الاسراء والمعراج

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-08-2024, 00:37 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الثالث للعام 2009م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
07-19-2009, 05:37 PM

salee
<asalee
تاريخ التسجيل: 06-08-2002
مجموع المشاركات: 981

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
الاسراء والمعراج

    قال تعالى:"سُبْحَانَ الذي أسرى بِعَبْدِهِ ليلاً من المسجدِ الحرامِ إلى المسجِد الأقصى الذي باركنا حَولَهُ لِنُرِيَهُ من ءاياتِنَا إنّهُ هوَ السميع البصير" (سورة الإسراء /1 )


    ان معجزة الإسراء ثابتةٌ بنص القرءان والحديث الصحيح ، فيجب الإيمان بأن الله أسرى بالنبي ليلاً من مكة المكرمة إلى المسجد الأقصى ، وقد أجمع أهل الحق من سلف وخلف ومحدثين ومتكلمين ومفسرين وعلماء وفقهاء على أنّ الإسراء كان بالجسد والروح



    كـــــــل سنة والكل بخير ومبروك علينا هذا اليوم العظيم




                  

07-19-2009, 05:50 PM

mayada kamal
<amayada kamal
تاريخ التسجيل: 08-31-2007
مجموع المشاركات: 8015

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الاسراء والمعراج (Re: salee)

    كل سنة وانتي طيبة اختي سارة
    الحمد لله على دين الاسلام ..... (إن الدين عند الله الاسلام)









    تخريمة
    انت بالله بنت اخت الاخ عثمان
    لاقيته بالصدفة في الجامعة الاسلامية
                  

07-19-2009, 05:55 PM

عمر صديق
<aعمر صديق
تاريخ التسجيل: 06-06-2008
مجموع المشاركات: 14776

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الاسراء والمعراج (Re: mayada kamal)

    Quote: كل سنة وانتي طيبة اختي سارة
    الحمد لله على دين الاسلام ..... (إن الدين عند الله الاسلام)





    صلي عليك الله ياعلم الهدي ماسار ركب او ترنم حاد




    _________________________________________________________
    تحياتي سالي/ميادة و
    كل سنة وانتو طيبين
                  

07-19-2009, 06:24 PM

malik_aljack
<amalik_aljack
تاريخ التسجيل: 02-05-2002
مجموع المشاركات: 1348

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الاسراء والمعراج (Re: عمر صديق)

    شكرا سالي على التنبيه

    لكن

    ماذا أستفيد أنا من هذه المناسبة
    و كذلك كافة الناس

    أتمنى أن تعفونا من النسخ و اللصق و الإتيان بالفائدة المرجوة من هذه المناسبة حسب ما فهمتموها

    و لكم الشكر مرة أخرى
                  

07-19-2009, 06:48 PM

محمد حسن العمدة

تاريخ التسجيل: 03-31-2004
مجموع المشاركات: 14086

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الاسراء والمعراج (Re: malik_aljack)

    Quote: قال تعالى:"سُبْحَانَ الذي أسرى بِعَبْدِهِ ليلاً من المسجدِ الحرامِ إلى المسجِد الأقصى الذي باركنا حَولَهُ لِنُرِيَهُ من ءاياتِنَا إنّهُ هوَ السميع البصير" (سورة الإسراء /1 )


    سلام سالي

    صحيح ان الاسراء ثابت بنص القران والايمان به اعتقادا من دون تفكير في امكانية وقوعه

    لكن المعراج لم يذكر في القران الكريم ابدا بل ورد في كتب الحديث بنفس منهج القلقلة وجمع بعد زمان من وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم .. السؤال هو لماذا لم يذكر المعراج رغم ان الكثير من الاحكام استخرجت من الاحاديث التي تتحدث عن المعراج واهمها على الاطلاق تحديد الصلوات الخمس ...

    هذا الامر يحتاج من الدارسين اعادة البحث والمراجعة الدقيقة ...

    والله اعلم
                  

07-19-2009, 08:20 PM

salee
<asalee
تاريخ التسجيل: 06-08-2002
مجموع المشاركات: 981

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الاسراء والمعراج (Re: محمد حسن العمدة)

    Quote: لكن المعراج لم يذكر في القران الكريم ابدا بل ورد في كتب الحديث بنفس منهج القلقلة وجمع بعد زمان من وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم .. السؤال هو لماذا لم يذكر المعراج رغم ان الكثير من الاحكام استخرجت من الاحاديث التي تتحدث عن المعراج واهمها على الاطلاق تحديد الصلوات الخمس ...




    الاخ محمد
    كـــل سنة وانت بخير

    لا استطيع ان اجاوب علي هذا . اتمني من ناس العلم في البورد ان يدخلوا في البوست ويعرضة افكارهم

    لكن المعراج كان شي عظيم لتحديد الصلوات الخمسة وتغير القبله في هذا اليوم
    يعني كل شي لسبب يعلمه ربنا عز وجل .

    لك مني كل الود والتقدير
                  

07-19-2009, 08:08 PM

salee
<asalee
تاريخ التسجيل: 06-08-2002
مجموع المشاركات: 981

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الاسراء والمعراج (Re: malik_aljack)

    الاستاذ مالك
    تحية طيبة



    Quote: ماذا أستفيد أنا من هذه المناسبة
    و كذلك كافة الناس



    اول شي معرفة مكانة المسجد الأقصى بالنسبة للامه المسلمة لانه به ا بتدأ الإسراء ،ومنه انتهى
    يعني التفريط فيه كانه التفريط بالبيت الحرام ، فلكل منهمامكانته وقدسيته في نفوسنا

    Quote: أتمنى أن تعفونا من النسخ و اللصق و الإتيان بالفائدة المرجوة من هذه المناسبة حسب ما فهمتموها


    والله انوا ما شفت ولا بوست واحد عن هذه المناسبة الرائعة

    يعني لو كان كريسمس ولا راس سنة كان تلقي مليون بوست .
    بقي لينا الاسراء والمعراج بس عبارة عن اجازة سنوي الناس تنوم فيها وناسية اهميتها واهمية بيت الاقصي في حياتنا



    لك مني كل الود والتقدير
                  

07-19-2009, 07:44 PM

salee
<asalee
تاريخ التسجيل: 06-08-2002
مجموع المشاركات: 981

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الاسراء والمعراج (Re: عمر صديق)

    كــــــــــل سنة وانت طيب اخي عمر

    ونياعد علينا يارب والامه الاسلامية بخير وعافية



    لك مني كل الود والتقدير
                  

07-19-2009, 07:42 PM

salee
<asalee
تاريخ التسجيل: 06-08-2002
مجموع المشاركات: 981

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الاسراء والمعراج (Re: mayada kamal)

    وانت طيبة يا ميادة

    ان شاء الله ينعاد عليكي وعلينا بالخير والبركات




    لكي مني كل الود


    سارة
                  

07-19-2009, 08:26 PM

malik_aljack
<amalik_aljack
تاريخ التسجيل: 02-05-2002
مجموع المشاركات: 1348

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الاسراء والمعراج (Re: salee)

    شكرا سالي على الإجابة أعلاه

    و قبل ما نغوص في أعماق العبرة و الحكمة من قصة الإسراء و المعراج

    نقول كل عام و أنتم بخير

    سأترك التفصيل و التدقيق في أن ما أشار إليه العمدة أعلاه إلى وقت أوسع من الآن

    و لكن حقيقة الأمر أن لا شأن لي في ماذا يعمل الناس عند هذه المناسبة

    و أقصد بالناس هنا المسلمون بالفطرة

    أعتقد أن ضعف الحجة عند مسلمي الفطرة و عدم تفكرهم و تأويل الأحداث لتتماشى مع حالتهم الحالية

    هي السبب الأساسي في الإستمتاع بيوم الإجازة بقد ما لا يستقيم مع المناسبة أصلا

    و إعتقد أن هؤلاء الفطريين لا مانع لديهم إن استشعروا الفائدة الحسية و المعنوية للحدث

    و عندها سيكون رد فعلهم مختلف

    أما بيت المقدس فهو مسجد مبارك ما حوله بنص الآية

    و إلى الآن تقام صلوات المسلمين فيه

    أما ملكية المنطقة الجغرافية فهي بنص الآية أيضا موروثة لبني اسرائيل
    أها

    الفطريين يتذكروا المسجد دا عشان شنو؟

    لك التحية

    (عدل بواسطة malik_aljack on 07-19-2009, 11:11 PM)

                  

07-19-2009, 09:18 PM

محمد حسن العمدة

تاريخ التسجيل: 03-31-2004
مجموع المشاركات: 14086

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الاسراء والمعراج (Re: malik_aljack)

    Quote: لكن المعراج كان شي عظيم لتحديد الصلوات الخمسة وتغير القبله في هذا اليوم
    يعني كل شي لسبب يعلمه ربنا عز وجل .


    ما يقلقني يا سالي ان المعراج بكل هذه الاهمية الا انه لم يذكر في القران بل وسميت السورة بسورة الاسراء بينما لم يذكر اي اشارة في السورة للمعراج !!!
                  

07-19-2009, 10:50 PM

ABDALLAH ABDALLAH
<aABDALLAH ABDALLAH
تاريخ التسجيل: 08-26-2007
مجموع المشاركات: 7628

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الاسراء والمعراج (Re: محمد حسن العمدة)

    الاخـت سـالى
    الاخ ود الـعـمده
    تـحياتى.

    كـل عـام واهـلنا فـى ام ضـوا بان بيحـتفلوا احـتفال
    كبير جـدا بالاسـراء والـمعراج.

    اعتقد والـلـه اعـلم ,ان هـنالك اشـاره للمعـراج فـى سـورة
    النجـم.
    يقول تعالى:-
    (افتمارونه عـلى مـا يرى*ولقد رءاه نزلة اخـرى*عـند سـدرة
    الـمنتهـى*عـندها جـنة الماوى*اذ يغـشى السـدرة ما يغشـى*
    ما زاغ البصر وما طـغى*لقد راى من ايات ربـه الكـبرى*
    صدق الـلـه العظيم.
    والـلـه اعـلم.

    شـكرا مـرة اخـرى لتذكـيركم لـنا هـذه المناسـبه الدينيه
    العـظيمه.
                  

07-20-2009, 11:27 AM

salee
<asalee
تاريخ التسجيل: 06-08-2002
مجموع المشاركات: 981

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الاسراء والمعراج (Re: ABDALLAH ABDALLAH)

    الاستاذ عبدالله

    كـــــل سنة وانت طيب وينعاد علينا يارب بكل خير وبركات

    Quote: كـل عـام واهـلنا فـى ام ضـوا بان بيحـتفلوا احـتفال
    كبير جـدا بالاسـراء والـمعراج.


    معروفين اهلنا في ام ضوا بان بحبهم للرسول (صلي الله عليه وسلم ) وحبهم لكل المناسبات الدنيه



    شكرا علي المرور


    لكل مني كل الود والتقدير
                  

07-19-2009, 09:27 PM

salee
<asalee
تاريخ التسجيل: 06-08-2002
مجموع المشاركات: 981

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الاسراء والمعراج (Re: malik_aljack)

    Quote: أعتقد أن ضعف الحجة عند مسلمي الفطرة و عدم تفكرهم و تأويل الأحداث لتتماشى مع حالتهم الحالية

    هي السبب الأساسي في الإستمتاع بيوم الإجازة بقد ما لا يستقيم مع المناسبة أصلا

    و إعتقد أن هؤلاء الفطريين لا مانع لديهم إن استشعروا الفائدة الحسية و المعنوية للحدث

    و عندها سيكون رد فعلهم مختلف


    الموضوع ما ضعف الحجه وبس .يعني المسلمين بالفطره مسلمين للامر بدون ان يتعقوا في الايمان ويدرسوا كتاب الله .وايضاء اصبحنا مشغولين بالحياة كثيرا وبعدنا عن الهدف الاساسي في هذة الدنيا
    Quote: أما بيت المقدس فهو مسجد مبارك ما حوله بنص الآية

    و إلى الآن تقام صلوات المسلمين فيه

    أما ملكية المنطقة الجغرافية فهي بنص الآية أيضا موروثة لبني اسرائيل (تلكم الأرض التي أورثتموها)
    أما ملكية المنطقة الجغرافية فهي بنص الآية أيضا موروثة لبني اسرائيل (تلكم الأرض التي أورثتموها)

    الارض لله عز وجل يعني ما جغرافينا ملك لليهود . هي ارض مقدسه للمسلمين والنصاري وايضاء اليهود
    ولست حكرا علي اليهود.

    Quote: تلكم الأرض التي أورثتموها)

    هذه الايه من اي سورة ؟

    لاني حاولت ابحث عنها ولم اجدها




    لك مني كل الود والتقدير
                  

07-19-2009, 09:54 PM

ALazhary2
<aALazhary2
تاريخ التسجيل: 09-06-2003
مجموع المشاركات: 4966

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الاسراء والمعراج (Re: salee)

    .
    .

    الجزء الثالث من موسوعة الصحيح من سيرة الرسول الأعظم للسيد جعفر مرتضى العاملي :

    Quote: الإسراء والمعراج في القرآن:
    إنه لو صح التفريق بين الإسراء والمعراج، لقلنا:

    إننا نؤمن بالإسراء استناداً إلى قوله تعالى: {سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا}([219]).. فمحط النظر في الآية هو بيان الإسراء فقط.

    لكن الحقيقة هي: أن المراد بالإسراء هو السير بالليل سواء كان سيراً صعودياً أو أفقياً، فالآية ناظرة إلى المعراج كما أظهرته الروايات التي ذكرت أن المسجد الأقصى في السماء، وقد شرحنا ذلك بشيء من التفصيل في كتابنا المسجد الأقصى أين؟!

    وبذلك يكون المعراج قد ذكر في القرآن صراحة، وقد يقال: إنه قد ذكر صراحة أيضاً في آيات سورة النجم وهي قوله تعالى: {ذُو مِرَّةٍ فَاسْتَوَى، وَهُوَ بِالأُفُقِ الأَعْلَى، ثُمَّ دَنَا فَتَدَلَّى، فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَى، فَأَوْحَى إِلَى عَبْدِهِ مَا أَوْحَى، مَا كَذَبَ الْفُؤَادُ مَا رَأَى}([220])، إن قلنا إن الضمير فيها يرجع إلى النبي >صلى الله عليه وآله<، لا إلى ذي المرة، الذي هو جبرئيل.

    مع ملاحظة: أن آية سورة بني إسرائيل تتحدث عن إسراء، وآيات سورة النجم تتحدث عن إسراء آخر بلغ النبي >صلى الله عليه وآله< به سدرة المنتهى، حيث رأى هناك جبرئيل على صورته الحقيقية.

    وقد يقال: إن رجوع الضمير إلى جبرئيل >عليه السلام< في قوله تعالى: {وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَى} هو الظاهر، ويدل عليه رواية صحيحة السند، عالية الإسناد، عن الإمام الرضا >عليه السلام<: أنه كان المراد بقوله: {مِنْ آيَاتِ رَبِّهِ الْكُبْرَى} هو جبرئيل >عليه السلام< كما سنشير إليه.

    والرواية تستشهد وتستدل بنص الآيات في السورة([221]).

    ويدل على ذلك أيضاً ويفسره قوله تعالى: {وَلَقَدْ رَآهُ بِالأُفُقِ الْمُبِينِ}([222]) فراجع.

    ويدل عليه: ما روي عن الإمام السجاد >عليه السلام< أنه قال في خطبته بالشام: >أنا ابن من دنا فتدلى فكان قاب قوسين أو أدنى..<.

    أضف إلى ذلك: أن كثرة الأخبار الواردة في المعراج، وحتى تواترها القطعي لا يبقي مجالاً للشك في حصول المعراج؛ فنحن نؤمن به أيضاً استناداً إلى ذلك.

    وأما القول بوجود تعارض بين آية سورة الإسراء، وبين الروايات الدالة على المعراج، على اعتبار: أن الآية تدل على أن انتهاء السير كان في المسجد الأقصى، ولم يكن بعده سير، فلا يصح لأن هناك رحلتين مختلفتين من حيث الكيفية والقصد.

    وقد كان انتهاء الرحلة الأولى في المسجد الأقصى، الذي هو في السماء كما دلت عليه الروايات، ولم يتعلق غرض في الآية ببيان الرحلة الثانية أصلاً، ثم جاءت الروايات لتبين الإسراء الذي تحدثت عنه آيات سورة النجم، والذي رأى فيه >صلى الله عليه وآله< عند سدرة المنتهى جبرئيل على صورته الحقيقية.

    توضيح:
    إن الروايات تشير إلى أن المشركين قد صعب عليهم الإيمان بالمعراج، فاختار >صلى الله عليه وآله< أسلوب البيان لبعض الأمور التي يعرفونها عن طريق الحس ليكون التصديق به أيسر وأقرب.

    ورغم ذلك فإنه: قد صعب عليهم التصديق به، بل واستهزؤوا وشنعوا عليه ما شاء لهم بغيهم وحنقهم.

    رغم أنه قد أخبرهم بما جرى للقافلة التي رآها في طريقه، وبأنها قد أضلت بعيراً، وكسرت فيها ناقة حمراء في الوقت الفلاني، وبان لهم صدقه في ذلك.

    ورغم أنه >صلى الله عليه وآله< وصف لهم بيت المقدس وصفاً دقيقاً، يعلمون صحته وصدقه، مع علمهم بعدم رؤيته >صلى الله عليه وآله< له فيما مضى.

    وأيضاً، إذا كان بعض ضعفاء المسلمين قد ارتدوا حين أخبرهم النبي >صلى الله عليه وآله< ببعض ذلك([223])، الذي هو من جملة المعجزات القاطعة، والبراهين الساطعة.

    نعم، إذا كان ذلك كله، فكيف تكون الحال إذا أخبرهم بما هو أكثر غرابة وبعداً عن أذهانهم، وهو رحلته إلى السماوات العلى، وما شاهد فيها من عجائب الصنع، وبديع الخلق؟!.

    ولهذا، فإننا نرجح: أنه >صلى الله عليه وآله< قد تدرج في إخبارهم بذلك كله، بحسب ما تقتضيه المصلحة، ومتطلبات الدعوة إلى الله تعالى.

    الداعية الحكيم:
    ولعل مما تقدم يظهر: أنه إذا كان النبي >صلى الله عليه وآله< إنما جاء ليخرج الناس من الظلمات إلى النور، ومن الضلالة إلى الهدى، فإن من الطبيعي أن يهتم في الحفاظ على الركيزة الإيمانية التي يحصل عليها، وأن لا يدخلها في أجواء ليس لها القدرة على استيعابها ولا على مواجهة أخطار الانحراف فيها.

    ومن الواضح: أنه إذا أخبرهم بقضية المعراج، مع عدم قدرتهم على التحمل والتفـاعـل معها ولا على تصورهـا، فإنهم إذا ارتـدوا حينئذٍ فسيكونون معذورين، ولا سيما إذا كان التصديق بهذه القضية إنما يستند إلى المستوى الإيماني لديهم بالدرجة الأولى.

    وأما إخبارهم بالأمور الحسية أو القريبة من الحس، فقد كان بالإمكان أن يؤدي الإخبار عنها نفس النتيجة المتوخاة، وهي الجهة الإعجازية ذات الطابع المعين مع إمكان الاستناد في مقام الإقناع بها إلى أدلة تقربها إلى الحس، وتجعل القبول بها أيسر وأسهل من تلك، ولا يعتمد فيها على المستوى الإيماني وحسب.

    وإذاً؛ فلا يبقى ثمة مبرر لارتداد هؤلاء، ولا لعناد أولئك.

    ومن الواضح: أن كل هذا الكلام لا يمنع من كون سورة النجم ناظرة إلى المعراج، فإن الروايات تقول:

    أنه >صلى الله عليه وآله< قد عرج به إلى السماوات أكثر من مرة، فأخبرهم >صلى الله عليه وآله< عن الإسراء في المرة الأولى، ثم بعد أن أصبحوا مؤهلين لتلقي هذه القضية، نزلت السورة وأخبرهم بالمعراج إلى السماوات.

    لا تدركه الأبصار:
    ويرى البعض، استناداً إلى قوله تعالى: {أَفَتُمَارُونَهُ عَلَى مَا يَرَى، وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَى، عِندَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهَى..}([224]): أن النبي >صلى الله عليه وآله< قد رأى الله حين المعراج بعين رأسه، ورووا ذلك عن ابن عباس.

    بل لقد حكى النقاش عن أحمد بن حنبل، أنه قال: أنا أقول بحديث ابن عباس: بعينه رآه، رآه، حتى انقطع نفسه، يعني نفس أحمد([225]).

    ونحن لا نريد أن نفيض في الحديث حول الرؤية له تعالى، فلقد أثبت علماؤنا الأبرار، بما لا مجال معه للشك استحالة رؤيته تعالى، سواء في الدنيا، أو في الآخرة.

    وقد فندوا أدلة المجسمة المثبتين للرؤية في الدنيا والآخرة، أو في الآخرة فقط بشكل علمي وقاطع.. فمن أراد الاطلاع على ذلك فعليه بمراجعة دلائل الصدق، وغيره من الكتب المعدة لذلك([226]).

    ونكتفي هنا بالإشارة إلى أن الرواية عن ابن عباس غير ثابتة، فقد روي عنه أيضاً خلافها([227]).

    وروي عن عائشة: أن مسروقاً قال لها: يا أم المؤمنين، هل رأى محمد >صلى الله عليه وآله< ربه؟

    قالت: لقد قف شعري مما قلت..

    إلى أن قالت: من حدثك أن محمداً رأى ربه فقد كذب، ثم قرأت: لا تدركه الأبصار الخ..([228]).

    وعند مسلم: أنها أضافت: أنها سألت النبي >صلى الله عليه وآله< عن ذلك، فأخبرها: أنه لم يره، وإنما رأى جبرئيل([229]).

    والروايات في أن المقصود بمن {رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَى} هو جبرئيل كثيرة جداً وكذلك الروايات التي تؤكد: على أنه >صلى الله عليه وآله< قد رآى الله بقلبه وفؤاده، لا بعينه وبصره، فإنها كثيرة أيضاً([230]).

    وليس بين هاتين الطائفتين أي تناف أو تعارض..

    بل إن نفس الآيات ظاهرة ـ إن لم تكن صريحة ـ في أن المقصود هو جبرئيل، بيان ذلك باختصار: أن قوله تعالى: {عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَى} يراد بشديد القوى هو جبرئيل >عليه السلام<، ثم وصف جبرئيل، الذي وصفه الله بالقوة في قوله: {ذِي قُوَّةٍ عِندَ ذِي الْعَرْشِ مَكِينٍ}([231]) بكونه ذا مرة، >أي شدة وحصافة في العقل والرأي<([232])، وقوله: {فَاسْتَوَى} أي أن ذلك الشديد، ذا المرة، استقام أو استولى، وهو بالأفق الأعلى.

    وقوله: {ثُمَّ دَنَا}، أي النبي >صلى الله عليه وآله<، فكان قاب قوسين أو أدنى من حجب النور، حيث رأى ملكوت السماوات، ثم تدلى >صلى الله عليه وآله< فنظر تحته إلى ملكوت الأرض، فأوحى الله تعالى إلى عبده محمد >صلى الله عليه وآله< ما أوحى.

    ورجوع الضمير إلى الله مع عدم سبق ذكره، لا ضير فيه لوضوحه، كما قال العلامة الطباطبائي، أو على أن يكون ضمائر فأوحى إلى عبده ما أوحى راجعة إلى الله تعالى.

    ثم قال: ما كذب الفؤاد ما رأى.

    والمرئي هو الآيات الكبرى، ومنها ما تقدم من الدنو، والتدلي، وكونه >صلى الله عليه وآله< بالأفق الأعلى، ورؤيته جبرئيل عند سدرة المنتهى، ثم تجاوزها >صلى الله عليه وآله< كما قلنا.

    وليس في الآية ما يدل على أن الرؤية قد كانت لله تعالى.

    ويدل على ما نقول قوله تعالى الآتي: {مَا زَاغَ الْبَصَرُ وَمَا طَغَى، لَقَدْ رَأَى مِنْ آيَاتِ رَبِّهِ الْكُبْرَى}([233]).

    ثم قال تعالى: {أَفَتُمَارُونَهُ عَلَى مَا يَرَى}([234]) أي أتجادلونه في رؤيته جبرئيل على حقيقته العجيبة التي هي من آيات الله الكبرى، وهل هذا أمر نظري عقلي يصح الجدال والمراء فيه؟

    وهل بإمكانه أن يُكذِّب بصره ويقول: لا أراه؟!

    فإن الكفار كانوا ينكرون رؤيته الملك على حقيقته رغم أنهم ليس لديهم أي علم بهذا الأمر، كما لا سبيل لديهم إلى معرفته، ثم قال تعالى: {وَلَقَدْ رَآهُ}، ـ والضمير يرجع إلى ذلك الذي لا يزال يتحدث عنه ـ {نَزْلَةً أُخْرَى}، أي في نزول آخر، والذي كان ينزل عليه >صلى الله عليه وآله< هو جبرئيل، فإنه رآه والتقى معه على صورته في نزلة ثانية عند سدرة المنتهى.

    وربما تكون النزلة لرسول الله >صلى الله عليه وآله<، فإنه بعد أن تجاوز سدرة المنتهى إلى حجب النور، ورأى العرش وملكوت السماوات فإنه تدلى لكي يرى ملكوت الأرض حتى كان قاب قوسين أو أدنى فرأى جبرئيل على صورته الحقيقية مرة أخرى عند سدرة المنتهى.

    ويرى البعض: أنه لا بد أن تكون هذه الرؤية الثانية في الأرض، وإلا لوجب أن يقول: ولقد رآه نزلة أخرى، ثم عرج به إلى السماء، حتى انتهى إلى السدرة، فرآه عندها، ويبدو: أنه كان في الأرض ـ كما يراه بعض المحققين ـ شجرة سدر كان لقاء النبي >صلى الله عليه وآله< بجبرئيل عندها، وعند تلك السدرة توجد جنة المأوى، أي جنة وبستان يؤوى إليها، أو أن الجنة في الآخرة ستكون في تلك المنطقة.

    وبعض المحققين يرى: أن المراد بالنزلة الدفعة، وأنه قد رأى جبرئيل بعد العروج عند سدرة المنتهى، وأن الجنة الحقيقية موجودة هناك.

    ونقول:

    إن هذا الكلام خلاف ظاهر التعبير بسدرة المنتهى، التي فسرت في الروايات بما ذكرناه..

    وتحقيق مكان الجنة ليس هنا محله.

    وهكذا يتضح: أن هذه الآيات ناظرة إلى رؤية النبي >صلى الله عليه وآله< لجبرئيل على صورته الحقيقية مرتين في نزلتين، لجبرئيـل أو للنبي >صلى الله عليه وآله<، وجبرئيل في صورته الحقيقية هو من آيات الله الكبرى..

    ولأجل ذلك تجده تارة يتحدث عنه في صورة المفرد فيقول: {وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَى}([235])، وتارة يتحدث عنه في ضمن آيات ربه فيقول: {لَقَدْ رَأَى مِنْ آيَاتِ رَبِّهِ الْكُبْرَى}([236]). أو أنه >صلى الله عليه وآله< قد رأى جبرئيل في نزلة أخرى عند سدرة المنتهى، ثم رأى هناك بعض الآيات الكبرى الأخرى.

    وهذا هو ما أكده الإمام الرضا >عليه السلام<، في رواية صحيحة السند عنه، جاء فيها: قال أبو قرة: إنا روينا: أن الله قسم الرؤية والكلام بين نبيين؛ فقسم الكلام لموسى، ولمحمد الرؤية.

    فقال أبو الحسن >عليه السلام<: فمن المبلغ عن الله إلى الثقلين، من الجن والإنس: {لاَّ تُدْرِكُهُ الأَبْصَارُ}([237])، و{وَلا يُحِيطُونَ بِهِ عِلْماً}([238])، و{لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ}([239]) أليس محمد >صلى الله عليه وآله<؟

    قال: بلى.

    قال: كيف يجيء رجل إلى الخلق جميعاً، فيخبرهم: أنه جاء من عند الله، وأنه يدعوهم إلى الله بأمر الله، فيقول: {لاَّ تُدْرِكُهُ الأَبْصَارُ}، {وَلا يُحِيطُونَ بِهِ عِلْماً} و{لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ}، ثم يقول: أنا رأيته بعيني، وأحطت علماً، وهو على صورة البشر؟! أما تستحون؟!. ما قدرت الزنادقة أن ترميه بهذا أن يكون يأتي من عند الله بشيء، ثم يأتي بخلافه من وجه آخر.

    قال أبو قرة: فإنه يقول: {وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَى}؟

    فقال أبو الحسن >عليه السلام<: إن بعد هذه الآية ما يدل على ما رأى، حيث قال: {مَا كَذَبَ الْفُؤَادُ مَا رَأَى}، يقول: ما كذب فؤاد محمد ما رأت عيناه، ثم أخبر بما رأى، فقال: {لَقَدْ رَأَى مِنْ آيَاتِ رَبِّهِ الْكُبْرَى}؛ فآيات الله غير الله، وقد قال الله: {وَلا يُحِيطُونَ بِهِ عِلْماً}، فإذا رأته الأبصار؛ فقد أحاط به العلم، ووقعت المعرفة.

    فقال أبو قرة: فتكذب بالروايات؟!.

    فقال أبو الحسن >عليه السلام<: إذا كانت الروايات مخالفة للقرآن كذبتها، وما أجمع المسلمون عليه: أنه لا يحاط به علماً، ولا تدركه الأبصار، وليس كمثله شيء([240]).

    وفي الرواية دلالة على حجية ظواهر الكتاب، وعلى حجية السياق القرآني أيضاً، صلوات الله وسلامه عليك يا أبا الحسن وعلى آبائك وأبنائك الطاهرين، فإنكم ما زلتم حصون الإسلام، والمدافعين عنه، والباذلين مهجكم في سبيله، فأنتم مصابيح الدجى، والعروة الوثقى، والحجة على أهل الدنيا.

    الإسراء من المسجد:
    صريح القرآن: أن الإسراء كـان من المسجد، وجـاء في عـدد من الروايات: أنه كان من بيت أم هاني([241]) واحتمل السيد الطباطبائي أن يكون الإسراء حصل مرتين، إحداهما من بيت أم هاني([242]).

    ويحتمل أيضاً التجوز، وإرادة مكة من >المسجد الحرام<، وهو إطلاق متعارف، قال تعالى: {هَدْياً بَالِغَ الْكَعْبَةِ}([243]) ويقال: هو يسكن في مشهد الرضا، مع أنه يسكن في البلد المحيطة به، وأطلق في الروايات مسجد الشجرة على ذي الحليفة، ومثل ذلك كثير، فإن من المتعارف أن يطلق على المكان الذي فيه شيء معروف اسم ذلك الشيء المعروف.

    ويحتمل أيضاً أن يكون >صلى الله عليه وآله< خرج تلك الليلة إلى المسجد من بيت أم هاني، ثم أسري به من المسجد.

    موسى، وفرض الصلوات الخمس:
    هذا، وقد جاء في بعض الروايات: أن الصلوات الخمس قد فرضت حين المعراج، وأنها فرضت أولاً خمسين صلاةً في اليوم، وحين عودة الرسول >صلى الله عليه وآله< التقى بموسى، فأشار عليه أن يرجع إلى الله، ويسأله التخفيف، لأن الأمة لا تطيق ذلك ـ كما لم تطقه بنو إسرائيل ـ فرجع، وطلب إلى الله التخفيف فخففها إلى أربعين، وعاد الرسول؛ فمر بموسى، فأشار عليه بطلب التخفيف، ففعل، فخففت إلى ثلاثين، ثم إلى عشرين، ثم إلى عشرة، ثم إلى خمسة، ثم استحيا الرسول >صلى الله عليه وآله< من المراجعة من جديد فاستقرت الصلوات على خمس([244]).

    وهذه الرواية وإن كانت قد وردت في بعض المصادر الشيعية أيضاً، إلا أننا لا نستطيع قبولها، وقال عنها السيد المرتضى >رحمه الله<: >أما هذه الرواية فهي من طريق الآحاد، التي لا توجب علماً، وهي مع ذلك مضعفة<([245]).

    ونحن هنا نشير إلى الأسئلة التالية:

    لماذا يفرض الله على الأمة هذا العدد أولاً، ثم يعود إلى تخفيفه بعد المراجعة، فإنه إن كانت المصلحة في الخمسين، فلا معنى للتخفيف، وإن كانت المصلحة في الخمس، فلماذا يفرض الخمسين، ثم الأربعين، ثم الثلاثين وهكذا؟!

    وفي بعض الروايات: أنه كان في كل مرة يحط عنه خمساً، حتى انتهى إلى خمس صلوات.

    وقد أجاب بعض المحققين عن هذا بأن ما جرى هنا ما هو إلا نظير إضافة الرسول >صلى الله عليه وآله< الركعتين الأخيرتين في الرباعية من الصلاة اليومية؛ ونظير التكليف بعدم الفرار من الزحف، مع أنه علم أن فيكم ضعفاً، ونظير الرفث إلى النساء ليلة الصيام، فقد نسخت حرمته بعد وقوع المخالفات منهم؛ قال تعالى: {عَلِمَ اللّهُ أَنَّكُمْ كُنتُمْ تَخْتانُونَ أَنفُسَكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ وَعَفَا عَنكُمْ فَالآنَ بَاشِرُوهُنَّ}([246]).

    ونقول:

    إن ما ذكره ـ حفظه الله ـ لا يكفي لدفع ما ذكرناه، أما بالنسبة لتشريع الركعتين الأخيرتين في الرباعية من قِبَله >صلى الله عليه وآله< ؛ فإن الله سبحانه قد فوض له ذلك حينما يعلم >صلى الله عليه وآله< بتحقق مصلحته ومقتضيه في متن الواقع.

    وأما بالنسبة لقوله تعالى: {عَلِمَ أَنَّ فِيكُمْ ضَعْفاً}([247]) و{عَلِمَ اللهُ أَنَّكُمْ كُنتُمْ تَخْتانُونَ أَنفُسَكُمْ}([248]) فهو تحقق معلوم الله سبحانه في الخارج، أي أن الحكم السابق، وهو حرمة الفرار بملاحظة قلة العدد، وحرمة الرفث قد استمر وبقي إلى أن تجسد الضعف وحصل وحصلت الخيانة وتغير الموضوع، فنسخ الحكم الأول، وهو حرمة الرفث وحرمة الفرار، وليس المراد أن الله قد علم ذلك بعد جهله، والعياذ بالله.

    أما السيد المرتضى، فقد أجاب >رحمه الله< عن التساؤل الذي طرحناه فيما سبق بنحو آخر، وهو: أن من الممكن أن تكون المصلحة أولاً تقتضي الخمسين، ثم تغيرت هذه المصلحة بسبب المراجعة، وأصبحت تقتضي الخمس([249]).

    ولكنه جواب منظور فيه؛ فإن النبي إذا كان يعلم: أن الله تعالى لا يشرع إلا وفق المصلحة، فإنه لا يبقى مجال لمراجعته أصلاً؛ لأنه كأنه حينئذٍ يطلب تشريعاً لا يوافق المصلحة.

    ولو صحت المراجعة هنا، وأوجبت تبدل المصلحة صحت في كل مورد، وأوجبت ذلك أيضاً، فلماذا كانت هنا، ولم تكن في سائر الموارد؟.

    كما أن تعليل موسى للتخفيف بعدم طاقة الأمة، كأنه يدل على أنه يعتقد: أن هذا التشريع يخالف المصلحة، وهذا محال بالنسبة إلى الله تعالى، ولا يمكن صدوره لا من موسى >عليه السلام< ولا من نبينا >صلى الله عليه وآله<.

    قال صاحب المعالم: >المطالبة بصحة الرواية، مع أن فيها طعناً على الأنبياء بالإقدام على المراجعة في الأوامر المطلقة..<([250]).

    وسؤال آخر: كيف لم يعلم الله تعالى: أن الأمة لا تطيق ذلك، وعلم بذلك موسى؟.

    وسؤال آخر، وهو: ما المراد بعدم الإطاقة؟

    هل المراد بها عدم الإطاقة عقلاً؟

    فيرد عليه: أنه لا يمكن القول بجواز التكليف بما لا يطاق.

    أو المراد به ما كان في مستوى العسر والحرج، المنفي في الشرع الإسلامي، كما دلت عليه الروايات والآيات ولا سيما قوله تعالى: {يُرِيدُ اللهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلاَ يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ}([251]) و{مَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ}([252]) وغير ذلك من الآيات.

    ومما ذكرناه يتضح: أنه لا يمكن أن يكون تعالى قد كلف بني إسرائيل ما لا يطيقون.

    وأما قوله تعالى: {رَبَّنَا وَلاَ تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْراً كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِنَا}([253]).

    فهو لا يدل على ذلك لعطف قوله: {رَبَّنَا وَلاَ تُحَمِّلْنَا مَا لاَ طَاقَةَ لَنَا بِهِ}([254]) عليه؛ فيدل على أن المراد بالإصر هو ما يطاق، لا ما لا يطاق، ويمكن أن يكون المراد بالإصر: جزاء السيئات الثقيل والشاق، أو المبادرة بعذاب الاستيصال.

    وأما طلبهم أن لا يحمّلهم ما لا طاقة لهم به، فليس المراد أنه يحمّلهم ذلك في التكليف الابتدائي، لأن العقل لا يجيز ذلك، بل المراد ما لا طاقة لهم به، مما يتسبب عن المخالفة وهو العذاب الأليم، والعقاب العظيم.

    وسؤال آخر هنا، وهو: هل نسي الله تعالى ـ والعياذ بالله من أمثال هذه التعابير والأوهام ـ تلك التجربة الفاشلة مع بني إسرائيل، حتى أراد أن يكررها مع أمة محمد من جديد؟!.

    ولعل هذه التجربة كانت هي عذر إبراهيم الذي مر عليه محمد >صلى الله عليه وآله< ذهاباً وإياباً عشر مرات، أو عشرين([255]) على اختلاف النقل.

    ولكنه لم يسأله عن شيء، ولا أمره بشيء!!.

    وإن كنا نستغرب عدم سؤاله عن سر هذه الجولات المتتالية ذهاباً وإياباً!!.

    ولماذا لم يلتفت نبينا الأعظم >صلى الله عليه وآله< إلى ثقل هذا التشريع على أمته، والتفت إليه نبي الله موسى؟

    ولماذا بقي يغفل عن ذلك خمس مرات، بل ستاً أو أكثر ولا يعرف: أن هذا ليس هو الحد المطلوب، حتى يضطر موسى لأن يرصد له الطريق باستمرار، ولولاه لوقعت الأمة في الحرج والعسر؟.

    ولماذا لا ينزل الله العدد إلى الخمس مباشرة من دون أن يضطر الرسول إلى الصعود والنزول المتعب والمتواصل باستمرار؟!

    استبعاد الإسراء والمعراج:
    وبعد، فلا بد لنا من الإشارة هنا: إلى أن استبعاد الإسراء والمعراج؛ بدعوى عدم إمكان تصور أن تقطع تلك المسافات الشاسعة، التي تعد بآلاف الأميال في ليلة واحدة ذهاباً وإياباً ـ هذا الاستبعاد ـ في غير محله.

    فقد حضر عرش بلقيس لدى سليمان من اليمن إلى بلاد الشام في أقل من لمح البصر، وكان عفريت من الجن قد تكفل بأن يأتيه به قبل أن يقوم من مقامه.

    وأما بالنسبة لنا اليوم فقد أصبح التصديق بالإسراء والمعراج أكثر سهولة، والإقناع به أقرب منالاً، ولا سيما بعد أن تمكن هذا الإنسان العاجز المحدود من أن يصنع ما يمكنه من قطع 13 كيلومتراً في ثانية واحدة، ولربما يتضاعف ذلك عدة مرات في المستقبل، كما أنه قد اكتشف أن سرعة النور هي حوالي ثلاثمائة ألف كيلو متر في الثانية([256])، بل يعتقد بعض العلماء: أن الموجات غير المرئية للجاذبية تستطيع أن تقطع العالم بلحظة واحدة من دون حاجة إلى الزمان..

    وبعد كل هذا فإنه إذا كان قطع المسافات البعيدة بهذه السرعة المذهلة ليس مستحيلاً على هذا الإنسان المحدود، الذي بقي الأعوام الطوال يفكر ويستعد، ويجمع الخبرات والإمكانات، فهل يستحيل على خالق الإنسان والكون، ومبدعه أن يسري بعبده الذي اصطفاه رسولاً للبشرية جمعاء، ليلاً من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى، وإلى ملكوت السموات، ثم يعيده إلى مكانه الأول؟!.

    من أهداف الإسراء والمعراج:
    إننا إذا أردنا معرفة الأهـداف والحكـم، والمعجزات، والتأثيرات العميقة للإسراء والمعراج، فلا بد لنا من دراسة كل نصوصه، وفقراته، ومراحله بدقة وعمق، بعد تحقيق الصحيح منها، وحيث إن ذلك غير متيسر بل هو متعذر علينا في ظروفنا الحاضرة، فإننا لا بد أن نكتفي بالإشارة إلى الأمور التالية:

    أولاً: إن حادثة الإسراء والمعراج معجزة كبرى خالدة، ولسوف يبقى البشر إلى الأبد عاجزين عن مجاراتها، وإدراك أسرارها ولعل إعجازها هذا أصبح أكثر وضوحاً في هذا القرن الواحد والعشرين، بعد أن تعرف هذا الإنسان على بعض أسرار الكون وعجائبه، وما يعترض سبيل النفوذ إلى السماوات من عقبات ومصاعب.

    وإعجازها هذا إنما يكون بعد التسليم بنبوة النبي >صلى الله عليه وآله< عن طريق الخضوع لمعجزته الخالدة، وهي القرآن، أو اليقين بصدقه >صلى الله عليه وآله< عن أي طريق آخر، بحيث يكون ذلك موجباً لليقين بصدق إخباراته كلها؛ فإذا أخبر >صلى الله عليه وآله< بهذه الحادثة، فإن إخباره مساوق لليقين بوقوعها، وهي حينئذٍ تكون معجزة خالدة تتحدى هذا الإنسان على مدى التاريخ.

    ثانياً: يلاحظ: أن هذه القضية قد حصلت بعد البعثة بقليل، وقد بيّن الله سبحانه الهدف من هذه الجولة الكونية؛ فقال في سورة الإسراء: {لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا}([257]).

    وإذا كان الرسول الأكرم >صلى الله عليه وآله< هو الأسوة والقدوة للإنسانية جمعاء، وإذا كانت مهمته هي حمل أعباء الرسالة إلى العالم بأسره، وإذا كان سوف يواجه من التحديات، ومن المصاعب والمشكلات ما هو بحجم هذه المهمة الكبرى، فإن من الطبيعي: أن يعده الله سبحانه إعداداً جيداً لذلك، وليكن المقصود من قصة الإسراء والمعراج هو أن يشاهد الرسول الأعظم >صلى الله عليه وآله< بعض آثار عظمة الله تعالى، في عمليةٍ تربويةٍ رائعة، وتعميق وترسيخ للطاقة الإيمانية فيه، وليعده لمواجهة التحديات الكبرى التي تنتظره، وتحمل المشاق والمصاعب والأذايا التي لم يواجهها أحد قبله، ولا بعده، حتى لقد قال حسبما نقل >ما أوذي نبي مثلما أوذيت<.

    وعلى حسب نص السيوطي، والمناوي، وغيرهما: >ما أوذي أحد ما أوذيت<([258]) ولا سيما إذا عرفنا: أن عمق إدراك هذا النبي الأعظم >صلى الله عليه وآله< ـ وهو عقل الكل، وإمام الكل ـ لأخطار الانحرافات في المجتمعات، وانعكاساتها العميقة على الأجيال اللاحقة كان من شأنه أن يعصر نفسه ألماً من أجلهم، ويزيد في تأثره وعذاب روحه حتى لقد خاطبه الله تعالى بقوله: {فَلا تَذْهَبْ نَفْسُكَ عَلَيْهِمْ حَسَرَاتٍ}([259]).

    وأيضاً، فإنه بالإسراء والمعراج يفتح قلبه وعقله ليكون أرحب من هذا الكون، ويمنحه الرؤية الواضحة، والوعي الأعمق في تعامله مع الأمور، ومعالجته للمشكلات، ولا سيما إذا كان لا بد أن يتحمل مسؤولية قيادة الأمة والعالم بأسره.

    وكذلك ليصل هذا النبي الأمي إلى درجة الشهود والعيان بالنسبة إلى ما أوحي إليه، وسمع به عن عظمة ملكوت الله سبحانه، ولينتقل من مرحلة السماع إلى مرحلة الرؤية والشهود، ليزيد في المعرفة يقيناً، وفي الإيمان رسوخاً.

    ثالثاً: لقد كان الإنسان ـ ولا سيما العربي آنئذٍ ـ يعيش في نطاق ضيق، وذهنية محدودة، ولا يستطيع أن يتصور أكثر من الأمور الحسية، أو القريبة من الحس، التي كانت تحيط به، أو يلتمس آثارها عن قرب، وذلك من قبيل الفرس، والسيف، والقمر، والنجوم، والماء والكلاء، ونحوها، ويشعر بالحب، والبغض والشجاعة وغير ذلك.

    فكان ـ والحالة هذه ـ لا بد من فتح عيني هذا الإنسان على الكون الأرحب، الذي استخلفه الله فيه، ليطرح على نفسه الكثير من التساؤلات عنه، ويبعث الطموح فيه للتعرف عليه، واستكناه أسراره، وبعد ذلك إحياء الأمل وبث روح جديدة فيه، ليبذل المحاولة للخروج من هذا الجو الضيق الذي يرى نفسه فيه، ومن ذلك الواقع المزري، الذي يعاني منه.

    وهذا بالطبع ينسحب على كل أمة، وكل جيل، وإلى الأبد.

    رابعاً: والأهم من ذلك: أن يلمس هذا الإنسان عظمة الله سبحانه، ويدرك بديع صنعه، وعظيم قدرته، من أجل أن يثق بنفسه ودينه، ويطمئن إلى أنه بإيمانه بالله، إنما يكون قد التجأ إلى ركن وثيق لا يختار له إلا الأصلح، ولا يريد له إلا الخير، قادر على كل شيء، ومحيط بكل الموجودات.

    خامساً: وأخيراً، إنه يريد أن يتحدى الأجيال الآتية، ويخبر عما سيؤول إليه البحث العلمي ـ من التغلب على المصاعب الكونية، وغزو الفضاء ـ فكان هذا الغزو بما له من طابع إعجازي خالد هو الأسبق والأكثر غرابة وإبداعاً؛ وليطمئن المؤمنون، وليربط الله على قلوبهم، ويزيدهم إيماناً كما قلنا.

    الأذان:
    ونحن نعتقد: أن الأذان قد شرع في مناسبة الإسراء والمعراج كما جاء في الخبر الصحيح، ولكنهم إنما يذكرون ذلك بعد الهجرة؛ فنحن نرجئ الحديث عنه إلى هناك، إن شاء الله تعالى.



    الجزء الثالث من كتاب الصحيح من سيرة الرسول الأعظم إضغط هنا للتصفح دون تحميل

    .
    .
                  

07-19-2009, 10:38 PM

salee
<asalee
تاريخ التسجيل: 06-08-2002
مجموع المشاركات: 981

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الاسراء والمعراج (Re: ALazhary2)

    الاستاذ ازهري

    كـــــــــــل سنه وانت طيبة و شكرا جزيلا علي المشاركه والمعلومات الرائعة .

    قد كان هونالك سؤال عن انو المعراج لم يتم ذكره في القران وانت ساعدتنا لمعرفة المعلومه
    جزاك الله كل خير

    Quote: ما يقلقني يا سالي ان المعراج بكل هذه الاهمية الا انه لم يذكر في القران بل وسميت السورة بسورة الاسراء بينما لم يذكر اي اشارة في السورة للمعراج !!!



    ووجدنا الرد في

    Quote: إننا نؤمن بالإسراء استناداً إلى قوله تعالى: {سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا}([219]).. فمحط النظر في الآية هو بيان الإسراء فقط.

    لكن الحقيقة هي: أن المراد بالإسراء هو السير بالليل سواء كان سيراً صعودياً أو أفقياً، فالآية ناظرة إلى المعراج كما أظهرته الروايات التي ذكرت أن المسجد الأقصى في السماء، وقد شرحنا ذلك بشيء من التفصيل في كتابنا المسجد الأقصى أين؟!

    وبذلك يكون المعراج قد ذكر في القرآن صراحة، وقد يقال: إنه قد ذكر صراحة أيضاً في آيات سورة النجم وهي قوله تعالى: {ذُو مِرَّةٍ فَاسْتَوَى، وَهُوَ بِالأُفُقِ الأَعْلَى، ثُمَّ دَنَا فَتَدَلَّى، فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَى، فَأَوْحَى إِلَى عَبْدِهِ مَا أَوْحَى، مَا كَذَبَ الْفُؤَادُ مَا رَأَى}([220])، إن قلنا إن الضمير فيها يرجع إلى النبي >صلى الله عليه وآله<، لا إلى ذي المرة، الذي هو جبرئيل.




    لك مني كل الود والتقدير
                  

07-20-2009, 09:07 PM

emad altaib
<aemad altaib
تاريخ التسجيل: 12-27-2007
مجموع المشاركات: 5300

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الاسراء والمعراج (Re: salee)

    ــــ
    كل عام وإنت بخير الأخت سالي والجميع بخير أيضاً.



    توجد إشارات دقيقة لذكري الإسراء والمعراج تخص النبي محمد صلي الله عليه وسلم الإنسان الكامل , أتمني أن أجد وقتاً لأذكرها غداً إن شاء الله ,


    ود العمدة سلامات , مالك جايب (القلقة) والقلق ؟!
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de