|
|
 الجزء الثانى الخاص بمتغيرات النظام الفدرالي بقلم - الأستاذ النعمان حسن
|
الأستاذ النعمان حسن
الدستور الإنتقالى المؤقت لسنة 2005 أسس نظاما فدرالياً بديلاً للنظام المركزي السائد قبل الدستور الجديد، وقد كان للنظام المركزي تأثير سالب على النظام الكروي .. حيث أن الرياضة كانت تتسع أفقياً بتضاعف الكم، وتفتقر التطور النوعي بسب بمركزية الإتحادات العامة التي تشرف على إدارة كل الأندية لكل الدرجات على إمتداد الوطن، ولقد فشلت كل المحاولات لإعادة هيكلة الرياضة بما يواكب التطور العالمي .. بعد أن أصبحت الرياضة صناعة وإستثمار ومصدر عائد للدول ينافس صادراتها .. كما هو الحال الآن في البرازيل ونيجريا والكمرون . مع هذا التطور الآن عالمياً، وإمتداد الثقافة الرياضة الجديدة في دنيا الإحتراف .. حيث أصبحت ممارسة النشاط مهنة وعمل يدر ملايين الدولارات كمصدر رزق وإرباح للأندية وأضعافها من عائدات التسويق .. فلقد كان من البديهي أن يتخطى الزمن هذا النظام المركزي الذي توارثناه من الخمسينات والذي يقوم على إنتشار كم هائل من الأندية فقيرة الإمكانات تنتظم في إتحادات محلية متواضعة لا أثر لها في الرياضة إلا أنها صاحبة كلمة وقرار يوازى ألإتحادات ذات الثقل مما خلق جيشا من الإداريين المتعطلين وانتشار وباء الصراعات والأزمات بينهم دون أن يقابل هذا أي تطور ملموس في المستوى فنيا يقابل ذلك أعداد لا تحصى من الأندية التي تنعدم فيها كل المقومات تخضع في إدارتها لجهاز مركزي واحد هو الإتحاد العام وإذا كان هذا يسعد الإتحادات العامة لأنه جعل منها لإمبراطوريات إلا أنه لا ولن يحقق أي تطور للعبة لصعوبة الإشراف على هذا الكم الهائل من الأندية والذي يضم آلاف من اللاعبين مما يضعف القدرة المالية والفنية لحاجة هذا العدد لكم من الجهد والحكام والمدربين ويضعف المستوى الفني للاعبين لتشتت المواهب على كم هائل من الأندية كما أنه يضعف مستوى التنافس المحلى إن لم يكن يتدنى بسبب تشتت الإمكانات المادية.وضعف الكوادر البشرية.
هذه الهيكلة التي ظلت تنمو عشوائيا(بروس) بسبب مركزية الرياضة ها السبب في فشل النظام الرياض المركزي في تحقيق أهدافه.
فالرياضة اليوم يفترض أن تمارس من أجل تحقيق هدفين مختلفين لا يمكن الجمع بينهما في تنظيم واحد كما هو الحال عندنا .. هدف تربوي تعمل فيه الدولة من أجل تنشئة الشباب تنشئة حسنة وتزرع فيه القيم الدينية والأخلاقية والمواطنة الصالحة، وقوام هذه الممارسة الهواية، وهى رياضة جماهيرية تنتشر أفقياً تهدف توسيع الممارسة للشباب تحت إشراف تربوي على أعلى درجة من الخلق، وهدف إستثمارى ‘إحترافى تهدف به الدولة يرتفع بالمستوى من حيث النوع في زمن الرياضة دبلوماسية شعبية وواجهة خارجية، ومصدر إقتصادى تحت نظام رياضي تسوده المصالح المادية والعائد الربحي .. على كل المستويات من أندية ولاعبين .. إلا أن اخطر سلبيات النظام المركزي انه يقوم على هيكل أفشل النظام الرياضي في تحقيق الهدف التربوي\ بسبب العقلية الإحترافية المادية التي تنتشر وسط كل الأندية على كل المستويات بكل سلوكياتها بعد أن طغت الماديات على الهواية .. حيث ساد الإحتراف المستتر الذي فشلت لوائح الفيفا في محاربته بالقانون، وفى نفس الوقت أثرت ثقافة الهواية سلباً على نمو الثقافة الإحترافية .. حيث أثرت ثقافة الهواية السائدة على أن يصبح اللاعب السوداني محترفاً على النحو العلمي المتعارف للإحتراف .. كما لم يعد اللاعب الهاو يحمل قيم الهاو وثقافته لتأثره السالب يالإحتراف والماديات .. لهذا جنت الرياضة سلبيات النظامين ولم تحقق فوائد أى منهما .. فلا نفع الإحتراف ولا كسبنا قيم الهواية التربوية.وكان الموقف يفرض الفصل بين النظامين ولكن هذا لم يتم وبسبب المنتفعين والمتاجرين بهذا الهيكل ظلت كل محاولات تصحيح الهيكل تصطدم بهؤلاء المنتفعين فيفشلون كل المحاولات.
لعلها من محاسن الصدف أن تصدر الدولة دستوراً تستبدل فيه المركزية بالفدرالية .. مما يمهد الطريق ألي ثورة رياضية شاملة حيث نص الدستور على ما يلي:
1-أن تكون الرياضة ولائية وهذا يعني رباط بين الأندية المحلية والتنظيم الرياضي المركزي
2- نص الدستور أيضاً على أن المشاركات الخارجية والقومية التي تضم أكثر من ولاية .. فإنها تقع تحت المسئولية التضامنية لثلاث لجان: حكومة الوحدة الوطنية وحكومة الجنوب وحكومات الولايات وبهذا لا بد من إعادة صياغة الإتحاد العام الذي لم يعد عام يضم كل إتحادات السودان وأنديته فلقد رفع الدستور يده عن ألأندية بالولايات .. إلا في المشاركات القومية التي تشارك فيها أكثر من ولاية.
الوضع الطبيعي الآن وعل ضوء الدستور فإن الإتحاد السوداني لكرة القدم مطالب بأن يصبح إتحاد قومي للمحترفين يشرف على المنافسات القومية والمشاركات الخارجية، وهذا يتيح الفرصة لقيام درجتين قوميتين لأندية بمواصفات تقوم على إمكانات وقدرات عالمية سواء من الأندية القائمة إذا توفرت فيها المواصفات العالمية، أو أندية جديدة من المؤسسات والشركات المقتدرة التي تملك أن تشيد ملاعب بمواصفات عالمية .. كما تملك إستقدام محترفين بمستوى متميز، كما ينظم الإتحاد القومي بطولة كاس السودان من أبطال دوري الولايات كما أن الجمعية العمومية للإتحاد سوف تقتصر على ممثلي إتحادات الولايات وممثلي الأندية القومية على أن يتحول النشاط الولائي لنشاط يقوم على الهواية حتى يحقق أهدافه التربوية.
3 كلمة أخيرة فتكليف الدستور لثلاثة كيانات تتولى النشاط القومي والخارجي تقتضى أن تحال إختصاصات الوزير المركزي لمجلس أعلى للرياضة يتمون من الكيانات الثلاثة يرأسه الوزير الإتحادى تنفيذاً لما جاء في الدستور.
|
|
 
|
|
|
|
محمد نجيب عبدا لرحيم
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست