لهاث مر ـ قصة قصيرة ـ

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-14-2024, 04:17 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الثالث للعام 2009م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
08-11-2009, 06:21 AM

معتصم مكاوي
<aمعتصم مكاوي
تاريخ التسجيل: 04-22-2009
مجموع المشاركات: 446

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
لهاث مر ـ قصة قصيرة ـ

    قصة قصيرة
    ُلهَاثْ مُرّ
    بقلم : معتصم حامد عبدالرحيم


    (1)
    أربعووون عاماً .. قالها بلهاث وآهة أحس معها بأن روحه ستغادر جسده .. آآآه جسده .. أيها التعس الذي عشت كل هذه السنوات وأنت تحمل هذا الرأس المثقلة بالهزيمة .. لا تسألني عن معنى الهزيمة فلن أجيبك أنت وحدك من كنت تحملها وما زلت .. وأنت وحدك من سيجيب فإن لم تجد الإجابة اليوم فستجدها غداً أو بعد غدٍ أو كما يتفق عندما تنطلق رصاصة الرحمة .. أتدري ماهي رصاصة الرحمة .. ستعرفها في حينها فلا تستعجل .. سوف يأتي هذا اليوم .. سوف يأتي حتماً ..
    (2)
    أفرد صدره وتنفس بعمق لدرجة أحس معها بأنه قد سحب كل الاحتياطي من أوكسجين الدنيا والآخرة ضحك من تعبيره المفاجيء .. ماذا يضيره فهي فورة الصبا والشباب والولوج إلى عالم جديد كان يتحضر له عبر مقاعد الدراسة حتى بات على المشارف .. وهاهو الآن يدرج نحو هذا العالم .. عالم الإنغماس والصراع والدخول في من يقتنص من ومن يفوز .. بالكاد ابتلع ريقه وموظف رسم الزمن كل خطوط الطول والعرض على وجهه .. ضحك عندما شبهه بنخلة عتيقة جف فيها ماء الحياة .. وقفته تلك وشت بأنه كان ينظر لما خلف خلف ركام الزمن لهذا الموظف .. هو لا يعني تلك الدواليب الخشبية العتيقة المتلتلة بالأضابير الكالحة التي تبدو جلياً للعيان فسوادها المتسخ يعلن عنها .. لا يدري لماذا فكر في تلك اللحظة بأن كل تواريخ المحن والآهات والزفرات والحياة والموت تكمن داخلها .. أشاح بوجهه عنها عندما أحس بنظرات الموظف مصوبة نحوه الذي فاجأه بقوله : ووين شهادة الميلاد والخبرة وو .... انتفض كمن لسعته عقرب وهو يدمدم .. ميلاد .. ميلاد .. متمتماً : ميلاد أيه يا أبوميلاد إنت .. وافتر وجهه عن ابتسامة ساخرة لم تخرج منه كما يتفق وهو يجول بنظراته في وجه هذا الموظف الكالح ونظراته الزائغة كانها تستجير من غدر الزمان ، مستطرداً في سره تُرى أهو الآخر يملك مثل هذه الشهادة ؟؟ اعتـدل قائـلاً للموظف الذي تململ في انتظار إجابته .. إنها مع الأوراق .. ربما لم تقع عليها عيناك ويضيف ساخراً (الزائغتين) لا يدري لماذا انتابه الخوف وهو يفكر بأنه سوف يجيء عليه يوم ما يأخذ شكل هذا الموظف .. قال الموظف آآه هذه هي إذن عد إلينا بعد خمسة أيام فقط لملم أطرافه ونظر للموظف بحزن عميق وخرج مهرولاً .. قرر في نفسه أن لا يعود مطلقاً لا بعد خمسة أيام ولا قبلها .. متمتماً بحنق : فلتذهب الأوراق إلى الجحيم إنها صور ضوئية على أية حال .. شعر بسرور خفي بأنه قد نفذ بجلده في آخر لحظة .. وانطلق يصفر لحناً لا يعرف من أين أتاه ربما ليحتفل معه بنجاته فواصل وهو يتلمس البهجة ..
    (3)
    عوضية حسين خير السيد ..... ناداها المنادي بصوت حاول أن يضع فيه كل حرفته الإذاعية .. هرعت عوضية حيية خفيفة كالريشة وصوت كعبها العالي يمور شباباً دافقاً يضج في بلاط الممر الطويل اللامع حتى أنه يترك أثراً على أذنيك لفترة .. واختفت في أحد المكاتب ..... وو.... بعد سنوات التقيتها في الشارع الموصل للإذاعة تنقل خطواتها المثقلة شحماً ولحماً وكأنها تجر وراءها عربة إسمها محن الزمان ورغبات لم تجد لها ترتيباً قد ضاعت سدى .. تفرست في عينيها .. هالني أنه لم يتبق لها سوى طموح مؤود حتى ثمالته وحزن رقد بما فيه الكفاية على صفحات وجه انغرست فيه كل سكاكين التجربة والفناء الذي تجر خطواتها إليه جراً للإلتقاء به .. لا محال .. لم يعد لها من وجهة غيره ولا خيار .. عادت مرة أخرى كريشة لكنها في مهب الريح .. خطوة .. خطوتان .. ويسدل الستار ..
    (4)
    التقيا في زحام الحياة .. أعجبته .. أعجبها .. أصبحا كنجمتين التقتا دون سابق أوان .. كل حاول الاقتراب .. لكن كان هناك شيء أقوى منهما كان يعب الخطى ليوسع الفارق بينهما .. كأن أفريز الشارع الملون بالأبيض والأسود حديثاً يجعلهما لايقويان على المسير .. يعلمان تماماً أنه ليس بالسبب المقنع .. شيء ما .. شيء ما .. وحين فشلا في المحاولات جرت منهما دمعتان حارتان .. ثم ذابا كندف الثلج وغابا في زحام كانا الأصل فيه .. وراحا .. لم يعد من طريق آخر .. رقد الحزن على صفحات الشارع الحديث الدهان بلون أبيض يرافقه لونه السواد .. لكنه كان حزناً موغلاً حتى العصب .. وذاكرة ..
                  

08-11-2009, 07:12 AM

محمد الطيب يوسف

تاريخ التسجيل: 02-22-2008
مجموع المشاركات: 3088

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لهاث مر ـ قصة قصيرة ـ (Re: معتصم مكاوي)

    حقاً هو لهاث مر بطعم الحنظل

    تلك هي لعبةالزمن التي تسطر حروفها علي جباهنا وتفاصيل

    وجوهنا المتعبة ثم تنأي عنا غير عابئة بنا حين تمل اللعب أوان شيخوخة ممضة

    للرصيف ذاكرة الأقدام ياصديق وزفرات العشق ونتف الصعود هي ذاكرة موغلة في الاحتواء بيد أن ماتختزنه يغير في ملامحها

    ويبهت لونها 0أظن أن الرصيف غدا الآن بلون التراب كما نغدو ترابا ذات موت

    نصك عميق وبهبش جوة الجوة
                  

08-11-2009, 09:55 AM

معتصم مكاوي
<aمعتصم مكاوي
تاريخ التسجيل: 04-22-2009
مجموع المشاركات: 446

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لهاث مر ـ قصة قصيرة ـ (Re: محمد الطيب يوسف)

    إنها الأيام يا صديقي ..
    جريان وهبش في مقدرات ..
    كانت وذهب بريقها ..
    الأسى شر فقط لا نركن إليه ..
    فهو آفة ..
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de