البلد الذ لا تؤذن ديوكه للفجر

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-07-2024, 11:11 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الثالث للعام 2009م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
08-01-2009, 06:26 PM

Ali Hamad

تاريخ التسجيل: 06-22-2008
مجموع المشاركات: 393

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
البلد الذ لا تؤذن ديوكه للفجر

    البلد الذى لا تؤذن ديوكه للفجر :



    رواية : على حمد ابراهيم

    اخذ يصعد الدرج ببطء ، يقدم خطوة و يؤخر أخرى، ينظر الى مواقع قدميه ، يتثبت منها ،حتى لا يكاد يرفع ناظريه الى اعلى. يرهف السمع لمكبر الصوت يعوى من بعيد ، يدعو المغادرين بطيران عبر المحيط ، سفرية رقم خمسين ،الى اكمال اجراءات سفرهم . تحدى كل المعترضين على سفره ، تنهد مغموما ، رانت على محياه مسحة من كآبة . مضى شوطا ابعد فى التحدى:
    "اكتب عندك ، وعلى رأس الصفحة الاولى ، وبالحبر الصامد مسافر الى ذلك البلد البعيد الذى لا تؤذن ديوكه عند الفجر . ان شاء الله ما آخر سفر " . لقد عاش معه حلم السفر الى ذلك البلد البعيد زمنا طويلا . و ها هو الحلم يكاد يصبح حقيقة لو مضت الامور على مايرام فى ما تبقى من لحظات. حتى الآن يبدو كل شئ سائرا على مايرام . الشئ الوحيد الذى يزعجه الآن هو لعلعة مكبر الصوت التى لا تتوقف لحظة ، يدعو بعض المسافرين باسمائهم ، وما يلبث أن يذيع خبرا بالغاء اجراءات سفرهم . تولد لديه احساس وخوف بأن هذا الميكرفون المزعج قد يدعوه فجأة ويطلب اليه الحضور الى مكتب الهجرة حتى اذا ذهب اليهم الغوا اجراءات سفره وصادروا منه بطاقة المغادرة . اذا حاولوا هذا الشئ معه فسوف تدور بينه وبينهم معركة مثل معركة ذات الصوارى التى حدث عنها التاريخ . لقد حدث ذلك الشئ لصديقه حمّاد العود مرتين قبل ان يسمح له بالسفر الى ذلك البلد البعيد بخراج الروح. حدث ذلك قبل عشر سنوات. يومها صعد حمّاد العود الى جوف الطائرة وفى صدره هدير من الغضب المكتوم. ومن يومها انقطعت اخباره عن البلد. هل حدث ذلك بسبب ذلك الغضب الجارف الذى صعد به الى جوف الطائرة فى ذلك اليوم . منذ الصغر توافق الناس على تسميته بالعود كنية عن نحافته الشديدة وطوله الفاره . ولكن ما باله قطع المصروف عن والدته العجوز الطيبة. خمس سنوات الآن وهى لا تسمع اخبارا منه ولا تتسلم مصروفا . كانت معترضة على سفره، نعم. ولكن لم يكن لها يد فى المعاكسات التى تعرض لها فى المطار اكثر من مرة قبل سفره. عندما يصل الى ذلك البلد البعيد ، فسوف يسأل عنه حتى الطير العجمى سؤال الضهبان، وسوف يقلب جميع الاحجار والاركان ينظر تحتها بحثا عن صديقه القديم حماد العود . سوف يعثر عليه ، لا محالة. او يجد خبرا عنه . الارض لم تبتلعه بعد. وطالما هو حى على ضهر الارض ، فسوف يعثر عليه . سوف يراه وينظر فى شكله القديم الذى يعرفه خصوصا عندما يمشى فوق اديم الثرى يتلولح مثل عصار القايلة كما كانت تصفه امه وهى تمازحه بحب كبير. وسوف تفرح امه بالخبر و تدعو لى بخير وبركة ، تلك المراة الصالحة . انها تسأل دائما عن صحته ، ولا تسأل عن المصاريف المقطوعة . الناس فى البوادى عموم مؤمنون ، وقدريون ، ويتجملون على الحاجة بالصبر الجميل. يصبرون على المحن والفاقة صبر النبى ايوب، يحمدون الله على النفس الطالع والنازل، لا يغضبون ولا يشكون . فالشكية لغيرالله مذلة كبيرة. يؤمنون بالقسمة والنصيب ويقبلون بما قسم لهم قبول من انقطع لله ورغب عن غيره . ما زال يصعد الدرج ببطء ،يتحسس مواقع قدميه ، يتثبت منها ، حتى لا يكاد يرفع ناظريه الى اعلى . حانت منه التفاتة اخرى الى الافق البعيد. بدت له السماء متجهمة ،و مائجة بالغمام الكثيف ، وتتواتر منها اصوات الرعود والصواعق. تعجب ان كانت السماء غاضبة هى الاخرى من سفره الى ذلك البلد البعيد مثل غضب اهل الناحية ، الذين فى عرفهم لا يهاجر الا المحتاج المنقطع .و هو ليس من هذا الصنف من الناس . ليس لديه سبب للسفر غير محاكاة الآخرين . وحب التسوح فى ديار الغربة . حكايات كثيرة وقصص سمعها عن ذلك البلد البعيد ، بعض هذه الحكايات والقصص يدخل فى النوع الذى لا يمكن التحدث به فى مكان عام . و لكن ما سمع من حكايات وقصص لم يثنه عن الرغبة فى السفر الى ذلك البلد البعيد .ها هو مسافراليه على أى حال . لا يهمه ما يفعل الناس هناك ، كل شاة معلقة من عصبتها، كما يقول المثل الشعبى ، الناس تتعلم الحكمة من امثالها الشعبية. ما زال يصعد الدرج ببطء ، يتحسس مواقع قدميه ، يتثبت منها ، حتى لايكاد يرفع ناظريه الى أعلى . لاحت منه التفاتة ثانية الى الافق البعيد . اكتظت السماء بمزيد من السحب الداكنة.و زادت فيها اصوات الرعود وزاد تماوج البروق و الانواء. الناس فى البوادى عموم لا يسافرون الا نادرا . انهم يلتصقون بالنواحى التى يولدون فيها . و يشبون و يهرمون فيها. يكابدون فيها ظروفهم المعيشية ، و محن الحياة واكدارها وهم راضون ، يحمدون الله فى كل الاحوال ، و على النفس الطالع والنازل ، ويزيد حمدهم اذا نالوا اقل القليل من خير الدنيا . السفر خارج هذه النواحى هو شئ مكروه وعندما يتحتم يصبح تاريخا وحكايات تروى . ومعلم تاريخى تؤرخ به الوقائع ، فيقال السنة التى سافر فيها فلان الفلانى الى البندر الغربى مثلا . سفر شخص بعينه يمكن ان تتفرع منه الاساطير والحكايات و يدور حوله انس البوادى عموم ،مثل سفر امونة بت على الى البندر فى ذلك اليوم الحار ممتطية ظهر جملها الابيض السريع الذى تعارف الناس فى الناحية على تسميته بالهباب نسبة لسرعته الفائقة فى قطع المسافات الطويلة. سفر امونة بت على فى ذلك اليوم الحار اصبح حدثا تاريخيا تحدثت فيه فيما بعد البوادى والركبان فترة طويلة من الزمن قبل ان تنساه وتنتقل الى انس آخر . قالوا كسرت امونة عادة الناس ف البوادى عموم وسافرت فى يوم لا يسافر فيه أهل الناحية و لا يقومون بأى عمل يدوى ، سافرت فى يوم الربوع بالتحديد . الناس فى هذه النواحى يتشاءمون من السفر فى يوم الربوع. لم يسألوا انفسهم عن سر تلك العادة ولا عن اصلها او فصلها . لقد وجدوا اباءهم هكذا يفعلون ، فساروا على ما سار عليه آباؤهم الاولون. صار الامر عبادة وثنية تركها قد يجلب الضرر للتارك بلا سبب . خفير الناحية عاد من البندر فى مساء يوم الثلوث . وحمل معه الخبر الاكيد لأمونة بت على. افادها بأن بوليس سوارى الحدود اعتقل زوجها الشيخ ود ابراهيم بسبب كسره لقانون المناطق المقفولة ، وتعديه على حدود الجنوب. دهم الخبر امونة ، جمعت اغراضها والاغراض التى ظنت ان زوجها ود ابراهيم قد يحتاج اليها فى سجنه، علقتها فى صرة كبيرة على ظهر جملها الهباب . اعتلت ظهره بقفزة رشيقة ، ارخت له القياد والأعنة ، ولكعته باتجاه مدينة البندر حيث السجن الكبير الذى يركم فيه المجرمون من كل الاصناف ، الذى يسرق دجاجة تجده هناك، الذى يسرق جملا تجده هناك ، الذى يذبح شاة تجده هناك . والذى يذبح انسانا تجده هناك . والذى يتعدى الحدود تجده هناك. يختلط الحابل بالنابل فى سجن المدينة الكبير. ويتعب الزائر اليه كثيرا قبل ان يجد الشخص الذى جاء لزيارته . أهل الناحية نصحوا امونة بأن لا تسافر فى يوم الربوع. انه فأل غير حسن. لم تلق امونة بالا لذلك الامر . قالت لهم كل الايام ايام الله. ومضت فى شأنها. لقد كسرت العادة الموروثة . وكسرت خاطرالذين نبهوها ليوم الربوع. فى الطريق حدثت امونة نفسها باشياء كثيرة وهى تلكع جملها الهباب ، تحثه على اختصار المسافات وطيها.
    "مداينة ربى ، ومعاهداه اسمّع المفتش الظالم كلاما لا ينساه قدر ما بقى حى فى ضهر الدنيا . انسان ملقوط من آخر الدنيا ، لا يعرف قدر لكبير او صغير ،عشان لا عنده اصل و لا فصل"
    بانت لها معالم البندر بعد مسيرة يوم كامل.غاب فى هواجسه وهواتف نفسه برهة ونسى حكاية امونة وسفرها . انتبه لمكبر الصوت يعوى من بعيد ينادى اسمه تحديدا للحضور الى مكتب الجوازات والهجرة. "الجوازات والهجرة تانى" . اغتم و خفق قلبه بقوة و هو ما زال يصعد الدرج ببطء ، يتحسس مواقع قدميه ، يتثبت منها حتى لا يكاد ينظر الى اعلى .اقبل بكل احاسيسه نحو مكتب الجوازات والهجرة يستجليه الخبر.طرد خاطر الخوف والقلق الذى انتابه للتو. قال لنفسه النصيب مكتوب والمقدر مكتوب. ولو عنده قسمة فى ذلك البلد البعيد فسوف يصل اليه .لا داعى للخوف والقلق . الزارعها الله تقوم فوق ضهر الحجر. علم ان الامر فى غاية البساطة . يريدون ان يستوضحوه من عنوانه فى البوادى عموم.قال لهم البوادى عموم لا فيها عنوان و لا عناوين. من وين يجيب ليهم عنوان. اصلها خلا فى خلا. سكت مكبرالصوت عن دعوة المسافرين على طيران عبر المحيط لاكمال اجراءات سفرهم. خامره احساس بالتيه ، لقد دنت الساعة.اخذ يفكر بصورة جادة ويسألل اسئلة ضرورية لابد منها : كيف يقطع كل تلك البحور والمحيطات التى سمع عنها بلا رفيق او انيس قريب ،اخذته رعشة مفاجئة. هب أنه مرض فجاة مثل المرض الذى اصاب جابر الاخضر فى سوق البندر الكبير فى الخريف الماضى . لم يعرف احد من الممرضين اسمه. او جهته التى قدم منها . و لا الجهة التى كان يقصدها. كان مكتوما ولا يستطيع الحديث. البوليس دون فى خانة الاسم "مجهول". وكتب الدكتور على واجهة سريره "مجهول". اذا حدث له هذا الشئ. كيف تعرف البوادى عموم. طرد هذا الخاطر الحزين من وجدانه . نظر فى الافق البعيد مرة ثالثة . اطال النظر. ما زالت السماء متجهمة وراعدة و مكتظة بالسحب الراعفة. عادت اليه حكايات البوادى عموم عن دخول امونة بت على بجملها الهباب الى صحن مكتب مفتش المركز. قالوا اناخت جملها فى واجهة المكتب . وجاءتها حالة من الهستيريا العنيفة فاخذت تصرخ باعلى صوتها كالملدوغ من جحر واحد مرتين تنادى مفتش المركز " امرق على جاى كان راجل وابن راجل. كان ما عارفنى ،هسع تعرفنى ، انا امونة بت على، زوجة الشيخ ود ابراهيم ، عندى معاك مجلس نضم ومفاكرة ، عشان اوريك اصلك وفصلك ، ياعديم الاصل والفصل ". ولكن احدا من الناس لم يخرج اليها. لا المفتش ، ولا واحد من رجاله . جاء فى خاطرها انهم جميعا قد خافوا منها وتهيبوا لقاءها. لقد خافوا جميعا من فارسة البوادى عموم . هذا هو التفسير الوحيد لعدم خروج المفتش اليها . لقد اختفى مثلما يختفى الضب فى الجحور . واندس منها كما يندس الجرزان ، لا خبر ولا اثر. حتى الموظفين غادروا المكان، و جملها الهباب ما زال جاثما على الارض امام مكتب المفتش من الصباح ، يلوك نبات التبر الذى ابتاعته له من سوق المدينة . يكسر الجرة ويلوكها مرات ومرات كما تفعل الجمال بعد السفر الطويل . لا احد يظهر فى المكان. فجأة التفتت فرأت ديدبان الليل. امرها باخلاء المكان بجلافة شديدة. ارتعبت واهتزت ، وضاع منها الكلام للحظة. ضاعت فصاحتها ولطاعتها وتبومت للحظة. سألت الديدبان عن مكان احتجاز زوجها ود ابراهيم. اخبرها بأن زوجها قد اطلق سرا حه منذ يومين. فرحت امونة واطلقت زغرودة عالية تردد صداها فى المكان الخالى. وهمست الى نفسها بكلمات زهو وفخار :
    " خاف الجبان من المواجهة. من زمان قلت ليهم الراجل ده زويلا هوين ما سمعوا كلامى . شايفين القنطور ظنوه جبل. لكن القنطور اصله تراب كان طال كان قصر. اصلو تراب وراجع للتراب .
    ما زالت هواتف نفسه تراوح مكانها بحكايات البوادى عموم وحكايات سفر امونة بت على . غدا قد تصبح قصة سفره اسطورة من اساطير البوادى عموم .عادت امونة من سفرتها القصيرة الى بندر المدينة التى شاهدت فيها قصر مفتش الانجليز ومكتبه الذى يحرسه الديدبان. واكملت الحكاية الى آخرها. فى لحظة وصولها اطلقت الزغاريد المدوية . وعرضت عرضة الحرابة . وحكت للحاضرين حكايتها مع المفتش الذى خاف من مقدمها واطلق سراح زوجها خوفا ورهبا . صدقت النواحى عموم حكاية امونة بت على وجعلت منها اسطورة الاساطير. كأن يقال ان هذا الامر حدث بعد السنة التى اخافت فيها امونة بت على مفتش الانجليز واخرجت زوجها من السجن نضيف وحار مثلما يخرج الدخان من العود . حدث نفسه بصوت خفيض "ان شاء الله يكون سفرا رابحا مثل سفر امونة بت على، سوت سمعة وشهرة واتحدت الرجال . قهره مكبر الصوت فجأه ، نادى على اسمه للمرة الثانية.، ودعاه الى الحضور شخصيا الى مكتب الاستقبال. يا ساتر يارب ، كل شئ يهون الا تاخير هذا السفر. بدت عليه اهتزازة واضحة هذه المرة. هل غير أهل البلد البعيد رأيهم ، وسحبوا منه تاشيرة الدخول. لقد سمع انهم لا يستقبلون فى بلدهم المجرمين من اى درجة . ولا يتحمسون لاستقبال الفقراء المنقطعين فى يدى الله من العوز المقيم . انه فقير. ولكنه فقير فقط الى رحمة ربه ، ومنقطع فى يديه وليس منقطعا فى يدى احد من خلقه . لقد ظل قادرا على الكسب واطعام نفسه من عرق جبينه . فى النواحى عموم ما زالت النيران تضوى فى دار ابيه ، ترشد القادمين المدلجين اليها. وما زال القرى يقدم فى بيت ابيه للطارقين فى كل الاوقات . طرد هواجسه وظنونه من هذا النوع . سجل حياته نظيف هو الآخر. نظيف من العيب والاجرام . انه لا يتذكر جرما كبيرا اتاه فى اى مرحلة من مراحل حياته الا بعض اللمم. مثل الرسالة التى ارسلها الى متعهد غذاءات داخلية مدرسة الاساس عندما كان طالبا فيها يحتج فيها على سؤ الطعام الذى يقدمه للطلاب . المتعهد اعتبر لغة الخطاب غير لائقة من طالب صغير الى رجل فى سن والده . وتظلم لدى ناظر المدرسة الذى أمر بجلده فى الطابور الصباحى العام عشرين جلدة . انحفرت تلك الواقعة فى ذاكرته بقوة ، وابت ان تزول من ذاكرته بمرور الزمن. ظل يتذكرها ويستغرب لها وينقبض منها صدره كلما تقدم به العمر. واقعة العيب الثانية حدثت له وهو فى مرحلة الدراسة الاعدادية. أحد الاساتذة المتطرفين دينيا حرض الطلاب على الخروج فى مظاهرة ضد ناظر المدرسة. فتولى هو و مجموعة من اصحابة التلاميذ قيادة المظاهرة فى سوق المدينة الكبير . فى اليوم التالى كان على رأس قائمة المجلودين فى طابور الصباح العام. لم يتعظ من الواقعتين . وارتكب جرما ثالثا قاده الى عقوبة الجلد الثالثة و هو فى مرحلة الدراسة الثانوية العليا . حدث ذلك عندما خرجت المدرسة عن بكرة ابيها فى مظاهرة صاخبة ضد الانقلاب العسكرى. اخذ نصيبه من الجلد للمرة الثالثة عشرين جلدة شديدة على يدى "استاذ عوض" مدرس مادة التاريخ فى المدرسة ، ذلك الرجل ذى القسمات الصارمة الذى يندر ان يرى وهو مبتسم . فى المرات القليلة التى تطفر من فمه ابتسامة تائهة يتذكر الطلاب بيت الشعر المشهور :
    اذارأيت انياب الليث بارزة فلا تظنن ان الليث يبتسم
    يوم الجلد الجماعى الكبير كان كل طالب يتمنى ان يجلده "عم يوسف" صول التدريب العسكرى الودود. لسؤ حظه الشخصى كان تنفيذ عقوبة الجلد عليه من نصيب "استاذ عوض" . فجلده جلدا قاسيا كأن بينهما ثأرا قديما . تذكر جريمتين وقع فيهما بعد ان صار موظفا مبتدئا فى كشف الميرى الحكومى تختلفان نوعا عن جرائم الجلد المدرسى . اول وظيفة شغلها بعد اكمال دراسته الجامعية كانت وظيفة محرر فى اكبر صحيفة قومية فى البلاد .ايام قليلة مضت على تعيينه قبل أن يربك صحيفته ورئيس تحريرها ويجره الى الوقوف امام القضاء بتهمة اشانة السمعة. حدث ذلك عندما كتب مقالا ساخرا ضد نقابة المحامين اتهم فيه النقابة بعرقلة سير اجرءات العدالة فى البلاد. جرجرته نقابة المحامين الى قفص الاتهام باشانة السمعة . سأل نفسه فى منلوج داخلى منفرد وهو فى داخل القفص كيف سمح لنفسه ان يقع فى جريمة كهذه . الم يكف جلده التخين هذا ما تلقى من سيطان الجلد اثناء عمره الدراسى . منتهى التهور وعدم الاحتراس. كيف لم يخطر بباله ان نقابة المحامين سوف تتقدم ضده بمثل هذه الشكوى. كيف تجرأ أن يتهم نقابة وظيفتها الاساسية هى تجيير العدالة للناس وتسهيل حصولهم عليها ، ان يتهمها بعرقلة سير العدالة. انه تصرف اهوج لو علمت به نقابة المحامين فى ذلك البلد البعيد لاقامت عليه حد الحرابة. و لاقنعت ادارة الهجرة بأن ترفض دخول هذا المخلوق الكيشة الذى لا يعرف صرفا ولا عدلا فى الكياسة العامة . عمه حاج احمد يقول ان المحامين ناس متلقين حجج . واحسن خدمة يقدمها الانسان الى نفسه هى ان يبعد بها عن دوائر المحامين. عندما سمع عمه حاج احمد بحكايته مع نقابة المحامين تشهد وتحسبن وقال ان هذا الولد شقى حال ليس إلا. فى قفص الاتهام بدا منشرح الصدر للتجربة . كان دائم التبسم فى وجوه الحاضرين من قضاة ومحامين وموظفين. ربما شعر باهمية خاصة وهو يشاهد كبار المحامين بازيائهم وملامحهم الخاصة وهم يتحلقون حوله استعدادا لبدئ الهجوم عليه وتجريمه امام القاضى الشاب الانيق الذى جلس فى وقار تام يقرأ اوراق القضية بتمعن ظاهر.مجرد تداول اسمه وحكايته فى هذا المحفل الهام أرضى غروره وخلق له سيرة تتداولها الركبان. ليست امونة بت على وحدها القادرة على خلق الاساطير والحكايات فى البوادى عموم . رئيس التحرير كان منزعجا وقد وجد نفسه شريكا فى جريمة لم يرتكبها ولم تخطر على باله. ومن يدرى قد تكلفه غرامة مالية تقضى على كل تحويشة العمر . اما هو فلم يكن لديه ما يفقده . هذا هو شهره الاول فى الوظيفة . وحتى يوم مثوله امام القاضى لم يتسلم مرتبه الأول الذى لن يكفى لتسديد رسوم فتح القضية لدى المحكمة. بدا غير مهتم بالفيلم من اساسه . فالريح لن تاخذ شيئا من البلاط . خرج من منلوجه الداخلى . ما زال يقف عند مكتب الاستقبال ينتظر استلام بطاقة الصعود الى الطائرة ليلحق برتل المغادرين على سفرية طيران عبر المحيط رقم خمسين . نسى حكايات البوادى عموم و حكاية سفر امونة بت على، وانشغل بحكاية سفره الوشيك. لحظات ويغادر البوادى عموم ، تلك الديار التى فتح عليها عيونه ذات فجر راعف بالمطر الهتون و بالانواء والرعود . هل اخذ من ذلك الفجر الصاخب كل هذا الهدير الذى يموج فى صدره و يكاد يهد بنيانه النحيل. عوى مكبر الصوت للمرة الاخيرة يرشد المغادرين الى بوابة الصعود رقم ثلاثين .
    عند سلم الطائرة حدقت المضيفة الشقراء الفارهة من خلال ابتسامة مشرقة فى بطاقة الصعود التى يحملها. سألته عن البلد التى أتى منها. والبلد التى يقصدها . اجاب انه قادم من بلاد الشمس المشرقة . هكذا تقول دعاية الناقل الوطنى هناك. اما الجهة التى يقصدها فهى ذلك البلد البعيد الذى لا تؤذن ديوكه للفجرالجميل حسب افادة " عمر ابادة" الذى سافر الى ذلك البلد منذ سنوات . واصبح بين غمضة عين وانتباهتها شخصا مهما يشار اليه بالبنان الايمن. قال لأهل ذلك البلد انه ضحية من ضحايا الابادة فى بلاده . صدق اهل ذلك البلد حكايته بهبل شديد . من يومها صار الضحية رقما لا يمكن ان يتجاوزه كل الضحايا مجتمعين. فى البوادى عموم يقول المثل القاسمها الله تصل بدون كرعين . شعر بغصة فى حلقه ، دارى بكم قميصه دمعة صغيرة تحدرت بلا استئذان من عينيه الراعفتين بالدموع منذ الصبح الباكر. نظر للمرة الاخيرة فى الافق البعيد ، بانت له الهضاب الداكنة وقد ماج فوقها غمام كثيف حتى ضاعت معالمها. تمتم بكلمت خفيضة يحدث بها نفسه : ان شاء الله ما آخر وداع. انتزعته المضيفة من هواتف نفسه باعادة بطاقة الصعود اليه مصحوبة بامنياتها له بسفر سعيد. انحنى لها شاكرا فى صمت .لقد ضاع منه الكلام .
    - يتبع -




    (عدل بواسطة Ali Hamad on 08-01-2009, 06:29 PM)
    (عدل بواسطة Ali Hamad on 08-01-2009, 10:28 PM)
    (عدل بواسطة Ali Hamad on 08-03-2009, 01:52 PM)

                  

08-03-2009, 04:00 AM

Ali Hamad

تاريخ التسجيل: 06-22-2008
مجموع المشاركات: 393

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: البلد الذ لا تؤذن ديوكه للفجر (Re: Ali Hamad)

    فوث فوق
                  

08-03-2009, 11:09 AM

سلمى الشيخ سلامة
<aسلمى الشيخ سلامة
تاريخ التسجيل: 12-14-2003
مجموع المشاركات: 10754

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: البلد الذ لا تؤذن ديوكه للفجر (Re: Ali Hamad)

    البلد الذى لا تؤذن ديوكه للفجر :



    رواية : على حمد ابراهيم

    اخذ يصعد الدرج ببطء ، يقدم خطوة و يؤخر أخرى، ينظر الى مواقع قدميه ، يتثبت منها ،حتى لا يكاد يرفع ناظريه الى اعلى. يرهف السمع لمكبر الصوت يعوى من بعيد ، يدعو المغادرين بطيران عبر المحيط ، سفرية رقم خمسين ،الى اكمال اجراءات سفرهم . تحدى كل المعترضين على سفره ، تنهد مغموما ، رانت على محياه مسحة من كآبة . مضى شوطا ابعد فى التحدى:
    "اكتب عندك ، وعلى رأس الصفحة الاولى ، وبالحبر الصامد مسافر الى ذلك البلد البعيد الذى لا تؤذن ديوكه عند الفجر . ان شاء الله ما آخر سفر " . لقد عاش معه حلم السفر الى ذلك البلد البعيد زمنا طويلا . و ها هو الحلم يكاد يصبح حقيقة لو مضت الامور على مايرام فى ما تبقى من لحظات. حتى الآن يبدو كل شئ سائرا على مايرام . الشئ الوحيد الذى يزعجه الآن هو لعلعة مكبر الصوت التى لا تتوقف لحظة ، يدعو بعض المسافرين باسمائهم ، وما يلبث أن يذيع خبرا بالغاء اجراءات سفرهم . تولد لديه احساس وخوف بأن هذا الميكرفون المزعج قد يدعوه فجأة ويطلب اليه الحضور الى مكتب الهجرة حتى اذا ذهب اليهم الغوا اجراءات سفره وصادروا منه بطاقة المغادرة . اذا حاولوا هذا الشئ معه فسوف تدور بينه وبينهم معركة مثل معركة ذات الصوارى التى حدث عنها التاريخ . لقد حدث ذلك الشئ لصديقه حمّاد العود مرتين قبل ان يسمح له بالسفر الى ذلك البلد البعيد بخراج الروح. حدث ذلك قبل عشر سنوات. يومها صعد حمّاد العود الى جوف الطائرة وفى صدره هدير من الغضب المكتوم. ومن يومها انقطعت اخباره عن البلد. هل حدث ذلك بسبب ذلك الغضب الجارف الذى صعد به الى جوف الطائرة فى ذلك اليوم . منذ الصغر توافق الناس على تسميته بالعود كنية عن نحافته الشديدة وطوله الفاره . ولكن ما باله قطع المصروف عن والدته العجوز الطيبة. خمس سنوات الآن وهى لا تسمع اخبارا منه ولا تتسلم مصروفا . كانت معترضة على سفره، نعم. ولكن لم يكن لها يد فى المعاكسات التى تعرض لها فى المطار اكثر من مرة قبل سفره. عندما يصل الى ذلك البلد البعيد ، فسوف يسأل عنه حتى الطير العجمى سؤال الضهبان، وسوف يقلب جميع الاحجار والاركان ينظر تحتها بحثا عن صديقه القديم حماد العود . سوف يعثر عليه ، لا محالة. او يجد خبرا عنه
                  

08-03-2009, 11:13 AM

سلمى الشيخ سلامة
<aسلمى الشيخ سلامة
تاريخ التسجيل: 12-14-2003
مجموع المشاركات: 10754

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: البلد الذ لا تؤذن ديوكه للفجر (Re: سلمى الشيخ سلامة)

    الارض لم تبتلعه بعد. وطالما هو حى على ضهر الارض ، فسوف يعثر عليه . سوف يراه وينظر فى شكله القديم الذى يعرفه خصوصا عندما يمشى فوق اديم الثرى يتلولح مثل عصار القايلة كما كانت تصفه امه وهى تمازحه بحب كبير. وسوف تفرح امه بالخبر و تدعو لى بخير وبركة ، تلك المراة الصالحة . انها تسأل دائما عن صحته ، ولا تسأل عن المصاريف المقطوعة . الناس فى البوادى عموم مؤمنون ، وقدريون ، ويتجملون على الحاجة بالصبر الجميل. يصبرون على المحن والفاقة صبر النبى ايوب، يحمدون الله على النفس الطالع والنازل، لا يغضبون ولا يشكون . فالشكية لغيرالله مذلة كبيرة. يؤمنون بالقسمة والنصيب ويقبلون بما قسم لهم قبول من انقطع لله ورغب عن غيره . ما زال يصعد الدرج ببطء ،يتحسس مواقع قدميه ، يتثبت منها ، حتى لا يكاد يرفع ناظريه الى اعلى . حانت منه التفاتة اخرى الى الافق البعيد. بدت له السماء متجهمة ،و مائجة بالغمام الكثيف ، وتتواتر منها اصوات الرعود والصواعق. تعجب ان كانت السماء غاضبة هى الاخرى من سفره الى ذلك البلد البعيد مثل غضب اهل الناحية ، الذين فى عرفهم لا يهاجر الا المحتاج المنقطع .و هو ليس من هذا الصنف من الناس . ليس لديه سبب للسفر غير محاكاة الآخرين . وحب التسوح فى ديار الغربة . حكايات كثيرة وقصص سمعها عن ذلك البلد البعيد ، بعض هذه الحكايات والقصص يدخل فى النوع الذى لا يمكن التحدث به فى مكان عام . و لكن ما سمع من حكايات وقصص لم يثنه عن الرغبة فى السفر الى ذلك البلد البعيد .ها هو مسافراليه على أى حال . لا يهمه ما يفعل الناس هناك ، كل شاة معلقة من عصبتها، كما يقول المثل الشعبى ، الناس تتعلم الحكمة من امثالها الشعبية. ما زال يصعد الدرج ببطء ، يتحسس مواقع قدميه ، يتثبت منها ، حتى لايكاد يرفع ناظريه الى أعلى . لاحت منه التفاتة ثانية الى الافق البعيد . اكتظت السماء بمزيد من السحب الداكنة.و زادت فيها اصوات الرعود وزاد تماوج البروق و الانواء. الناس فى البوادى عموم لا يسافرون الا نادرا . انهم يلتصقون بالنواحى التى يولدون فيها . و يشبون و يهرمون فيها. يكابدون فيها ظروفهم المعيشية ، و محن الحياة واكدارها وهم راضون ، يحمدون الله فى كل الاحوال ، و على النفس الطالع والنازل
                  

08-03-2009, 11:17 AM

سلمى الشيخ سلامة
<aسلمى الشيخ سلامة
تاريخ التسجيل: 12-14-2003
مجموع المشاركات: 10754

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: البلد الذ لا تؤذن ديوكه للفجر (Re: سلمى الشيخ سلامة)

    ويزيد حمدهم اذا نالوا اقل القليل من خير الدنيا . السفر خارج هذه النواحى هو شئ مكروه وعندما يتحتم يصبح تاريخا وحكايات تروى . ومعلم تاريخى تؤرخ به الوقائع ، فيقال السنة التى سافر فيها فلان الفلانى الى البندر الغربى مثلا . سفر شخص بعينه يمكن ان تتفرع منه الاساطير والحكايات و يدور حوله انس البوادى عموم ،مثل سفر امونة بت على الى البندر فى ذلك اليوم الحار ممتطية ظهر جملها الابيض السريع الذى تعارف الناس فى الناحية على تسميته بالهباب نسبة لسرعته الفائقة فى قطع المسافات الطويلة. سفر امونة بت على فى ذلك اليوم الحار اصبح حدثا تاريخيا تحدثت فيه فيما بعد البوادى والركبان فترة طويلة من الزمن قبل ان تنساه وتنتقل الى انس آخر . قالوا كسرت امونة عادة الناس ف البوادى عموم وسافرت فى يوم لا يسافر فيه أهل الناحية و لا يقومون بأى عمل يدوى ، سافرت فى يوم الربوع بالتحديد . الناس فى هذه النواحى يتشاءمون من السفر فى يوم الربوع. لم يسألوا انفسهم عن سر تلك العادة ولا عن اصلها او فصلها . لقد وجدوا اباءهم هكذا يفعلون ، فساروا على ما سار عليه آباؤهم الاولون. صار الامر عبادة وثنية تركها قد يجلب الضرر للتارك بلا سبب . خفير الناحية عاد من البندر فى مساء يوم الثلوث . وحمل معه الخبر الاكيد لأمونة بت على. افادها بأن بوليس سوارى الحدود اعتقل زوجها الشيخ ود ابراهيم بسبب كسره لقانون المناطق المقفولة ، وتعديه على حدود الجنوب.
                  

08-03-2009, 11:19 AM

سلمى الشيخ سلامة
<aسلمى الشيخ سلامة
تاريخ التسجيل: 12-14-2003
مجموع المشاركات: 10754

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: البلد الذ لا تؤذن ديوكه للفجر (Re: سلمى الشيخ سلامة)

    دهم الخبر امونة ، جمعت اغراضها والاغراض التى ظنت ان زوجها ود ابراهيم قد يحتاج اليها فى سجنه، علقتها فى صرة كبيرة على ظهر جملها الهباب . اعتلت ظهره بقفزة رشيقة ، ارخت له القياد والأعنة ، ولكعته باتجاه مدينة البندر حيث السجن الكبير الذى يركم فيه المجرمون من كل الاصناف ، الذى يسرق دجاجة تجده هناك، الذى يسرق جملا تجده هناك ، الذى يذبح شاة تجده هناك . والذى يذبح انسانا تجده هناك . والذى يتعدى الحدود تجده هناك. يختلط الحابل بالنابل فى سجن المدينة الكبير. ويتعب الزائر اليه كثيرا قبل ان يجد الشخص الذى جاء لزيارته . أهل الناحية نصحوا امونة بأن لا تسافر فى يوم الربوع. انه فأل غير حسن. لم تلق امونة بالا لذلك الامر . قالت لهم كل الايام ايام الله. ومضت فى شأنها. لقد كسرت العادة الموروثة . وكسرت خاطرالذين نبهوها ليوم الربوع. فى الطريق حدثت امونة نفسها باشياء كثيرة وهى تلكع جملها الهباب ، تحثه على اختصار المسافات وطيها.
    "مداينة ربى ، ومعاهداه اسمّع المفتش الظالم كلاما لا ينساه قدر ما بقى حى فى ضهر الدنيا . انسان ملقوط من آخر الدنيا ، لا يعرف قدر لكبير او صغير ،عشان لا عنده اصل و لا فصل"
                  

08-03-2009, 11:20 AM

سلمى الشيخ سلامة
<aسلمى الشيخ سلامة
تاريخ التسجيل: 12-14-2003
مجموع المشاركات: 10754

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: البلد الذ لا تؤذن ديوكه للفجر (Re: سلمى الشيخ سلامة)

    بانت لها معالم البندر بعد مسيرة يوم كامل.غاب فى هواجسه وهواتف نفسه برهة ونسى حكاية امونة وسفرها . انتبه لمكبر الصوت يعوى من بعيد ينادى اسمه تحديدا للحضور الى مكتب الجوازات والهجرة. "الجوازات والهجرة تانى" . اغتم و خفق قلبه بقوة و هو ما زال يصعد الدرج ببطء ، يتحسس مواقع قدميه ، يتثبت منها حتى لا يكاد ينظر الى اعلى .اقبل بكل احاسيسه نحو مكتب الجوازات والهجرة يستجليه الخبر.طرد خاطر الخوف والقلق الذى انتابه للتو. قال لنفسه النصيب مكتوب والمقدر مكتوب. ولو عنده قسمة فى ذلك البلد البعيد فسوف يصل اليه .لا داعى للخوف والقلق . الزارعها الله تقوم فوق ضهر الحجر. علم ان الامر فى غاية البساطة . يريدون ان يستوضحوه من عنوانه فى البوادى عموم.قال لهم البوادى عموم لا فيها عنوان و لا عناوين. من وين يجيب ليهم عنوان. اصلها خلا فى خلا. سكت مكبرالصوت عن دعوة المسافرين على طيران عبر المحيط لاكمال اجراءات سفرهم. خامره احساس بالتيه ، لقد دنت الساعة.اخذ يفكر بصورة جادة ويسألل اسئلة ضرورية لابد منها : كيف يقطع كل تلك البحور والمحيطات التى سمع عنها بلا رفيق او انيس قريب ،اخذته رعشة مفاجئة. هب أنه مرض فجاة مثل المرض الذى اصاب جابر الاخضر فى سوق البندر الكبير فى الخريف الماضى . لم يعرف احد من الممرضين اسمه. او جهته التى قدم منها . و لا الجهة التى كان يقصدها. كان مكتوما ولا يستطيع الحديث. البوليس دون فى خانة الاسم "مجهول". وكتب الدكتور على واجهة سريره "مجهول"
                  

08-03-2009, 11:22 AM

سلمى الشيخ سلامة
<aسلمى الشيخ سلامة
تاريخ التسجيل: 12-14-2003
مجموع المشاركات: 10754

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: البلد الذ لا تؤذن ديوكه للفجر (Re: سلمى الشيخ سلامة)

    اذا حدث له هذا الشئ. كيف تعرف البوادى عموم. طرد هذا الخاطر الحزين من وجدانه . نظر فى الافق البعيد مرة ثالثة . اطال النظر. ما زالت السماء متجهمة وراعدة و مكتظة بالسحب الراعفة. عادت اليه حكايات البوادى عموم عن دخول امونة بت على بجملها الهباب الى صحن مكتب مفتش المركز. قالوا اناخت جملها فى واجهة المكتب . وجاءتها حالة من الهستيريا العنيفة فاخذت تصرخ باعلى صوتها كالملدوغ من جحر واحد مرتين تنادى مفتش المركز " امرق على جاى كان راجل وابن راجل. كان ما عارفنى ،هسع تعرفنى ، انا امونة بت على، زوجة الشيخ ود ابراهيم ، عندى معاك مجلس نضم ومفاكرة ، عشان اوريك اصلك وفصلك ، ياعديم الاصل والفصل ". ولكن احدا من الناس لم يخرج اليها. لا المفتش ، ولا واحد من رجاله . جاء فى خاطرها انهم جميعا قد خافوا منها وتهيبوا لقاءها. لقد خافوا جميعا من فارسة البوادى عموم . هذا هو التفسير الوحيد لعدم خروج المفتش اليها . لقد اختفى مثلما يختفى الضب فى الجحور . واندس منها كما يندس الجرزان ، لا خبر ولا اثر. حتى الموظفين غادروا المكان، و جملها الهباب ما زال جاثما على الارض امام مكتب المفتش من الصباح ، يلوك نبات التبر الذى ابتاعته له من سوق المدينة . يكسر الجرة ويلوكها مرات ومرات كما تفعل الجمال بعد السفر الطويل . لا احد يظهر فى المكان. فجأة التفتت فرأت ديدبان الليل. امرها باخلاء المكان بجلافة شديدة.
                  

08-03-2009, 11:24 AM

سلمى الشيخ سلامة
<aسلمى الشيخ سلامة
تاريخ التسجيل: 12-14-2003
مجموع المشاركات: 10754

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: البلد الذ لا تؤذن ديوكه للفجر (Re: سلمى الشيخ سلامة)

    ارتعبت واهتزت ، وضاع منها الكلام للحظة. ضاعت فصاحتها ولطاعتها وتبومت للحظة. سألت الديدبان عن مكان احتجاز زوجها ود ابراهيم. اخبرها بأن زوجها قد اطلق سرا حه منذ يومين. فرحت امونة واطلقت زغرودة عالية تردد صداها فى المكان الخالى. وهمست الى نفسها بكلمات زهو وفخار :
    " خاف الجبان من المواجهة. من زمان قلت ليهم الراجل ده زويلا هوين ما سمعوا كلامى . شايفين القنطور ظنوه جبل. لكن القنطور اصله تراب كان طال كان قصر. اصلو تراب وراجع للتراب .
    ما زالت هواتف نفسه تراوح مكانها بحكايات البوادى عموم وحكايات سفر امونة بت على . غدا قد تصبح قصة سفره اسطورة من اساطير البوادى عموم .عادت امونة من سفرتها القصيرة الى بندر المدينة التى شاهدت فيها قصر مفتش الانجليز ومكتبه الذى يحرسه الديدبان. واكملت الحكاية الى آخرها. فى لحظة وصولها اطلقت الزغاريد المدوية . وعرضت عرضة الحرابة . وحكت للحاضرين حكايتها مع المفتش الذى خاف من مقدمها واطلق سراح زوجها خوفا ورهبا . صدقت النواحى عموم حكاية امونة بت على وجعلت منها اسطورة الاساطير. كأن يقال ان هذا الامر حدث بعد السنة التى اخافت فيها امونة بت على مفتش الانجليز واخرجت زوجها من السجن نضيف وحار مثلما يخرج الدخان من العود . حدث نفسه بصوت خفيض "ان شاء الله يكون سفرا رابحا مثل سفر امونة بت على، سوت سمعة وشهرة واتحدت الرجال . قهره مكبر الصوت فجأه ، نادى على اسمه للمرة الثانية.، ودعاه الى الحضور شخصيا الى مكتب الاستقبال. يا ساتر يارب ، كل شئ يهون الا تاخير هذا السفر. بدت عليه اهتزازة واضحة هذه المرة. هل غير أهل البلد البعيد رأيهم ، وسحبوا منه تاشيرة الدخول. لقد سمع انهم لا يستقبلون فى بلدهم المجرمين من اى درجة . ولا يتحمسون لاستقبال الفقراء المنقطعين فى يدى الله من العوز المقيم . انه فقير. ولكنه فقير فقط الى رحمة ربه ، ومنقطع فى يديه وليس منقطعا فى يدى احد من خلقه . لقد ظل قادرا على الكسب واطعام نفسه من عرق جبينه . فى النواحى عموم ما زالت النيران تضوى فى دار ابيه ، ترشد القادمين المدلجين اليها. وما زال القرى يقدم فى بيت ابيه للطارقين فى كل الاوقات . طرد هواجسه وظنونه من هذا النوع . سجل حياته نظيف هو الآخر. نظيف من العيب والاجرام . انه لا يتذكر جرما كبيرا اتاه فى اى مرحلة من مراحل حياته الا بعض اللمم. مثل الرسالة التى ارسلها الى متعهد غذاءات داخلية مدرسة الاساس عندما كان طالبا فيها يحتج فيها على سؤ الطعام الذى يقدمه للطلاب . المتعهد اعتبر لغة الخطاب غير لائقة من طالب صغير الى رجل فى سن والده . وتظلم لدى ناظر المدرسة الذى أمر بجلده فى الطابور الصباحى العام عشرين جلدة . انحفرت تلك الواقعة فى ذاكرته بقوة ، وابت ان تزول من ذاكرته بمرور الزمن. ظل يتذكرها ويستغرب لها وينقبض منها صدره كلما تقدم به العمر. واقعة العيب الثانية حدثت له وهو فى مرحلة الدراسة الاعدادية. أحد الاساتذة المتطرفين دينيا حرض الطلاب على الخروج فى مظاهرة ضد ناظر المدرسة. فتولى هو و مجموعة من اصحابة التلاميذ قيادة المظاهرة فى سوق المدينة الكبير . فى اليوم التالى كان على رأس قائمة المجلودين فى طابور الصباح العام. لم يتعظ من الواقعتين . وارتكب جرما ثالثا قاده الى عقوبة الجلد الثالثة و هو فى مرحلة الدراسة الثانوية العليا . حدث ذلك عندما خرجت المدرسة عن بكرة ابيها فى مظاهرة صاخبة ضد الانقلاب العسكرى. اخذ نصيبه من الجلد للمرة الثالثة عشرين جلدة شديدة على يدى "استاذ عوض" مدرس مادة التاريخ فى المدرسة ، ذلك الرجل ذى القسمات الصارمة الذى يندر ان يرى وهو مبتسم . فى المرات القليلة التى تطفر من فمه ابتسامة تائهة يتذكر الطلاب بيت الشعر المشهور :
    اذارأيت انياب الليث بارزة فلا تظنن ان الليث يبتسم
                  

08-03-2009, 11:25 AM

سلمى الشيخ سلامة
<aسلمى الشيخ سلامة
تاريخ التسجيل: 12-14-2003
مجموع المشاركات: 10754

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: البلد الذ لا تؤذن ديوكه للفجر (Re: سلمى الشيخ سلامة)

    يوم الجلد الجماعى الكبير كان كل طالب يتمنى ان يجلده "عم يوسف" صول التدريب العسكرى الودود. لسؤ حظه الشخصى كان تنفيذ عقوبة الجلد عليه من نصيب "استاذ عوض" . فجلده جلدا قاسيا كأن بينهما ثأرا قديما . تذكر جريمتين وقع فيهما بعد ان صار موظفا مبتدئا فى كشف الميرى الحكومى تختلفان نوعا عن جرائم الجلد المدرسى . اول وظيفة شغلها بعد اكمال دراسته الجامعية كانت وظيفة محرر فى اكبر صحيفة قومية فى البلاد .ايام قليلة مضت على تعيينه قبل أن يربك صحيفته ورئيس تحريرها ويجره الى الوقوف امام القضاء بتهمة اشانة السمعة. حدث ذلك عندما كتب مقالا ساخرا ضد نقابة المحامين اتهم فيه النقابة بعرقلة سير اجرءات العدالة فى البلاد. جرجرته نقابة المحامين الى قفص الاتهام باشانة السمعة . سأل نفسه فى منلوج داخلى منفرد وهو فى داخل القفص كيف سمح لنفسه ان يقع فى جريمة كهذه . الم يكف جلده التخين هذا ما تلقى من سيطان الجلد اثناء عمره الدراسى . منتهى التهور وعدم الاحتراس. كيف لم يخطر بباله ان نقابة المحامين سوف تتقدم ضده بمثل هذه الشكوى. كيف تجرأ أن يتهم نقابة وظيفتها الاساسية هى تجيير العدالة للناس وتسهيل حصولهم عليها ، ان يتهمها بعرقلة سير العدالة. انه تصرف اهوج لو علمت به نقابة المحامين فى ذلك البلد البعيد لاقامت عليه حد الحرابة. و لاقنعت ادارة الهجرة بأن ترفض دخول هذا المخلوق الكيشة الذى لا يعرف صرفا ولا عدلا فى الكياسة العامة . عمه حاج احمد يقول ان المحامين ناس متلقين حجج . واحسن خدمة يقدمها الانسان الى نفسه هى ان يبعد بها عن دوائر المحامين. عندما سمع عمه حاج احمد بحكايته مع نقابة المحامين تشهد وتحسبن وقال ان هذا الولد شقى حال ليس إلا. فى قفص الاتهام بدا منشرح الصدر للتجربة . كان دائم التبسم فى وجوه الحاضرين من قضاة ومحامين وموظفين. ربما شعر باهمية خاصة وهو يشاهد كبار المحامين بازيائهم وملامحهم الخاصة وهم يتحلقون حوله استعدادا لبدئ الهجوم عليه وتجريمه امام القاضى الشاب الانيق الذى جلس فى وقار تام يقرأ اوراق القضية بتمعن ظاهر.مجرد تداول اسمه وحكايته فى هذا المحفل الهام أرضى غروره وخلق له سيرة تتداولها الركبان.
                  

08-03-2009, 11:27 AM

سلمى الشيخ سلامة
<aسلمى الشيخ سلامة
تاريخ التسجيل: 12-14-2003
مجموع المشاركات: 10754

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: البلد الذ لا تؤذن ديوكه للفجر (Re: سلمى الشيخ سلامة)

    ليست امونة بت على وحدها القادرة على خلق الاساطير والحكايات فى البوادى عموم . رئيس التحرير كان منزعجا وقد وجد نفسه شريكا فى جريمة لم يرتكبها ولم تخطر على باله. ومن يدرى قد تكلفه غرامة مالية تقضى على كل تحويشة العمر . اما هو فلم يكن لديه ما يفقده . هذا هو شهره الاول فى الوظيفة . وحتى يوم مثوله امام القاضى لم يتسلم مرتبه الأول الذى لن يكفى لتسديد رسوم فتح القضية لدى المحكمة. بدا غير مهتم بالفيلم من اساسه . فالريح لن تاخذ شيئا من البلاط . خرج من منلوجه الداخلى . ما زال يقف عند مكتب الاستقبال ينتظر استلام بطاقة الصعود الى الطائرة ليلحق برتل المغادرين على سفرية طيران عبر المحيط رقم خمسين . نسى حكايات البوادى عموم و حكاية سفر امونة بت على، وانشغل بحكاية سفره الوشيك. لحظات ويغادر البوادى عموم ، تلك الديار التى فتح عليها عيونه ذات فجر راعف بالمطر الهتون و بالانواء والرعود . هل اخذ من ذلك الفجر الصاخب كل هذا الهدير الذى يموج فى صدره و يكاد يهد بنيانه النحيل. عوى مكبر الصوت للمرة الاخيرة يرشد المغادرين الى بوابة الصعود رقم ثلاثين .
    عند سلم الطائرة حدقت المضيفة الشقراء الفارهة من خلال ابتسامة مشرقة فى بطاقة الصعود التى يحملها. سألته عن البلد التى أتى منها. والبلد التى يقصدها . اجاب انه قادم من بلاد الشمس المشرقة . هكذا تقول دعاية الناقل الوطنى هناك. اما الجهة التى يقصدها فهى ذلك البلد البعيد الذى لا تؤذن ديوكه للفجرالجميل حسب افادة " عمر ابادة" الذى سافر الى ذلك البلد منذ سنوات . واصبح بين غمضة عين وانتباهتها شخصا مهما يشار اليه بالبنان الايمن. قال لأهل ذلك البلد انه ضحية من ضحايا الابادة فى بلاده . صدق اهل ذلك البلد حكايته بهبل شديد . من يومها صار الضحية رقما لا يمكن ان يتجاوزه كل الضحايا مجتمعين. فى البوادى عموم يقول المثل القاسمها الله تصل بدون كرعين . شعر بغصة فى حلقه ، دارى بكم قميصه دمعة صغيرة تحدرت بلا استئذان من عينيه الراعفتين بالدموع منذ الصبح الباكر. نظر للمرة الاخيرة فى الافق البعيد ، بانت له الهضاب الداكنة وقد ماج فوقها غمام كثيف حتى ضاعت معالمها. تمتم بكلمت خفيضة يحدث بها نفسه : ان شاء الله ما آخر وداع. انتزعته المضيفة من هواتف نفسه باعادة بطاقة الصعود اليه مصحوبة بامنياتها له بسفر سعيد. انحنى لها شاكرا فى صمت .لقد ضاع منه الكلام .
    - يتبع -
                  

08-03-2009, 11:31 AM

سلمى الشيخ سلامة
<aسلمى الشيخ سلامة
تاريخ التسجيل: 12-14-2003
مجموع المشاركات: 10754

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: البلد الذ لا تؤذن ديوكه للفجر (Re: سلمى الشيخ سلامة)

    الاخ العزيز
    اولا اسفة انى عملت "شغب " فى البوست
    لكن
    لانى عجزت عن قراءة هذه الرواية التى اجدها ممتعة
    واتصور ان عددا كبيرا من "العواجيز مثلى " حاول الى قراءتها
    لكن الخط "دقاق"
    هذا ما قمت به يا صديقى
    عموما
    لك العذر والمحبة ولعلى حمد ابراهيم كل الود

    اختك ـ سلمى الشيخ سلامة
                  

08-03-2009, 01:51 PM

Ali Hamad

تاريخ التسجيل: 06-22-2008
مجموع المشاركات: 393

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: البلد الذ لا تؤذن ديوكه للفجر (Re: سلمى الشيخ سلامة)

    فوق
                  

08-03-2009, 06:00 PM

Ali Hamad

تاريخ التسجيل: 06-22-2008
مجموع المشاركات: 393

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: البلد الذ لا تؤذن ديوكه للفجر (Re: Ali Hamad)

    فوق
                  

08-04-2009, 01:58 AM

Ali Hamad

تاريخ التسجيل: 06-22-2008
مجموع المشاركات: 393

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: البلد الذ لا تؤذن ديوكه للفجر (Re: Ali Hamad)

    فوق
                  

08-04-2009, 02:14 AM

Ali Hamad

تاريخ التسجيل: 06-22-2008
مجموع المشاركات: 393

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: البلد الذ لا تؤذن ديوكه للفجر (Re: سلمى الشيخ سلامة)

    الاخت الاستاذة سلمى
    تحية منى وتقدير خاص ياستاذة سلمى معليش برضو الخط طلع دقاق تانى ولكن شرف عظيم ان تنال هذه الرواية اعجابك فهذا شرف عظيم لها وانشاء الله عندما ترى هذه الرواية النور ستصلك نسخة خاصة

    ويسعدنى ان اسمع المزيد من الملاحظات عليها


    على حمد ابراهيم
                  

08-04-2009, 04:07 AM

Ali Hamad

تاريخ التسجيل: 06-22-2008
مجموع المشاركات: 393

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: البلد الذ لا تؤذن ديوكه للفجر (Re: Ali Hamad)

    UP
                  

08-04-2009, 04:09 AM

Ali Hamad

تاريخ التسجيل: 06-22-2008
مجموع المشاركات: 393

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: البلد الذ لا تؤذن ديوكه للفجر (Re: Ali Hamad)

    فوق
                  

08-04-2009, 12:15 PM

Ali Hamad

تاريخ التسجيل: 06-22-2008
مجموع المشاركات: 393

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: البلد الذ لا تؤذن ديوكه للفجر (Re: Ali Hamad)

    عح up
                  

08-04-2009, 12:48 PM

فيصل نوبي
<aفيصل نوبي
تاريخ التسجيل: 09-16-2005
مجموع المشاركات: 14194

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: البلد الذ لا تؤذن ديوكه للفجر (Re: Ali Hamad)

    ....
                  

08-04-2009, 05:49 PM

Ali Hamad

تاريخ التسجيل: 06-22-2008
مجموع المشاركات: 393

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: البلد الذ لا تؤذن ديوكه للفجر (Re: فيصل نوبي)

    فوق
                  

08-04-2009, 06:05 PM

Hamid Sharif Abdelrasoul

تاريخ التسجيل: 11-02-2006
مجموع المشاركات: 675

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: البلد الذ لا تؤذن ديوكه للفجر (Re: Ali Hamad)

    الأخ / دكتور علي حمد

    سلام

    لي شرف مطالعة هذا النص البديع و يسعدني أن أنال نسخة


    منقحة أو بعد أن ( تجعرها ) المطابع و إن تعثر أعطني حصتي


    من الجمال ( نية ) بشويها في نار ( أم صقمي ) .


    شكرا لك مقدم

    حامد شارف
                  

08-04-2009, 06:53 PM

Ali Hamad

تاريخ التسجيل: 06-22-2008
مجموع المشاركات: 393

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: البلد الذ لا تؤذن ديوكه للفجر (Re: Hamid Sharif Abdelrasoul)

    كيفك ياحامد فى الخلا داك . شكرا على تقريظل للبلد (الذى لاتؤذن ديوكه للفجر) حاضرين ان شاء الله وهى تحت التشطيب تحياتى
    اخوك على حمد ابراهيم .
                  

08-04-2009, 09:20 PM

Ali Hamad

تاريخ التسجيل: 06-22-2008
مجموع المشاركات: 393

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: البلد الذ لا تؤذن ديوكه للفجر (Re: Ali Hamad)

    ..
                  

08-05-2009, 11:16 AM

Ali Hamad

تاريخ التسجيل: 06-22-2008
مجموع المشاركات: 393

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: البلد الذ لا تؤذن ديوكه للفجر (Re: Ali Hamad)

    فوق
                  

08-05-2009, 02:03 PM

Ali Hamad

تاريخ التسجيل: 06-22-2008
مجموع المشاركات: 393

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: البلد الذ لا تؤذن ديوكه للفجر (Re: Ali Hamad)

    >>
                  

08-06-2009, 12:35 PM

Ali Hamad

تاريخ التسجيل: 06-22-2008
مجموع المشاركات: 393

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: البلد الذ لا تؤذن ديوكه للفجر (Re: Ali Hamad)

    ,,
                  

08-07-2009, 12:04 PM

Ali Hamad

تاريخ التسجيل: 06-22-2008
مجموع المشاركات: 393

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: البلد الذ لا تؤذن ديوكه للفجر (Re: Ali Hamad)

    اا
                  

08-07-2009, 11:15 PM

Ali Hamad

تاريخ التسجيل: 06-22-2008
مجموع المشاركات: 393

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: البلد الذ لا تؤذن ديوكه للفجر (Re: Ali Hamad)

    00
                  

08-08-2009, 03:45 PM

Ali Hamad

تاريخ التسجيل: 06-22-2008
مجموع المشاركات: 393

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: البلد الذ لا تؤذن ديوكه للفجر (Re: Ali Hamad)

    هع
                  

08-08-2009, 05:20 PM

Mannan
<aMannan
تاريخ التسجيل: 05-29-2002
مجموع المشاركات: 6701

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: البلد الذ لا تؤذن ديوكه للفجر (Re: Ali Hamad)

    من بادية دار محارب وعشرون دستة من البشر... ينتقل صديقنا الأديب الدبلوماسى الكبير دكتور على حمد ابراهيم الى بلد لا تؤذن ديوكه للفجر... اسلوب السهل الممتنع فى السرد... يسرقك بلغة أسرة بسهولة وسلاسة عرف عنهما السفير على حمد... وقفت مع "على إبادة" عند باب الطائرة التى ستقله الى العالم الكبير... من بلاد الشمس "المحرقة" الى بلاد بعيدة حلم بهاعلى إبادة بعد ان ضاقت بلاد بأهلها...
    معك يا سيدى رابضون فى هذا البوست الى ان يؤذن الديك للفجر ولكن عبر المسجل الصوتى... فالديوك هنا لم تخلق لتؤذن ولكن... بل لتؤكل..

    أعتذر لمجيئ متأخرا.. والشكر ايضا للأديبة المجيدة سلمى الشيخ سلامة التى تدمن قراءتك مثلى..


    صديقك وتلميذك
    نورالدين منان
                  

08-09-2009, 04:09 AM

Ali Hamad

تاريخ التسجيل: 06-22-2008
مجموع المشاركات: 393

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: البلد الذ لا تؤذن ديوكه للفجر (Re: Mannan)

    شكرا يامنان على المرور على (البلد الذى لا تؤذن ديوكه للفجر) هى واحدة من روايتين اقضى وقتا طويلا هذه الايام فى تشطيبهما الاخرى اسمها (الهضاب الداكنة)لقد سرقتنا معائش الاولاد والسياسة يانور الدين عن الادب . ولكنى قررت العودة الى اوراقى القديمةناشدنى الصديق والروائى السفير جمال محمد ابراهيم ان اعود الى اوراقى القديمةوقد قرا فيها الكثير فى يوغندا ونحن تحت هدير رصاص الثوارالذين اطاحوا عيدى امين , عد انت يامنان الى اوراقك القديمةفقد سرقنا العمر.الشكر مجددا
                  

08-09-2009, 12:01 PM

Ali Hamad

تاريخ التسجيل: 06-22-2008
مجموع المشاركات: 393

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: البلد الذ لا تؤذن ديوكه للفجر (Re: Ali Hamad)

    kk
                  

08-09-2009, 07:39 PM

Ali Hamad

تاريخ التسجيل: 06-22-2008
مجموع المشاركات: 393

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: البلد الذ لا تؤذن ديوكه للفجر (Re: Ali Hamad)

    >>
                  

08-09-2009, 07:41 PM

Ali Hamad

تاريخ التسجيل: 06-22-2008
مجموع المشاركات: 393

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: البلد الذ لا تؤذن ديوكه للفجر (Re: Ali Hamad)

    ..
                  

08-09-2009, 07:42 PM

Ali Hamad

تاريخ التسجيل: 06-22-2008
مجموع المشاركات: 393

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: البلد الذ لا تؤذن ديوكه للفجر (Re: Ali Hamad)

    ..
                  

08-10-2009, 11:06 AM

Ali Hamad

تاريخ التسجيل: 06-22-2008
مجموع المشاركات: 393

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: البلد الذ لا تؤذن ديوكه للفجر (Re: Ali Hamad)

    ..
                  

08-10-2009, 11:04 PM

Ali Hamad

تاريخ التسجيل: 06-22-2008
مجموع المشاركات: 393

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: البلد الذ لا تؤذن ديوكه للفجر (Re: Ali Hamad)

    up
                  

08-11-2009, 03:55 PM

Ali Hamad

تاريخ التسجيل: 06-22-2008
مجموع المشاركات: 393

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: البلد الذ لا تؤذن ديوكه للفجر (Re: Ali Hamad)

    >>
                  

08-11-2009, 03:55 PM

Ali Hamad

تاريخ التسجيل: 06-22-2008
مجموع المشاركات: 393

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: البلد الذ لا تؤذن ديوكه للفجر (Re: Ali Hamad)

    >>
                  

08-12-2009, 04:05 AM

Ali Hamad

تاريخ التسجيل: 06-22-2008
مجموع المشاركات: 393

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: البلد الذ لا تؤذن ديوكه للفجر (Re: Ali Hamad)

    HH
                  

08-12-2009, 09:45 AM

مجدى عمر بابكر
<aمجدى عمر بابكر
تاريخ التسجيل: 08-08-2009
مجموع المشاركات: 61

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: البلد الذ لا تؤذن ديوكه للفجر (Re: Ali Hamad)

    up
                  

08-12-2009, 10:06 AM

محمد الطيب يوسف

تاريخ التسجيل: 02-22-2008
مجموع المشاركات: 3088

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: البلد الذ لا تؤذن ديوكه للفجر (Re: مجدى عمر بابكر)

    نقراها بي رواقة حتي نفتفتها
                  

08-12-2009, 10:29 AM

خدر
<aخدر
تاريخ التسجيل: 02-07-2005
مجموع المشاركات: 13188

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: البلد الذ لا تؤذن ديوكه للفجر (Re: محمد الطيب يوسف)

    الاستاذ علي حامد انا طبعت مشروع الرواية و مشيت البيت و مؤخرا انتبهت اني بديت اقراها و خلصتها و انا لسه ما غيرت هدومي
    ولا اكلت دي كتابة ذكية جدا و ممتعة نرجوا الاسراع بتتالي ولا اقول توالي خوف الالتباس

    في انتظار التتمة

    طارق ابوعبيدة
                  

08-12-2009, 11:24 AM

Hamid Sharif Abdelrasoul

تاريخ التسجيل: 11-02-2006
مجموع المشاركات: 675

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: البلد الذ لا تؤذن ديوكه للفجر (Re: خدر)

    إنجع
                  

08-12-2009, 02:51 PM

Abdlaziz Eisa
<aAbdlaziz Eisa
تاريخ التسجيل: 02-03-2007
مجموع المشاركات: 22291

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: البلد الذ لا تؤذن ديوكه للفجر (Re: Hamid Sharif Abdelrasoul)

                  

08-13-2009, 00:43 AM

حبيب نورة
<aحبيب نورة
تاريخ التسجيل: 03-02-2004
مجموع المشاركات: 18581

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: البلد الذ لا تؤذن ديوكه للفجر (Re: Abdlaziz Eisa)

    بنجيك صادين


    شكرن
                  

08-13-2009, 09:47 AM

Mohammed Haroun
<aMohammed Haroun
تاريخ التسجيل: 12-21-2005
مجموع المشاركات: 4836

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: البلد الذ لا تؤذن ديوكه للفجر (Re: حبيب نورة)

    (سوف يراه وينظر فى شكله القديم الذى يعرفه خصوصا عندما يمشى فوق اديم الثرى يتلولح مثل عصار القايلة كما كانت تصفه امه وهى تمازحه بحب كبير)

    الأخ على حمد إبراهيم أسعد الله ايامك

    رواية قمة في الإبداع .... أحجز لي 3 نسخ واحدة لي شخصياً وإتنين سأقدمهما هدية لصديقين عزيزين جداً جداً.

    تحياتي
                  

08-14-2009, 06:01 PM

Ali Hamad

تاريخ التسجيل: 06-22-2008
مجموع المشاركات: 393

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: البلد الذ لا تؤذن ديوكه للفجر (Re: Mohammed Haroun)

    >>
                  

08-14-2009, 07:10 PM

Hamid Sharif Abdelrasoul

تاريخ التسجيل: 11-02-2006
مجموع المشاركات: 675

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: البلد الذ لا تؤذن ديوكه للفجر (Re: Ali Hamad)

    صبقر ....
                  

08-14-2009, 08:08 PM

Ali Hamad

تاريخ التسجيل: 06-22-2008
مجموع المشاركات: 393

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: البلد الذ لا تؤذن ديوكه للفجر (Re: Mohammed Haroun)

    مشكورياستاذ على المرور تشريفا ل ( البلد الذى لا تؤذن ديوكه للفجر )و حاضر ياستاذ للنسخ المطلوبة. الغريبة كنت اليوم على اتصال مع بيروت بخصوص تجهيزات الطباع هناك تشطيبات وتعديلات فى الفصول الباقية ومن المحتمل ان ترى الرواية النور قبل نهاية العام
                  

08-18-2009, 09:46 PM

Ali Hamad

تاريخ التسجيل: 06-22-2008
مجموع المشاركات: 393

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: البلد الذ لا تؤذن ديوكه للفجر (Re: Ali Hamad)

    HH
                  

08-19-2009, 01:57 AM

عمر ادريس محمد
<aعمر ادريس محمد
تاريخ التسجيل: 03-27-2005
مجموع المشاركات: 6787

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: البلد الذ لا تؤذن ديوكه للفجر (Re: Ali Hamad)
                  

08-19-2009, 11:26 PM

Hamid Sharif Abdelrasoul

تاريخ التسجيل: 11-02-2006
مجموع المشاركات: 675

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: البلد الذ لا تؤذن ديوكه للفجر (Re: عمر ادريس محمد)

    ال... كع
                  

08-28-2009, 07:52 PM

Ali Hamad

تاريخ التسجيل: 06-22-2008
مجموع المشاركات: 393

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: البلد الذ لا تؤذن ديوكه للفجر (Re: Hamid Sharif Abdelrasoul)

    ii
                  

09-25-2009, 09:05 AM

Mustafa Mahmoud
<aMustafa Mahmoud
تاريخ التسجيل: 05-16-2006
مجموع المشاركات: 38072

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: البلد الذ لا تؤذن ديوكه للفجر (Re: Ali Hamad)

    البلد الذى لا تؤذن ديوكه للفجر :



    رواية : على حمد ابراهيم

    اخذ يصعد الدرج ببطء ، يقدم خطوة و يؤخر أخرى، ينظر الى مواقع قدميه ، يتثبت منها ،حتى لا يكاد يرفع ناظريه الى اعلى. يرهف السمع لمكبر الصوت يعوى من بعيد ، يدعو المغادرين بطيران عبر المحيط ، سفرية رقم خمسين ،الى اكمال اجراءات سفرهم . تحدى كل المعترضين على سفره ، تنهد مغموما ، رانت على محياه مسحة من كآبة . مضى شوطا ابعد فى التحدى:
    "اكتب عندك ، وعلى رأس الصفحة الاولى ، وبالحبر الصامد مسافر الى ذلك البلد البعيد الذى لا تؤذن ديوكه عند الفجر . ان شاء الله ما آخر سفر " . لقد عاش معه حلم السفر الى ذلك البلد البعيد زمنا طويلا . و ها هو الحلم يكاد يصبح حقيقة لو مضت الامور على مايرام فى ما تبقى من لحظات. حتى الآن يبدو كل شئ سائرا على مايرام . الشئ الوحيد الذى يزعجه الآن هو لعلعة مكبر الصوت التى لا تتوقف لحظة ، يدعو بعض المسافرين باسمائهم ، وما يلبث أن يذيع خبرا بالغاء اجراءات سفرهم . تولد لديه احساس وخوف بأن هذا الميكرفون المزعج قد يدعوه فجأة ويطلب اليه الحضور الى مكتب الهجرة حتى اذا ذهب اليهم الغوا اجراءات سفره وصادروا منه بطاقة المغادرة . اذا حاولوا هذا الشئ معه فسوف تدور بينه وبينهم معركة مثل معركة ذات الصوارى التى حدث عنها التاريخ . لقد حدث ذلك الشئ لصديقه حمّاد العود مرتين قبل ان يسمح له بالسفر الى ذلك البلد البعيد بخراج الروح. حدث ذلك قبل عشر سنوات. يومها صعد حمّاد العود الى جوف الطائرة وفى صدره هدير من الغضب المكتوم. ومن يومها انقطعت اخباره عن البلد. هل حدث ذلك بسبب ذلك الغضب الجارف الذى صعد به الى جوف الطائرة فى ذلك اليوم . منذ الصغر توافق الناس على تسميته بالعود كنية عن نحافته الشديدة وطوله الفاره . ولكن ما باله قطع المصروف عن والدته العجوز الطيبة. خمس سنوات الآن وهى لا تسمع اخبارا منه ولا تتسلم مصروفا . كانت معترضة على سفره، نعم. ولكن لم يكن لها يد فى المعاكسات التى تعرض لها فى المطار اكثر من مرة قبل سفره. عندما يصل الى ذلك البلد البعيد ، فسوف يسأل عنه حتى الطير العجمى سؤال الضهبان، وسوف يقلب جميع الاحجار والاركان ينظر تحتها بحثا عن صديقه القديم حماد العود . سوف يعثر عليه ، لا محالة. او يجد خبرا عنه
                  

09-25-2009, 01:52 PM

عمار عبدالله عبدالرحمن
<aعمار عبدالله عبدالرحمن
تاريخ التسجيل: 02-26-2005
مجموع المشاركات: 9162

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: البلد الذ لا تؤذن ديوكه للفجر (Re: Mustafa Mahmoud)

    ابداع مدهش

    اتمنى ان اراه مطبوعا ,,,,


    تسلم يا دكتور
                  

09-28-2009, 08:40 AM

Mustafa Mahmoud
<aMustafa Mahmoud
تاريخ التسجيل: 05-16-2006
مجموع المشاركات: 38072

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: البلد الذ لا تؤذن ديوكه للفجر (Re: عمار عبدالله عبدالرحمن)

    ****************************
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de