مقال مُعاد..الطيب مصطفى والعصور الوسطى..!!.

كتب الكاتب الفاتح جبرا المتوفرة بمعرض الدوحة
مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-11-2024, 10:04 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الثالث للعام 2009م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
08-01-2009, 10:55 PM

khalid abuahmed
<akhalid abuahmed
تاريخ التسجيل: 10-25-2005
مجموع المشاركات: 3123

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
مقال مُعاد..الطيب مصطفى والعصور الوسطى..!!.

    الطيب مصطفى والعصور الوسطى..!!.
    الحلقة الأولى

    ثمة إحساس بالحزن والألم والمرارة ألم بي بعد اطلاعي على آخر مقال للأستاذ الأخ الطيب مصطفى أشعرني بأن الرجل يريد لنا العودة إلى العصور الوسطى التي تمثلت فيها عهود الظلم بكل أشكاله وأنواعه، فمجتمعها إقطاعي طبقي مغرق في الإقطاعية والطبقية، متعصب شديد التعصب يرفض حرية التعبير عن الذات وعن الحاجات الكامنة في النفس البشرية التي خلقها الله وفطرها بها، ويأبى للناس أن يطلقوا لأنفسهم حرية التفكير المستقل من أجل الرقي بحياتهم.
    والمقال الذي كتبه الأخ الطيب مصطفى قد غلبت عليه الأخطاء الطباعية قرابة العشرون خطاءً الأمر الذي يشير بوضوح شديد إلى إرسال المقال قبل التريث في قراءته والتمعن في معانيه ومراميه، ومعرفة أين تكمن الأخطاء والعِلل، ومن ثم معالجتها الكترونياً، ما يؤكد أن الرجل يستعجل في حكمه على مواقف الناس، و في عدم إدراكه لما يقول، وإطلاقه لإتهامات لا ترتبط للواقع بصلة.
    يعكس هذا التصرف أيضاً الاضطراب النفسي الذي يعانيه الرجل، فليس من الحكمة أبداً أن يكتب صاحب مشروع انفصالي كبير دون أن يقوم بالتدقيق والتشذيب بل والتريث في إطلاق الأحكام على الآخرين، وموقف العقيدة التي يدين بها ويدعي الدفاع عنها ضد مما اسماهم بكُتاب (المارينز) فالإناء ينضح بما فيه كما وضح المقال ذلك.

    في كتابه الذائع الصيت (الإمام علي صوت العدالة الإنسانية) الذي تُرجم إلى عدد من لغات العالم وهو أكثر الكتب العربية انتشاراً في العقد الأخير كون كاتبه مسيحي لبناني وليس مُسلماً، هو الكاتب الفذ جورج جُرداق (توفي قبل ثلاث سنوات)، وعندما يكتب مسيحي عن سيدنا علي (كرم الله وجهه) في مجلدين من الحجم الكبير عن الفكر الذي جاء به الإسلام من خلال ترجمة لأفعال خليفة المسلمين الراشد، يعني أن المسلمين لم يدركوا بعد حقيقة مبادئ حقوق الإنسان كما جاء بها الإسلام، وكما هو معروف أن الأمم المتحدة قد استمدت لوائح ونظم حقوق الإنسان من فكر سيدنا علي بن أبي طالب سليل بيت النبوءة، فالسؤال الذي يطرح نفسه ما هي منطلقات الأخ الطيب مصطفى..؟؟ إلا أن يكون يرغب حقيقة في الرجوع بنا إلى العصور الوسطى في القارة الأوربية.

    ففي العصور الوسطى...

    يمنع الإنسان من حقه في الخبز ويُحرم عليه التفكير الحُر والمُعتقد الحُر, ويُعاقب على طلب الخُبز والحُرية بالقتل والحرق لا رحمة في عقابه ولا هُوادة، فإنسانيات هذه القرون من ثم دون الإنسانيات القديمة في هذا المجال.
    و بقدر ما كانت زمرة الأغبياء مكرهة للنفوس وخُزياً على وجه تلك العصور, كان المارقُون والمتمردُون حباً في القلوب ونُوراً في العقول وصفاء في الضمائر وجمالاً على صفحة التاريخ.. أجل, إنهم المارقون.. المتمردون.. كتاب (المارينز) القدامى..!!.

    في القرون الوسطى..

    كان ملوك ذلك الزمان وشركاؤهم الجهلة والمجرمون والمتسترون بغشاء الدفاع عن الدين يسنون قوانين ظالمة للحد البعيد من أجل القضاء على هؤلاء المفكرين, بعد تعذيبهم والتنكيل بهم, فقد عودنا منطق التاريخ والجغرافية وقد أصبحت قاعدة ثابتة لا تتحرك مهما كانت الأحوال، ومهما بلغ مستوى التعسف العسكري والأمني والضغط النفسي والاقتصادي إن المفكر لن يرهب الظالم, والعالِم لن يستسلم للجاهل, والقيمة الإنسانية الحقيقية لن تغمرها مكايد المحتالين وصغار أهل النفاق.
    ففيما كانت الإمبراطوريات الأوروبية في القرون الوسطى تعاقب المارقين بمصادرة الأملاك, فالسجن, فالتعذيب, فالحرق بالنار, كان هؤلاء المارقون من فلاحي نورماندي بفرنسا, ومن الشعراء والأدباء, ينشدون هذه الأغنية بصوت ظل يدوي حتى بلغ مسامعنا اليوم, قائلين:
    إننا رجال مثلهم!
    لنا من الأعضاء مثل مالهم,
    ومن الأجسام مثل أجسامهم.
    ومن القلوب النبيلة فوق ما عندهم !

    ويذكر الكاتب جورج جرداق " أن المارقين جميعاً كانوا من شُرفاء الخلق وعظماء الفكر, ومن المتمردين على المظالم وعشاق الحرية, ومنكري الأذى والنكال, ومن الذين اتصلت بهم حلقات التمهيد إلى إعلان حقوق الإنسان".

    فالشاعر الفرنسي العظيم فرنسوا فيللون أحد أبطال الحب والحرية في تاريخ البشر، كان مارقاً في قانون ذوي الأقنعة السوداء وأصحاب التاج والصولجان في القرون الوسطى، لذلك عاش طريد القانون مُشرداً في كل أرض لا يحتويه مكان، وقد صدر ضده أكثر من ستين حكماً تتراوح بين النفي، والسجن، والسجن المؤبد، والتعذيب، والقتل بالسيف، والحرق بالنار، ولكنه أفلت من قبضات الماكرين وظل تائهاً ينشد الحب والحرية والمساواة بين الناس وسحق التعصب بكل ألوانه، كما ظل يدعو إلى وثبة العدالة والحياة ضد الجور والموت إلى أن انتهى عمره القصير وهو في شرخ شبابه، في الرابعة والثلاثين من عمره.

    وفي أواخر القرن الثاني عشر ظهر في مقاطعة بريتانيا بفرنسا مفكران مصلحان أولهما يدعى أموري ألبيناوي، وثانيهما داود الدنيانتي وهو تلميذ الأول ورفيقه وقد هاجم هذان المفكران تعاليم رجال الدين القاضية بأن يبقى الشعب في غفلة عن حقوقه في حرية الفكر وحرية العيش، وبأن يبقى أبناؤه عبيداً لهم وللأشراف والأمراء الأغبياء فما كان من رجال الدين إلى أن ألفوا محكمة عاجلة لمحاكمتهما ومحاكمة أتباعهما دفعة واحدة، وكان الحكم قاهراً وكانت العقوبة صارمة قاسية، وقد حمل أتباع الرجلين إلى ساحة النار!.

    أما المفكران المصلحان فقد فرا طلباً للنجاة، ولكن انتقام رجال الدين في تلك العصور كان أوسع من أن يفلت منه الإنسان حياً أو ميتاً، فإنهم ترقبوا موت الرجلين الكريمين، فنبشوا قبرهما وأحرقوا رفاتهما..!!.
    ولكن هل خلت هذه الظلمات من شهب تتوامض في دياجيرها السُود فتمزقها ولو إلى حين..؟، وهل استسلم الإنسان في أوربا مُطلقاً لمخزيات الطبقية والإقطاعية والعصبية الحمقاء..؟، وهل خمدت الحياة في الأحياء وانطفأ تأججها فسكنت وسكن الناس، فما من ثائر لحق ولا من مُتمرد على وحاقة وظلم..؟، وهل تفككت السلسلة التي صيغت حلقاتها بنور الأذهان والقلوب وحُميت بالدماء والتضحيات منذ كان الإنسان الاجتماعي الأول حتى هذه الصفحات من تاريخ البشرية..؟.
    وهل انقطعت الطرق التي سار فيها الإنسان السابق في كيان أخيه اللاحق، لتدله على أنه (إنسان) وعلى أن له حقوقاً عليه أن يطلبها بعنا وإصرار.؟.
    بكل تأكيد أن الحياة لم تخمد ولن تخمد وفي يقيني التام أن كُتاب (أجراس الحرية) في طريق الإمام أبا حنيفة الذي قتل بسبب آراءه التي لم يتحمل وقعها القوي الحاكم المسلم آنذاك، وهم سائرون على طريق (أموري ألبيناوي) و (داود الدنيانتي) وأن إتحادهم في إصدار هذه الصحيفة لهو إعلان جديد لحقوق الإنسان السوداني أين ما وجد وكيف ما كان لونه وعقيدته وما يحمله من أفكار.
    والناظر لكُتاب هذه الصحيفة يجد إنهم من أصحاب التجارب الفكرية والسياسية والاجتماعية، منهم من صال وجال في ميادين الحركة الإسلامية مفكراً خبيراً في المنابر الفكرية والسياسية ومسؤولاً عن مكتب قائد الحركة وكان من نجومها، بارعاً في ارتياد المناقشات الدينية ذات العمق الفكري والعملي، ومنهم من قارع السلاح مقاتلاً عن وعي وبحنكة، برغم الشهادات الأكاديمية العليا إلا المسئولية وضعته في هذا الموقع، ومنهم من تنقل من فكر سياسي محض إلى فكر سياسي عقدي، ومنهم من قارع أمهات الكتب والمراجع، وعندما ألفت نظر القارئ الكريم لهذه النقطة فإنني أشير بذلك إلى تجربتي الشخصية وكيف أنني استفدت منها أيما استفادة في حياتي الجديدة التي جعلتني ألم بتجارب الآخرين ومكنتني من (الرجوع) إلى الكتاب والتزود بالمعرفة، إذاً فإن المثل السوداني القائل (أسأل مجرب ولا تسأل طبيب" يعني أن أصحاب التجارب عموماً هم الأكثر قدرة من غيرهم رداً على علامات الاستفهام الكبيرة وفك الطلاسم التي تحير صاحبها وتدخله في نفق ضيق، وكذلك هم الأقدر على تفهم حاجات الإنسان السوداني، ولذا أقول أن كُتاب (أجراس الحرية) وهم قادرين بتجاربهم وعصارة فكرهم على تجسيد الحل الذي ينتظره جميع السودانيين المتمثل في التعايش السلمي بين أبناء الوطن الواحد.

    وإذا كان الأخ الكريم الطيب مصطفى يريد لنا العودة إلى القرون الوسطى وما فيها من أساليب للتعامل مع الرعية فإن هذا الحل ما عاد مطروحاً في الوقت الحالي، الأمر الذي جعل الجغرافية السودانية بكل اتجاهاتها وتلاوينها السياسية والثقافية تتمرد على المركز، لكن الذي آلمني ويؤلمني أن الأخ الطيب مصطفى ومن يمثلهم لم يجتهد في الإجابة على السؤال ..لماذا تمرد الكل على المركز..؟؟ حتى على مستوى الشرائح المهنية، فإن حاملي مشاعل الوعي و النور هم خارج دائرة المركز إلا من توجس خيفة من إلصاق تهمة (الطابور الخامس)، أما الآخرون فهم من فاقدي الموهبة والضمير، وهناك قائمة طويلة بالديباجات وقد استخدم منها رئيس منبر الشمال (المارينز) لكتاب هذه الصحيفة فقط لأنهم يختلفون معه في الرأي.
    وتجربتي الشخصية تؤكد أن (الاختلاف) في الرأي بالنسبة لحكام المركز يمثل خطاً (أحمر) لا ينبغي تجاوزه ضربا على الحائط بكل مفاهيم الإسلام التي تحث على أن (أمرهم شورى بينهم).

    ------------------------------
    نشر بأجراس الحرية وسودانيزاونلاين حوال العام من الآن
                  

08-01-2009, 10:58 PM

khalid abuahmed
<akhalid abuahmed
تاريخ التسجيل: 10-25-2005
مجموع المشاركات: 3123

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مقال مُعاد..الطيب مصطفى والعصور الوسطى..!!. (Re: khalid abuahmed)

    الطيب مصطفى والقرون الوسطى ..(2)

    قلنا في المقال السابق أن الأخ الطيب مصطفى يريد العودة بنا إلى القرون الوسطى، عهود الظلم والظلمات وكبت الحريات وانتقاص الحقوق التي كفلتها كل الشرائع الإلهية والمواثيق الدولية، يعود بنا إلى تلك الفترة ونحن في بدايات الألفية الثالثة، حيث مشاريع الوحدة هنا وهناك تُدهش البشر، كيف وأن دول الاتحاد الأوربي التي عاشت سنين أريقت فيها الدماء ومات فيها الملايين من البشر في حربين عالميتين حرقت الأخضر واليابس، توحدت برغم المآسي والجراح الكبيرة، وبرغم اختلاف اللغات والثقافات والسُحنات، مستفيدة من البنيات الاقتصاد المختلفة، والموارد البشرية والمالية الضخمة، وكانت الوحدة مذهلة للمراقبين، أنستهم مخلفات وكوارث القرون الوسطى والحربين العالميتين الأولى والثانية.
    ولاستمرار الوحدة بين دول هذا الشتات تحملت الشعوب الأوربية الكثير من الضرائب التي أرهقتهم، فمثلاً حتى تتفاهم مع بعضها البعض وحتى تقيم المؤسسات المشتركة لا بد أن تنعقد المؤتمرات والمنتديات وورش العمل، كان المواطن الأوربي في سنين الاتحاد الأولى يدفع من دم قلبه الملايين من الجنيهات لترجمة كل ما قيل في هذه الاجتماعات، تصور أخي القاري أن إدارة الاتحاد الأوربي في بروكسل العاصمة البلجيكية تترجم يوميا ألاف الوثائق من لغات مختلفة الهولندية والفرنسية والانجليزية والألمانية والأسبانية والايطالية الخ وبالعكس..!!.

    وكأنني بهذه الدول قد فهمت معنى الآية الكريمة:
    "وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعًا وَلاَ تَفَرَّقُواْ وَاذْكُرُواْ نِعْمَةَ اللّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاء فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنتُمْ عَلَىَ شَفَا حُفْرَةٍ مِّنَ النَّارِ فَأَنقَذَكُم مِّنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُون". آل عمران.
    وجاء الحديث النبوي الشريف ليؤكد على معاني العيش بسلام بدون كراهية وحقد وبغضاء.

    عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لا تحاسدوا ولا تباغضوا ولا تجسسوا ولا تحسسوا ولا تناجشوا وكُونوا عِباد الله إخوانا).
    بينما يريد الأخ الطيب مصطفى وزمرته انفصال وطن واحد يفهم بعضه البعض بدون تراجم، ويطلب منا جميعاً أن نُعطل عقولنا التي حبانا بها الخالق عز وجل دون سائر مخلوقاته، وأن نطلق لعواطفنا العنان في معالجة الإشكالات الراهنة وهي ليست إشكاليات فرد وأسرة بل هي قضايا أمة لها تاريخ مؤغل في القدم وينتظرها مستقبل مشرق، فليس من الحكمة أن نعمل بكل قوانا لزرع الكراهية والحقد بين أبناء الوطن الواحد بحيث نطلب الانفصال عن تلك الأرض التي فقدنا فيها فلذات أكبادنا حتى نُرضى عصبيتنا وجهويتنا وكبرياءنا الزائف.!!.
    وفي القُرون الوُسطى كان هناك مناضل عريق هو (سافونارولا) كشف لنا عن حقيقة أساسية في معنى التعصُب والتسامُح هي أن السبب الرئيسي في التعصب الديني من قبل الحُكام ورجال الدين، إنما كان للحصول على المغانم والمكاسب المادية والتخلص من الخصوم السياسيين وسائر الذين يقفون في طريق أصحاب هذه المغانم وهذه المكاسب..!. وفي كتابه (الإمام علي صوت العدالة الإنسانية) يذكرنا الكاتب جورج جُرداق بسيرة (سافونارولا) وسيرة خصومه في هذا المقام بأخبار التناحر والتقاتل في تاريخنا العربي وقد شاء المؤرخون أن يخلعوا عليها طابعاً دينياً أو طائفياً خالصاًً، وهي في حقيقتها معارك قامت على منافع مادية ومكاسب اقتصادية كانت كلها من نصيب الملوك والأمراء وأعوانهم من رجال الدين يستولون عليها باسم (المحافظة) على الإيمان و(خير) المؤمنين..!. والراهب الانجليزي الدكتور جون ويكليف كان من أنصار الحرية في زمانه، وكان رجلاً طيب القلب كريم الخُلق قوي التفكير مُحباً للشعب قال:
    "إن الناس يجب أن يطلعوا بأنفسهم على التوراة لا بواسطة رجال الدين وأن رجال الدين هؤلاء يعيشون عيشة بذخ وفُسق والناس في جحيم من الفاقة وإنهم يريدون أن لا يكون في انجلترا شيء اسمه (الرأي العام) وهو يريد ذلك".

    عندما ينتقد الطيب مصطفى عبارات مسيحية على إحدى الصفحات فإنه يحاول تجّييش الناس ضد الصحيفة التي كسبت وتكسب يومياً أصحاب العقول الواعية، ما يشير بوضوح شديد إلى أن الخوف من ثقافة الآخر في العادة ينتج عن ضعف في مستوى التدين وفي ضعف مفهوم الدين لدى صاحبه، ما يعني ضعف التلقي المعرفي العام ليس بالدين فحسب بل بتاريخ وسمات الشخصية السودانية.!. وفي كتابه (عاشق لعار التاريخ) يقول الكاتب السعودي عبد الله القصيمي " أن أشد الناس خوفاً من الحرية والتطور هم الذين انتصروا بالمؤامرات، وهم الذين ارتفعوا فوق أكتاف التاريخ بالقفز عليه في الظلام".


    ويقول في مكان آخر من الكتاب " إن الثوار لا يمكن أن يصنعوا الحرية، إنهم أبدا خصومها، و لكن الحرية تحفر طريقها بلا تشريع ولا ثورة، كما يحفر النهر مجراه بمواصلته السير في جوف الصخور والتراب وبمقاومته الطبيعة، أن الحرية لا توجد بالإرادة أو الخطة أو الأمر، أن الحرية توجد بالتعامل مع الأشياء الصعبة والمتناقضة والمضادة".


    في الدُول العلمانية التي يمثل فيها المسلمين الأقلية تنداح الثقافة المسيحية في كل مكان في البيت والشارع والأجهزة الإعلامية، وفي كافة الدوائر التي يرتادها البشر، لم يتزعزع إيمان المسلمين بدينهم ومعتقدهم لأن ثقافة المسيح تطاردهم في كل مكان، بل يحصل العكس تماماً أن تدين المسلمين يزداد ترسيخاً في دواخلهم مع الاعتزاز بالانتماء لهذا الدين العظيم الذي يحتل الوجدان ويقبع في أعمق مكان للإحساس بحلاوة الإيمان، فلماذا يعتبر الأخ الطيب مصطفى أن بضعة آيات من الإنجيل في صفحة أسبوعية تعكس نبض المسيحيين في الخرطوم مُهدداً لوجود الإسلام في السودان..؟!.
    في دول مثل ألمانيا وفرنسا تدين بالمسيحية، أسلم فيها أكثر من 6 ألف شخص ما بين عامي 2006-2007م ولم تنزعج الصحافة هناك لأن جزء عزيز من أبناء البلد قد فارق دين آبائهم وأجدادهم، ولم تقرع طبول الحرب ولم تطالب بطرد المسلمين من أراضيها.

    إذاً، الاستدلال بصفحة (أجراس الكنائس) لمخاطبة عقول ضعيفة تصدق أن الصحيفة تقوم بالتبشير لدين هو مكان احترام وتقدير كل السودانيين، يعبر عن هزيمة نفسية للفكر الذي يحمله الأخ الطيب، لكن المعنى العميق في المسألة أن صاحبنا لم يتمالك نفسه بحصول هذه الصحيفة على سبق صحفي ومهني كبير يضاف إلى رصيدها أن أصبحت أول صحيفة سودانية ناطقة باللغة العربية تخصص صفحة لرصد الحراك المسيحي في البلاد وعكسه للقراء الكرام، في ظل وجود ملايين من المسيحيين بين ظهرانينا.

    الطيب مصطفى يعلن أنه يمتلك (الحقيقة) وأن الآخرين رعاع لا يفقهون شيئاً، وفي يقيني هذا أمر مؤسف يمثل أسلوب غير مُتزن يمارسه الذين يجهلون كينونة الصراع من أجل البقاء، كما يجهلون ما يحدث على أرض الواقع في الوقت الراهن،ولعل تجربة الاتحاد السوفيتي خير مثال، فبانهيار الدولة التي كانت تقول أن (الحقيقة) عندي وحدي، انهار المجتمع وتحولت البلاد إلى مجموعات من المافيا وتُجار السلاح وشركات تجارة الجنس، ولم يتمكن المجتمع المقولب حكومياً من مواجهة الكارثة فتفرقت البلاد إلى جمهوريات أيدي سبأ، فلماذا يريد صاحبنا تكرار هذه التجربة الماثلة أمامنا والتي عشناها بكل ما فينا من جوارح..!.

    وعندما نتحدث عن رفض الطيب مصطفى لإندياح الحريات الصحفية والإعلامية والتعبير الحر عن الذات( وهو رفض مبطن) نتذكر قصة اغتيال الإمام النسائي على منبر دمشق عاصمة الأمويين، ومن المؤرخين من يقول أنه دفن في مكة ومنهم من يقول انه دفن في الرملة فحتى قبر هذه القامة العلمية في ظل هرجلة الإسلام السياسي الأموي لا يعرف مكانه على وجه الدقة، ففاجعة الإمام النسائي قد تنفع الباحث المنصف كنقطة للبحث لمعرفة نفسية وعقلية الدولة الأموية التي يسير على منوالها الأخ الطيب وأعضاء منبره.
    أستاذ الإنسانية الإمام علي كرم الله وجهه رابع الخلفاء الراشدين يقول "الحاكم والد والرعية أبناءه" و "ما جاع فقير إلا بما متع به غني" و " الفقير غريب في وطنه" و "لو كان الفقر رجلاً لقتلته" و "خير البلاد ما حملك"، وقوله الأخير جعلني أفكر لماذا هاجر السودانيون حتى إلى إسرائيل..؟ أليس الوصايا على الآخرين هي السبب، وجعل الناس تعيش بلا حرية ممارسة الفعل البشري التلقائي، لأن المركز يريد للآخرين كما يُشرع لذلك الأخ الطيب ممارسة فعلهم اليومي من خلال موافق قيادة المركز، وبما يراه المركز، ولذا أقول أنه حينما تفرض الوصاية على العقول من أي جهة ستكون مناهج الفكر أموية، ومعايير البحث عباسية، وهذا هو ما ضرب الإسلام في مقتل.
    في كتابه القيّم الذي شغل المُفكرين والعُلماء (جدلية الغيب والطبيعة: العالمية الثانية للإسلام) صفحة 248 يقول المفكر السوداني المرحوم أبو القاسم حاج حمد " إن تلبس الإنسان بحالة القوة الذاتية في الفعل سرعان ما تنسج حول الإنسان شعوراً بمطلقه الذاتي، ثم ينعكس هذا المطلق الذاتي على علاقته بالطبيعة وبالمجتمع، فيحل الصراع بديلاً عن السلام، والانقسام بديلاً عن الوحدة، ولا يصبح ثمة معنى للوحدة والسلام إلا في حدود المنفعة الموضعية لحركة المطلق الإنساني الذاتي.. القبيلة والطبقة، وهذه الأشكال المختلفة التي تتكاثر على مستوى الانقسام والصراع والأخلاق، فكل تركيب كوني يفقد معناه الطبيعي وروحه الايجابية فيتحول إلى المعنى الذي يعطيه له الإنسان من خلال شعوره المطلق الذاتي، هنا يغيب الله عن الوعي وتغيب حكمته في النسج الكوني فماذا تكون النتائج الحضارية؟ ماذا تكون نتيجة إهمال هذه المعاني؟".

    والنتيجة واضحة للجميع تمرد السودانيين بكل سحناتهم واتجاهاتهم على المركز لكن الأخ الطيب مصطفى لا يريد الاعتراف بعمله في إشعال نار الصراع بديلاً عن السلام، والانقسام بديلاً عن الوحدة.
                  

08-02-2009, 08:19 PM

khalid abuahmed
<akhalid abuahmed
تاريخ التسجيل: 10-25-2005
مجموع المشاركات: 3123

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مقال مُعاد..الطيب مصطفى والعصور الوسطى..!!. (Re: khalid abuahmed)

    ..
                  

08-02-2009, 08:52 PM

عمر صديق
<aعمر صديق
تاريخ التسجيل: 06-06-2008
مجموع المشاركات: 14776

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مقال مُعاد..الطيب مصطفى والعصور الوسطى..!!. (Re: khalid abuahmed)

    Quote: الطيب مصطفى والعصور الوسطى..!!.
    الحلقة الأولى

    ثمة إحساس بالحزن والألم والمرارة ألم بي بعد اطلاعي على آخر مقال للأستاذ الأخ الطيب مصطفى أشعرني بأن الرجل يريد لنا العودة إلى العصور الوسطى التي تمثلت فيها عهود الظلم بكل أشكاله وأنواعه، فمجتمعها إقطاعي طبقي مغرق في الإقطاعية والطبقية، متعصب شديد التعصب يرفض حرية التعبير عن الذات وعن الحاجات الكامنة في النفس البشرية التي خلقها الله وفطرها بها، ويأبى للناس أن يطلقوا لأنفسهم حرية التفكير المستقل من أجل الرقي بحياتهم.
    والمقال الذي كتبه الأخ الطيب مصطفى قد غلبت عليه الأخطاء الطباعية قرابة العشرون خطاءً الأمر الذي يشير بوضوح شديد إلى إرسال المقال قبل التريث في قراءته والتمعن في معانيه ومراميه، ومعرفة أين تكمن الأخطاء والعِلل، ومن ثم معالجتها الكترونياً، ما يؤكد أن الرجل يستعجل في حكمه على مواقف الناس، و في عدم إدراكه لما يقول، وإطلاقه لإتهامات لا ترتبط للواقع بصلة.
    يعكس هذا التصرف أيضاً الاضطراب النفسي الذي يعانيه الرجل، فليس من الحكمة أبداً أن يكتب صاحب مشروع انفصالي كبير دون أن يقوم بالتدقيق والتشذيب بل والتريث في إطلاق الأحكام على الآخرين، وموقف العقيدة التي يدين بها ويدعي الدفاع عنها ضد مما اسماهم بكُتاب (المارينز) فالإناء ينضح بما فيه كما وضح المقال ذلك.

    في كتابه الذائع الصيت (الإمام علي صوت العدالة الإنسانية) الذي تُرجم إلى عدد من لغات العالم وهو أكثر الكتب العربية انتشاراً في العقد الأخير كون كاتبه مسيحي لبناني وليس مُسلماً، هو الكاتب الفذ جورج جُرداق (توفي قبل ثلاث سنوات)، وعندما يكتب مسيحي عن سيدنا علي (كرم الله وجهه) في مجلدين من الحجم الكبير عن الفكر الذي جاء به الإسلام من خلال ترجمة لأفعال خليفة المسلمين الراشد، يعني أن المسلمين لم يدركوا بعد حقيقة مبادئ حقوق الإنسان كما جاء بها الإسلام، وكما هو معروف أن الأمم المتحدة قد استمدت لوائح ونظم حقوق الإنسان من فكر سيدنا علي بن أبي طالب سليل بيت النبوءة، فالسؤال الذي يطرح نفسه ما هي منطلقات الأخ الطيب مصطفى..؟؟ إلا أن يكون يرغب حقيقة في الرجوع بنا إلى العصور الوسطى في القارة الأوربية.

    ففي العصور الوسطى...

    يمنع الإنسان من حقه في الخبز ويُحرم عليه التفكير الحُر والمُعتقد الحُر, ويُعاقب على طلب الخُبز والحُرية بالقتل والحرق لا رحمة في عقابه ولا هُوادة، فإنسانيات هذه القرون من ثم دون الإنسانيات القديمة في هذا المجال.
    و بقدر ما كانت زمرة الأغبياء مكرهة للنفوس وخُزياً على وجه تلك العصور, كان المارقُون والمتمردُون حباً في القلوب ونُوراً في العقول وصفاء في الضمائر وجمالاً على صفحة التاريخ.. أجل, إنهم المارقون.. المتمردون.. كتاب (المارينز) القدامى..!!.

    في القرون الوسطى..

    كان ملوك ذلك الزمان وشركاؤهم الجهلة والمجرمون والمتسترون بغشاء الدفاع عن الدين يسنون قوانين ظالمة للحد البعيد من أجل القضاء على هؤلاء المفكرين, بعد تعذيبهم والتنكيل بهم, فقد عودنا منطق التاريخ والجغرافية وقد أصبحت قاعدة ثابتة لا تتحرك مهما كانت الأحوال، ومهما بلغ مستوى التعسف العسكري والأمني والضغط النفسي والاقتصادي إن المفكر لن يرهب الظالم, والعالِم لن يستسلم للجاهل, والقيمة الإنسانية الحقيقية لن تغمرها مكايد المحتالين وصغار أهل النفاق.
    ففيما كانت الإمبراطوريات الأوروبية في القرون الوسطى تعاقب المارقين بمصادرة الأملاك, فالسجن, فالتعذيب, فالحرق بالنار, كان هؤلاء المارقون من فلاحي نورماندي بفرنسا, ومن الشعراء والأدباء, ينشدون هذه الأغنية بصوت ظل يدوي حتى بلغ مسامعنا اليوم, قائلين:
    إننا رجال مثلهم!
    لنا من الأعضاء مثل مالهم,
    ومن الأجسام مثل أجسامهم.
    ومن القلوب النبيلة فوق ما عندهم !
    ويذكر الكاتب جورج جرداق " أن المارقين جميعاً كانوا من شُرفاء الخلق وعظماء الفكر, ومن المتمردين على المظالم وعشاق الحرية, ومنكري الأذى والنكال, ومن الذين اتصلت بهم حلقات التمهيد إلى إعلان حقوق الإنسان".

    فالشاعر الفرنسي العظيم فرنسوا فيللون أحد أبطال الحب والحرية في تاريخ البشر، كان مارقاً في قانون ذوي الأقنعة السوداء وأصحاب التاج والصولجان في القرون الوسطى، لذلك عاش طريد القانون مُشرداً في كل أرض لا يحتويه مكان، وقد صدر ضده أكثر من ستين حكماً تتراوح بين النفي، والسجن، والسجن المؤبد، والتعذيب، والقتل بالسيف، والحرق بالنار، ولكنه أفلت من قبضات الماكرين وظل تائهاً ينشد الحب والحرية والمساواة بين الناس وسحق التعصب بكل ألوانه، كما ظل يدعو إلى وثبة العدالة والحياة ضد الجور والموت إلى أن انتهى عمره القصير وهو في شرخ شبابه، في الرابعة والثلاثين من عمره.

    وفي أواخر القرن الثاني عشر ظهر في مقاطعة بريتانيا بفرنسا مفكران مصلحان أولهما يدعى أموري ألبيناوي، وثانيهما داود الدنيانتي وهو تلميذ الأول ورفيقه وقد هاجم هذان المفكران تعاليم رجال الدين القاضية بأن يبقى الشعب في غفلة عن حقوقه في حرية الفكر وحرية العيش، وبأن يبقى أبناؤه عبيداً لهم وللأشراف والأمراء الأغبياء فما كان من رجال الدين إلى أن ألفوا محكمة عاجلة لمحاكمتهما ومحاكمة أتباعهما دفعة واحدة، وكان الحكم قاهراً وكانت العقوبة صارمة قاسية، وقد حمل أتباع الرجلين إلى ساحة النار!.

    أما المفكران المصلحان فقد فرا طلباً للنجاة، ولكن انتقام رجال الدين في تلك العصور كان أوسع من أن يفلت منه الإنسان حياً أو ميتاً، فإنهم ترقبوا موت الرجلين الكريمين، فنبشوا قبرهما وأحرقوا رفاتهما..!!.
    ولكن هل خلت هذه الظلمات من شهب تتوامض في دياجيرها السُود فتمزقها ولو إلى حين..؟، وهل استسلم الإنسان في أوربا مُطلقاً لمخزيات الطبقية والإقطاعية والعصبية الحمقاء..؟، وهل خمدت الحياة في الأحياء وانطفأ تأججها فسكنت وسكن الناس، فما من ثائر لحق ولا من مُتمرد على وحاقة وظلم..؟، وهل تفككت السلسلة التي صيغت حلقاتها بنور الأذهان والقلوب وحُميت بالدماء والتضحيات منذ كان الإنسان الاجتماعي الأول حتى هذه الصفحات من تاريخ البشرية..؟.
    وهل انقطعت الطرق التي سار فيها الإنسان السابق في كيان أخيه اللاحق، لتدله على أنه (إنسان) وعلى أن له حقوقاً عليه أن يطلبها بعنا وإصرار.؟.
    بكل تأكيد أن الحياة لم تخمد ولن تخمد وفي يقيني التام أن كُتاب (أجراس الحرية) في طريق الإمام أبا حنيفة الذي قتل بسبب آراءه التي لم يتحمل وقعها القوي الحاكم المسلم آنذاك، وهم سائرون على طريق (أموري ألبيناوي) و (داود الدنيانتي) وأن إتحادهم في إصدار هذه الصحيفة لهو إعلان جديد لحقوق الإنسان السوداني أين ما وجد وكيف ما كان لونه وعقيدته وما يحمله من أفكار.
    والناظر لكُتاب هذه الصحيفة يجد إنهم من أصحاب التجارب الفكرية والسياسية والاجتماعية، منهم من صال وجال في ميادين الحركة الإسلامية مفكراً خبيراً في المنابر الفكرية والسياسية ومسؤولاً عن مكتب قائد الحركة وكان من نجومها، بارعاً في ارتياد المناقشات الدينية ذات العمق الفكري والعملي، ومنهم من قارع السلاح مقاتلاً عن وعي وبحنكة، برغم الشهادات الأكاديمية العليا إلا المسئولية وضعته في هذا الموقع، ومنهم من تنقل من فكر سياسي محض إلى فكر سياسي عقدي، ومنهم من قارع أمهات الكتب والمراجع، وعندما ألفت نظر القارئ الكريم لهذه النقطة فإنني أشير بذلك إلى تجربتي الشخصية وكيف أنني استفدت منها أيما استفادة في حياتي الجديدة التي جعلتني ألم بتجارب الآخرين ومكنتني من (الرجوع) إلى الكتاب والتزود بالمعرفة، إذاً فإن المثل السوداني القائل (أسأل مجرب ولا تسأل طبيب" يعني أن أصحاب التجارب عموماً هم الأكثر قدرة من غيرهم رداً على علامات الاستفهام الكبيرة وفك الطلاسم التي تحير صاحبها وتدخله في نفق ضيق، وكذلك هم الأقدر على تفهم حاجات الإنسان السوداني، ولذا أقول أن كُتاب (أجراس الحرية) وهم قادرين بتجاربهم وعصارة فكرهم على تجسيد الحل الذي ينتظره جميع السودانيين المتمثل في التعايش السلمي بين أبناء الوطن الواحد.

    وإذا كان الأخ الكريم الطيب مصطفى يريد لنا العودة إلى القرون الوسطى وما فيها من أساليب للتعامل مع الرعية فإن هذا الحل ما عاد مطروحاً في الوقت الحالي، الأمر الذي جعل الجغرافية السودانية بكل اتجاهاتها وتلاوينها السياسية والثقافية تتمرد على المركز، لكن الذي آلمني ويؤلمني أن الأخ الطيب مصطفى ومن يمثلهم لم يجتهد في الإجابة على السؤال ..لماذا تمرد الكل على المركز..؟؟ حتى على مستوى الشرائح المهنية، فإن حاملي مشاعل الوعي و النور هم خارج دائرة المركز إلا من توجس خيفة من إلصاق تهمة (الطابور الخامس)، أما الآخرون فهم من فاقدي الموهبة والضمير، وهناك قائمة طويلة بالديباجات وقد استخدم منها رئيس منبر الشمال (المارينز) لكتاب هذه الصحيفة فقط لأنهم يختلفون معه في الرأي.
    وتجربتي الشخصية تؤكد أن (الاختلاف) في الرأي بالنسبة لحكام المركز يمثل خطاً (أحمر) لا ينبغي تجاوزه ضربا على الحائط بكل مفاهيم الإسلام التي تحث على أن (أمرهم شورى بينهم).

    ------------------------------
    نشر بأجراس الحرية وسودانيزاونلاين حوال العام من الآن



    الاخ خالد ابواحمد
    تحياتي


    للاخ الطيب مصطفي ان يدعو لافكاره ويبشر بها

    ولك انت ان تنتقدها وتقف ضدها

    ولكن يا عزيزي كتابتك اعلاه يجب ان تحول بينك وبين نقد كتابة الطيب مصطفي والذي يشهد له الكثيرين بتمكنه من اللغة العربية

    وارجو ان تراجع الاخطاء الطباعية والاملائية التي يذخر بها هذا المقال
                  

08-03-2009, 11:53 AM

khalid abuahmed
<akhalid abuahmed
تاريخ التسجيل: 10-25-2005
مجموع المشاركات: 3123

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مقال مُعاد..الطيب مصطفى والعصور الوسطى..!!. (Re: عمر صديق)

    الاخ الكريم عمر صديق..

    أولاً شكرا على المداخلة..
    ثانياًً..ارجو ان تعيد قراءة ما كتبت

    Quote: والمقال الذي كتبه الأخ الطيب مصطفى قد غلبت عليه الأخطاء الطباعية قرابة العشرون خطاءً الأمر الذي يشير بوضوح شديد إلى إرسال المقال قبل التريث في قراءته والتمعن في معانيه ومراميه، ومعرفة أين تكمن الأخطاء والعِلل، ومن ثم معالجتها الكترونياً، ما يؤكد أن الرجل يستعجل في حكمه على مواقف الناس، و في عدم إدراكه لما يقول، وإطلاقه لإتهامات لا ترتبط للواقع بصلة.
    يعكس هذا التصرف أيضاً الاضطراب النفسي الذي يعانيه الرجل، فليس من الحكمة أبداً أن يكتب صاحب مشروع انفصالي كبير دون أن يقوم بالتدقيق والتشذيب بل والتريث في إطلاق الأحكام على الآخرين، وموقف العقيدة التي يدين بها ويدعي الدفاع عنها ضد مما اسماهم بكُتاب (المارينز) فالإناء ينضح بما فيه كما وضح المقال ذلك.
    .

    ما عنيته هو أن رجل له مشروع انفصالي كبير وله حزب له من المنطق أن يكتب مقال يروج لأفكاره بأكثر من 20 خطاً..وبالفعل يؤكد أن الرجل يستعجل في قراراته وفي حكمه على الناس خاصة الذين يختلفون معه في الرأي.
    انا ليس لدي مشروع انفصالي..
    انا لست زعيم حزب كبير.
    انا لا أملك صحيفة.

    نعم يمكن أن أخطئ مليون مرة..
    لكن مختلف الأمر عندما يخطأ زعيم حزب له رسالة وأهداف..وجمهور..وصحيفة..!!.

    الامر الآخر ان وجهة نظري هذه يتفق معي في آلالاف الناس وأكبر وأشهر الكتاب في الساحة على أن الرجل مستعجل وانفصالي ..,ووووووووووووووووووووووو.
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de