|
|
 حروب ألجنوب ألأخرى قراءة فى سيناريو الأنفصال قبل الاستفتاءSouth Sudan Other Wars SSOW
|
حروب ألجنوب الأخرى : قراءة فى سيناريو الأنفصال قبل الأستفتاء !!
النزاعات القبلية التى يعيشها جنوب السودان مقدمة لما سيحدث فى الايام القليلة ألقادمة ...انها حروب ألجنوب الأخرى South Sudan Other Wars . بداية دوائر العنف والنزاعات القبلية التى سوف تجتاح رقعة تقدر بحوالى 700 ألف كيلو متر مربع من مساحة السودان البالغة 2.5 مليون كيلومتر مربع تقريبا، أي ما يعادل 28% من المساحة الكلية للبلاد. هذه النزاعات تلمس كافة الدول على طول حدود الجنوب التى تمتد نحو 2000 كيلومتر تقريبا مع خمس دول هي إثيوبيا وكينيا وأوغندا والكونغو وأفريقيا الوسطى معلنة عن الفقر ألساحلى لجنوب ألسودان... لكن ما الاصل فى كل تلك النزاعات ألقبلية ؟ الحقيقة ألقاطعة بدأ الذهول لدى العديد من المؤسسات ، والمحللين والافراد ، لكن فى الغالب ما يأتى تفسير دوائر العنف القبلى تفسيرا سطحيا ، يفتقر الى الرؤية النقدية الثاقبة .. لكل ذلك هذه مقالات تبحث فى مستقبل حروب الجنوب الاخرى ، بها نوع من الدراسة والتحليل ، ثم التوصل الى مستخلصات ربما تفيد فى الأجابة على هذا السؤال ..هل كل اسباب وجذور النزاعات القبلية التى بدأت تضرب جنوب السودان هى فى الأصل منتوج لنزاع قبلى فقط أم أن هناك بعدا أستراتيجا ودوليا كامنا تحت تلك النزاعات ؟
هناك سببان رئيسيان لهذه النزاعات ، السبب الاول استراتيجى دولى مرتبط ارتباطا وثيقا بما يمكن تسميته ( أمن حوض النيل) ، أما السبب الثانى فهو فشل حكومة جنوب ألسودان فى تطبيق أهم بروتكول أمنى من بروتكولات أتفاقية السلام الشاملة التى تم توقيعها بين حكومة السودان والحركة الشعبية لتحرير ألسودان فى يناير 2005م وهو برتكول ( نزع السلاح والتسريح واعادة الدمج الذى يعرف اختصارا ب DDR) ثم برناج نزع السلاح والسيطرة على الاسلحة الصغيرة والنارية الذى يعرف اختصارا ب SALW. بالطبع هناك أسباب كثيرة متضافرة ومتشابكة ترفد هذين السببين المتداخلين لكل ذلك وبغية للتوضيح ساتناول أسباب حروب الجنوب فيما يلى بشيئ من التفصيل : كتب الدكتور عادل عبد الرزاق من معهد البحوث والدراسات الافريقية بجامعة القاهرة بحثا قيما نُشر فى مجلة آفاق افريقية المجلد الرابع العدد 13 بعنوان : مياه النيل كمورد استراتيجى لدول حوض النيل والنزاع حولها قائلا فى ص 15 ( يبسط نهر النيل سلطانه على الجزء الاكبر من شرق القارة الافريقية ، فهو أطول أنهار أفريقيا ن اذ يبلغ 6700 كم مجتازا فى رحلته من أقصى منابعه فى الجنوب من بحيرة تنجانيقا عند خط عرض 4 جنوبا الى مصبه فى البحر المتوسط عند خط 31 شمالا ، وتقدر مساحة حوض نهر النيل بنحو 2900000 كلم2 ، وتشمل جزءا من دول أوغندا وكينيا وتنزانيا وراوندا وبوروندى والكنقو الديمقراطية وثلث الأراضى الاثيوبية وجزء من أريتريا وجزء من مساحة السودان ومصر ) .فمن المعلوم ان كافة الدول التى تشكل حوض النيل تعيش مشكلتي الفقر والنزاعات القبلية ، فهى المصدر الاول للنزاعات فى كافة هذه الاقطار مجتمعة .لكن ليس كل أسباب تلك النزاعات هى اسباب داخلية ، هناك عامل خارجى مزمن غائر فى التاريخ وهو ما أشار اليه الدكتور عادل عبد الرازق بقوله (..وتوضح ألخريطة ألسياسية لأفريقيا كيف أن الاستعمار اتخذ من الانهار الافريقية أداة من أدوات تقسيم القارة تقسيما جغرافيا لا يستند الى اسس بشرية أو اقتصادية او جغرافية وبدلا من أن تكون الانهار أداة للتكامل بين الشعوب الافريقية صارت تشكل حدودا سياسية تعزل كل شعب افريقى عن اشقائه الآخرين)..وببعد نظر لا يمكننا اليوم اعفاء تورط نظم الاستعمار الجديد لافريقيا من اتخاذه للمياه اداة بين القبائل التى تعيش حياة تقليدية ان كان ذلك فى جنوب السودان أم بين القبائل الاخرى فى دول حوض ألنيل ، اذ ما قام به الايتعمار فى الماضى تمخضت منه نتائج الحاضر .من المعروف تعتبر حدود جنوب السودان وما تلمسه من اقطار افريقية من اكثر بقاع العالم استباحة من قبل شركات وتجار السلاح وهو امر لم يعد مخفيا. يشبه هذا المشكل الذى يعطى حروب الجنوب الأخرى ديناميكيتها فى اطار ما يمكن تسميته حروب المياه فى جنوب السودان ، نمطيا يشبه هذا السيناريو سيناريوهات النزاعات التى ادت الى نتائج كوارثية فى افريقيا منتخبة جغرافية سياسية جديده .خاصة اذا ما علمنا ان 70% من ما يسمى بآليات بعثة حفظ السلام التى أفضت بها اتفاقية السلام السلام ألشامله يتم تركيزها فى جنوب السودان بينما يحظى شمال السودان فقط بنقاط لوجستيه وادارية . هكذا تتضح الرؤية بشيئ من ضبابية لكنها جلية للناظر اليها برؤية ثاقبة ، فالسيناريو الذى يشبه انسحاب بعثة حفظ السلام من جنوب السودان بدعوة تفاغم وتردى الاوضاع الامنية فى جنوب السودان مرشحا للحدوث فى أى لحظة من اللحظات ، فهو يعنى انهيار اتفاقية السلام الشاملة من طرف واحد!! . لكل ذلك تجد اليوم حكومة جنوب السودان نفسها فى وضع لا تحسد عليه ، اذ على الرغم من الجهود الكبيرة التى يبذلها قادة الحركة الشعبية لتحرير السودان ، الحادبين على أمن الجنوب ، واعادة تعمير البنية التحتية للجنوب ، والتى قضت حرب جنوب وشمال السودان على 90% منها ، على الرغم من كل ذلك تواجه حكومة الجنوب اليوم حقيقة التحدى الماثل فى مقدرتها على (جنوبة ) طرفها فى اتفاقية السلام الشاملة فهو تحدى كبير خاصة ما تشهده الحركة نفسها من تصادم فى الرؤى والتصريحات. لقد تعرض شمال السودان الى هذه الازمة مباشرة بهجمة شرسة بعد توقيع الاتفاقية التى انهت أطول حرب فى افريقيا ، فقد فيها السودان نحو مليونين ونصف ، ذلك اثر طعنة فى خاصرة الوطن وهى حرب دارفور والتى جاءت بعنوان ( حروب السودان الأخرى ) على حد تعبير (مجموعات الازمات الدولية)، لقد وجهت حكومة السودان ( اعنى شمال السودان) كافة تداعيات حرب درافور بابعادها الدولية المصنوعة لدرجة بلغت تعدى المحكمة الدولية حدها و أختصاصاتها بصورة سافرة بعد اعلانها أمر توقيف الرئيس ألسودانى ألمشير عمر احمد البشير ، مما أثار شعور السودانيين كافة وشعور العالم وهو القرار الذى أدى الى تحول 280 درجة فى السياسة الامريكية تجاه حكومة الخرطوم و قضية دار فور فى ظل ادارة أوباما ، فسرعان ما استبان للعالم ذلك الكم الهائل من المعلومات الاستخبارتية المغلوطة...وبسبب تمسك شمال السودان بالثوابت الوطنية التى من شأنها سودنة اتفاقية السلام الشاملة ، يُحرم المواطنين من مخصصات الاتفاقية وتحنث بعثة حفظ السلام الدولية والمجتمع الدولى وعدهما بل يعيش ألسودان كله اضرب الحظر الاقتصادى المختلفة . فما هو مدى صمود حكومة جنوب السودان فى مواجهة الهجمة الدولية الجديد المتمثلة فى ألصراع القبلى المتعدد الاوجه !!! نواصل
|
|
 
|
|
|
|
Abuelgassim Gor
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست