|
خواطر وذكريات من جامعة الخرطوم - ما قبل الفصل الأخير
|
مواصلة للنص الاول
قلنا أن شعراء حلمنتيش بأسمائهم العجيبة (المشوكش الطرابيشي، والمستعرب الخلوي وغيرهم) كانوا في قمتهم، في كل أركان الجامعة يتحفونك بكلام حلو عذب هو من جنس كلامنا ولكنه منظوم رقراق ليس على شاكلة الشعراء القدامى، يتناول الظواهر الناشئة بأسلوب شيق جذاب منثور شعرا مقفى وغير مقفى، ولكن الأكيد أنه على غير أسلوب وقافية فراج الطيب رحمه الله، صاحب قصيدة دار السلام الشهيرة التي ألقاها في مهرجان المربد في العراق، والذي لا يعجبه مثل هذا الشعر المسمى حلمنتيش، ولكن الطلاب به فرحون، وشعراءه متميزون وذوو مواهب وبديهة حاضرة.
وإن شئت أن تنأى بنفسك بعيدا عن عالم النظم والكلام، فلا يضن عليك المكان بحفل يقيمه الراحل مصطفى سيد أحمد في ميدان الهندسة، يغني لك عذب الكلام فتخال أنك المقصود بالقصيد، ويترعك بأغاني الحب فيجد المحب ضالته، والسياسي تطرب أذنه وتلامس كلماته معاني النضال، وفي الحالين أنت مصاب. إن أردت الهدوء فعليك بالمكتبة الرئيسية الموسومة بالمكتبة الـ - Main – لا يلفت انتباهك فيها إلا طرقعة موسيقية تأتيك من الكعب العالي لإحدى حسناوات الجامعة وهي تتهادى خارجة كانت أو داخلة، لتكسر رتابة الصمت الرهيب الذي يلف المكان. إذا كنت من دعاة الجندرة فلا أفضل من مناخ الجامعة للدعوة لما تحب، وإذا كنت من دعاة العدالة فستجد ضالتك في لجنة عدالة توزيع الفرص الجامعية، وهي لجنة كنا نراها أو بالأحرى ارتبط اسمها بمناصرة حقوق طلبة شهادة لندن، لتوسيع فرصهم الضئيلة في دخول جامعة لخرطوم، ولعل ذلك ما جعل الأستاذة فاطمة أحمد إبراهيم تعتصم بمكتب مدير الجامعة مناصرة لهذه الفئة أيام البروفسور يوسف فضل، و على ذكر لجنة عدالة توزيع الفرص الجامعية نذكر زملاءنا خالد شيخة وسوسن محمد صالح التي انقطعت عنا أخبارها في بلاد الاستكبار، بعيد تخرجها مباشرة أول التسعينات، رد الله غربتها.
نواصل
|
|
|
|
|
|