أهلنا فى السودان هم أكتر شعوب الأرض من المسلمين المهتمين بنظم اشعار وقصائد مدح رسول الله عليه أفضل الصلاة وأزكى التسليم، وده بدأ تقريبا مع بداية قيام ونشوء التجمعات السكانية الأولى للمسلمين الدخلو السودان، وتطور مع تأسيس وتنظيم التجمعات دى فى شكل سلطة سياسية منظمة زى ما حصل فى بداية القرن السادس عشر فى دولة سنار، وويمكن دى كانت البداية الحقيقية لظهور شعراء معروفين فى المجال ده، وساعد على كده برضه دخول الطرق الصوفية المتنوعة ودورها الكبير والمهم جدا فى نشر وتعليم الناس أمور الدين وصاحب الدور ده ظهور أدب المدائح النبوية، فى حلقات الذكر والنوبة والطارات والإنشاد، وظهر بشكل جيد تأثير طريقة المديح حتى فى الآلات المستخدمة، بالنمط الشائع فى منطقة المغرب العربى وغرب افريقيا بشكل اكتر من الأسلوب المعروف فى المشرق، وظهور وانتشار أدب المدائح النبوية كان ليه دور عظيم برضه فى تعليم الناس خصوصا فى مجال السيرة النبوية، ولأنه الكلمة الملحنة والمنظومة اسهل فى الإنتشار والقبول والحفظ، نلقى نسبة عالية جدا من الناس، خصوصا فى التاريخ المتقدم، وغالبيتهم طبعا من الأميين أو أشباه المتعلمين لو اعتبرنا دراسة الخلاوى البسيطة تعليم، حنلقاهم ملمين بالسيرة النبوية وأخبار الفتوحات وأسماء الخلفاء وتفاصيل أمورهم، وده كله من خلال المدائح النبوية
ولحد عهد قريب ويمكن لحد اليوم، كان لكل طريقة صوفية شاعرها المعروف، وكتير ما يكون شيخ الطريقة نفسها هو الشاعر زى ما فى أمثلة كتيرة، ينظم المدائح النبوية والأشعار الدينية الخاصة بالطريقة، وحتى الشعراء المستقلين لو جازت التسمية كانوا بالضرورة منتمين لواحدة من الطرق الصوفية، وظهر أعلام كتار طبعا فى مجال نظم المدائح على اختلاف فترات ظهورهم تاريخيا، والمشهورين المعروفين منهم فى الشمال كان الشيخ على ود حليب وبعده الشيخ حاج الماحى، وفى الوسط ود ابشريعة وحاج العاقب وود تميم وود ابكساوى والشيخ حياتى حمد العربى وود سعد الخ المشاهير منهم إضافة لكتيرين أقل شهرة وإن كانوا برضهم شعراء مجيدين، إنتهاءا بالشيخ الشاعر عبد الرحيم محمد وقيع الله المشهور بالبرعى، تيمنا ببرعى اليمن، عبد الرحيم البرعى الكان متخصص في أداء اشعاره المادح الشهير السمانى أحمد عالم
غير كده، كل شاعر من ديل كان عنده مؤديين معروفين ومشهورين زيه، ويمكن كمان يحصل خلافة وسط أولادهم أو أقاربهم فى شكل متوالى وأحسن دليل استمرارية أولاد حاج الماحى ويمكن ديل هم الجيل الخامس أو السادس من المادحين
ولحد عهد قريب جدا كان المداح المعروفين على المستوى الإعلامى معدودين ومحصورين فى أسماء معينة مشهورة ومعروفة، أولاد حاج الماحلا برضه، اب ضرس، الخمجان، السمانى احمد عالم، الأمين القرشى، على الشاعر الخ
فرق ومجموعات لا تحصى ولا تعد متخصصة فى المدائح، وبعد داك بشوية بدأ بعض الفنانين المعروفين بميولهم التدينية يدخلو فى مجال تأدية المدائح النبوية، ويمكن ده يكون شى ونتاج طبيعى حسب التوجه، وبعدها حصل "الإنفجار العظيم" وبقى عدد الفنانين الما دخلو فى المجال ده أقل من الدخلو، اللهم إلا إستثناءات قليلة جدا، وحتى كمان شفنا العنصر النسائى، وده أكيد جديد طبعا فى المجال ده، وبقى فى "مداحات" معروفات وبظهرن فى وسائط ووسائل الإعلام
وتغير شكل وطريقة الأداء، وبقت المدائح تؤدى مع فرقة موسيقية كاملة، واحتمال يكون الشغل موزع كمان بالنوتة
احتمال ظهور قنوات اعلامية متخصصة هو الشجع وساعد الفنانين ديل على طرق باب المديح النبوى، واحتمال برضه يكون التوجه العام الرسمى ومشروع الدولة الرسالية المعلن، واحتمال كمان يكون عبارة عن ركوب موجة الخ الإحتمالات
قبل كم يوم سمعت الفنان "خالد محجوب أو خالد الصحافة وهو يبنفى إنه ترك الغناء نهائيا زى ما اشيع، وقال إنه فعلا كان منصرف بشكل شبه تام لأداء المدائح لدرجة إنه الناس افتكرو إنه اعتزل الغناء وبقى مادح
يعنى للدرجة دى
السؤال هو شنو السبب أو الأسباب الأدت للإنفجار العظيم ده ؟
أكيد طبعا المديح النبوى شى جميل ومرغوب ومهم كمان لدوره التعليمى و التثقيفى والتوعوى المباشر وغير المباشر زى ما قلت قبل شويه، ولإسهامه الكبير فى ترقية الإحساس الدينى وترقيق الحواشى والدواخل و النفوس والبعد عن الغلواء والتطرف والجمود، والترغيب اللطيف
لكين الظاهرة فعلا غريبة شوية
ولا شنو
08-03-2009, 07:59 AM
jini
jini
تاريخ التسجيل: 02-05-2002
مجموع المشاركات: 30720
المشكلة ان مديحنا لا ياتى فى لب الرسالة وجوهرها ومقاصدها وانما ياتى فى امور هامشية مثل ازج احل اشم وكان يخصف نعله الخ اما الدعوة للصدق والعمل فهو من فعل الخواجات الذى لا شان لنا به!
والله فعلا انفجار عظيم حتى كدنا نحسب الفنانين الذين لا يمدحون وليس الذين يمدحون! جنى
08-03-2009, 08:13 AM
أبوذر بابكر
أبوذر بابكر
تاريخ التسجيل: 07-15-2005
مجموع المشاركات: 8610
المديح النبوي تعبير عن عشق وشوق واعجاب بالممدوح سيد ولد آدم عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم ، وطلب للقرب وعشم في الشفاعة . والمادح بيتحرك في المساحة دي . ومعظم وحيحو مصدرو مقدار بُعد المادح من مقام الممدوح وطلب القرب والقبول . لذا فليس من المطلوب من المادح الخروج من هذا الإطار فيما يختص بالمديح . أما السادة الشيوخ أصحاب المدارس المختلفة والطرق المتبوعة فقد يخرجون من هذا الدور إلى الإرشاد الديني والاجتماعي تربية للمريدين والأحباب في شكل إبداعي يشبه المديح في اللحن والإيقاع والأداء . أرجع للموضوع الأصلي وهو اقتحام الفنانين لهذا المجال وخلاصة مساهمتي حبابهم عشرة بلا كشرة وكثرة التكرار بتعلم الشطار لكن عدد الشطار حتى الآن من وجهة نظري المتواضعة لا يتعدى الجيلي الشيخ وخالد الصحافة . متفقين كلنا أن المادح أو الفنان وسيط يوصل احساس الشاعر للمحطة النهائية وهي المتلقي . وعشان يوصل الاحساس والمعاني لا بد أن يحسها هو في المقام الأول . والفضاء الذي يحلق فيه ملوك المديح يقصر عن إدراكه من لا يملك أجنحة محبة الممدوح .. والما عندو محبة .. ما عندو الحبة .. وفاقد الشيء لا يعطيه . وزاد الطين بلة سهولة الانتشار عبر قنوات متخصصة ودخول -مجال التأليف -من يحسنون النظم ورص الكلام دون معاناة ووجدان ويسلمون المسخ -عطاء من لا يملك لمن لا يستحق -لمن يكسوه بروائع الأصوات والألحان . فتصل للمتلقي المحب ميتة لا روح فيها ولا حركة .
تحياتي وأطيب أمنياتي
08-03-2009, 01:47 PM
أبوذر بابكر
أبوذر بابكر
تاريخ التسجيل: 07-15-2005
مجموع المشاركات: 8610
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة