|
|
 خلطة في ثلاثين ثانية تنقذ ملايين الأطفال من الإسهال
|
خلطة في ثلاثين ثانية تنقذ ملايين الأطفال من الإسهال
تاريخ النشر : 5 September 2009 - 8:36am | تقرير: إذاعة هولندا العالمية
مفردات البحث الأطفال الإسهال الصحة دواء علاج
تقرير: تايس فيستربيك- إذاعة هولندا العالمية/ يموت سنويا أكثر من مليون ونصف المليون من أطفال العالم بسبب الإسهال، وبهذا يكون هذا المرض الذي ينشأ من استهلاك المياه الملوثة الأكثر فتكا مقارنة بالملاريا أو الإيدز، في حين أن علاجه بسيط ورخيص الثمن، فبعض الحبوب التي تحوي مادة الزنك قد تنجي المريض وترسم له مستقبلا أفضل.
وصلت آيسيتا تراوري إلى المستشفى بعد ما قطعت مسافة خمسة عشر كيلومترا مشيا على الأقدام وهي تحمل ابنها وهو في حالة مرض شديد. لكن القائمين على المستشفى سرعان ما نصحوها بالعودة إلى المنزل واستعمال بعض المقويات والفيتامينات. لم تنقض ساعتين بعد وصولها إلى منزلها حتى مات الولد من شدة المرض.
وتصور ايسيتا لأحد الصحفيين تفاصيل الحياة التي تعيشها "الموت يحوم على المكان هنا، يبدو الأمر وكأن الأطفال الذين يموتون أكثر من الذين يبقون على قيد الحياة.
القاتل الأكبر
وترى كيتي سيز التي تعيش في المناطق الداخلية في الكونغو، والعاملة في منظمة أطباء بلا حدود، أن الإسهال واحد من أكبر المشكلات الصحية التي تواجه الأطفال في العالم الثالث.
تقول كيتي "لدينا هنا مستشفى صغير يضم 55 سريرا، وفي أغلب الأوقات يكون أكثر من نصف المرضى أطفال دون سن الخامسة من العمر ويمكن القول أن كل هؤلاء الأطفال يعانون من مرض الإسهال."
في سلة النفايات
" محلول العلاج" مشروب يتكون من السكر والملح، ويمثل هذا المحلول الدواء العادي لمرض الإسهال، ويؤدي إلى نتيجة جيدة، قبل نحو نصف قرن كان الإسهال يؤدى بحياة ما لا يقل عن خمسين مليون طفلا كل عام. لكن المحلول المذكور لديه أيضا سلبياته، فهو يتطلب أولا الماء النظيف لإذابة أكياس المسحوق، ثم أنه لا يحدث أي شيء ضد الإسهال لكنه يحافظ على نسبة السوائل وكمية المعادن في جسم الإنسان. ولهذا، يجب على الأطفال أن يتمكنوا لوحدهم من الشفاء من آلام البطن، وهذا قد يتطلب بضعة أسابيع.
عندما لا يرى الآباء أو الأمهات أي تحسن في أطفالهم المرضى، يلجأون عادة إلى شراء المزيد من نفس المحلول وقد يكون إما باهظ الثمن أو خطيرا. وأكثر من هذا، فأكياس المسحوق لا يتم التخلص منها في سلال النفايات وهذا أحد أسباب وفاة الأطفال.
الثورة الهادئة
منذ بضعة سنوات تجري أحداث ثورة ما في هدوء: فالمنظمات غير الحكومية مثل اليونيسيف وأوساد ومنظمة بيل وميليندا غيتس توزع إلى جانب ذلك المحلول حبوب الزنك أيضا، وهذا ما غير من أوضاع مرض الإسهال بشكل كبير جدا. ويشرح الدكتور أوليفيي فونتاين من منظمة الصحة العالمية بالقول:
"مادة الزنك تقلل من فترة إصابة الطفل بالإسهال كما يجعله أقل حدة، ولهذا تأثير ملحوظ في نسبة وفيات الأطفال. الآن فقط نكتشف أن لمادة الزنك مفعول حاسم في الامتصاص وإفراز السوائل في الأمعاء. إذن يقلل من الجفاف داخل الجسم والإسهال، وهذا هو السبب الكامن وراء المفعول السريع لهذه المادة للأطفال الذين يكشف عليهم الطبيب.
"الثقة في العلاج"
وتبقى هذه الطريقة في العلاج موثوق بها، والسبب أن الوالدين يمكنهم رؤية مفعولها مباشرة بعد تناول الطفل المريض للمحلول، ويضاف إلى هذا أن هذه الطريقة لا تستغرق إلا ثلاثين ثانية، كما أن جريان البطن يتوقف على الأقل لمدة ثلاثة أشهر وعلى سبيل المثال خلال فترة هطول الأمطار الغزيرة التي تمنع الوصول الي المستشفيات. ونجحت كيتي سيز في خلال عملها في الكونغو في علاج الإسهال بهذه الخلطة، وتقول عن ذلك " انها طريقة بسيطة جدا، وفعالة جدا
في متناول الجميع
عملت أغلب الدول النامية على إضافة مادة الزنك للطرق المتبعة في معالجة مرض الإسهال، وبالرغم من ذلك لا يتمكن كل المواطنين من الحصول عليها، وعن هذا يقول أوليفيي فونتاين من لمنظمة الصحة العالمية:
"التحدي الصعب الآن هو أن نضمن حصول الأطفال المصابين بمرض الإسهال على مادة الزنك بمن فيهم أطفال الطبقة الفقيرة الأكثر عرضة لمثل هذا المرض، فحتى هؤلاء يجب أن يحضوا بالعلاج الكافي."
ولهذا السبب يجب أن تكون شركات الصناعة الصيدلانية على أتم الاستعداد، حيث يجب رفع كمية الإنتاج لحبوب ومحاليل الزنك على أن يبقى الثمن منخفضا ما أمكن. وحسب فونتاين هناك شيء واحد أكيد " وهو أن الإسهال، لا يجب أن يكون سببا في موت أي طفل."
|
|
 
|
|
|
|
Frankly
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست