إن الصراع السياسي الاجتماعي والاقتصادي والثقافي حقيقة موضوعية ، وله أفقه التاريخي الذي يتجه نحوه .. صراع بين الجماهير الواسعة التي تريد حرية وطنها وتقدمه انطلاقاً من تطور حركتها المستقل عن القوى المعادية للثورة الوطنية التقدمية بأفقها الاشتراكي ، وبين فئة اجتماعية محددة تريد احتكار السلطة لمصلحتها الطبقية الضيقة ولمصلحة أسيادها الإمبرياليين ، وهو ما طبع ساحة الصراع السياسي داخل السودان منذ أن نال استقلاله وحتى الآن . ضمن هذا السياق جاءت وتفجرت انتفاضة مارس ابريل المجيدة التي لم تكن مجرد ردة فعل عفوية لإجراءات اتخذها النظام المايوي بزيادة الأسعار إنما هي نتاج لتراكمات النضال الطويل والمرير الذي ظلت تخوضه جماهير شعبنا لستة عشر عاما ضد هذا النظام وضد نهجه السياسي والاقتصادي .. فالنظام المايوي كان جوهره معاديا لتطلعات جماهير شعبنا في الحرية والديمقراطية والتقدم الاقتصادي والاجتماعي والحياة الحرة الكريمة ، وذلك لأنه كان يقوم على ركائز تتناقض جذريا مع هذه التطلعات ... ولقد جاءت انتفاضة مارس أبريل لتقضي على هذا الكابوس المرعب الذي جثم على صدر الوطن طوال ستة عشر سنة ..
وهنا سنحاول بقدر الامكان تقديم عرض موجز لسير هذه الانتفاضة المباركة وتطورها حتى انتصرت بإرادة الله والجماهير ( مستندا في ذلك على كتاب : الفيضان – الوثيقة التسجيلية لانتفاضة مارس أبريل – للأستاذ المناضل التجاني حسين دفع السيد )
وقبل أن ندخل في استعراض موجز يوميات الانتفاضة المباركة لابد أن نتقدم بالتجلة والتقدير لشهداء الانتفلضة الذين هم أمرم منا جميعا ، وعلى رأسهم الشهيد محمد الحسن فضل الله .. عضو حزب البعث العربي الاشتراكي .. والشهيد الوحيد الذي ينتمي لحزب سياسي !!
وسنواصـل بإذن من نهـوى >>>>>
04-05-2006, 08:00 AM
حسين يوسف احمد
حسين يوسف احمد
تاريخ التسجيل: 08-17-2005
مجموع المشاركات: 4490
إذا كان الأسبوع الأخير من شهر مارس والأول من أبريل 1985 قد شهدا هذه الانتفاضة الشعبية فان نفس هذه الفترة من العام الماضي 1984 قد شهدت أيضا تصاعدا في كبيرا في النضال ضد الدكتاتورية المايوية .. فقد حدث إضراب الأطباء في الفترة ما بين 24 مارس إلى 9 أبريل ، وفي نفس تلك الفترة وبالتحديد في أمسية السادس من أبريل ظهرت أول كتابة على الحائط تضمنت شعارات :
( العصيان المدني طريقنا لإسقاط النظام الفاشي ) ( الإضراب السياسي من أجل الإطاحة بسلطة الفرد ) ( ومية المية .. شعبنا جاع .. وضد نميري بالإجماع )
وغيرهـا من الشعارات الموقعة باسم حـزب البعـث العـربـي الاشـتراكي ... وقد حقق الأطباء في تلك الأيام انتصارا كبيرا على النظام الرجعي حينما أجبروه على التراجع والخضوع والاستجابة لمطالبهم العادلة التي أشهروا في سبيلها إضرابهم المشروع .. وإن كانت كل المطالب لم تتحقق بالمستوى المطلوب ، ولكن هاهو التاريخ يعيد نفسه .. الفترة ذاتها من العام 1985 تشهد انتفاضة شعبية عارمة .. إن فشل البرنامج الاقتصادي للنظام الرجعي كان واضحا للجميع .. ويحس به المواطنون المغلوبون على أمرهم ، والذين تزداد الهوة كل يوم بين دخلهم المحدود والأسعار المتصاعدة وتكاليف المعيشة المرتفعة ، وقد شهد هذا الشهر ارتفاعا جديدا في الأسعار وصل بأوضاع الجماهير الكادحة إلى درجة خطيرة من التدهور .. ( والحقيقة التاريخية التي يحاول البعض وأدها وتزويرها أن أول من بدأ السير في درب الانتفاضة الشعبية كانت نقابة عمال السكة حديد في عطبرة ، حيث خرج عمال عطبرة في يوم 7/3 في موكب هائل يرفض زيادة الأسعار ويطالب النقابات باتخاذ موقف حاسم منها ، وفي يوم 10 / 3 / 1985 خرج موكب موظفي السكة حديد من أجل أن تتخذ نقابتهم موقفا من تلك الزيادات في الأسعار .. وطوال الفترة من 10 – 25 مارس تواصلت التظاهرات في مدينة عطبرة ، وفي يوم 26 مارس 1985 خرجت جماهير مدينة عطبرة بكافة قطاعاتها حيث جابت المدينة وتجمعت في ميدان المولد ثم توجهت إلى دار نقابة عمال السكة الحديد واستمرت التظاهرات في المدينة وفي يوم 4/4 تم إعلان الإضراب السياسي العام .. وقد اعتقلت السلطات عددا من المواطنين بتهمة الانتماء لحزب البعث العربي الاشتراكي
وهكذا كانت انتفاضة 26 مارس 1985 في الخرطوم :
ففي هذا اليوم وبعد أن أشعلت عطبرة الصامدة شرارة الانتفاضة ، خرج موكب طلاب جامعة أم درمان الإسلامية ، ولم يذهب الموكب كثيرا حتى كان عمال المنطقة الصناعية بأمدرمان قد انضموا إليه إضافة إلى أعداد هائلة من الجماهير الغفيرة التي تدفقت إلى الشارع ، وهي تهتف :
تسقط .. تسقط ، سلطة مايو مية المية .. شعبنا جاع .. وضد نميري بالإجماع ثم هتفت الجماهـير : إلى الجمعية .. إلى الجمعية ،
حيث كانوا يقصدون جمعية ود نميري التعاونية التي كانت بؤرة الفساد والجشع والظلم ، وتدفقت الجماهير نحو الجمعية ، فأحرقت مبانيها بأمدرمان ، وتقدم جزء هائل من الموكب إلى مبنى مجلس الشعب بأمدرمان حيث انضمت إليه جماهير المواطنين رجالا ونساء يهتفون بسقوط النظام العميل ..
خرجت صحف النظام العميل في ذلك اليوم وهي خالية من إشارة لأحداث الأمس سوى ما ورد في صحيفة الأيام حول تأجيل امتحانات وإغلاق جامعة أمدرمان الإسلامية .. غير أن هذا اليوم كان يحمل في طياته الكثير مما لا يعجب السلطة المتهالكة ، ففي هذا اليوم خرج طلاب معهد الكليات التكنولوجية في تظاهرة هادرة وهت تهتف :
لن يحكمنا البنك الدولي .. تسقط .. تسقط .. أمريكا ..
وغيرها من الشعارات ، وذلك بعد أن خاطبهم الطالب بكلية الفنون الجميلة ، سـيد أملـس ( عضو حـزب البعـث العربـي الاشـتراكي ) ..
وفي هذا اليوم خرج أيضا عمال المنطقة الصناعية بالخرطوم وجماهير شعبية غفيرة .. وانتشرت شرارة المظاهرات في كل مكان وكان وقودها بالدرجة الأساس أبناء شعبنا من الكادحين والمسحوقين الذين حرمهم النظام العميل من حق المواطنة بدعوى أنهم متبطلون ومتسكعون .. ثم توجهت المظاهرة للسفارة الأمريكية وقاموا بحرق العلم الأمريكي وتحطيم سيارات السفارة وهم يهتفون بسقوط أمريكا ، ثم قاموا بتحطيم الواجهة الزجاجية لبنك فيصل الإسلامي وسياراته وهم يهتفون :
لا متاجرة باسم الدين .. ولا تدجيل باسم الدين .. عائد .. عائد يا أكتوبر مليون شهيـد .. لعهـد جـديـد
وكان سوق الخرطوم كله مسرحا للتظاهرات وأجزاء أخرى من العاصمة .. ولقد استخدم النظام العميل أبشع أساليب القمع في التصدي للمتظاهرين فسمي في ذلك اليوم شهيدا كل من : 1/ عبد الجليل طه علي .. استشهد في طريقه للمستشفى بعد أصابته برصاصة غادرة . 2/ الشهيد ولم .. استشهد إثر طلقة جبانة . 3/ الشهيدة الطفلة مشاعر محمد عبد الله ، ذات العام ونصف .. 4/ حامد حسن محمد .. أصيب بالرصاص في رأسه واستشهد بالمستشفى .
أما المحتجزون بالمستشفى فهم :
عبدا لرازق محمد وداعة ، وحمزة محمد نور ، بالإضافة ل 29 حالة تم علاجها كمرضى خارجيين وغالبيتهم مصاب بالرصاص ..
بالإضافة لذلك تم اعتقـال الطالب سـيد أملس عضو حـزب البعـث العـربي الاشـتراكي ، بعـد ترقب وترصد ومتابعة من قبل جهاز الأمن ومعه أكثر من خمسين طالبا من المعهد ..
مـاذا حـدث فـي مسـتشـفى الخـرطـوم !!!؟؟؟ :
لقد لاحظ الأطباء إن معظم الشهداء قد قتلوا بأعيرة نارية خفيفة ( مسدسات ) وعلى مسافة قريبة لا تزيد عن المترين ومن الخلف الأمر الذي يدلل على أن عناصر جهاز أمن السفاح قد اندست وسط المتظاهرين لاغتيال العناصر النشطة والفاعلة في تحريك الشارع وقيادة التظاهرات ..
ومن هنا تصدى الأطباء لدورهم التاريخي ، فتحرك الطبيبان سـيد محمد عبد الله ( عضـو حزب البعث العربي الاشتراكي ) وأبو بكر مندور واتصلوا بالأطباء ، ودعوا لاجتماع للجمعية العمومية ..
و..نـواصـل >>>>>>>
04-05-2006, 08:27 AM
حسين يوسف احمد
حسين يوسف احمد
تاريخ التسجيل: 08-17-2005
مجموع المشاركات: 4490
في صبيحة هذا اليوم خرجت جريدة الأيام وهي تحمل عناوين :
لن نسمح لفلول الأحزاب العقائدية أن تطل برأسها من جديد .. الثورة ومنظماتها قادرة على أن تردع المتآمرين وتركيع الكائدين ..
أما جريدة الصحافة فقد تحدثت عن عناصر سياسية مخربة قد حاولت أمس الأول بأمدرمان وأمس بالخرطوم القيام بأعمال لشغب حيث انضم إليهم الغوغاء وقاموا بتخريب بعض ممتلكات المواطنين ، وقد تصدت لهم قوات الشرطة وفرقتهم وتمكنت من محاصرة الشغب والسيطرة التامة على الموقف ..
هكذا حاولت صحف النظام أن تختصر الموقف غير أن الأمور كانت تختلف عن ذلك .. إنها ثورة شعبية عارمة تستهدف الإطاحة بالنظام العميل .. والذين تصفهم السلطة بالغوغاء ما هم إلا الكادحون والطيبون الخارجون من رحم هذه الأرض .. أصحاب المصلحة الحقيقة في سقوط هذا النظام ...
فمـاذا جـرى في ذاك اليـوم ؟؟
لقد كانت هناك امتحانات الملاحق في جامعة القاهرة فرع الخرطوم .. وعندما جاء الطلاب للجامعة وجدوها مغلقة وقام جهاز الأمن بتخريب مكان الامتحان لإجبار إدارة الجامعة على قفل الجامعة ، غير أن الطلاب كانوا يستعدون لشئ آخر تماما .. لقد خرجوا إلى الشارع والتحموا بالجماهير الشعبية رجالا ونساء .. يهتفون بشعارات سقوط النظام .. ويرفعون أصواتهم ويملأؤون شوارع العاصمة ويعبرون عن رفضهم لسلطة الجوع والقهر .. لقد قرر النظام أن يعتقل المواطنين بالجملة ، وهاهي السيارات تحملهم بالمئات ، لقد حاصرهم الغاز الخانق والمسيل للدموع والهراوات الكهربائية والرصاص ...في وحشية شاذة وغريبة لا تحدث إلا في الكيان الصهيوني وجنوب أفريقيا العنصرية آنذاك .. وتم اعتقال 450 طالبا وطالبة فحاكمهم القاضي أحمد ابوزيد – وهو أستاذ متعاون في كلية الحقوق جامعة القاهرة فرع الخرطوم – بالجلد والسجن .. أما المسحوقون والذين سموهم بالغوغاء فقد حشروهم بالآلاف في المعتقلات وضربوهم بوحشية صهيونية ..
وفـي هـذا اليوم استشهد المواطن : بـول صـان ، نتيجة إصابته بالرصاص
مـاذا جـرى في ذلك الحين في مسـتشـفى الخـرطوم !!؟؟
بعـد الدعـوة التي تقدم بها الطبيان سـيد محمد عبد الله ، وأبو بكر مندور ، جرى عقد اجتماع الجمعية العمومية لأطباء مستشفى الخرطوم صباح الخميس .. وبعد نقاش مستفيض طرح الدكتور خالد شاع الدين ( عضـو حـزب البعث العربي الاشـتراكـي ) اقتراحا بتبني الإضراب السياسي والعصيان المدني لإسقاط النظام ، وخرج الاجتماع بالتوصيتين التاليتين : 1/ تبني الإضراب السياسي لإسقاط النظام والتنسيق مع النقابات الأخرى . 2/ دخول فرعية مستشفى الخرطوم في إضراب عن العمل لمدة 48 ساعة إبتداءا من الخميس العاشرة صباحا إلى العاشرة صبح السبت ، وذلك حتى يتم تبليغ المركزية وإصدار قرار من المكتب التنفيذي لتعميم الإضراب ..
وصدر بيان في هذا الخصوص ..
وفي نفس هذا اليوم أصدر تجمع الشعب السوداني والمكون من ( حـزب البعـث العربي الاشتراكي ، والحـزب الاتحادي الديمقراطي ، وحزب الأمة أنصار الإمام الهادي وحـزب سـانو وأحزاب وتجمعات جنـوبية وإقليمية وجماهيرية أخرى من ضمنها تضامن أبناء غرب السودان وشخصيات وطنية مستقلة )، بيانا يؤكد فيه على الإضراب السياسي والعصيان المدني لإسقاط النظام ..
الجدير بالذكر أن تجمع الشعب السوداني قد تكون أثناء انتفاضة يناير 1982 ، وفق برنامج سياسي واقتصادي واضح وطرح العصيان المدني والإضراب السياسي كطريق لإسقاط النظام القمعي العميل ..
هكذا كانت الأيام الأوائل من الانتفاضة المباركة .. والسفاح نميري يتوجه إلى أسياده الإمبرياليين .. يتوجه إلى أمريكا وتذيع عنه وكالات الأنباء إنه سيلتقي يوم الاثنين بالرئيس ريغان .. وبعد ايام تقول صحف النظام أنها تزف البشرى للشعب السوداني بأن الفحوصات الطبية قد أثبتت أن الرئيس نميري بحالة جيدة ، وتقول أن أمريكا قد قررت الوقوف مع السودان والإفراج عن المساعدات والمعونات التي تم تجميدها ، ونميري يصرح بأن العقائديين من الأخوان المسلمين ( الذين كانوا يدعمونه ويؤيدونه ونصبوه إماما للمسلمين قبل أيام قليلة من الانتفاضة ) البعثيين والشيوعيين هم الذين يقومون بأعمال العنف والنهب !!!
وهكذا ظلت تكذب أجهزة إعلام النظام .. إنهم يحاولون إخفاء الحقيقة وتزويرها .. يريدون أن يضللوا الجماهير .. ولكن خاب فألهم وارتدت سكينهم الخائبة إلى نحرهم .. وهاهي الانتفاضة تنتظم كل أنحاء العاصمة ، وقبلها كانت عطبرة الباسلة التي عبرت ببسالة وصمود عن موقفها النهائي والحاسم الرافض لنظام القمع والتجويع .. وأصبح الطريق يقود لاتجاه واحد الاستمرار في الانتفاضة الشعبية الحاسمة حتى يتهاوى النظام العميل تحت أقدام الجماهير ..
نواصل بإذن الله >>>>>>
04-05-2006, 08:28 AM
فتحي البحيري
فتحي البحيري
تاريخ التسجيل: 02-14-2003
مجموع المشاركات: 19109
في هذا اليوم خرجت صحف النظام وهي تحمل العناوين الآتية :
بيان من أمن العاصمة حول حوادث الشغب والتخريب بالعاصمة خلال اليومين الماضيين ... المتبطلون والمتشردون حصبوا المواطنين والعربات والأماكن العامة بالحجارة وحاولوا إشعال الحرائق .. حملات فورية لتفريغ العاصمة من العناصر المشبوهة .. اعتقال عدد من المشردين واللصوص وتقديمهم للمحاكم الفورية .. قوات الأمن تسيطر على الموقف وتعلن بأنها لن تتردد في التصدي لكل العابثين ..
السبت 30 مارس 1985
في صبيحة هذا اليوم صدرت صحف النظام وهي تحمل العناوين التالية :
إجراءات صارمة ضد العابثين بالأمن العام .. مواصلة حملات تفريغ العاصمة من المتشردين .. القبض على 2641 من المتشردين ومحاكمة 851 منهم ..
إذا لقد قرر النظام أن يمضي في اعتقال المواطنين الأبرياء وتقديمهم إلى محاكمات فورية ، أو نقلهم خارج العاصمة ..
ولكن في هذا اليوم قد جاء جميع العاملين في أجهزة الدولة إلى أماكن عملهم وهم يحملون رغبة أكيدة في اتخاذ موقف حاسم ونهائي من أجل إسقاط النظام ، وبدأت التحركات في كل الاتجاهات : لقد اجتمعت الهيئة النقابية لفرعية مستشفى الخرطوم وقررت الاستمرار في الإضراب بحيث يتجدد تلقائيا كل 24 ساعة .. واستمرت الحركة من قبل الأساتذة وموظفي البنوك والمهندسين والبياطرة والعمال ... الخ من اجل أن يأخذ الكل دوره في الانتفاضة .. وفي هذا اليوم صدر بيان من الهيئة النقابية لأطباء الجامعة والمعمل الصحي القومي يدعو لتوحيد الجهود للنضال ضد القهر وتحقيق الديمقراطية ، ويعلن دخول أطباء الجامعة والمعمل الصحي في إضراب ابتداء من الساعة الثانية عشر نهار السبت 30 مارس ..
وفي هذا اليوم صدر بيان من الحزب الشيوعي السوداني ...
وفي هذا اليوم تم الإعلان في الصحف أن الأمانة العامة للاتحاد الاشتراكي السوداني في اجتماعها مساء أمس بحثت أحداث الشغب التي شهدتها العاصمة القومية والتي قادتها الجماعات المعادية للسلطة مستغلة البسطاء والمتعطلين في تخريب الممتلكات العام والخاصة وقررت الأمانة العامة أن تكون في حالة اجتماع دائم ، كما قررت تكوين لجنة لحماية المنشآت وفق خطة توضع بالتنسيق مع منظمات الثورة الجماهيرية والفئوية والشعبية )
الأحـد 31 مارس :
لقد صدرت جريدة الصحافة صباح هذا اليوم وهي تحمل العناوين التالية :
لجنة حماية المنشآت تدعو للإبلاغ عن الوافدين والفارين من معسكرات اللاجئين .. قوات الأمن تحث المواطنين على التوجه فورا لاستخراج البطاقات الثبوتية .. معتمدية العاصمة تهيب بالراغبين في العودة لمناطقهم للزراعة تسجيل أسمائهم بالمراكز التي حددتها ..
وفي هذا الوقت كانت قوات الأمن تقوم بحملات واسعة لاعتقال المواطنين وتفرض حالة من الإرهاب والتخويف على المواطنين ليس لها مثيل إلا في دولة العدو الصهيوني ، ونظام جنوب أفريقيا العنصري .. وعلى صعيد آخر اجتمعت فرعية أطباء مستشفى الخرطوم ، وتم إبلاغها بأن النقابة المركزية قد تبنت كل توصيات الفرعية .. وسافر عدد من الأطباء إلى الأقاليم للتبليغ بالإضراب السياسي .. وبدأت الاتصالات بالنقابات الأخرى ، وفي هذا اليوم دخل أطباء مستشفى بحري في الإضراب .. وقد قامت أجهزة الأمن باعتقال عدد من الأطباء ...
وفي نهار هذا اليوم داهمت أجهزة الأمن مقر اتحاد طلاب جامعة الخرطوم ، وهي تحمل الرشاشات واعتقلت جميع من كانوا فيه ، وصادرت أجهزة الطباعة التابعة للاتحاد ، وهي أجهزة شرعية معترف بها من جانب الإدارة ، وبدلا من الاعتراف بالحقيقة لجات أجهزة الأمن للكذب فادعت أنها داهمت "وكرا" داخل الجامعة يستغله البعثييون الشيوعيون ..
الاثنين 1 أبريل :
في صبيحة هذا اليوم صدرت صحف النظام وهي تحمل العناوين التالية :
سلطات الأمن تداهم وكرا داخل الجامعة وتلقي القبض على مجموعة من البعثيين والشيوعيين .. أمن الدولة اكتشف الوكر داخل الجامعة واعتقل مجموعة من قادة الطلاب ذوي الاتجاهات العقائدية اليسارية في حالة اجتماع .. مسودات وبيانات مزورة في الوكر بأسماء مساعدي التخدير وفني الأشعة ونقابة الأطباء وما يسمى بتجمع الشرطة .. أجهزة الأمن ترصد بدقة محاولات الفئات المعادية من الأخوان والشيوعيين البعثيين لزعزعة الاستقرار الداخلي وإثارة الفتنة ..
لقد ادعت أجهزة الأمن أن دار اتحاد طلاب جامعة الخرطوم وكرا ، واعتقلت الآتية أسماءهم :
عمر يوسف الدقير .. رئيس الاتحاد ناهد جبر الله سيد أحمد .. سكرتير عام الاتحاد محمد سعيد محمد السيد .. عضو المجلس الأربعيني محمد إبراهيم محمد .. عضو المجلس الأربعيني المنتصر أبو صالح .. عضو المجلس الأربعيني على الهادي أحمد .. كلية الفنون الجميلة عمر صالح محمد نور .. رابعة علوم قاسم محمد صالح حسن .. ثالثة قانون عبد الرحمن البشير علي .. ثالثة قانون محمد الرشيد محمود .. عضو المجلس الأربعيني مجدي إسحاق أحمد .. سادسة طب أحمد آدم أحمد .. ثالثة آداب علي الأمين محمد الحاج .. كلية الفنون الجميلة
كما اعتقلت أجهزة الأمن كل من :
صلاح حسن مصطفى نعمات أحمد مالك موسى عبد الله
واعتقلت صديق الزيلعي المعيد بكلية الاقتصاد جامعة الخرطوم ، وقالت عنه : " أنها وجدت بحوزته بيانا باسم نقابة المهندسين السودانيين "
ومن ناحية أخرى تم الإعلان عن أن المكاتب لتنفيذية للمنظمات الجماهيرية والفئوية قد عقدت اجتماعا بدار الاتحاد الاشتراكي برئاسة محمد عثمان أبوساق الذي أشار إلى أن أحداث مارس " المشئومة" تدار بواسطة البعثيين والشيوعيين وتهدف إلى التدمير والسلب والخراب .. وتم الإعلان عن أن الخرطوم ستشهد يوم غد الثلاثاء " مسرة سياسية هادرة " تضم جماهير قوى التحالف وقوات نظامية وتجار ورجال أعمال ونساء وشباب حيث تلتقي بميدان الشهداء في التاسعة صباحا ويخاطبها الرشيد الطاهر بكر ، وأبو القاسم محمد إبراهيم ، وبابكر عبد الرحيم الأمين العام للاتحاد الاشتراكي بالإنابة ، وقالوا إنها ستكون مسيرة الردع !!!
وفي المعسكر الآخر .. معسكر الجماهير وقواها الطليعية كانت تدور أشياء أخرى .. فالاتصالات مستمرة من أجل أن ينتظم الجميع في الإضراب السياسي والعصيان المدني ..
هذا وقد أصدر الحزب الاتحادي الديمقراطي بيانا مطولا من أربع صفحات .. وقد أكد البيان على الإضراب السياسي والعصيان المدني لإسقاط النظام ، وإحلال البديل الديمقراطي اللبرالي الذي يعيد الصحة والعافية للإنسان السوداني ..
كما أصدر حزب البعث العربي الاشتراكي بيانا أيضا دعا فيه كل الشعب السوداني لإنجاح الإضراب السياسي والعصيان المدني والحرص على وحدة جبهة الشعب ..
ونواصل باذنه تعالـى >>>>>>>>>>>>>>
04-05-2006, 08:57 AM
حسين يوسف احمد
حسين يوسف احمد
تاريخ التسجيل: 08-17-2005
مجموع المشاركات: 4490
عندما شعر النظام المتهالك بأن الأرض قد بدأت تهتز تحت أقدامه واقتربت ساعة انهياره الكامل ، أراد أن يلملم أطرافه " ويرفع معنويات تنظيماته الكرتونية " .. فلجأ إلى ما أسماه مسيرة الردع حيث بذل جهدا كبيرا لحشد عناصر الاتحاد الاشتراكي في العاصمة والأقاليم .. وحشد عناصر الأمن لتسيير تظاهرة تأييد للنظام .. وقد لجأوا إلى اسلون الضغط على الموظفين والعمال لإجبارهم على الخروج في المسيرة الزائفة ..
لقد تحدث في تلك المسيرة أبو القاسم محمد إبراهيم / أمين الاتحاد الاشتراكي بمنطقة الخرطوم .. وكان متشنجا لأبعد الحدود .. وغير قادر على ضبط أفكاره بحيث تخرج منظمة متناسقة .. وقد جاء في خطابه :
( نحن سنواجههم بمسيرة الرد .. هؤلاء الذين تعودوا أن يطوعوا الضعفاء .. هذا تاريخ الحزبيين .. وهذا تاريخ الطائفيين .. نحن نخرج للشعب ونواجههم .. ولم نراهم يوما كما يخرج أبو القاسم والرشيد الطاهر وعبد الله نصر قناوي وحمد وشباب الثورة .. ونحن نشاهدهم في أبراجهم يحلمون بأكتوبر .. ونسوا أننا صناع أكتوبر .. )
وفات على هذا المتحدث الغريب والذي تختلط الأمور في ذهنه وتنقلب المفاهيم إنه هو وأعوانه الفاسدين الذين ذكرهم في خطابه يقبعون في الأبراج .. تحميهم قوة السلاح بينما المناضلون الشرفاء الذين رفعوا أصواتهم ضد الظلم والقهر والتجويع يقبعون في المعتقلات ويتعرضون لأبشع أنواع التعذيب والتنكيل ..
أما الرشيد الطاهر نائب السفاح نميري للشؤون السياسية والقانونية فقد تحدث قائلا :
( إن شعبنا يواجه ظروفا اقتصادية صعبة .. نعلم هذا .. وندرك أن هذا يأتي في قمة هموم السلطة القائمة .. سلطة مايو .. وفي مقدمة همومها ما يعانيه شعبنا من ضيق في معاشه .. الخطوات التي تقوم بها السلطة من وقت لآخر والسياسات التي تطرحها تستهدف تخفيف المعاناة عن كاهل الشعب )
هكذا يريد الرشيد أن يلوي عنق الحقيقة .. فهل يا ترى سياسة تخفيض سعر الجنيه السوداني ، ورفع الدعم عن السلع والخدمات ، والخضوع لشروط صندوق النقد الدولي تستهدف تخفيف المعاناة ؟؟؟
أما اللواء بابكر عبد الرحيم فقال :
( إن جماهير الاتحاد الاشتراكي ومنظماته الجماهيرية والفئوية والشعبية قادرة على الرد الحاسم على كل معتد في كل زمان ومكان .. إننا لن نسمح بأي تنظيمات أخرى موازية للاتحاد الاشتراكي ، ومنظماته وأن الثورة قادرة على الحسم وردع كل من يحاول النيل من مكتسباتها .. وإن الثورة ماضية في طريقها ولن تؤثر فيها كل المؤامرات .. )
ويبدو أن هذا المتحدث لم يقرأ شيئا عن تاريخ الشعوب .. ولا ندري كيف يعتقد أن مجموعة من الانتهازيين انتمت لما يسمى الاتحاد الاشتراكي تستطيع أن تحمي نظاما متهالكا من السقوط تحت أقدام الجماهير .. لقد تكون الاتحاد الاشتراكي بقرار من النظام .. فهو لم ينبع بشكل طوعي واختياري من بين صفوف الجماهير .. وإن مهمة عناصره ما هي إلا التصفيق والهتاف بحياة الرئيس ..
لقد سارت مسيرتهم الزائفة بشارع القصر حتى السكة الحديد .. وانتهت وكأنها لم تقم .. فهي لم تحدث أي أثر في معنويات الجماهير المتحفزة للنضال والثورة .. ولم تفيد النظام في شئ .. وتفرق جمعهم الهزيل ..
وبقى الشارع ساحة لنضال الجماهير الشعبية الكادحة ضد الدكتاتورية والإرهاب ..
وفي الجانب الآخر كانت التحضيرات تجري على قدم وساق لتعميم العصيان المدني والإضراب السياسي في كل أجهزة الدولة وفي كل أوجه العمل ..
وقد تم الاتفاق بين المحامين وأساتذة الجامعة وموظفي البنوك والمصارف والمهندسين والبياطرة والأطباء على تسير موكب في صباح الأربعاء 3 أبريل لمطالبة السلة بالتنحي الفوري وإعلان الإضراب السياسي المفتوح حتى إسقاط النظام ..
وفي هذا اليوم أصدرت اللجنة المركزية للنقابة العامة للمصارف بيانا في هذا الأمر .. وكذلك الصيادلة والعاملون بوزارة الصحة ...
العزيز حسين تشكر علي المجهود المقدر في التوثيق للأنتفاضة ولدي تحفظ علي مذكرات الأستاذ التيجاني فقد طرح ذكرياته مصبؤغه بإلتزامه البعثي وهذا يؤثر علي مصداقية القيمة التوثيقية لها. لا أحد ينكر دور حزب البعث أو أي حزب آخر في الإنتفاضة و لا أعتقد إن أي حزب يستطيع أن يدعي بأن كوادره لها قصب السبق في قيام الإنتخابات بل يمكننا القول إن حركة الجماهير قد تجاوزت وتقدمت الحركة السياسية.إني أؤمن إن الحركة النقابية كانت رأس الرمح للإنتفاضة فمثلا كانت الشرارة في مستشفي الخرطوم هو سخط الأطباء من إصابات المتظاهرين بواسطة الأمن مستعملين أسلحة نارية و لم تكن حركة تنتظر التنظيم من بعض الأطباء ولم يقم العصيان المدني كفكرة مفاجئة في داخل اجتماع الأطباء في قاعة بروفيسر داوود بل كانت محصلة لعمل وتنسيق بين النقابات لفترة قد جاوزت العام. وأتمني لو بعض النقابيين الذين عايشوا ذلك الجهد أن يسجلو ذكرياتهم ونتنمني ان نسمع من عمر الدقير وهاشم محمد احمد ومامون محمد حسين ومصفي عبدالقادر وعدلان الحاردلو.
Quote: ولدي تحفظ علي مذكرات الأستاذ التيجاني فقد طرح ذكرياته مصبؤغه بإلتزامه البعثي وهذا يؤثر علي مصداقية القيمة التوثيقية لها.
لك الحق في التحفظ ، لكن أحب أن أخبرك بأن الأستاذ التجاني حسين لم يزور شيئا في التاريخ ، إنما سجل وقائع وأحداث .. أضف لذلك إن التزامه العثي يحتم عليه أن ينقل الأحداث كما هي ، لأننا أناس دوما نبحث عن الحقيقة ... والحقيقة التي أحب أن أقولها لك ولكل المتبعين : أن الوثيقة التي كتبها الأستاذ التجاني حسين زاخرة ببيانات الأحزاب والنقابات والاتحادات ، ولأني في سباق مع الزمن أشرت لهذه البيانات فقط كما تلاحظ ... ولأني لا أمتلك جهاز (اسكنر) رأيت أن آتي بهذه البيانات بعد الانتهاء من هذا السرد ... وفي الحقيقة هي ليست بيانات فقط ، إنما كذلك خطب للسيد الصادق المهدي ولقاء مع الأستاذ بدر الدين مدثر قبل 48 ساعة فقط من سقوط النظام .. المهم يا صاحبي هدي اللعب لغاية أن أنتهي من هذا العمل ...
Quote: لا أحد ينكر دور حزب البعث أو أي حزب آخر في الإنتفاضة
اليوم وأثناء ما أنا بنزل في هذا البوست ، كان معي صديقي عضو المنبر الشقيق (جمال الصادق) ، وهو من الكوادر الاتحادية المشرفة ، وأخبرته بأن هنالك من يحاول طمس دور حزب البعث العربي الاشتراكي قي صنع انتفاضة أبريل ، لأن أحدهم أنزل بوست وذكر فيه كل شهداء انتفاضة مارس أبريل ، ولم يذكر الشهيد محمد الحسن فضل الله ، الذي هو الشهيد الوحيد الذي كان ينتمي لحزب سياسي ، وبالتالي يكون حزب البعث العربي هو الحزب الوحيد الذي قدم أحد أعضائه شهيدا فدا الوطن العزيز ، ولا إمتنان ، لكن حينما يحاول الآخرون تجاهل دور الحزب ،م فهنا لابد أن ننحاز لحزبنا ، وتحركنا الغيرة الحزبية للدفاع عن تاريخ حزبنا ونضاله ... ولذلك ذكرت للشقيق جمال إني سأبرز الآتي : من محمد الحسن فضل الله ، ومن هو سيد محمد عبد الله ، ومن هو خالد شاع الدين .. وللعلم الأستاذ التجاني حسين لم يذكر انتمائهم الحزبي في وثيقته ...
Quote: و لا أعتقد إن أي حزب يستطيع أن يدعي بأن كوادره لها قصب السبق في قيام الإنتخابات بل يمكننا القول إن حركة الجماهير قد تجاوزت وتقدمت الحركة السياسية.
وأتفق مع في ذلك تماما ، وفي ذلك يتفق معك الأستاذ التجاني أيضا فلو تلاحظ أنه تحدث عن كيف تحرك عمال السكة الحديد عطبرة ، ومن ثم طالبوا نقابتهم بموقف حاسم وحازم من التدهور الاقتصادي والسياسي والاجتماعي ...
Quote: وأتمني لو بعض النقابيين الذين عايشوا ذلك الجهد أن يسجلو ذكرياتهم ونتنمني ان نسمع من عمر الدقير وهاشم محمد احمد ومامون محمد حسين ومصفي عبدالقادر وعدلان الحاردلو.
وأضم صوتي لصوتك ، لأن عمل عظيم كهذا بالتأكيد لا تستطيع ذاكرة واحدة أن تخلده ، ولا يستطيع بوست واحد أن يبرزه ، ولذلك تلاحظ إني حريص على وضع أي رابط له علاقة بهذا البوست هنا ...
مجددا أشكرك عزيزي ، وأرجو أن تتابع معي السرد ... ولك السلام ... ولنا السلام .. في زمن البحث عن السلام .. حتى مجئ السلام ...
04-05-2006, 08:25 PM
خالد الأيوبي
خالد الأيوبي
تاريخ التسجيل: 01-17-2004
مجموع المشاركات: 751
كانت إنتفاضــة مارس إبريل ملحمــة وطنيــة كبري شـــاركت فيهــا كل قطـاعات الشـــعب الســـوداني و توحدت فيها إرادة الشـــعب بصــورة لم يســـبق لها مثيل ، فكانت الإنتفاضـــة الكبري ضـد الظـــلم و القمــع وكان زوال الحكم الديكتاتوري هو النتيجة الحتمية لتلك الهبة القوية. و بغض النظــر عن أســباب ضياع هذا النصـر و ضياع الديمقراطية فسـتظل الإنتفاضــة في ذاكرانـــا و من حق الأجيــال القادمـة علينا أن نعرفها بكل صغيرة و كبيرة عن تلك المرحلــة الهامــة بإعتبارهــا نموذج رائع و مثال يجســــد قوة و إرادة الشــعب الســوداني و مقدرته علي النضال من أجل إســـتعادة حريتة و التي سوف يستعيدها يوماً ما بإذن الله تعالي ، طال الزمن أو قصــر. و من هنا تأتي أهميــة هذا التســـجيل و التوثيق الجيد الذي تقدمــه أنت هنا أخي حســـــين والذي يعد واحداً من الكتابات النادرة التي توثق لهذا الحدث الهام.
لك التحية و التقدير علي هذا الجهد . و عاش الشعب السوداني المناضل
04-06-2006, 08:39 AM
حسين يوسف احمد
حسين يوسف احمد
تاريخ التسجيل: 08-17-2005
مجموع المشاركات: 4490
خرجت صحف النظام في هذا اليوم وهي تمجد "مسيرة الردع " المزعومة وتتحدث عن "قوة جماهير الثورة" ودحرها لفلول الشيوعيين الملحدين ، والأخوان الضالين ، البعثيين المأجورين ، وكل الدائرين في فلك العمالة والارتزاق ..!!! وأشارت الصحف إلى أن :
الأمة مدركة ومتفهمة واجبها الوطني ، ودورها الحاسم في محاصرة الظروف الاقتصادية الصعبة التي يعاني منها السودان كانعكاس حتمي للازمة الاقتصادية المتفاقم التي تطوق كل بلدان العالم ..!!
وأبرزت الصحف الرسالة التي وجهها السفاح نميري "للأمة:
والتي أكدت فيها أن ثورة مايو هي الجماهير التي آمنت بها فخرجت تتصدى للعملاء المأجورين .. وهي الجماهير التي عاهدت وأوفت فتلاحمت جموعها مدافعة عن مكتسباتها ومنجزاتها .. وإن الثورة هي المبادئ التي تأصلت في ضمير الشعب فلا الخيانة ولا العمالة ولا التآمر قادر على المساس بها ..."
هذا ما قالته الصحف ، وقاله السفاح نميري عن الانتفاضة .. وعن الجماهير ..!!!
ومن ناحية أخرى ورد في جريدة الصحافة ، وتحت عنوان ( سلطات العاصمة تنفي ما أشيع بشأن التصديق بموكب ) ، ما يلي :
"أصدرت سلطات العاصمة القومية أمس بيانا نفت فيه التصديق لأي جهة بالخروج في مسيرة صامتة لتسليم مذكرة للسلطات . وقالت سلطات العاصمة إن البعض قد أشاع بين صفوف المواطنين إن بعضا من الأطباء قد تقدموا لسلطات العاصمة القومية ، وحصلوا على تصديق بتسيير موكب يتحرك في العاشرة من صباح اليوم لرفع مذكرة للسلطات .. وأكدت سلطات العاصمة في بيانها أنه لم يقدم أي طلب إطلاقا لأي مسئول على أي مستوى أو لأي جهة ، وإن موكبا كهذا يعتبر أساسا موكب غير مشروع وكل من يدعو له أو يشارك فيه يكون عرضة للمساءلة تحت قانون العقوبات .."
هكذا اهتزت الأرض تحت أقدام النظام العميل ، الذي قررت الجماهير أن تكنسه إلى مزبلة التاريخ ..
لقد كان يوم الأربعـاء 3 أبريل 1985 .. يوما كبيرا في حساب التاريخ .. إن الجماهير الشعبية الكادحة والمسحوقة والتي عانت الإذلال والاضطهاد والجوع قد قالت كلمتها النهائية الحاسمة منذ يوم 26 مارس ... واعتبرت إن هذه الانتفاضة هي المعركة الأخيرة والنهائية مع سلطة الدكتاتورية والتجويع ... واليوم الأربعاء تقرر أن ينتظم الجميع في موكب لتسليم مذكرة للسلطات تطلبها بالتنحي الفوري مع إعلان الإضراب السياسي العام حتى الإطاحة بالنظام .. وتقرر أن تبدأ المسيرة من أمام كلية الطب ... لقد حاصرت قوات الأمن مستشفى الخرطوم لتمنع الأطباء بالقوة من الخروج .. غير أن الأطباء قد كسروا الباب الخلفي الذي كان مغلقا ، وخرجوا للشارع وتمت محاصرتهم في شارع المستشفى .. فتوجه جزء منهم بطريق آخر والتقى مع مظاهرة القضاة والمحامين القادمة من القضائية حيث ساروا نحو مبنى السفارة الأمريكية ورفعوا علم السودان القديم .. وفي هذه الأثناء كان عشرات الآلف من الرجال والنساء يخرجون إلى الشارع بارادتهم الحرة الواعية ليعبروا عن تحديهم الشجاع للطغيان والارهاب ... وانتظم الجميع في التظاهرات والإضراب السياسي العام .. وأصبح الإضراب السياسي واقعا معاشا وشاملا ..
ومن ناحية أخرى فقد كان تعاطف الجيش وقوات الشرطة مع الشعب واضحا ولا يحتاج إلى تبيان .. وكان قد صدر بيان باسم قوات الشرطة ينفي فيه أي مسؤولية في اغتيال الشهداء ويحمل المسؤولية كاملة لكلاب الأمن والتجسس .. إن عناصر جهاز أمن نميري السفاح قد اندست وسط المتظاهرين وأصبحت تطلق الرصاص من مسدسات كاتمة للصوت ..
ومن الذين اغتالتهم كلاب الأمن الشهيد محمد الحسن فضل الله ، خريج جامعة القاهرة فرع الخرطوم ، والذي يسكن الشجرة ، فهو قد أعتقل في العام 1981 وتم تقديمه للمحاكمة بتهمة الانتماء لحزب البعث العربي الاشتراكي ، وفصل من عمله في بنك السودان .. وعندما حانت ساعة المواجهة الشاملة مع النظام العميل كان في المقدمة .. يقود التظاهرات ويحرض على النضال والثورة حتى ترصدته أجهزة الأمن واغتالته في تظاهرة الأربعاء 3 أبريل ...
لقد كانت الاستجابة للإضراب السياسي العام واسعة وشاملة في العاصمة والأقاليم .. انقطع التيار الكهربائي بإضراب العاملين في الهيئة المركزية ، وتعطلت خطوط الهاتف والتلكس والاتصالات بين السودان والعالم ، وتوقفت حركة الملاحة الجوية بإضراب العاملين في هذه المجالات ، وأغلقت الأسواق .. وتحولت التظاهرات إلى الأحياء .. كان المواطنون في الشارع يتظاهرون حتى الساعة الثانية فجرا ..
هكذا تواصلت التظاهرات ليل نهار .. واكتملت كل حلقات الانتفاضة الشاملة ... وفي هذا اليوم 3 أبريل ، أصدر الدبلوماسيون السودانيون بيانا ، تحدث عن التردي السياسي والاقتصادي والاجتماعي والفكري والأخلاقي الذي وصلت له البلاد .. وتحدث عن السياسات الخاطيئة والفساد المالي والإداري الذي يمارسه النظام العميل ... كما أصدر العاملون بوزارة المالية والتخطيط الاقتصادي " وديوان الزكاة والضرائب " بيانا أعلنوا فيه الإضراب السياسي والالتزام بالتوقف عن العمل والتأييد الكامل لجميع النقابات التي تشارك في هذا الإضراب ... كما أن القضاة أصدروا بيانا إلى جماهير الشعب السوداني أعلنوا فيه تأييدهم المطلق للجماهير في نضالها ضد النظام القمعي ، ودعوا الجماهير إلى الانضمام إلى مسيرتهم التي ستتحرك من مبنى الهئية القضائية صباح السبت 6 أبريل 1985 ...
وفي هذا اليوم 3 أبريل ، أصدر تجمع الشعب السوداني بيانا أشار فيه
" إلى أن الجماهير قد حولت الانتفاضة إلى ثورة شعبية حاسمة لإسقاط النظام القائم ، ثورة لا تقبل التسويات ولا أنصاف الحلول ، إنها ليست انتفاضة جديدة وليست معركة أخرى ضد النظام .. إنها المعركة الأخيرة ولن تتوقف عند أي حد أقل من التصفية الكاملة للنظام القائم .."
ومن ناحية أخرى وبناء على قرار لجنة ممثلي كل من الهيئات النقابية لضباط مطارات السودان ، وضباط المراقبة الجوية ، وضباط لا سلكي الطيران ، ومهندسي وفني لا سلكي الطيران ومهندسي الطيران المدني ، وعمال وعاملات الطيران المدني وموظفي وموظفات الطيران المدني ، دخل جميع أعضاء هذه الهيئات في إضراب مفتوح من صباح الأربعاء 3 أبريل 1985 .. ولقد ظلت إذاعة لندن تضع أخبار السودان على رأس نشرات أخبارها .. ففي مساء الأربعاء أذاعت خبر التظاهرات ، وخبر الإعلان عن الإضراب السياسي .. وكذلك فعلت إذاعة صوت أمريكا .. وكان السودانيون في الأقاليم يحصلون على معلوماتهم عما يدور في الخرطوم من خلال تلك الإذاعات التي أكدت أن موقف "الرئيس نميري" قد أصبح صعبا للغاية ...
ونـواصـل >>>>
04-06-2006, 09:05 AM
حسين يوسف احمد
حسين يوسف احمد
تاريخ التسجيل: 08-17-2005
مجموع المشاركات: 4490
صدرت صحف النظام في هذا اليوم وهي تحمل العناوين التالية :
النائب الأول شكل لجنتين لدراسة التخفيض استجابة لقرار المنظمات الجماهيرية والفئوية لتخفيف المعاناة عن المواطنين ... تخفيض أسعار الزيوت والصابون ... الأخوان المسلمون والشيوعيون والبعثيون يسعون لاستقطاب الجماهير واستعدائها على الثورة ... قناوي : الحركة العمالية ترفض التآمر على الثورة والوطن ... الأمين العام للموظفين : نقابة الموظفين ملتزمة بواجباتها ...
وذكرت جريدة الصحافة في صفحتها الأولى :
"أعلن اللواء عمر بأنه على اتصال دائم بالرئيس القائد بواشنطن الذي يواصل الليل بالنهار بأمريكا للمساهمة في حل المشاكل الاقتصادية التي تواجه السودان ، وقال اللواء عمر : إن الرئيس القائد مقدر لصمود جماهير الثورة ، وإنه مطمئن على أن الوطن في أيادي أمينة .. وأشار النائب الأول إلى أن الرئيس القائد سيواصل زيارته الحالية ولن يقطعها كما أشاع البعض .." " وقال السيد النائب الأول : إنه كان يستطيع أن يوقف الحوادث الأخيرة في ساعة واحدة ، ولكن هذه الثورة أتت للبناء ، وليس للتخريب ، وأضاف بأننا لا نريد أن نستخدم القوة ضد شعبنا ، بل نريد أن نوعيه ونعامله بالحسنى ، ونبعده عن هؤلاء الخونة حتى لا يقودوه للهلاك .."
لقد أصبح واضحا أن النظام العميل يحاول الآن أن يحتوي الموقف المتفجر في وجهه عن طريق تخدير الجماهير بالإعلان عن تخفيض هزيل في سعر ثلاث من السلع ، وإعطاء الوعود بأن هناك تخفيضات قادمة لبقية السلع ..
ولكن هل يمكن أن تعتبر الجماهير أن انخفاض سعر الصابون من 40 قرشا إلى 35 قرشا ، وسعر الرغيفة من 20 قرشا إلى 14 قرشا حلا شاملا ومقبولا !!؟؟
إن وعي الجماهير قد تجاوز كل محاولات التخدير وتغبيش الرؤية .. فالجماهير تدرك أن فشل النظام ليس فشلا جزئيا يمكن علاجه بمثل هذه القرارات ، ولكنه فشل جزري وشامل يمس كافة أوجه الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية ..
إنه فشل لكل برامج النظام وتوجهاته الاقتصادية الفاسدة الخاطيئة القائمة على طريق التطور الرأسمالي ، والارتباط بالإمبريالية العالمية ومؤسسات النهب الاقتصادي الإمبريالي .. ولذلك لم تلتفت الجماهير مطلقا لمثل هذه الألاعيب المفضوحة ولم تعرها اهتماما .. إنما واجهتها بالسخرية والاستهجان ومضت في طريقها الذي اختارته .. طريق الانتفاضة الشاملة والثورة والنصر .. لقد شهد يوم الخميس 4 أبريل توسعا كبيرا في الإضراب السياسي ..
وقد أشارت الإذاعات العالمية " لندن ، مونتكارلو ، صوت أمريكا " إلى أن الاستجابة للإضراب قد بلغت حوالي 80% .. ومن ناحية أخرى تواصلت التظاهرات في كل مكان .. إضافة لذلك تواصلت الكتابة على الحائط في مختلف أجزاء العاصمة ، وضواحيها وهي تؤكد على شعارات :
ثـورة .. ثـورة .. حتى النصـر الإضراب السياسي حتى النصر لن يحكمنا البنك الدولي
وغيرها من الشعارات المحرضة على المضي قدما في الانتفاضة الشعبية حتى النصر ...
وفي هذا اليوم 4 أبريل 1985 أجرت مجلة الدستور حوارا شاملا مع الأستاذ بدر الدين مدثر أمين سر منظمة حزب البعث العربي الاشتراكي بالقطر السوداني ... تحدث فيه عن تصور حزب البعث لكيفية إسقاط النظام القائم ، وتحدث فيه عن تحالف الشعب السوداني ، ودوره المقدر في توحيد فصائل المعارضة الوطنية ضد نظام السفاح نميري ، كما تحدث عن إسهام قوات الشعب المسلحة في انحيازها لانتفاضة الشعب في الخرطوم ، وتطرق إلى الحوار إلى مسألة جنوب القطر ونظرة الحزب إلى حركة العقيد جون قرنق " آنذاك " ...
ونـواصـل باذنه تعـالى >>>>>
04-06-2006, 09:13 AM
حسين يوسف احمد
حسين يوسف احمد
تاريخ التسجيل: 08-17-2005
مجموع المشاركات: 4490
أعضاء الأمانة العامة للاتحاد الاشتراكي يؤكدون أن فلول الأحزاب والمعادين للشعب والثورة يريدون جر السودان لصراعات طائفية ... الأمانة العامة تعلن أن التحرك التخريبي في السودان مدعوم بالمال من جهات أجنبية لزعزعة سلامة الوطن .. نتائج الفحوصات الطبية للرئيس ايجابية ومطمئنة للغاية ... النائب الأول يهنئ الرئيس القائد بالنتائج الايجابية لفحوص الطبية
ومن ناحية أخرى ذكرت وسائل إعلام النظام
" أن الرئيس نمير يوصف ما يجري في السودان ، بأنه مغامرة صامتة يخطط لها العقائديون ، وتدعمها وتقف من ورائها ليبيا .. وأكد سيادته أن مطمئن إلى مقدرة المسئولين بالسودان ، ومؤسسات الثورة ، وأجهزتها للتصدي للموقف بما يستدعي من قدرة وحنكة .." وفي هذا اليوم أصدرت الأمانة العامة للاتحاد الاشتراكي بيانا أوضحت فيه أن " فلول الأخوان وعملاء البعث والحقد الشيوعي هم الذين يتاجرون بالجماهير ومصالحها .. كما يطبعون ويوزعون المنشورات باسم هئيات ونقابات تحرض على الإضراب والتوقف عن العمل دون علم هذه الهئيات والنقابات "
وفي مساء الجمعة أذاعت الراديو بيانا قالوا عنه أنه صادر من قضاة العاصمة القومية ، حيث ورد فيه :
" ولقد اطلعنا أمس على منشور يحمل توقيع ما يسمى بقضاة السودان ، يعلن عن توقف القضاة عن العمل والدخول في إضراب سياسي عام ، واجتمعنا نحن كقضاة وقضاة استئناف ومديرية وجزئية ورؤساء مجالس قضاة ، وبعض العمال القضائيين بالعاصمة ، وتدارسنا ذلك البيان ، وفي هذا الصدد نضع الحقائق التالية أمام شعبنا الطيب : • إن ذلك المنشور عمل مدسوس على القضاة قام به نفر معروفون ذوو اتجاهات سياسية معلومة لدينا .. • لقد توصلنا وبيقين تام للجهة التي قامت بطباعة وتحضير وتمويل ونشر ذلك البيان ... • إننا وإزاء تلك الحقائق ندين ونستنكر ذلك البيان ..الخ
لقد اعتقد النظام العميل وأعوانه المأجورين إنهم بمثل ذلك البيان يستطيعون شق القضاة ، والتشكيك في كل البيانات التي تصدرها الحركة النقابية والجماهيرية ...
غير أن جماهير شعبنا لم يتطرق إليها الشك مطلقا في موقف القضاة الصامد والمنحاز تماما للجماهير ، فهم في الشوارع مع الجماهير .. وفي الأحياء يحرضون على الثورة ، مدفوعين بقوة الجماهير التي تدرك تماما أن البيان الذي يذاع عبر أجهزة السفاح نميري هو البيان المدسوس على القضاة ، وليس البيان الذي يوزع جماهيريا في الشوارع ...
ومن ناحية أخرى ركزت الإذاعات العالمية على أن جميع خطوط الاتصال مع السودان مقطوعة ، وعلى أن إذاعة أم درمان قد توقفت عن بث برامجها ، وإن هنالك طائرة مصرية حاولت أن تهبط في مطار الخرطوم ولم يسمح لها وأن كل الأخبار عن السودان تنحصر فيما تنشره " سونا " وكالة أنباء السودان ، كما أن تلك الإذاعات قد أشارت إلى أن أمريكا قد نصحت نميري بالعودة للسودان نتيجة لتدهور الأوضاع هناك ...
لقد استمرت التظاهرات في العاصمة ، حيث كانت تخرج من الأحياء ..
وفي صلاة الجمعة ، وبمسجد الهجرة بود نوباوي ألقى الصادق المهدي خطبة أشار فيها:
إلى أن هذا النظام الذي يحكم السودان لمدة 16 عاما عجافا ظلم فيها الناس ، وكذب عليهم وأفسد الحياة الخاصة والعامة ، وسلط على الشعب سياط البطش والقهر وجر على الوطن عار التبعية ، يجب أن يزول ... وأشار الصادق المهدي إلى أن : ثورة السودان في رجب ماضية في طريقها بعون الله وتوفيقه ، وعلينا جميعا تفادي المزالق ، فلا نخرب ولا نسمح لأحد أن يمزق وحدة الشعب لأغراض شخصية أو حزبية ، لقد صارت حرية بلادنا قاب قوسين أو أدنى ...
ونـواصـل >>>>>>>>>>>>>>>>
04-06-2006, 09:48 AM
حسين يوسف احمد
حسين يوسف احمد
تاريخ التسجيل: 08-17-2005
مجموع المشاركات: 4490
لقد أشار السفاح نميري في جريدة الأيام بتاريخ 4 أبريل 1985 إلى أنه ليس هناك تحرك معادي للنظام في أي إقليم من أقاليم السودان ... أما جريدة الصحافة فقد أشارت إلى أن اللواء بابكر عبد الرحيم أمين عام الاتحاد الاشتراكي قد تلقى برقية من نائب حاكم الإقليم الشمالي تؤكد وقوف مدينة عطبرة ضد " التخريب والعمالة " ، كما تلقى السفاح نميري برقية من أمين وحاكم الإقليم الأوسط يؤكد فيها " إن جماهير الإقليم الأوسط تستنكر بشدة محاولات العملاء والخونة والمأجورين من فلول وأذناب العقائديين .."
هذا ما ورد في صحف النظام .. غير أن الحقيقة قد كانت غير ذلك تماما...، وفيما يلي ملخصا للانتفاضة في بعض أقاليم السودان :
مدينة عطبرة :
عطبرة ، وبحسها الثوري المتعاظم بدأت الانتفاضة فيها منذ السابع من مارس في التعبير عن رغبتها الأكيدة في خوض المعركة النهائية والحاسمة ضد نظام السفاح نميري ..
خرج عمال عطبرة في يوم 7/3 في موكب هائل يرفض زيادة الأسعار ويطالب النقابات باتخاذ موقف حاسم منها ، وفي يوم 10 / 3 / 1985 خرج موكب موظفي السكة حديد من أجل أن تتخذ نقابتهم موقفا من تلك الزيادات في الأسعار ..
وطوال الفترة من 10 – 25 مارس تواصلت التظاهرات في مدينة عطبرة ، وفي يوم 26 مارس 1985 خرجت جماهير مدينة عطبرة بكافة قطاعاتها حيث جابت المدينة وتجمعت في ميدان المولد ثم توجهت إلى دار نقابة عمال السكة الحديد واستمرت التظاهرات في المدينة وفي يوم 4/4 تم إعلان الإضراب السياسي العام ..
إضافة لذلك فقد أصدر تجمع النقابات بمدينتي عطبرة والدامر بيانا في يوم 2 أبريل ورد فيه :
( إننا نعلن لكل الجماهير المكتوية بنار مايو الأسود إننا بعون الله قررنا أن ثورتنا الباسلة بركب الحركة الوطنية في الخرطوم ، حتى تأخذ حجمها الحقيقي المعبر عن الإرادة الوطنية ، لسحق نظام الدجل والنفاق ، ولن يفلت الطاغوت الذي هرب بأسرته ، وبقوت الجماهير للتسكع على أرصفة أسياده ...)
وفي يوم 4 أبريل توسع التجمع النقابي وعقد اجتماعا هاما أعلن فيه العصيان المدني والإضراب السياسي لمدة 3 أيام ، تنتهي يوم الأحد حيث يتم الاجتماع مرة أخرى لاتخاذ الخطوات اللاحقة ..
وفي يوم 4 أبريل 1985 صدر في مدينة عطبرة بيان من منظمة حزب البعث العربي الاشتراكي بالمدينة ، جاء فيه :
( باسم الملايين من المعدمين والجياع والمشردين ، والمهضومة حقوقهم من أبناء هذا الشعب العظيم ، يعلنها حزبكم القائد ، ثورة حتى النصر .. فلتتقد ثورة الجياع لتلقين طاغوت مايو الأسود وعصابته المأجورة درسا يخلد عظمة هذا الشعب الأبي ... )
مدينـة واد مـدني :
سيرت مجموعة من النقابات "12 نقابة" بواد مدني في يوم السبت 31 مارس 1985 موكبا لتسليم مذكرة لحاكم الإقليم الأوسط ، ومعنونة إلى النائب الأول لرئيس الجمهورية ، وقد اشتملت المذكرة على تحديد أسباب التردي السياسي والاقتصادي في البلاد وأشارت إلى أن هذا النظام قد وصل لطريق مسدود ، وإن التغيير قد أضحى حتميا ، وإن على النظام أن يستجيب سلميا لهذا التغيير ، وإلا فإن الشعب لا محالة محقق إرادته مهما غلا الثمن ..
وجاءت في المذكرة عدة مطالب ، منها :
تعطيل العمل بدستور 1973 المقيد للحريات ، وتكوين قيادة انتقالية ممثلة لجميع الفئات الوطنية لتسيير أمور البلاد حتى قيام مؤسسات ديمقراطية منتخبة من قبل الشعب .. وحددت المذكرة مهام السلطة الانتقالية في حل جهاز أمن الدولة والاتحاد الاشتراكي ومجالس الشعب وإطلاق الحريات العامة وحل مشكلة الجنوب سلميا ومحاسبة كل مرتكبي الجرائم في حق هذا الشعب ...الخ
وعلى أثر ذلك الموكب اعتقل جهاز الأمن بمدينة واد مدني عددا من الأطباء غير أن تلك النقابات واصلت اتصالاتها مع النقابات لتدخل الإضراب السياسي العام ...
وفي يوم الخميس 4 أبريل كان السوق في المدينة مغلقا تماما ، ودخلت معظم المصالح والمؤسسات الحكومية في الإضراب السياسي العام ، وسيرت النقابات ، وجماهير المدينة مظاهرة هادرة تهتف بسقوط النظام ، بدأت من مبنى القضائية وتوجهت نحو السكة الحديد ، فتصدت لها قوات الأمن بالغاز المسيل للدموع ..
مدينة كسـلا :
أعلن الأطباء في مدينة كسلا الخميس 4 أبريل 1985 حيث سلموا مذكرة لحاكم الإقليم الشرقي ، وكان أن اجتمعت نقابات الأطباء والمحاميين والقضاة والصيارفة والبياطرة والزراعيين والمهندسين ، في ميز الأطباء وقرروا تكوين تجمع القوى الوطنية وإعلان الإضراب السياسي ، ودخل بعض هذه الفئات في الإضراب يوم السبت قبل إذاعة بيان انحياز القوات المسلحة للجماهير ، وقد سيرت كل هذه القوى موكبا ضخما يطالب بقيام حكومة مدنية ديمقراطية ، وحل جهاز أمن الدولة ، وإطلاق سراح المعتقلين السياسيين ...
مدينـة كـوسـتي :
في الفترة ما بين 26 مارس على 6 ابريل ، شهدت مدينة كوستي جملة من الفعاليات السياسية التي بدأت يوم 26 مارس نفسه بكتابة شعارات على الحائط موقعة باسم حزب البعث العربي الاشتراكي ، تدعو الجماهير للإضراب السياسي والعصيان المدني ..
وفي 30 مارس ابتدأت التظاهرات في المدينة تهتف بسقوط نظام القهر والجوع .. وتكون تجمع النقابات من 14 نقابة على رأسهم الأطباء والمحاميين والقضاة ، وقد
قامت أجهزة أمن السفاح باعتقال المواطنين الآتية أسماءهم :
1/ أحمد يحي أبو القاسم ... طالب . 2/ حيدر أحمد مكي .. مهندس مدني . 3/ بشير آدم البشير ... مساعد صيدلي . 4/ عيسى البشير رابح .. طالب بالصف الأول ثانوي .
مدينـة بور تسودان :
بدأ الإضراب السياسي في بور تسودان يوم الثلاثاء 2 أبريل 1985 بمبادرة من نقابة الأطباء بالبحر الأحمر ، بإعلانهم الإضراب المفتوح الذي وجد استجابة سريعة بإضراب المحاميين في يوم 3 أبريل ، ثم إضراب المهندسين بكافة أقسامهم ، وبلغ الإضراب ذروته يوم الخميس 4 أبريل وتحول إلى شكل كامل في يوم السبت 6 أبريل ..
لقد تحول ميز الأطباء في بور تسودان منذ الثلاثاء 2 أبريل إلى مركز تجمع شعبي ، ووزع الأطباء منشورا يدعون فيه للعصيان المدني ، مما أدى لاعتقال أكثر من 30 طبيبا ..
وفي صباح السبت وقبل بيان انحياز قوات الشعب المسلحة للشعب ، خرجت المدينة في تظاهرة هادرة ، وتم تسليم مذكرة لحاكم الإقليم تؤكد على الإضراب حتى إسقاط النظام ... وعند سماع بيان انحياز القوات المسلحة للشعب تقرر الاستمرار في العصيان المدني حتى يتم حل جهاز أمن الدولة ، واعتقال سدن النظام المايوي ، وإطلاق سراح المعتقلين السياسيين ، وتسليم السلطة للشعب .. ولم يرفع الإضراب في بور تسودان إلا بعد يوم الثلاثاء 9 أبريل 1985 ...
ونـواصـل مـع يـوم الحسـم ، يـوم السـادس من أبريـل ...
>>>>>>>>
04-06-2006, 11:12 AM
حسين يوسف احمد
حسين يوسف احمد
تاريخ التسجيل: 08-17-2005
مجموع المشاركات: 4490
في صبيحة هذا اليوم كان الإضراب السياسي قد أصبح شاملا وراسخا كالطود .. وكل أجهزة الدولة أصيبت بالشلل التام .. ولم يتبق لسدن النظام ما يقولونه .. والحقيقة إنهم قد توقفوا عن التصريحات .. والتهديدات .. والوعود .. وعن الظهور عبر وسائل الإعلام منذ مساء الخميس .. فنائب السفاح نمير اختفى عن النشرات الإخبارية تماما .. وصارت تلك النشرات الإخبارية التي تذاع بالراديو تكتفي بخبر داخلي واحد .. وتنتقل بعده للأخبار العالمية ..
ومن ذلك الخبر وصول برقية من نائب حاكم بحر الغزال تأييدا للنظام .. وخبر آخر عن اجتماع لمنظمات السلطة الكرتونية يدعو له أبو القاسم محمد إبراهيم صباح السبت !!!
لقد كانت كافة الجماهير الشعبية الكادحة التي فجرت الانتفاضة ، وكافة قطاعات الشعب السوداني تعتبر يوم 6 أبريل 1985 يوما فاصلا وحاسما في المعركة ضد النظام .. وكان القرار واضحـا :
الخروج في مسيرة هادرة وشاملة تحتل القصر الجمهوري ، وتعلن خلع السفاح نميري ، مهما كان الثمن ، ومهما غلت التضحيات ...
وفي هذه الأثناء بدأ الراديو يذيع الموسيقى العسكرية ويعلن أن هنالك بيان مهم من الفريق الأول " عبد الرحمن محمد حسن سوار الذهب " على المواطنين أن يترقبوه ..
وجـاء البيان ..
ليعلن خبر انحياز القوات المسلحة إلى الشعب وانتفاضته ، واستيلائها على السلطة لتقوم بنقلها للشعب عبر فترة انتقالية محددة .. وتدفقت الجماهير إلى الشوارع في مواكب هادرة لم يشهد لها التاريخ مثيلا ، وهي تهتف :
جيش واحد .. شعب واحد .. رأس نميري مطلب شعبي .. ضد قانون أمن الدولة .. لن يحكمنا أمن الدولة .. لن يحكمنا البنك الدولي ... الحكم المدني مطلب شعبي ...
وتوجهت تلك الجماهير من كل أنحاء العاصمة المثلثة نحـو سجن كـوبـر ، وقامت بكسـر الأبواب الحديدية ، وفتح الزنزانات ، وإطلاق سراح المعتقلين السياسيين ...
وبعد ذلك بدأت ردود الأفعال تتوالى من القوى السياسية والنقابية المختلفة ... [REF]فقد أصدر التجمع النقابي بيانا رحب فيه بإعلان قواتنا المسلحة انحيازها إلى جانب الشعب ، وأشار إلى أن الهدف الأساسي للانتفاضة هو تحقيق الديمقراطية وكفالة الحريات العامة : حرية التنظيم والتعبير والعقيدة ، وحدد أن المدخل لكل ذلك يكمن في الآتي :
1/ اعتقال كل الذين أفسدوا الحياة العامة من مسئولي النظام المايوي وزمرتهم الفاسدة ... 2/ تصفية جهاز امن الدولة ومعاقبة أفراده ..
وأشار البيان إلى ضرورة التمسك بالإضراب السياسي العام بواسطة كافة قطاعات شعبنا حتى النصر النهائي بتسليم السلطة لممثلي الشعب في " تجمع القوى الوطنية لإنقاذ الوطن " ..
ولقد أصدر حزب البعث العربي الاشتراكي بيانا جـاء فيه :
( إن شعبنا يعتز بدور القوات المسلحة في التجاوب مع مطالبه في تصفية النظام المايوي ، وتسليم السلطة للشعب ليقرر بإرادته الحرة نظامه الجديد ..) وأشار البيان أيضا إلى قلق الشعب من عدم اتخاذ أي إجراءات بحق قادة النظام المندحر ، وجهاز أمن الدولة ، وعدم صدور قرار بإطلاق سراح المعتقلين السياسيين ، ودعا للاستمرار في الإضراب السياسي والعصيان المدني ، والمحافظة على زخم الانتفاضة الشعبية ، حتى تتحقق مطالب الشعب كاملة ، غير منقوصة ... كما دعا لتسليم كامل السلطات لممثلي الشعب دون إبطاء ، وحدد أهداف الانتفاضة في الآتي :
1/ إلغاء قانون أمن الدولة ، وإشاعة الحريات الديمقراطية ، بما فيها حرية الصحافة والأحزاب السياسية ، والنقابات واستقلال القضاء ، والجامعات والفصل بين السلطات الثلاث ... 2/ الحل الديمقراطي السلمي لمشكلة الجنوب ... 3/ تخليص البلاد من كافة أشكال التبعية للأجنبي .. 4/ مواجهة الأزمة الاقتصادية الخانقة .. 5/ محاسبة المفسدين ...
كما أصدر تجمع النقابات " عطبرة .. بربر .. الدامر " بيانا دعا فيه إلى الاستمرار في الإضراب السياسي والعصيان المدني حتى إشعار آخر ، وطالب بتنفيذ الآتي : 1/ رفض حالة الطوارئ والاستمرار في المواكب اليومية .. 2/ حل جهاز أمن الدولة .. 3/ إطلاق الحريات العامة واستقلال القضاء .. 4/ تسليم السلطة لحكومة مدنية تتوفر فيها الصفة القومية .. 5/ إطلاق سراح المعتقلين والسجناء فورا ...
وقد وقعت على البيان ما يقارب الخمسين نقابة في عطبرة والدامر وبربر ..
كما أصدر التنظيم الاشتراكي العربي الناصري بيانا في صبيحة 6 أبريل ، وقبل بيان الإعلان عن انحياز القوات المسلحة للشعب ، أكد فيه : 1/ مواصلة النضال اليومي بتصعيد العمل الشعبي لمحاصرة أجهزة النظام ، وسد كل المنافذ التي يحاول أن يتحرك منها لضرب الثورة ... 2/ العمل على توسيع دائرة الإضرابات ، لتشمل جميع مواقع العمل والإنتاج ... 3/ الاستعداد لمعركة نهائية وحاسمة ، لتقوية وحدة العمل النقابي والسياسي ، لمواجهة النظام الذي تدفعه غريزة البقاء لاستخدام القهر والعنف ضد أبتاء شعبنا ..
هـذا وقد أصـدر التجمـع الوطني للنقابات في اليوم الثالث لبيان انحياز القوات المسلحة للشعب بيانا أكد فيه ، إنه قد استوثق من جدية القيادة العامة في تسليم السلطة للشعب ، وأعلن عن رفع الإضراب السياسي ...
.........
وهكـذا نكـون قـد وصلنا مع الأستاذ التجاني حسين لنهاية الوثيقة ... وبإذنه تعالى سنستعرض لاحقا البيانات التي أصدرتها مختلف القوى السياسية والنقابية في تلك الفترة ....
>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>> ونـواصـل ...
04-07-2006, 08:36 AM
حسين يوسف احمد
حسين يوسف احمد
تاريخ التسجيل: 08-17-2005
مجموع المشاركات: 4490
Quote: بسم الله الرحمن الرحيم الجمعيـة العمـومـية للهيئـة النقـابيـة لأطبـاء الخرطـوم التـاريـخ : 28/3/1985
بيـان إلـى جمـاهـير الشـعب السـودانـي الكـريـم
لعلكم تعلمون تجري ما يجري في بلادنا منذ أمد بعيد ، من تدني وانهيار شمل كل أوجه الحياة ، بسبب سياسات سلطة الجوع والقهر الخرقاء ، وبالذات في الأيام الأخيرة ... حيث الأمور إلى أن يتحدى رئيس الدولة ، مواطنيه الجياع في خطاب عبر أجهزة الإعلام ، وما نتج من ذلك خروج الجماهير الجياع في مظاهرات تستنكر فيها سياسات السلطة ، فما كان من أجهزة أمن النظام إلا أن استعملت العنف غير المبرر في مواجهة المتظاهرين الشرفاء العزل ، مستعملة في ذلك ومنذ اللحظة الأولى الرصاص والهراوي والغاز المسيل للدموع ... وقد تأكد أن بعض المصابين والشهداء قد أطلق عليهم الرصاص من مسافة قريبة ( أي المسدس ) ، وذلك من قبل أشخاص مختلطين بالمتظاهرين ، وقد أدت الحوادث في هذين اليومين إلى شهداء ومصابين ...
ونحن نتحدث كأطباء في مستشفى الخرطوم التعليمي عن الحالات التي وصلتنا ، وتفاصيلها كالآتي :
شـهداء أمـس 27/3/1985 : 1/ الشهيد : عبد الجليل طه علي ، الذي أصيب برصاص الغدر والخيانة في الظهر ، وتوفى في طريقه إلى العملية .. 2/ الشهيد : أزهري مصطفى ، 20 سنة ، أصيب برصاص في السجانة .. 3/ الشهيد : وليم ، أصيب بالرصاص .. 4/ الشهيدة : مشاعر محمد عبد الله ، طفلة عمرها عام ونصف ، ماتت عندما تعثرت أمها وعي تجري ، فوقعت عليها ..
أما المحجوزين بالمستشفى ، فقد كان عددهم أثنين ، وهما : عبد الرازق محمد وداعة الله ، وحمزة محمد نور ، وقد كانت هناك 29 حالة تم علاجها كمرضى خارجيين ، وغالبيتهم مصاب بالرصاص ...
أما حصيلة اليوم من انتفاضة جماهير الشعب السوداني ، فقد كانت أوسمة على صدور كل من : 1/ أبكر أحمد محمد ... 2/ رفعت عثمان مكاوي ... 3/ محمد حسن الشيخ ... 4/ أماني محمد ... 5/ سهير محمد عباس ... 6/ يونس محمد ... 7/ عادل محمد إدريس ...
وثلاثة عشر آخرين ...
وقد قرر أطباء الخرطوم الدخول في إضراب من يوم الخميس 28/3/1985 ، وحنى السبت 30/3/1985 ، تضامنا مع جماهير الشعب ، مع تغطية الحوادث .. وعلى المركزية الدخول في الإضراب السياسي مع بقية النقابات لإسقاط النظام المتهالك ...
Quote: في صبيحة الأربعاء 5 رجب 1405 الموافق 27 مارس 1985 ، تجمع بعض طلبة معهد الكليات التكنولوجية من العقائديين يقدر عددهم بحوالي مائة وخمسين طالبا ، وتسربوا إلى شارع علي عبد اللطيف ، ثم شارع الجامعة ، فشارع القصر ، إلى ميدان أبو جنزير ، والسوق العربي ، وتصدت لهم قوات الأمن ، وقامت بتفريقهم ، واعتقال عدد كبير منهم ، وكالعادة استغل المتبطلون الموقف ، فبدأوا يحصبون المارة بالحجارة ، وشرعوا في عمليات التخريب ... حيث حطموا عددا كبيرا من عربات المواطنين ، وحطموا واجهات بعض البنوك ، والمحلات التجارية ، وتسببوا في قتل طفلة عمرها عام واحد ، كما سببوا الأذى لعدد من المواطنين الأبرياء ، وحاولوا إشعال النار في بعض طلمبات الوقود ...
وكان المخربون يقومون بعملياتهم في شكل جيوب ، تنتشر هنا وهناك ، وتتفرق حال ظهور قوات الأمن ، وقد تصدت لهم قوات الأمن ، وقامت باعتقال بعض المتشردين ، وهم يقومون بعمليات النهب ، وتم اعتقال عدد كبير من المخربين ، وشكلت لهم محاكم فورية باشرت أعمالها مساء أمس الأول ، وحاكمت ما يربو على ثلاثمائة بأحكام مختلفة ...
وقوات الأمن إذ تطمئن المواطنين بأنها تسيطر على الموقف سيطرة تامة ، لتعلن بأنها سوف لن تتردد في التصدي بحسم لكل من تسول له نفسه العبث بأرواح وممتلكات المواطنين .. وسوف تبدأ حملات فورية لتفريغ العاصمة من كل العناصر المشبوهة التي تتسبب في التخريب ، وفق الأسس الموضوعة حماية للشعب وصونا لمقدراته ...
...
وسـنـواصـل باذته تعالى >>>>
04-10-2006, 01:00 PM
حسين يوسف احمد
حسين يوسف احمد
تاريخ التسجيل: 08-17-2005
مجموع المشاركات: 4490
بيـان الهيئة النقابية لأطباء الجامعة والمعمل الصحي القومي
Quote: نقـابـة أطبـاء السـودان الهيئة النقابية لأطباء الجامعة والمعمل الصحي القومي
بيـان لجمـاهـير الشـعب السـوداني
دنـت لحظـة الخـلاص .. فلتتحد صفوفنـا ...
بعـد ستة عشر عاما من الكبت والقحط تصل السلطة الحاكمة ببلادنا للانهيار السياسي والاقتصادي التامين ، وتتفاقم أزمة النظام فيخرج بالعديد من الزيادات في أسعار السلع الضرورية ، وينذر بالمزيد ، بل ويؤكد رئيسه إنه ماض في سياسة تشريد العاملين تنفيذا لتعليمات صندوق النقد والبنك الدوليين ، سلطة أذاقت جماهيرنا كل صنوف الجوع والقهر ويأبى رئيسها إلا أن يتمادى في استخفافه بالإنسان السوداني واستفزازا لكل قطاعات شعبنا وسخرية من كادحيه ... وكان انفجار جماهيرنا الثائرة يوم 26/3/1985 ردا حاسما وبليغا على الطاغية وانهمر الرصاص ولم يزد جماهيرنا إلا صمودا وإصرارا فكان الشهيد تلو الشهيد فداء لك يا وطن الصمود لتبقى راية النضال خفاقة حتى النصر .. إننا نعلن التزامنا الكامل لجانب شعبنا ، وشجبنا لسلوك أجهزة القمع ، وإننا وانطلاقا من أخلاقيات مهنتنا التي تفرض علينا صون الحياة والمحافظة على الإنسان نتوجه بالنداء لكل الذين حملوا السلاح ، أن يكفوا عن استعماله في وجه أشقائهم المواطنين المطالبين بالعيش الكريم لكل فئات شعبنا ...
بني وطني الشرفاء ...
فلتتوحد صفوفنا نضالا ضد القهر من أجل إنهاء حكم الفرد وإطلاق الحريات العامة ... من أجل الديمقراطية .. وإسهاما منا في دفع حركة جماهير شعبنا الثائرة ، فقد دخلنا في إضراب عن العمل منذ الساعة الثانية عشر نهار السبت 30 مارس 1985 ....
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة