قصة قصيرة - بائعة الكسره

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-08-2024, 01:17 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الثالث للعام 2009م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
09-20-2009, 01:40 PM

هلال زاهر الساداتي
<aهلال زاهر الساداتي
تاريخ التسجيل: 04-08-2007
مجموع المشاركات: 225

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
قصة قصيرة - بائعة الكسره

    ذبالة المصباح تتمايل كأرجوحة للصغار ولا يكاد ضوءها يبين في احتضاره عبر زجاجة المصباح المكسورة فيلقى ظلالاً كئيبة على جدران الحجرة العارية من الأثاث عدا ثلاث عنقريبات بائسة فرشها من ملاءات مهترئة , ويرقد على واحد منها الأم ست أبوها وفي الاثنين الآخرين ابنتاها مريم وحليمة , وكان زفيف الهواء عبر كوتين في أعلا جدار الحجرة أتخذا كنافذتين لها يكون مع صرير الصراصير في الأركان أنغاماً مزعجة ولكن قاطني الحجرة تعودوا على هذه الأصوات المنفرة وربما استعذبوا النوم على إيقاعاتها القبيحة .. وربما أضافوا إليها من حين لآخر أصوات شخيرهم المتقطع , فهم يرقدون كالأموات جراء السعى المجهد و الكدح المتواصل بالنهار في سبيل توفير لقمة العيش . وما أن يسفر الصبح عن وجه النهار أو قبيل ذلك عندما يصيح منبه الفقراء الديك رافعاً عقيرته بالزعيق تهب الأم من مرقدها وتصيح في البنتين ليستيقظا وتسمعها تقول : ( يا فتاح يا عليم يا رزاق يا كريم , يا بنات قومن الدنيا اصبحت , يا مريم ولعي النار تحت ( الدوكة ) , وسوي لينا كباية شاي , وأنت يا حليمة لخي العجين وحضري الطبق , ولكن البنت الصغرى حليمة تتلكأ وتتقلب في الفراش حتى يجيئها صوت أمها الغاضب (( انت يا بت , اللكاعة والكسل ده ما دايره تخلي , قومي تقوم قيامتك . )) , وتقوم البنت متكاسلة وهي تبرطم , ويتكرر هذا المشهد في مطلع كل يوم جديد .. وتجلس الأم إلى الدوكة وتشرع في عمل الكسرة طرقة طرقة وتلقي بها في الطبق إلى أن تفرغ جرة العجين من محتوياتها وإلى أن يمتلىء الطبق أو يكاد , وصهد النار المتأججة من الحطب المشتعل تحت صاج الدوكة يلفح وجه الأم وساقيها , فيدر العرق من وجهها المعروق ويسيل على صفحتي وجهها المتغضن الذي حفر الدهر مع الفقر شوارعاً فيه صارت الان مجارى للعرق المتدفق , وهذا الوجه نفسه يسيل عليه الدمع في نفس المجاري عند الحزن أو موت قريب أو عزاء في ميت وكأن صاحبته تندب سواد حظها في الدنيا .. وعندما تفرغ من عمل الكسرة تضع كل طرقتين في كيس من البلاستيك وترصها فوق بعضها البعض وتضعها في قفة لتحملها إلى السوق وذلك بعد أن تضع بعض الكسرة جانباً لغذائها هي والبنتين , فيفطرن بقليل منها بعد عجنها بالماء ووضع شيء من الملح عليها , أو إذا تيسر لها بعض الطماطم مع ( الدكوة ) , وربما توفر الأم هذه الوجبة للغذاء , وبعد ذلك تتوجه الأم و معها ابنتها الصغرى من منزلهم الصغير الحقير في أطراف المدينة والذي يسمونه السكن العشوائي , الأولى إلى السوق والثانية إلى مدرستها , واما البنت الكبرى فقد اكتفت الأم بإكمالها مرحلة الأساس وأبقتها في المنزل بعد أن عجزت عن تدبير مصاريفها الدراسية , مع أنها كانت تتلقى العلم في مدرسة حكومية مجانية , ولكن القائمين على أمر هذه المدرسة ونظيراتها كانوا يطالبون بمساهمات مالية بشتى المعاذير لا يقدر على دفعها المساكين , فيكفي مريم ما تلقته من تعليم إلى أن يفتح الله عليها بابن الحلال الذي يتخذها زوجة له .. وكان الحمل الثقيل قد حط بغتة على كاهل الأم كصاعقة اصابت شجرة وعرتها من أوراقها بعد حرقها , وذلك بعد أن تلقت نعي زوجها الجندي الذي لاقى منيته في حرب الجنوب وترك لها بنتين في ميعة الصبا .. و أحتارت ماذا تفعل ولا معين لها من أهل الزوج أو من أهلها فكلاهما سواء في الفقر والمسكنة وكلاهما في حاجة إلى من يعينهما في زمن بلغت المعيشة فيه حد الكرب , وعزت فيه لقمة العيش وحبة الدواء بل جرعة الماء في أحيان كثيرة .. وفي غمرة أحزانها حدثت ست أبوها نفسها قائلة :
    ( والله كان نأكلها بموية ما بمد يدي لزول وطول ما فوقي عافية إن شاء الله أشيل المونة وأعيش نفسي وبناتي ) , وصارت ست أبوها تشتري الذرة وتصنع منها الكسرة , واتخذت لها موقعاً في السوق الكبير تبيعها فيه , ولكن في كل بضعة أسابيع أو أشهر صار ثمن الذرة يرتفع ويزداد ثمن الوقود من حطب وفحم مما يزيد تكلفة الكسرة , وتضطر إلى رفع ثمنها , ولكن الناس رغم حبهم وتفضيلهم للكسرة يجدون أن ثمن خبز القمح ارخص ثمناً منها فيتحولون إليه , واضطرت ست أبوها مرة اثر أخرى إلى تقليل ما تصنعه من الكسرة حتى لا تبور وتزيد خسارتها , وقل العائد من بيع الكسرة .. وسألتها ابنتها الصغرى بإمتعاض :
    (يا أمي ليه بتقللي العجين في كل مرة ؟ تعبتي من العواسة ولا شنو ؟ ) , و أجابتها بنبرة حزينة : ( أنا ما فيني عوجه لكن العيش و الحاجات البنعمل بيها الكسرة غلت شديد .)
    طيب يا أمي ما تشتكوا للحكومة عشان ترخس ليكم الحاجات .
    وأجابتها الأم وفي صوتها رنة يأس : (( والله يا بنتي شكينا لمن حسنا أنقرش ومافي زول جايب خبرنا .. بس الله لينا وهو العالم بحالنا )) , واستفهمت البنت محتجة : (( لكن يا أمي الناس ديل ما بياكلوا كسرة ولا بياكلوا عيش فينو وباسطة !؟))
    وردت عليها بغضب ممزوج بضيق عديم الحيلة العاجز: ((يا بتي ديل دنيتهم دنيا ثانية, ديل ما عايشين معانا, الله يلطف بينا ويورينا فوقهم يوم ... كدي خلي الكلام وقومي لخي العجين)). واضطرت ست أبوها إلى تقليل ما تصنعه من الكسرة مرة أخرى , وقل ما يأكلونه منها ولكنها أبت أن تمد يدها وأصبحت هي وأبنتاها يتقوتون بالكسرة والماء والملح وحسب .

    هلال زاهر الساداتي
    [email protected]
                  

09-20-2009, 04:24 PM

سلمى الشيخ سلامة
<aسلمى الشيخ سلامة
تاريخ التسجيل: 12-14-2003
مجموع المشاركات: 10754

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: قصة قصيرة - بائعة الكسره (Re: هلال زاهر الساداتي)

    استاذى العزيز
    كل عام وانت بخير
    احزننى الحال لدى هذا الام الطيبة
    وغيرها الاف من الامهات اللاتى يترفعن عن مد اليد
    وراء كل جدار دمع
    وراء كل بيت قصة
    ان كتبناها ملات الدنيا
    لكن للاسف لا تجد الوازع من هؤلاء الناس الذين همهم تكديس المال
    وهمهم الاكبر ان يعيشوا ملوكا فى زمان اغبر
    اتمنى ان يجئ يوم تعيش فيه امهات بلادى فى مستوى بؤهل بناتهن وابناؤهن لبلوغ بعض الانسانية
    التى تعز الان
                  

09-21-2009, 12:44 PM

هلال زاهر الساداتي
<aهلال زاهر الساداتي
تاريخ التسجيل: 04-08-2007
مجموع المشاركات: 225

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: قصة قصيرة - بائعة الكسره (Re: سلمى الشيخ سلامة)

    عزيزتي الابنة سلمي الشيخ سلامة
    اشيد بمشاركتك الشفيفة في أحزان أمهات وبنات بلادي في ظل هذا الحكم الظالم الفاسد المستبد . لقد دقت ساعة العمل الثوري وأنا سعيد بتحرك نساء بلادي منذ القضية الانسانية العادلة للبني والتي نفضت الرماد عن نار تحركهن منذ عهد الاستعمار وثورة اكتوبر الخالدة وانتفاضة ابريل الرائعة .
    ان ست ابوها بائعة الكسره لهي تجسيد لآمرأة بلادي الكادحة الشريفة , وهي خير وأشرف من ذوي اللحي والكروش آكلي السحت وأموال الناس بالباطل والذين يستغلون الدين لتحقيق أغراضهم الدنيئة .
    كل سنة وانت طيبة وبلادنا في عزة وشموخ .. وسيجيئ هذا اليوم حتماً .. انهم يرونه بعيداً ونراه قريبا .

    (عدل بواسطة هلال زاهر الساداتي on 09-21-2009, 01:08 PM)

                  

09-21-2009, 02:08 PM

الطيب رحمه قريمان
<aالطيب رحمه قريمان
تاريخ التسجيل: 03-21-2008
مجموع المشاركات: 12377

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: قصة قصيرة - بائعة الكسره (Re: هلال زاهر الساداتي)

    أستاذنا الفاضل هلال

    لك التحية و كل عام و أنت بخير

    و عيد مبارك


    Quote: ( والله كان نأكلها بموية ما بمد يدي لزول وطول ما فوقي عافية إن شاء الله أشيل المونة وأعيش نفسي وبناتي )



    وفى ذلك عزة نفس و شموخ و رضا بالقليل ياليت كل نساء السودان يكن مثل هذا المراءة
    القوية التى تجهد نفسها و تجاهد لتربى بنتيها بالحلال و فى المقابل من النساء من استحلن
    الحرام بحجة الحاجة و العوز و الفقر و هيهات الفرق الشاسع بين الاثنين.


    Quote:
    (( لكن يا أمي الناس ديل ما بياكلوا كسرة ولا بياكلوا عيش فينو وباسطة !؟))


    ((يا بتي ديل دنيتهم دنيا ثانية, ديل ما عايشين معانا, الله يلطف بينا ويورينا فوقهم يوم ... كدي خلي الكلام وقومي لخي العجين)).




    استحل الفسدة أكل السحت فاغتنوا بمال الشعب و تركلوا حياتنا حياة الفقراء و البسطاء و عامة الناس فى السودان , فنسوا الله فانساهم انفسهم .
                  

09-21-2009, 02:54 PM

هشام آدم
<aهشام آدم
تاريخ التسجيل: 11-06-2005
مجموع المشاركات: 12249

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: قصة قصيرة - بائعة الكسره (Re: الطيب رحمه قريمان)

    الأستاذ: هلال الساداتي
    تحيّة طيّبة وكل عام وأنت بألف خير

    قرأتُ القصة وفيها مشاهد كثيفة جداً، ولك نَفس روائي واضح جداً، يبدو جلياً من التفاصيل التي توليها اهتماماً بالغاً. لك ذاكرة بصرية جيّدة، تُحسن توظيفها داخل لخدمة النص السردي، تجعل المرء يرتبط بهذه المشاهد ويُفلح في إيجاد علاقات قوية بشخصيات القصة. ولكن يبدو أن القصة خلت تماماً من الحبكة، فلم أعثر –كما كنتُ أتوقع- على عُقدة وبالتالي فإنها تظل مُجرّد صور بصرية تنتهي كما بدأت، إضافة إلى خلو النص من "الدراما" التي تُمثل في اعتقادي رونق النصوص القصصية، وأقصد بالدراما "الأحداث" المرتبطة بالحبكة بشكل خاص، فكل ما توقفتُ عليه في هذا النص هو مجرد سرد وصفي لحالة أسرة فقيرة وبائسة.

    هنالك عيوب كثيرة في النص من الناحية السردية والنحوية على حدٍ سواء، وأرجو أن يتسع صدرك لسماع ملاحظاتي علني أكون مخطئاً في قراءتي لهذا النص.

    تقول:
    "الحجرة العارية من الأثاث عدا ثلاث عنقريبات بائسة فرشها من ملاءات مهترئة , ويرقد على واحد منها الأم ست أبوها وفي الاثنين الآخرين ابنتاها مريم وحليمة"
    والحقيقة أن كلمة "عنقريب" رغم أنها غير فصيحة إلا أنها داخلة سماعياً ضمن الأسماء المذكرة ولا توجد فيها أيّ علامة تأنيث معنوية أو مجازية وبالتالي فإن جمعها على "عنقريبات" هو جمع خاطئ لأنه جمع مؤنث سالم، والأصح بناءً على القاعدة أن تُجمع على "عناقريب" على وزن مفاعيل، ولا يضير بالطبع كون جمع المفرد المذكر أن يكون مؤنثاً كما في "قلم" و "أقلام" لأن الجمع بصيغة المؤنث السالم يشترط أن يكون المفرد مؤنثاً مثل "مُدرّسة" "مُدرّسات" و "رابطة" "رابطات" وما جاء على شاكلتها. وعلى هذا فإنه يتم التعامل مع الجمع بصيغته النهائية وهي الصيغة المؤنثة، فعندما تقول (ويرقد على واحد منها) فإن التمييز (واحد) يعود على واحدة من العناقريب الثلاثة وعليه فإن الأصح أن تقول (ترقد على واحدة منها) ومنها هنا أيّ على واحدة من العناقريب الثلاث، ولأن مفردة "عنقريب" مذكر فإن التمييز (ثلاث) يجب أن يُخالف المعدود في التذكير فيتم تأنيثه فنقول (عدا ثلاثة عناقريب يرقد على واحدة منها ست أبوها) كذلك لاحظ معي أنك قلت (يرقد على واحد منها) ثم قلت (وفي الاثنين الآخرين) فلماذا استخدم (على) في الأولى (وهو الصحيح) واستخدم (في) في الثانية؟ الرُقاد دائماً يكون (علي) السرير وليس فيه وعليه فإن الأصح أن تقول (يرقد على واحد منها ست أبوها وعلى الاثنين الآخرين) ومن ناحية أخرى فإن (يرقد) فعل غير متسق مع الفاعل، فالفاعل هنا (ست أبوها) وهي مؤنث، وبالتالي كان من المفترض أن تقول (ترقد)

    وتقول:
    "كان زفيف الهواء عبر كوتين في أعلا جدار الحجرة أتخذا كنافذتين لها"
    في رأيي الخاص لا أرى أيّ داعٍ لاستخدام (في) وكان الأصح أن تقول (كان زفيق الهواء عبر كوتين أعلا جدار الحجرة) مباشرة دون استخدام (في) وكذلك تقول (أتخذا) وهو عائد على الكوتين، وفي هذه الحالة فإن الأصح أن تقول (أُتخذتا) ولأن فعل الاتخاذ هنا فعل مُستدام فإن الأصح منه قولك (تتخذان) لمناسبته لفعل الاستمرار والديمومة.

    كما أعيب عليك سيّدي الفاضل، كثرة استخدام (ربما) في النص، لاسيما وأن الراوي هنا يُمثل الراوي العليم وبالتالي فإن استخدام الصيغ القطعية هو الواجب لهذا العليم، فأجدك تقول مثلاً:

    + وربما استعذبوا النوم على إيقاعاتها القبيحة
    + وربما أضافوا إليها من حين لآخر أصوات شخيرهم المتقطع
    + وربما توفر الأم هذه الوجبة للغذاء

    وإذا عرفنا أنّ هذه الربما قد تُفيد الجزم فإنه يُصبح من الضروري الاستغناء عنها لأنهن (أي ست أبوها وبنتيها) قطعاً تعودوا على صوت صرصير الجنادب وصفير الريح، وقطعاً يُضفن إلى هذين الصوتين المزعجين صوت شخيرهن، وقطعاً –كذلك- توفر الأم تلك الوجبة للغداء (وليس للغذاء) .. لا يصح أن يكون الراوي العليم أن يستخدم صيغة التشكيك أو التخيير لأنه يعلم قطعاً ويقيناً، إلا إذا جاءت الرواية على لسان إحدى الشخصيات Second Person مثلاً.

    وتقول:
    "وتقوم البنت متكاسلة وهي تبرطم"
    إن إدراج الألفاظ العامية خلال النص الفصيح جائز على ما يبدو عندما يدل اللفظ على مدلول ثقافي مُحدد كاستخدامك للعنقريب والدوكة والطِرقة .. إلخ أو عندما يأتي الكلام على لسان إحدى شخصيات القصة (كذلك تعبيراً) عن التصاق الشخصية ببيئتها الثقافية واللغوية بالضرورة كلفظ "لُخي" و "اللكاعة" و "كباية" .. إلخ، ولكن عندما يتكلّم الراوي فإنه بالضرورة منعزل عن بيئة المشهد القصصي، وبالتالي فإنه لا يصح أن يتقمّص ثقافتها بحالٍ من الأحوال، وإلا أُتهم بالتودد إلى الشخصيات والتعاطف معهم بطريقة ما، وكان الأولى –بناءً على ذلك- أن تستخدم اللفظ الفصيح (تغمغم) والتي تقابل (تبرطم) بالعامية.

    وتقول:
    " فيدر العرق من وجهها المعروق"
    ولا يصح أن يعرق الوجه المتعرّق إلا أن يكون التعرّق فعلاً إضافياً على فعل دخيل كأن يكون وجه (ست أبوها) متعرّق دائماً ثم تتعرّق بفعل سخونة نار الدوكة، وطالما

    وتقول:
    "وجهها المتغضن الذي حفر الدهر مع الفقر شوارعاً فيه"
    والصحيح أن كلمة "شوارع" لا تقبل التنوين هنا والأصح أن تقول "وجهها الذي حفر الدهر فيه شوارعَ صارت الآن مجارٍ للعرق المتدفق ..."

    وتقول:
    "ترصها فوق بعضها البعض"
    وهنا تقصد أكياس الكِسرة، والصحيح حسبما أعتقد أن تقول (ترصها فوق بعض) أو (ترص بعضها فوق بعض)
    هذا ما وقفتُ عليه من ملاحظات، وأرجو ألا أكون قد أجحفتُ في حق النص من حيث هو نص أدبي يستحق القراءة مرة أخرى

    لك مني كل التحية والتقدير
                  

09-22-2009, 02:03 PM

هلال زاهر الساداتي
<aهلال زاهر الساداتي
تاريخ التسجيل: 04-08-2007
مجموع المشاركات: 225

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: قصة قصيرة - بائعة الكسره (Re: هشام آدم)

    الأخ هشام آدم
    ك التحية والتقدير وأطيب التهاني والأماني بالعيد , وأشكرك علي ما أثرته من ملاحظات علي قصتي القصيرة (بائعة الكسره) , فقد كان سيدنا الفاروق عمر يقول (رحم الله امرئ أهدي الي عيوبي) .
    وسأبدأ ردي من النقاط التي أثرتها بأنك افتقدت العقدة أو الحبكة في القصة , فالعقدة في القصة القصيرة او الحبكة والتي سميتها أنت الدراما كما تعلم هي تتابع زمني يربط بينه معني السببية , أي أن عقدة القصة ينبغي ان تجيب علي سؤالين هما , وماذا بعد , ولماذا . وكل عقدة تتضمن صراعاً وهو اما ان يكون صراعاً ضد الاقدار او الظروف الاجتماعية , أو صراعاً بين الشخصيات , أو صراعاً نفسياً داخل الشخصية نفسها .
    وفي حالة ست أبوها فهنا العقدة تأتي من الصراع مع حالتها الاجتماعية بعد مقتل زوجها وفقدها العائل لها ولبناتها , أو العون من أهلها الفقراء , وافتقارها للتعليم أو لحرفة تكتسب منها العيش الشريف , ولهذا السبب صممت علي أن تأكل وبناتها من كد يدها في عمل بيع الكسره .
    ونأتي الي كلمة العنقريب فهي ليست كلمة عربية فصحي وهي مذكر وأرجح أنها تُجمع علي جمع تكسير وليس جمع مؤنث سالم , وفي هذه الحالة أوافقك علي قولك ( ثلاثة عنقريبات وليس ثلاث عنقريبات) , لأن الكلمة مذكر ويأتي التمييز لها هكذا , والكلمة المتداولة هي العناقريب في سوق أمدرمان الذي يضم هذه الاسرة السودانية .
    في وعلي : جاء في القاموس المنجد ( ولأصلبنكم في جزوع النخل) , أي عليها وكلتا الكلمتين صواب , والاستعمال الشائع هو الرقاد علي السرير وليس في السرير مع اننا في لغتنا الدارجة نقول نمت في عنقريبي او سريري .
    في أعلي الجدار أو علي الجدار : وهنا حرف (في) أكثر تحديداً للموضع مثل في وسط الحائط او في أسفل الحائط , ولا ضير في استخدام الصيغتين .
    أوافقك علي أن كلمة شوارع لا تقبل التنوين , وكذلك ترفها فوق بعضها البعض .
    وأما وصف ست أبوها بأنها معروقة الوجه فيعني أنها مهزولة الوجه وليس وجهها كثير العرق فقد جاء في القاموس المنجد ما يلي : استعرق : تعرض للحر كي يعرق .
    رجل (معرق ومعروق) العظام - مهزول , وأنا أقصد المعني الثاني . وما ذكرته أنت أنها استعرقت بسبب نار الدوكة زيادة علي عرق وجهها .
    وأما الرقاد علي العنقريب , فالعنقريب يرقد عليه الرجل والمرأة وان كانت كلمة ترقد تخصص للأنثي .
    تبرطم وتغمغم : كلمة تبرطم أكثر ابانة في حالة البنت ولغة حديثها وكان الافضل ان أضعها بين قوسين .
    أرجو أن لا يكون هناك تأثير سلبي علي مجمل القصة , وأن لا يتغبش المغزي من عرض حالة شريحة مقدرة من الشعب السوداني .
                  

09-22-2009, 02:14 PM

هشام آدم
<aهشام آدم
تاريخ التسجيل: 11-06-2005
مجموع المشاركات: 12249

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: قصة قصيرة - بائعة الكسره (Re: هلال زاهر الساداتي)

    الأستاذ: هلال الساداتي
    تحيّة طيّبة

    أشكرك جزيلاً على الإيضاحات التي تفضّلتَ بها
    فقط أُريد أن أقول أن المرأة ترقد على السرير والرجل يرقد على السرير
    وهذا هو ما قصدته بملاحظتي الواردة أعلاه

    الشكر موصول كذلك للأستاذ الفاضل عبد الحميد البرنس
    ونشكر له عودته بعد انقطاع طويل فمرحباً به
    وأشكره على رأيه وعلى تعديله
                  

09-21-2009, 03:11 PM

salah ismail
<asalah ismail
تاريخ التسجيل: 04-27-2009
مجموع المشاركات: 1258

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: قصة قصيرة - بائعة الكسره (Re: الطيب رحمه قريمان)

    لك التحية
    مقدرة للتصوير عبر الكلمات نادرة الوجود...معايشة صادقة.. اكاد اشم رائحة الكسري..
    بين ذلك التساؤل البرئ للبنت...خصوبة الامل عند الام...لقمة العيش واحتلاف محتوياتها ومصادرها ..ذلك الايمان الفطري باليوم وبالغد..في هذه المساحة الصغيرة ..التي اضحت جيلا.. باكمله..يمارس الانتظار المبهم
                  

09-21-2009, 07:24 PM

عبد الحميد البرنس
<aعبد الحميد البرنس
تاريخ التسجيل: 02-14-2005
مجموع المشاركات: 7114

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: قصة قصيرة - بائعة الكسره (Re: salah ismail)

    على سبيل التحية:

    مع رجاء أن يتاح لي الوقت للمشاركة هنا على نحو أكثر فاعلية!.
                  

09-22-2009, 06:20 AM

عبد الحميد البرنس
<aعبد الحميد البرنس
تاريخ التسجيل: 02-14-2005
مجموع المشاركات: 7114

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: قصة قصيرة - بائعة الكسره (Re: عبد الحميد البرنس)

    بقدر ما سعدت بقراءة نص "بائعة الكسره " من حيث هو نص قابل للإختلاف أوالجدل بقدر ما أسعدتني القراءة النقدية العالية للنص من قبل هشام آدم. هشام آدم يدرك جيدا ما يقول. صيغ نقدية محكمة تحتوي على قدر عال من احترام الآخر من غير أن تسقط فيما يسميه الخواض "نهج المطايبة". وهنا أتفق معه في كون النص تقريبا خلو من "الصراع" ومايصحبه من تحولات نفسية ومجتمعية:

    Quote: يبدو أن القصة خلت تماماً من الحبكة، فلم أعثر –كما كنتُ أتوقع- على عُقدة وبالتالي فإنها تظل مُجرّد صور بصرية تنتهي كما بدأت، إضافة إلى خلو النص من "الدراما" التي تُمثل في اعتقادي رونق النصوص القصصية، وأقصد بالدراما "الأحداث" المرتبطة بالحبكة بشكل خاص، فكل ما توقفتُ عليه في هذا النص هو مجرد سرد وصفي لحالة أسرة فقيرة وبائسة


    ومع ذلك, أختلف مع هشام آدم فيما ذهب إليه من استخدام (ربما) خلال السياق العام لنص هلال زاهر محل الوصف والتحليل, ف(ربما) هنا (ربما) جاءت تخفيفا لسطوة ما يعرف ب(الراوي العليم) في محاولة لما يمكن تسميته (سعي لتنسيب الحقيقة المطلقة), كما أن من أوجه القصور في تصوري إلزام المبدع بالاحتكام تماما لأي معيار جمالي سابق. وهذا يقودني إلى بعض هنات هشام النقدية المتمثلة هنا أكثر من مرة في السقوط فيما يسميه البعض أحيانا "فخ الفكر الثنائي", وهو ما تكشف عنه بوضوح مفردات لا أخالها كجزء أصيل في نسيج الفكر النقدي أوالعقلاني من شاكلة "الصحيح" أو"الأصح" أوحتى "أعيب".
                  

09-22-2009, 02:13 PM

هلال زاهر الساداتي
<aهلال زاهر الساداتي
تاريخ التسجيل: 04-08-2007
مجموع المشاركات: 225

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: قصة قصيرة - بائعة الكسره (Re: عبد الحميد البرنس)

    العزيز عبدالحميد البرنس
    لك التحية ولعائلتك الصغيرة الكريمة أحلي الأماني بالعيد
    سعدت باطلالتك البهية وكلماتك الرصينة الموضوعية , فقد افتقدناك حيناً طويلاً في المنبر , ولعل العمل المضني الطويل في امريكا لا يترك للمرء حيزاً ليشبع هواياته .
    أما خلو النص من الحبكة فانني أكتفي في هذا الصدد بما كتبته لهشام أدم رداً علي هذه النقطة ولا أود أن أكرر نفس الكلام والذي تجده في الرد علي هشام . ولعلك بل اجزم أنه لا يخفي عليك ما طرأ علي فن أو لون القصة القصيرة من تطور أو تغيير كنوع جديد من الأدب في العربية , فما عادت العقدة أو الحبكة التقليدية هي المسيطرة علي الكاتب , تماما مثل ما طرأ علي فن الشعر العربي القديم من عدم الالتزام بالقافية والأوزان الشعرية مثل الشعر الحر والشعر المنثور . أعني انه لا توجد قواعد يلتزم بها الكاتب في كتابة القصة وبالطبع هذا لا ينفي ان القصة ينبغي ان تحتوي علي فكرة مركزية أو تسليط الضوء علي شريحة اجتماعية أو حدث أو جزئية من أمر مهم .
                  

09-22-2009, 01:42 PM

هلال زاهر الساداتي
<aهلال زاهر الساداتي
تاريخ التسجيل: 04-08-2007
مجموع المشاركات: 225

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: قصة قصيرة - بائعة الكسره (Re: الطيب رحمه قريمان)

    عزيزي الطيب رحمة قريمان
    لك أحلي التحيات والتمنيات بالعيد والشكر لك علي مساهمتك المقدرة بتعليقك السديد.

    عزيزي صلاح اسماعيل
    شكرا علي كلماتك المضيئة المضمخة بالاخلاص بقضايا الوطن .
    أنتم الشباب الأمل المعقود لأنجاز التغيير وتحقيق الغد المشرق لبلادنا وشعبنا الصابر المغبون .
    لك التحية وكل سنة وانت طيب
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de