|
في نقد العقل الحربي .. كيف يفكر الدكتوران قرنق وخلبل؟؟
|
المرحوم الدكتور جون قرنق ذي مبيور ، سطع نجمه السياسي والعسكري في بداية الثمانينات 1983
في عهد الرئيس الراحل جعفر محمد نميري . وكان الدكتور قرنق بجناحه العسكري والسياسي يعتبر ورثة اقتال الطويل الذي أرّخ لنصف عمر السودان السياسي منذ أن تكونت الدولة الحديثة بعد الاستقلال .
إنه امتداد لقتال ( الجنوب والشمال ) تارة ً باسم الآيديولوجيا ومرة بإسم الدين عبر حقب سياسية مختلفة .
في ذلك العام 1972 والرئيس نميري يحقق للسودان بعضا ً من إتفاق سلام بأديس أبابا .. كانت الاحزاب السياسية وقادتها التاريخين بجنوب السودان لم يعتبرونها سوي إستراحة محارب .. فظهر علي فضاءات الحرب وأدغال الجنوب في العام 1983 د. قرنق كمقاتل ٍ شرس ٍ ولما لم يجف مداد إتفاقية أديس أبابا بعد ..
إن ورقة الشريعة الغسلامية التي مررها الرئيس الراحل نميري في ذات العام كانت بمثابة جواز حرب حرب أدخل الصفوة الجنوبية في حرب ٍ باسم الدولة العلمانية ورؤى إسترلتيجية ٍ جديدة كانت تسكن مخيلة المتمردين لجدد علي النظام .
ان قرنق الذي بدأ حربه ضد الشمال السياسي وحكامه في أواخر عهد النميري وبداية الديمقراطية الثالثة تغلب مزاجه السياسي ومنفستو حركته وجناحه العسكري بين المعسكرين ( الاشتراكي والرأسمالي ) .
ولما كان قلئد الجيش الشعبي والحركة الشعبية من الحصافة بمكان ، فما أن أنهار المجتمع الاشتراكي وترنح نظام منقستو هيلا مريام الداعم الرسمي ومأوي ومستودع الذخيرة لحركة قرنق ، سرعان ما أتجه الدكتور قرنق وحركته وجناحه العسكري إلي تبني سياسات رأسمالية ٍ فكانت أمريكا هي القبلة التي يممت شطرها الحركة والجيش الشعبي لتحرير السودان .
وعند إنهيار نظام النمير ي ودخول البلاد في ديمقراطية ٍ ثالثة في عهد السيد / الصادق المهدي ، ترنحت كثير ٌ من مدن الشمال السوداني تحت ذخائر وكتائب قرنق للحد الذي أوشكت أو كادت أن تسقط مدن مثل الكرمك وقيسان ، لولا أن فطن العسكريون الجدد ممثلين في ثورة الإنقاذ الوطني إلي خطورة الأوضاع ، فانقلبوا علي نظام السيادة والسادة من ورثة الراتب والتراتيل ..
لم يكن الدكتور جون قرنق الذي قاتل الإنقاذ 21 عاما ً من مجرد هاو ٍ للحرب ، بل كان الرجل يقاتل عن وعي وإستراتيجيه ،، مثلما كان يقاتل رجال الإنقاذ عن وعي ٍ وتخطيط ..
كان قررنق يضع خارطة السودان الحديث كأولوية ٍ وهدف ٍ عظيم من أجل تغيير ٍ شامل ٍ كان يعتقد به .
بالتالي لم يكن صبره علي قتال ال 21 عاماً اعتباطا ً عسكريا ً وإنما كان يقاتل مرحلياً وإن لم تبقي له الإنقاذ ومقاتلوها من ورثة الجهاد الطويل من مدينة ٍ إلا ودكت سنابك خيولها وعرش مجدها وتاريخها الطويل ..
لم يشأ قرنق القفز فوق خطوط النار ويعمل بسياسة ( علي ّ وعلي أعدائي ) مثلما فعلها الدكتور خليل إبراهيم فكانت الدائرة عليه ـ أي خليل ـ ولكن كان قرنق يحمل فكرا ً استراتيجيا ً من اجل سودان حديث فكان قتاله مرحليا ً واستراتيجيا ً ..
ولما كان الطرفان( الانقاذ والحركة الشعبية ) قد تقاتلا بشرف .. كان لابد أن يتوصل الجميع الي اتفاق ٍ يحقن الدماء وينعم فيه ابناء السودان باستقرار ٍ يؤلهم من استخراج خيرات بلادهم .
فالحركة الإسلامية قد حققت مشروعها القتالي باتفاقية ٍ حفظت لها مرتكزات خطابها السياسي .. والحركة الشعبية جنت ثمار قتالها الطويل بالعمل علي سودانها الجديد ..
|
|
|
|
|
|