|
|
 كيف تكتب بحثاً علمياً؟. الدكتور(عبد الغفار محمد)منبر الشباب الديمقراطي-مركز الدراسات السودانية
|
مركز الدراسات السودانية
منبر الشباب الديمقراطي
السيد / ...................................... المحترم
يُـقيم منبر الشباب الديمقراطي محاضرة بعنوان:
كيف تكتب بحثاً علمياً؟
يُـقدمها الدكتور : عبد الغفار محمد أحمد
* وذلك بمركز الدراسات السودانية يوم الثلاثاء 8/9/2009م (18 رمضان)الثامنة والنصف مساء.
*المكان: قاعة مركز الدراسات السودانية ـ الخرطوم 3 البوابة الجنوبية لنادي الأسرة .
والدعــوة عــامة
للاتصال/0183488631
|
|
 
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: كيف تكتب بحثاً علمياً؟. الدكتور(عبد الغفار محمد)منبر الشباب الديمقراطي-مركز الدراسات السودا (Re: معتز تروتسكى)
|
| Quote: كيف تكتب بحثاً علمياً؟. الدكتور(عبد الغفار محمد)منبر الشباب الديمقراطي-مركز الدراسات السودانية |
أخي معتز
تحية للرجل العلامة المميزة في حياتنا الأكاديمية والإجتماعية وتشهد له قاعات الدراسة ودور العلم وكل من تتلمذ وتعلم وتدرب على يديه عبر الأجيال بغزارة علمه ومعارفه وتفانيه في بحوثه وتجرده عن زخم الحياة لأجل طلابه وبحوثه.
عنوان المحاضرة ومادتها الدسمة حتماً ستكون الزاد والعتاد وتعود بالفائدة على الطلاب والباحثين لما عرف عن الرجل من إهتمام واسع وغزير بهذا المجال. فله التحية وأطال الله في عمره وعلمه المنتفع به..
والتحية والشكر موصولين لكم أخي معتز للتنوير.
الطيب عبدالرحيم
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: كيف تكتب بحثاً علمياً؟. الدكتور(عبد الغفار محمد)منبر الشباب الديمقراطي-مركز الدراسات السودا (Re: معتز تروتسكى)
|
ملاحظات حول آداب ( أخلاقيات) مهنة البحث ودخول ميادينه
د. عبد الغفار محمد أحمد
الموضوعات:
1- آداب ( أخلاقيات) وتمييز البحث
2- تحقيق معايير عالمية
3- المعايير المرتبطة بأخلاقيات البحث
4- القبول المقرون بالمعرفة وتضارب الواجبات
5- حماية المبحوثين: ما بعد الموافقة المقرونة بالمعرفة
6- دخول ميدان البحث
7- تجربة شخصية
1- آداب ( أخلاقيات) وتمييز البحث:
تعلم الباحثون في شتى العلوم دروسا أخلاقية عدة. انطلاقا من تاريخ البحث العلمي عموما والطبي من على وجه الخصوص. فالأسف وبعد مرور أكثر من خمسين عاما على محاكمات نورمبرج وما نجم عنها من مبدأ (code) فما زال البحث الطبي المجافي للأخلاقيات مستمرا". وينطبق هذا على مجال البحث في علوم أخرى ومنها على وجه الخصوص العلوم الإجتماعية. ويمكن هنا الإشارة لتجربة العلوم الإجتماعية أثناء حرب فيتنام أو عند النظر إلى " بروجكت كاملوت" في أمريكا الجنوبية وفي الحالتين تم إستخدام نتائج البحث للقضاء على مقاومة المجموعات المحلية في وجه القوى الإستعمارية.
في نفس الوقت فإن الأمر هنا شبيه لما يحدث من خرق لحقوق الإنسان ذلك الخرق المستمر حتى الآن وبعد مرور 50 عاما على إعلان تلك الحقوق. كل ذلك ناجم عن صعوبة قبول " عالمية" (Universality) مثل هذه القوانين وقبول الجانب الأخلاقي فيها لكل المجموعات البشرية.
كيف يمكن أن ينظم البحث حتى يمكن تفادي الأخطاء الماضية وعدم الوقوع في نوع جديد من التمييز وخلق ضحايا في عالم أصبح أكثر تعقيدا في عصر تقدم التكنولوجيا البايولوجية وعولمة الأحداث وتداخل النظم وهيمنة القطب الواحد.
عند إجراء البحوث على المجتمعات البشرية أو الأفراد داخل هذه المجموعات يجب أن تتطابق ميزات البحث العلمية مع ميزاته الأخلاقية. الميزة العلمية للبحث تتطلب التصميم ( تصميم البحث) والمناهج التي تخضع الإفتراضات للإختبار مع إمكانية الوصول لعدم ثباتها ( Falsify hypotheses). أو مصداقية وكفاءة الإجابة على الأسئلة المطروحة.
أن المناهج التي تستخدم في البحوث اليوم قد تطورت من بدايات سابقة لم تكن كافية للوصول للحقائق المطلوبة. ولذا فإن المنهج العلمي في تطور مستمر.
الميزات الأخلاقية في البحث العلمي تؤكد على أحترام كرامة المبحوث بمعني وضع الإعتبار لسلامته وخصوصيته وللحقوق الإنسانية للفرد أو الجماعية ( ومن هنا تأتي ضرورة القبول للمشاركة في البحث المقرون بمعرفة أبعاد البحث نفسه. أي القبول المقرون بالمعرفة (Informal consent).
ضرورة تقليل المخاطر -
التوازن بين الخطر والمنفعة -
التعويض المناسب عن وقت المبحوث-
التعويض عن أي ضرر يحدث أثناء إجراء البحث ( خاصة في مجال البحث الطبي)-
حماية خصوصية وسرية المعلومات الشخصية التي يتم أخذها من المبحوثين. -
تفادي تضارب المصالح.
-في معظم الأقطار ظل فهم وتطبيق هذه المتطلبات في تقدم وتطور مستمرين عبر عدة عقود من الزمان خاصة في البلدان الصناعية. مع وجود لجان تشرف على هذا الأمر.
بما أن هناك خطورة حتى في المجتمعات التي بها أعضاء مستنيرين وأصحاب صوت مسموع معبر من أن تطغي وجهة نظر الباحثين الذين يسيطرون على موارد ضخمة فإن أخلاقيات البحث تتطلب أن يكون المبحوثين قادرين على:
1- فهم طبيعة وغرض البحث
2- يجدون الفرصة للإجابة على أي أسئلة يوجهونها للباحث
3- يمكنهم فعليا إعطاء قبول مقرون بالمعرفة
4- يمكنهم إتخاذ قرار غير قسري بالمشاركة في البحث
القسر لا يجب أن يساوى بالحافز. الحوافز مثل:
* ضمان الحصول على رعاية صحية غير متوفرة.
* تعويض مالي متواضع عن الوقت والسفر هي أشياء مقبولة ولا تشكل عناصر قسر.
* في حالة المشاركة في البحوث في الدول النامية فإن الحافز الأساسي هو الحصول على الرعاية الصحية غير المتوفرة على سبيل المثال.
* مثل هذا القول أمر مقبول إذا كانت الفوائد أو المنافع المتوقعة من البحث والتي تعود على الأفراد ومجموعاتهم تكون أكثر من الضرر الذي قد يحيق بهم على المدى القصير أو المدى البعيد.
* في الدول النامية حيث تكون هناك حواجز ثقافية ولغوية وإقتصادية وأي حواجز أخرى سائدة بين الباحثين والمبحوثين يصبح من الضروري تأمين و تأكيد تواصل فعال بين الإثنين ( الفئتين).
* لقد وضح العديد من العلماء وخاصة العاملين في حقل علم الأنثروبولوجيا الإجتماعية العديد من المآزق و الصعوبات التي يجب مواجهتها في محاولة الحصول على الموافقة المقرونة بالمعرفة في المجتمعات التي قامو بدراستها.
* على سبيل المثال أشارت الدراسات التي أجريت قبل عدة أعوام في يوغندا (1996) إلى :
* عدم المساواة الإجتماعية و الإقتصادية بين الباحثين و المبحوثين تقود إلى شعور المبحوثين بأن لا خيار لهم سوى المشاركة.
* الإرث الإستعماري خلق الإنقسام على أساس الأصل الأثنين بين الباحثين والمبحوثين و إن كان ذلك بصورة خفية.
* ثم كان عهد عيدي أمين الذي دمر بنية الخدمات الصحية الجيدة التي سبقت عهده مما جعل هناك شكل قائم لدى المواطنين بأن مرض فقد المناعة المكتسبة ( AIDS) قد جاء إلى أفريقيا بواسطة الأجانب.
* لهذه الأسباب وغيرها وجد العاملون بالبحث العلمي في يوغندا أنفسهم في وضع صعب لتطبيق قواعد البحث البيولوجي التي يوصي عليها بشكل واسع.
* ولا يختلف الوضع كثيرا في أقطار أمريكا اللاتينية فالإشكاليات المرتبطة بالبحث العلمي تتضمن:
- الفشل في تضمين العاملين المحليين في المجال الصحي في بروتكول البحث
- صعوبة اللغة التي تكتب بها هذه البروتوكولات
- الأخطاء في ترجمة محتويات البروتوكولات
- المشكلة المرتبطة بإستقطاب الباحثين المحليين رغم عدم تدريبهم
- قيام مثل هؤلاء الباحثين بتعين مساعدين لا يمكنهم الاعتراض على ما يتم من عمل
- الضغط لإتمام العينة المطلوبة.
* برغم كل هذه الصعوبات فمن المهم عدم الافتراض بأن المجموعات السكانية التي ليس لها حظ من التعليم أو المقدرات الأخرىDisadvantaged people لا تقدر على فهم المصلحات المتضمنه في عملية البحث العلمي.
* كما يجب إدراك أن الأهداف الأخلاقية للبحث يمكن تحقيقها وسط المجموعات الفقيرة وغير المتعلمة إذا ما كان هناك الوقت الكافي لإجراء البحث والقدرة ( المقدرة) والرغبة والإمكانيات التي توجه للإتصالات والإستشارة.
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: كيف تكتب بحثاً علمياً؟. الدكتور(عبد الغفار محمد)منبر الشباب الديمقراطي-مركز الدراسات السودا (Re: معتز تروتسكى)
|
2- تحقيق مقاييس عالمية:Achieving Universal Standards
* بينما يظل تبرير وجود مقاييس أخلا قية في البحث العلمي تتمتع بكونها تجد القبول في مختلف المجتمعات موضوع حوار معقد فقد صار مقبولا بشكل عمومي ضرورة وجود مثل هذه المحددات الأخلاقية في البحوث التي تمس الإنسان وقد تم تقدم ملحوظ في هذا الهدف.
* تحقيق عالمية المقاييس الأخلاقية هذا يتطلب التمعن في مواضيع مثل:-
أ- ما هي مكونات أفضل مصلحة للمبحوثين ... التعمق في الإعتراف بأن ما يفضله الفرد وما هو مفضل في ثقافة ما و يمكن تحقيقه في إطار معين يختلف من حالة إلى أخرى.
ب- ما الذي يميز ما هو مقبول عالميا وسط كل الثقافات وما هو إمبريالي المحتوى.
ج- مناسبة الإطار العام للموضوع والذي يمكن أخذه على أنه يشكل أرضية أخلاقية دون الرجوع للتفاوت النسبي في الاخلاقيات بين المجتمعات.
* وبما أن حقائق الحالة تحت البحث لها أثر كبير على أي معضلة أخلاقية قد تنجم وكيف يمكن أن تحل فإن هناك ضرورة لمعرفة والتعامل مع الإختلافات الإطارية على أرض الواقع.
* الإختلافات الإطارية تشكل نقطة البداية للحوار الواقعي ولذا يمكن أن تكون سببا لقبول أي خلافات لإجراء البحث في أطر مختلفة.
* التحدي هنا هو تفادي الإمبريالية الأخلاقية حتى يتوفر الوصول إلى تحقيق مقاييس عالمية.
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: كيف تكتب بحثاً علمياً؟. الدكتور(عبد الغفار محمد)منبر الشباب الديمقراطي-مركز الدراسات السودا (Re: معتز تروتسكى)
|
3- المعايير المرتبطة بأخلاقيات البحث:
* أخذ أخلاقيات البحث في الإعتبار يفرض على الباحث بعض القيود و المسئوليات.
* الموجهات الأخلاقية ضرورية في حالة البحث الذي يتداخل في الحياة اليومية للمجموعات مما يجعل من الضروري التأكد من أن الدراسة لها أهداف ذات شأن و تستحق الجهد المبذول كما أن هناك حماية لمصالح المشاركين في البحث.
* العديد من أسس أخلاقيات البحث الذي يتدخل في حياة المجتمعات يرتبط مباشرة بما يقوم به المشاركين في البحث سواء كانوا باحثين أو مبحوثين أو ممولين للبحث.
الأسس المتعلقة بالمشاركين في البحث:
هذه الأسس هي: الإستقلال, الإحسان, العدالة, الخصوصية وعدم الخداعAutonomy, beneficence, justice, privacy and deception.
_ وهناك أسس ترتبط بعلاقة الباحث والمجتمع المبحوث. وهي أساسا حول التعاون المطلوب للوصول للمعلومات. ضرورة عدم خلق توقعات غير واقعية لدى المجتمع. ترك المجتمع بعد نهاية العمل وقد زيدت مقدراته وخدماته.
* التأكيد في البحث المتداخل (Community based intervention research) لا يجب أن يكون على دعم مقدرة الباحث الوظيفية أو تقدم المعرفة العلمية وإنما على الفرد والمجتمع.
- نماذج الشراكة في البحث عديدة ومختلفة. يمكن أن تكون عن طريق لجان إستشارية.
- مثل هذه الحالة تعود بالفائدة على المجتمع.
- المسئولية تجاه مجتمع البحث. خلق توقعات كاذبة عن التمويل مثلا أو أي موارد أخرى تأتي في المستقبل.. المسئولية في بناء قدرات المجتمع... المناقشة الدورية للنتائج.
- عدم إستقلال المجموعات الضعيفة (Vulnerable communities) حتى تفتقد الثقة بين الباحث و المجتمع.
- توفيق الأجندة العلمية المتعددة وأجندة المجتمعات المبحوثة. ويحتاج مثل هذا الأمر لمقدرات ووقت و صبر وهي أمور مفقودة لدى بعض الباحثين الأكاديمين.
* أخلاقيات البحث و العلاقة مع المؤسسات:
- الموافقة من التمويل ووضع أجندة البحث: كيف يعالج هذا الأمر.
- الأمانة في عرض نتائج البحث.
- التعامل مع صناع القرار و المجتمعات الأخرى التي قد تستخدم نتائج البحث.
* في ضوء ما تقدم ماذا يجب على الباحث وهو يواصل مشوار بحثه:-
هناك معايير أساسية يجب مراعاتها وقد أشرنا إلى العديد منها وسوف نعود لها هنا: يجب على الباحث أن:
- لا يضر بالآخرين ( المبحوثين) عدم سوء النية.
- ساعد ( أحسن) للآخرين.
- تأكيد المنفعة: وازن بين ما هو مفيد أو غير مقنع للمجتمع.
- عامل الناس بطريقة عادلة.
- لا تتدخل في خيارات الأفراد ذوي المقدرة على التمييز
- إحترام الآخرين.
* ينبثق من هذه المعايير العامة مبادئ محددة على الباحث مراعاتها أثناء القيام ببحثه وهي:
1- يجب على الباحث عند تقديم حصيله بحثه عدم إختلاق أو تزيف أو طرح المادة أو النتيجة بصورة لا تمثل الواقع.
2- يجب على الباحث تفادي الأخطاء عند عرض تقريره عن المادة و نتائجها أو تفسير الإحصائيات أو تقويم أدوات البحث أو أي جوانب أخرى في عملية البحث.
3- على الباحثين تبادل المعلومات والمادة والنتائج والأفكار و النظريات و التقنية البحثية.
4- أن يكون في مقدور الباحث تغطية كل جوانب البحث.
5- على الباحث أن يوجه العرفان حيث يجب ، كان ذلك لباحثين ساعدوه أو الأفراد داخل المجموعة موضوع البحث أو لمن قاموا بتمويل بحثه.
6- على الباحث كجزء من عمله في بناء القدرات أن يشارك في تعليم واختيار وتدريب الباحث المستقبلي.
7- يجب على الاحث إطاعة القانون.
8- على الاحث احترام المبحوث كان ذلك إنسان أو حيوان.
9- على الاحث محاولة تحديد الآثار الاجتماعية لبحثه وأن يبلغ الرأي العام (عامة الناس) بذلك وان يفكر جيداً حتى لا يقوم ببحث تكون له آثار اجتماعية سالبة.
10- البحث العلمي يجب أن يقيم بواسطة مجموعة من العلماء قبل عرضه على العامة.
11- يجب على الباحث عدم التمييز ضد زملائه على أساس الجنس أو العنصر أو القومية أو أي ظاهرة أخرى غير مرتبطة بالقدرة العلمية والتمييز العلمي.
12- على الباحث معاملة زملائة باحترام.
* هذه معايير ذات عمومية شديدة قد يتطلب تبريرها وقتاً طويلاً من النقاش ولكن دعونا نأخذ مثلاً واحد هو عدم الاختلاف أو التزييف ....هذا لا يحدث إلا نادراً .....اختلاف النظريات المناهج قد يبدو وكأنه يقود لهذا الامر ...قد تحدث الأخطاء دون قصد ولكن من واجب الباحث التقليل من حدوث ذلك ويمكن أن يتم هذا بعدم الاستعجال في تقديم نتائج البحث الذي به أخطأ لا يعتمد عليه.
* ولكن هناك أسباب موضوعية تدعو للإستعجال الذي قد يقود إلى الخطأ الذي ربما نظر إليه على أنه عدم أمانة؟ نعم.
1- وسط الأكاديمين يستعجل البعض للنشر حتى يكون أول من اكتشف الحقيقة أو اقترح التوجه.
2- الضغوط في الحصول على التمويل قد تدفع لاستعجال النتائج.
3- لتثبيت في الخدمة والترقيات تجبر العلماء على الوصول بسرعة للنتائج مما يدفع بالبعض لاستخدام أسرع الطرق.
* هذه مؤشرات يجب أخذها في الإعتبار.
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: كيف تكتب بحثاً علمياً؟. الدكتور(عبد الغفار محمد)منبر الشباب الديمقراطي-مركز الدراسات السودا (Re: معتز تروتسكى)
|
4- القبول ا لمقرون بالمعرفة وتضارب الواجبات:
* أصبح القبول المقرون بالمعرفة هوو حجر الزاوية في أخلاقيات البحث.
- بالإضافة للصعاب التي وضعت بالنسبة للحصول على القبول المقرون بالمعرفة عبر الأوضاع الثقافية والاجتماعية من المهم معرفة أن هناك اختلاف عندما يختص الأمر بالمبحوثين من أولئك الذين يقفون تحت كونهم يتلقون العلاج قياساً بالآخرين.
- في المجال العلاجي يأتي مثل هذا القبول بسهولة وبسرعة لأن المريض يعرف أن الطبيب يبحث عن ما هو مفيد لمريضه...
الأمر كله يصبح يسيراً وقد يكون فيه بعض التجاوزات ومنها الأخذ في الاعتبار رغبة المريض مما يؤكد الثقة بالطبيب.
- في المقابل نلاحظ أن القبول المقرون بالمعرفة في العلوم الأخرى يتبع منهجاً مغايراً......فهو رسمي وله ضوابط محددة........هنا تكون طبيعة اللقاء بين الباحث والمبحوث شبه لقاء بين غرباء من أجل الوصول إلى المعلومة ولذا يجب أن يتم ذلك بالدقة العلمية.
- المعلومات هنا شخصية وأكثر تفصيلاً منها في المجال الإكلينكي وبالرغم من محاولة تفادي الحرج للمبحوث فإنه لا يوجد خيار سوي طرح الأسئلة التفصيلية مما يقود إلى آثار سلبية على الباحث والمبحوث.
- تضارب الواجبات أثناء عملية البحث أمر قد يحدث في حالة العلوم الطبية مثلاً إذا كان الطبيب هو الباحث ومقدم الخدمة وفي حالة العلوم الإجتماعية إذا كان هو الباحث والمخطط أو من ينوب عنه.
- البحث عن الحقيقة والمعلومة التي تقود إلى ذلك من أجل الإضافة للمعرفة الإنسانية عموماً وأحدث تغيير في المجتمع قيد البحث قد لا تتوافق مع مصلحة الفرد أو المجموعة المبحوثة بالدرجة القصوى.
- مثل هذا الأمر يكون أكثر تعقيداً في المجتمعات النامية وذلك نسبة لعدم إمكانية فرز دور مقدم الخدمة والباحث إذ تتداخل الصفتان في معظم الأحيان لضعف الإمكانيات.
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: كيف تكتب بحثاً علمياً؟. الدكتور(عبد الغفار محمد)منبر الشباب الديمقراطي-مركز الدراسات السودا (Re: معتز تروتسكى)
|
5- حماية المبحوثين : ما بعد الموافقة المقرونة بالمعرفة:
- في واقع الأمر أن الباحثين (أفراد – شركات – منظمات) ربما يكونون في وضع يجعلهم أكثر استفادة من المبحوثين مما يؤكد على ضرورة وضع مزيد من الإنتباه في تصميم البحوث بحيث تتم حماية المبحوثين.
- لقد إنصب معظم الجهد المشار إليه هنا على الموافقة المقرونة بالمعرفة وعلى مراجعة برتوكولات البحث مع جهد غير كافي في المتابعة والإشراف على الدراسة أو محاولة تحسين سبل تنفيذ الدراسة نفسها وعدم العدالة في توزيع التبعات وفوائد البحث.
- التركيز على الموافقة وعدم الانتباه لكيفية إجراء البحث أو الأثر الذي يمكن أن يحدثه البحث على المجموعة المبحوثة ربما يقود إلى أحد الأمور التالية:
1- القبول بأن الباحث سيقوم بما يقول أنه سيقوم به.
2- التصديق بأن أخذ الموافقة يعني أن البحث مستوفي للمستوي الأخلاقي العالي المطلوب وليس فقط هو تأكيد المطلب القانوني.
3- الثقة بأن التناقض بين العائد(الفائدة) من تقديم الخدمات ودفع المعرفة يمكن أن يخلق التوازن بين هذين العنصرين في البحث.
4- عدم الانتباه للعدالة في خلق التوازن المطلوب بين العائد من الفائدة والتبعات على المبحوث.
5- في حقيقة الأمر قد تكون الرغبة في الوصول للتقدم العلمي أكثر تفوقاً على الرغبة في حماية المبحوثين.
- عدم الانتباه للكيفية التي يجري بها البحث هو تقصير حقيقي يجب التركيز على عدم حدوثه. ينبق هذا على هذه اللحظة التاريخية من تطور المجتمعات حيث أصبح البحث هو الأساس في معظم النشاطات التي تطلع بها المؤسسات والشركات والجمعيات ....الخ مع عدم الضمان الكافي لعدم إستقلال المبحوثين.
- يجري الآن جهد في البحث على ما يمكن عمله بعد الحصول على الموافقة.
* لجنة مراجعة البحوث أو لجنة أخلاقية البحث:Research Ethnics Committee
- دور هذه اللجنة هو تقييم مقترح البحث مع التركيز الخاص على الماخطر والمنافع الناجمة عن البحث؛ عدالة توزيع المنافع والتبعات؛ ما يمكن توقعه من تضارب المصالح؛ كفاية المعلومات المقدمة للمبحوثين وحماية حريتهم في :
1- الموافقة.
2- إمكانية الإنسحاب من المشروع دون أثر سلبي.
3- حرية الباحث في النشر.
- دور آخر مهم تعليم الباحثين والأكاديمين والمجتمع في فهم وتقدير أخلاقيات البحث ( تعريف ببحوث فيها أخطاء؛ مناقشة بحوث بها مواضيع شائكة ....الخ).
- مراقبة ومراجعة البحوث حتى يكون الباحث مسئول أمام مجتمع البحث ....أي عمل غير أخلاقي يجب أن تنتبه إليه اللجنة أو يعرض عليها.
- موضوع أخلاقيات البحث لم يجد الانتباه الكافي في الدول النامية وذلك لضعف إمكانيات هذه الدول وعدم وجود مجتمع البحث المدرب..
المطلوب هنا هو تنمية الخبرة والإمكانيات وذلك حتى يتم:
أولاً: تقييم المسائل الأخلاقية في البحث.
ثانياً: تدريب / تعليم العاملين بالبحث ومنفذي نتائجه.
ثالثاً: تسهيل وضع الخطط.
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: كيف تكتب بحثاً علمياً؟. الدكتور(عبد الغفار محمد)منبر الشباب الديمقراطي-مركز الدراسات السودا (Re: معتز تروتسكى)
|
6- دخول ميدان البحث:
* التركيز هنا على تجربة العمل الميداني في حقل العلوم الإجتماعية وتحديداً علم الأنثروبولوجيا الاجتماعية.
- في سياق البحث الميداني حالياً نجد الاتجاه صوب المشاركة أكثر من التركيز على المراقبة ....خلق فجوة في التواصل بين الباحث والمبحوث أصبح أمر غير مقبول ويجب أن يكون هناك تواصل بين المنهج والتحليل والتفسير والكتابة مع العلاقات الاجتماعية.
- في ظروف تطور المجتمعات في هذا العهد ( عهد العولمة) يدعو الباحثون لعلاقات إجتماعية حميمة مع مجتمع المبحوثين ويتطلب هذا أن يبرهن الباحث على قدر وافر من الموثوقية والحساسية والنضج والاستقامة أكثر مما كان عليه الأمر في العلوم الإجتماعية في السابق.
- يصبح البحث الميداني محفوفاً بالمشاكل عندما يتجاوز الباحث حدود البحث التقليدي إلى المواضيع الحساسة.
- ذلك عندما يكون على الباحث الإنتقال من المجال العام إلى المجال الخاص ، من الواضح إلى المستتر ، من النظر في الأدوار المتداخلة إلى العلاقات الناجمة عنها وكذلك من مرحلة المذكرات الميدانية إلى كتابة التقارير التي تتطلب صياغة المذكرات في لغة علمية.
N.B Goffman approaches:
1- Back stage front stage.
2- Public and private domains.
3- Multiple roles.
- الباحث الذي يبرهن على إبداء العواطف والمسئولية بطريقة شخصية مع المبحوثين يمكن أن يدخل في مجال هو غير مجاله يكون غير مؤهل له فالأدوار المتعددة والمتشابكة في الحقل الميداني تضع الباحث أمام واقع معقد وقد تقود إلى مأزق أخلاقي إن لم تعالج بشفافية ودقة.
- الصداقة التي تمكن الباحث من الحصول على معلومات شخصية خاصة أو الوصول إلى مناطق خاصة سرية قد تقود إلى إشكالية إفشاء ونشر معلومات شخصية.
- تتعقد أهداف البحث عندما يكون هناك تضارب الواجبات الأخلاقية والمهنية حول الإفشاء والنشر مع السلوك الأخلاقي والواجب الشخصي في التعامل مع المبحوث ... هنا تأتي معضلة حفظ السر والخصوصية والثقة التي يجب ألا تفقد بين الباحث والمبحوث(مثال ما حدث في فيتنام وبروجكت كاملوت).
- عندما تتضارب المصالح لن يوجد حل شافي ولكن لابد أن يكون هناك مجال للتوفيق أو الوسطية التي على الباحث أن يتعايش معها بشفافية.
- العلاقة التي تحدث بين الباحث والمبحوث مع بداية دخول الحقل الميداني تستمر حتى مرحلة الكتابة .. يلزم هذا الباحث باحترام تفكير وآراء المبحوثين مع وجوب أن يكون ما يكتب هو نفس ما يمكن أن يقال للمبحوث في حضوره... بل و أكثر من ذلك يجب أن يعرض ما يكتب على المبحوثين للتعليق عليه وربما انتقاده. (تجربة دعوة المبحوثين لمناقشة النتائج OSSREA)
- خلاصة الأمر أن المعضلات الاخلاقية هي جزء قد لايمكن تفاديه في الدراسات الميدانية كما وقد لا يمكن التخطيط له مقدماً وهي تنجم عن إصطدام تجربة الباحث بقضايا لا يوجد لها ضوابط صريحة رغم إستيفاء المعايير التي تحدثنا عنها..... وهنا يكون لمقدرات الباحث الشخصية دور كبير في توجيه سير البحث وجهته الصحيحة.
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: كيف تكتب بحثاً علمياً؟. الدكتور(عبد الغفار محمد)منبر الشباب الديمقراطي-مركز الدراسات السودا (Re: معتز تروتسكى)
|
7- تجربة في ميدان الدراسات الأنرولوجية الإجتماعية:
- هذه نقاط سريعة من تجربة شخصية في العمل الميداني في زمن لم تكن هناك موجهات مفصلة حول أخلاقيات البحث كما حددناها خلال هذه المحاضرة وكان الاعتماد على مقدرة الباحث في تقدير الأمور وإحساسه بالواجب بإفادة مجتمع البحث بقدر ما يريد لنفسه أن يستفيد وبمقدار ما يود أن تكون نتائج بحثه إضافة جديدة للمعرفة العلمية في مجال نشاطه.
- قمت بدراسة في الأنثروبولوجيا السياسية مع بداية السبعينات من القرن الماضي وسط مجتمع ريفي رعوي في جنوب شرق السودان هادفاٌ لتفهم النظام السياسي لهذا المجتمع وعنصر حركته وديناميكتها بأمل أن يكون ناتج الدراسة بجانب فائدته العلمية يساعد المخطط وصاحب القرار بالتعاون مع قيادة المجموعة نفسها في تحقيق تنمية مستدامة وسط هذا المجتمع وإزالة أي غبن واقع عليه في تعامله مع المؤسسات الحكومية والمشاريع الزراعية التي أصبحت تشكل خطراً عليه في صراعها على أهم الموارد في المنطقة ألا وهو الأرض.
- بدءاً كان على أن أحدد موقفاً من الصراع الذي يدور ميدان الأنثروبولوجيا وعاملين بها حول أنها علم ارتبط بالاستعمار ودون تطويل في هذا المر وأرجعكم لكتابي. (Anthropology in the Sudan 2003 ).
- حيث كان ولا زال موقفي أن الأنثروبولوجيا كانت أداة في يد الإستعمار ولكن لا يمنع هذا من الاستفاده من منظورها في خدم مجتمعات العالم الثالث. من هنا ومن التزام بقضية تنمية وطنية مستدامة دخلت حقل البحث.
- كان على الإلتزام بالقانون والحصول على الإذن الرسمي من مجلس الأنثروبولوجي التابع لدار الوثائق المركزية ووزراة الداخلية قبل الدخول للحقل وتعريف نفسي للمسئولين المحليين في منطقة البحث وعند الوصول للمنطقة كان الإتصال بالمسئولين وتعريفهم بأهداف البحث وأخذ موافقتهم. ثم كان على من بعد الإتصال بقيادة المجموعة وكانت مستقرة في مركز المنطقة وشرح أهداف البحث وإزالة أي نوع من التردد وتوضيح ما يمكن أن يعود على المجموعة دون الإسراف في أي وعود لا يمكن أن تتحقق وكان أهم شيء أكون على أنني سأقوم به هو توثيق حياة المجموعة للأجيال القادمة.
- فوق ذلك كان الوعد أن تصل المعلومات للمخطط وصاحب القرار في المركز حتى يمكن الإستفادة منها في توجيه خطط التنمية مع تفادي أي معلومة أو مقترح خاطئ قد يضر بالمجموعة أو أي فرد فيها. و كان هذا يتطلب منى أن أحافظ على أسرار الأفراد والمجموعة عموماً خاصة ما أطلعني عليه البعض بصفة شخصية وعبر صداقة امتدت فترة البحث التي تجاوزت فيها الإقامة وسط المجموعة في حلها وترحالها أكثر من تسعة أشهر في فترات متقطعة وكان على أن أتذكر أمر هذه الخصوصية في مرحلة الكتابة.
- تطلب العمل في الميدان مراجعة مستمرة للمنهج حسب تغير الظروف والمراجعة الدقيقة للمذكرات المجموعة في الميدان ومراجعتها في حالة عدم الوضوح مع بعض المبحوثين بالعودة إليهم. ثم تبع ذلك إشراك زملاء عاملين في الحقل لمراجعة نتائج البحث ومنهج علاج الموضوعات والإستفادة من تعقيب كل منهم ما أمكن ذلك.
وعند نشر الكتاب الذي نتج عن هذه الدراسة قمت بارسال نسخ منه لقيادة المجموعة وللمسئولين المحليين إضافة إلى وضعه في دار الوثائق حسب ما ينص عليه القانون الذي بموجبه منح الإذن بالدراسة.
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: كيف تكتب بحثاً علمياً؟. الدكتور(عبد الغفار محمد)منبر الشباب الديمقراطي-مركز الدراسات السودا (Re: معتز تروتسكى)
|
المراجع :
• Abdel Ghaffar M. Ahmed (2003): Anthropology in the Sudan, International book in Association with OSSREA.
• Benatar, S.R. (2002) "Reflections and recommendations on research ethics in developing countries", Social science and medicine, 54:1131-1141.
• Callahan, Daniel and Bruce Jennings (eds) (1983), Ethics, the social sciences and policy Analysis, plenum press, New York. (Introduction: pages, xiii-xxvi)
• Glanz, Karen, Barbara K. Rimer, caryn Lerman, (1996) "Ethical Issues in the Design and conduct of community-based Intervention studies" in coughing, S. and Beauchamp, T. (eds), Ethics and Epidemiology, New York, Oxford University Press.
• Resnik, David (1996), "Social Epistemology and the Ethics of research", in studies in History and philosophy of science, vol 27 No. 4 pp 565- 586.
| |
|
|
|
|
|
|
| |
معتز تروتسكى
الطيب عبد الرحيم خلف الله
Sidgi Kaballo
Al-Sadig Yahya Abdall
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست