وقائع الندوة التي استضافتها منظمة اعادة تاهيل واعمار دارفور Darfur Rehabilitation Project –U S

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-13-2024, 03:27 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الثالث للعام 2009م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
08-27-2009, 04:08 AM

احمد ضحية
<aاحمد ضحية
تاريخ التسجيل: 02-24-2004
مجموع المشاركات: 1877

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
وقائع الندوة التي استضافتها منظمة اعادة تاهيل واعمار دارفور Darfur Rehabilitation Project –U S



    وقائع الندوة التي استضافتها منظمة اعادة تاهيل واعمار دارفور Darfur Rehabilitation Project –U S
    نيوجيرسي – الولايات المتحدة

    أحمد ضحية
    نيوجيرسي – الولايات المتحدة
    لجنة الاعلام

    دكتور مرتضى الغالي : موضوع مظاهرة الاربعاء يكشف عن مدى السقف المتاح لحركة القوى السياسية في الشارع.
    اغتيال محمد طه يخدم الجهات التي ترى السودان مكان لايمكن ان تكون فيه معارضة , ما يشرع الباب للتدخل الدولي .
    الاستاذ شمس الدين ضو البيت : هنالك ايجابيات في السودان , فلاول مرة حدث نقاش مستفيض جدا حول قضايا السودان , لم يحدث هذا النقاش في كل العهود الماضية : مثل قضايا الهوية – التنوع الثقافي , الخ ..
    ولا ول مرة هنالك بذور لابتدار الحوار في قضايا ثقافية , مثل السلفية والفكر السلفي الاستعلائي في الثقافة العربية الاسلامية.
    .
    الاتفاقيات تعد الناس بالسلام والتنمية , والنتيجة تكون فقد الناس لحرياتهم وعدم حصولهم على التنمية , ويبدو ان لذلك جذوره الممتدة في شعارات الاستقلال (تحرير لا تعميركما قال الازهري ) ونلاحظ ان الوضع ذاته تكرر عمليا على عهد عبود ونميري , مع ارتفاع معدلات العنف الان ..

    استضافت منظمة إعادة تعمير وتأهيل دارفور , في مقرها بنوجيرسي أمسية (السبت 30 سبتمبر الماضي) كل من دكتور مرتضى الغالي والاستاذ شمس الدين ضو البيت في ندوة جمعت لفيف من سودانيي المهجر , للحوار حول الازمة السودانية بصورة عامة ومشكلة دارفور بصفة خاصة, ادار هذه الندوة الاستاذ صبري الشريف .. طرح المحاضرين والحضور عدد من النقاط الهامة , فالي محاور هذه الندوة :
    صبري الشريف :
    نرحب في المجر بالدكتور مرتضى والاستاذ شمس الدين .
    دكتور مرتضى : منذ التقيت الاخوة في واشنطن , بما لاحظته من احاسيس دافئة اسبغت على حواراتنا معهم , وفي خاطري اكثير من ااحاديث حول المنفى واكيمياء التي تربط السودانيين فيه بحيوة اكبر ..
    ما يدور في السوان قابل لقراءات عددة , فمنذ مدة والمناخ السياسي في السودان تعتمل فيه كثير من الاحتقانات والتوترات بسبب موضوع القوات الدولية , الذي اوجد نوعا من حالة الاستطاب الحاد , خاصة ان المؤتمر الوطني اطلق تحديا كبيرا , بزعمه ان الحركة الاسلامية هي الوحيدة القادرة على تحريك الشارع , وما عداها من قوى سياسية غير قادر على ذلك ..الامر الذي دفع القوى السياسية لقبول هذا التحدي والخروج الى الشارع , عبر مبادرة من حزب المؤتمر السوداني .. وكانت هذه الفعالية تنطلق من الايمان العميق للحركة السياسيةبضرورة التحرك . لكن السؤال المطروح هنا حول مبررات هذه الفعالية(مظاهرة الاربعاء) فقد كانت شعاراتها تدور حول زيادة اسعار المحروقات والسكر , وليس شأنا آخر الامر الذي يكشف سقف حركة الحركة السياسية ؟؟ويكشف بالتالي استسلام المواطن لكل ما يقال له دون سند اقتصادي , وهذا الوضع بالاجمال يكشف عمق الازمة في السودان ..فكثيرون يرغبون في استمرار الانقاذ , كذلك المجتمع الدولي يرغب في بقاء الاناذ حفاظا على استحقاقات نيفاشا , خاصة فيما يتعلق بالجنوب انطلاقا من الايمان العميق لد المجتم الدوليحول مظالم الجنوبيين , وهذا احد اسباب الموافقة على الشريعة في الشمال ..
    وفيما يتعلق بالحركة الشعبية يمكننا ان نستشعر ان المجتمع السوداني الان محبط بدرجة كبيرة من الحركة الشعبية بسبب تناقضاتها الذاتية (الانقسامات داخلها , ومغادرة البعض لها وضعف ادائها واستجابتها لاقصاء المؤتمر الوطني لها , الدليل على ذلك غيابها التام عن التاثير على اجهزة الاعلام , اذ لا وجود لها لا في الاذاعة ولا في التلفزيون , على الرغم من كونها شريك في المؤسسات؟؟) ..وكل ما صدر من الحركة الشعبية حتى الان فيه تعظيم لرصيد المؤتمر الوطني , بدء بمقاطعة الحركة الشعبية لانتخابات اتحاد المحامين ..
    نلاحظ ايضا ان الحركة الشعبية بها تيار جنوبي قومي قوي, لا يفكر خارج حدود الجنوب . الى جانب تيار قرنق , وكذك هناك تيار انتهازيبالمعنى الفني ل”انتهازي” وهؤلاء هم الذين نمكن المؤتمر الوطني من شراؤهم ..
    ايضا نجد ان التوتر زاد في المشهد السياسي بسبب قضية ابوجا اذ زادت التفكير السياسي في السودان فالاتفاق غير موفق , وهو سيناريو اميركي (اعني اتفاق ابوجا) فالمفروض ان الاتفاق حوار بين الدارفوريين والحكومة (مني اركوي مناوي ) اتضح فيما بعد ان وضع مني مناوي ميدانيا ضعيف , كما ان هناك تيار داخل حركة مني يرفض ابوجا , والفور كاثنية يرفضونها , كذلك العدالة والمساواة وعبد الواحد(تحرير السودان )..
    مني حتى الان لا يستطيع ان يذهب لى دارفور رغم نه حاكمها (المفروض ان الحركات جميعها تتفق على اختيار مساعد رئيس الجورية ) الخلاصة فيما يخص ابوجا انها , اعادت الالتهاب في دارفور بصورة اكبر : حيث برز تنظيم جديد مثل جبهة الخلاص _ وصفوة القول ان الجميع يرفضون هذه الاتفاقية كما ان الفور يعتبرونها اتفاق بين الزغاوة والحكومة ..
    كل القوى السياسية ضد ابوجا لذلك لا تستطيع ابوجا ان تكون فاعلة والحكومة فاقدة للاتجاه وهذا واضح في تصريحاتها ضد الاتحاد الافريقي وطرده وتراجعاتها عن ذلك .
    الخرطوم الان في اسوأ حالاتها مليئة بالمليشيات المعلومة والمجهولة داخل وخارج الخرطوم خاصة مليشيات المؤتمر الوطني , والوضع محتقن وقابل للانفجار في اي لحظة ..نيفاشا قلصت دور الجيش , لذلك عمد المؤتمر الوطني لتقوية البوليس فاصبحت قوته ضاربة , فتسيلحه ليس تسليح بوليس ..
    اذا ضفنا الى ذلك مقتل محمد طه محمد احمد الذي حارت فيه البرية , والذي يكشفعن مناخ موتور ومتوتر قابل للانفجارات العنيفة في اي لحظة .. وهذا الوضع بعامة تترتب عليه نتاج سيئة ..
    فاغتيال محمد طه يخدم الجهات التي ترى السودان مكان لايمكن ان تكون فيه معارضة , ما يشرع الباب للتدخل الدولي .

    الاستاذ شمس الدين الامين ضو البيت :

    اشعر الان بحسرة كبيرة لان وطن يفرط في امثالكم من المؤكد انه في أزمة كبيرة . اتصور ان معلوماتنا اقل من المعلومات التي لديكم غالبا , لذلك لا معنى لان اقول لكم عن السودان , اذ لا اضيف وقتها الى معرفتكم كثيرا , فما عرفناه نحن هنا لم نكن نعرفه في السودن , خاصة ان مشكلة دارفور غير مناقشة في السودان , والغالبية العظمى من الشارع السوداني لا تعرف حقيقة ما يدور في دارفور , وهم يتفاجأون بالاحداث.
    لا شك ان القوى الحديثة في السودان ينصب اهتمامها الاساسي فيتحقيق السلام . والقوى السياسية التي استبعدت بطريقة مهينة هي الان القوى ذاتها الحريصة على تطبيق اتفاق السلام .
    ونحن كمؤسسات مجتمع مدني اخذنا على عاتقنا تحليل اتفاقية السلام والتعريف بها , لان الحكومة والحركة الشعبية لم تقوما بهذا الدور .. الحكومة تعرف ان الاتفاقية تحتوي على امور لا ترغب في ان يعرفها الشعب , ولذلك نظمنا اكثر من 25 ورشة بمنهج مختلف عن التفاوض حول الاتفاقية .. ولاحظنا فيما يخص التحول الديموقراطي ان الاتفاقيات تعد الناس بالسلام والتنمية , والنتيجة تكون فقد الناس لحرياتهم وعدم حصولهم على التنمية , ويبدو ان لذلك جذوره الممتدة في شعارات الاستقلال (تحرير لا تعميركما قال الازهري ) ونلاحظ ان الوضع ذاته تكرر عمليا على عهد عبود ونميري , مع ارتفاع معدلات العنف الان ..
    اتصور ان اليات تنفيذ الاتفاقية غير فاعلة (نسبة المؤتكر الوطني 52% معطلة بالكامل) ..
    هنالك ايجابيات في السودان , فلاول مرة حدث نقاش مستفيض جدا حول قضايا السودان , لم يحدث هذا النقاش في كل العهود الماضية : مثل قضايا الهوية – التنوع الثقافي , الخ ..
    ولا ول مرة هنالك بذور لابتدار الحوار في قضايا ثقافية , مثل السلفية والفكر السلفي الاستعلائي في الثقافة العربية الاسلامية..
    دكتور سليمان بلدو : الأزمة حول دخول القوات الدولية في تقديري أنها أزمة مفتعلة , الغرض منها اخراج النظام من أزمته الداخلية
    أحمد ضحية : ما قيمة السيادة الوطنية المزعومة للذين يفقدون حقهم في الحياة , ماذا تجديهم سيادتهم نفعا وهم موتى في العالم الاخر ؟!..
    نواصل في هذا الجزء من رصدنا للندوة التي رعتها منظمة اعادة اعمار وتأهيل دارفور , فالى مداخلات الحضور ..
    دكتور سليمان بلدو :
    أتصور أن البركان قادم , فالأزمة حول دخول القوات الدولية في تقديري أنها أزمة مفتعلة , الغرض منها اخراج النظام من أزمته الداخلية
    ويلاحظ أن ذلك أدى الى اسكات الكثير من الاصوات المؤثرة , ومصادرة المزيد من الحريات , وترتب على ذلك ان النظام اصبح على درجة من الثقة في الذات مستمدا استمراريته من خالتخويف وخلق الفوضى , مستندا على تجدد القتال في شرق تشاد وافريقيا الوسطى , وبالطبع هذه الصراعات ترتبط ارتباط عضوي بالازمة في دارفور, فالازمة في دارفور من شأنها تفجير المنطقة كلها , وهو ما يريده النظام حتى لا تكون هناك امكانية لدخول قوات دولية , واتصور ان التصعيد بهذا الشكل يؤدي الى استمرار النظام , خاصة ان طبيعة الصراع في دارفور الان اتخذت طابعا قبليا محضا ..
    أحمد ضحية:
    في تقديري أن الحلول ذات طابع المخدرات الموضعية لم تعد بعد الان تجدي نفعا , لا خيار أمامنا الا بتشكيل الكتلة التاريخية (الديموقراطيين – الحركات المسلحة في دارفور والشرق – قوى الهامش عموما – الحركة الشعبية) . فالموضوع ليس نظام البشير ضد القوى الديموقراطية , وانما قوى المركز (القوى القديمة) ضد القوى الجديدة , فالبشير احد المظاهر الرمزية لمفهوم الرئيس في نظام تفكير قوى السودان القديم .. فما آلت اليه الامور الان في السودان هو نتيجة سيئة لمقدمات خاطئة منذ الاستقلال , وهي نتيجة لتجربة حكم القوى القديمة للسودان ..
    السيد عمر البشير (قدس الله سره) يستلهم (في تقديري الخاص) تجربة احمدي نجاد في مقارعة المجتمع الدولي , لكن نظرية احمدي نجاد في المقاومة تعتمد على أساس اخلاقي هو حق ايران في انتاج طاقة سلمية , كما ان نجاد يستند على وحدة شعبه خلفه ووحدة الارادة السياسية داخل نظامه , هذا فضلا عن ان ايران دولة قوية وغنية , الى جانب انها حدودية مع افغانستان والعراق ولديها اورق في لبنان والعراق – ولذلك عندما يعمد احمدي نجاد الى تبني نظرية حافة الهاويةهناك ما يستند عليه فماذا يملك البشير حتى يستلهمه : كل ما يملكه البشير ,هو قضية غير اخلاقية تتمثل في الابادة الجماعية و انقسامات داخل الشعب , رفض من القوى السياسية لسلوكه وممارسته السياسية جملة وتفصيلا , انقسام داخل مؤسسة الرئاسة اذ ليس هناك وحدة في الارادة السياسية , هذا الى جانب انه لايملم اي اوراق للضغط على المجتمع الدولي او اميركا مثل احمدي نجاد .. لذلك يبدو من الغباء اصراره على هذا الموقف مستندا فقطعلى حرص المجتمع الدولى على استحقاقات نيفاشا ..
    أنا مع التدخل الدولي لانه الخيار الوحيد للحاظ على حق الحياة في دارفور, واتصور ان كل ما يقال عن السيادة الوطنية هو هراء يضاف الى هراءات السلطة, فالتدخل الاجنبي موجود في جبال النوبة عبر اللجنة العسكرية المشتركة , وموجود في الخرطوم والجنوب وفقا لنيفاشا , فلماذا دارفور : هل “قندول” دارفور “مشنقل الريكة”خلافا لجبال النوبة والجنوب ؟؟..
    وما قيمة السيادة الوطنية المزعومة للذين يفقدون حقهم في الحياة , ماذا تجديهم سيادتهم نفعا وهم موتى ؟!..
    صديق عبد الهادي : سؤالي لدكتور مرتضى والاستاذ شمس الدين : ماذا بامكاننا هنا كقوى نشطة في اميركا أن نقدم للداخل ؟
    دكتور محمد القاضي : حاجتنا للذين يأتون من الداخل هي في التفاكر حول كيفية تنسيق الادوار وربط مجهوداتنا المختلفة .. لا شك ان هناك انجاز ضخم تم في العقود الاخيرة , يتمثل في نقاش قضايا كانت بمثابة محرمات مثل قضايا الهوية والتنوع .. نحن بحاجة الان الى ان تتخلق علاقة بين المؤسسات داخل السودان والناشطين في الخارج هنا , فتضافر جهودنا قد يحدث فرقا في معالجة مشكلات الوطن ..
    الأستاذة إيثار : نريد ان نسمع المزيد من الذين جاءوا من السودان.. المؤتمر الوطني قام بتدجين الحركة السياسية , والحركة الشعبية الان ليست ديها القدرة على حماية نفسها , والحكومة مهمومة بقمع الشعب .. اعتقد ان دورنا يتمثل في معرفة المداخل التي من شانها ان تفيد في التغيير ..من التامور الغريبة انه ليس هناك تعاطف في الخرطوم مع الوضع في دارفور عكس ما يحدث في المهجر , فالخرطوميين مهمومين بقتلى لبنان وافغانستان والعراق ومن قبل البوسنة , لكن جرائم الاغتصاب التي تقوم بها السلطة في دارفور لا تهمهم , وقتل الاطفال والنساء لايهمهم .. وهذا امر مؤسف .. مؤسف ..
    علي مصطفى :لدي سؤال : ما هو الحل ؟؟وهل ساهم غياب التجمع في هيمنة الانقاذ على السلطة أكثر فأكثر , وما هي الرؤى للخروج من ذلك ؟؟
    عثمان على جامع : نرحب بكم في المنظمة لمناقشة هموم الوطن , فنحن في دارفور اكتوينا بنار الحرب , دارفور تطرح الان تحديا حقيقيا لكل السودانيين ..
    تعقيبات على الحضور :
    الاستاذ شمس الدين ضو البيت :
    هناك تيار وسط المثقفين يضع أسئلة اساسية حول الاستعلاء ويستحق الاحتفاء , بالمقابل هناك تحولات كبيرة في المجتمع السوداني , مؤشر لذلك استقبال قرنق , فالكثيرون نظروا له كمخلص وهذه نقلة في طريقة التفكير..وهذا يجب الا نقلل منه ..
    واحدة من المشكلات في الداخل فيما يخص الاعلام انه لا يوجد سوى ويب سايت واحد خارج سلطة الحكومة هو سودانز اون لاين .. فالحكومة لا تسيطر عى الاعلام المشاهد والمكتوب والمسموع فقط , بل سيطر على الصحاة الاليكترونيةايا..
    انتم هن في اميركا احساسكم بالتكنلوجيا عالي وهذا يفيدنا كثيرا في الداخل لو تم توظيفه .. لدينا الكثير من الشباب المتمسين كن ليست هناك لتوظيف طاقاتهم ..
    مناهج التعليم في عهد الانقا كارثة حقيقية في حق الاطفال كاطفال وكمواطنين وبر , تنقصنا الامكانيات والاعلام المولي يحاصرنا , وفي الحقية في بلدنا الاعلام ليس هو الصحافة الاليكترونية بل الراديو والتلفزيون وهذه الاجهزة مملوكة للدولة مسخرة لدعايتها المركزة , فامين حسن عمر لا يسمح حتى لاذاعة الامم المتحدة بالبث . ليسمحوا لك يجب الا تتحدث في السياسة , ففي ماذا يتم الحديث اذا لم يكون في في القضايا الحقيقية للناس ..
    دكتور مرتضى الغالي :
    مهارات شبابنا في اميركا يجب ان تستثمر .. نحن بحاجة للتدريب على التفاوض حتى لا تتكرر اخطاء مثل التي وقع فيها مناوي..ماهو الحل : سؤال اساسي : هل نعمل كوكس في الولايات المتحدة .. اصلا نحن غير معولين على دخول القوات الدولية لكن اولويتنا هي حماية اهلنا في دارفور وهذه بالطبع ليست اولوية الحكومة .. الاحوال في معسكر كالما سيئة جدا . الجيش طرف في الصراع والاتحاد الافريقي عاجز .. ومن الامور المؤرقة ما يسمى بكيان الشمال , وللمفارقة تمت دعةتي للانضمام اليه ..
    اتصور ان تحالف واسع من الممكن ان يخرجنا من الازمة ففي حال وجود تحالف واسع سيصبح المؤتمر الوطني وحلفاءه اقلية .. الان بصورة عاجلة نريد القوات الدولية لحفظ دماء اهل دارفور .
                  

08-27-2009, 04:14 AM

احمد ضحية
<aاحمد ضحية
تاريخ التسجيل: 02-24-2004
مجموع المشاركات: 1877

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
ندوة مستقبل السودان على ضوء الإنتخابات المقبلةحركة القوى الجديدة الديموقراطية(حق) – مكتب أميركا (Re: احمد ضحية)

    حركة القوى الجديدة الديموقراطية(حق) – مكتب أميركا
    ندوة مستقبل السودان على ضوء الإنتخابات المقبلة
    رصد : أحمد ضحية
    تقديم :
    في إطار تأكيدها على وحدتها وحفزها للنشاط السياسي أقامت حركة القوى الجديدة الديموقراطية"حق"بالتعاون مع الجالية الأمريكية/السودانية(ميريلاند) مساء الأحد 16أغسطس2009 ندوة بعنوان (مستقبل السودان على ضوء الإنتخابات المقبلة) تحدث فيها القيادي في الحركة الدكتور بشير بكار وأدارها الأستاذ معروف سند...
    معروف سند :
    بداية نشكر الدكتور بكار على تكبده مشاق السفر من نيويورك لتلبية دعوتنا له هنا في ميريلاند للحديث في هذه الندوة المعنية بما يشغل بال شعبنا اليوم من هموم حول الإنتخابات والوحدة والإنفصال ..ودكتور بكار غني عن التعريف ,فهو طيلة حياته ظل منشغلا بالعمل العام ..إذ ظلت حياته متجددة وغنية منذ بدأ تجربته مع الأخوان الجمهوريين فالحركة الشعبية ثم المساهمة الفعالة في تأسيس وبناء حركة القوى الجديدة الديموقراطية حق , وقد عمل دكتور بكار بالسلك الدبلوماسي كما يعمل الآن بالأمم المتحدة ..ولذلك نتوقع أن تكون مساهمته في هذه الندوة غنية بمجموع هذه الخبرات المتنوعة والمفيدة عند الحديث عن مستقبل السودان وإحتمالات الوحدة والسلام والإنفصال ,ولذلك نحن معنيون في هذا الجدل بتحديد موقفنا إذ يترتب على هذا الموقف أن يكون السودان أو لا يكون .. تفضل دكتور بكار ..
    دكتور بشير بكار :
    أولا أحب أن أعبر عن بالغ سعادتي بمشاركتكم وحضوركم للمشاركة في هذه الندوة ,ففي الواقع مستقبل السودان هو مستقبل أبناءنا ,وربما نتفق جميعنا على أننا لا نشعر بأننا سنقيم هنا في هذه الغربة إلى الأبد,ولذلك السؤال هل بلادنا مستقبلا هي البلاد التي يحلم أبناؤنا بالإقامة فيها ,وقد ولدوا هنا وعاشوا هنا ..كيف نصنع بلادا لا يشعرون فيها بالغربة ..وبطبيعة الحال لدى الحديث عن البلاد التي يحلم بها أبناؤنا ,نجد أننا نتحدث عن "الديموقراطية" والتي هي دائما تختطف في بلادنا بسبب غياب المشاركة ,ولذلك مسئوليتنا كأفراد في إقامة الديموقراطية ,هي المسئولية المبدئية لحل مشكلة السودان ..فالأحزاب والمجتمع الدولي لن يحلوا هذه المشكلة بالنيابة عنا ,وتجاهلنا لذلك سيجعل أبناءنا في النهاية يفضلون هذه البلاد على بلادنا ..ولذلك علينا ان نفكر في البديل الصالح إنطلاقا من واقعنا السوداني : هل هذا البديل موجود في الواقع أم أننا بحاجة إلى بلورته وفي هذا السياق يمكنني أن أذكر أنني زرت أحد مسئولين بعثة الامم المتحدة وقد ذكر ان الانتخابات ستقوم في وقتها, ولكنها ستكون كغيرها من انتخابات دول العالم الثالث ولن تؤدي الى ديمقراطية كاملة, أما قصة المحكمة الدولية فقد ذكر المسؤول ان "فيها نظر" حيث نجحت الحكومة الى حد كبير في "قتل" الموضوع, عبر تحركاتها الواسعة في المحيطين الاقليمي والعالمي.
    ويستطرد دكتور بكار : ذكر دكتور عدلان الحاردلو ان السودان قد ظل يبحث منذ الاستقلال عن صيغة للتعايش ولم ينجح في التوصل اليها حتى الآن, كما ان الانتخابات لن تحل مشكلة الدستور الدائم.
    النظام ليس لديه مقومات البقاء ولكنه يراهن في بقائه على ضعف المعارضة وعدم مقدرتها على تقديم بديل مقنع..نجح الاسلاميون في الوصول الى السلطة نتيجة لفشل الحكومات المتعاقبة-حكومات تعتمد على تحالفات هشة..صراع على الكراسي ..وليست هنالك تنمية متوازنة والديمقراطية صورية.. لا يمكننا ان نحلم بالعيش في ظل نظام ديمقراطي ما دامت الاحزاب نفسها غير ديمقراطية, التحول الديمقراطي يمكن ان يهيئ الاوضاع لبناء احزاب ديمقراطية, وهنا يبرز سؤال,, هل هنالك فرصة لأن يحدث اصلاح سياسي يمكن ان يحقق من خلاله السودانيون مصالحهم؟ هل يمكن ان ينشأ حزب واحد من مجموع القوى الجديدة المتفرقة؟ (حركة شعبية, المؤتمر السوداني, حركات الهامش,,,,الخ,,,) وتكون هذه المنظومة الجديدة بمثابة البديل؟ في ظني ان ذلك ممكن اذا ناضلنا في سبيل تحقيقه, فالبديل يُصنع من خلال النضال اليومي... في تاريخنا المعاصر نجد ان انهيار المعسكر الشرقي قد ترتب عليه نشؤ قوى جديدة, لذلك يجب ان لا نعزل انفسنا ونتطلع للقوى التي لديها مستقبل...القوى الجديدة... وهذا يقودنا للحديث عن تجربتنا مع الحركة الشعبية,وسوف اتعرض لذلك خلال مجرى النقاش, وشكرا لحسن استماعكم.
    مداخلة متوكل بحر :
    هنالك بعض الاصوات المنادية بتكوين تحالف لمواجهة المؤتمر الوطني في الانتخابات القادمة( حق, الحركة الشعبية,الامة,المؤتمر الشعبي,, وبعض التنظيمات الاخرى) نريد ان نعرف ما مدى جدية هذا التحالف؟ وهل هو محاولة لخلق جسم موازي للتجمع؟
    النقطة الثانية, لا يفوت علينا مدى تمزق التنظيمات السياسية وعدم جاهزيتها لخوض الانتخابات, اضافة إلى أن الشارع غير مستعد لاستقبال هذه الاحزاب مجددا واعادة الثقة فيها, بالاضافة الى انه لا توجد مساحة كافية للدعاية الانتخابية من خلال وسائل الاعلام, وفي ظل الرقابة الامنية المشددة,,
    النقطة الثالثة, الوضع الامني في دارفور لا يسمح باجراء الانتخابات في دارفور.
    نقطة اخيرة, هل تعتقد ان حق يمكن ان تمثل البديل, وهي تعاني من القصور والتمزقات التي تعاني منها القوى الاخرى؟ وشكرا.
    رد بكار:
    أولا أحب أن أشير إلى أن المساحة الزمنية التي تفصلنا عن الإنتخابات غير كافية , كما أن القوى السياسية ضعيفة ومتهالكة ..وفي تقديري يجب أن نركز على بناء تحالف فعال يجمع شتات القوى الجديدة(الحركة الشعبية,حركات الهامش,حق,إلخ..)..حق تطرح الآن موضوع التحالف على المستويات جميعها ,فالمأزق الذي يعيشه السودان يقتضي هذه الحركة ,لابد أن نتحالف..لابد أن نتوحد ..ولذلك نحن نطرح إمكانية وحدتنا مع أي قوى ديموقراطية حقيقية ,ونسعى في ذلك تجنب تجربة التجمع الوطني والتي كانت سالبة جدا ,من جهة أخرى نحن واعين إلى أن هذه التنظيمات لا يمكنها أن تصلح نفسها بين يوم وليلة ..كما أننا نعي أيضا أن للحركة الشعبية مشاكلها الموضوعية وغير الموضوعية ..لكننا نؤمن بوجود تيار ديموقراطي داخلها ومسئوليتنا هي دعم هذا التيار الديموقراطي الوحدوي ..من الممكن أن تكونوا قد لاحظتم أن النظام قد نجح في إفراغ إتفاق السلام من محتوياته ,ما يجعل التغيير أكثر صعوبة ,وبطبيعة الحال التغيير ..أي تغيير ليس سهلا .وهناك نقطة مهمة أخرى في هذا السياق حول أخطر العوائق أمام الحركة الشعبية : هي الإنفصاليين والإنتهازيين داخلها ..ومن هنا نرى ضرورة تحالف يجمع الوحدويين الديموقراطيين داخل الحركة الشعبية بنظرائهم في حق ليثمر دفعا لقيادة جديدة وجريئة لديها رؤية وهذه الامكانية واردة , كذلك دعوتنا لقيام الحزب الديمقراطي الجامع لكل السودان, بتكوين قوى ديمقراطية حقيقية قادرة على تحريك الشارع, ولذلك علينا بناء هذه القوى الجديدة الديمقراطية القادرة والتي نحن طرف فيها. هذه الآلية تمكن حركة حق كنتظيم من إستيعاب الجماهير وخلق نوع جديد من التوازن السياسي في السودان, خاصة ان المؤتمر الوطني والانفصاليون داخل الحركة الشعبية قد نجحوا في عرقلة بناء الحركة الشعبية في الشمال... اضعف الايمان ان الانتخابات تفضي لوضع لا يكون للمؤتمر الوطني فيه أغلبية مطلقة... مشكلة السودانيين لا يحلها الا السودانيون, وهذا لا يتأتى الا بتقديم تنازلات حقيقية من المؤتمر الوطني والاسلاميين عامة, فهذا النوع من التنازلات هو وحده ما يمكن ان يعطي الفرصة لمصالحة وطنية.
    مداخلة د. منتصر يوسف:-
    الاحزاب السودانية نوعان, احزاب المثقفين والاحزاب التقليدية, السؤال هو, كيف يمكن لحق كحزب مثقفين ان تخاطب المواطن البسيط وتقنعه, وما هو برنامجها؟
    رد بكار:
    صحيح ان حق نشأت وسط المثقفين والطلاب, وهذا حال الحركة السياسية كلها, فقد خرجت الاحزاب جميعها من مؤتمر الخريجين, كذلك فقد جاءت جامعة الخرطوم بالاسلاميين للسلطة, والآن جامعة الخرطوم وغيرها من الجامعات هي مراكز المقاومة ضد الاسلاميين, الذين استولوا على الامكانات الطبيعية للبلاد, فأصبح انعكاس هذه الامكانات على حياة الناس "زيرو" بل فقد الناس حقوقهم السابقة حتى حقهم في الصحة والتعليم.. برنامج حق يطرح دولة مدنية ديمقراطية تفصل بين الدين والدولة, فحق تتبنى التعددية الديمقراطية, وبرنامجها يركز على التنمية المتوازنة, التعليم الالزامي, الصرف على الخدمات الاساسية:الصحة..كما يركز برنامج حق على فرص العمل المتساوية دون تمييز لأي سبب من الاسباب والحكم اللامركزي, وتوجيه الاعلام والتعليم لتنمية التفكير النقدي المبدع الحر وتنمية الانسان, خاصة المرأة والطفل. واحب ان اسمي ذلك بالدولة "الانسانية".. امريكا على سبيل المثال ليست النموذج الامثل لنا, فحرية رأس المال بصورة كبيرة هنا, ليس هو نموذجنا, بل نموذجنا هو نموذج شمال اوربا الذي كفل كل الحقوق, هذا هو البرنامج الذي نحلم به لتحقيق دولة الرفاهية في السودان.
    مداخلة مكي ابو نورا:
    عمليا نحن لسنا مؤهلين لخوض الانتخابات, المؤتمر الوطني هو الوحيد المؤهل, لانه يمتلك التأهيل والقدرة على تزوير ارادة الناس, واذا تحدثنا عن الاقاليم, فحدث ولا حرج, جوهر القضية ان هذه الاحزاب لن تستطيع فعل اي شئ, عليه هل نناضل من أجل قيام الانتخابات أم تأجيلها؟
    رد بكار:
    احيانا رغم قتامة الصورة, يلوح امل في نهاية النفق, صحيح ان المسائل الآن أشبه ببيت الورق, انهيار النظام المالي في اميركا لم يكن متوقع, الّا انه انهار بصورة كبيرة بسبب احداث سبتمبر, هنالك حركة في السودان لكن بطيئة, نحن بادرنا من واحد وتسعين في واشنطن بانشاء التجمع, لكن كان كل يغني على ليلاه, هنالك عمل الآن لكن بطئ, والتأهيل للانتخابات تتحكم فيه عوامل عديدة, فالأمريكان مثلا يفاوضون الحكومة والحركة الشعبيىة ويضغطون لتنفيذ اتفاق السلام وقيام الانتخابات, كذلك الامم المتحدة تضغط: رقابة داخلية وخارجية.. الناس في الداخل يصارعون من اجل قانون الانتخابات والاستفتاء,,الخ... وما نحتاجه هو تصعيد المقاومة الداخلية, خاصة وان هنالك صراع داخل النظام, ربما لاحظتموه في ازاحة صلاح قوش, على خلفية صراع البشير و علي عثمان. وكثير من العوامل الاخرى التي ستحدد في النهاية الى أي مدى يمكن لان تكون هذه الانتخابات نزيهه وتؤدي الى تغيير ما..أحد المواطنين ذكر لي مرة ان السيد محمد عثمان الميرغني وجه بترشيح شخص معين في دائرة بعينها, فرفض اهل الدائرة هذا المرشح وقاوموا هذا الترشيح وجاءوا بمن يمثلهم, من الممكن ان تتكرر هذه المسألة في انحاء كثيرة من السودان, بمعنى أن الجهد السوداني وارادة الناس هو الذي يقرر في النهاية مصير الانتخابات أكثر من اي شئ آخر.
    مداخلة حسن حيدر:
    المتحدث غير دقيق في حديثه عن ضعف الاحزاب السياسية وضعف الديمقراطية, كما اجحف في حق الحركة الشعبية, واقع حال السياسة السودانية لن يسمح بقيام التحالف الذي تطرحه حق, كما أنه لم يقدم تفسيرا لتقديم هالة لورقتها من داخل دار المؤتمر الشعبي, هجومك على التنظيمات السياسية بهذا الشكل يؤكد كلام قرشي عوض: أن توحيد حق قد تمّ تحت ظل السلطات الامنية!
    رد بكار:
    نحن ننتقد حتى أنفسنا ولدينا أمثلة كثيرة يمكن ان نسردها في نقدنا لذاتنا واصلاح مسيرتنا, الاحزاب السياسية :الجميع يدرك فشلها, الانقلابات دائما تأتي بسبب ضعف وعجز وصراعات الاحزاب التقليدية, الديمقراطية لم تفشل بسبب العسكر فقط, ولكن لغياب رؤية وطنية لبناء البلد لدي تلك الاحزاب, الانتخابات يحسمها الولاء الطائفي والعشائري وشراء الاصوات, الوعي يأتي نتيجة لتقدم حياة الناس بالتعليم, الخلل بدأ منذ تنازل الخريجون للقيادات الطائفية.في البرلمان ..اتفقت القيادات الحزبية مع الجنوبيين على اعطائهم الحكم الذاتي- بعد الاستقلال لم يجد الجنوبيون شيئا. فيما بعد قطعت ثلاثين يونيو الطريق على اتفاق الميرغني- قرنق. الصادق المهدي والترابي"عمى البصيرة وقصر النظر" مسؤولين عما يحدث, بعضهم لم يفسد فساد الإسلاميين ولكن كانوا ضعفاء ولم يصلحوا. فيما يتعلق بالحركة الشعبية, في لقاء لنا مع قرنق ذكر انهم دمجوا الجناح العسكري مع السياسي لتفادي مشكلة الانانيا "ون" ولا زلنا في انتظار الحركة الشعبية حتى تبني تنظيمها السياسي, الحركة الشعبية لديها انجازات كثيرة ونحن ننقدها لحرصنا عليها ولأنها البديل القادر على نزال النظام. أما فيما يختص بامر المؤتمر الشعبي, فانه في اطار تفاوض قوى المعارضة جميعها من اجل ازاحة النظام, اذا المؤتمر الشعبي يمكن ان يساهم في اضعاف الوطني فليكن...واذا كان هنالك حساب فليحاسب وكل ذلك في اطار خلق المناخ المناسب للتطور الديمقراطي.أما كلامك عن ان وحدة الحركة قد تمت تحت رعاية الامن فهو حديث رخيص ولا يستحق الرد.
    مداخلة الصاوي حامد:
    شكرا لحضورك والحديث عن مستقبل الانتخابات في السودان, ولكن لا يمكن الحديث عن الانتخابات بمعزل عن الحديث عن قضيتي الوحدة والانفصال, الحركة الشعبية ماضية في اتجاه الانفصال, وقد اكد على ذلك باقان اموم, والحركة الشعبية مهادنة للمؤتمر الوطني وفي سبيل هذه المهادنة يمكنها ان تضحي بأشياء كثيرة, على سبيل المثال لم يكن لها موقف قوي تجاه قضايا الحريات, وهذا أدى الى اضعاف الاحزاب. حديثك عن حزب ديمقراطي جديد أعتبره بمثابة دعوة خطيرة تمهد لمجئ المؤتمر الوطني, في الوقت الذي يجب ان ندعم فيه جهود مؤتمر جوبا, كذلك وجود المؤتمر الشعبي في هذا التحالف الذي تحدثت عنه اعتبره شئ خطير جدا جدا, لان برنامج المؤتمر الشعبي هو نفسه برنامج المؤتمر الوطني, الى جانب ان هذا الامر برمته سيعمل على تشتيت الاصوات في الانتخابات. فيما يخص تصويت السودانيين في الخارج , لم يكن هنالك جهد حقيقي لأن نصوت, فموفدي الحكومة سجلوا فقط لمن سوف يصوت للمؤتمر الوطني, لذلك علينا ان نحاصر السفارة لانتزاع حقنا في التصويت, بمعنى استخراج اوراقنا الثبوتية التي تسمح لنا بالتصويت, فانتزاعنا لهذا الحق هو اقصى ما يمكننا تقديمه للسودان ونحن بعيدون عنه.
    رد بكار:
    أنا لو كنت جنوبي حأفضل الانفصال – ماهي مصلحة الجنوبي والدارفوري في الوحدة في ظل اوضاع كهذه؟ علينا ان نجعل من الوحدة خيارا جاذبا. قرنق قدم حياته ثمنا لوحدة السودان ولأجل مصلحة الجنوب والشمال, المستقبل للكيانات الكبيرة والغنية والمتنوعة. المؤتمر الوطني يعمل على اضعاف الحركة واضعاف الوضع في الجنوب. واجبنا تجاه الحركة الشعبية أكثر من واجبهم تجاهنا ونحن مقصرون, مالك عقار وباقان لم يقولوا ذلك لانهم مع الانفصال, ولكن الظروف الموضوعية تؤدي الى ذلك وهم مغلوبين على أمرهم. الجنوبيون الذين لم يحتكوا مع الشمال وبونا ملوال ولام اكول اصبحوا مع الانفصاليون ويعملون مع المؤتمر الوطني في نفس الاتجاه, حتى "سلفا" نفسه مال الى ذلك وأصبح في "النص". الحركة الشعبية في حالة ضعف وتنازلت كثيرا وحدث لها اختطاف وتم ابعاد أولاد قرنق, والذين حرصوا ألاّ يكون هناك صراع داخلي الى ان جاء مؤتمر جوبا, حيث وجدوا أرضية جديدة. ووقف "سلفا" مرة اخرى في منتصف المسافة.
    وجودنا داخل تحالف المعارضة تقتضيه الظروف الحالية, وسيتبلور رأينا من خلال الحوار الداخلي والخارجي. السياسة ليس فيها اصدقاء دائمين ولا أعداء دائمين بل هي مصالح, ولا نرى مصالحنا الاّ من خلال المصلحة الجماعية, ارتباطنا بالشعب المسكين والفقراء في الريف ولا تروق لنا حياه أو رفاهية والناس "تعبانة", أغلب الساسة يرون المصلحة العامة من خلال مصلحتهم الذاتية ويجدون مبررات لذلك, وهذه صورة من صور الوهم الغليظ, لنكن دقيقين, المصلحة الوطنية العليا ,والاّ فالكارثة, العالم يحتاج الى رؤى جديدة.
    تعقيب من معروف سند:
    أحب أن اوضح نقطة مهمة للأخ الصاوي في الجزئية التي ذكرها والتي تتعلق بما فهمه من حديث الاستاذ بكار, بأن حق تسعى الى تكوين كيان جديد بمعزل عن بقية القوى لخوض الانتخابات. حركة حق ليست لها أي نية في خلق كيان جديد, موقف حق في الوقت الحالي هو انها تعمل على دفع القوى المعارضة على اختلافاتها في اتجاه تشكيل تحالف عريض لخوض الانتخابات, وازاحة المؤتمر الوطني, هذا هو ما تعمل من اجله حق في هذه المرحلة.
    بشير بكار:
    كما قال معروف حق ما طارحة تحالف جديد, ما ذكرته سابقا هي أفكاري وتصوراتي الخاصة.وسأطرحها داخل أروقة الحركة.
    مداخلة معتصم نور:
    اي كلام عن ان الانتخابات ستؤدي الى تحول , دا كلام غير سليم, السودان فيه ازمة قانونية ( قضية ياسر عرمان وقضية لبنى) والدستور يتم انتهاكه من قبل المؤتمر الوطني بشكل يومي, سيتم التلاعب بالدوائر الانتخابية, وبالتصويت خارج السودان, والمؤتمر الوطني يعمل الآن على بناء تحالفات لتغيير الواقع, كيف ستقودنا الانتخابات الى الامام وهنالك اتفاق عام على اشكالات التعداد السكاني.
    رد بكار:
    قلنا يجب ان يكون هنالك ضمان لنزاهة الانتخابات, بما في ذلك توزيع الدوائر الجغرافية, التغيير لن يجئ من السماء , نحن من سيحدد مصير الانتخابات. اذا كنت مالك اقتصاد البلد, فأنت من يملك الرأي العام, كما هنا في امريكا. الجدة نسبية, اذا أدت الانتخابات الى رئاسة جمهورية جديدة, فهذا يعتبر جديد, ولكن لا زالت أمامنا عشرين سنة قادمة حتى ينهض السودان من الرماد. نأمل ان يستقر السودان بما فيه من امكانات, وقد تكون الانتخابات هي خاتمة لمرحلة. قبل سنتين بدأت حركة من الشباب وسط المغتربين لحثهم على المطالبة بحقهم في التصويت, الاحزاب "فرملت القصة دي". التعداد السكاني ,الحركة الشعبية رافضاه , ونحن رفضناه قبل ما يتم,لأننا نعلم انه تمهيد لسرقة الدوائر الانتخابية والاصوات.... يجب ان نطالب بضمان حق المغتربين في التصويت والترشح,,,, يجب ان يكون هناك تنسيقا بين الجاليات المختلفة للعمل سويا من اجل انتزاع هذه الحقوق.
    مداخلة د. الباقر عيسى:
    الشباب الجديد من 89 وحتى الآن ليست لديه ادنى فكرة عن هذه الاحزاب وليس لديهم ارتباط بها.
    رد بكار:
    وجهة نظر لديها اعتبارها, ولكنها غير دقيقة, الذين يهزمون الاسلاميين الآن في الجامعات هم من هذه الفئة. مقارنة بالاجيال السابقة, هؤلاء لم يجدوا الترف الذي تمتع به سابقيهم في الجامعات, ولهذا فان اغلبهم يعاني, هذه الاجيال واعية أكثر حتى من بعض قياداتها, وربما السبب يرجع الى تطور وسائط المعرفة والاعلام.
    مداخلة ناجي ميرغني:
    لا يمكننا أن نتحدث عن الانتخابات بمعزل عن اتفاق السلام, وجزئية اساسية في ذلك التحول الديمقراطي, وحديثك عن القوى السياسية بهذه الطريقة ليس فيه حسن نوايا, كما انك لم تقدم اي تحليل لضعف القوى السياسية, فاسباب ضعفها مختلفة, فالمؤتمر الوطني امسك بمفاصل الاقتصاد, افتكر انك يجب ان تقول ان مشكلة السودان هي المؤتمر الوطني, وامتدادا لكلام دكتور منتصر, ما الذي ستقدمه لي في حق لاعطيك صوتي؟...
    بكار:
    نحن ندعو لدولة ديمقراطية تداولية قائمة على الحقوق, وتحدثنا عن الرعاية الاجتماعية, الديمقراطية لا تستقيم ما لم يشارك فيها أصحاب المصالح, أنت ومعروف والآلاف خرجوا لأنهم رفضوا التضليل. اعادة النظر في القوانين التي تتعارض مع الدستور, التعليم لا يمكن ان يتم دون نقد والنقد يجب ان يكون للاصلاح لحلفائنا واصدقائنا ولنا نحن أنفسنا, التجمع كان تجربة مخزية ولذلك بحثنا عن بديل لاعطاء القوى الحديثة صوت, وجدنا انهم غير جادين, ,, اذا على الاحزاب ان تصلح نفسها وعلينا ان نبحث عن البديل.
    هيثم زين العابدين :
    لا أدري كيف تكون هناك دولة ديموقراطية حديثة علمانية في السودان .. كيف يمكن للسودان أن يتحول بإتجاه العلمانية بعد تجربته الإسلامية لعشرين سنة؟ وما هو برنامج حق لحل مشكلة دارفور ؟..
    رد بكار:
    السودان ليس بدولة اسلامية, انتشر الاسلام في السودان عن طريق الطرق الصوفية والتجار, والسودان بلد صوفي, والتصوف حفظ المجتمعات السودانية, ولكنه انحرف الى الطائفية, وأي فكرة قابلة للانحراف, افكار ابن عربي لا زالت لها جدتها ورونقها حتى اليوم, وهنالك مجموعات في جامعات مثل اكسفورد وبيركلي لا زالت تحتفل بفكره. السودان فيه الروح المدينية المتسامحة التي تقبل التدين والحياة المعاصرة, وفي النهاية سيستقر الناس في اصالتهم, الدولة الدينية اصلا كانت في عهد النبي, أما ما بعد ذلك فدولة ملك عضوض. انظمتنا بعد الاستقلال لم تكن دينية,,,,مشكلة دارفور ناقشناها, نحن داعين لحل عادل لها, وقف اطلاق النار, محاكمات, تعويض, برنامج اسعافي لاعادة اللاجئين, وحل مشكلة الحواكير, وتحدثنا عن الابعاد الداخلية, مشكلة دارفور والجنوب هي مشكلة الحكم في المركز,,,,
    عُشر برقو :
    النظام السوداني أمسك بمفاصل كل شيء : المال والإعلام , إلى جانب فرضه لرقابة أمنية صارمة ..كما أن الشعب السوداني في غالبيته أمي , فكيف لأغلبية أمية أن تصوت, عملية التصويت معقدة وهنالك "تلتاشر بطاقة" والناس لا تعرف القراءة ولا الكتابة,,,انت تتحدث بشكل رومانسي,,,
    رد بكار:
    الدوائر الجغرافية فيها اشكالية, ويمكن ان يسيطر المؤتمر الوطني ما لم يتحرك الناس. كل هذه القضايا مطروحة للنقاش وامامنا مؤتمر جوبا, حديثنا ليس برومانسي, حديثنا واقعي, وواقعيته تتمثل في نقدنا لأنفسنا قبل الآخرين.
    دكتور منتصر يوسف :
    تحدثت عن أنكم تتحالفون الآن مع قوى مختلفة لإسقاط المؤتمر الوطني .. وبعد إسقاطه ستصفون حساباتكم مع حلفاءكم ..وهذا الكلام يوحي بمستقبل غير واعد...
    رد بكار:
    نتفق مع الآخرين على شئ واحد وهو اسقاط النظام, وليس هناك اتفاق حول البرنامج, برنامجنا مختلف والآخرين لن ينفذوه, صناديق الاقتراع هي التي ستحسم المعركة, لا ندعو لاسقاط النظام وتصبح المسألة مجهولة بعد ذلك. اعادة تشكيل الجيش والاجهزة الامنية هي الخطوة المقبلة. نصرف مليارات في السنة على الحرب رغم اننا بحاجة لهذه الاموال لدعم الشعب لتمضي بلادنا الى الامام. لا نريد تكرار تجربة اكتوبر وابريل والواقع السياسي تخطى واقع اكتوبر وابريل, الحكومات الناس كانوا ما جايبين ليها خبر, الآن النظام اصبح يتدخل في حياة الناس بشكل يومي, ضرائب وجبايات وغيرها,,
    تعقيب من معروف سند:
    حق تعمل بشكل جدي على محاولة خلق التفاف واسع من اجل اسقاط المؤتمر الوطني, لأن فوز المؤتمر الوطني يعني تهديد وجود السودان- قلنا ذلك في وثائقنا- فوز المؤتمر الوطني لا يعني فقط انفصال الجنوب, بل يعني ايضا امكانية تفكك الشمال وتشرزمه, يعني امكانية انفصال دارفور, وان يصبح "مثلث حمدي" حقيقة ماثلة, لذلك قلنا لا بد من اتفاق حد ادنى, واعطينا مثل "الحلفاء" في حربهم ضد هتلر الذي كان يمثل تهديدا لوجود العالم, اتفق الحلفاء على قضية واحدة,رغم اختلافهم, وهي القضاء على معسكر النازية, وعندما أنجزوا مهمتهم عادوا الى سيرتهم الاولى.
    مكي أبونورة :
    في حديثك أهملت دور النقابات ,على الرغم من أهمية دورها ..المؤتمر الوطني دمر النقابات , ولكن النقابات تاريخيا في السودان عندما مرت بمراحل ضعف عادت مرة أخرى بقوة وجاء العمال والموظفين بممثليهم .. سؤالي هو ما هو دور حق في النقابات ؟..
    رد بشير بكار:
    التجمع اوهم الناس بأن هناك من يناضل عنهم ,فاتكل عليه الناس وشربوا المقلب, كان التجمع يجتمع وينفض, وعمل مسلح ووثائق, وفي الآخر اتفاق جيبوتي والقاهرة, ولا نتائج, الآن لا يوجد تجمع, بل دخول التجمع في النظام اعطى النظام شرعية, التحول الذي تم حدث نتيجة لتضحية الجنوبيين, ولا ننكر تضحيات أفراد داخل التجمع وخارجه, التجمع تنظيم فاشل رغم ان مشروعاته كانت كويسة لكن ما لقت تنفيذ, ولم يكن هنالك حد ادنى من الاتفاق حولها, هنالك من كان يعارض دخول حق للتجمع, وحق تجاوزت ذلك وتعمل الآن من خلال التحالف العريض وهو تحالف كل القوى والاحزاب. تاريخيا كان للنقابات دور ولكن تمكن النظام من تكسيرها. البديل للنقابات الآن هي منظمات المجتمع المدني والتي أصبح لها دور واسع. وحركتنا جاءت لتعطي قوى الانتفاضة تعبير سياسي جديد, تلك القوى التي كانت تناضل في السابق لتسقط الانظمة ثم تنسحب وتترك الساحة للاحزاب. الآن ندعو لاجتماع القوى ذات المصلحة في التغيير, تغيير مرشّد واضح الرؤى. عمليا النقابات لها دور ولكن لا يغني عن الاحزاب. قلنا ان التنظيمات التقليدية غير ديمقراطية, الديمقراطية لا تعني عدم الاختلافات, لكنها تعني عدم التآمر وعدم الوقوف عند الصغائر, واوجه خللها تتم معالجتها بالنقد الداخلي. نحن تخلصنا من القيادات الفاسدة وعزلناها والديمقراطية تربية وممارسة, ونحن واعين بقصور الديمقراطية حتى هنا في الولايات المتحدة. لن تكون هناك انتخابات ما لم يكن هناك ضمان لان تكون حرة ونزيهة واعادة تشكيل الاجهزة مسألة أساسية.
    تمثيل المغتربين في الانتخابات مسؤوليتكم كجاليات. بالنسبة للرقابة الخارجية, من واقع تجربتي كمراقب في انتخابات جنوب افريقيا, كان لوجود الامم المتحدة دور كبير في تهدئة الاوضاع. وجود الرقابة الدولية له أثر كبير ويحد بصورة كبيرة من تدخل الدولة بصورة سافرة.
    معروف سند:
    مرة اخرى اخرى نشكر الدكتور بشير بكار وشكرا لكم جميعا.


    حركة القوى الجديدة الديموقراطية(حق)-مكتب أميركا
    8/18/2009


                  

08-27-2009, 04:21 AM

احمد ضحية
<aاحمد ضحية
تاريخ التسجيل: 02-24-2004
مجموع المشاركات: 1877

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
السودان : احتمالات السلام واجندة عمل مؤسسات المجتمع المدنى.. (Re: احمد ضحية)

    السودان : احتمالات السلام واجندة عمل مؤسسات المجتمع المدنى..



    منذ 18 يوليو 2002 عندما اجتمع الوفد الحكومي والحركة الشعبية لتحرير السودان والوسيط الكيني بضاحية مشاكوس بكينيا بدا من الواضح إن ثمة ترتيبان تختلف عن كل ما مضى لحل المشكل السوداني فالحزب الحاكم خرج منهكا من صراعه الداخلي الدامي وفى ذات الوقت يدفع فواتير 11 سبتمبر الشهيرة بكل ما تعنيه من ضغوطات لمحاربة الإرهاب وتحقيق الحريات في العالم الثالث كما تزعم الإدارة الاميريكية ونتيجة لما اكتسبه السودان من سمعة سيئة في هذا المجال بفضل النظام الحاكم ومشروعه الاسلاموى الظلامى الامبريالى بطبيعته النازعة للاقليمية ارتكازا على الاصولية العالمية التى خسرها بعد 11 سبتمبر نتيجة الضغط عليه الى جانب ان ضرب الاصولية في العالم مثل ضربة قاصمة للمشروع الاسلاموى الظلامى الذى اسمته الجبهة الاسلامية بالمشروع الحضارى منذ اعتلاءها سدة الحكم في البلاد منذ 1989اثر انقلابها على الحكومة الديموقراطية التى جاءت بعد انتفاضة ابريل 1985.. الضغوطات التى تعرض لها النظام بالاضافة الى فقدانه حلفائه ترتب عليهما تنازله عن البعد الاقليمى في مشروعه للتفرغ لترتيب أوضاع الحزب الحاكم بعد هذه المتغيرات العاصفة التى أسقطت عنه أهم مفاصله وجعلته مهددا بالزوال مما اضطره لمنح هامش حريات قابل للمصادرة كما ظل السياسيون يؤكدون متى ما شعر قادة المشروع بان وجودهم أصبح أمنا غير مهدد بالزوال
    ان مشاكوس اتت في مثل هذا المناخ فطرحت في الفضاء السوداني الاسئلة التى تلى 12 اغسطس ومن صميم الازمات التى ترتبت على المشروع الحضارى في المركزفالمشروع الحضارى استطاع ان يفرض الاسلام كمرجعية اساسية للسلوك الساسى والاجتماعى والاقتصادى وكرجعية لكل شىء فكيف سيتم التعامل مع هذه المرجعية بعد ان قطعت مفاوضات في جولاتها التى تلت جولة 18 يوليو 2002؟؟
    من جهة اخرى ظلت الثقافة الاسلاموعربية مقررا اجباريا منذ 1989 وخلال هذه الاعوام الثلاثة عشرة اعادت انتاج جيل بكامله سيتولى زمام الامور عما قريب فما هى الاجراءات التى يمكن ان يفكر فيها السياسيين في المركز بهذا الخصوص فهذا الجيل مرجعيته هى المرجعية الاسلامو عربية كما تصورها منظرى وقادة الحركة الاسلامية . من الاسئلة التى جديرة بالتاوقف عندها طويلا ايضا بعد 12 اغسطس هو كيف يتم استرداد ما نهب من مقدرات وثروات جماهير الشعب وما هو حجم النهب الذى تم بالضبط واثر هذا النهب على البناء الاجتماعى من جهة وعلى الوحدة الوطنية من جهة اخرى وموقع هذا النهب من القيم الاخلاقية والورع والتقوى التى وسمت خطابات المشروع المسموعة والمرئية والمكتوبة ؟
    هذه الاسئلة لا تتعلق بالاجراءات التى يممكن ان تتخذ فيما يتعلق بالجنوب فقد قضى الامر فعلا ولا ندرى ما هو الثمن الذى دفعه السودان لاميركا والجوار مقابل الوضع الذى يمضى الان خلف الكواليس ؟؟!!
    فمن الواضح انه ام يتم استصحاب ما كنا نكرره في كتاباتنا في الصحافة السودانية
    ويبدو ان الحكومة ورطت السودان في اتفاقيات غير عادلة وضد تطلعات شعبه الحقيقية مقابل عدم محاسبتها وضمان استمرار تنظيم السلطة مستقبلا ومن الجانب الاخر دخول البتلرول منذ وقت بعيد كعنصر حاسم في المعادلات السياسية في الاقليم والعالم بما جعل الاميركان يوقعون اتفاقا مع الحكومة التشادية ينص على ان تتم مشاريع التنمية والنية التحتية تحت اشراف الشركات المستخرجة للبترول ولا تحصل الحكومة التشادية الا على 5% فقط من عائدات البترول لتسيير شؤؤنها هذا الاتجاه ايضا جدير ان يؤخذ قيد الاعتبار عند النظر للمسالة السودانية منذ 12 اغسطس لانه يرتبط بالفساد والنهب الذى تمارسه الانظمة الافريقية ضمنها السودان
    اذن جاءت مفاوضات مجاكوس في مناخ مشحون بقدر لا يستهان به من القلق والتوتر والضغوطات والاتفاقيات السرية فافضت الى ما افضت اليه : مستقبل غامض لاستقرار ووحدة البلاد !!
    فمفاوضات مجاكوس شروطها جديدة تختلف عما سبق الاعتياد عليه لدرجة اصابة البعض بالصدمة كلما تقدمت خطى المفاوضات في العواصم الافريقية حتى لحظة التوقيع على الوثيقة الاطارية في الخرطوم مؤخرا
    ان احد اهم مفاصل المشكل السوداني واكثرها تاثيرا الحرب في الجنوب فقد ارتبطت هذهالحرب بقيم ومصالح تحول دون تحديد علاقة الدين بالدولة اذ ظل الدين في السودان يتعرض للتوظيف الايديولوجى لاغراض التجييش والتعبئة الى جانب تطابقه مع الهوية في الشمال فالمسلم هو العربى والعربى هو المسلم مع ان السودان هو قطر افريقى اكثر منه عربى ومن هنا تاتى علاقة الدين بالدولة في مقدمة الهموم والقضايا التى ستشغل اجندة مؤسسات المجتمع المدنى في السنةات القادمة اذ لا يكفى مجرد تحديد طبيعة هذه العلاقة نظريا طالما هناك قنابل موقوته هى جماعات الاسلام السياسى التى لا تزال حتى الان تؤدى دور اللمتلك للحقيقة المطلقة وتقوم بحملات التكفير واهدار الدم المروعة فالدين ظل بالنسبة لقوى السودان الرجعية بمثابة راس المال الرمزى الذى يتم توظيفه لمصالح انية وذاتية وتلك هى احد المعارك الاساسية التى ستواجه القوى التقدمية ومؤسسات المجتمع المدنى في سبيل البناء لدولة مؤسسات مدنية تتمتع فيها الهويات المختلفة بحقوقها الثقافية وحرياتها الاصيلة والمكتسبة
    ان السمعة السيئة التى اكتسبها السودان في الحرب بين الجنوب والشمال نتيجة ما يسمى بالمشروع الحضارى المبنى على الاسلمة والتعريب القسرى تظل احد الدوافع لاستمرار الضغط الاميركى على طرفى النزاع ولافت للنظر استقبال الاوساط السياسية والثقافية لمجريات الامور بعد مجاكوس وصولا الى وصول وفد الحركة الشعبية الى الخرطوم في الايام الماضية بمشاعر متباينه لاحساسهم ان ورقة التوت التى كانت تختبىء خلفها الحركة الساسية في المركز قد سقطت اخيرا وانهم بحاجة لان يقرروا مصيرهم كمركز تاسس على الثقافة الاسلاموعربية انطلاقا من السؤال التالى : هل بامكان اى دولة دينية في السودان الا تكون ديكتاتورية مستبدة مهمومة بالحزب ولا تتمثل فيها قيم الوطن والمواطنة ؟؟؟ اذا اختبات الحركة السياسية في المركز ( كل تيارات الفكر السياسى وروافده )طوال تاريخها خلف الحديث المعمم عن الاصولية الاسلامية او التفسير الخاطىء للاسلام او استغلال الدين في السياسة ولم تجرؤ على تحليل المشروع الاسلامى ,الصحوة الاسلامية , الجمهورية الاسلامية , المشروع الحضارى ..الخ
    المثقفون والسياسيون وموسسات المجتمع المدنى مواجهون الان بهذا السؤال وهذا بالضبط ما يبعث على القلق في اوساط المتاسلمين والقوى التى تعتمد على الدين كراسمال رمزى لاحتكار الثروات الزراعية والتجارية فمنذ الان وصاعدا ليس من الممكن الاختباء خلف شعارات الحركة الشعبية فقد حسمت الحركة خيارها وتبقى على الحركة السياسية في المركز هى الاخرى ان تحسم خيارها عمليا بعد ان نبات الامور الان عن غموض مريب يثير القلق على مقبل الايام
    لقد استغرقت اوروبا خمسة قرون من الزمن حتى تتمكن من اعادة تشكيل وصياغة مجتمعاتها على نحو مدنى يحترم حقوق الانسان ويحقق اماله وتطلعاته في التنمية والرفاهية وفى سبيل ذلك اريقت الدماء وقطعت الاعناق فهل الساسة والمثقفين في المركز على استعداد لدفع ضريبة الاصلاح الدينى والتنوير والتحديث والتجديد .. اشك في ذلك ! انطلاقا من فكرة التطابق بين العقيدة والهوية وتحديد علاقة الدين بالدولة والاعتراف بالحريات وحقوق الانسان عمليا والتنمية والرفاهية والديموقراطية
    انها حرب طويلة زبدة القول ان الزراع القوى الذى كانت تختبىء خلفه تيارات عريضة وواسعة منظمة وغير منظمة زراع الحركة الشعبية لم يعد يعبر سوى عن اشواقه هو ومطالبه هو وعليه من الان فصاعدا عليهم التخلى عن جبنهم والتعبير صراحة عن افكارهم واضافاتهم في سودان على اهبة التحول الذى ربما يكون تحولا الى المربع الاسوا ان الاوان للقوى السياسية ان تحمل عبء شعارات التحديث والديموقراطية وان تدفع ثمن ذلك فتلك هى الضريبة في كل زمان ومكان فمجاكوس وما تلاها من جولات اسقطت القناع وليس ثمة مهرب من مواجهة القدلر التاريخى للمركز في ظل عالم يتقلص تجاه بعضه ولا يتحمل الردة الى القرون الوسطى اذن من الان فصاعدا سيجد الساسة انفسهم مضطرين للتعبير عن افكارهم الحرة في الاصلاح والتحديث والتجديد هذا اذا كانت لديهم افكار حرة فعلا في واقع ملىء بالقنابل الموقوته (جماعات وحركات الاسلام السياسى )..
                  

08-27-2009, 04:33 AM

احمد ضحية
<aاحمد ضحية
تاريخ التسجيل: 02-24-2004
مجموع المشاركات: 1877

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
العلاقات السودانية المصرية .. ملف امني… (Re: احمد ضحية)

    العلاقات السودانية المصرية .. ملف امني…

    كتبهاأحمد ضحية ، في 27 مايو 2008 الساعة: 23:17 م





    العلاقات السودانية المصرية .. ملف امني

    ..



    احمد ضحية

    : قف تأمل..

    الولايات المتحدة


    عندما ترد سيرة علاقة السودان بمصر - غالبا - يميل الخطاب السياسي التقليدي إلى توصيفها بأنها علاقة أزلية ,فالشعبين - كما يزعم هذا الخطاب - يرتبطان بوحدة الأرض ,اللغة,التاريخ,العقيدة,الهدف والمصير المشترك ..وفي ظني أن الخطاب السياسي السوداني التقليدي في هذه المزاعم متأثر بالأطروحات القومية العربية , التي جعلت من هذه الوحدات أسسا لمشاريعها في التحرر من الإستعمار والنهضة وحتى بعد أن فشلت الأفكار القومية بإنتصار الدولة الوطنية , لا يزال الخطاب السياسي السوداني التقليدي ينطوي على بعض أفكار القومية العربية , رغم تحرره الظاهري بفعل ضغوطات الواقع السياسي في السودان ..وأفكار القومية العربية في السودان لا يمثلها حزب محدد كحزب البعث فقط بل تمثلها تيارات الفكر السياسي الأساسية في الشمال , بإعتبارها العقل الذي أصطلح على تسميته -المركز- ..ويشمل بالطبع الجبهة الإسلامية



    أحاول هنا إعادة طرح موضوع العلاقة بمصر وفقا لمنطق واحد فقط, هو منطق “المصالح المشتركة عبر مناقشة عامة لنظرية الوحدات



    وحدة التاريخ



    السودان الحالي محصلة تواريخ محلية مختلفة , لم تبدأ هذه التواريخ مع دولة النوبة أو الممالك المسيحية ولم تنتهي بدخول الإسلام ..وهذه التواريخ هي الأساس الذي نهض فيه إنسان السودان وتشكُل.. رغم سعي العقل السياسي المركزي الدؤوب لإقصاء هذه التواريخ , وإحلال التاريخ الإسلامي العربي وما يتسق معه من تواريخ محلية محل التواريخ الأساسية التي شكلت إنسان السودان , بإعتبار أن التاريخ لا يكون تاريخا إلا بنشاط الفرد والجماعة فيه ..وغني عن القول أن السودان ليس طرفا في التاريخ الإسلامي العربي , إلا على المستوى الذهني فقط - كسيرة وعقيدة ومتواتر لبعض أهله الذين يعاني بعضهم عقدة عنترة - , ومعلوم أن السودان لم يكن جزء من جيوش الغزوات والفتوحات الإسلامية , كذلك فشلت محاولات غزوه بالسيف عبر مصر , ولم يتمكن العرب منه إلا سلما بالزواج من السودانيات والإستيلاء على السلطة عن طريق هذا الزواج الذي يورث السلطة لإبن الأخت ..كما أن السودان بحدوده الحالية هو نتاج ضِم أراضي ممالك وسلطنات لكل منها تاريخ مختلف عن الأخرى .. تاريخ لا يخلو من الصراعات البينية والنزاعات , سواء كانت سلطنات وممالك الجنوب أو الغرب أو الشمال او الشرق أو الوسط



    السودان هو نتاج وحدة الجغرافيا لهذه الممالك, ونتاج تفاعل تواريخها الثقافية والإجتماعية والسياسية, وميراث علاقاتها الصراعية التاريخية .. هذا المزيج شكل إنسانا وتاريخا مختلفا عن تاريخ وإنسان العالم العربي أو المصري - مصر هي ثلثي العرب من حيث السكان فالمصريون أكثر من ٨٠ مليون نسمة - وتاريخ العلاقات المصرية السودانية المعروف هو تاريخ نهض في الأطماع المصرية في السودان , ولذلك هو تاريخ مواجهات ومحاولات سيطرة وإخضاع , وليس تاريخ أشقاء .. وغني عن الذكر هنا دوافع محمد علي باشا لغزو السودان , ودوافع خزلان وإجهاض ثورة ١٩٢٤ أو دوافع ضرب الطيران المصري لإهالي الجزيرة أبا البسطاء في ١٩٧١ أو دوافع الأدوار الخفية التي ظلت تلعبها المخابرات المصرية عبر مؤسساتها المختلفة في السودان القنصليات,البعثة التعليمية,الري المصري,الخ…. ودور المخابرات المصرية في إجهاض التجارب الديموقراطية في السودان ودعمها المستمر للعسكر الإنقلابيين الذين على شاكلة عبود والنميري والبشير ,, أو الدوافع المنهجية الرسمية المصرية التي ترتب عليها إعتقاد الشعب المصري -تاريخيا وحتى الآن- بأن السودان أحد أقاليم مصر , التي لم تخرج عن سلطة قصر عابدين إلا على عهد الملك فاروق بسبب التآمر الإنجليزي على أم الدنيا .. ويتساوى في هذا الإعتقاد المصري المتعلم والجاهل.. الوزير والبواب



    ظلت دوافع مصر تجاه السودان إذن غير محكومة بروح الأخوة والجوار الحسن , بل بالأطماع سواء الرغبة الجشعة في الإستغلال المادي والبشري للسودان على عهد الباشا الكبير محمد علي .. أو على عهد شراكتهم مع الإنجليز في السيطرة على منابع النيل وإستغلال الأرض .. كل هذا ليس جديدا فهو تاريخ للعلاقة الأخوية المزعومة بين مصر والسودان .. الجديد هو أن مصر غيرت إستراتيجيتها لتحقيق حلمها القديم , بالنزوح السكاني المصري المرتقب إلى السودان (حكاية الخمسة مليون فلاح إياها) , وهي خطوة في مسيرة الوصول لهذه المنابع , وتغيير التركيبة السكانية حولها - في ظني- يساعدفي ذلك حفنة من سياسي حكومة البشير المصابين بعقدة عنترة ,وهي خطة طموحة وصبورة يحسد عليها السياسي المصري الذي لا يتوانى عن فعل أي شيء في سبيل مصالح شعبه



    إذن الحركة الكثيفة الراهنةمن مصر تجاه السودان دافعها الأساس مواجهة أزماتها الداخلية , كدولة تعاني حالة إنفجار سكاني يفوق قدرة أراضيها ومواردها الشحيحة ولذلك تتصور أن لا حل سوى التدفق جنوبا أي في السودان , وفي سبيل ذلك توافقت مع حكومة الخرطوم المنبطحة بسبب الإبتزاز المصري لها لمحاولتها إغتيال حسني مبارك ..إلى جانب أن لإنبطاحها أسباب داخلية تتهدد إستمرارية حكم الجلابة لسودان المستقبل ..لذلك توافقت حكومة البشير مع مصر على عدد من الإجراءات أهمها إتفاق الحريات الأربع الشهير , الذي بمثابة مقدمة لكل ما سيلي من أنواع التطبيع مع مصر



    فحكومة الخرطوم بتطلعاتها العربية الإسلامية المعروفة تعتقد أنها بحاجة لأن يكون شعبها العربي- الذي هو في الواقع أقلية - أغلبية ساحقة مستقبلا لمواجهة المهمشين غير العرب الذين يشكلون أغلبية سكان السودان , والذين هم في الحقيقة سكان السودان الأصليين وكتلته التاريخية .. وبهذا المعنى مثل إتفاق الحريات الأربع مقدمة للتدفق المصري الراهن والمرتقب , وهو ما يفسر ما ينقله الإعلام المصري والسوداني حول شراء مستثمرين مصريين لآلاف الأفدنة بسعر١٠٠دولا فقط للفدان - وغالبا أن تكون الحكومة قد باعت الأرض مجانا لمصر .. بالمناسبة القانون المصري لايسمح ببيع بوصة أرض زراعية فلماذا لا يتعظ السودان- وإستيراد فلاحين مصريين , إلخ



    وحدة العقيدة

    .. .. : .. .. .. .. ..

    بصرف النظر عن كون أن عامل العقيدة الواحدة يسهم في توحيد الشعوب , أو ليس له أهمية في وحدة الشعوب , فإن السودان ليس بلد عقيدة واحدة فهو بلد عقائد ومعتقدات مختلفة وديانات سماوية ومحلية متباينة .. والتباين الديني في السودان ليس له مثيل في العالم العربي .. كما أن للإسلام والمسيحية في مناطق الكتلة التاريخية -الهامش- طابعهما الخاص نتاج تأثرهما بالثقافة والمعتقدات والعقائد المحلية , ويظهر هذا بوضوح في الطقوس الإجتماعية والممارسات اليومية ..فأين هي وحدة العقيدة مع مصر العروبة والإسلام - التي راح فيها القبط سكان مصر الأصليين شمار في مرقة منذ عهد عمرو ابن العاص - .. وبصورة عامة فإن المسلمون في مشارق الأرض ومغاربها لا يتفقون في الإسلام إلا على أركانه الخمسة , إذ تجدهم يختلفون في كل شيء , بل لفرقهم وجماعاتهم تنظيرات عجيبة حتى في كيفية الصلاة , من جماعة لأخرى



    وحدة العقيدة التي ينطوي عليها اللاشعور السياسي السوداني التقليدي غير متطابقة مع ماهو موجود من تصور لها في الذهن العربي الأم ..أو الذهن المصري الذي شكله الأزهر التاريخي ..هذا الذهن المصري الذي لم يصدر للسودان سوى جماعات الإسلام السياسي , بل وجدير بالذكر أن حملة غزو السودان كان في مقدمتها علماء أزهريون جيء بهم لتنظيف البلاد من أفكار الصوفية السنارية

    ..

    وحدة المصير


    بصفة عامة فإن لأي مصير سواء كان فرديا أو جماعيا محددات تتعلق بالخطر المشترك والقدرة على مواجهة هذا الخطر أو الإنتصار في بناء المستقبل أو الفشل



    والخطر المشترك الذي يواجهه السودانيون اليوم هو إحتمال تفتت بلادهم إلى دويلات .. وهنا يبرز السؤال المعهود حول إعادة التفاوض حول فكرة الوطن الموحد .. لكن هذا ليس شاغلنا الآن فما يهم في هذه النقطة : ما هو أثر المصير السوداني على مصير ثلثي العرب - مصر - في ظني ليس هناك أدنى تاثير , فمصير السودانيين يؤثر بهم وحدهم , مثلما كان المصير ألأأسباني شاغل الأسبان وحدهم , فهم أصحاب الأرض والعرب ليسوا سوى غزاة , ولذلك من غرائب الأمور تدبيج القصائد الطوال في بكاء الفردوس المفقود .. مفقود بالنسبة لمن ؟ للغزاة أم لأصحاب الحق ؟..حالة الغزو مرفوضة عبر التاريخ فحتى حينما غزا العراق الكويت وقف العرب ضد ذلك رغم أنه غزو عربي لقطر عربي وليس إسباني .. يعنيني هنا أن أي أحتلال مصري أو غير مصري للسودان عبر اي شكل من أشكال الغزو غير مرغوب فيه خاصة أن السودان متسلبط في العروبة ساكت كما يقول الإخوة العرب أهل الجتة والرأس في هذا الرابط



    فالإحتلال هو الإحتلال إن كان عبر الإحلال المصري والإزاحة بتغيير التركيبة السودانية في السودان , وإن كان بجيوش مدججة بالسلاح .. ويلاحظ أن الحكومة السودانية عمدت إلى تغيير التركيبة السكانية في دارفور بإستيراد قبائل عربية من غرب أفريقيا , ومنحها الجنسية السودانية ؟؟



    وحدة الهدف

    .. : http://www.kosticity.com/forums/showthread.php?t=209 ..

    هدف السودان وفقا لإتفاق نيفاشا الذي لم يرض عنه المصريون - على فكرة نيفاشا حققت أكبر قدر من الإجماع السياسي - في التحليل النهائي هو بناء دولة وطنية موحدة وقوية تسع كل السودانيين وسواء حققت نيفاشا هذا الهدف أو لم تحققه , ما هي علاقة هذا الهدف بالهدف الفلسطيني مثلا .. الفلسطينيين لديهم أهداف مختلفة كذلك العراقيين , اللبنانيين , السوريين , الأردنيين والمصريين .. الأهداف والمصائر ذات صلة مباشرة بمصالح الشعوب , لذلك ليس هناك هدف واحد لجميع الدول بسبب إختلاف أجندتها الإقتصادية بمعنى مصالح شعوبها والتي غالبا يتم تحقيقها خلال الأجندة السياسية , فمصر مثلا من أجندتها الإقتصادية المؤرقة : مسألة القمح , هذه المعضلة التي فشلت في معالجتها محليا لأسباب تتعلق بأرضها الفقيرة المستنزفة والضيقة في الآن نفسه إلى جانب أن نصيبها في مياه النيل لا يكفي إحتياجاتها حتى لو توافرت لها الأرض الزراعية الخصبة والواسعة, إني اتساءل إذا دخل الخمسة مليون مصري السودان كم سيصبح عدد المصريين في السودان خلال عشرة سنوات وفقا لمالتس أن عدد السودان يزيد بمتوالية هندسية كل عشرة سنوات بمعنى أنهم سيصبحون خلال عشرة سنوات عشرة مليون وخلال عشرين سنة عشرين مليون وخلال تلاثين سنة أربعين مليون وهذا يعني أن نذهب حينها أو يذهب أبناءنا للبحث عن وطن آخر عدا السودان - نعود لمشكلتنا الزراعية في السودان . نحن عددنا قليل ٣٠ مليون فقط في مساحة مليون ميل مربع تشمل حلايب بالطبع .. وهذه الأرض الواسعة خصبة وغنية بالموارد والثروات إلى جانب أن لدينا مصادر مختلفة للمياه : أنهار - أمطار - مخزون جوفي ضخم .وإقامة السدود والخزانات خاصة في الجنوب ودارفور على سبيل المثال سيجعلنا نستثمر المياه المهدرة إلى أقصى حد .. فمشكلتنا هي سوء التخطيط وهي مشكلة غير مستعصية على الحل كالمشكلة المصرية .. إلى جانب أن تأهيل المزارع السوداني وتوفير كل المعينات الزراعية له وإستثمار خريجي الزراعة السودانيين وما أكثرهم حتى أن بعضهم لا يجد عملا سوى التدريس . فإذا تم منح الزراعيين أراض زراعية لتحفيزهم , وردت المظالم التي ارتكبها البنك الزراعي بسياساته الخرقاء في حق المزارعين السودانيين , وتطوير قدرات مزارعي الزراعة الإكتفائية , إلخ .. من شأن مثل هذه الإجراءات أن تغنينا عن الفلاحين المصريين وذلك خير للسودان ..فالزراعة في السودان فشلت مشاريعها لأن الحكومات خاصة الجبهة الإسلامية عمدت لإفشالها لا لأن مزارعينا فاشلين ..والمطلوب هنا أن يصحح البنك الزراعي أخطاء

    قلنا في الحلقة الماضية أن مشكلةالزراعة فياالسودان ليس سببها فشل مزارعينا..بل لأنه ليست هناك مشاريع وخطط للزراعة واالري كما أن وزارةاالزراعة وبنكها عملا على إفشال الزراعة فأنهارت

    ما أود الخلوص له أن إستيراد الفلاحين المصريين غرضه الأساسي ليس زراعةالأرض وإنما زراعةالنساء لتغيير التركيبة السكانية حتى تصبح جيناتنا تؤهلنا لدخول النادي العربي دون خجل-فعلا العلم إتطور شديد-..فإذا كانت المشكلة مشكلة زراعة للأرض فإن حلها سهل :أكثر خريجيناالعاطلين هم خريجين الزراعة لماذا لا تمنحهماالحكومة الأرض وفقاللأي صيغة من صيغ شراكاتها الذكيةوتدعمهم وتحفزهم ?ولماذا لايعوض البنك الزراعي المزارعين الذين قام بتدميرهم بإلاعيبه,وتحفيزهم ومدهم بالمعينات اللازمة لإنجاح مشاريعهم?ولماذا لاتؤهل وزارةالزراعة مزارعي الزراعةالإكتفائية برفع قدراتهم لتطوير مشاريعهم وتحديثها ?..وآلاف اللماذات..لماذا



    في ظني أن إنشاء مشاريع الري والسدود المقترحة في دارفور والجنوب إلى جانب الإستفادة من خبرات الدول المتقدمة في تكنلوجيا الزراعةبعقد إتفاقات حقيقة معها تراعي مصالح شعوباالسودان الغلبانة هو أحد الخيارات الأفضل.. ويمكن التعاون مع مصر أيضا في هذا الإطار..دون تفريط في بوصة واحدة من أرض السودان,التي هي ليست ملكاللمؤتمر الوطني..كما أن أي تعاون مع مصر يجب أن يكون مرهونابإسترداد حلايب..فليس من العقل عقد إتفاق مع دولة محتلة لايشمل رد ما أخذته بوضع اليد وأحتلته..كما أن مصر ليست هي حصان طروادة الذي سيقتحم الأرض السودانيةالبكر ليحقق فيها إنتصارات زراعيةوعرقية..وكما أن مصر على استعدادلبيع ثلث العرب-كامب ديفيد,حروب الفلسطينيين واللبنانيين,الحرباالآخيرة على العراق,الخ..- ليحصل شعبها على القمح والفلوس ..من حق السودانيين رعاية مصالحهم بجديةوحمايتهابكل السبل,فقصص المسلسلات المصريةلاتشبهنا



    وحدةالأرض

    هناك إدعاءات في الخطاب السياسي السودانياالتقليدي يجزم بعضها أن السودان جغرافيا هو جزء مناالعالم العربي مستندا على أن الأخدودالأفريقي العظيم الذيييعتبر فاصلا جغرافيا طبيعيا بين دديار العروبة وأفريقيا إنما هو تكوين حديثنتيجة الحركة التيكتونية لطبقاتالأرض ..المغزى أنه لمييكن موجودا..وإذا أردنا تصديق هذا الزعم فإناالعالم كله كان كتلة واحدة قبل ملايين السنينبعد ذلك ولأسباب طبيعية إنفصل إلى قارات وجزر ..التحليل النهائي أن هذه حجة واهية..والأكثر أهمية أن أي أرض خالية منن السكان لا تعني شيئا..الناس هماالذينييعطون الأرض التي يسكنونها معنى ..ولذلك المهم هو الإنسان ..ومن هنا علينا أن نفكر :أي نوع من الناس يراد المجيء بهم إن كان لابد لمشاركتنا أرضنا..النوع الذي يعمرها(الصينيين والفلاتة مثلا..)..أم النوع الذي يهلك حرثها ونسلها



    وبأي شروط وقيود وحدود وحقوق وواجبات ..ولأن الشيء بالشيء يذكر:ماهي طبيعة الشراكة السودانية-الصينية,وإلى أي حد تدخل صفقات السلاح الصيني الذي يقاتل به جيشاالحكومة أهل دارفورإلى أي حد يدخل في لعبة التعريب الجارية..إذ ليس عندي أدنى شك في أن هذا التهافت على التسليح ليس لقتال عدو إحتل حلايب وسيحتل الشمال والشرق..بل لخوض حروب المستقبل المحتملة ضدالشعب في الجنوب والشرق ودارفور وكردفان..فالجيش السوداني ليس لديه تجربة في قتال أعداءهاالحقيقيين خارج الحدود,فخبرته على الدوام في قتال المواطنين العزل والنساء في الهامش - ولا شنو يا عم عبدالرحيم محمدد حسين

    مغزى عام



    تصر الجهات الرسمية في سبيل إعطاء مشروعية للتواجد المصري الكثيف في السودانالمتاجرة والإبتزاز بالوجود السوداني الكبير في مصر..إإذ تكرر دون حياء أو خجل أن عدد السودانيين في مصر خمسة مليون(على وزن خمسة مليون فلاح مصري)..وذلك لتبرير التدفق المصري الآن ومستقبلا..وهذا الرقم غير صحيح فالسودانين الذين تزعمهم الإحصائيات المصرية -فلمصرخبرة عريقة في تزويراالأرقام,مثل تزويرها لأعداد القتلى في مجزرة مصطفى محمود التي تفوق صبراوشاتيلا- الإحصاءاتاالمصريةغغير دقيقةووغير نزيهةإبتداءببإحصاء السكان وإنتهاء بإحصاءاصوات الذين ينتخبوناالريس كل مرة(99.99%)..فمن تتحدث عنهم مصر جاء معظمهم على عهد أجدادنا الفراعنة العظام خاصة في فترتي بعانخي وتهراقا-رحمهما الله ورضي عنهما وأرضاهما-وهؤلاء هم نوبيون يسكنون في أرضهم التاريخية-أرضنا-التي تتخطى شمالا الأقصر كما تتخطى جنوبا دنقلا



    والبعض الآخر جاء على عهد البيه الكبير محمد علي الذي جندهم في جيشه الحالم بوراثةمستعمرات العثمانيين



    وبعضهم الآخر هم اللاجئين من حروب جيش الحكومة في الهامش وهؤلاء هم محور حديثنا عن الإبتزاز الإحصائي المصري..فهؤلاء عددهم لايتجاوز الآلاف,وغالبيتهم العظمى أعيد توطينهم في أميركا وأسترالياوكندا وأوروبا..والعدد المتبقي حتى الآن لا يتجاوزالألف والألفان..وهو الذي يلاقي في مصر من صنوف المعاناة ما يلاقي-رد الله غربتهم وأعادهم إلى السودان حيثالكرم والجود ومكارم الأخلاق-وسواء كان ما تبقى هم بشاريين حلايب أو الشعب النوبي أوأحفاد أجدادنا الهجانة البواسل أو بقايا اللاجئين فجميعهم بالنسبة لللمصري اليوممجرد:(بونقا بونقا وشكلاطة وعثمان وعثمانة)..بمعنى آخرمحض عبيد وقرود وبوابين

    فهذه هي الصورة التي تكرسها المسلسلا والسينما والميديا المصرية عن السوداني هذا غير التشويه المتعمدلصورة السوداني في الصحافة المصرية على أيام معارضة القاهر والفترة التي سبقت ومهدت لصبرا وشاتيلا مصطفى محمد..وتعفيش جثث شهداء هذه المجزرة في المستشفيات لبيع عفشهم كإسبيرات للموسرين داخل وخارج أم الدنيا



    يلاحظ أن مصر ظلت تتعامل مع السودان باستمرار كملف أمني كقضية أساسية من قضاياأمنها القومي..- ماذا عناالأمناالقومي السوداني,ألا يجب أن يتعامل مع مصر كملف أمني بسبب أطماعها وإحتلالها حلايب ,وبالمناسبة ما هي علاقةالسودان بالأمناالقومياالعربي أو المصري,وأين هو هذاالأمن مع القواعد الأمريكية في بلاداالعرب والإسلام والبزنس المصري في القضايااالعربية والسودانية,والذي ترتبت عليه هذه القواعد- المعنى فيما يخص الأمن القومي العربي أننا لسنا دولة مواجهة مع إسرائيل كما أنالعدو الصهيوني-تاريخيا- ليس لديه سببب لمعاداة السودان لو أصبحاالسودان في حاله,لكن بما أن السودان مغرم بمحاولات إغتيال رؤساء دول أخرى وتغيير أنظمة دول مجاورة كتشاد ودعم حركات المقاومة الإسلاميةوغير الإسلامية..ماذا يتوقع سوى عداء العالم وليس إسرائيل فقط ..خاصة أن هذه الحكومة (شوباره)في تبنيها قضايا العرب أكثر مناالعرب على الرغمممن أن العرب أهل الجتةووالراس طبعوا مع إ سرائيل وفي مقدمتهم ثلثي العرب -مصر-منذ 1973 ..وكل هذا الشوبار خصماعلى مصلحة شعوبنااالمعذبة في الأرض



    على السودان-إذا كان مهموم حقا بمصالح شعبه الا يتشوبر- أن يعيد النظر في علاقاته الخارجية وأينما أقتضت مصالح شعبهإقامة علاقات طبيعية وعادلة مع أي دولة بما في ذلك إسرائيل فليقيم هذه العلاقة..فليس من الحكمة أن يكون عربيا أكثر من العرب..,أللهم إلا إنشاء إستمراء المثل:التركي ولا المتورك..إلى جانب أن الدولة السودانية-إلى أن يقول إستفتاء شعوبها المهمشة غيرذلك-تشمل أقوم معظمهم ليس لديهم أدنى فكرة عن الأساطير المؤسسة للصراع العربي

    الصراع العربي الإسرائيلي ولا ناقة لهم أو جمل في هزيمة فلسطين أو إنتصار إسرائيل..أللهم إلاالتعاطف الإنساني العام والذي لايتقيد بالجغرافيا أوالعرق أو الدين-بالمناسبة لماذا لم تجد نساء دارفور المغتصبات تعاطفا عربيا,ولماذا لم يتعاطف معهن العناترة العرب في السودانرغم أن لديهم خبرة عريقة في التعاطف مع العراقيين واللبنانيين والفلسطينيين,إلخ..-وهنا تبرز ملاحظة غريبة فعند نشوب أزمة الشريكين إجتمعت أحزاب الشمال بغضها وغضيضهايمينها ويسارها جديدها وقديمهاإنقسامييها وديناصوراتها طائفييها وحداثوييهامن الجماعة بتوع المجتمع المدني جاء كل هؤلاء وأولئك على وجه السرعة واجتمعوا واصدرواببيان عبر عن مخاوفهم وكانت تلك لحظات نادرة لصدقهم مع ذواتهم ..على العكس تماما ذات الأحزاب والقوى لم تتحرك ذات التحرك في سبيل إيقاف الإغتصاب ومجازر الحكومة في دارفور..على الرغم من إستمرار فظائع الحكومة في ددارفور لأكثر من خمس سنوات(الإبادة والتطهيراالعرقي,الإغتصاب,إستيراد عرب من أفريقيا,إلخ..)..لماذا?..بإختصار إستشعرت هذه القوى أن أزمة الشريكين لو إستمرت بذلك الأسلوب ستودي لا بمصالح الحكومة فحسب بل بمصالح هذه القوى أيضا..لكن أزمة دارفور لن تودي

    الكثير مناالمشاريع داخل التخطيط مثل الجزيرة والنيل الأبيض والإعاشة..وخارج التخطيط في أنحاء السودان المختلفة..ووجد مزارعين السودان أنفسهم مطاردين ومشردين وملاحقين ..بسبب إغراق البنك الزراعي لهمففي الديون والإستيلاء على ممتلكاتهم كل ذلك في إطار حرب الجبهة الإسلامية للأمة والإتحادي بضرب مصادر تمويله ومراكز نفوذه الممثلين في الزراعة والتجارة..فاستلم أمر الزراعةالرأسماليوناالجدد الذين أوصلوا أمرها إلى مانراه الآن..وأحسب أن إفشال الزراعة في السودان كان متعمدا وفقخخطةممدروسة لإيصال الناسإإلى النتيجةالحالية وحملهم للقبول بإستيراد المصريين في إطار صفقات التعريب والتهجين السرية..فعدد من مسئولين هذه الحكومة تحدثوا في مركزالدراسات الإستراتيجية بالأهرام عن أن حال السودان لم يتدهور إلابعد توقف المدالعربي..وهذه فكرة إستراتيجية قديمة في خاطر الجبهةاالإسلامية عبرعنها- المقدس سره-حسن مكي من قبل في أحاديثه عن الحزام الأسود والتي بموجبها تم ضرب رأس المالالغرابيفي سوق ليبيا-وأظنكم تذكرون حصار الجيش لهذاالسوق بحجة البحث عنالسلاح..وأظنكم إطلعتم على مقالات وأعمدة بعض كتاب وصحفيي الحكومة التي حاولت تشكيل رأي عام ضد ما أسمته:البرجوازية الإثنية (تقصد رأس المال الزغاوي الوليد)..وما أسمته:الحزام الأسود (تقصد المهمشين الغرابة والجنوبيين الذين أصبح عددهم أكبر من عدد غيرهم. .. .. : .. .. .. ..

    سوى بالحكومة فقط ..وفي تقديري أن هذه القراءة خاطئة



    الشيء الصحيح الوحيد هو أنه فعلا للأحزاب الشمالية والمؤتمر الوطني مصلحة واحدة,فهم في التحليل النهائي عقل واحد له مظاهر مختلفة (أحزاب



    وبالعودة إلى نظرية الوحدات سالفة الذكر



    حلم العالم عبر التارخ أن يكون واحدا ,وفي سبيل ذلك سالت أنهار من الدماء لم تكن نقطة بدايتها حروب الإسكندر ,ولم تكن خاتمة مطافها حروب نابليون..أو الحلم الأمريكي..أو أوروبا الموحدة..ثمرة حروب التاريخ والدرس المستفاد أن وحدة العالم أساسها المصالح المشتركة وليس أي شيء آخرمن قبيل :الأخوين الشقيقين والعلاقات الأزلية,إلخ ..من عبارات غامضة ومفخخة



    تكوين منظمة مثل الأمم المتحدة هو التعبير السياسي لتفاعل العالم كله مع قضايا العالم كله بصرف النظر عن الروابط الضيقة مثل العرق والدين..ولذلك لا مجال للمزايدة والمتاجرة بالعبارات المفخخة التي أشرت إليها سابقا



    وفي هذا السياق ما هي المصالح المشتركة بين مصر والسودان: مياه النيل?.. هذا أمر تم حسمه بواسطة إتفاقية تاريخية معروفة, حددت فيها أنصبة دول حوض النيل وهي إتفاقية غير عادلة فيما يخص نصيب السودان ..إضافة إلى أن مصر تأخذ كامل نصيبها في مياه النيل كما إنها تأخذ أيضا أكثر من 6 مليار متر مكعب منن نصيب السودان سنويا



    فهل فكرت يوما واحدا تعويض السودان عن هذه المياه..أكثر من خمسين سنة في 6 مليار يعني أكثرمن300ألف مليار متر مكعب..وللمياه قيمتها الأكثر أهمية من البترول..ما علينا..ما أعنيه أن هذه مصلحة لمصر في علاقتها بالسودان فما هي مصلحة السودان ما هو المقابل : بإختصار شديد لاشيء له أهمية..فمصر ليست دولة متقدمة في تكنلوجيا الزراعة والمنتجات االحيوانية كأمريكا وأوروبا الغربية حتى تفيدنا في مجال الزراعة فائدة تحرق لنا مراحل الضياع وتعوضنا سنوات البوار

    ومصر ليست دولة صناعية كبرى حتى تساعدنا في توطين التكنلوجيا فننطلق في آفاق الصناعة, فالسودان ليس دولة زراعية فقط ,السودان يمتلك مقومات الصناعة أيضا



    بينما يصدر السودان فيما يصدر لمصر اللحوم الحية تصدر له مصراالحلويات والبسكويت- حاجة تكسف - وبينما يقاتل السودانيين في الخطوط الأمامية لتحرير سيناء كانت دماء شهداء الجزيرة أبا بعد لم تجف



    السودان حارب لأجل الأمن القومي العربي حتى في 1948لذلك ينبغي ألا يزايد عليه أحد كما ينبغي التوقف عن تبني قضايا العرب نيابة عنهم خاصة : ثلثي العرب ..المصلحةاالمشتركة تعني أن تكون لدي معك مصلحة بذات حجم مصلحتك معي أو أمر ما بالنسبة لنا الإثنين بذات الأهمية..لايمكن أن تكون هناك مصلحة من طرف واحد



    وبهذه المناسبة من أين جاءت السي آي اي بالمعلومات التي تم بموجبها قصف مصنع الشفاء الدوائي ..من الذي ضلللها وأعطاها معلومات كاذبة



    يقول بعض الرواة:أن مصنع الشفا أستطاع في فترة وجيزة بجودة منتجاته الدوائية إقتحام السوق الأفريقي,بالتالي لو إستمر به الحال من المحتمل أن يرث مواقع سوق الدواء المصري في أفريقيا

    وأتساءل هنا على خلفية الحريات الأربع سؤال بريء:ما هو الأفضل بالنسبة للسوداني أن تكون لديه إمتيازات في دولة فقيرة مثل مصر,أم يبقى في بلاده الغنية ليحميها ضد الأطماع ويتمتع بإستحقاقاته فيها..هذا لا يعني إغلاقنا الباب في وجه الآخرين بالعكس يجب أن يظل الباب مفتوح ..لكن من يدخل بلادنا عليه أن يدخل بشروطنا نحن.. أهل البلد.. وفي هذا نحن قندولنا ما مشنقل الريكةفكل دول العالم لديها ضوابط لايتخطاها الأجانب ..فمصلحة أهل البلد فوق كل إعتبار



    مصر أكثر شيء يؤرقها ويقض مضجعها قيام نظام ديموقراطي في السودان ,وعداء مصر للديموقراطية في السودان له علاقة بتاريخها ضارب الجذور في القمع والإستبداد..فهي كدولة حديثة, ثمرة قهر أكثر من سبعة ألف سنة- هذا رقم قياسي في التاريخ - حتى ليكاد يكون القهر أصبح جزء من البناء الإجتمماعي والنسيج النفسي..فهو جزء من الثقافة والتقاليد الإجتماعية..فالقهر مسيرته تمتد منذ عهد الفراعنة حتى اليوم وهذا ما يفسر أن الإنجازات المصرية دائما كلفتها الإنسانية عالية أكثر مما يخطر على البال بدء بالطريقة التي بنيت بها الإهرامات مرورا بحفر قناة السويس وصولا إلى السد العالي..وخير من يتحدث عن هذا القهر وأعمال السخرة والتكلفة الإنسانية العالية هوالروائي المصري صنع الله إإبراهيم



    أنا هنا لا أريد تقييم التجربةاالمصرية في القهر فهذا شيء لا يهمني إلا في إطار صلته بموضوعنا..إذ كثير من المثقفين المصريين يرددون ماتوصلت إليه مجموعة هاني رسلان بعبقريتهاغير المسبوقة في تحليل النظم واالحكومات والمجتمعات إذ يؤكدون أن مشكلة السودان بسبب أن مجتمعاته أقوى من حكوماته..وصدقت حكومة المؤتمر هذا التصور الفج للأزمة في السودان..وهكذا منذ التصادق على الحريات الأربع بدأت في إستعارة الإسلوب االمصري المسلح بتجربة سبعة ألف سنة ..فتم وضع إستراتيجية أمنية مصرية سودانية لإضعاف المجتمع وتقوية أجهزة الأمن الداخلي وهو ماييفسر تنمر الشرطة في السودان في الآونة الأخيرة..إذ أصبحت تعز من تشاء وتزل من تشاء وطال بطشها حتى الصحافيين



    هذه الإستراتيجية المشتركة صممت أصلا لضمان إستمرار هذه الحكومة المتهالكة..فمصر فاشلة في التعامل مع الأنظمة الديموقراطية في السودان,وأفضل خيارات مصر في التعامل مع االسودان هو أن يكون على رأسه نظام عسكري

    على وزن عبود-نميري-البشير



    وغني عن الذكر أن مصر دربت عدد ليس قليل من الشرطة السودانية..لماذا تم تدريبهم في مصر.. ألأن الشرطة السودانية خبرتها في القهر لا تكفي لإضعاف المجتمع



    سؤال عابر قبل أن أختم : لقد ضحى السودان بجزء عزيز عليه من وجدانه الثقافي التاريخي (آثار وتراث النوبة في حلفا,هذا غير تشريد أحفاد بعنخي عن أرض أسلافهم) فما المقابل الذي حصل عليه السودان كدولة,والمجموعة النوبية من حلفا حتى جبال النوبة,وأهل حلفا القديمة أنفسهم?..على ماذا حصل كل هؤلاء..من جهة أخرى هل تم مد الكهرباء من السد للإقليم الشمالي فعلا ولماذا لم تمد



    لقد ضحى السودانيون مجانا بكنوزهم وآثارهم وأرضهم- دون أن يتبين لهم حتى الآن لغز المصلحةالمشتركة الذي يبدو أنه من الغموض والإلتباس بحيث أن لا مكان له إلا الملفات الأمنية



    أسئلة لملفات قادمة



    بماذا سيضحي السودانيين هذه المرة بإسم المصلحة المشتركة?..الأرض



    أي تحالف سيفوز في الإنتخابات القادمة-هذا إذا لم يتم تأجيلها-وما علاقة مصر بهذا الأمر



    هل ستكون مشكلة(حلايب المحتلة) ضمن أجندةاالتحالفات الإنتخابية أم ستبقى حبيسة الملفات الأمنية
                  

08-27-2009, 04:37 AM

احمد ضحية
<aاحمد ضحية
تاريخ التسجيل: 02-24-2004
مجموع المشاركات: 1877

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
ندوة دكتور الباقر العفيف حول سؤال الهوية والأزمة السودانية ... (Re: احمد ضحية)

    ندوة دكتور الباقر العفيف حول سؤال الهوية والأزمة السودانية

    كتبهاأحمد ضحية ، في 5 مايو 2008 الساعة: 13:47 م

    هناك حروب لا تزال في اذهان الناس لم تنجز بعد

    الهوية الثقافية في شمال السودان اعلا من الهوية الوطنية

    منظمة اعادة اعمار دارفور على استعداد لتحمل كل التكاليف لاقامة هذه الفعاليات بين المثقفين السودانيين .

    هناك تطابق بين العروبة والاسلام في الذاكرة العربية

    رصد : أحمد ضحية

    نيو جيرسي . الولايات المتحدة

    أدار هذه الندوة الاستاذ صبري الشريف.. مقدما الامين العام لمنظمة اعادة اعمار دارفور , الاستاذ يحى محمد عثمان في كلمة قصيرة ..

    يحى محمد عثمان :

    اشكر اولا كل الاخوة الحضور على مشاركتهم لنا اليوم المفتوح للتضامن مع اهلنا في دارفور .. ومن المفارقات ان الانسان الذي كرمه الله وكرمته كل الديانات يحتقر ويذل ويهان ويقتل وتنتهك كافة حقوقه حتى حق الحياة في دارفور ..واذا فقد الناس احساسهم بماسي الاخرين فهذا يعني انهم فقدوا كل شيء , فقد فقدو في هذه الحالة انسانيتهم ..مناصرة الظالم جريمة ولذلك علينا ان نتكاتف لايقاف هذا الظلم ..

    دكتور الباقر العفيف :

    قدم دكتور الباقر العفيف لهذه الورقة بحديث تأسيسي حول المنهج وتعريف للهوية , والشمال – الشمال السياسي – متوسلا الاجابة عن : لماذا كانت الحرب في جنوب السودان هي أطول حرب في افريقيا . اذ استمرت 40 سنة ..وعلاقة ذلك بالوضع المتخلف الذي يعيشه السودان الان . وتحدث عن السلام كقاعدة للتنمية بمختلف اشكالها (الاجتماعية والاقتصادية , الخ )..وما يترتب على عدم انجاز هذه الاستحقاقات الخاصة بالسلام ..

    ومن هنا تساءل عن لماذا تستمر حرب قذرة مثل الحرب في دارفور حتى الان , مشيرا الى نمط الممارسات في هذه الحرب: حرق القرى , قتل المدنيين , الخ ) , وما هي مرجعية هذه الممارسات , بمعنى ماهي عقيدة الجيش الحكومي – هل لها صلة بالقانون الدولي ام هي ذات صلة بالشريعة الاسلامية والثقافة العربية ؟؟..

    ونبه دكتور العفيف الى نقطة غاية في الاهمية حول ان الجيش السوداني عندما وقعت اتفاقية السلام و توقفت الحرب في الجنوب لم يكن لديه اسرى حرب من الجنوبيين ؟! . بينما كان للحركة الشعبية اسرى من الجيش السوداني – وهذا يعني ان الجيش السوداني لا يبقي على الاسرى احياء ؟!!!!..

    وفي حديثه عن انفجار الحرب في دارفور اثر اتفاقية السلام , اكد ان هناك حروب لا تزال في اذهان الناس لم تنجز بعد على ارض الواقع وذلك بسبب الفشل المستمر في انجاز استحقاقات السلام سواء كان على العهد المايوي او الان .

    يتصور دكتور الباقر العفيف خلال هذه الورقة القيمة ان السبب الرئيسي للفشل في تحقيق السلام يعود الى سؤال الهوية ؟ فالهوية جذر كل ازمات السودان .. والهوية الشمالية مهزومة , لاتعرف من هي وانسان الشمال يعيش اغتراب حقيقي , اذ يعيش في الواقع بهوية زائفة مغتربا عن حقيقته .

    فبعد الاستقلال بدأت الحكومات تغيب الشعب عن الحرب في الجنوب , هذه الحرب التي يلاحظ عليها ان القوة القتالية الفعلية من هوامش السودان (قوام الجيش) بينما الغالبية العظمى من الضباط شماليين ؟؟ ولذلك كان القتلى الفعليين في الحرب من القوة القتالية (هوامش السودان) .. ولهذا السبب بالذات لم يسمع الشمالييون في شمال السودان بحقيقة ما يجري في حرب الجنوب ولم يعرفوا عن الحرب شيئا الا ما لحظوه من آثارها فقط من خلال الضباط والجنود القلائل , عندما يأتون الى الشمال ..او تعرفوا على اثار الحرب من خلال العمالة الجنوبية في البيوت الشمالية .. ويلاحظ ان احداث جسيمة حدثت في الحرب في الجنوب لم يسمع بها احد في الشمال مثل مجزرة بيت العرس في واو على عهد المحجوب التي راح ضحيتها نوارات وزعماء جنوبيين ..

    نلاحظ لاول مرة في تاريخ السودان الحديث تم الاعتراف بالخصائص الثقافية المختلفة للجنوب كان ذلك اثر مايو1969 خلال اعلان مارس , فكل الحكومات التي سبقت مايو لم تكن ترغب في الاعتراف بالجنوب على ما هو عليه بل كما تريده هي ان يكون .. ومن هنا مثل اعلان مارس خروج عن النص الاساسي – اذا جاز التعبير – فاتفاق اديس ابابا تم بناءه على خلفية هذا الاعلان . وهكذا مثل اعلان مارس واتفاق ابابا وضع غير طبيعي بالنسبة للثقافة المركزية في السودان , ولذلك تعاملت معه القوى السياسية على انه مرحلة مؤقتة وستزول وهو ما حدث بالفعل بالمصالحة الوطنية ..

    والان بعد ان استولت الجبهة الاسلامية على السلطة انكشف الغطاء , فاغتربت الذات الى نهاياتها المنطقية .. هذه النهايات المنطقية اربكت الكثيرون , فتساءل الطيب صالح : من اين اتى هؤلاء .. ومن هنا ساحاول ان اجيب : من سؤال الهوية ؟..

    وتعريفي للهوية يتمثل في معرفة الذات , لان على ذلك تتوقف معرفة العالم او العلاقة به ..ونلاحظ هنا ان الهوية الثقافية في شمال السودان اعلا من الهوية الوطنية – نحن عرب والاسلام منتج عربي - .. وايا كان الامر فالهوية الوطنية ادنى من الهوية الثقافية , فغير العرب تتم اعادة انتاجهم , وهذا يجعل الشمال يؤصل هيمنته .. لكن هؤلاء الذين تمت اعادة انتاجهم هم صورة شائهة لذاتنا .. الحل هو في معرفة الذات لانها المدخل لمعرفة كيفية التعامل مع الاخر ومع العالم ..

    هنالك نظريات عديدة حول الهوية – هل نولد في داخلها وتشكلنا , وهل نستطيع تغييرها – اذ لا استطيع ان ادعي انني صيني عرقيا فملامحي وسماتي ستقول بغير ذلك ..وهكذا في شمال السودان قلنا اننا عرب وانتمينا للعروبة بصورة كاملة والان نجد ان في ذلك مشكلة فالثقافة تنطوي على نظام رمزي وهذا النظام يتناقض معنا , فعلى سبيل المثال عندما دافع محمد الهاشمي الغامدي في( الاتجاه المعاكس بقناة الجزيرة) عن السودان عاد وقال لفيصل القاسم (على فكرة انا لست سوداني) فرد عليه القاسمى : (ما هو باين ؟).. المهم رغم ان قسماتنا ولوننا يؤكدان اننا لسنا عرب بالمعنى الاثني , الا اننا اخذنا كل النظام الرمزي للعرب _ اعني شمال السودان – وهذا النظام ينبثق من الذات الجماعية للعرب .. وانا هنا اتحدث عن ثقافات بيضاء واخرى غير بيضاء , فالثقافة العربية مليئة بالاحتقار للون غير الابيض فالاسود رمز لكل سؤ عكس الابيض رمز الخير والجمال . ولذلك عندما اتبنى كاسود النظام الدلالي الابيض في هذه الحالة انا احتقر ذاتي , والشاهد في الامر اننا كسودانيين شماليين ننظر الى العالم بعيون عربية , وبالتالي نحن موجودين كموضوع في هذه الثقافة العربية ولسنا موجودون كذات فاعلة .

    المؤسسة الحاكمة في شمال السودان قامت بشيئين خطيرين : اولا جعلت تاريخ السودان يبدا بدخول العرب السودان _ هجرات ما قبل الاسلام وما بعده – كانه لم تكن هناك حضارات سودانية غير عربية قبل دخول العرب . اذ نلاحظ ان العرب اثر اتفاقية البقط لحوالي 700 سنة لم يتمكنوا من غزو السودان والاتفاقية نفسها اكدت انهم – عابرين غير مقيمين – كما ان الاتفاقية نصت على ان يقوم النوبة بتنظيف المسجد واسراجه و يؤكد ذلك عدم وجود عرب لتنظيفه واسراجه في منطقة النوبة , اذ كانوا يجيئون عابرين في قوافلهم ويجدونه نظيفا فيصلون فيه . ولم يتكثف الوجود العربي في السودان الا في القرن الرابع عشر اي بعد ان ضغط المماليك على العرب في مصر فهرب هؤلاء ولجأوا الى السودان , ونلاحظ انه لاكثر من قرن بعد ذلك لم يقم العرب على النيل لان الدولة النوبية كانت تردهم الى ان تغير ميزان القوى لصالح المجموعات العربية ومن هنا تم قطع تام للتاريخ النوبي القديم .. ومن المفارقات ان اهلنا في منطقة الرباطاب اكتشف احدهم مقبرة في مزرعته بالصدفة , وكانت تشتمل على رسومات شبيهة في ملامحها بالرباطاب المعاصرين , لكنهم كانوا ينظرون الى هذه الرسومات كانها لاشخاص لاصلة لهم بهم.. غرباء تماما على الرغم من ان هذه الرسومات لاسلافهم في واقع الامر ؟..

    وهذا الموقف للرباطاب بمثابة تعبير عن فاعلية العمل المنهجي للحكومات السودانية في ان لا يكون التاريخ النوبي جزء من الوجدان الشمالي ..فقد ادرنا ظهرنا لافريقيا وتطلعنا للعرب , بل ان نظامنا التعليمي مركزيته هو الذات الشمالية . وفي واقع الامر نحن على هامش المركز العربي , ولذلك همشنا اجزاء السودان الطرفية وصنعنا من انفسنا مركزا لها ..

    المنهج التعليمي في السودان انتج نوعين من البشر : نوع مبعد من ثقافته المحلية كما اشار من قبل دكتور شريف حرير(الهامش) . ونوع هو الشماليين(المركز)..

    وهنا ارغب في ان اختم بان مشكلة السودان ليست مشكلة تنمية فحسب كما يعتقد البعض فهي مشكلة ثقافية بالدرجة الاولى , وهنا انبه الى ضرورة ان تنبثق مناهج التعليم من الثقافات المحلية , لان هذا هو الجوهري , وليس الامر كما يختزل في زيادة عدد المدارس ..

    صديق عبد الهادي :

    دكتور الباقر كما عودنا في أحاديثه , يخاطب العقل , خلال طرح اسئلة حارقة مثيرة للانتباه مثل : لماذا لم يكن للجيش السوداني أسرى عندما وقعت اتفاقية السلام ؟.. وفي اشاراته لاصرار الشوش على ان السودانيين الشماليين عرب وهو شخصيا – الشوش – عربي , وان المجموعات غير العربية او النوبيين تحديدا انقرضوا , في هذا مفارقة غريبة لحقائق الواقع والتاريخ ..وهي مفارقة اكد عليها دكتور فرانسيس دينق من قبل عندما تساءل عن ان السودانيين الشماليين لم يسألوا انفسهم عن من اين جاء الاسلام – الجزير العربية – ومع ذلك لا يتحدثون عن مركزية الثقافة العربية الاسلامية في السودان لكن يطيب لهم الحديث عن المركزية الاوروبية والمركزية الامريكية ؟؟..

    سليمان بلدو :

    هناك محطات مهمة تساعد على فهمنا لهذه الازمة – ازمة دارفور والسودان بشكل عام – ففي 1987 قام معهد الدراسات الافرواسيوية بجامعة الخرطوم بمحاولة لحصر اللغات المحلية في دارفور وكان يتساءل هل هناك فعلا 120 لغة محلية في دارفور , كانت المهمة الاساسية لهذا الاستطلاع حصر اللغات التي بدأت تختفي , واكتشف ان لغة البرتي لم يعد يتحدثها سوى اربعة اشخاص في دارفور اذ انقرضت لغتهم ..هناك محطة ثانية تتمثل في انه عندما تم تعيين دكتور التيجاني السيسي حاكما لدارفور تكون كرد فعل على ذلك ما يسمى بالاتحاد العربي , والذي اطلق حديثا غريبا اذ زعم الاتحاد العربي انه جلب الحضارة الى دارفور , وانهم كعقلاء يحاولون ابقاء رد فعلهم تجاه تعيين احد من غير العرب حاكما لاقليم دارفور في يد العقلاء وما لم تتدارك الحكومة المركزية الموقف سيفلت الامر من يد العقلاء الى يد الجهلاء في الاتحاد العربي .. هذه الاشارات ربما تلقي شيء من الضوء على بعض جوانب الازمة في دارفور , فيما يخص سؤال الهوية..

    أحمد ضحية :

    لم يترك لنا دكتور الباقر والمعقبين السابقين شيئا لنتحدث عنه , فقد وفوا وكفوا .. ما يؤكد ان الهوية جوهر ازمة السودان هو هذا الاهتمام الدؤوب في مراجعاتها ومناقشاتها , وهذا الركام الثر والغني الذي يمثل مختلف وجهات النظر سواء كانت وجهات النظر المنبنية على النظرة"الثقافوية" او غيرها ..اود ان اشير هنا ان دارفور مثلها مثل كل اطراف السودان المهمشة ظلت منذ وقت بعيد محض "موضوع" لمشاريع المركز ..وتعبيرها عن رفض هذه الوضعية منذ السبعينات تجلى في اشكال سياسية لم يكتب لها الاستمرار (سوني- اللهيب الاحمر – نهضة دارفور ) ولكن ظلت افكارها باقية في اذهان الكثيرين , الامر الذي ترتب عليه في تقديري حركة داؤود بولاد في 1991 , كتعبير عن حالة عودة الى" الذات " بعد اغتراب طال في الثقافة الاسلامية العربية – اعني التجربة الذاتية لبولاد نفسه – الان هذه الحركات المسلحة في دارفور تنظر الى نفسها ك"ذات " فاعلة ترغب في الاسهام في صياغة المعنى الاجتماعي العام للسودان .. وليست مجرد موضوع لمشاريع المركز الذي هو ذاته مجرد موضوع للمركز العربي الاسلامي وهامش من هوامشه ..بالاحالة لما اورده دكتور الباقر نفسه .. من جهة اخرى انا اتصور ان الجبهة الاسلامية ليست منبتة الجذور , فقد خرجت من رحم قوى السودان القديم وهي ذروة التعبير عن تطلعات واشواق هذه القوى – سواء كانت القومية او الطائفية - .. اتصور كذلك ان العقل المركزي في السودان استمرأ آلية " الدمج القسري" التي تمت في تجربة بناء الدولة السنارية والدولة المهدية بعد ذلك, وقبل كل ذلك تجربة دولة بني الكنز في شمال السودان , في هذا السياق نشأت – في تقديري الخاص – ام درمان كاعادة انتاج لتجربة بني الكنز و سنار والمهدية لكن في طبعة حديثة قليلا . .يلاحظ ايضا على الاسلام انه وطن معنوي لا يعترف بحدود الدولة القطرية ولا السيادة الوطنية والثقافات المحلية , كما ان هناك تطابق بين مفهوم العروبة والاسلام وفي تقديري ان هذه الامور جميعها لها اسقاطاتها المفصلية على الازمة في السودان ..

    دكتور خالد كودي :

    الاحظ ان جل الحديث دار عن الثقافة العربية , ولم تتم اشارات تحديدية للاسلام اذ لا يمكننا الحديث عن دور للثقافة العربية في الازمة في السودان بمعزل عن الحديث عن الاسلام .. وانا اتساءل كيف يسمح اب لابنه بالذهاب الى الدفاع الشعبي ؟ وما هو السبب الذي يدفع هذا الابن للذهاب الى الدفاع الشعبي ؟..ويلاحظ ان الحكومات السودانية المتعاقبة كانت متمسكة بحبل العروبة على الرغم من رفض العرب لهم .. واعتقد ان السودانيين المتعربين هم من اساوا للعرب ..

    عثمان ابوجنة :

    دكتور الباقر كما عودنا منذ كنا طلابا في جامعة الجزيرة متحدثا لبقا ونافذا , لكن الاحظ ان المثقفين السودانيين بصورة عامة عندما يتحدثون عن مشكلة الهوية , يركزون على النوبيين والحضارة النوبية كأن السودان لم يكن فيه غير النوبيين والحضارة النوبية ..وفيما يخص السبب حول ذهاب احد الى الدفاع الشعبي , اتصور انه عربي وليس لديه خيار .. انه واقعنا وثقافتنا ..

    دكتور عبد الجبار ادم :

    اعتقد انه لابد ان كون هناك محاسبة لكل من مسخ تاريخ السودان وشوهه وحاول تبديل هويته الحقيقية .

    Aisha Aladawia : (women of Islam organization. U S A)

    انا دهشة جدا من هذا التلخيص لازمة السودان فهو شبيه بازمتنا نحن السود في اميركا , ونحن في اميركا لا زلنا نتساءل عن جذورنا ..

    منال حمد النيل :

    اولا اشكر دكتور الباقر على هذه المحاضرة القيمة واوافق على ان المشكل في السودان ليس مشكل تنمية فحسب وانما مشكل هوية ثقافية بالاساس واؤكد على ضرورة معرفتنا وارتباطنا بتاريخنا الحقيقي فعلى ذك تتوقف حياتنا .. ان نتعرف على تاريخنا من خلال المناهج العلمية التي تمكننا من التعرف الموضوعي على ثقافاتنا المختلفة , الامر الذي سيمكننا من قبول الاخر واحترام عاداته وتقاليده واختلافه عنا.

    ليمياء :

    لاشك ان هناك مجموعة واحدة مسيطرة على الوضع في السودان , وهذا سلوك غير مقبول .. ولذلك يجب الا تهيمن مجموعة عرقية او ثقافية واحدة على الاخرين ..

    عبد الباقي ابو شنب(رئيس منظمة اعادة اعمار دارفور ) :

    اولا اشكر بروفيسور الباقر على كل هذه المعلومات القيمة , التي اغفلها تاريخ السودان , واؤكد ان منظمة اعادة اعمار دارفور تؤمن بان مشكلة دارفور هي مشكلة السودان الاولى ولذلك هي حريصة في تجميع السودانيين بدارها ليتباحثوا في شأن اوضاع بلادهم , ولذلك حرصت منظمة اعادة اعمار دارفور على استضافة كل المثقفين السودانيين في ندوات بمقرها ايا كانت موضوعاتها الفكرية .. ومن هنا نؤكد ان ابواب منظمة اعادة اعمار دارفور مفتوحة الابواب في وجه الجميع , لاجل حلول عادلة لمشاكل السودان بصورة عامة ودارفور بصفة خاصة ..

    هنالك ضرورة ملحة لاحياء مثل هذا النوع من الحوارات ومنظمة اعادة اعمار دارفور ستتحمل كل التكاليف لاقامة اي حوارات جادة من هذا النوع بين المثقفين السودانيين .

    للاسف لم يحضر معنا الاخ النور ادم مدير ادارة المشاريع بالمنظمة هذه الندوة نظرا لانشغاله بمهمة خاصة في اوهايو تتعلق بالشأن الدارفوري .

    واحب ان أشكر الاخ مسئول الشئون الانسانية بالمنظمة الاستاذ عادل خميس , لجهوده الكبيرة واكرر شكري لكل الاخوة اعضاء المنظمة على مجهوداتهم الكبيرة على ايصال حقيقة الوضع في دارفور لكل الناس والعالم .

    تعقيب دكتور الباقر العفيف :

    اولا اشكر الاخت عائشة , واحب لن اشير لها ان لدي فكرة عن تشابه مشكلة السود في اميركا ومشكلة السودانيين , وانا اعمل على دراسة في هذا الموضوع , واشكر الجميع . واكرر ان الهوية يمكن بناءها . اجدادنا الااوائل استخدموا الانساب لخدمة اغراض خاصة بهم في ذلك الوقت لكن ابنائهم الذين جاءوا بعدهم صدقوا هذا الامر وتصرفوا عن قناعة .. ولذلك نجد مثقفين سودانيين مثل بروفيسور عبد الله الطيب والشوش وصلاح احمد ابراهيم فهؤلاء جميعهم يعتقدون انهم عرب العرب .. دون ان ينظروا لهذه الام السودانية التي جاء العرب وتزوجوها .. حتى صارت مثل ام عنترة غير محترمة(انا ابن سوداء الجبين .. ) فاقصائنا لمكوننا الافريقي يعني عدم احترامنا لامهاتنا , والشخص الذي لا يحترم امه مؤكد انه يعاني من مشكلة نفسية دون شك .. انكارنا للمكون الافريقي يجيء من هذا البعد ..

    في تقديري ان الحل لمشكلة السودان هو ان نتواضع على تكوين هوية وطنية بان نعترف بالتعدد الثقافي واللغوي . الخ .. لان موضوع الهوية ينعكس بالضرورة على مؤسسات الدولة .. الجنوبيين لديهم الحق في تقرير مصيرهم , ونريد ان يتم تعميم ذلك على السودان فلابد من مواجهتنا لذاتنا , فاميركا التي قتلت مالكوم اكس ومارتن لوثر , الخ تعتز بهما كابطال قوميين لكل اميركا .. لنعتبر ان دارفور انفصلت والجنوب كذلك سبقها ماذا تبقى : هذا المثلث النيلي ؟ هذا المثلث لديه مشكلة هوية يجب ان يتوقف لمواجهتا ..

                  

08-27-2009, 04:42 AM

احمد ضحية
<aاحمد ضحية
تاريخ التسجيل: 02-24-2004
مجموع المشاركات: 1877

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
جون قرنق:رؤيته للسودان الجديد واعادة بناء الدولة السودانية .. (Re: احمد ضحية)

    جون قرنق:رؤيته للسودان الجديد واعادة بناء الدولة السودانية ..

    كتبهاأحمد ضحية ، في 5 مايو 2008 الساعة: 03:13 ص

    عرض كتاب: جون قرنق







    رؤيته للسودان الجديد واعادة بناء الدولة السودانية ..















    صدور كتاب جون قرنق في يوم رحيله !!..
    هدفنا هو وحدة البلاد وان هذه الوحدة يجب ان تقوم على حقائق الواقع .
    التفاعل والعمل في داخل الاراضي المحررة افضل بكثير من المناقشات التي ظللنا نجريها في غرفة مغلقة
    مفهوم لواء السودان الجديد مساهمة فعالة في تكوين جيش السودان الجديد
    اسم الكتاب : جون قرنق : رؤيته للسودان الجديد
    واعادة بناء الدولة السودانية ..
    تحرير وتقديم : دكتور الواثق كمير .
    عرض : أحمد ضحية .
    يقول دكتور جون قرنق في هذا الكتاب حول ان المشكلة ليست مشكلة جنوب السودان وانما مشكلة السودان : نحن ننظر الى السودان كبلد سيظل موحدا وترتكز هويته على هذين النوعين من التنوع التاريخي و المعاصر . وهكذا فانه منذ العام 1983 , عندما اسسنا الحركة قمنا بهذه التحليلات وطرحنا هذه القناعة , ثم انطلقنا بعيدا عن النضال التقليدي في الجنوب من اجل الاستقلال . فهذا ما كان عليه الحال دوما منذ عام 1955 حين بدأت حرب حركة الانيانيا والتي جاهرت بان هدفها هو استقلال جنوب السودان .. تعريف المشكلة وكأنها مشكلة الجنوب فقط هي محاولة لتهميش البعض . وقد وقع الجنوبيون بدورهم في هذا الفخ واصبحوا يرددون لنا " مشكلة الجنوب " ومن هنا يبدأ البحث عن حلول وعما يقدم لهم حتى يصمتوا . انطلقنا بعيدا عن هذا الطرح وقلنا ان السودان ملكنا كلنا بالتساوي واننا جميعا يجب ان نشترك في تقرير مصيره . ان دعوتنا لوحدة البلاد قامت على هذا الاساس . وكانت هذه مفاجأة للكثيرين في الجنوب وفي الشمال على حد سواء .
    توطئة : بالرحيل المفاجيء للقائد الفذ والنائب الاول لرئيس الجمهورية دكتور جون قرنق دو موبيور , في هذه المرحلة من عملية السلام السودانية , تدخل البلاد في منعطف حاد , محفوف بالمخاطر والشكوك .. ولكن تظل العبرة التي نستخلصها من مسيرة وحياة قادة عظام كدكتور قرنق : هي ضرورة عدم التراجع الى الوراء , فالثمن الباهظ الذي دفعه الشعب السوداني , يستحق ان تمضي العملية السلمية قدما .. فالتاريخ يحدثنا عن عديدين من القادة الكبار الذين تركوا بصمات واضحة في مسيرة وحياة شعوبهم , لم يشهدوا تحول مشاريعهم التي طالما حلموا بها وضحوا لاجلها , الى دول ماثلة , فقد اثمرت مشاريعهم قادة اخرين واصلوا في المسيرة التي بدأها اسلافهم .. ولا يسعنا هنا سوى ان نسأل الله الرحمة لفقيدنا العظيم . ونأمل ان يمضي خلفاءه في ذات الدرب الذي سار عليه , وهو درب يستحق ان نتعالى على الجروح وان نتسامى على المرارات والشكوك في سبيل ان يفضي بنا الى خير شعبنا في الشمال والجنوب .
    من سخرية القدر ان يصدر هذا الكتاب ( جون قرنق ورؤيته للسودان الجديد واعادة بناء الدولة السودانية ) في ذات اليوم الذي رحل فيه فقيدنا الكبير , وكأن ذلك ينطوي على دلالة محددة حول قدر رسل الانسانية , برحيلهم المفاجيء عن الدنيا , تاركين خلفهم رسالاتهم العظيمة , التي لابد ان تنجز .. واذا كان ذاك قدر كثير من القادة , فان قدر قرنق ان يضع على عاتق خلفائه مسئولية ضخمة تنؤ لحملها الجبال : هي مسئولية تجسير الثقة بين الشمال والجنوب , وردم الهوة الواسعة في سبيل تحقيق رؤية قرنق .. رؤية السلام والعدالة والديموقراطية .
    ولذلك رحيل قرنق في هذه المرحلة من مشروع السلام ينبغي ان يكون حافزا للجميع لمواصلة ما بدأه الفقيد الكبير , ودافعا للسير قدما .. فالتمزقات العظيمة التي مر بها الشعب السوداني على امتداد البلاد وعرضها , عمقت من تجربته بقدر يكفي لان يجعل من الحزن معبرا للافراح ومن الخذلان والفشل جسرا للنجاحات والانجاز ومن المرارات , طريقا واسعا للسلام والتعايش , ومن الاحساس بالفقد والخسارة عبرة تحصن الاحلام الكبيرة التي التي ضحى لاجلها الكثيرون , وهي مرحلة ( هذه المرحلة الحرجة ) تقتضي عدم القاء اللوم على احد , على خلفية نظرية المؤامرة , فما بين الجميع اتفاق يحتكمون اليه , وروح الاتفاق هي ما يجب ان يحتكم اليها ..
    يتكون هذا الكتاب من334 صفحة من الحجم المتوسط = 6 فصول الى جانب ثمانية ملاحق.. تناول الفصل الاول : قضية : الالتزام بالوحدة ( رؤية السودان الجديد ) – حيث تناول دكتور قرنق في هذا الفصل قضية الوحدة في التنوع , والتنوع التاريخي , والتنوع المعاصر , ومشكلة السودان لا مشكلة الجنوب , وعلاقة الدين بالدولة , والحاجة الى بناء امة – دولة قومية .. وركز دكتور قرنق في الفصل الثاني على مهام التجمع الوطني الديموقراطي والتحديات التي تجابهه . حيث تحدث عن التطور التاريخي : ( تعايش سودانات متعددة . وتفسخ السودان القديم. وصعوبة وقوع انقلاب او حدوث انتفاضة شعبية , وتوحيد اشكال لنضال , وضعف نظام الجبهة الاسلامية , حيث يختتم هذا الفصل بمناشدة للشعب السوداني . وفي الفصل الثالث يتناول دكتور قرنق محادثات الايقاد للسلام مسلطا الضؤ على تقرير المصير كحق ديموقراطي والفدرالية كضرورة سياسية والكونفدرالية كاستجابة مباشرة لرفض الجبهة الاسلامية لمبدأ فصل الدين عن الدولة( الكونفدرالية : فضح اكاذيب وخداع الجبهة الاسلامية – الكونفدرالية كموقف تفاوضي ) . . ثم يمضي للحديث عن حكومة الوحدة الوطنية , ليتوصل الى ان تقرير المصير والكونفدرالية لا يتناقضان نع مقررات التجمع , ويمضي في الحديث عن عدم تغير موقف الحركة الشعبية من وحدة السودان .. وخصص دكتور قرنق الفصل الرابع من هذا الكتاب لحواره مع القوى الحديثة , حيث تعرض الى ان السودان القديم يفرخ سودانا جديدا , كما تحدث عن ميلاد لواء السودان الجديد وطبيعة قوى السودان الجديد ( اينما يكون تنظيم السودان الجديد يجب الا يتناقض مع التجمع ) ., ويمضي الى شرح العلاقة بين القوى الحديثة وقوى الريف " القوميات " , والحاجة الى التنظيم واليات الوصول الى السلطة , وتوافر الفرص لنضال القوى الحديثة وضرورة التجمع الوطني الديموقراطي لنضال بناء السودان الجديد على الواقع في الاراضي المحررة , وحركة السودان الجديد السياسية ثم يختم هذا الفصل بمناشدة لاتخاذ خطوة حاسمة . ويركز دكتور قرنق في الفصل الخامس على تناول ملاحظاته حول الزيارة الى جمهورية مصر العربية , باحثا العلاقة مع مصر , وتشويه صورة الحركة الشعبية فيها ودور مصر في صناعة السلام , ويجيء الفصل السادس تابعا للفصل الخامس اذ يتناول المؤتمر الصحافي واصداء الزيارة لمصر وما كتبته الصحف والمجلات في هذا السياق .. ثم يختم هذا الكتاب بملاحق حول بروتكول ميشاكوس وكلمته في حفل توقيع اتفاق السلام الشامل في السودان , وايضا كلمته بمناسبة الذكرى الثانية والعشرين للحركة الشعبية , ومن ثم يعرض لاعضاء الوفد الذين رافقوه في زيارته للقاهرة واجتماعه مع عدد من المسئولين المصريين والفعاليات الثقافية التي شهدها ولقاءاته بالصحافيين . واعلان المباديء .
    في تقديمه لهذا الكتاب يقول دكتور الواثق كمير : يطرح هذا الكتاب في مجمله صورة شاملة ومتكاملة لرؤية الحركة الشعبية لتحرير السودان , لقضايا السودان الاساسية في سياقها التاريخي والمعاصر وتصورها للحلول السياسية التي ستمهد الطريق لسودان جديد موحد وبناء دولة مواطنة حقة قابلة للتطور والاستمرار ولها القدرة على استيعاب تنوع البلاد العرقي والاثني والثقافي والديني . فقد ظل موقف الحركة المبدئي حول وحدة السودان على اسس جديدة ثابتا ومتماسكا لم يتغير منذ 1983 كما لم يتغير في 1997 او في 2005 وما نواجهه من تحدي الان , يتمثل في تنفيذ اتفاقية السلام الشامل بشكل جاد وامين وتعبئة كل اهل السودان لتوفير الدعم والمساندة لها . ان الحركة تحمل رؤية واضحة وعناصر برنامج واقعي وقابل للتنزيل على ارض الواقع . وعلى منتقدي الحركة الا يخلطوا بين قوة وصدق الرؤية من جهة والعقيدة او الانتماء الاثني لصاحبها من جهة اخرى . علينا الا نقلل من شأن هذه الرؤية , فقط لمجرد صدورها من فرد او مجموعة لا تشاركنا العقيدة او الانتماء الاثني .
    وفي تصديرهما لهذا الكتاب يشرح ( دكتور صبحي عبد الحكيم ودكتور ميلاد حنا ) الدور الكولونيالي في تعميق الفوارق بين السودانيين , الامر الذي ترتب عليه عدد من الازمات ( ضمنها الازمة بين الشمال والجنوب – والازمة في الجنوب ) كما يتناول التصدير ايضا , الدور الذي لعبته الحكومات السودانية المتعاقبة منذ 1956 في الازمة بين الشمال والجنوب . حيث يتم التوقف قليلا هنا عند لحظة اتفاقية اديس ابابا 1972 وما حققته من استقرار نسبي . ويمضيان ( دكتور عبد الحكيم وحنا ) لتناول تردي الاوضاع منذ 1983 , وعودة الاوضاع في جنوب السودان الى نقطة البداية( منذ انطلق التمرد في 1955) ..
    وبطرح جون قرنق لشعار ( السودان الجديد ) والاعلان عن بروتكول ميشاكوس , قطع السودان " الجزء الاكبر من هذا الطريق الشاق لنضاله الطويل , ونراه على عتبة طريق اقصر لتكوين وبلورة سودان جديد , سيكون هو البداية الحقيقية لانشاء كيان وطني ديموقراطي في شكل دولة قومية معاصرة " ويضيف دكتور صبحي وميلاد حنا في تصديرهما لكتاب قرنق " اننا سعيدان وفخوران بانالزعيم السوداني المفكر دكتور جون قرنق هو الذي بادر بتشريفنا لتقديم هذا الكتاب وهو امر له دلالته , ليس فقط على وحدة السودان – وهو امر سيلمسه القاريء في قراءة مقولاته وافكاره , ولكن اهمية هذا الامر تكمن في ان جون قرنق يؤمن ايضا باهمية العلاقة بين مصر والسودان .. ونعتقد ان نجاح التجمع الوطني الديموقراطي بكل فصائله ومكوناته وكياناته في صياغة وتحقيق هذا الحلم ( السودان الجديد ) سيكون بالفعل هو حجر الزاوية ونقطة البداية لبناء جديد للسودان .." ..
    وفي تقديمه لهذا الكتاب يؤكد دكتور الواثق كمير ان ثمة عوامل عديدة تضافرت الان لاصدار هذا الكتاب " اول هذه العوامل انه قد تمت طباعة 3000 نسخة (باللغتين العربية والانجليزية ) في عام 1998 , الا ان معظمها تم توزيعه خارج السودان , وبالتحديد في جمهورية مصر العربية والمملكة العربية السعودية ودولة الامارات العربية المتحدة , بينما تسرب القليل منها الى داخل السودان – وان عددا كبيرا من السودانيين في الخرطوم عبروا عن رغبتهم في اقتناء هذا الكتاب .. لا تهدف هذه الطبعة الجديدة الى احداث تغيير في محتويات الكتاب او اعادة ترتيب فصوله , وانما ستكتفي باضافة بعض الوثائق الجديدة ذات الصلة , بل ترمي هذه الطبعة الى تقديم احاديث زعيم الحركة الشعبية بصورة اكثر وضوحا تبرز مغزى وعنى هذه الاحاديث في ضؤ التطورات السياسية الدرامية التي شهدتها الفترة المنقضية (1997 – 2005) على المستوى الوطني والاقليمي والدولي , بالتركيز على التغيير الراديكالي الذي طرأ على الوضع السياسي الداخلي في السودان , واستهدف الكتاب ابتداء شرح وتوضيح رؤية السودان الجديد والقضايا المرتبطة باعادة بناء الدولة السودانية اضافة الى توثيق اطروحات وافكار وحوارات زعيم الحركة الشعبية خلال زيارته التاريخية لجمهورية مصر العربية (24 نوفمبر – 5 ديسمبر 1997) .
    فالكتاب يتناول بالمعالجة قضايا السودان الاساسية المتعلقة بالوحدة والتنوع , الهوية , حق تقرير المصير , نظام الحكم , والتحالفات مع مختلف القوى السياسية والاجتماعية بالسودان .
    ولذلك فانه من الضروري بمكان تقديم تقييم تحليلي موضوعي لمواقف الحركة الشعبية تجاه هذه القضايا واختبار مدى صدقيتها , وثباتها مع مرور الايام وفي سياق متغير للصراع السياسي . ومن جانب اخر توفر هذه الطبعة فرصة جيدة للتشديد على رسائل مفتاحية كمدخل لحوار عميق مع حلفاء ومناصري الحركة الشعبية , وكذلك المتوجسين والمتشككين في توجهاتها مع النخب السياسية في الشمال ( والتي اعتدنا ان نطلق عليها تعبيرات : القوى الحديثة – التقدمية – الديموقراطية ) وخاصة المتحمسين لوحدة البلاد . ..
    جاءت اتفاقية السلام الشامل لتشكل نقطة تحول تاريخي ومعلما بارزا في تاريخ السودان المعاصر . فتوقيع الاتفاقية يمثل علامة فارقة في الانتقال نحو السودان الجديد , وحسب كلمات زعيم الحركة( توقيع اتفاقية السلام الشامل يعني نهاية جمهورية السودان الاولى ) .. ويمضي دكتور الواثق كمير في شرح وتحليل الوضع السياسي على خلفية وحدة السودان والنزاعات الدائرة في دارفور وشرق السودان , متناولا اطروحة الوحدة الطوعية وهدف بناء دولة تسع الجميع . ومن ثم يعرض الى مسيرة الحركة الشعبية في الحاحها على خيار السلام ازاء الاتفاقيات التي طرحت منذ 1988 , ومن ثم موقفها التفاوضي في المراحل المختلفة , مناقشا مقترحاتها بما في ذلك قومية العاصمة , ومواقف المتشككين والمنتقدين ازاء طروحاتها مرورا بنظام الحكم , وتوجهات الانفصاليين " يروج المتشككون في توجهات الحركة الشعبية واتفاقية السلام الشامل لمنطق اخر يفيد بان الجنوبيين على الارجح سيصوتون للانفصال وتكوين دولتهم المستقلة , استنادا الى المكاسب الكبيرة في السلطة والثروة التي حققتها لهم الاتفاقية ولكن وبنفس المنطق , يمكننا ان نتساءل : لماذا يختارون الانفصال طالما ان هذه المكاسب ستظل كما هي دون تغيير في حالة بقاء البلاد موحدة ؟ " ..
    يقول دكتور قرنق : يتساءل البعض : ماذا تعني هذه الخريطة ؟ شاهدت علي عثمان طه ( وزير الخارجية سابقا والنائب الاول لرئيس الجمهورية حاليا ) يتحدث في تلفزيون السودان , بازدراء وتعجرف شديدين ( شوفو !! خريطة جون قرنق تضم السوكي وتصل قريبا من كوستي وجنوب الابيض والدمازين ) انها ليست خريطتي . انها خريطة السودان , وعلى اى حال فاذا تقدمنا بترتيبات كونفدرالية فلابد ان يكون لدينا خط للحدود في مكان ما .لقد شملت الحدود مناطقنا ( المناطق الواقعة تحت سيطرة الحركة الشعبية والجيش الشعبي ) في جنوب النيل الازرق , في جنوب كردفان , انا لست منزعجا لهذا , فنحن نتحدث عن وحدة بلدنا فالجبهة الاسلامية تحاول ان تفزع الناس , وفي واقع الامر سارتعب فقط اذا ضم هذا الخط الجنوب فقط . ساعتها سينزعج اولئك الذي يقفون مع وحدة البلاد لان ذلك يعني انفصالا حقيقيا . لكن اذا اتجه هذا الخط نحو السوكي , هذا ما قاله علي عثمان , ثم الى الابيض وكوستي وبعد حين الى الخرطوم ثم الى عطبرة وحلفا , اليس هذه هي وحدة السودان ؟ لا تنزعجوا بسبب هذه الخريطة فهي لا ترعب احدا . هذه عملية تفاوضية , نحن : تنظيم سياسي ولا يمكن ان نقف ساكنين .
    الا رحم الله فقيد الشعب السوداني الدكتور جون قرنق دوموبيور ( النائب الاول لجمهورية السودان) , والهم اهله وذويه الصبر والسلوان . وللشعب السوداني كافة حسن العزاء

    http://www.al-ahaly.com/articles/05-09-14/1245-pst10.htm
                  

08-27-2009, 04:53 AM

احمد ضحية
<aاحمد ضحية
تاريخ التسجيل: 02-24-2004
مجموع المشاركات: 1877

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
صراع الرؤى .. نزاع الهويات في السودان .. (Re: احمد ضحية)

    صراع الرؤى .. نزاع الهويات في السودان ..

    المؤلف : دكتور فرنسيس دينق
    المترجم : دكتور عوض حسن
    اسم الكتاب في الإنجليزية : war of visions : conflict of identities in the sudan "
    الناشر : the brookings institution, washington D.C.1995.
    الناشر : مركز الدراسات السودانية " طبعة ثانية معتمدة 2001 " .
    عرض : احمد ضحية .

    تمهيد :

    منذ أن صدر هذا الكتاب في طبعته الأولى ( سبتمبر عن مركز الدراسات السودانية 1998- التي تم سحبها لاشتمالها على أخطاء في الترجمة ) وحتى إعادة طباعته منقحا في 1999 و2001 , ظل يثير كثير من الأسئلة , على مدى واسع النطاق داخل السودان وخارجه . إذ اشتعل منهج الكتاب في البحث في احد أكثر الأسئلة حرقا في السودان : سؤال الهوية . باعتباره أس الصراع في السودان والمحور المفصلي للازمة الوطنية الشاملة . وكما أشار دكتور دينق في تقديمه لهذا الكتاب , إن نزاع الهوية يحدث في إطار الدولة عندما تتمرد مجموعات , أو بمعنى أدق عندما يتمرد مثقفوها ضد ما يرونه اضطهادا غير محتمل , تمارسه المجموعات المهيمنة , ويتم التعبير عنه بعدم الاعتراف , والأبعاد عن مجريات الأحداث والتهميش , وربما يعبر عنه أيضا بالتهديد بالتدمير الثقافي , أو حتى بالتصفية الجسدية .
    وبالاستنتاج _ كما أتصور _ لا يقتصر هذا الكتاب على تفسير ألازمة التاريخية بين الشمال والجنوب , بل يتعدى ذلك إلى ألازمة الراهنة في دار فور .
    يبقى أيضا أن نعرف أن هذا البحث الضخم , في صراع الرؤى , يأخذ أهميته أيضا من كون أن كاتبه هو دكتور فرنسيس دينتق , من أبناء قبيلة الدينكا , والذي يعمل كزميل رفيع بمعهد بروكنز بواشنطن .

    خلفية :

    دكتور دينق في الفصل الأول ( من القسم الأول من هذا الكتاب )يقوم بعرض عام للنزاع الذي أدى إلى انقسام السودان إلى شمال وجنوب , من خلال نقضه لبعض المفاهيم الزرائعية , التي ظل علماء التاريخ يتحججون بها ( لا شمال بدون جنوب ) , مستعيدا الجذور العملية التاريخية التي أدت إلى تكوين الشمال العربي المسلم , والجنوب الافريقى ومن خلال عرضه للتأثيرات الثقافية بين السودان والشرق الأوسط , التي تعود لآلاف السنوات قبل الميلاد مرورا بالغزو التركي المصري والدولة المهدية والاستعمار الثنائي ( الانجليزى المصري ) وصولا إلى اندلاع حرب الرؤى بين الشمال والجنوب في أغسطس 1955. اى قبل أربعة اشهر فقط من إعلان الاستقلال , في يناير 1956 . من خلال هذه الخلفية يتوصل المؤلف إلى نتائج أساسية تفسر صراع الرؤى . منها اعتبار السودان قطرا عربيا , الشيء الذي تداعياته على نظام التعليم والبرامج الثقافية والعلاقات الخارجية . ففي هذا السياق تبلور سودان ما بعد الاستقلال . بين السودانيين غير العرب , ممثلين في الحركة الشعبية لتحرير السودان وجيشها . وبين العرب المسلمين , ممثلين في الأنظمة المتعاقبة على الحكم في الخرطوم منذ استئناف الحرب في 1983 , اثر خرق نميرى لاتفاقية أديس أبابا 1973 من جانب واحد , ما فاقم أزمة الهوية وعاظم الحرب , ليؤدى ذلك بالنتيجة إلى بروز اتجاهان عقائديان : الأصولية الإسلامية والاتجاه الراديكالي في كل من الشمال والجنوب .

    اعتبارات سياسية :

    هناك عدة مداخل سياسية بديلة تطرح نفسها منبثقة من هذه الخلفية , لنزاع ألهويات بين الشمال والجنوب . احد هذه المداخل يفترض أن الهدف المقدم هو الوحدة الوطنية , وبعدها يتم البناء على العناصر , التي يمكن أن تحقق ذلك . ويتمثل العامل الرئيسي لهذا التوجه , في الحجة التي تؤكد بان التكوين الجينى للبلاد لا بقدم اى سند لادعاءات النقاء العرقي والثقافي ناهيك عن التفوق , ويعود ذلك إلى وجود عنصر افريقى مؤثر في الشمال يربط السكان بالمجموعات غير العربية داخل الشمال والجنوب ولهذا فان الهوية الأفريقية تقدم القاسم المشترك , الذي يمكن أن تقوم على أساسه هوية وطنية موحدة .
    ويمضى دكتور فرنسيس دينق بالقول : أن الرسالة التي تحتويها هذه الحجة , تعبر عن حقيقة مرة يصعب تقبلها من قبل الذين التزموا بالهوية العربية . فهي تعنى في الأساس تذكير الشماليين بان ما ظلوا يحملونه من مفاهيم الهوية العربية ماهو ألا وهم وخيال , وأنها ادعاءات تفتقر إلى السند الوراثى والتاريخي . وأدت إلى انقسام البلاد بصورة يصعب احتمالها .
    ويمضى دينق في تحليل الحجة الثانية , بأنها تبين بان هويتي الشمال والجنوب ظلتا تتطوران لتعبرا عن مفهومين ذاتيين متناقضين بحدة , في العرق والثقافة والدين . إضافة إلى ذلك يختلف الجنوب والشمال في مستوى المعيشة , وهناك تفاوت في النمو الاقتصادي والاجتماعي والثقافي , فالشعور بالعزة والكرامة في الشمال لدى السودانيين العرب المكتسب من نظرتهم الذاتية يقف حائلا دون التخلص من ادعاء انتمائهم العربي , للارتباط بهويتهم الأفريقية التي أسقطوها منذ أمد طويل . ويؤكد دينق أن الدين بالنسبة للسودانيين الشماليين يعد ستارا وقناعا لسياسة الهيمنة العرقية . وعليه فان تحقيق الوحدة الوطنية على الأسس الأفريقية سيكون ثمنه غال جدا .
    ويتوقف دينق عند فشل الشمال والجنوب في التوصل إلى اتفاق حول هوية مشتركة وشاملة . إذ يقول أن ذلك شكل جزء هاما من النزاع . في خطاب جون قرنق في اجتماع كوكادام مارس 1986قال: أن قضيتنا الرئيسية تتمثل في أن السودان ظل ولا يزال يبحث عن هويته الحقيقية , وعند فشلهم يلجا السودانيون إلى العروبة , وعند فشلهم في ذلك يلجاون إلى الإسلام كعامل للوحدة . ويصيب الإحباط الآخرين لأنهم فشلوا في فهم تحولهم إلى عرب , بينما أراد الخالق لهم غير ذلك . ولهذا يلجاون إلى الانفصال . ينطوي هذا الوضع على الكثير من الغموض والتحريف , مما يخدم المصالح الطائفي المتباينة . وحسب رموز شفرة القاموس السياسي الشمالي الجنوبي يمكن فهم كلمات قرنق على إنها دعوة للفرقة البلاد . ورغم أن نظرته شاملة وجامعة نظريا , إلا انه يمكن وصفها بأنها نظرة جنوبية .

    صراع ألهويات :

    في الوقت الراهن يبدو السودان في مفترق طرق حرج بين الأصولية والصحوة الإسلامية في الشمال وبين مفهوم حديث لدولة مدنية ديموقراطية علمانية في الجنوب . وكما أشار احد الأكاديميين الإسلاميين السودانيين حديثا : " أن ما نشهده يعبر عن نزاع بين نظرتين ثقافيتين متعاديتين , تعيش كل منهما مرحلة بعث وصحوة جديدة , ويعد تبنى الثقافة الغربية كعامل ديناميكي خارجي يقدم المثل والسند المادي والثقافي للقوى المعارضة للإسلاميين , تطورا حديثا , وبالرغم من انم ذلك لم يكن غائبا تماما منذ بدايات " الصحوة الإسلامية " إلا أن التأثير الغربي يعتبر ألان عاملا مهما , خاصة لتكامله مع قوى داخلية متطورة جدا ." .
    يتناول دكتور فرنسيس دينق في القسم الثاني من هذا الكتاب التطور الذي شهدته هذه ألهويات المتصارعة . الهوية الشمالية التي لعبت دور الاستيعاب للهويات الأخرى . عبر اليتى الاستعراب والاسلمة , عبر مراحل تاريخ السودان المختلفة . والهوية الجنوبية التي ظلت تلعب دور المقاومة لهذا الاستيعاب منذ الفترة السابقة على الاستعمار الثنائي .
    وفى القسم الرابع من هذا الكتاب , يكرس دكتور دينق منهجه للبحث حول عن الأمة . متناولا نشأة وتطور الهوية الوطنية المنقسمة , خلال تتبعه للحركة الوطنية منذ بواكير ها والدور الذي لعبته فى هذا المجال . الى جانب حركة الاستقلال والتقليد الطائفي ومشروع التحديث والمسيرة المنقسمة نحو الاستقلال . ما أدى بالنتيجة بعد الاستقلال في 1956 إلى الهيمنة الشمالية أو ما أطلق عليه دينق عودة الاستعمار . الأمر الذي ترتب عليه مقاومة الجنوب لهذه الهيمنة بتصاعد موجات العنف في الجنوب , خاصة من جانب العسكريين ضد السكان المدنيين متناولا بالشرح والتحليل مسيرة اتفاق أديس أبابا 73 , " اتفاق السلام التكتيكى – كما وصفه " وما آل إليه هذا الاتفاق من انهيار في 83 والنتائج التي ترتبت على ذلك .

    الاستقطاب :

    يقول دكتور دينق : بينما كان ينظر إلى اتفاقية أديس أبابا , على إنها عامل للسلام والوحدة , دعمت ترتيبا سياسيا عادلا متسعا للجميع , رأت بعض المجموعات مواصلة المعارضة واعتبرت الأقسام اليمينية العربية الإسلامية الاتفاقية انتصارا لأعدائها من المسيحيين الجنوبيين والعلمانيين ودكتاتورية جعفر نميرى . وكان هناك بعض الجنوبيين ممن رأوا الاتفاقية بمثابة استسلام واختاروا البقاء خارج التسوية . أشار محمد بشير حامد إلى رد فعل الجانبين معلقا " رغما عن التنازلات الهامة من جانب الأحزاب الشمالية , لم يكن هناك سوى القليل من الأرضية المشتركة . قدم الشماليين نوعا من تفويض السلطة الاقليمى , لكنهم لم يقتربوا من الفدرالية , وبينما قبل الجنوبيون بالسودان الموحد , أرادوا أكثر أنواع الكونفدرالية اتساعا " .
    ويتتبع المؤلف في هذا الفصل مسيرة التوتر في العلاقات بين الشمال والجنوب بعد الاتفاقية منذ لحظة احتضان النميرى للمحافظين الشماليين وتحالفه مع الأخوان المسلمين , شارحا معضلات الهيمنة الشمالية بسبب سياسات وأفعال الحكومة المركزية . ومع الازدواجية بين تأجيج الحرب مع الرغبة في السلم أو التمسك بمبدأ الوحدة الوطنية مع التفكير في الانفصال كخيار , مع هذه الازدواجية التي تنبع من أجندة خفية ترتبط بدورها بتلك الانشقاقات التي تدعو إلى تقسيم البلاد , ونظرة الأحزاب إلى الانقسامات , وما يبدو من اقتناعها بأنه لا يمكن رأبها , وان أمكن نقاشها يستحيل حلها . مع هذه الازدواجية كانت الهوية الجنوبية في سياق أخر تتخلق وتنشا .

    عناصر نظام القيم المحلية :

    يشرح المؤلف في هذا الفصل عن نشأة الهوية الجنوبية , عناصر نظام القيم المحلية , باعتبارها من الموضوعات المحورية التي يؤكد عليها الناس أنفسهم , والتي شغلت اهتمام علماء الأجناس , حيث تبرز الجوانب التالية :
    (1) السعي من اجل هوية ونفوذ دائمين , من خلال التواصل الوراثى وتسلسل الأسلاف والأجيال .
    (2) وحدة وتجانس المجتمعات كما يتم التعبير عنها في مفاهيم – العلاقات الإنسانية .
    (3) مبادىء الكرامة والعزة الفردية والجماعية . ويظل النيليون من الدينكا والنوير وأقربائهم من بين اقل القبائل تأثرا بعمليات التحديث والتنمية في أفريقيا , ويعبرون بذلك عن تلك القيم .
    ساعد التداخل الحميم بين المعتقدات الدينية للنيليين وبين كل مناحي الحياة الأخرى في توضيح القيم الأساسية الدائمة لهوية ونفوذ مجتمع النيلين . ويكاد يكون دور المعتقدات التقليدية في الانتشار والتغلغل مشابها للنظام الاسلامى , ويكمن الفرق في انه , بينما الإسلام مركزي وشامل , تتبع معتقدات النيليين وممارساتها نظاما وراثيا مجزأ مبنيا على الوحدات الإقليمية الذاتية وعلى الوحدات الو راثية العشائرية . ويوفر ذلك الصلة الذاتية والشخصية مع الإله عبر أرواح السلف , مما يسمح بقدر من التعايش الديني والحرية الدينية والتعددية وقد سمحت المرونة الكامنة في تلك القيم للنيلين في الماضي بتبني جوانب من الأديان والثقافات الوافدة بصورة انتقائية . تقبلوا حديثا التبشير المسيحي , كعامل مرتبط بالتعليم والتطور , واعتنقوا المسيحية لتكاملها مع قيمهم الروحية والثقافية الأخلاقية المحلية . وكان التغيير بالنسبة لهم بهذا عملية تبنى وتأقلم مع العناصر المرغوبة , وليس تغييرا جذريا متكاملا للمجتمع . والمواقف التي تم تقييمها على إنها مقاومة للتغيير , تمثل بذلك عملية انتقاء تؤكد على الاستمرارية مع توافقها مع التغيير ومقاومتها للتغيرات الجذرية التي تقوض النظام .
    إن الاستمرارية في التواصل بين الأجيال لها روابط عاطفية عميقة بموروث السلف , ولكنها قادرة على التكيف مع المتغيرات . أكد الزعيم ارول كاكوك زعيم دينكا جوك , الذي في أواخر السبعينيات من عمره , معلقا على هذه القيم قائلا : " الإله هو الذي يغير العالم بإعطائه الأجيال المتعاقبة أدوارها . وكمثال لذلك فان أسلافنا الذين اختفوا عن حياتنا ألان , امسكوا بتلابيب حياتهم .. ثم غير الإله الأشياء .. إلى أن وصلتنا وسوف يستمر التغيير . عندما يقرر الإله تغيير حياتك فان ذلك سيتم عن طريقك وزوجتك . سوف تنامان معا لتلدان طفلا . عندما يحدث ذلك عليك أن تدرك بان الإله قد أودع في أطفالك , الذين حملتهم زوجتك , الأشياء التي عشتها في حياتك ." .
    لاحظ افانز بريتكارد أسلوب النوير لحل نزاعاتهم " والعناصر الخمسة الهامة لحل اى نزاع من ذلك النوع بالمفاوضات المباشرة , عبر زعيم تبدو بأنها : -
    (1) رغبة المتنازعين لحل نزاعهم .
    (2) مكانة وقدر شخصية الزعيم ودوره التقليدي في الوساطة .
    (3) النقاش الكامل الحر الذي يقود إلى قدر كبير من الاتفاق بين كل الحاضرين .
    (4) الشعور بان الشخص يمكن أن يتنازل تقديرا للزعيم والكبار دون انتقاص لكبريائه في الوقت الذي لا يبدى فيه ذلك لخصمه .
    (5) اعتراف المهزوم بعدالة قضية الطرف الأخر .
    أن عملية توسط الزعيم بين الأفراد والجماعات مستغلا في الغالب أساليب الإقناع , ظلت مظهرا للمسئولية التي تحتضن الجميع من اجل هذا العالم الثنائي , عالم الإنسان والأرواح . ولكن بمعايير السلطة السياسية والحكم , لم تكن تلك الأساليب اقل أهمية من استعمال القوة .
    ويمضى دكتور دينق في تتبع تداعيات نظام القيم بما هي إعطاء قضايا الدين الأبدية بعدا دنيويا يجعل الناس شديدي التدين . ويعتقد الدينكا انه إذا أخفى الناس الخصال السيئة فبطريقة ما الإله سيكشفها .ولدى النيليين إحساس ذاتي بعزة النفس تمنعهم فرض النظرة العرقية على الآخرين وعدم قبول فرضها عليهم . والتداعي الأخر الذي نفس الأهمية لنظام التجزئة القائم على النسب هو الشعور العميق بالاستقلالية . كما أن هم – النيليين – يعطون أهمية كبيرة لمفهوم القيادة . إلى درجة تقارب القداسة الروحية المرتبطة بموروث السلف .
    ويمضى المؤلف في شرح حدود النظام الاجتماعي , كما يتناول المسيحية والثقافة الغربية . باعتبار أن السياسات الإنجليزية شجعت الهوية الجنوبية القائمة على النظام التقليدي وتأثير النفوذ الحديث للمسيحية والثقافة الغربية , الخ .. كما يتتبع دور التعليم والوعي وما ترتب عليه من سعى جاد للخلاص إلى جانب الديناميكية العسكرية خلال الاضمحلال المتزايد لنظام مجموعات العمر – الجنوبي الذي صاحب انهيار المجتمع التقليدي .. ومع تحضر المجتمعات الريفية , كان على الشباب أن يختار بين التمرد أو الهجرة من اجل العمل في الحضر . مستعرضا ضمور الساحة السياسية الحديثة قائلا : في مثل هذا الوضع أصبح إحياء واستغلال تقليد مقاتلي القبيلة لأغراض عسكرية واضحا ومدمرا .

    الانقسامات الراهنة داخل الجنوب :

    ربما أكثر الجوانب وضوحا في النزاعات داخل الحركة الشعبية , والتي لا تثار حولها خلافات تذكر , يتمثل في أهداف الحركة . أن الهدف المعلن للتيار الرئيسي للحركة الشعبية لتحرير السودان وجيشها , هو تحرير كلب البلاد من كافة أنواع التمييز القائم على العرق , الدين . الثقافة . اللغة أو الجنس . والهدف المعلن لتمرد أكول –مشار – كونق -. هو الانفصال للجنوبي . ديموقراطية الحركة الشعبية لتحرير السودان , مع احترام حقوق الإنسان داخل الحركة . النظرة الفاحصة تكشف عن وضع أكثر تعقيدا , أملته تظلمات وطموحات شخصية ظلت تعتمل لفترة طويلة من الزمن .
    ومنذ انقسام هؤلاء عن الحركة الشعبية أخذت الانقسامات داخل الجنوب تأخذ في الاتساع والتفشي إذ انقسم وليام نون وكاربينو كوانين وغيرهم .
    يعترف القادة الجنوبيون , كما يجب أن يكون لام أكول قد أدرك أيضا , بان الانفصال لا يمكن تحقيقه بطلب من السلطة المتحكمة لتمنحه تكرما . ويعتقد التيار الرئيسي للحركة بأنه يتحقق فقط إذا فرضته ظروف المعادلة العسكرية , وانه لمن الخطأ الافتراض بان الجنوبيين بمن فيهم قادة الحركة الشعبية وجيشها قد تخلوا عن خيار الانفصال .
    وفى هذا الصدد توضح قيادة الحركة الشعبية لتحرير السودان وجيشها , باستمرار بان لدى كل من الداعين للانفصال والذين يرغبون في سودان جديد هدفا مشتركا , لان الاطروحات الوطنية تتضمن بشكل تلقائي التطلعات المحلية . السودان المتحرر يعنى بالتالي الجنوب المتحرر , ولكن , إذا كان الانفصال هو الهدف فان القتال من اجل سودان جديد ديموقراطي وعادل سوف يحقق دعما إقليميا أعظم من دعم القتال من اجل الانفصال . والانفصال كهدف سوف يستفيد بهذا من حركة النضال من اجل العدالة داخل إطار الوحدة . وإذا ما حدث وفشل الهدف النهائي لخلق سودان جديد , فان الهدف الاقليمى لتحرير الجنوب , سوف يكون تحقيقه ممكنا وبطريقة عملية من خلال ذلك النضال .

    التحدي الجنوبي للأمة :

    إن دعم وترسيخ نظام القيم الثقافية التقليدي للجنوب , بواسطة قوى التحديث . قد أعطى الجنوب نموذجا منافسا للأمة . ويمكن القول بان هذا النموذج يعد أكثر قابلية للصمود والاستمرارية مقارنا بالنموذج المقترح من جانب الأصوليين في الشمال , لأنه . وبالتحديد أكثر اتساقا مع المفهوم العلماني للدولة الحديثة في الإطار العالمي المتداخل .ومع ذلك فان نموذج الحركة الشعبية المقترح يتعثر لصلته بالجنوب الذي تحده الإقليمية , بالرغم من أن النموذج يكسب أرضيته في أفريقيا السوداء . للنموذج الشمالي تميز مكتسب من حقائق الواقع السياسي على المستوى القومي , مع دعم العالم العربي الاسلامى له , بالرغم من انه يميل إلى عزل أفريقيا السوداء . القوة القومية للنموذج العربي الاسلامى تفسر سبب فشل الحكومات التي أعقبت نميرى في إلغاء قوانين سبتمبر 83 سيئة السمعة التي تم ترسيخها بجهود الحكومة الراهنة ليصبح حكم الشريعة كاملا . ومع هذا فان الحركة الشعبية التي تمثل انصهارا لعناصر من التقليد والحداثة تشكل التحدي لدعاة النموذج العربي الاسلامى .
    يتناول دكتور فرنسيس دينق في القسم الرابع من هذا الكتاب الشمال والجنوب كعالم مصغر . متناولا علاقة دينكا الانقوك الجنوبيين بالحمر الشماليين و إطار التعايش بينهما , والأسس التي نهض فيها هذا التعايش . منتقلا إلى القوانين التي تحكم القبائل المختلفة في الجنوب والشمال عبر مراحل التاريخ المختلفة , منذ ما يسبق الحكم التركي ومرورا بالمهدية والحكم الثنائي , محاولا شرح أسباب تبنى ألهويات الداعية للفرقة . وتوحد هذه ألهويات المثيرة للفرقة . كما حدث في منطقة دينكا الانقوك وجيرانهم من العرب .
    ومن ثم يتناول بالشرح والتحليل مسيرة السعي للحكم الذاتي في منطقة ابيى ووضعها كمنطقة متنازعة بين الشمال والجنوب .
    ويمضى دكتور دينق قائلا : تحولت بؤرة الاهتمام بالا نقوك من المحلية إلى المحافل القومية والدولية . برغم أن الحرب الأهلية دمرت منطقة ابيى , واصلت عائلة الزعيم دينق مجوك عبء تحمل القيادة المحلية , وظلت تسعى لإقامة تفاهم بين المجموعات التي كان عليها أن تتعايش , بصرف النظر عما ألت إليه السياسات على الصعيد القومي .
    ويؤكد انه يمكن تلخيص الدروس التي يقدمها وضع ابيى للأمة والأهمية المحورية لعامل الهوية فى عدة نقاط :
    (1) يعتبر وضع الانقوك والحمر نموذجا مصغرا للوضع بين الشمال والجنوب , لان الانقسام يرجع أساسا إلى عامل الهوية الذي يفرق السكان إلى عرب وإفريقيين , وما تثيره هذه القضية من مشاكل ناتجة عن هذا التميز .
    (2) في هذه الازدواجية ظلت الهوية العربية مهيمنة كقوة خارجية مشابهة للسيطرة الاستعمارية .
    (3) لم يكن المهيمن والمهيمن عليه متشابهين في تكوينهما فحسب , بل كان كل منهما يؤثر في الآخر , ويعتمد عليه . بينما كان تأثير الجنوب على الانقوك اكبر من تأثيرهم عليه , ظلت الأزمة المستعرة في منطقة الانقوك تلقى بظلالها على الجنوب .
    (4) بينما كان استئناف العداوات في الجنوب نتيجة لتطورات النزاع بين الشمال والجنوب , إلا انه كان وبدرجة ما , متأثرا بالوضع المتأزم في منطقة ابيى .
    (5) أصبح الاتفاق السائد في الجنوب , وبالقطع وسط الدينكا , بأنه لايمكن تحقيق سلام دائم بين الشمال والجنوب دون الأخذ في الاعتبار وضع دينكا الانقوك .
    (6) تجب الموازنة عند حل النزاع بين انتماء دينكا الانقوك للجنوب وبين الاعتماد العملي المادي والاقتصادي للقبائل العربية على المرعى ومصادر المياه في ارض الانقوك , التي لا تمكن الحياة بدونها .
    (7) يتوقف تحقيق السلام على مقدرة الحكم السياسي الذاتي ( في سودان موحد أو منفصل ) المدعوم بترتيبات اقتصادية , في أن يسمح بالتبادل المشترك الحر وتقاسم الموارد الحيوية عبر الحدود السياسية

    دينكا الانقوك :

    وأخيرا : وبصرف النظر عن تفاصيل الترتيبات الخاصة بالمشاركة في الموارد الحيوية , يبقى الانقوك جنوبيين في المقام الأول , ويجب أن ينظر لمقدرتهم على التوسط بين الشمال والجنوب داخل هذا الإطار .
    ويركز المؤلف في القسم الخامس من هذا البحث القيم والضخم على البعد الخارجي ومعضلات الصلات الخارجية من خلال تتبع مسيرة العروبة والإسلام في الفكر السياسي الشمالي , حيث يتوقف عند محطات بارزة 1967واديس أبابا وكامب ديفيد , الخ .. متتبعا أيضا التحولات في المواقف الداخلية على عهد جعفر نميرى خاصة بعد الانقلاب اليميني في 1976ومن خلال موروث ثورة مايو يخلص المؤلف إلى : انه من الواضح أن الربط بين الرموز المحلية للهوية والعلاقات الخارجية يمكن أن يكون داعيا للفرقة وسلبيا أو داعيا للوحدة وبناء . ويكشف معظم تاريخ العلاقات بين الشمال والجنوب عن صلة سلبية انقسامية . .. ولكي تتمكن البلاد مرة أخرى من أن تحقق وتحافظ على وتحسن ما تم التوصل إليه في العهد الذهبي , لابد من الاعتماد على إمكانيات الحل العادل للنزاع الشمالي – الجنوبي الذي اتسع وانتشر ليشمل مناطق أخرى مهمشة غير عربية في الشمال – برغم قيادة الجبهة الإسلامية والحكم العسكري الراهن للبشير – لا يزال ذلك الالتزام متمتعا بقاعدة عريضة , مما يجعل إمكانيات عقد تصالح مماثل بين الشمال والجنوب يبدو حقيقة , أمرا بعيد المنال . ويبقى السؤال الحقيقي عن الكيفية التي سوف يفسر بها هذا الجمود نفسه إقليميا وعالميا والوسائل التي سوف تتحدد بها طرق الدعم أو التحكيم بين الهويات المتنازعة .
    ناتى إلى آخر أقسام هذا الكتاب الغنى بالمعرفة , القسم السادس .. ويكرسه دكتور دينق لواقع الأزمة بدء من حدود الهوية وتصورات ألازمة حيث يخلص إلى نتائج ما توصل إليه :

    خلاصة الرؤى :

    تنبع أزمة الهوية الوطنية في السودان , من حقيقة أن السودانيين الشماليين العرب – المهيمنين سياسيا واقتصاديا , رغم أنهم ينحدرون من تلا قح عربي – افريقى , ويشكلون الأقلية بالنسبة لمجموع سكان البلاد – يرون أنفسهم عربا في المقام الأول , يتبراون من العنصر الافريقى فيهم , ويسعون إلى فرض هويتهم على كل أرجاء البلاد , ليشمل المجموعات غير العربية في الشمال وكل سكان الجنوب , الذين يشكلون معا في مجموعهم الأغلبية القومية الساحقة . ولهذا تسعى الأقلية العربية الحاكمة لتعريف الشخصية الوطنية على أسس توجهات نظرتها الذاتية , التي تعتبر نفسها تحريف وتشويه لهويتها المركبة الناتجة عن عرق عربي – افريقى مختلط , ويبدو عنصرها الافريقى أكثر سفورا برغم الحرص الشديد على إنكاره .
    تتمثل البدائل المقترحة بشكل عام لحل أزمة الهوية , في التكامل على أسس الاستيعاب والتعايش داخل إطار للوحدة يحتضن التنوع . بينما يعد الشمال نتاجا للاستيعاب الافريقى – العربي وبينما يسعى الشمال بعزم دائم لبسط هذه العملية على الجنوب , يؤكد وجود هذه الازدواجية المواجهة العدائية التاريخية التي تمكن الجنوب خلالها من مقاومة استيعابه بواسطة الشمال بنجاح حتى الآن . وبالرغم من أن الجانبين تأثرا بالتبادل الثقافي , الذي يبدو أكثر وضوحا في الشمال عنه في الجنوب , إلا أن التاريخ المرير لم يترك لهما اى رؤية تجاه اى شيء مشترك , سوى رؤية نزاعهم بمنظار يعكس الاحتقار المتبادل .
    يعد انقسام البلاد إلى هوياتها الأفريقية والعربية نتاجا للاستعراب والاسلمة في الشمال من جانب , وللمقاومة الأفريقية ضد فرض وجهة النظر الشمالية من جانب آخر .
    يجب رؤية كل من " ثورة الإنقاذ الوطني " وحليفتها الجبهة الإسلامية القومية , والحركة الشعبية لتحرير السودان على أنهما يمثلان الذروة لعملية مرت عبر ثلاثة مراحل : تقليدية , انتقالية وحديثة .
    تنبع العقبات أمام حل النزاع من الموضوعات الواردة في تحليل القضايا ومن نشؤ وتطور الرؤى المتصارعة الآن حول تلك القضايا . بينما يبرز النزاع في أشكال متعددة ومستويات مختلفة , تعد الحرب الأهلية البعد الأكثر حدة وحسما بين الحكومة والحركة الشعبية لتحرير السودان وجيشها . لقد أصبحت قضية الشريعة مثيرة لأكثر جوانب النزاع صعوبة ولكنها تشكل نموذجا لمجالات خلاف أخرى .
    ما تشير به الحكمة البديهية , لا يمثل بالضرورة وجهة النشاط العملي الذي يتبعه صناع القرار . الوضع السوداني يعبر عن انعكاس ما ساوى لصدق هذه الحقيقة . فمن جانب , أصبحت قضايا النزاع واضحة جدا للجميع . بمن فيهم أطراف النزاع , ومن الجانب الآخر يعترفون بان الوضع الراهن لا يمكن ان يصون السلام والوحدة . ومع ذلك فان المواقف التي تتخذها الأطراف للمفارقة توسع شقة الخلاف , مما يجعل المساومات صعبة أن لم تكن مستحيلة .
    أمام السودانيين عدد محدود من البدائل ليختاروا منها من بين المواقف الجلية للأطراف . احدها إعادة تعريف الهوية الوطنية لتكون بصدق موحدة ودا عمة للمساواة التامة في الفرص السياسية , الاقتصادية , الاجتماعية ,والحياة الثقافية للبلاد . وبديل آخر يتمثل في خلق إطار يوفق بين التطلعات المثالية للوحدة والحقائق الموضوعية للتنوع . والثالث , الاعتراف بان العقبات أمام الوحدة الوطنية ربما تكون عصية لا يمكن تخطيها , وبان الانفصال يمكن أن يسمح لكل من الطرفين أن يتقدم ويتطور في مجال المهام الايجابية للبناء والتنمية على أسس نظراته الذاتية وتطلعاته الخاصة .


    القاهرة شتاء 2005
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de