|
|
 المقدم/ م. بابكر الفحل سلام عليك أينما تكون
|
رجل لا أستطيع أن أنساه مهما طال عهدي به.
في العام 1999 وتحديداً في يوم الثلاثاء 17-11 بدأت العملية الإنتخابية بجامعة السودان لمقاعد الإتحاد وكنا حينها ضمن قائمة الوحدة الطلابية وكان تنظيمنا مسؤلاً عن تأمين صناديق الإقتراع في كلية الزراعة في شمبات، ولما كانت عضويتنا في الكلية المذكورة كبيرة وهناك فائض من عملية التأمين تحرك بعضنا لمساعدة زملائنا في بقية المجمعات وكان أن ذهبت أنا وصديقي ورفيق دربي عبد الله عبد الباقي علقم الى الجناح الغربي حوالي الساعة الواحدة ظهرا وجلسنا مع طلاب الإتحاديين وفي حوالي الساعة السادسة إستبدل صديقي عبد الله أحد الإخوة الإتحاديين والذي كان مراقباً في أحد المراكز، بعدها بدقائق حضر زميلنا صديق حامد من شمبات وأخبرني بأن التنظيم يطلب حضوري الى شمبات في الحال أو مغادرتي الجامعة الى أي مكان آمن. وقد علمت لاحقاً أن كيزان شمبات أشاعو بأني مسؤل الإتصال بين التجمع في الجامعة وبين التجمع في الخارج مما جعلني مطلوبا لدى جهاز الأمن وقد كانت هذه المعلومة مغلوطة طبعا ولا أدري إن كانت مقصودة أم لا. عموما بعد تفحص كل مخارج المجمع خرجت بالبوابة الشمالية "بوابة تربية" وإتجهت شرقاً وفي الطريق الواقع بين مباني الإتحاد ومباني الكلية إعترضني حوالي سبعة أو ستة أشخاص وأمامنا في نهاية الطريق تجلس قوة من الشرطة وأظن أن من إعترضوني قد تأكدوا تماما بأني وقعت في أيديهم ولكني فجأت أقربهم الى بأن ضربته في وجهه وكان يلبس نظارة وأطلقت لساقي العنان ودخلت إشلاق البوليس الواقع شمال مباني الجناح الغربي لجامعة السودان.. وكان هناك بعض الشباب يتابعون هذا الموقف وبعد أن دخلت الإشلاق وجدت مجموعة من ثلاثة أو أربعة رجال يجلسون أمام أحد المنازل وقد كانوا على علم بما يجري في الجامعة طلب مني أحدهم أن أدخل المنزل توجست في الأول ثم لم ألبس أن دخلت وتبعني الى الداخل وفي الديوان سألني عن الحاصل فأخبرته قصتي فطلب مني أن أبقى وخرج وجاءني بكوب عصير وجاءت زوجته كذلك سلمت على وسألتني أيضا ثم جاء إبنه عمر والذي أخبرني بأنه تخرج من كلية البيطرة والإنتاج الحيواني بحلة كوكو وتناقشنا حول ما يدور في الجامعة بعدها طلبوا مني أن أستحم وأدوني غيار ونبهوني إلى أن أفراد الجهاز يحفظون المطلوب من ملابسه وبعد ذلك قلت ليهم انا ماشي شمبات حاولوا أن يثنوني عن ذلك ولكني كنت مصراً حينها أخرج بابكر الفحل عربته وأوصلني الى محطة أبو جنزير وأوقف عربته بمحاذاة المواصلات وعندما هممت بالنزول ومع السلامة وضع في يدي مبلغ من المال "حوالي ستة ألف" ردتها له بكل إعتزار فغضب الرجل وقال لي إعتبرها حق المواصلات.
فيا أيها الرجل الإنسان سلام لك ولإبنك عمر ولإسرتك الكريمة أينما كنت...
ملحوظة: الإشلاق تم تكسيره ولا أدري أين يقيم بابكر حاليا أو أسرته.
|
|
 
|
|
|
|
بشري الطيب
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست