5 سبتمبر 1975- 2009: والذكري الثالثة والثلاثين علي انقلاب المقدم حسـن حـسـيـن.

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-13-2024, 11:24 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الثالث للعام 2009م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
09-06-2009, 09:34 PM

بكري الصايغ

تاريخ التسجيل: 11-16-2005
مجموع المشاركات: 19331

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
5 سبتمبر 1975- 2009: والذكري الثالثة والثلاثين علي انقلاب المقدم حسـن حـسـيـن.

    ( 1 )-

    5 سبتمبر 1975- 2009: والذكري الثالثة والثلاثين علي انقلاب المقدم حسـن حـسـيـن.
    ------------------------------------------------------------------------------------
    وثائق امريكية عن نميري (8):
    انقلاب حسن حسين-
    ----------------------------
    http://www.sudaneseonline.com/ar2/publish/_19/Khartoum_...s_B311_printer.shtml
    واشنطن: محمد علي صالح.

    انقلاب حسن حسين
    +++ - حسن حظ نميري، فشل، ونسي زملاؤه خلافاتهم معه-
    واشنطن: محمد علي صالح

    *** - هذه هي الحلقة الثامنة من مقتطفات من وثائق وزارة الخارجية الامريكية عن حكومة المشير جعفر نميري (1969-1985). بداية بسنة 1975 (آخر سنة كشفت وثائقها).

    *** - مع بداية السنة، اجري نميري تعديلا وزاريا كبيرا عزل فيه وزراء "معتدلين"، مثل منصور خالد، وزير الخارجية، وابراهيم منعم منصور، وزير المالية. ورجح كفة "يساريين" مثل بدر الدين سليمان، واحمد عبد الحليم.

    *** - لكن، بعد شهور قليلة، واجه نميري صعود نجم ابو القاسم محمد ابراهيم كمنافس قوي. ووقف "اليساريون" الى جانب ابو القاسم. وبدأوا يخططون ليتخلى نميري عن وزارة الدفاع. وخاف نميري من انقلاب عسكري داخلي ضده يقوده ابو القاسم واليساريون.

    *** - لهذا، في منتصف السنة، اعاد نميري ثلاثة من زملائه القدامى الذين غامروا بارواحهم، وقادوا معه الانقلاب العسكري سنة 1969: خالد حسن عباس، ومأمون عوض ابو زيد، وابو القاسم هاشم. و بدأت موازين القوى تتغير، بداية باختفاء نجوم "يساريين" مثل بدر الدين سليمان.

    *** - لكن، عرف نميري ان خالد حسن عباس يحشد ضباطا موالين له في القوات المسلحة. وعزل نميري بعضهم، وشك في نوايا عباس.

    *** ويوم 5-9-1975، قاد حسن حسين انقلابا عسكريا. ولحسن حظ نميري، حدث شيئان: اولا: فشل الانقلاب. ثانيا: التف حول نميري اعضاء مجلس قيادة الثورة، ونسوا خلافاتهم.

    *** - وهكذا، ضمن نميري لنفسه سنوات اكثر في الحكم:
    ------------------------
    *** - انقلاب حسن حسين:
    التاريخ: 5-9-1975
    من: السفير، الخرطوم
    الى: وزير الخارجية
    الموضوع: فشل محاولة انقلاب.
    -----------------------------------
    *** - "في الصباح الباكر، سمعنا اصوات مدافع وبنادق. وبالقرب من مبنى السفارة. وفي وقت لاحق سمعنا اصواتا مماثلة بالقرب من القصر الجمهوري.

    *** - في وقت لاحق، علمنا ان قائد محاولة الانقلاب هو حسن حسين عثمان. وانه قتل. لا نعرف اي شئ عنه. ولا يعرف "أوار كونتاكتز" (الذين يمدوننا بمعلومات) اي شئ عنه. عرفنا انه اخ اللواء بالمعاش عثمان حسين الذي احاله نميري الى المعاش، ثم ارسله سفيرا الى يوغسلافيا. وحسب معلومات في ملفاتنا، نعتقد ان عثمان حسين كانت له علاقات بحزب الامة قبل انقلاب نميري سنة 1969...

    *** - هناك معلومات ان حسن حسين واخرين معه لهم صلات بالاخوان المسلمين، او، على الاقل، مع جماعات دينية يمينية. وكان مع الاخوان المسلمين عندما كان طالبا في مدرسة ثانوية في مديرية كردفان. ونعتقد ان لهذه الاشاعات صلة باعلان حسن حسين الغاء لوتري المباريات الرياضية ("توتوكوره") ...

    *** - قبل ان ينتصف النهار، سمعنا اصواتا مدافع وبنادق بالقرب من القصر الجمهوري، واعتقدنا، وكان اعتقادنا صحيحا، ان العسكريين المؤيدين لنميري يقاومون الانقلاب. ثم انتقل اهتمامنا الى الاذاعة والتلفزيون. لم يصاب اي امريكي باذى، وسمحنا للموظفين السودانيين، حسب طلبهم، ان يعودوا الى منازلهم

    *** - ليست هناك شكوك ان الشارع خرج تأييد لنميري. وايضا، ايد نميري القادة العسكريون والوزراء وكبار المسئولين. وقبل ان يعرفوا ان الانقلاب سيفشل، خرج متظاهرون يحملون صور نميري لمواجهة قوات حسن حسين التي كانت سيطرت على القصر الجمهوري. وحتى عندما اطلقت تلك القوات طلقات في الهواء، لم تقدر على ان تفرق المتظاهرين ... "

    بداية الاحداث:
    ----------------
    *** - " ... بدأت الاحداث في الصباح الباكر، عندما سمعنا اصوات مدافع وبنادق. وصارت اذاعة امدرمان مصدر المعلومات الرئيسي بالنسبة لنا.

    *** - في السادسة والنصف صباحا، قدم راديو امدرمان الضابط حسن حسين عثمان الذي اعلن ان ثورة مايو فشلت، واعلن حل مجلس الوزراء، والاتحاد الاشتراكي السوداني، والامن القومي، ومجلس الشعب، والغي "توتوكوره". واعلن اطلاق سراح كل المعتقلين السياسيين
    *** - كان اليوم هادئا لانه يوم جمعة.
    *** - في وقت لاحق، اعلن حسن حسين اطلاق الحريات العامة، واكد على حرية الصحافة، واستقلال القضاء، وحرمة الجامعات. كان مقررا ان يسافر نميرى الى كسلا في نفس الصباح. وخلال ساعات الصباح لم يكن يعرف مصيره.

    *** - ثم تحدث في الاذاعة محمد الباقر احمد، نائب نميري، وقال: "اسكت الى الابد صوت قائد محاولة الانقلاب." وكانت هناك اشاعات عن قتل نميري، لانه لم يتحدث بدلا عن نائبه. ولان حديثه في الاذاعة والتلفزيون، في الواحدة وخمسة واربعين دقيقة ظهرا، كان مسجلا ...

    *** - مما قال نميري: "هزمنا الشيوعيين، سنة 1971، وهزمنا تمرد الاخوان المسلمين سنة 1973، ومعهم نقابات العمال، وجامعة الخرطوم ... لم يكن عدد الضباط الذين اشتركوا في محاولة الانقلاب اليوم كاف لانجاحه ... لم يكن هدفهم الحكم، ولكن هز النظام، ووقف التقدم نحو الاشتراكية ... كانوا يريدون قتل نميري ليسقط النظام. لكن ثورة مايو ليست ثورة رجل واحد ... لم يهزم نميري وزملاؤه هذه المؤامرة، ولكن هزمها الشعب والقوات المسلحة، تأكيدا لتأييدهم لثورة مايو ... "

    *** - قبل نميري، كان ذهب الى الاذاعة، وتحدث فيها ضد محاولة الانقلاب زملاوه في انقلاب سنة 1969 الذي جاء بهم الى الحكم: ابو القاسم محمد ابراهيم، وخالد حسن عباس، ومامون عوض ابوزيد. بالاضافة الى احمد عبد الحليم، وزير الاعلام ... "
    ليوم التالي:
    ----------------
    التاريخ: 6-9-1975
    من: السفير، الخرطوم
    الى: وزير الخارجية
    الموضوع: الانقلاب الفاشل:

    *** - "اليوم، صدرت صحف الخرطوم تحمل اخبار الانقلاب الفاشل، وصور القتلى والجرحى وصور مظاهرات التأييد لنميري. وايضا، صورة حسن حسين يتعالج. قلنا امس انه قتل لان الباقر، نائب نميري، قال ذلك. ولأن اذاعة بغداد قالت ان احمد عبد الحليم، وزير الاعلام، قال ذلك ...

    *** - وايضا، نقلت الصحف برقيات التأييد من الرئيس المصري السادات، والملك السعودي خالد. وكان هناك ثلاثة وزراء في لندن، وايدوا نميري: منصور خالد، وزير التربية، ومصطفي عثمان حسن، وزير الاشغال، وبونا ملوال، وزير الدولة للاعلام. وفي القاهرة، ذهب السيد محمد عثمان الميرغني الى السفارة السودانية، واعلن تأييده لنميري ...

    *** - حسب معلوماتنا، كان نميري وزملاؤه يعرفون وجود اتصالات وتحركات داخل القوات المسلحة، لكنهم لم يعثروا على ادلة واضحة. ونميري نفسه قال: "كان ما حدث معروفا لي وللمؤسسات الامنية." لكنه قال ذلك وكأنه كان ينتظر وقوع الانقلاب. ونحن نعتقد انه بالغ في تصوير مدي معرفته بما كان يخطط ضده حسن حسين والذين تحركوا معه.

    *** - وقال نميري ان الجبهة الوطنية وراء الانقلاب، وهي التي تضم الاحزاب التقليدية: حزب الامة، الاتحادي الديمقراطي والاخوان المسلمين.

    *** - وعلمنا ان عبد الماجد ابو حسبو، من قادة الاتحادي الديمقراطي، كتب بيان الانقلاب، وساعده زميله احمد زين العابدين. عندما زار الرئيس السادات الخرطوم، كانت الشرطة اعتقلت حسبو وزين العابدين بتهمة توزيع منشورات مضادة ... "

    اليوم الثالث:
    -----------------
    التاريخ:7-9-1975
    من: السفارة، الخرطوم
    الى: وزير الخارجية
    الموضوع: نميري يخاطب الشعب

    *** - "تحدث نميري لسبعين دقيقة عن تفاصيل الانقلاب العسكري الفاشل. ومرة اخرى، اتهم الجبهة الوطنية. وسمي اسماء، منها:

    *** - احمد زين العابدين، وقال انه كان يريد ان يكون رئيسا للوزراء، وعبد الماجد ابو حسبو. وفيليب عباس غبوش الذي وصفه نميري انه عميل لاسرائيل. والشريف الهندي من الاتحادي الديمقراطي، وبابكر كرار من الاخوان المسلمين، والصادق المهدي وعمر نور الدائم من حزب الامة، وعز الدين على عامر من الحزب الشيوعي. وابوبكر العوض، وهو مذيع في الاذاعة السودانية، وحسب معلوماتنا كان بتعاون مع اذاعة "صوت امريكا".

    *** - وخاطب نميري القذافي واتهمه بأنه وراء المحاولة، وسأله اذا كان يقبل ان تكون الخرطوم قاعدة لمحاولة انقلاب في ليبيا.

    *** - وتحدث نميري عن اسلحة وعملات اجنبية، ومنشورات وزعت في جامعة الخرطوم، وقال انه امر بأغلاق الجامعة، وسيعيد فتحها تحت لواء الاتحاد الاشتراكي ... "

    نميري محظوظ:
    -----------------
    التاريخ: 17-9-1975
    من: السفير ، الخرطوم
    الى: وزير الخارجية
    الموضوع: نميري يصير قويا

    *** - "صار نظام نميري اكثر قوة بعد فشل الانقلاب العسكري، وذلك لأكثر من سبب:
    اولا: فشل الانقلاب، وطبعا كان يمكن ان ينجح ويقضي على نميري.

    ثانيا: هبت الجماهير لتأييد نميري، مثل الذين ذهبوا الى القصر الجمهوري وهتفوا ضد قوات حسن حسين قبل ان يعرفوا ان الانقلاب سيفشل.

    ثالثا: التف حول نميري زملاؤه في مجلس قيادة الثورة السابق. وتحدث في الاذاعة يوم فشل الانقلاب ابو القاسم محمد ايراهيم الذي كان نميري يشك في تحالفه مع اليساريين. وايضا خالد حسن عباس الذي اعاده نميري لمواجهة ابو القاسم، ثم شك نميري فيه هو نفسه.

    *** - وهكذا، زادت ارصده نميري في علاقاته مع الرئيس المصري السادات، والملك السعودي خالد. وصار واضحا انه فقد اي امل في القذافي. وربما كان يشك في نواياه منذ البداية. لكن، كذب نميري عندما قال ان ليبيا ارسلت الاموال لصالح الانقلاب، وذلك لأنه تأكد، في وقت لاحق، ان الاموال من بنك السودان والسوق الحرة. ما تعادل ثمانية وسبعين الف دولار

    وايضا، زادت اسهم نميري الداخلية. وصار معارضوه في وضع صعب، وقال لهم في وضوح ان من ليس معه فهو ضده. واعلن حملات تطهير تقضي على معارضيه. ودعا الى تعديل الدستور لمحاربة "اعداء الثورة". وصار واضحا ان السودان دخل مرحلة جديدة، تقل فيها الحرية اقل مما كانت، وتزيد فيها سلطة النظام اقوى مما كانت ... "

    **********************************************************
    ( 2 ) -
    اسرار خافية في انقلاب المقدم حسن حسين 1975:
    ----------------------------------------------
    *** - عشاء «بدر الدين سليمان» أنقذ حياة النميري وزوجته!
    *** - «شاهد الزور» تعاقبه السماء بأيدي محاكم الطواريء!
    *** - ثبات بطولي للمقدم حسن حسين بعد النطق بحكم الإعدام.

    http://www.alwatansudan.com/index.php?type=3&id=13225

    ©2007 Alwatan News صحيفة الوطن. All rights reserved.

    حقائق يوثق لها/ كمال خشم الموس.
    ----------------------------------

    *** - قلنا إن حياتنا لا تصفها الأحداث الكبيرة فقط ..بل هناك أشياء صغيرة.. تكون منبعاً وكياناً يحتوي على أهوال وأحداث كادت أن توقف عربة التاريخ.. إننا هنا نفتح (دفاتر منسية) وأجندة غامضة.. ليس في نيتنا أن ندين أحد.. أو نتهم شخصاً أو جماعة.. إننا نعيد الماضي بكل ما كان فيه.. ونخرج بمولانا عبد المجيد إمام من أيام المجد في أكتوبر 1964م ، ونعود به إلى لحظات قاسية.. إلى محطة إحباط وإهانة لرجل كان وزيراً للعدل ونائباً عاماً.. ومعه نرى بعض انصاف الرجال ـ شاهد زور .. وكيف فتح قبوراً بأقوال كاذبة.. إنه تاريخنا لكل ما فيه من قبح وكره.. ولابد أن تكون شهوداً على أحداث نخاف عليها أن تنسى.

    *** - نعود ثانية إلى هناك.. إلى تلك الأمسية الشتوية عقب صلاة مغرب ذات يوم ـ ذات شهر في 1997م.. وكنت حينها ضيفاً.. صحافياً باحث عن حقائق في منزل رجل بقامة الراحل المقيم عبد المجيد إمام.. أحد صُناع ثورة 21 اكتوبر 1964م وأحد أبرز قادة القضاء الجالس أستاذ القانون بعدة جامعات، وزير العدل والنائب العام الأسبق ..والمحامي المشهور..

    *** - قلت له.. مولانا عبد المجيد إمام.. جئت اليوم لأعود بك من 1997م إلى 1975م .. بالتحديد يوم5/9/1975م اني أعود بحركة المقدم (حسن حسين) التي قامت في ذاك اليوم وأحمدت فيه .. وهي حركة إنقلابية نجحت في إذاعة بيانها الأول.. ثم كان إندحارها وعلمت بأنك كنت مرشحاً لرئاسة الوزارة عن ذاك الإنقلاب إن كتب له نجاح.

    *** - قال مولانا ضاحكاً.. (إبني كمال سامحك الله فقد عدت بي إلى زمن بعيد.. ليس لي فيه إلا ذكريات سيئة وكنت مظلوماً لا أكثر.. وأقول لك أولاً : أنا لا أعرف المقدم حـــــسن حسين ولم أره في حياتي.. وإن كان شقيقه الأكبر (عثمان حســــين) كان ضـــــــابطاً أيضاً.. بل كان ضمن تشكيلة المجلس العسكري الحاكم أيام الرئيس الفريق ابراهيم عبود وكان (عثمان حسين) صــــديق وكان دفـــعتي في كليــــة غردون.. وكان ضــــــابط تشريفات على ما أذكر.

    *** - مازلنا هناك.. مع الراحل المقيم مولانا عبدالمجيد امام في منزله الذي يواجه مبنى سينما أم درمان شرقاً.. كان منزلاً ومكتباً.. ومازلنا معه في أحداث.. بالتحيد واقعة اعتقاله والتحقيق معه بعد أن أصدر الرئيس جعفر نميري قراراً بتجميد منصب عبدالمجيد امام الأمر الذي يعني إنهاء الحصانة الدستورية حتى يمثل أمام لجنة التحقيق التي واجهت مولانا عبدالمجيد امام بأن حركة المقدم «حسن حسين» الإنقلابية وقبيل تحركها لاستلام السلطة بالقوة.. اوفدت له المحامي معتصم التقلاوي وشخص يدعى «آدم» وهو اختصار لاسم رجل قبل على نفسه أن يكون شاهد «زور» وقد دمغ شاهد الزور مولانا عبدالمجيد بتهمة قبوله لمنصب رئيس الحكومة رئيس الوزراء وقال الشاهد إن مولانا أقسم له ولاء الطاعة وكتمان السر على مصحف كان معه.

    *** - وكان رد مولانا على التهمة غريباً جداً كما قال هو «قلت لرئيس لجنة التحقيق والله دي أول مرة في حياتي أشوف فيها الخلقة دي».. قاصداً بذلك الشاهد.. «شاهد الملك» الذي ساهم في وصول عشرات الرجال إلى الإعدام.

    *** - عطبرة لماذا؟
    ---------------
    يقول مولانا عبدالمجيد.. بعد تجميد المنصب واخطاري رسمياً من ضابط بقرار عدم مغادرتي للمنزل لأي سبب امتثلت لله واخطروني بتجهيز نفسي لكي اسافر وحملت بقية ملابسي وما احتاجه إلى رحلة قد تكون طويلة الأمد.. عرفت في مبنى السكة الحديد الذي كانت تحيط به قوة مسلحة من الشرطة العسكرية.. عرفت أن أغلب المتهمين ومن شاركوا في حركة المقدم حسن حسين الانقلابية سيغادرون إلى عطبرة حيث تقرر أن تكون المحاكمات العسكرية داخل أسوار معسكر سلاح المدفعية في عطبرة.
    وحسب منصبي كنت في صالون الدرجة الأولى.. وهناك معتلقين عرفت منهم وفي محطة لمحت «شاهد الزور» ضمن ركاب الدرجة الثانية.. أذكر أن المحامي شيخ الدين الخليفة، ابن الخليفة عبدالله التعايشي.. وكنا نجلس سوياً في بوفيه القطار.
    في «عطبرة» كان في استقبالنا الحسين الحسن وهو رئيس أو رتبة كبيرة في القضاء العسكري ومن أصدقائي وأخذني من محطة عطبرة إلى منزله حيث اقمت معه.

    طائرة الموت:
    ---------------
    *** - عرفت أن قادة الحركة خاصة المقدم حسن حسين ومعه بعض من ضباط الصف والذين حوكموا بالإعدام قد نقلوا بطائرة مروحية من داخل مبنى سلاح المدفعية إلى جهة نائية اسمها «وادي الحمار» حيث كانت فرقة تنفيذ الإعدام رمياً بالرصاص موجودة هناك.. وكانت المروحية حين تقلع يعرف من هم رهن انتظار المحاكمة أن الأجل المحتوم قد أتى أوانه لرجال وبشهادة الكل كان المقدم حسن حسين ومن معه أشجع رجال.. «المقدم حسن حسين» كان في الـ«36» من عمره.. وعندما نطق القاضي بالحكم عليه بالإعدام رمياً بالرصاص خلع ساعة يده ودبلته وسلمهما إلى قاضي المحكمة في ثبات لا مثيل له.. وطلب ورقة وقلم كتب عليها وصيته وسلمها لرئيس المحكمة..

    وقال في ثبات «أنا جاهز للإعدام».
    --------------------------------
    *** - في تلك الأثناء كان القادة الأساسيين مثل «الرائد حامد فتح الله» والملازم أول مظلي «شامبي» لم يقبض عليهما بعد.. أما الملازم أول «حماد الاحيمر» فلقد استبسل وقتل وهو يهم بالقفز من داخل المدرعة «صلاح الدين» التي كانت بها دبابة «تي 55» سوفيتية الصنع كانت أحدث دبابة أيامها وكانت تخصصية.. والذين يعرفون حماد الاحيمر جيداً ذكروا بأنه كان المدفعجي رقم «1» في الرماية بالدبابات.. كان دقيقاً للغاية في تصويبه وحاز على جوائز في كل أعياد واحتفالات الجيش والمدرعات وتقديراً لشجاعته أمر نميري بدفن جثمانه إلى جوار الشهداء بمقابر حمد النيل.

    * ملحوظة مهمة:
    -------------------
    *** - كل من الملازم أول عبدالرحمن شامبي والملازم أول حماد الاحيمر كانا قد نالا ترقية استثنائية من الرئيس نميري حيث أصدر مرسوماً بصفته قائداً عاماً للقوات المسلحة بترقية المذكورين من رتبة الرقيب الأول إلى رتبة الملازم أول «من خانة صف الضباط» لائحة ضباط الجيش وهم يعرفون «ضابط صفوفي» وذلك لمشاركتهما الكبيرة في الإجهاز على إنقلاب 19 يوليو 1971م وعودة نميري مجدداً إلى حكم البلاد.

    *** - وقد ذكر محلل عسكري أن الترقيات الاستثنائية التي اصدرها نميري خرقت الانضباط العسكري وفتحت شهية ضابط الصف للحلم بحكم البلاد.. خاصة وأن عناصر قيادة حركة المقدم حسن حسين الانقلابية لم تضم من ضباط تخرجوا من الكلية الحربية سوى قائد الانقلاب ونائبه الرائد مهندس حامد فتح الله. وذكرت افادات وردت أثناء المحاكمات العسكرية بأن للكتلة السوداء يد طويلة في ذلك الانقلاب الذي كان انقلاباً اسلامياً ولكن من خارج عباءة تنظيم الإسلاميين المعروفين.

    لماذا فشل انقلاب حسن حسين؟:
    ---------------------------
    *** - هذا السؤال لم نوجهه إلى مولانا عبدالمجيد امام.. وإنما حاولنا استنتاجه من وقائع المحاكمات ومن شهود «ضباط صف» خارج الخدمة جاء بعض منهم إلى مكتبي عندما كنت أكتب حلقات بعنوان «محاولة لإستنطاق صخور الموت بوادي الحمار».. وقد قال رقيب متقاعد جاء إلى مكتبي في 1997م وكان من سكان منطقة الكلاكلة.. إن الفشل يعود إلى عدة أسباب أهمها انشغال الرجل الثاني في الحركة باغتيال الرئيس نميري.. قال إن الرائد حامد فتح الله ترك كل المهام الموكلة إليه وتبع قناعة خاصة عنده تصور له أن القضاء على نميري وتصفيته جسدياً هو النهاية الأكيدة لمايو.. فترك مهام توزيع قوة حراس الكباري وقطع الإتصالات واكتفى بأن قوات الحركة احتلت الإذاعة وسيطرت على القيادة العامة، وبقى في كافوري متربصاً بعودة جعفر نميري وزوجته إلى منزلهما.. وكانت استخبارات الحركة قد رصدت تحرك نميري قبل أيام من حركة حسن حسين وأن نميري كان يفضل قيادة عربته «المازدا» أحدث موديل.

    *** - عشاء بدر الدين سليمان:
    ---------------------------------
    *** - ذكر رائد اسمه «يحيى منور» استشهد في ما عرف بأحداث المرتزقة أن جعفر نميري وزوجته بثينة خليل كانا ضيفين على عشاء في منزل الأستاذ بدر الدين سليمان وزوجته الدكتورة سعاد التجاني الماحي.. وكان بدر الدين سليمان أيامها نجماً لامعاً ومقرباً جداً من الرئيس نميري.. وطالت ليلة العشاء حتى وصلت إلى الثانية من صباح الجمعة 6/9/1975م وكان نميري متوجهاً إلى الولاية الشرقية كسلا بالتحديد رحلة عمل خاصة.. وكان عليه أن يكون في مطار القيادة العامة السادسة صباحاً وقالوا إن زوجة النميري كانت صاحبة الرأي بأن يقضي نميري الساعات الباقية في منزله بالقيادة العامة بدلاً من الذهاب إلى كافوري «علماً بأن منزل بدر الدين سليمان» كان قرابة نهاية المنازل بالصافية جهة الشرق إلى مقربة من طريق «الإنقاذ» الصناعات قديماً، وذهب نميري وزوجته وقبيل الوصول للقيادة العامة تلقاهما الضابط «منور» وصحبهما داخل عربته المارسيدس إلى مكان بعيد.

    *** - فاتنا أن نقول إن الرائد حامد فتح قد وجّه تعليمات لكل قواته بأن تفتح نيرانها على أي عربة «مازدا» يرونها في أي شارع.

    *** - ولأن حياة نميري لم يأت أوان النهاية لها خرجت عربة المرسيدس التي كانت تقل نميري وزوجته بثينة خليل بشارع كان محروساً من قبل عساكر حركة المقدم حسن حسين.. نجا نميري من الموت بينما أضاع الرائد «حامد فتح الله» وقت الإنقلابيين الغالي في مهمة فاشلة.. ولهذا كانت نهاية التحرك الإنقلابي سريعة وإن كان «حامد فتح الله» قد استطاع الفرار إلى خارج الخرطوم وسنرى كيف وأين تم إلقاء القبض عليه؟

    كما أن الرجل الثالث في التحرك «شامبي» قد استطاع الهروب أيضاً.. بينما قبض على المقدم حسن حسين.. وقتل حامد الاحيمر أمام مبنى الإذاعة.

    * عودة لمولانا عبدالمجيد امام:
    -------------------------------
    *** - ويواصل مولانا عبدالمجيد امام حديثه ذاكراً أنه قد مثل أمام القضاء وأخلى سبيله رغم شهادة شاهد الزور وعاد إلى التحفظ عليه في داره بالموردة.. وبقي سجيناً بمنزله طوال الـ«3» شهور وبعدها أخبره ضابط «رتبة» بأنه صار حراً.. وبإمكانه مغادرة منزله في أي وقت يشاء ومتى ما أراد ذلك.

    وقال مولانا إن شاهد الزور «آدم» قد لقى عقابه بعد سنوات أمام إحدى محاكم العدالة الناجزة حيث حوكم بالقطع من خلاف.
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de