|
|
 الانتماء هل يكون للأرض ام للوطن
|
الانتماء من الكلمات التى اصابها التعويم ففقدت هويتها واضطرب مفهومها ومدلولها وغدت معادله غير متوازنة الاطراف ....اصبحنا نتلقى هذه الكلمة دون ان نتعلمها فاضحت درس استظهار نحفظ كلماته دون ان نعيش واقعه ،اصبحنا نسمعها فى الخطب ونطالعها عبر الصحف دون ممارسه او تجربة ....واذا تثنى لنا ان ننتقل بين الماضى والحاضر نجد ان هناك ركائز اساسية تمتد لتصنع ذلك النسيج الذى يعمق فى دواخلنا الانتماء وخلال حياة الفرد تكون الارض و البيت والعمل والحرية والعدالة الاجتماعية وكرامة الفرد هى المثيرات الحقيقية التى تجعل الانتماء حقيقة ماثله تتكامل بتكامل هذه العناصر وعندما نغادر الارض وقد انتفت فيها هذه العناصر فاننا نغادرها دون ان نترك خلفنا اوتاد ثابته تساعدنا لتحويل ذلك الحنين الذى ينتابنا اليها لعناق حقيقى ...
لاشك ان الانسان كائن اجتماعى بفطرته وحب الوطن انتماء وبقدر عطاء الوطن لأبنائه يكون الانتماء الذى يخلق المعجزات وعندما كنا نقرأ فى كتب التاريخ قديما عن ملايين المواطنين الذين ماتو دفاعا عن مدنهم واوطانهم وصمدوا لنيران مئات القنابل فان سر معجزتهم هو الانتماء انه لون من الوان الحب والتضحية الصامته فى سبيل مجتمع ابرز سماته العطاء ...والانتماء لايفرض على انسان جائع لان انتماءه يتحرك كابرة المغنطيس نحو الرغيف والانتماء لايطلب الى مشرد لاارض ولابيت ولاعمل ولاكرامه له وقبل ذلك كله يستحيل الانتماء الى تربه مجدبة من الفكر او مجتمع يتعامل مثقفوه ومترفوه مع الفكر فى المناسبات والصالونات خارج اوقات العمل !! والانتماء طفوله مضيئة وصبا دافق بالحياة وشباب حالم بالغد رجوله مشدوده بعاطر الذكريات الى ارض خضراء ،فضوء الطفولة لاينطفى فى النفس وسعادة الصبا تبقى شعله فى العقل ، وحلم الشباب يغدو حياة متجدده الامل وهى كلها من روافد نهر الانتماء العظيم ، لذلك ضريبة الانتماء لاتفرض على انسان بلا طفوله ولاصبا ولاشباب .لانه ينتمى فقط الى اللحظه التى يعيش فيها والارض التى يقف عليها اينما كانت بغض النظر عن جنسيته ، وهناك من يتجه الى الارض ذات الفكر المشع التى ربما تهديه الى سواء السبيل وهنا تكمن مشكلة العصر التى تواجه المجتمعات الناميه الغير منتميه وهى الهجرة ..هجرة العقول والكفاءات ؟؟
الحديث عن الانتماء يبقى نفخا فى (قربه مثقوبه) بالتعبير الفولكلورى مالم نترجم هذا لواقع ملموس على صعيد المؤسسات الرسمية والاهلية وهى اول خطوة حقيقية فى طريق الحياة المتحضره فهل نستطيع ان نشعر فى يوم من الايام بالانتماء الكامل وهل الارض التى تمنحنا هذا الكلمه يمكننا ان نعتبرها وطن ؟؟؟؟
|
|
 
|
|
|
|
مدثر قرجاج
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست