|
كان الزول الجديد ركب وما نزل تاني
|
حديث أحد كبار المسئولين عن عدم أخذ المسئولين الرسميين لإجازاتهم السنوية ذكرني بطرفة أرجو السماح لي في ذكرها وهي أنه في عام 1969م وبمجئ ثورة مايو نادى الضابط الإداري بريفي المحيريبا على العم حسن غفير العمدة سابقاً بعد أن أصبح مراسله أبو حمار وقال له : كم سنة يا عم حسن لم تأخذ إجازة ؟ فقال له من زمن الانجليز يا جنابو . فقال له الضابط : خلاص بعد الثورة لازم كل عامل أو موظف يأخذ الإجازة بتاعته ، فسأل العم حسن ببراءة ومن سوف يركب على الحمار ؟ فقال له الضابط سوف نحضر أي شخص يحل محلك على بال ما تحضر . فقال العم حسن : وكان الزول الجديد دا ركب وما نزل تاني أمش أنا وين ؟ سؤال العم حسن لم يكن من فراغ ولكن النزول من على الحمار سوف يفقده دخل اضافي يعادل على الأقل دخله في الشهر ، فالعم حسن كان يلبس بردلوبة وخرج على الحمار مكتوب عليه ROS (جمهورية السودان) وجزمة (مسترباط) وقشلين وعمه كاكية ويأخذ رواتب المعلمين ورسائلهم وكل ما يتعلق بهم ويذهب بها إلى المدارس في القرى حيث كانت المواصلات متعثرة جداً ولا توجد عربات ولا باصات ولا أي شيء خلاف الحمار كما هو الحال في المحاكم بالنسبة للمحضرين . و كان العم حسن مكلف أيضاً بجمع العشور من صاحبات الانادي ، فالمعلمين يتركون له الفكة وستات الانادي يبالغن في إرضائه حتى يمهلهن إلى العام القادم بسبب الظروف المعيشية ، وبرضه ببسطنوا مع قرشين تلاثة فيكون المجموع ما يعادل مرتب العم حسن في شهر . واستمر على هذا الحال إلى أن أُحيل للمعاش . الحال الآن أصعب كيف يذهب الموظف في اجازته فقد يعود فلا يجد مكتبه أو سيارته أو حتى كرسيه الذي يجلس عليه أو منزله أو تم نقله . فالأجدى له أن يأخذ الإجازة كاش لزوم الكنكشة وأصله الشغل يومين في الاسبوع والباقي فواتح وحضور زواج بت بت المدير الجوهرة . وإلى لقاء آخر .
|
|
|
|
|
|