بعض ما كتبته الصحف السورية عن روايتي : بر العجم

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-05-2024, 08:14 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الثالث للعام 2009م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
07-28-2009, 11:17 PM

محمد جميل أحمد
<aمحمد جميل أحمد
تاريخ التسجيل: 03-21-2007
مجموع المشاركات: 1022

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
بعض ما كتبته الصحف السورية عن روايتي : بر العجم

    وجدت بالصدفة هذا المقال في موقع الراكوبة السوداني ، وهو مقال نقله موقع الراكوبة عن صحيفة تشرين السورية . وأحببت ان أشرك القراء في الوقوف على بعض ملامح روايتي (بر العجم) التي فازت بالجائزة التقديرية في مسابقة جائزة الطيب صالح للإبداع الروائي في دورتها الثالثة العام 2005 ، والتي ينظمها مركز عبد الكريم ميرغني بأمدرمان ، الرواية طعبت في سوريا وصدرت عن دار الحصاد في العام 2007 . وللأسف حتى الآن لم توزع الرواية في السودان ، وسأطبع منها طبعة ثانية قريبا جدا لتوزيعها في السودان .
    مودتي للجميع
    محمد جميل
    المقال على هذا الرابط

    http://209.85.135.132/search?q=cache:fE3DSNeQk7kJ:www.a...&hl=ar&ct=clnk&gl=sa
                  

07-30-2009, 06:31 PM

محمد جميل أحمد
<aمحمد جميل أحمد
تاريخ التسجيل: 03-21-2007
مجموع المشاركات: 1022

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: بعض ما كتبته الصحف السورية عن روايتي : بر العجم (Re: محمد جميل أحمد)

    *
                  

07-30-2009, 07:11 PM

محمد الطيب يوسف

تاريخ التسجيل: 02-22-2008
مجموع المشاركات: 3088

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: بعض ما كتبته الصحف السورية عن روايتي : بر العجم (Re: محمد جميل أحمد)

    مبروك رغم انها متأخرة وبنتمني في حالة صدور الطبعة التانية نحصل عليها

    المقال محفز للبحث عنها


    ودي ومحبتي
                  

08-02-2009, 02:37 AM

محمد جميل أحمد
<aمحمد جميل أحمد
تاريخ التسجيل: 03-21-2007
مجموع المشاركات: 1022

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: بعض ما كتبته الصحف السورية عن روايتي : بر العجم (Re: محمد الطيب يوسف)

    العزيز محمد الطيب يوسف .... تحياتي
    شكرا على مرورك بالمقال ، وأتمنى أن تكون الرواية متوفرة هنا بالسعودية خلال أشهر
    مودتي
    محمد جميل
                  

08-02-2009, 04:11 AM

بريمة محمد
<aبريمة محمد
تاريخ التسجيل: 04-30-2009
مجموع المشاركات: 13471

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: بعض ما كتبته الصحف السورية عن روايتي : بر العجم (Re: محمد جميل أحمد)

    الأخ محمد جميل
    ألف مبروك ..

    أرجو أن ترفق المقال .. الوصلة لا تفتح.

    تحياتى

    بريمة
                  

08-02-2009, 07:47 AM

عاطف عبدالله
<aعاطف عبدالله
تاريخ التسجيل: 08-19-2002
مجموع المشاركات: 2115

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: بعض ما كتبته الصحف السورية عن روايتي : بر العجم (Re: بريمة محمد)


    الأستاذ محمد جميل تحياتي ومبروك للمكتبة السودانية على هذا العمل المتميز والإضافة
    أتمنى الأستمرار في الكتابة والعطاء
    أسمح لي لنقل المقال للزين لم يتمكنوا من فتح الوصلة

    السودان
    بر العجم: الغنى الروحي الانساني وحكايات الغربة



    تتميَز رواية(?) الكاتب والشاعر السوداني، محمد جميل أحمد، كونها كتبت في الغربة، حيث الأثر بدا واضحاً في الرواية.

    إذ أخذ المكان في الرواية اهتماماً كبيراً، واحتل مساحة واسعة داخل السرد، وفي الوقفات الوصفية، وإن جاءت قليلة لا تبطئ تدفق السرد. لقد تقاسم المكان إذاً مع الشخصيات مساحة هي الأكبر في الرواية، فحتى الأحداث، كانت، غالباً تدعِم أهمية المكان في بنية رواية: برُ العجم. ولا ننسى هنا أنَ عنوان الرواية أصلاً يدلُ على فضاءٍ لمكان في شرق السودان. ‏

    سوف نلاحظ، عند قراءة الرواية، اندغام صوت الكاتب بصوت الراوي، حيث يرجح الظن بأن مطلع الرواية، الذي جاء في أكثر من فقرة، هو أقرب إلى شخص الكاتب، أي إلى مذكراته الخاصَة.. حينما عانقت السماء الأفق، تسمَرت عيناي تحدقان في غيوم غير مرئية. ربَما كانت سنواتي الثلاث الأولى من طفولتي عند منقطع العمران، وبين تلال الرمل هي التي صوَرت لي ما كنت أراه. أصداء طفولة حائرة، تلك التي أتذكَر منها اليوم سلطانية الحليب محفوفة برغوة نيئة بين يدي طفل، وصوت أمي من داخل الكوخ مفعماً بالشكر». الرواية ص5. ‏

    تدور أحداث الرواية في مناطق من شرق السودان هي: «بر العجم، وبرعوت، وبور سودان. يقدِم خلالها الكاتب لوحات عن حياة الناس في تلك الأماكن، إضافة إلى المنشأ المتعدد للأجناس والأعراق. ثمة أسماء لبلدات أو مراكز سكن محلية هي الفضاء الأكثر تحديداً، فيها تداعت أحداث الرواية، ومن تربتها وفي بحرها وعلى مراعيها أخذت الشخصيات طريقها إلى الحضور والنمو الفني على امتداد مراحل السرد الروائي. « لم تكن البلدة تخلو من حساسيات الأعراق...وفي سوقها حين تتمدد رواكيب الظلال في الصيف اللاهب لتعوي من تحتها الألسنة الراطنة بفسيفساء نسجت أعراقها القبائل.. كانت للساحل أسراره، في حكايات خلقت منها طقوس القبائل حساسية البحر الذي دلق عليهم الأغراب. كان للبحر في أوصالهم رعدة تسرَبت إليهم عبر القدم، وأنفرت أطيافهم الهائمة في عروق الجبال ومضارب الصحراء» الرواية ص15.



    يطالعنا في الرواية قسط من تاريخ الناس في شرق السودان. في غضون ذلك سوف ندخل إلى تفاصيل الحياة في برعوت، « التي تواصت القبائل على سكناها بفضل مقام الضريح الساكن في سيف البحر... دلف الناس في الساحل وألقت القبائل رحالها لتعيش دوراً جديداً. كانت الهجرة المشفوعة بنبوءات ساكن الضريح (تاج السر أبو زينب ) لسواكن» ص17، ‏

    بين المراعي والأرياف والمدن حديثة الولادة, تتحرَك أحداث الرواية، وتطلُ علينا شخصياتها. ادريساي كان أوَلها, فهو ظهر في مرحلة بدأ فيها انتقال الناس من الاهتمام بالإبل إلى العمل في الموانئ والمخازن التي ارتبط وجودها بالإنجليز «كلُ شيء قد تغيَر، منذ شهور شعر بحركة الناس في مجرى الساحل. رأى أسقف المخازن المعروشة بسعف النخيل وبنايات الإنجليز القرميدية الحمراء» ص18. ‏

    سوف يعرِفنا الكاتب على هذه الشخصية بسرد يطلعنا فيه على لمحات من الحياة والتغيُرات الجارية فيها، إلى جانب ملامح الشخصية وبنيانها الجسدي والنفسي. «مصير ادريساي في الساحل، كان حكايات متناسخة شابهت بعضها بعضاً في مضارب البجا، وأغرتهم لأوَل مرة بمساكنة البحر... كان ادريساي يسكن جسداً ضخماً شديد السمرة ناتىء العضلات، ذاوجه خرقت صفحاته عينا صقر تتأرجحان في جزء من الثانية... ضمن ادريساي عملاً لأولاده في أرصفة الميناء لقاء مناخ الإبل، وكوخاً في ربض الساحل... سمح له عمل أولاده بهدنة مع الزمن» ص29. ‏

    الرابط بين أحداث الرواية لم يكن على نسق تقليدي، فهي تبدو كأحداث منفصلة،سوى أنها تتحرَك داخل عالم واحد، اجتماعي وإنساني، يقدِم فيه الكاتب لوحة فنِية متداخلة الخطوط، ومتكاملة الألوان. فمع أنَ الشخصيات لم تبق هي ذاتها في مراحل السرد المختلفة، سوى أنَها تتكامل في أداء الوظيفة الفنِية في البنية العامة للرواية، نحن سنرى مثلاً كيف غادر ادريساي مسرح الأحداث الروائية، في اللحظة المناسبة من الحكاية، وكأنه أكمل وظيفته مع اكتمال الحدث الذي ظهر من خلاله. وكما كان ادريساي يخاف الرافعة التي أدخلها الإنجليز، أصبح لا يخاف أحداً، إلا الكهرباء والحكومة اللتين يجهل عنهما كلَ شيء ويودع سرَهما خزانة الغيب. بينما بقي بنك باركليز شاهداً على شبق القوم بعدما تحوَل اسمه إلى بنك الوحدة» ص20. ‏

    شخصيات جديدة أحضرها الكاتب إلى مسرح الرواية، هي باجتماعها في عالم الرواية، مدهشة بغناها الروحي والإنساني. دمباي، عازف الربابة، أوتار الحزن في كفِه« تنسخ حكايات الموت في السامعين رجعاً معاداً، تداعت قيه ألوان الصدى...لتعيدها الأوتار خيالاً يبرق في تاريخ السيوف، وحكايات المروءة، ودندنات العذارى...منذ عقود كان أهل حيِنا يحسون السحر في كف دمباي حين تبدو في وجهه هيئة غريبة... أدركنا حينذاك أنَ دمباي في عالم آخر لا يعرفه إلا هو... لذلك أحسسنا ما خبأَه القدر لدمباي يوم النكبة»ص29 ، شخصية دمباي هي واحدة من الشخصيات التي هندسها الكاتب، ليبني جزءاً من عمارة، سوف نعثر فيه على ما يسمَى: الغريب والعجيب. ولقد درج الروائيون على توظيفه فنياً، لكي تمتزج المتعة بالدهشة. ‏

    أبو الرايات شخصية أخرى، تحمل صفة الغرابة، فهي تجمع بين معرفة الأسرار اللا مرئية لأحد« انكشف الغطا يا ناس بعد سيدي أبي الرايات.. سرَك يا مولاي أبا الرايات» ص43 وبين ترؤسه فرقة إنشاد للدراويش. في جزء من الرواية نقرأ نقداً مفعماً بالأسى والألم للتقليد السائد في المجتمع القبلي السوداني، هو الوشم الذي أرَق الراوي، وبلغة ساخرة نطالع: « طالما فكَرت يا صاحبي طويلاً، وأنا أتحسس منابت الحفر العريضة في وجهي، وأضيق بعلاماتها المسجَلة في وجهي تبعاً لقانون القبائل السودانية« وسوف تكون العملية الجراحية من أجل محو آثار الحفر من الوجه موضع استهجان لدى أبناء جلدته، لأنهم ينظرون إلى الوشم باعتباره هوية للسوداني ومصدراً للوحدة الأسمى. ‏

    فهو ومنذ خروجه من المستشفى أخذ« يتجنَب تجمعات السودانيين حتى ينجو من الأسئلة الغريبة ... لقد نسوا طويلاً أنَ على هذه الأرض ما يستحق الجمال. كم كنت آسى كثيراً وأنسى، كلما سألني هؤلاء الأغبياء عن هدر الريالات في مثل هذه المسخرة هذه هي قصتي مع الشلوخ. ولكن أرجوك لا تكتب عنها ولا سطر واحد»ص. ص69 ـ 70 ، ونلاحظ في الجمل السابقة كيف أشرك الكاتب اثنين من الرواة، في تقنية الحوار، الَذي جاء منساباً سلساً وكأنه جزء من السرد. ‏

    ضمَن الكاتب في روايته أشعاراً شعبية سودانية، وعدداً من الأمثلة المتداولة في المجتمع السوداني، في شرقه خاصةً ، حيث الفضاء الذي تجري فيه الأحداث. ليست الرواية، في بنية الحكاية واحدة، فالأحداث متعدِدة، والشخصيات، تبعاً لكل حدث، تظهر باستقلال بعضها عن بعض، غير أن اللحمة بينها، والترابط في الأحداث، يبدوان في عالم الرواية الاجتماعي والمكاني، كما في الثقافة والقيم اللتين تحملهما الشخصيات الروائية. ‏

    ونعتقد أن فوز الرواية بجائزة الكاتب السوداني الكبير، الطَيِب صالح، مسألة لها دلالتها، باعتبارها رواية جديرة بالاهتمام وتستحق القراءة. ‏

    بَرَُ العجم - رواية من السودان - حائزة على جائزة الطيب صالح. تأليف محمد جميل أحمد، دار الحصاد للطباعة والنشر- دمشق 2007 ‏

    المصدر: صحيفة تشرين
    نشر بتاريخ 23-08-2008



                  

08-04-2009, 08:27 AM

محمد جميل أحمد
<aمحمد جميل أحمد
تاريخ التسجيل: 03-21-2007
مجموع المشاركات: 1022

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: بعض ما كتبته الصحف السورية عن روايتي : بر العجم (Re: عاطف عبدالله)

    العزيز عاطف عبدالله ... تحياتي
    شكرا على حسن ظنك في الرواية ، وأتمنى أن تكون مقدمة لكتابة أخرى
    كما أشكرك عزيزي على إعادة نشر المقال من الرابط
    مودتي
    محمد جميل
                  

08-02-2009, 07:49 AM

Mohamed Abdelgaleel
<aMohamed Abdelgaleel
تاريخ التسجيل: 07-05-2005
مجموع المشاركات: 10415

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: بعض ما كتبته الصحف السورية عن روايتي : بر العجم (Re: بريمة محمد)

    تتميَز رواية(?) الكاتب والشاعر السوداني، محمد جميل أحمد، كونها كتبت في الغربة، حيث الأثر بدا واضحاً في الرواية.

    إذ أخذ المكان في الرواية اهتماماً كبيراً، واحتل مساحة واسعة داخل السرد، وفي الوقفات الوصفية، وإن جاءت قليلة لا تبطئ تدفق السرد. لقد تقاسم المكان إذاً مع الشخصيات مساحة هي الأكبر في الرواية، فحتى الأحداث، كانت، غالباً تدعِم أهمية المكان في بنية رواية: برُ العجم. ولا ننسى هنا أنَ عنوان الرواية أصلاً يدلُ على فضاءٍ لمكان في شرق السودان. ‏

    سوف نلاحظ، عند قراءة الرواية، اندغام صوت الكاتب بصوت الراوي، حيث يرجح الظن بأن مطلع الرواية، الذي جاء في أكثر من فقرة، هو أقرب إلى شخص الكاتب، أي إلى مذكراته الخاصَة.. حينما عانقت السماء الأفق، تسمَرت عيناي تحدقان في غيوم غير مرئية. ربَما كانت سنواتي الثلاث الأولى من طفولتي عند منقطع العمران، وبين تلال الرمل هي التي صوَرت لي ما كنت أراه. أصداء طفولة حائرة، تلك التي أتذكَر منها اليوم سلطانية الحليب محفوفة برغوة نيئة بين يدي طفل، وصوت أمي من داخل الكوخ مفعماً بالشكر». الرواية ص5. ‏

    تدور أحداث الرواية في مناطق من شرق السودان هي: «بر العجم، وبرعوت، وبور سودان. يقدِم خلالها الكاتب لوحات عن حياة الناس في تلك الأماكن، إضافة إلى المنشأ المتعدد للأجناس والأعراق. ثمة أسماء لبلدات أو مراكز سكن محلية هي الفضاء الأكثر تحديداً، فيها تداعت أحداث الرواية، ومن تربتها وفي بحرها وعلى مراعيها أخذت الشخصيات طريقها إلى الحضور والنمو الفني على امتداد مراحل السرد الروائي. « لم تكن البلدة تخلو من حساسيات الأعراق...وفي سوقها حين تتمدد رواكيب الظلال في الصيف اللاهب لتعوي من تحتها الألسنة الراطنة بفسيفساء نسجت أعراقها القبائل.. كانت للساحل أسراره، في حكايات خلقت منها طقوس القبائل حساسية البحر الذي دلق عليهم الأغراب. كان للبحر في أوصالهم رعدة تسرَبت إليهم عبر القدم، وأنفرت أطيافهم الهائمة في عروق الجبال ومضارب الصحراء» الرواية ص15.



    يطالعنا في الرواية قسط من تاريخ الناس في شرق السودان. في غضون ذلك سوف ندخل إلى تفاصيل الحياة في برعوت، « التي تواصت القبائل على سكناها بفضل مقام الضريح الساكن في سيف البحر... دلف الناس في الساحل وألقت القبائل رحالها لتعيش دوراً جديداً. كانت الهجرة المشفوعة بنبوءات ساكن الضريح (تاج السر أبو زينب ) لسواكن» ص17، ‏

    بين المراعي والأرياف والمدن حديثة الولادة, تتحرَك أحداث الرواية، وتطلُ علينا شخصياتها. ادريساي كان أوَلها, فهو ظهر في مرحلة بدأ فيها انتقال الناس من الاهتمام بالإبل إلى العمل في الموانئ والمخازن التي ارتبط وجودها بالإنجليز «كلُ شيء قد تغيَر، منذ شهور شعر بحركة الناس في مجرى الساحل. رأى أسقف المخازن المعروشة بسعف النخيل وبنايات الإنجليز القرميدية الحمراء» ص18. ‏

    سوف يعرِفنا الكاتب على هذه الشخصية بسرد يطلعنا فيه على لمحات من الحياة والتغيُرات الجارية فيها، إلى جانب ملامح الشخصية وبنيانها الجسدي والنفسي. «مصير ادريساي في الساحل، كان حكايات متناسخة شابهت بعضها بعضاً في مضارب البجا، وأغرتهم لأوَل مرة بمساكنة البحر... كان ادريساي يسكن جسداً ضخماً شديد السمرة ناتىء العضلات، ذاوجه خرقت صفحاته عينا صقر تتأرجحان في جزء من الثانية... ضمن ادريساي عملاً لأولاده في أرصفة الميناء لقاء مناخ الإبل، وكوخاً في ربض الساحل... سمح له عمل أولاده بهدنة مع الزمن» ص29. ‏

    الرابط بين أحداث الرواية لم يكن على نسق تقليدي، فهي تبدو كأحداث منفصلة،سوى أنها تتحرَك داخل عالم واحد، اجتماعي وإنساني، يقدِم فيه الكاتب لوحة فنِية متداخلة الخطوط، ومتكاملة الألوان. فمع أنَ الشخصيات لم تبق هي ذاتها في مراحل السرد المختلفة، سوى أنَها تتكامل في أداء الوظيفة الفنِية في البنية العامة للرواية، نحن سنرى مثلاً كيف غادر ادريساي مسرح الأحداث الروائية، في اللحظة المناسبة من الحكاية، وكأنه أكمل وظيفته مع اكتمال الحدث الذي ظهر من خلاله. وكما كان ادريساي يخاف الرافعة التي أدخلها الإنجليز، أصبح لا يخاف أحداً، إلا الكهرباء والحكومة اللتين يجهل عنهما كلَ شيء ويودع سرَهما خزانة الغيب. بينما بقي بنك باركليز شاهداً على شبق القوم بعدما تحوَل اسمه إلى بنك الوحدة» ص20. ‏

    شخصيات جديدة أحضرها الكاتب إلى مسرح الرواية، هي باجتماعها في عالم الرواية، مدهشة بغناها الروحي والإنساني. دمباي، عازف الربابة، أوتار الحزن في كفِه« تنسخ حكايات الموت في السامعين رجعاً معاداً، تداعت قيه ألوان الصدى...لتعيدها الأوتار خيالاً يبرق في تاريخ السيوف، وحكايات المروءة، ودندنات العذارى...منذ عقود كان أهل حيِنا يحسون السحر في كف دمباي حين تبدو في وجهه هيئة غريبة... أدركنا حينذاك أنَ دمباي في عالم آخر لا يعرفه إلا هو... لذلك أحسسنا ما خبأَه القدر لدمباي يوم النكبة»ص29 ، شخصية دمباي هي واحدة من الشخصيات التي هندسها الكاتب، ليبني جزءاً من عمارة، سوف نعثر فيه على ما يسمَى: الغريب والعجيب. ولقد درج الروائيون على توظيفه فنياً، لكي تمتزج المتعة بالدهشة. ‏

    أبو الرايات شخصية أخرى، تحمل صفة الغرابة، فهي تجمع بين معرفة الأسرار اللا مرئية لأحد« انكشف الغطا يا ناس بعد سيدي أبي الرايات.. سرَك يا مولاي أبا الرايات» ص43 وبين ترؤسه فرقة إنشاد للدراويش. في جزء من الرواية نقرأ نقداً مفعماً بالأسى والألم للتقليد السائد في المجتمع القبلي السوداني، هو الوشم الذي أرَق الراوي، وبلغة ساخرة نطالع: « طالما فكَرت يا صاحبي طويلاً، وأنا أتحسس منابت الحفر العريضة في وجهي، وأضيق بعلاماتها المسجَلة في وجهي تبعاً لقانون القبائل السودانية« وسوف تكون العملية الجراحية من أجل محو آثار الحفر من الوجه موضع استهجان لدى أبناء جلدته، لأنهم ينظرون إلى الوشم باعتباره هوية للسوداني ومصدراً للوحدة الأسمى. ‏

    فهو ومنذ خروجه من المستشفى أخذ« يتجنَب تجمعات السودانيين حتى ينجو من الأسئلة الغريبة ... لقد نسوا طويلاً أنَ على هذه الأرض ما يستحق الجمال. كم كنت آسى كثيراً وأنسى، كلما سألني هؤلاء الأغبياء عن هدر الريالات في مثل هذه المسخرة هذه هي قصتي مع الشلوخ. ولكن أرجوك لا تكتب عنها ولا سطر واحد»ص. ص69 ـ 70 ، ونلاحظ في الجمل السابقة كيف أشرك الكاتب اثنين من الرواة، في تقنية الحوار، الَذي جاء منساباً سلساً وكأنه جزء من السرد. ‏

    ضمَن الكاتب في روايته أشعاراً شعبية سودانية، وعدداً من الأمثلة المتداولة في المجتمع السوداني، في شرقه خاصةً ، حيث الفضاء الذي تجري فيه الأحداث. ليست الرواية، في بنية الحكاية واحدة، فالأحداث متعدِدة، والشخصيات، تبعاً لكل حدث، تظهر باستقلال بعضها عن بعض، غير أن اللحمة بينها، والترابط في الأحداث، يبدوان في عالم الرواية الاجتماعي والمكاني، كما في الثقافة والقيم اللتين تحملهما الشخصيات الروائية. ‏

    ونعتقد أن فوز الرواية بجائزة الكاتب السوداني الكبير، الطَيِب صالح، مسألة لها دلالتها، باعتبارها رواية جديرة بالاهتمام وتستحق القراءة. ‏

    بَرَُ العجم - رواية من السودان - حائزة على جائزة الطيب صالح. تأليف محمد جميل أحمد، دار الحصاد للطباعة والنشر- دمشق 2007 ‏

    المصدر: صحيفة تشرين
                  

08-02-2009, 08:13 AM

عبدالغني كرم الله
<aعبدالغني كرم الله
تاريخ التسجيل: 07-25-2008
مجموع المشاركات: 1323

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: بعض ما كتبته الصحف السورية عن روايتي : بر العجم (Re: Mohamed Abdelgaleel)

    عزيزي، أخي محمد جميل..


    صباح مبارك..

    للحق، تمتعت بقراءة الفصل الأول منها، في سودانفوراول، وشدني عوالم الشرق، وشاعرية السرد، وذلك الوصف المتمكن لروح الشرق، وعاداته، وتراثه وألعابه، وبيئته، وللحق دوما، احس ببيئة وطني من خلال الكتابة، مثل احساسي بالغرب في عوالم ابراهيم اسحق، وبالشرق الاقصى، في مرايا ساحلية، وبعوالم النوبة في نصوص ابكر اسماعيل، وكذا عوالم القضارف لصديقي بركة ساكن..

    وللحق الكتابة، تقتات من "الاشياء التي نعرفها، والاشياء التي نحبها)، وحين تتوفر للكتابة القدرة التعبرية، بعد ذلك، يخصب حياة الناس، بحياة أخرى، تزيد من طلاوة،م معرفته، كما شدني، إيغالك في شاعرية النص..


    ياريت نتم باقي الرواية،وعوالمها البهية...

    تشكر، وتستحق هذا الإطراء، بلا جدال...

    عميق محبتي..
                  

08-03-2009, 01:40 PM

ادم شحوتاي
<aادم شحوتاي
تاريخ التسجيل: 02-25-2008
مجموع المشاركات: 2377

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: بعض ما كتبته الصحف السورية عن روايتي : بر العجم (Re: عبدالغني كرم الله)

    أخي واستاذي محمد جميل
    تحية وسلام

    شكراً لأنك كتبت رواية عن مجموعة منسية في الثقافة السودانية ومنطقة لم تعرف إلا بالعوز والرغبة في البقاء دون مقومات البقاء شكراً لأنك خرجت من وسط ركام الجهل حاضر الزهن متقد الذاكرة لتكتب عن هؤلاء وتدلف بثقافتهم ومفرداتها لتضعها في متناول القاريء شكراً أخي لأنك أمطت اللثام عن وجه آخر لأهل الشرق يقولون فيه نحن يمكن أن نكتب إذا توفرت لنا أدوات الكتابة ويمكن ان نحيا ونبدع اذا وجدنا الأسباب .
                  

08-04-2009, 09:06 AM

محمد جميل أحمد
<aمحمد جميل أحمد
تاريخ التسجيل: 03-21-2007
مجموع المشاركات: 1022

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: بعض ما كتبته الصحف السورية عن روايتي : بر العجم (Re: ادم شحوتاي)

    صديقي العمدة المتفنن آدم شحوتاي ...(كفو هليكا)
    ربما كان إيقاع إسمك البجاوي الشرقي هو صدى لإيقاع وروح بعض أبطال الرواية (إدريساي ـ توماي ... ألخ) هذه هي حياتنا ياصديقي إذا لم نكتبها ونخلق منها أسطورة ملهمة لأجيالنا القادمة ، سنكون أعجز تعبيرا وأضيع الناس . التحديق في تراثنا وصحراءنا وقيمنا النبيلة وتنوعنا وأرضنا هو الذي يسمح لنا بالتعبير عن أنفسنا كما نحن تماما ، لا كما يصورنا الآخرون .
    أتمنى أن يكون في ما كتبته صدى ملهما للآخرين ، فمهمة الكتابة عن حياة وهموم الشرق ومآسيه وأحلامه لا تتم إلا عبر جهد جماعي ورؤية وطنية تتعالى عن الروح الانعزالية ، سواء في الفن أو الشعر أو السياسة . أعرف أنك دائما في المكان المشرف والوطني حيال قضايا الشرق وأحزانه . سيأتي ذلك اليوم الذي سيتحقق فيه أملك وآمال جميع الغيورين والمخلصين من أمثالك (قصر الزمن يازول ولا الزمن طول) كما قال حميد
    مودتي
    محمد جميل
                  

08-04-2009, 08:50 AM

محمد جميل أحمد
<aمحمد جميل أحمد
تاريخ التسجيل: 03-21-2007
مجموع المشاركات: 1022

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: بعض ما كتبته الصحف السورية عن روايتي : بر العجم (Re: عبدالغني كرم الله)

    عزيزي الكاتب المبدع عبد الغني كرم الله بشير ... تحياتي
    شكرا على كتابتك الجميلة ، وانطباعك الذي ينحو إلى تأمل مفردات الإبداع المتنوع والمعبر عن النسيج الجميل لسوداننا . الإبداع وحده هو الذي يضمن الإصغاء إلى تنوعنا بذلك الحب ، وهو من أهم معاني التعبير عن الوطن بطريقة فردية عاكسةلروح الجمال الذي يسكن هذا السودان في كل شبر منه .
    الفصل الذي نشرته بسودان فور أول هو أحد فصول الرواية ، وليس الفصل الأول . وسأنشر بعض الفصول لاحقا في هذا البوست .تقديرا لاهتمامك والآخرين .
    أنا ايضا قرأت لك بعض القصص القصيرة في سودان فور أول . شدني فيها ذلك الإحساس الفطري بدهشة الحياة والطفولة ، ثمة براءة عميقة تفيض من القصص كأنها انبثاق طبيعي لمشاعر خام .
    أتمنى أن أقرأ لك أكثر
    مودتي
    محمد جميل

    (عدل بواسطة محمد جميل أحمد on 08-04-2009, 08:52 AM)

                  

08-04-2009, 08:33 AM

محمد جميل أحمد
<aمحمد جميل أحمد
تاريخ التسجيل: 03-21-2007
مجموع المشاركات: 1022

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: بعض ما كتبته الصحف السورية عن روايتي : بر العجم (Re: Mohamed Abdelgaleel)

    أخي محمد عبد الجليل .... تحياتي
    شكرا مرة أخرى على إعادة نشر المقال ، وهو على الأقل لمحة عن الرواية ، بالرغم من وجود بعض النسخ من الرواية هنا في الرياض مع بعض الأصدقاء : نصار والآخرين .
    لكن هناك محاولة لإعادة طبع الرواية قريبا
    مودتي
    محمد جميل
                  

08-04-2009, 08:24 AM

محمد جميل أحمد
<aمحمد جميل أحمد
تاريخ التسجيل: 03-21-2007
مجموع المشاركات: 1022

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: بعض ما كتبته الصحف السورية عن روايتي : بر العجم (Re: بريمة محمد)

    العزيز بريمة محمد ... تحياتي
    شكرا على التهنئة ، وستكون هناك طبعة ثانية للرواية خلال الأشهر القليلة القادمة
    شكرا على مرورك ، وتقبل عذري عن التأخير
    مودتي
    محمدجميل
                  

08-07-2009, 06:07 PM

عزاز شامي

تاريخ التسجيل: 01-08-2005
مجموع المشاركات: 5933

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: بعض ما كتبته الصحف السورية عن روايتي : بر العجم (Re: محمد جميل أحمد)

    بالتوفيق أخي محمد جميل ...
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de