كل جينات عشق امدرمان ورثتها وحيدا من جدَي..

كتب الكاتب الفاتح جبرا المتوفرة بمعرض الدوحة
مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-09-2024, 09:53 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الثالث للعام 2009م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
09-26-2009, 00:21 AM

محمد عمر جبريل
<aمحمد عمر جبريل
تاريخ التسجيل: 08-27-2009
مجموع المشاركات: 2263

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
كل جينات عشق امدرمان ورثتها وحيدا من جدَي..

    هنا..
    أعيد رسمها مرة أخرى ..
    بحروف أنفجرت لتخرج ..
                  

09-26-2009, 00:28 AM

محمد عمر جبريل
<aمحمد عمر جبريل
تاريخ التسجيل: 08-27-2009
مجموع المشاركات: 2263

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: كل جينات عشق امدرمان ورثتها وحيدا من جدَي.. (Re: محمد عمر جبريل)

    كانت أجمل رنة جرس أسمعها في حياتي .. تلك التي أعلنت نهاية آخر إمتحان في الشهادة السودانية.. جمعت ورقة الأمتحان سريعا وأنا لا أكترث لمراجعة بقية الإجابات أو التأكد منها .. لا أرى سوى باب الفصل يتراقص أمامي معلنا عن نفسه مدخلا للحرية .. قوسا للنصر ومعبرا لعوالم حرمت منها بمرسوم بابوي .. عام كامل وأنا سجين تحاصرني أربعة جدران درج وكتاب وقلم وكوب من اللبن يأتيني كل مساء تحمله دعوات أمي لي بالتوفيق وكلية الطب .. برغم الأمثلة الكثيرة للأطباء المعدمين في حياتنا لكن تبقى ترجمة الوالدة لمعنى النجاح هي الحصول على هذا اللقب .. لقب الدكتور .. تعال يا دوكتور .. ماشي وين يا دكتور .. والله الدكتور ده مرق قبل شوية وما قال ماشي وين ..
    ربما يكون إحساسا بالنقص في ذلك الجيل قليل الحظ في التعليم أنهم جميعا يريدون أبنائهم وبناتهم (دكاترة) ليس للنجاح المادي ولكن اللقب يزيد من ثقل الأسرة ... والله ناس هناي ديل عندهن ولدن دكتور .. دي عمت الدكتور .. نحن ساكنين جمب بيت الدكتور .. خواء تمارسه مجتمعاتنا بإعطاء هذه المهنة بعدا تفاخريا كالمال والبنين والقناطير المقنطرة من الذهب والفضة .. مهنة الطب مهنة رائعة جدا .. ولكن هي كغيرها من الوظائف والمهن .. ترس من تروس ماكينة حياتنا الكبيرة .. تتداخل مع غيرها من المهن كالتعليم والخياطة والحلاقة والهندسة والزراعة لتضفي على مجتمعنا صبغة الآدمية .. وتخلق تفوقنا النوعي على بقية الكائنات والمخلوقات ولكن هذا البعد التفاخري المتداول في مجتمعاتنا الشرقية يحملنا – كطلاب – هما إضافيا في حالة عدم نجاحنا للدخول لكلية الطب .. والخرطوم تحديدا ..
    أذكر في يوم من الأيام ذهبنا أنا ومعي صديقين من أصدقاء الثانوي ودخلنا كلية الطب في شارع القصر .. وإنبهرنا بتلك (الأناتيك) والقطع الفنية لحسناوات بلادي .. لم يكن وقتنا يكفي لمزيد من التأمل ذهبنا لأحدى الأشجار الموجودة داخل المجمع وأخرج كل منا قلمه ونحتنا أسمائنا على جذع الشجرة وأقسمنا أن نجلس ثلاثتنا مرة أخرى تحت هذه الشجرة في العام القادم .. لكن كثرة الأسماء التي وجدناها منحوته على الجذع جعلتني أتسائل .. هل جميعهم هنا الآن؟ هذه الأسماء الثلاثة موجودة حتى الآن في أخر شجرة من الناحية الجنوبية (محمد – وليد – أمير)
    خرجت من باب الفصل وأنا لا أستطيع أن أقاوم رغبتي في الجري .. فقط أجري حتى أسقط مغشيا عليه من التعب .. كل الأشياء تنضح بالحياة .. زرقة السماء ومزيرة المدرسة وذلك المسرح الذي لم يعاد طلائه منذ إنشاء المدرسة .. خيمة الكديت التي قضينا فيها أياما نتقمص دور العسكر ونستمتع بالسادية التي نمارسها مع المستجدين وساعات الإدارة الطويلة وقيام (النعامة) .. تمر علي كل تلك الصور متسارعة وأنا أدور بنظري أبحث عن ذلك الأستاذ الذي أقسمت أيمانا مغلظة في يوم من الأيام أن أبرحه ضربا لأخرج من قمقم خوفي منه داخل الفصل.
                  

09-26-2009, 00:49 AM

محمد عمر جبريل
<aمحمد عمر جبريل
تاريخ التسجيل: 08-27-2009
مجموع المشاركات: 2263

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: كل جينات عشق امدرمان ورثتها وحيدا من جدَي.. (Re: محمد عمر جبريل)

    صديقي وليد يمتطي دراجته ملوحا لي بيديه الإثنين ربما لمناداتي وربما ليزيد من غيظي وحقدي عليه لعدم إمتلاكي دراجة مثله .. حقدي – كان من النوع العادي – الذي يحمله جميع البشر بلا إستثناء فقد كانت دراجته حلما عصي المنال أنظر إليها كل يوم وأنا أبتهل للسماء أن تتدهسها شاحنة زد. واي. على الطريق العام أو يهبط عليهم لص من السماء ذات ليلة ممطرة ليسرق ملابسهم ويهرب بهذه (العجلة) .. لكن سعادتي في ذلك اليوم تلاشت في حضرتها كل الأحاسيس المنحرفة .. كنت أريد القيام بكل الأشياء التي حرمت منها في عام مضى .. كنت أريد النوم ملئ جفوني وأن أشاهد كل البرامج والمسلسلات والأفلام في التلفزيون .. كنت أريد الجلوس بعد نهاية (الدافوري) مع أصدقائي حتى غروب الشمس ونحن نخلع أحذيتنا ونجلس في منتصف الميدان ونضع التي شيرتات على أكتافنا ونتجادل لساعات في من هو سبب الفوز ومن هو سبب الهزيمة .. من قبل كنت أركض للبيت عند إنطلاق التكبيرة الأولى لآذان المغرب خوفا من أبي .. فقد كانت فترة راحتي من الدراسة هي ساعة واحدة فقط .. يجب أن يراني أبي في المسجد أصلي المغرب معه وعندما يعود للمنزل يجب أن يراني على طربيزة (السفرة) أذاكر .. يدخل علي أبي في نفس اللحظة كل يوم قبل أن يضع جلبابه الذي أدى به الصلاة وهو يمسك بكيس التمباك وينظر إلي من زاوية تتساوى فيها أضلاع القسوة والحنان ثم يسألني .. عن حالي وأحوالي مع المذاكرة وعن هل أحتاج أي شئ ؟؟
    لم يكن خوفي من الفشل يهمني لنفسي بقدر ما كنت أخشى على هذا الوقار من الخذلان ..
                  

09-26-2009, 00:56 AM

محمد عمر جبريل
<aمحمد عمر جبريل
تاريخ التسجيل: 08-27-2009
مجموع المشاركات: 2263

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: كل جينات عشق امدرمان ورثتها وحيدا من جدَي.. (Re: محمد عمر جبريل)

    ترجل وليد من عجلته وهو يسير بجواري ونحن ننفث دخان سجائرنا بكل زهو .. وكأننا نعلن عن رجولتنا وتحولنا من مرحلة الصبى والطفولة لمرحلة الشباب ونظرتنا تتحدى كل من تسول له نفسه بسؤالنا عن هذا الذي نفعل .. رغم هذا الزي الذي يفضحنا ويعلن إنتمائنا للمرحلة الثانوية ولكن هناك هاتف داخلي يخبرنا أن هذه المرحلة إنتهت مع رنة الجرس الأخيرة وبدأت معها مرحلة التمرد ..
    التمرد على كل شئ .. التمرد على القوانين المنزلية التي لا تتوافق مع ميثاق الأمم المتحدة لحقوق الإنسان .. التمرد على القيود التي ضربت علينا قرابة العقدين من الزمان .. ونحن لا نسير في هذه الحياة إلا كما يريد أبائنا وأخواننا الأبكار !!
    الحفلات, السينما , العرقي, التأخر حتى بعد منتصف الليل , الصلاة داخل المسجد وذلك الحي المشهور في جنوب الخرطوم لم تكن إلا رموزا للتحدي وخارطة لطريق الإنتقال من مرحلة إلى مرحلة إخرى .. كانت من أركان الإنتماء لهذه الأسرة ومثلها بقية الأسر المحافظة .. ولكن كسلوك تربوي مارسه معظم آباء ذلك الجيل كان حتى مجرد الحديث عن هذه الأشياء يعتبر من المحرمات ..
    لماذا يمارس هؤلاء الآباء ساديتهم بهذه الصراحة .. لماذا لا يتقبلون نضجنا العقلي وإتساع مداركنا ..!حكى لي أحد أصدقائي ذات يوم أن أباه قام بعقد إجتماع مصغر معه هو وبقية أخوته في المنزل وكانت ورقة الأجتماع هي (تعاطي السجائر والسعوط) .. في بيان ركيك من الوالد أخبر أبنائه الأربعة بالقرار التالي :
    كل من تسول له نفسه شراء سجارة أو كيس سعوط عليه أن يفعل ذلك من حر ماله ..!
    - أنا ما شغال وشقيان في الدنيا دي عشان أديكم مصروف تمشو تسجرو ولا تسفو بيهو !!
    هكذا يكون الدور التربوي ..
    لماذا لا يقوم بتذكيرهم بمخاطر الأدمان على هذه المكيفات بدلا عن التهديد والوعيد لمجرد أن المال المستخدم هو من شقائه وحر ماله ؟؟
    كانت الرسالة واضحة جدا لصديقي وأخوته .. أفعلوا ما يحلو لكم ولكن ليس بمالي أنا ..

    (عدل بواسطة محمد عمر جبريل on 09-26-2009, 01:07 AM)

                  

09-26-2009, 00:56 AM

صديق الموج
<aصديق الموج
تاريخ التسجيل: 03-17-2004
مجموع المشاركات: 19433

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: كل جينات عشق امدرمان ورثتها وحيدا من جدَي.. (Re: محمد عمر جبريل)

    محمد واصل هذا السرد الباذخ
    سوف نعود بعد الجرس بفتح الجيم اوكسرها لايهم....
    انطقها كما شئت وشكلها كيفما تريد فكلها صحيحة،،،
                  

09-26-2009, 01:12 AM

محمد عمر جبريل
<aمحمد عمر جبريل
تاريخ التسجيل: 08-27-2009
مجموع المشاركات: 2263

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: كل جينات عشق امدرمان ورثتها وحيدا من جدَي.. (Re: صديق الموج)

    يا الله يا صديق ..
    يا الله ..
    هل حقا أتاح هذا الباسويرد اللعين تقاطع خطوطنا !!
    والله لو خرجت من هذا المنبر بمرورك على أحد بوستاتي وإعجابك به لكفاني ..
    عد أنى شئت فالمقام يلغي بعد الزمان ويبقي على الكلمات ميقاتا لكل التفاصيل ..
    .
    .
    .
    الصغيرة
                  

09-26-2009, 01:59 AM

محمد عمر جبريل
<aمحمد عمر جبريل
تاريخ التسجيل: 08-27-2009
مجموع المشاركات: 2263

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: كل جينات عشق امدرمان ورثتها وحيدا من جدَي.. (Re: محمد عمر جبريل)

    أحمد الله لنعمة وجود أب يمارس دوره كمربي مثقف في المقام الأول نال قسطا متوسط من التعليم في ذلك الزمان وعمله كأستاذ لثلاثة عقود أكسبه أحترافية عاليه جدا في التعامل معنا .. ولكن بعض أشيائي الصغيرة كانت تئز لأحساسي أنها فقط تسير وفق رغبته هو .. كنت أريد الصلاة في المسجد لرغبتي أنا بأدائها هناك وليس خوفا من عقابه .. كنت أعتقد أن هذه الأجزاء الثلاثة التي حفظتها من القرآن تكفيني لأصلي ما تبقى لي في عمري .. ولكن والدي – العزيز جدا – أفضل حالا من والد صديقي فورقة (تعاطي السجائر والسعوط ) عند مناقشتها معنا كنت كلماته تمتلئ بالندم .. بالخوف علينا من السير في نفس الطريق .. كان ينصحنا أملا لا تهديدا .. رجاءا لا وعيدا .. ينصحنا ويحدثنا عن قوة العزيمة .. عن الإرداة وقوتها في مرحلة الشباب ..
    أذكر في أول يوم عرف فيه والدي – العزيز جدا – بأني أتعاطى السعوط وقبل أن يضع مقاسات الخيزران على جسمي .. قال لي ..
    - تعرف يا محمد ..
    - أنا قريت حاجة جميلة جدا في الكتاب ده الليلة ..
    (وضع الكتاب جانبا)
    - أي حاجة بتبدا بي فكرة .. بعد داك بتتحول لي وسواس .. لو ما إتخلصت منو سريع يبدا يتحول لي رغبة .. الرغبة دي لو ما قاومتها بتتسلح بالإصرار .. رغبة في حاجة معاها إصرار معناها التنفيذ .. بدون التفكير في العواقب . .. (العواقب دي قالها لي بالإنجليزي) كونسي شنو كده ما عارف ..
    - دحين إنت يا محمد يا ولدي بتسف سعوط .. صاح وللا ما صاح ؟؟
    لو لا تلك المقدمة لأعلنت إنكاري يسبقه مسك المصحف بيدي اليمنى وإعلان طهارتي وقسمي بهذا الكتاب الكريم .. ولكن هو الأب الواعي الذي يعرف تماما كيف (يدردق) أحد أبنائه ..
    بعدها بثواني كنت أبدل أجنابي ..يسرة ويمنى .. جنبي الأيمن يتلقى عدد من أصناف وقع الخيزران وبين كل بضع سياط الخيزران يركلني بقدمه ليجعل البعد بين جسمي ومستوى نزول الخيزران في قمة الألم .. كنت كل ما سنحت لي فرصة أقترب منه مرة أخرى حتى لا أشعر بوجع الخيزران على جسدي ثم..
    ثم ركلة أخرى بقدمه تدفعني بعيدا أليس هو ذلك الأب المتمرس ؟؟
    لم يفصلني عن ساعة العذاب تلك إلا إستغاثة أمي ورجائها وتوسلها له بأن يتوقف .. وأذني لا تسمع إلا صوت الخيزران وهو ينزل من السماء العليا على بدني ..وتذكيره لي ببعض العبارات التي رددها لنا كثيرا في مناقشة ورقة (تعاطي السجائر والسعوط)

    (عدل بواسطة محمد عمر جبريل on 09-26-2009, 10:50 AM)

                  

09-26-2009, 11:02 AM

محمد عمر جبريل
<aمحمد عمر جبريل
تاريخ التسجيل: 08-27-2009
مجموع المشاركات: 2263

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: كل جينات عشق امدرمان ورثتها وحيدا من جدَي.. (Re: محمد عمر جبريل)

    كانت أمدرمان حتى وقت قريب من أحب الديار إلى نفسي وتجتاحني خواطر كثيرة كلما عبرت الكبري متجها إلى هناك , كنت أزورها بين الفترة والأخرى لأتنسم من عبيرها الحب والدفء .. لأرتشف منها طعم السعادة وأحلق في مسارب لم أعرفها من قبل ,,
    أول مرة رأيت فيها أمدرمان على أرض الواقع كان في العام 97 .. عقب دخولي إلى الجامعة ومعرفتي لمجموعة من الزملاء ساكني تلك الديار .. من قبل كانت الاسماء مثل الثورات ,ود البشير , بانت , العرضة وأبوروف كالأساطير وحكايات ألف ليلة وليلة والغول والعنقاء .. أسماء لم تعرفها ذاكرتي نسبة لعدم سكن أي من أقاربي تلكم البقاع .. كنت أسترق السمع لكل من قال أنه كان هناك أو قال أنه ذاهب هناك .. كنت أسأل نفسي كثير عن الطابية وبوابة عبدالقيوم ........ من هو عبدالقيوم هذا ؟؟ هل هو من جهابزة التاريخ السوداني القديم ؟ أو المعاصر؟ ولماذا سميت تلك البوابة باسمه ؟؟ ماذا كان يدور في حوش الخليفة ؟ ولماذا كانت امدرمان من التقديس بمكان لساكنيها ؟؟
    كل هذه الأسئلة والكثير الكثير غيرها يشدني شدا لامدرمان ..
    في تلك السنوات هي أيضا بادلتني حبا بحب دفء بدفء وكانت أحرص مني على عودتها إليها .. بصراحة كانت تغويني للعودة إلى هناك !!
    رغم كل سنين الشقاوة لكن لم تجد علي شطارتي بالخروج من الدنيا بفتاة أعشقها إلا كانت تسكن أمدرمان !! أيام الدراسة أو بعدها كلهن كن من ساكني امدرمان ,, بانت , أبوسعد , الحتانة , (الثورات) بكل فصولها
    حتى عندما تقدمت لخطبة ابنة عمي التي كانت تسكن (البلد) ما هي إلا شهور قلائل حتى توفي عمي وشدت أسرتها الرحيل لتسكن امدرمان! لتأكد لي تلك المدينة أنه لا فكاك منها ومن قوى تأثيرها على شخصي الضعيف . عنوة تأخذني تحت جناحها وتخفيني في عتمتها .. هي أيام لا أستطيع إزالتها من ذاكرتي برغم مضي السنين عليها في تلك الفترة كنت أسكن مع أسرتي في أقصى الجنوب الخرطومي وكنت يوميا بعد إنتهاء الجامعة (يوميا) ككل الرجال الشهماء ممن تملأهم مشاعر الغيرة والحب مع بعض من محاولات الظهور بمظهر الرجل – كامل الرجولة – كنت أصر على أذهب مع من ملكت قلبي ورحي ووجداني لأوصلها إلي منزلها في أقصى الشمال الأمدرماني كانت الرحلة تستوجب أن نقوم بتغيير دابة المواصلات ثلاثة مرات !! ثلاثة مواصلات في الذهاب وثلاثة في الإياب وما هو أكثر بقليل من الساعتين تستوجبها الرحلة لأعود لمنزلي
                  

09-26-2009, 11:06 AM

محمد عمر جبريل
<aمحمد عمر جبريل
تاريخ التسجيل: 08-27-2009
مجموع المشاركات: 2263

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: كل جينات عشق امدرمان ورثتها وحيدا من جدَي.. (Re: محمد عمر جبريل)

    الإحساس بالإنتماء هو أول مراحل الإدمان ,, وفقدان الإنتماء أشبه ما يكون باليتم ,, واليتم هو أقصى درجات الحرمان , كان يتقمصني بشدة هذا الإحساس العميق كلما تهامسنا بكلمات الوداع وعلى أمل اللقاء غدا صباحا وكان الليل وقتا لكره الذات .. بطيئا ثقيل الخطوات يمضي ولا يخفف من وحشته إلا الإيمان بأن الشمس ستشرق غدا صباحا لتنشر بصيص الأمل باللقيا والإرتشاف من معين العشق والهوى مرة أخرى .
    سألت أبي لماذا لا يسكن أحد أقاربنا في امدرمان ونحن عائلة بهذا الحجم ؟؟ فقد كان جدي الرابع متزوجا بثماني نساء!! ولأبي من أبناء العمومة بضع وعشرون منهم من لم يحظ برأيته حتى الآن! فأخبرني أن جدي سالف الذكر أصلا كان أمدرماني نشأ وترعرع فيها وكان من أصحاب الأملاك الضخمة في منطقة الملازمين ولكن خصامه مع الخليفة عبدالله في ذلك الوقت والمشاكل التي حدثت بينهم ومحاولات الخليفة ضم أبناءه إلى جحافل جيوش الخليفة هو ما دفع جدي إلى النزوح إلى منطقة نهر النيل والعودة إلى منطقة الجذور التي ننتمي إليها في الأصل.. فكان الطلاق قد حدث منذ ذلك العهد بين كل المنحدرين من صلبه وامدرمان ....
    إلا أنا !!
    فقد كانت إمدرمان مدينة تسكنني قبل أن ينسد ثقب قلبي وقبل أن آخذ جرعة الأكسجين الأولى من الهواء الطلق .. كل جينات عشق امدرمان ورثتها وحيدا من جدي دون أن أقتسمها مع أي فرد من الأجيال المتعاقبة .. وحيدا ولدت وأنا احمل جينات العشق لتلك الأرض تسري في دمي كالخلايا السرطانية تثور وتهدأ تباعا لموقعي الجغرافي من امدرمان قربا وبعدا منها وإليها .. كانت المدينة الوحيدة في ديدني بعد الإراضي المقدسة التي يجب علي شد الرحال إليها.. والتوجه إليها في فرض يومي لا مناص من تأديته وملئ نفسي رضا بهذا الدور وأنا ..
                  

09-26-2009, 11:08 AM

محمد عمر جبريل
<aمحمد عمر جبريل
تاريخ التسجيل: 08-27-2009
مجموع المشاركات: 2263

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: كل جينات عشق امدرمان ورثتها وحيدا من جدَي.. (Re: محمد عمر جبريل)

    أنا أكثر من يحسدني, فلم يكن من أحد يرغب في الخضوع لسطوة الضجر من المواصلات إلا أنا!! كنت الوحيد الذي لا يركب في البصات أو الحافلات الجديدة أو التي يبدو على سائقها السرعة والتهور والشفقة لعمل كم فردة أخرى .. كنت اختار دابتي التي سنركبها بهدوء وروية يجب أن يكون سائقها من من تجوازوا الخمسين وذوي محسنات النظر السميكة والحافلة يجب ان تكون civillian ومن الموديلات التي أكل الدهر عليها وشرب وذلك للتأكد من ثلاثة نقاط أولا: أنها لن تكون سريعة في الوصول , ثانيا: زيادة إحتمال أن يحدث بها عطب ميكانيكي ليعيق حركتها ,ثالثا: من المؤمل جدا أن تكون عرضة لأصحاب الجبايات من ذوي الياقات والسراويل البيضاء ..
    نعم كنت كذلك لا تغيب شاردة ولا واردة من ذهني إلا ودرستها بدقة متناهية حتى لا أضيع ولو دقائق معدودة تجمعني مع صاحبة الحجاب, فالدقائق بعيدا عنها كانت ككتب التاريخ موحشة قاحلة وبلون وطعم الصحراء, وكان منتهى القسوة وأكثر انواع التعذيب إيلاما هو فراق يوم الخميس! الجميع يترقب الخميس بفارغ الصبر ويعدون له العدة إلا انا.. نعم كنت أترقب الخميس لكن خوفا لا أملا .. حتمية عدم اللقيا في اليوم التالي هي ما تعمق في الإحساس بالخوف .. في ذلك الزمان كان الإتصال لسماع الصوت عسيرا وليس كأيامنا هذه فيه من العناء (والمغامرة) ما يكفي ليجعلك تتردد كثيرا قبل القيام بهذه الخطوة. كيف لصاحب قلب يعشق بهذا الجموح أن يصبر يوما كاملا دون رؤية أو سماع صوت .. سيطير خافقي من مكانه قبل أن اكمل حساب الساعات الـ32 المتبقية لتعلن الجامعة عن فتح أبوابها في الصباح الباكر لطالبي العلم والأشياء الاخرى وقد كنت من الفريق الثاني ..
                  

09-26-2009, 11:12 AM

طارق أحمد عثمان

تاريخ التسجيل: 09-10-2009
مجموع المشاركات: 639

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: كل جينات عشق امدرمان ورثتها وحيدا من جدَي.. (Re: محمد عمر جبريل)

    غايتو يا محمد جبريل

    لو لم ترث غير هذا الجمال لكفاك

    واصل ...
                  

09-26-2009, 11:26 AM

محمد عمر جبريل
<aمحمد عمر جبريل
تاريخ التسجيل: 08-27-2009
مجموع المشاركات: 2263

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: كل جينات عشق امدرمان ورثتها وحيدا من جدَي.. (Re: طارق أحمد عثمان)

    Quote: غايتو يا محمد جبريل

    لو لم ترث غير هذا الجمال لكفاك

    واصل ...

    مرحبا أخ طارق ..
    يزداد جمال الحروف بمروركم عليها ...
    شكرا عزيزي
    ومرحب بك في المنبر
                  

09-26-2009, 12:20 PM

محمد عمر جبريل
<aمحمد عمر جبريل
تاريخ التسجيل: 08-27-2009
مجموع المشاركات: 2263

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: كل جينات عشق امدرمان ورثتها وحيدا من جدَي.. (Re: محمد عمر جبريل)

    عندما أعلنت نتيجة القبول للجامعات وعلمت حينها في أي الكليات قد تم قبولي خالجتني مشاعر كثيرة متباينة .. متناقضة ولكن كان هناك إحساس جميل يبث إلي الطمأنينة وهو وجود أخي الأكبر في نفس الجامعة مع إختلاف الكليات وأيضا قبول صديقي وليد في نفس الجامعة ونفس الكلية وهو أيضا يسكن بالقرب مني لا تفصلنا إلا بضع شوارع عن منازل بعضنا البعض .. كان صديقي وليد أكثر السودانين الذين رأيتهم رومانسية ,, كان شابا مرهف الإحساس أنيق الكلمات خجولا لا يستطيع أن يمسك بزمام الإمور لوحده .. كنت أتهمه كثيرا بضعف الشخصية ولكنه لم يكن كذلك بل هو دثار الخجل الذي ما غطى شيئا إلا زانه..
    سعدنا كثيرا أنا ووليد بخبر قبولنا في نفس الكلية ولو أننا كنا نتوقع ذلك بسبب تقارب نتائجنا في إمتحانات الشهادة السودانية وأيضا أسعد الخبر أسرتينا فقد كان وليد معروف تماما لدى أسرتي وأنا لي مكانة خاصة في منزله كيف لا وقد جمعتنا أيام الشهادة السودانية وإمتحاناتها فلم نكن لنفترق إلا في ساعات النوم وفي آخر أيام الشهادة كنا نقضي الليل سهرا إما في منزلي أو في منزله..
                  

09-26-2009, 12:22 PM

محمد عمر جبريل
<aمحمد عمر جبريل
تاريخ التسجيل: 08-27-2009
مجموع المشاركات: 2263

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: كل جينات عشق امدرمان ورثتها وحيدا من جدَي.. (Re: محمد عمر جبريل)

    مضت الساعات والأيام سريعة جدا وهذا هو أول يوم لنا في الجامعة ,,, كان من الأيام التي لن تمحى من الذاكرة فرهبة المكان والإحساس بالبرلمة أضف على ذلك تلك السهام التي تتلقاها من عيون السناير وهم ينظرون إليك شذرا وكأنهم يزفون إليك خبر أنك لن تنجح في الحياة الجامعية !! أكاديميا أو إجتماعيا أو أي ضرب من ضروب أوجه الحياة الجامعية. عندما إنتهت المحاضرة الأولى في اليوم الأول كان أول شيء بحثنا عنه أنا وصديقي وليد هو أخي الأكبر , نعم خرجنا للبحث عنه في كل مكان لا لسبب محدد ولكن فقط لتطمئن قلوبنا ونجد من ينظر إلينا أو يخاطبنا بنبرة ترحيبية تزيل من أعماقنا أننا والجامعة أضداد .. بحثنا في كل مكان بخطوات متعثرة ولكن بلا جدوى وكنا نخشى أن ندخل الكافتريا الوحيدة الموجودة في الجامعة وهو المكان الوحيد الذي لم نبحث فيه بعد ومما زادني رهبة هو خجل صديقي وليد من الدخول ولكن بعد رجاءات ومحاولات مستميتة وافق وليد على الدخول بشرط ألا ندخل ونبحث عن أخي بل ندخل ونذهب مباشرة للكاشير وشراء حاجة باردة والخروج مباشرة .. كانت هي الفترة المسموح لي بها بالبحث عن أخي .. توكلنا على الله وقرءنا سورة العصر ودخلنا للكافتريا .. كانت كافتريا كبيرة ولكن لها مدخل واحد فقط و.. وجميع من بالكافتريا يحملق في إتجاه الباب!! كانت المرة الأولى لي في حياتي كلها أرى فيها هذه المجموعة الكبيرة من الفتيات الحسناوات مجتمعين في مكان واحد .. كانت الكافتريا من الداخل عبارة عن معرض للأزياء والجمال .. حسان في أبهى الحلل متناثرين في كل الأنحاء وأصوات ضحكات صاخبة تشق أرجاء المكان بين الحين والآخر, لم أكن بأفضل حالا من وليد في ما يخص موضوع الجرأة والخجل كان الحال من بعضه .. دخلنا واشترينا البارد وخرجنا في زمن قياسي ولم تدم نظراتنا في أي الإتجاهات إلا ثواني قليلة من فرط هول المفاجاءات -السارة بالتأكيد- وعندما خرجنا كان كل منا ينظر لنفسه من أعلى لأسفل ويتأمل منظر هندامه .. هل ملابسي أنيقة؟ هل حذائي نظيف؟ هل الألوان متناسقة؟ كانت تلك هي الأسئلة الدائرة في ذهني أنا على الأقل وكنت متأكدا أن ذهن وليد في تلك اللحظة يمتلئ أسئلة أكثر تعقيدا!! ولكن حتى بعد مضي وقت ليس بالقصير كنت كل (كم ثانية) أنظر إلى نفسي من أعلى لأسفل لأتأمل منظر الجنز والقميص!!
    مضت ساعة وحان موعد المحاضرة الثانية وبالتأكيد جلسنا أنا ووليد بالقرب من بعضنا طوال الوقت .. كانت محاضرة لغة إنجليزية مرت خفيفة سريعة وحان وقت الرحيل. أستطيع الجزم بأني ووليد الوحيدان من دفعتنا الذين خرجنا مباشرة إلي خارج الجامعة بعد إنتهاء المحاضرة الثانية .. فتلك اللحظات هي لحظات للتعارف بين جميع الطلبة الجدد وأيضا هو وقت لاستكشاف المكان ودراسة تضاريس المبني الجامعي ولكننا خرجنا مسرعان مباشرة إلى الخارج وأمام البوابة الخارجية كانت مفاجأة جميلة تنتظر صديقي وليد في الخارج
                  

09-26-2009, 10:39 PM

محمد عمر جبريل
<aمحمد عمر جبريل
تاريخ التسجيل: 08-27-2009
مجموع المشاركات: 2263

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: كل جينات عشق امدرمان ورثتها وحيدا من جدَي.. (Re: محمد عمر جبريل)

    كانت مفاجأة جميلة لوليد أن يجد بنت خالته (باللفة) معنا هنا في الجامعة وفي نفس الكلية وفي نفس الكلاس!! سلم عليها مندهشا أحمر الخدين مطأطأ رأسه إلى الأرض وهو لا يدري ماذا يقول أو يفعل بعد العبارات المستهلكة للسلام فكنت مخرجه الوحيد و(المراقة) المتاحة أمامه في هذه اللحظة وفي جميع اللحظات المشابهة ..
    - ده محمد صاحبي ,,
    - دي وصال بنت خالتي
    - سلام .. كيف الأخبار.. تمام؟
    - أهلين.. يا مرحب .. مرحب بيك
    -وليد انا شفتك قبيل طبعا في اللكشر الأول لكن فتشتك بعد داك ما لقيتك
    - عليك الله !! والله صح .. أأأأ ... مممم ..والله مرقت مع محمد صاحبي ده مشينا الكافتريا
    - والله كويس أها ناس البيت كيف وكيف خالتي عليك الله .. السلام امانة عليك الله سلم عليها شديد لأنو أنا ماما جات اهي .. لكن تعال سلم عليها
    ذهب وليد ليلقي السلام على خالته (باللفة) ولكن حتى هذه لا يستطيع ان يفعلها لوحده .. فما كان منه إلا أن أطبق بيدي وجرني معه جرا (لنسلم) على خالته . كنت نوعا ما أكثر لباقة من وليد فسلمت على الخالة بطريقة محترمة أكثر من وليد نفسه لأعطي أنطباعا جيدا وأطمئن الأم ان بنتها في أيدي أمينة.
    لم تكن وصال على قدر عالي من الجمال بل كانت فتاة سودانية أكثر من عادية سمراء اللون ممتلئة الجسم تميل إلى السمنة وترتدي بنطلون جنز لم يكن متناسقا مع جسمها أبدا فقد كانت جيوب البنطال الخلفية ترى من الأمام .. ومما جعلني أراها أكثر من عادية هو كم الجمال والحسن الذي يسرح ويمرح داخل الحرم الجامعي والدليل على ذلك أنني لم أقم بالنظر إلى نفسي من أعلى إلى أسفل كما فعلت في الكافتريا فلم أكن لأهتم برأيها في, ولكن برغم زيها الذي كانت ترتديه والعربة الفارهة التي كانت تقودها أمها كان فيها ما يوحي إليك انها بنت (جدعة) وطيبة وأخت رجال..
    في اليوم التالي كنا أنا ووليد مثل التوأم لا نفترق إلا عند دخول أحدنا إلى دورة المياه وحتى هذه كان ينتظر أحدنا الآخر عند الباب حتى يفرغ من قضاء حاجته وكنا نرى وصال بين الحين الآخر ونتبادل معها أطراف الحديث .. يوم بعد الآخر توثقت علاقتنا جدا مع وصال وأصبحت (صديقتنا) من الجنس اللطيف في الجامعة, كانت قد عرفتنا لبعض من صديقاتها ولكن لم يحاول أي منا توطيد العلاقة أو المعرفة مع إحداهن لأن أي منا لم يكن يملك (المداخل) التي يستطيع من خلالها بناء علاقة زمالة أو صداقة مع أي فتاة , وبصراحة وصال نفسها كانت تعلم أنها لا تستطيع مجاراة قريناتها في الجامعة من حيث الجمال والجاذبية وكنا أنا ووليد الوحيدين الذين يكترثون لأمرها ويهتمون بها..
    يوم بعد يوم وأسبوع بعد أسبوع أستطعنا أنا ووليد التعرف على مجموعة من الشباب (شباب فقط) وكنا انا ووليد وبنت خالته قد حجزنا مقاعدنا في الصف الثاني داخل الكلاس فأصبحت كأنها محجوزة لنا .. حتى لو تأخرنا عن موعد بداية اللكشر فهي (عرفا) تكون خالية حتى نأتي نحن الثلاثي ونجلس.. كنت دائما أتوسط وليد ووصال.. استمر هذا الوضع لأكثر من شهرين ما بين وليد ووصال ومجموعة من الشباب (لم يكونوا يستلطفون وليد ووصال) وأخي الأكبر ومجموعة أصدقائه .. طوال فترة الدراسة الجامعية وحتى بعدها لم أحاول يوما التعرف على فتاة أو فتح موضوع للتقرب منها أو التعرف إليها.. كنت فقط أنظر بعيني , أراقب عن كثب أتأمل وأحلل لكن في صمت .. قمت بتصنيف جميع الطلاب في دفعتي .. عرفت من هم الطلبة الأكاديمين ومن هم الإجتماعيين .. السياسيين .. أصحاب الطرب وأصحاب المزاج , بأختصار كنت قد حددت القائمة التي سأختارهم كأصدقاء وأقربهم مني وبالتأكيد كانوا جميعا من الشباب من الجنس الخشن أما الجنس الناعم فكنت أضاعف مراقبتهم ومراقبة سلوكياتهم وأطيل النظر للأكثر جمالا وغنجا .. إتفق معظم الطلاب في شيء واحد وهو مظاهر الترف في الملابس والسيارات وأنواع العطور وماركات الـmake up المستخدمة وتسريحات الشعر فمن الغرائب في ذلك الوقت أن تجد إحدى الفتيات ترتدي حجابا أو لا تلبس بنطلون جنز!! أما العبد لله فكانت أيضا تواجهني مشكلة كبيرة في موضوع اللبس ,, فكل ما كنت احتكم إليه من حطام الدنيا هو بنطلون جنز عبدالواحد وعدد إثنين قميص واحد كاروهات والثاني مخطط وبالتأكيد حذاء واحد فقط لا غير..
    ربما أنا ووليد وبعض من أبناء الأقاليم كنا أكثر وضوحا في الجامعة بسبب اللبس والأناقة .. ولكن على مين!!
    لم أكن اكترث كثيرا لهذا الامر لأني امتلك ما أعوض به هذا النقص المادي .. أما صديقي وليد فكان منحوسا في جميع الأمور
                  

09-26-2009, 10:41 PM

محمد عمر جبريل
<aمحمد عمر جبريل
تاريخ التسجيل: 08-27-2009
مجموع المشاركات: 2263

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: كل جينات عشق امدرمان ورثتها وحيدا من جدَي.. (Re: محمد عمر جبريل)

    نظرا لعوامل كثيرة في تلك الجامعة (الخاصة) كانت معايير التصنيف لا تعتمد على ما جبلت عليه من مكارم الأخلاق كالصدق والشهامة والثقافة والمروءة وجميع الصفات النبيلة التي تربينا ونشأنا عليها منذ نعومة أظافرنا , بل كانت في الأساس تقوم على المظاهر والأشكال ومدى الأناقة ونوع السيارة وماركة العطر وهكذا أشياء هي ما تضيف إليك قائمة الأصفار البشرية التي تجعل من رقمك (الـواحــ1ــد) رقما كبيرا بعدد الأصفار التي تضيفها إلى يسارك.. خلقت هذه الحالة نوعا جديدا من حالة التباعد بيني وبين المجتمع الجامعي فلم يكن ذلك ما توقعته من الجامعة , كنت أرغب في رؤية وسماع أركان النقاش المشهورة جدا وفي زيادة معرفتي وثقافتي السياسية وفتح آفاق جديدة لم تكن متاحة لنا في ما قبل الجامعة ولكن هي مشيئة الأقدار أن تكون حدود ثقافتي مرهونة بالماركات العالمية وأحدث الصيحات في عالم الموضة والفن وأخبار الفنانين وآخر الفديوكلبات وحلقات المسلسل .. إلا من رحم ربي .. هي البيئة الجامعية في صورتها الأولى التي علقت بذهني في ذلك الوقت ونحن نعيش الشهور الأوائل في حرم الجامعة المصون .. ولا يخفف ويزيل هذا الحنق الذي يعتريني إلا وليد ووصال وآخرين قلائل إتكئ في ظلهم حين تلفظني الجامعة برائحة عطورها النفاذة وملابسها النظيفة جدا .. كنت أرغب بين الحين والآخر أن أرى شابا أشعث الشعر لا يضع (جل) أو ان أري فتاة لا ترتدي جنز وتضع حجابا كاملا على رأسها لتغطي به شعرها حتى الليالي الترفيهية لم تأتي لنا بكبار الفنانين أسوة ببقية الجامعات كأبو عركي أو محمد الأمين أو شعراء من قامة مصطفى سند أو محي الدين فارس .. كانت ليالي صاخبة نقضيها في الأستماع للغث من الغناء وفقاقيع الفانين الجدد وكورال الجامعة ...
    بين كل هذا الحطام كانت كسحابة صيف تمر أمامي جيئة وذهابا بين الحين والآخر لفك قيود الضجر الذي يضربني في أوقات الإستراحة بين المحاضرات .. تثقبني بنظراتها القاسية ومشيتها المختالة وأكثر ما كان (يربكني) هي ثقتها الزائدة التي تميل إلى الغرور أما حجابها فكان العلامة المميزة لها بين كل قريناتها ولكن برغم الحجاب كانت هي أيضا لا تقل أناقة ولا ينقصها الذوق في ترتيب ملابسها فجمعت بين الإثنين .. الأناقة والعفة .. وحتى النظارة التي كانت تضعها على وجهها كانت تضيف إليها وقارا لتوحي إليك أنها أكاديمية .. فالنظارة الطبية في عقلنا الباطن مرتبطة بالقراءة ..
    عرفت أنها كانت معنا في نفس الكلاس وحتى نهاية الشهر الثاني لنا في الجامعة فعلاقتي معها مختزلة في تبادل النظرات حتى بدون أي تعبير آخر ,, لا سلام ولا إبتسامة ولا حتى أي نوع من أنواع الضوء الأخضر لتتقدم خطوة إلى الأمام ولا إشارة حمراء لتتمترس خلف خطوط دفاعك في إنتظار أن يجود القدر بسانحة (غير مفتعلة) تسمح لنا بأي شكل من أشكال التواصل الخطابي!! وكنت كالعادة ,, أراقب وأمعن النظر أحيانا وأختلسه أحيانا وأكثر التأمل وأطلق لخيالي العنان وفجأة تقفز إلى ذهني صورة أليس في بلاد العجائب .. لم يكن بيننا أي صديق أو صديقة مشتركة فقط تجمعنا ساعات المحاضر لينفض سامرنا كل إلى أصدقائه أو ما يعرف في الجامعة بـ(الشلليات) , مجموعة الأصدقاء التي كانت حولها لم تكن مريحة بالنسبة لي .. لا من الشباب ولا من الشابات لأن مظاهر الترف كانت بادية في نعومتهم جميعا بلا إستثناء فكانت الطبقية هي الصفة الملازمة والقاسم المشترك بين كل الأصدقاء وكان من الواضح جدا أننا لا نتقاسم نفس الطبقة .
    هي القلوب وأسرارها تصطفي دون أن تأخذ مشورتنا ولا رأينا ودون حتى أن ندري أننا وقعنا في شباك الهوى ... لم أحاول شرح الحالة التي تعتريني كلما رأيتها هل هو إستلطاف ؟؟ هل هو الحب؟؟
    لا .. لا ..
    لا يمكن أن أكون ممن يعشقون بالنظر أو مجرد تلاقي العيون كنت (أظن) نفسي أكثر نضجا من الأفتتان بهذه الطريقة .. وأحاول جاهدا أن أهرب من الأجابة على هذا السؤال بإستعاب فكرة الأستلطاف لا أكثر ولا أقل .. فلا يعقل أن أحب شخصا بهذه الطريقة وانا من تتبعت كل روايات إحسان عبدالقدوس وقرأت ما بين سطور يوسف السباعي وكم من ليالي قضيتها مغلقا باب الغرفة وسابحا في ديوان إشراقة .. لم أضع السيناريو بهذه الركاكة لمشهدي الأول وأنا أقابل من (قد) أحبها ..
    حتى سطرت المشيئة الإلهية واستجابت الأقدار لللقائنا الأول ...
                  

09-26-2009, 10:59 PM

محمد عمر جبريل
<aمحمد عمر جبريل
تاريخ التسجيل: 08-27-2009
مجموع المشاركات: 2263

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: كل جينات عشق امدرمان ورثتها وحيدا من جدَي.. (Re: محمد عمر جبريل)

    في ذلك الصباح الغير جميل إستقظت كالعادة باكرا وما جعله غير جميل هو أنني وجدت نفسي (مرسوما) على الفراش إثر عاصفة ترابية أتحفتنا في الليلة الماضية مما أدى لإنقطاع التيار الكهربائي واستحالة النوم داخل المنزل .. فإما النوم في السخانة والحر أو أن تتوكل على الله وتخرج السرير والمرتبة إلى الحوش وتغلق فمك وإنفك حتى لا تتكدس الأتربة بالداخل ومما زاد الطين بلة - فالمصائب لا تأتي فرادى - أن تستيقظ في هذه الحالة وتجد ان المياه هي أيضا تنزل من الصنبور كحبات الندى بطيئة متقطعة , وفي تلك اللحظة بالذات تتذكر أن القميص ما زال معلقا في حبل الغسيل يحتاج إلى مكواة للتمكن من إرتادئه ..
    كان أسرع الحلول وأنجعها أن أتجه إلى منزل عمي فقد أجد بعضا من المياه في خزانه المعلق عاليا قبل أن يقضي عليها أبناء عمي (الكثيرين جدا) ..أسابق الزمن متجها إلى هناك ومعي في الحقيبة مستلزمات الجامعة وتبقى أقل من نصف ساعة لموعد المحاضرة الأولى , لم أسلم على من بالمنزل فكان معظمهم لا يزال يغط في نومه واتجهت مباشرة إلى حمام الرجال الذي يكون في العادة أقرب لباب الشارع وفي أقل من عشرة دقائق كنت قد أنزلت أرتالا من التراب وأنا أتحاشى النظر للأسفل لأرى لون المياه بعد أن سالت عن جسمي ..
    دخلت إلى الحرم الجامعي مهرولا بعد (جكة) خفيفة من الشارع إلى باب الجامعة وعندما وصلت إلى باب القاعة وجدت وليد ووصال يبحثون عني بين جموع الطلاب المتكدسين في مدخل القاعة .. كان جزء منهم قد أتخذوا أمكانهم في الداخل والجزء الباقي يتبادلون أطراف الحديث في أنتظار الاستاذ, سلمت على وليد ووصال بيدي أما عيني فكانتا تبحثان عن شئ آخر لا أحد يعلمه إلا أنا , لم أرى حجابا في الجزء المتكدس على مدخل القاعة وكان مستحيلا من ذلك الموقع أن أميز من هم بالداخل .. تابعت حديثي مع وليد وأنا ألتفت جهة الممر الوحيد المؤدي حيث توجد القاعة في أنتظار مشهد لا يتطلب كثير عناء لأعلم من أبطاله وعندما سألتني وصال عن من أبحث؟ ابتسمت وقلت لها أنني أترقب مجئ الأستاذ فقط, جاء الأستاذ يتهادى من على البعد وبدأ الطلبة في إتخاذ مواقعهم على مدرجات القاعة وكالعادة كان وليد أمامي ووصال خلفي وعندها .. عندها رأيت يدا تلوح لي هناك في نهاية القاعة .. أو بالأحرى كانت تلوح بأصابعها كمن يعزف على آلة بيانو كونية ضخمة مثبتة في الهواء .. للحظة أغمضت عيني وأمسكت بيدي اليمنى مقدمة رأسي وتخبط عقلي يمنة ويسرى !! هل أنا المعني بهذه الحركة المباغتة ؟؟ لا .. لا لابد أني أهلوس فقط فلم أكن أعلم حتى إذا كانت تعرف أننا زملاء في نفس الكلاس وها هي الآن تلوح لي بيدها من على البعد وأنا لا أدري ماذا أفعل فردة فعلي في تلك اللحظة سترسم إلى الحد البعيد مسار العلاقة .. استجمعت كل الشجاعة الأدبية التي امتلكها ورفعت رأسي عاليا ونظرت إليها بلا مبالاة وأبتسامتي كانت على الشق الأيمن من فمي فقط .. نصف إبتسامة وإيماءة صغيرة برأسي لأعلى كان هو ردي على ذلك التلويح ولكن في حركة مباغتة أخرى تغير التلويح من تحية إلى مناداة .........!! عندها نظرت إلى الخلف لأتأكد هل أنا المقصود؟؟ هل أنا المنادى؟؟ وأعدت النظر إليها في أندهاش وأنا أسأل (بالإشارة) أنا؟؟؟؟!!!!
    فأموءت برأسها بالإيجاب ......................آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآه ..... هذا مأزق كبير جدا ... جدا.. يفوق كل خبراتي الحياتية فما كنت أدري لحظتها كيف اتصرف وما هو المخرج ؟؟؟ هل أمسك بيد وليد وأجره خلفي كما يفعل هو عادة في هكذا مواقف أم أتجاهل الأمر وأواصل دور (التقلة) وأجلس في المكان المخصص لي كالعادة
                  

09-26-2009, 11:16 PM

محمد عمر جبريل
<aمحمد عمر جبريل
تاريخ التسجيل: 08-27-2009
مجموع المشاركات: 2263

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: كل جينات عشق امدرمان ورثتها وحيدا من جدَي.. (Re: محمد عمر جبريل)

    ترتكز الشخصية في مراحل تكوينها الأولى على حجم وعدد التجارب الحياتية التي عاشها أي منا وقد لا تكون التجربة حدثت لك أنت فعليا ولكن مدى تأثيرها عليك هو ما يجعل منها تجربة مهمة , قد تحدث لصديق أو قريب أو أي شخص داخل محيط مساحتك في هذه الدنيا وقد يحدث أيضا أن يكون مدى تأثيرها عليك أكبر وأعمق من صاحب التجربة نفسه وهذا بالتحديد ما يصفه علماء النفس بالذكاء الإجتماعي أو ما يسمى فن العلاقات بين البشر وهناك الكثير الكثير من الناس يمتكلون هذه الموهبة أو الملكة في نفاذ البصيرة والقدرة على التحليل والمواجهة ومعرفة الدوافع وإهتمامات الناس وإمكانية الإحساس بهم , هذه القدرة تساعد كثيرا في بناء العلاقات مع المحيطين بنا وإضفاء الحميمية في العلاقة . أو كما عرفه البروفسير كارل ألبريخت في كتابه الذكاء الإجتماعي " القدرة على الانسجام والتآلف الجيد مع الآخرين وكسب تعاونهم معك"..
    صغر سني في تلك المرحلة إضافة لقلة تجاربي – الشخصية – كانت العائق الرئيسي لخطواتي وأنا أجترها جرا في السير إلى الصفوف الخلفية من القاعة وأنا أشعر بنظرات وليد ووصال من الخلف كأنهم يشيعوني لمثواي الأخير, فقد كان إرتباطنا بتلك الكنبة كيميائيا أكثر منه فيزيائيا فتلك هي المرة الأولى التي لا أجلس بينهم ولكن بالإضافة إلى ذلك لم تكن أعيني الخلفية ترصد نظرات وليد ووصال فقط بل كانت ترصد عشرات العيون التي ترمقني إختلاسا أو عنوة مما زاد من كثافة العرق الذي غطى جزءا كبيرا من وجهي وأشعر به كزخات المطر على ظهري, كل هذا في نقطة اللا عودة وقد أصبحت قاب قوسين منها أو أقرب وهي لا تدري عن ما أعانيه من كثافة العرق وإزدياد ضربات القلب كلما تقدمت خطوة إلى الأمام الخلفي من القاعة .. كان الأستاذ قد أتخذ منبره في القاعة وأطبق الصمت على الجميع واستطيع سماع صوت خطواتي كبنادق الهاون حتى وصلت إلى خط النهاية , كل هذا الأنفعال أخفيته خلف شبح إبتسامة صفراء لا ترى بالعين المجردة وكانت قد أزاحت حقيبتها اليدوية لتفسح لي المجال من أجل الجلوس.

    عندما كنت أودعها في نهاية اليوم ونحن نضحك ملء شدقينا وعلامات السرور والأرتياح بادية علينا, كان هنالك مجموعتين المجموعة الأولى تتكون من وصال ووليد والمجموعة الثانية كانت من الطبقة التي لا أنتمي إليها وتشمل كل صديقاتها وأصدقائها وهم يحثونها على الإسراع لركوب الحافلة الخاصة التي استأجرتها مجموعة من طلاب امدرمان لتوصلهم من وإلى الجامعة تأملت من بداخل الحافلة بعض الوجوه التي رأيتها داخل الحافلة كانت مألوفة كانوا معنا في نفس الكلاس وكنت أعرف جزءا منهم معرفة جيدة ولكن الباقين أنكرتهم تماما وهم أيضا بادلوني إنكارا بإنكار, إتفقنا على أننا سنرى بعضنا مرة أخرى غدا صباحا وودعتها لتركب الحافلة التي كانت تنتظرها هي فقط وكان سائقها يستعد للرحيل , عزفت على آلتها الكونية الضخمة مرة أخرى وإنطلقت الحافلة ذات اللون الرمادي وكانت الجملة التي قرأتها على الزجاج الخلفي هي ما سيطرت على تفكيري لباقي اليوم .. وهي الجملة التي أبحث عنها كل يوم امام بوابة الجامعة لأتأكد من أن ترحيل امدرمان قد وصل.

    عندما أزاحت حقيبتها اليدوية وأفسحت لي المجال لأجلس بالقرب منها كانت حبات العرق لا تزال سائلة على جبيني ولكن بنظرية (أنظر إلى النصف الممتلئ من الكأس) تغلبت على الأحساس بأن العرق هو من مظاهر الإرتباك أو الإضطراب تغلبت على ذلك الإحساس بإقناع (نفسي) أن العرق هو من مظاهر النظافة كيف لا وهو الدليل على أن مسامات الجسم نظيفة متفتحة .. همست إليها بسلام خافت وطلبت منها أن تعطيني منديلا ورقيا إذا كانت تملك .
    كانت كما ذكرت سابقا تملك تلك الثقة الغريبة النابعة من إيمانها وإعتدادها بنفسها ومعرفتها التامة بقيمة نفسها بين من حولها , ثقتها تتحوصل في كل حركاتها وسكاناتها وكل تصرفاتها وتترجمها أيضا في نبرة صوتها من خلال كلامها أو ضحكتها كيف لا وهي تتصرف على سجيتها دون رهبة أو قلق أو التفكير في ردة فعل الآخر أو إعتقاده فيها , ثقة مبنية على بيئتها التي نشأت فيها وترعرعت بين أحضانها فالثقة شئ مكتسب لا يمكن أن يولد مع شخص ما .. وكانت هذه الثقة هي أكثر ما يربكني كانت حقا أمرأة قوية .. فولاذية لا حول لي ولا قوة بين يديها .. كانت هي من يدير دفة الكلام كيفما تشاء وفي أي الأتجاهات وأنا من (الداخل) كنت مندهشا حد الدهشة أتلقى كلماتها وحروفها بشغف كبير ولكن أيضا كنت أنظر إليها بعين وبالعين الأخرى أنظر داخلها أثقبها هي ونظاراتها الطبية وأحاول أن أسبر أغوارها لأرى ما الذي يجول في خاطرها
                  

09-26-2009, 11:35 PM

waleed dawash
<awaleed dawash
تاريخ التسجيل: 06-04-2007
مجموع المشاركات: 1541

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: كل جينات عشق امدرمان ورثتها وحيدا من جدَي.. (Re: محمد عمر جبريل)

    محمد عمر
    تحية طيبة

    فقط عنوان البوست وبضعة اسطر
    منة اقنعنني بكتابة هذه الاسطر
    وقفل البوست لاعود اليه في ساعة صفاء
    ومعي كوبين من الشاي والقهوة.



    واصل .. وحتما اعود.
                  

09-27-2009, 01:55 PM

محمد عمر جبريل
<aمحمد عمر جبريل
تاريخ التسجيل: 08-27-2009
مجموع المشاركات: 2263

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: كل جينات عشق امدرمان ورثتها وحيدا من جدَي.. (Re: waleed dawash)

    Quote: فقط عنوان البوست وبضعة اسطر
    منة اقنعنني بكتابة هذه الاسطر
    وقفل البوست لاعود اليه في ساعة صفاء
    ومعي كوبين من الشاي والقهوة.

    عد وقتما تشاء ..
    ولكن هل كوب الشاي يطفئ لوعة المكان ..
    وآآآآآآه ..
    لنداء الأمكنة !!
                  

09-27-2009, 03:31 PM

محمد عمر جبريل
<aمحمد عمر جبريل
تاريخ التسجيل: 08-27-2009
مجموع المشاركات: 2263

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: كل جينات عشق امدرمان ورثتها وحيدا من جدَي.. (Re: محمد عمر جبريل)

    بحاول أقنع في نفسي
    إنو البوست ده ماااااااااااا كعب شديد
                  

09-28-2009, 05:59 PM

Hadeer Alzain
<aHadeer Alzain
تاريخ التسجيل: 07-13-2008
مجموع المشاركات: 3530

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: كل جينات عشق امدرمان ورثتها وحيدا من جدَي.. (Re: محمد عمر جبريل)

    Quote: بحاول أقنع في نفسي
    إنو البوست ده ماااااااااااا كعب شديد

    الأخ محمد عمر
    التحية والقومة ليك .. ومرحب بيك على متن السفينة "سودانيزأونلاين"
    وحتمآ ستنضاف لقائمة كتابها المميزين في القرييب العاجل

    البوست في قمة الروعة .. والسرد جميل وعفوي وبالله شيلو معاك للربع الجديد
    حتى نواصل الإستمتاع بهذه الكتابة الدسمة

    ألف شكر ليك


    .
                  

09-28-2009, 09:10 PM

munswor almophtah
<amunswor almophtah
تاريخ التسجيل: 12-02-2004
مجموع المشاركات: 19368

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: كل جينات عشق امدرمان ورثتها وحيدا من جدَي.. (Re: Hadeer Alzain)

    فى أمدرمان جبريل واحد يمكن أن تكون تلك الكتابة من خراج جيناته
    فهو جبريل جد توفيق صالح وإن لم يك كذلك فمطلق جبريل جبار ولما لا
    فقد أتى الملك على ذات الإسم بسر إقرأ لسيد الخلق عليه أفضل وأتم
    الصلاة فقرأ فأوعى خلق الأرض قاطبة.
    فيا صديقى فقد إستطعت سجنى بين جدرانى نصك الذى تفرست فى جوف كل
    حرف فيه بعد أن شدنى شكل الحرف وصعقنى جمال الروح فيه فيا عزيزى
    إنك جئت بضروس الكتابه وأسنانها وأنيابها القواطع فمد رجليك ما
    ما شاء لك أن تبسطهما ولا تغمد يراعك ولا تدع لأحد فى هذا المنبر أن يغمض
    عيناه وفقك الله وسدد خطاك ولأمدرمان مكانة كمكانة مكة فينا لافكاك
    منها ولك السلام..............................



    منصور
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de