قضيت طفولتي الباكرة في قريتنا او قل مجمعة قرانا، فهناك صلات الرحمة و حراك المجتمع لا يعرف حدود فاصل.. حين يموت شخص يركب (الصايح) هاتفاَ ان: الحي الله و الدايم الله فلان ابن فلان بن فلان راح في حق الله.. الان فقط التفت لان ذكر اسم المتوفي و اسم ابوه كانا يكفيان ليدرك سكان ينتشرون في اكثر من عشرة قري من المعني بالدقة.. يظهر ذلك بوضوح عندن حضور الجميع قبل ان يعود الصايح من طوافه.. لكل اهل قرية صايح معلوم صوته يحدد للمتلقي قرية المتوفي و بذلك تضيق دائرة الاحتمالات.. علما بان اسماء اهل المنطقة متشابه و متكررة لحد كبير.. لكن حضور المعزين السريع يؤكد انهم لم يضيعوا زمنا في التحري عن من هو الفقيد تحديدا,,
08-12-2009, 09:11 PM
نصار
نصار
تاريخ التسجيل: 09-17-2002
مجموع المشاركات: 11660
في الافراح يكون الاستعداد مخطط له و طريقة البليغ مبكرة.. يحكي لنا عن ما يشبه الاساطير في احتفاءات الزواج التي تمتد زمنا و يعظم كيفها.. و كيفها حيث كانت تخصص حيشان لصنع الخمور .. علي زمننا الذي ادركناه كان يعلق في جو _ دارة الحفلة _ رائحة الخمور المنبعثة من افواه نفر معلوم عصي علي ضوابط منع شد الخمور في هذه المناسبات و محاربة صناعتها في كل المنطقة.. صارت تجلب من الدبة (بار الخواجة)، يزيد نفاذ رائحة الكحول سبيرتو الرتائن وسيلة الاضاءة الوحيدة حينها الي ان اتانا صديق احمد لاول مرة و معه مولد كهرباء و لمبات معلقة بهرنا ضياؤها و حارة في جدتها عقولنا.. كنا قبل هذه الليلة الفارقة ننوم علي قيزان الرمال لنجد انفسنا في اليوم التالي في بيوتنا دون ان نعلم كيف وصلناها.. لكن سماعنا لفنان غير النعام ادم او شقيقه محمود، و تقلص حجم الرتاين مع ازدياد قدرتها علي الاناره عرفنا تماما انا ذهبنا باقدامنا الي مخادعنا فجر اليوم الثاني، و الثالث و الرابع فقد كانت حفلات اعراسنا ثلاثة ايام..
08-12-2009, 10:50 PM
طارق جبريل
طارق جبريل
تاريخ التسجيل: 10-11-2005
مجموع المشاركات: 22556
قريبي ود جبريل بمناسبة الدرب الزمان مرة كان عرس عندنا في البلد بود جبارة تلاتة يوم يعذب في الطمبور عندي عمتي الله يرحمها اسمها نورة الليلة التالتة سمعته يغني هي اقيفن نورة فيكن ما رضت كترة جيبة سيرة اسمها (التقول حقها براها) و قامت تهرج انت الراجل دا في ضمته ما عنده شيتن يقولو غير نورة نورة ما يغني لامه برضه مرة متكية تسمع في الراد محمد ميرغني كان بغني قليبي رهيف ما بقدر علي الهبباي في عز الصيف بشيش تاتيه جمب القيف.. قالت ليه اي سجمع و كان دفرت
08-12-2009, 11:06 PM
طارق جبريل
طارق جبريل
تاريخ التسجيل: 10-11-2005
مجموع المشاركات: 22556
الحياة كانت تسير كأنها احتفال ممتد يرهق البعض فيخرجون من عالمنا، حينها يتوقف الناس يلتقطون انفاسهم و يوجهون مشاعرهم وجهة اخري.. كانت النفوس عامرة تحزن بصدق و تتسقط الفرح اذا انتها موسم الحداد..
08-12-2009, 11:16 PM
طارق جبريل
طارق جبريل
تاريخ التسجيل: 10-11-2005
مجموع المشاركات: 22556
شدة حيوية هذه المرحلة من حياتي التي اخذتني لاركان الوطن المختلفة بعد ذلك الي ان افلت من مدار الوطن الفسيح الي جهات اوطان الاخرين، هي الاكثر تأثيرا في تكويني النفسي و الادراكي.. كان كبار اهلنا في القرية يستعذبون لجنة في كلامي فيستدرجوني للحديث.. لكنهم كان يحملون كلامهم مع معاني و مفاهيم، فهم لمعني الانتماء و الهيوية تعود لحمتهم،، كان اناس بسطاء لكنهم يعرفون دورهم التربوي بعمق.. من اشراقاتهم طريقة لطيفة لغرس معاني عميقة في نفوسنا.. تلقين لكنه غير منفر.. مثل ان يسألك احدهم : انت عربي ولا دنقولاوي؟ بهذه الترتيب للخيارين و هم يعلمون ان الطفل يعلق بذهنه الخيرات الاخير، ثم ان صفة عربي في المنطقة لها دلالة سالبة لانها تطلق علي الغرباء الذين يأتونا من الصحراء يسكنون بمحازاة القري في _رواكيب_ ليس لهم املاك و لا اي شئ من دلالة الانتماء للممكان و العراقة و المكانة المرموقة.. اذن لا بد ان هو المنتمي العزيز باهله و املاكه.. علما باننا لسنا دناقلة حسب التقسيمات السائدة.. لكن هذه التربية الواعية زرعت فينا اعتزاز بتاريخنا و معرفة بعمق جزورنا في المكان.. اشجار نخيلنا زرعت منذ عهود طويلة قبل وصول الهجرات العربية.. بعضها قد تكون شهدت عهد اجدادنا اسياد المكان الذين سبق البشرية في انشاء الحضارات..
08-12-2009, 11:43 PM
نصار
نصار
تاريخ التسجيل: 09-17-2002
مجموع المشاركات: 11660
الملوحة عملت صراع حضارات في بيتنا اليومين ديل فقلت انتصر ليها و بجعلة رمز لصات ترسم رايحة الملوحة معالمها الجغرافية و البشرية.. معلوم انه الملوحة او التركين وجبة يتدرج شغف الناس بها بدالة متراجعة تماما كتناقص جودة البلح من اعلي شمال السودان في اتجاه الجنوب.. العجو الجاي من المحوس ان عول ما بنقرو السوس، كذلك، عجو المحس التقيل التقيل فدع العراجين.. لم اسمع غناءا لتركين دنقلا لكنه يبقي الاجود.. دلالة علي ذلك اعجازه لاهلنا حتي انهم لم يحاولوا تقليده و قنعوا بالوقوف عند المشارع ينتظرون ورود صفائح يحملونها علي جمال عرب الهواوير الذين ان علموا كنهه يقولون انهم لا يحملون (الزق) غفر الله لهم و لي زوجتي التي من تأففها ارغمت علي خبرهم تلطفا و تلطيفا للجو و تنقية لهواءه المشبع بهذا العطر الذي لابد انه بلغ هذه الحدة لعتاقة كسبها من عهد كرمة الاول الذي سبق العهود.. لم اكتفي باللطف و التلطيف بل غمزت من طرف خفي ذاكرة قصة د. محمد عبد الله الريح مع بائعة الجراد المحمر في مدينة الابيض كأني اقول اتركي يا امة الله بيت زجاجي اترك بيتك البلور في حاله.. وشيجة الملوحة في رأي: من توحدوا علي هذا البلاء (المأكول) لابد ان وشيجة قوية ربطتهم و ما زالت سرها في عمق التاريخ و عبق المكان.. هذا سوف يكون مبحثنا..
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة