|
حوار مع عضو القيادة القومية لحزب البعث علي الريح السنهوري
|
* القوات المسلحة العراقية موجودة وقيادتها متماسكة. امريكا تولول اليوم وتعترف بانها لن تكسب الحرب * الامريكيون ساوموا صدام بواسطة رامسفيلد ورايس حول قواعد دائمة في العراق والاعتراف باسرائيل شبكة البصرة حوار: احمد يونس
قال امين سر حزب البعث علي الريح السنهوري ان قيادة حزب البعث غير آسفة لاحتلال العراق لانها خسرت الارض دون ان تخسر الشعب، وان المقاومة العراقية الموحدة تحت قيادة البعث توجه ضربات قاسية لقوات الاحتلال وعملائها، واعلن عن تسمية عزة الدوري رئيساً للعراق وقائداً للقوات المسلحة العراقية واميناً لقطر العراق خلفاً لصدام حسين، وقال ان الحرب في العراق لم تنته وان المقاومة في العراق ستستمر حتي اخراج الغزاة من العراق، وسخر وهو يتحدث للرأي العام من اتهام المقاومة العراقية بتفجير المواطنين العراقيين واتهم الاحتلال وايران بتدبير الاغتيالات، بقوله ان المقاومة تنفذ عمليات نوعية ضد المحتل، وانها ماضية حتي التحرير. وكشف السنهوري في منزله بالخرطوم عن مساومات قال ان الامريكان قدموها للرئيس صدام حسين قبيل اغتياله باسبوع تمثلت في اعادته للسلطة مقابل الاعتراف باسرائيل وتمكين الامريكان من ثروات العراق، او نقله هو والاسري الآخرين الي بلدان اوروبية ليعيشوا كرؤساء دول مقابل الطلب من المقاومة الكف عن عملياتها العسكرية واعادة الشرعية لحزب البعث، لكنه رفض بقوله (حياتي فداء لتحرير العراق). لماذا سقطت بغداد وسقط العراق في يد الامريكان في تقديرك؟ سيما وانك كنت شاهداً علي الاحداث بحكم وجودك في قيادة حزب البعث وفي بغداد تلك الايام؟
بغداد لم تسقط، ما زالت واقفة وصامدة وتقاوم، والحرب مستمرة باستمرار المقاومة، قيادة العراق وعلي رأسها (الشهيد صدام حسين) في ذلك الوقت لم تستسلم كما استسلمت اليابان او المانيا، رفضت الاستسلام وما زالت تقاوم، ما ادي لاعتراف بوش بعد خمسة اشهر من الاحتلال ان الحرب لا تزال مستمرة، وحول سرعة دخول القوات الامريكية الي بغداد، فالحرب منذ يومها الاول كانت في بغداد اعتماداً علي القصف الجوي المكثف علي مواقع القوات داخل وخارج بغداد، مستفيدة من التفوق الحاسم الذي يملكه العدو، الذي كان قادراً علي ضرب اية تحشدات للقوات العراقية، وهي بلا طيران وبلا اقمار صناعية، وغير قادرة علي رؤية ساحة المعركة وتحركات القوات الامريكية، الاّ بالدراجات النارية السريعة، ولان المعركة لم تكن متكافئة خططت القيادة بقيادة الشهيد لمعركة مقاومة وحرب عصابات طويلة الامد لعدم قدرتها علي مواجهة الغرب الاستعماري في حرب نظامية.. هنا يأتي سؤال، ما جدوي الدخول في حرب او معركة انت مقتنع سلفاً انك لن تكسبها؟
سنكسب الحرب، لان لها اشكالا مختلفة، هناك الحرب النظامية وغير النظامية، الصفحة الاولي كانت الحرب النظامية، لم يكن بالامكان ترك امريكا تحتل العراق مجاناًُ، لنقاومها بحرب غير نظامية، في الحرب النظامية كانت القوات العراقية تقود معركة قوات غير نظامية بتجزئة الوحدات القتالية، ما ادهش الامريكان حين لم يجدوا القوات العراقية ولم يجدوا اسلحتها، القوات المسلحة العراقية موجودة وقيادتها متماسكة، وتمثل رأس رمح المقاومة مع فدائيي صدام، ومناضلي البعث والمجاهدين العراقيين الوطنيين، وتقود المعركة اليوم، امريكا تولول اليوم وتعترف بانها لن تكسب الحرب، رئيسها يقول ان الهزيمة في العراق ستنعكس علي كل المنطقة، وسوف تتحول لهزيمة حضارية للغرب.. لكن العراق محتل الآن!!
لقد احتلوا الارض لكنهم لم يحتلوا قلوب الشعب الذي يقاوم رغم عدم وجود جبال او غابات، ما يجعل حاضنة المقاومة الرئيسية تنحصر في جماهير الشعب العراقي، ولأن للمقاومة قاعدة شعبية عريضة فهي مستمرة. السؤال ما جدوي حرب كهذه بالاصل استاذ علي؟!
لا جدوي لحرب يقودها مستعمر لاحتلال بلد ما في القرن العشرين، هذا سؤال يجب توجيهه للامريكان، لقد اعترفوا بخطئهم في كل شيء، ليس بالذرائع التي احتلوا باسمها العراق فقط، لانهم يعلمون انها مجرد اكاذيب لاحتلال العراق، اعترفوا ان حربهم ضد العراق لم تكن مدروسة، وانهم لم يقدروا قوة وقدرة حزب البعث علي تحريك مقاومة شعبية واسعة ومستمرة ومتصاعدة، ادركوا خطأهم في وقت متأخر، مأزقهم انهم لا يستطيعون البقاء لان النار تشتعل تحت اقدامهم، ولا يستطيعون الانسحاب لان انسحابهم يعني هزيمة تاريخية وحضارية، وقد قال وزير الدفاع الامريكي السابق رامسفيلد للاوروبيين (ستدركون بعد ثلاثين عاماً ان هذه الحرب كانت ضرورة تاريخية).
لا تنازل اما كان بالامكان تجنب هذه المواجهة غير مضمونة النتائج بتقديم بعض التنازلات لتقليل الخسائر التي تقدم الآن؟!
هذا القرار ليس بيد العراق او الامة العربية، بل لدي قوي الاحتلال، فما هي التنازلات المطلوبة من العراق لتقليل الخسائر كما ذكرت؟! في عام 1993م قال مبعوث بابا الفاتيكان الكاردينال سلبريستي لصدام ان الحصار لن يرفع بقرار مجلس الامن او اية جهة اخري، الطريقة الوحيد لرفعه علاقات مباشرة مع الكيان الصهيوني! حالة استجابة العراق، سيلتقي وفد عراقي بممثلين للكيان الصهيوني ليملوا شروطهم: تصفية كل قوي المقاومة للكيان الصهيوني ومحاصرة الثورة الفلسطينية، وليس الاعتراف باسرائيل وحده! لكن المحصلة كانت واحدة..
المحصلة هي الاستسلام.. الآن الثورة الفلسطينية محاصرة!
الثورة الفلسطينية تقاوم لان المقاومة هي حياة الامة العربية في مواجهة المخطط، ولتحقيق المشروع القومي الثوري العربي، الشيء الذي ادركه القائد المؤسس (احمد) ميشيل عفلق (عليه رحمة الله)، اربعينات القرن الماضي، وقال (ان طريق توحيد الامة وتحريرها لن يمر الا عبر تضحيات جسام)، هذا قدر الامة العربية المحتوم، ان تدفع الثمن غالياً، قبل ان تحصل علي استقلالها ووحدتها. ماذا تقول فيما تردد بعيد احتلال بغداد، ان هنالك ثمة خيانة؟
ليست هنالك خيانة، نفيت هذا من قبل، لربما قصر بعض القادة، ذكرت بعض الاسماء وقيل ان طائرات خاصة نقلتهم الي امريكا، ثم اعلنوا في الفضائيات انهم (مطلوبون لانهم يقودون المقاومة)، بينهم الفريق الركن ماهر عبد الرشيد، فرية الخيانة جزء من حملة اعلامية لتحطيم الروح المعنوية العربية، واظهار العرب كمن يبيعون اقدس ما عندهم بثمن بخس، هذا هدف الامبريالية الذي لم يتحقق لان من اتهمومهم بالخيانة كانوا يقودون المقاومة، بل ان هنالك بعضهم بين قوافل الشهداء التي تتواصل يومياً في العراق. تنقل التقارير ان المقاومة ذات طبيعة طائفية، وانها مقاومة سنية مقابل قبول الشيعة والاكراد بالاحتلال، ما مدي دقة هذه التقارير؟
الولايات المتحدة وايران تريدان تقسيم الشعب العراقي طائفياً لشغله بصراعات جانبية، ايران تريد نيل حصة الشيعة العراقيين عبر البرنامج الطائفي، والامريكان يستخدمون اعلامهم والاعلام العربي المتأمرك لتقسيم شعب العراق (لسني وشيعي آثوري ومسيحي ومسلم)، الواقع ان اغلبية العراقيين يرفضون هذه التقسيمات، ويحتقرون ويزدرون من يطلقها، هنالك سنة وشيعة، وهناك قوة مشبوهة تؤجج الطائفية.. سأعطيك امثلة: (ضبط بريطانيان يرتديان الزي العربي في البصرة يوقفان سيارة مفخخة قرب احد المساجد، جاءت القوات البريطانية وحررتهما بالقوة من الشرطة). مثال آخر :(حاول امريكيان وضع سيارة مفخخة جوار احد مساجد حي العامل في بغداد، عندما اكتشف المواطنونانهم ليسوا عرباً انتزعتهم القوات الامريكية بالقوة). هذا بثته الفضائيات.. فلماذا تفخخ قوي الاحتلال السيارات امام المساجد؟ لتثير الفتنة الطائفية. ومثال ثالث: اقتحم من يسمونهم بـ(المغاوير) مبني وزارة التعليم واخذوا مئتي استاذ في اكثر من مئة سيارة، ثم صنفوهم طائفياً، قتلوا السنة وتركوا الشيعة، في وضح النهار، انهم رسميون ايرانيون بقيادة ايرانية برفقة المجرمين الفارين من العراق، جاؤوا علي ظهور الدبابات البريطانية والمحسوبون علي مقتدي الصدر ممن يسمون بجيش المهدي، ويقدر عدد عناصر المخابرات الايرانية في العراق بمئات الآلاف، مضافاً اليهم الايرانيون الذين يحتلون البصرة. يقوم بعض السنة وبعض الشيعة باعمال تخريبية كردة فعل غير منظمة، اما التفجيرات والاغتيالات في مواقف المواصلات ووسط الباحثين عن العمل هذه ليست مقاومة، اية مقاومة هذه؟ واي عراقي يفجر سيارة وسط العمال البسطاء؟ هذه عمليات مدبرة ومدروسة، يضاف اليها اغتيال العلماء العراقيين كهدف تلتقي عليه الموساد الصهيونية والايرانيون، ايران تسعي لاضعاف العراق وتفريغه من الكفاءات انتقاماً لهزيمتها في حرب الثمانية سنوات، يغتالون الضباط والطيارين بعد مرور عشرين سنة من وقف الحرب، ومثلها مصالح اسرائيل. نـواصـل>>>
|
|
|
|
|
|