدة الواحدة لا تتم الا اذا شربت من ضفاف الرافدين؟ arabi
03-12-2005, 07:00 AM مشاركة رقم 44 جلال محمد جلال Member
تاريخ التسجيل: Nov 2005 مشاركة: 68
--------------------------------------------------------------------------------
العزيز/خالد الحاج... بدءاً لك جزيل الشكر علي هذا المجهود الضخم والمتميز. إهتمامي بالموضوع نابع من : 1/ الوثائق تسلط الضوء علي الكثير من الأحداث التي سبقت محاولة رمضان 90 .. وكما هو معلوم لحد الآن أن الكثير من أسرار هذه المحاولة دفنت مع الضابط الذين تم إعدامهم. وإلي الأبد ؛ وبعض الخفايا غير معروفة حتي داخل أروقة حزب البعث نفسه.. ثم تروي الروايات بعد ذلك من وجههات نظر متفاوتة. 2/ تكشف هذه الوثائق عن الكثير من الفوارغ التي تعشش في أذهان بعض ضباط الجيش ؛ وهَم السطوة والسلطة.. وكذلك تفضح الخطل في تعامل الأحزاب العقائدية(حزب البعث كمثال ) مع واقع الأحداث. 3/ أن اعتقد جازماً أن كل ما أوردته الوتائق عن العشوائية وضعف التنظيم للمخاولة الإنقلابية البائسة والمصير الدامي لمنظميها ، صحيحة تماماً... وذلك من خلال معرفتي بالمقدم/عبد المنعم كرار وبعض أفراد أسرته. أتابع لاحقاً.. جلال محمد جلال
4-12-2005, 06:36 PM مشاركة رقم 45 خالد الحاج المشرف العام
تاريخ التسجيل: Sep 2005 المدينة: Netherlands مشاركة: 1,786
--------------------------------------------------------------------------------
أخي العزيز جلال
إقتباس:
أن اعتقد جازماً أن كل ما أوردته الوتائق عن العشوائية وضعف التنظيم للمخاولة الإنقلابية البائسة والمصير الدامي لمنظميها ، صحيحة تماماً... وذلك من خلال معرفتي بالمقدم/عبد المنعم كرار وبعض أفراد أسرته. أتابع لاحقاً
ننتظر إضاءاتك يا صديقي فلا تبخل علينا هذه الحركة ونتيجة للحسم والعنف الذي وجهت به من قبل عسكر الإنقاذ والتكتم عليها من قبل البعث والإنقاذ صارت مصدر ثر للأقاويل والحكي.. أرجو صادق أن يتقدم كل من لديه معلومة حتي نحصل علي حقيقة ما حدث فموت 28 ضابط من خيرة الضباط ليس بالأمر اليسير ولا يجب أن يمر دون عبر ودروس.
End of the message on the Baath, and Ramadan military coup
(عدل بواسطة Elmoiz Abunura on 11-04-2006, 12:37 PM)
| |
|
|
|
|
|
������� ��������� � ������ �������� �� ������� ������ ������� �� ������
�������
�� ���� �������� ����� ������ ����� ������ �� ������� ��� ���� �� ���� ���� ��� ������
|
� Copyright 2001-02
Sudanese
Online All rights
reserved.
|
|