|
Re: لبنى تطيح بصلاح قوش (Re: Haydar Badawi Sadig)
|
هنا قراءتي لقرار العزل. وقد كتبتها في خيط للأخ كمال عباس عن نفس الموضوع.
Quote: فليذهب وليبقي الجهاز كمؤسسة وكنهج وممارسات ولينشغل الناس مؤقتا بالحدث وبالحلم في التغيير !! |
تعرف يا كمال، هذا الموضوع يستحق الاهتمام الذي حظي به. بدليل أنك افترعت له خيطاً خاصاً. وهذا قليلاً ما يحدث!! استبشار الناس بهذا الحدث ليس في فراغ. وعندي أن إقالة صلاح قوش دلالة على أن الثقة بين أقطاب المؤتمر الوطني قد تضعضعت لدرجة لم يعد يأمن فيه أحد أحداً. هؤلاء قوم يرتعبون من بعضهم البعض حد الموت! وأعنى الكلمة الأخيرة. فهؤلاء لا يرعوون في قتل بعضهم البعض -كما دلت تجارب عديدة- إذا كان هو الحل لحماية تطلعاتهم في السلطة والثروة!
البشير أصبح مرعوباً. وهذا ظاهر في كل تصرفاته، بخاصة خطابات الجماهيرية. ونافع لا يفتأ يذكر الناس أنهم بالقوة أتوا وبالقوة باقون. وهو يعني أنهم بالعنف أتوا وبالعنف باقون. وصلاح قوش وعلى عثمان كان، وما زالا، من أخبث المتآمرين، الخائفين من الجميع! وربما بدأ هؤلاء يحسون بأن ميزان القوة -القوة الأخلاقية- الثورية قد مال، وبقوة، لصالح القوى التي تقاوم مشروع الهوس الديني. وقد أدرك الجميع، بخاصة المرعوببون، أن دولتهم قد دالت. ولم يبق بين هذا وذاك غير الخيانة والتآمر على بعضهم البعض. والله لا يهدي كيد الخائنين!
شاهدت قبل قليل لقاء للبشير في قناة PBS الأمريكية، وهو أول لقاء له مع مؤسسة إعلامية غربية بعد قرار استدعائه من قبل المحكمة الجنائية الدولية. وبدا لي الرئيس ضعيفاً، مهدود الحيل. وقد عبر هو عن ذلك، حين قال بأن الحكم عموماً أمر شاق وأنه يتمنى اليوم الذي فيه سيصبح رئيساً سابقاً. وقال أنه يقول للزؤساء الذين تنتهي فترات رئاستهم "بختكم،" أو هكذا يعني، مشيراً لهم أن أفضل شئ هو أن يصبح الشخص رئيساً سابقاً يرضى عنه شعبه.
ويبدو أن البشير قد أدرك أن هذا خيار غير متاح له الآن. ولن يكون متاحاً، إذا لم تجر الانتخابات بصورة نزيهة. خياره الوحيد، ليضمن سلامته الحسية هو أن يلتزم بتنفيذ اتفاقية السلام بصدق وعزيمة، وأن يلتزم بإجراء انتخابات نزيهة. وإلا فأنه حتماً مقتول أو محبوس. وبسلامته أقصد أن الشعب السوداني، بعبقريته المألوفة، قد يجد له مخرجاً من مأزق المحكمة الجنائية الدولية، بحمايته داخل البلاد إلى حين تصبح العدالة الدولية غير انتقائية.
شكراً يا عزيزي كمال، أيها الرجل المؤسسة على إثراء ساحتنا الفكرية والسياسية!
| |
|
|
|
|