|
|
 كش ملك . . . . . . قصة قصيرة للاستاذ راشد بكراوي
|
راسلني الاستاذ راشد بكراوي بمجموعة قصصية احببتها جدا
ومنها
كش ملك
راشد بكراوي
في احد الأيام قرر , ملك البلاد أن ينازل أحد ابناء المدينة المسكينة في لعبة الشطرنج ، في الساحة الكبري ، تداعي كل الناس وكأنة يوم الحج ، فيه أغلقت المنازل و الاسواق وحتي مدارس الاطفال ، تري بوضوح أمواج من الساء والأطفال والشيوخ وخلفهم كل مجانين المدينة واللصوص وقاطعي الطرق والكلاب والقطط والدجاج وبعض الطيور ، أخذ العسكر يحيطون بالمكان ، المدهش أن الجمهور لا يستطيع متابعة هذه المباراة التأريخية كانوا يتدافعون للوصول الي ارض المعركة وكان هذا مستحيلا ، الا ذوي الحظ الجيد ، وصلوا المكان بعد بزوغ الشمس ، علي العموم إجتمع الجميع في هذا الحدث الكبير في الساحة الاولي في المدينة ، ولكن بعض من اصحاب العقول الواعية وشعراء وفلاسفة إجتمعوا في قهوة قديمة في المدينة وتحدثوا في اصوات خافته في فترة طويلة في تحليل هذه القضية ذات الابعاد التأريخية لهذه المدينة ولكن ماحدث بالضبط .... ؟ في الواقع كان الملك بعد ان احتسي الخمر وكذلك حاشيته صاح الملك بصوت عالي :
انا اذكي شخص في هذه المملكة .
وأخذ يضحك ومنافقي القصر يقولون :
هذا صحيح انت اذكي رجل في العالم .
ولكن فجأة قال عامل في القصر في تلقائية :
_ لقد سمعت أن هناك شابا شديد الذكاء ، بارع في لعبة الشطرنج ولاأحد يمكنه هزيمته
قهقه الملك قائلا :
اتوني به سأهزمه شر هزيمة ، الملوك لا تهزم
جاءت الاصوات والهتاف تقول :
_ ملكنا لا يهزم ، هذا الشاب المغرور ، ملكنا اقوي لاعب شطرنج في العالم
اخذ الملك المخمور يضحك بهستيريا قائلا :
_ اذاً فليكن رهان بيننا وتحضر كل أهل المدينة ، واذا هزمت ذلك الشاب الكريه يخرج من المدينة فورا وأنا كذلك اذا هزمت سأنزل عن العرش
صاح الجالسين في القصر يقولون :
_ هذا مستحيل ، هذا شئ من الخيال أن يهزم ملكنا العظيم ، واخذ الجميع يقهقه في سعادة غامرة يتجرعون الخمر ، فجأة قال الملك :
_ اتوني الراقصات وحسان القصر ، هيا بسرعة
وفي ثواني بدأ الرقص والغناء .
المهم أن الشاب المقصود كان طويل القامة ، نحيل الجسد ، قليل الحديث ،يميل الي العزلة والتفكير العميق ، وبسرعة انتشر الامر مثل حريق هائل في القصب اليابس ، أصابت الدهشة المدينة وبعدها أخذوا يرقصون ويضربون الدفوف ويقولون :
_ اتي الوقت حتي يرحل هذا الملك اللعين بعد هزيمته الكبري المنتظرة
صار هذا الشاب بطلا شعبيا وقائدا من اجل التحرير ، وأتي اليوم العظيم وكان الشاب في قمة ثقته الكاملة ثقة تخرج من عينيه وبعد جهد كبير جلس في المقعد أخذ ينظر الي الشطرنج في استغراب ، كانت مصنوعة من الحلي والجواهر كان هذا مدهشا وفجأة ظهر الملك ضاحكا وخلفه حاشيته ، جلس الملك علي مقعد خاص به واخذ يتفرس في وجه الشاب ضاحكا :
_ أأنت من يريد أن ينازلني ، هذا الامر مضحكا ،
إنفجرت حاشيته بالقهقهة والضحك ولكن كان الشاب هادئا ومحافظا علي إبتسامه ساخرة ، وبعد دقائق قليلة بدأ اللعب ، كتمت الانفاس وصمت جليل ، وجاءت المفاجأة بعد ثلاثة دقائق فقط هزم الملك ، عندها اصابت الدهشة والزهول كل الحاضرين وبعد صمت صاح احدهم :
_ هزم الملك ، هزم الملك ، هزم الملك .
وفي تلك اللحظة إنفجر أهل المدينة في سعادة وفرحة لم تجدها المدينة من قبل وصاروا يهتفون باسم الشاب . ولكن فجأة صاح الملك مثل الثور الهائج :
انا الملك ولا اهزم أبدا هذا الشاب كذاب ولص كبير .
قال الشاب في هدوء شديد :
لست كذابا لقد هزمت ايها الملك وهذا واقع لا يمكن تغييره
عندها صاح الملك بصوت كالرعد :
_ هذا الشخص كذاب اقتلوه
واخذ عسكر الملك يطلقون النار علي الجميع بلا توقف
تمت
الخرطوم _ اركويت
13/4/2008
|
|
 
|
|
|
|
ياسر بيناوي
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست