كتب الكاتب الفاتح جبرا المتوفرة بمعرض الدوحة
|
|
 بيني وبين الصـبـاح...
|
كم هو غريب.. أن يحمل قلبك دائما معزّة لصديق قديم حميم،
لكنه حين يطرق بابك- تتكاسل في استقباله..
كل يوم.
وهذه هي حكايتي مع الصباح..
مثل الكثيرين ..أعشق الصباح لأدبه، ذوقه، ودماثة طبعه..
لوعوده المنعشة ونسائمه التي تعبق تفاؤلا..
لكنها علاقة معقّدة..
هاتفتني صديقة.. مقترحة أن نلتقي على الإفطار بمقهى صغير.. قبل ازدحامه بالزبائن المخلصين..
أحب الافطار وأرحب بتمضية وقت مع صديقتي هذه.. لكن فكرة الاستيقاظ مبكرا في يوم عطلة اصابتني بالرعب والهلع..
وجدتني اسألها.. ماذا عن الغداء؟..
قالت مستوعبة سر ترددي.. دعينا نتناول الإفطار المتأخر.. شيء بين الإفطار والغداء..
بالطبع راقت لي -كثيرا- فكرة ‘نقسم البلد نصين’..
ما أعظم مفهوم الـ compromise
(وجه مبتسم)
______
ونعود للصباح..
العزيز الذي طالما فشلت في إكرامه..
صحوت دائما للدراسة والعمل في موعدي.. مبكرا..
صباحاتي سريعة الإيقاع ومنجزة ....
لكنه كان دائما حال المضطر.. وPlan B بالنسبة لي..
(تخيّل ان تقضي سنوات طويلة من عمرك وانت تتعايش مع Plan B)
وفي صباحات العمل.. يكون الصباح ثانوي، خلفية لطيفة..
إطار جميل.. يمكن تجاهله لأن ما يحويه هو الأهم..
وبالتالي.. لا أوفّق في إستقبال الصباح بالصورة التي تتسّق ومقامه عندي..
ويبدو تقديري له بمثابة ‘كلام خشم’ ساكت.. لا يعكسه سلوك أو أفعال محسوسة..
وبكل أسف، يرسخ هذا الانطباع أكثر في عطلة نهاية الأسبوع..
يبتلع الصباح تجاهل طيلة الأسبوع بتفهّم وتسامح .. ويأتي في أبهى حلله ليحتفي معك بعطلة نهاية الأسبوع..
وبناء على واقع عشقي للصباح.. الشيء المتوقع أن انهض مبكرا،
وكما في الأفلام، أركض للخارج لأستنشق النسائم العطرة..
أجلس خارجا أو بقرب النافذة لتناول الإفطار.. وربما أخرج لأتمّشى وأشعة الشمس تتسلل بمودة ولطف..
ماذا أفعل أنا ؟ أقابل كل هذا الجمال الموعود.. بإغلاق النوافذ، تعتيم الغرفة وإسدال الستائر.. (من بالليل كمان)
وهذا ببساطة يعني النوم أطول فترة ممكنة خلال زيارة الصباح..
وإضافة إلى الإحساس بالذنب تجاه الصباح الذي تمّ قهره وكسر خاطره
هناك الوصمة الإجتماعية لمن يسلموا أمرهم لسلطان النوم لوقت متأخر..
لا أحد أعرفه ‘شكّروه’ –حديثا- بنومة الصباح الطويلة..
أو سمعته يتباهى بصحية الساعة عشرة وحداشر..
أو حتى جاب السيرة في مقابلة وظيفية...
والعكس ناس الصباح.. دائما ينظر اليهم بإحترام وتقدير..
فلجأت للدراسات..
وخلافا للشائعات .. أو ما قد يستنتج بديهيا..
أن الإنتاجية مرتبطة أكثر بالإستيقاظ مبكّرا..
تقول الدراسات أن اهل المساء .. ويلقّبون ب‘بوم الليل‘
يحتفظوا بحيويتهم وتظل اذهانهم متيقظة لفترة اطول خلال اليوم.. وبالتالي إنتاجيتهم عالية..
وعكسهم ما يسمون ب ‘الطيور المبكرّة’
والذين تكون قمّة انتباههم حول الساعة التاسعة صباحا.. بعدها تأخذ طاقتهم هبوطا تدريجيا..
لكن ماذا بشأن الذي يكون طائر مبّكر بمعنى الكلمة خلال الأسبوع..
وبومة ليل حقيقية خلال العطلات..؟
وهذا هو حالي..
فأيها الصباح.. انت جميل..
مشمسا كنت أم ممطرا..
وأجمل ان تسربلت بالجليد لحظة هطوله..
أعشقك حتى الثمالة..
(لكنني لم اتستر معاك لسه.. )
________
وصباحكم سعيد..
وكذلك صيفكم..
|
|
 
|
|
|
|
|
|
|
 Re: بيني وبين الصـبـاح... (Re: نجوان)
|
ياخ انا ما استمتعت في القريب المنظور بكتابة بمثل ما استمعت بكتابتك هذه اختي نجوان , اولا حسدتك علي الفكرة من الاساس واتمنيت اني اكون كاتب البوست انا بنفس طريقتك دي لانه امتعني حقيقة , رغم انه انا والصباح مافي بينا تصالح ابدا واظنني من بوم الليل , ومنذ بداية دراستي من الصف الاول الابتدائي وحتي صباح اليوم لم يكن الصباح صديقي ابدا ونفس الاحساس الذي كان يأتيني وانا في الابتدائي او المتوسطة او الجامعة باني اصحي ( مجبورا ) هو نفسه الذي تلبسني هذا الصباح وبالامس وسيتلبسني غدا ان كتب لي الاستيقاظ , ولكني متصالح حد الوله مع المساءات الدافئة الهادئة اعشق السهر واسامره طائعا ومختارا او حتي مضطرا فانا شخص لا يملك ولساعته البيلوجية اي سطوة او سلطة.
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: بيني وبين الصـبـاح... (Re: اساسي)
|
| Quote: يحتفظوا بحيويتهم وتظل اذهانهم متيقظة لفترة اطول خلال اليوم.. وبالتالي إنتاجيتهم عالية.. |
هذا إن كانت درجات حرارة ذلكـ اليوم بمقدار يكفي ( لرفاهية ) البني آدم .. بما يكفي للتفكير بالإنتاج " ناهيكـ عن مقدارها "
ولكن إن تكالبت سموم الصحراء وماكينات التكييف وشمس ساطعة طوال اليوم على درجة حرارة اليوم ، فلن يكفي ذلكـ اليوم أن تنام مبكراً قبله حتي تُحسب ممن إنتاجيتهم عالية ....
أحب نفحات الصباح ولكن من خلال الشعر فقط فالممارسة صعبة خاصةً إن كانت بصحبتكـ أنثى تود أن تشارككـ المساء لأطول فترة ممكنةباعتبارها ستأخذ نصف اليوم التالي نوماً هانئاً بعيداً عن الشمس الحارقة والسموم ...
..
متعكـ الله يا نجوان ...
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: بيني وبين الصـبـاح... (Re: عمران حسن صالح)
|
| Quote: أحب نفحات الصباح ولكن من خلال الشعر فقط فالممارسة صعبة خاصةً إن كانت بصحبتكـ أنثى تود أن تشارككـ المساء لأطول فترة ممكنة باعتبارها ستأخذ نصف اليوم التالي نوماً هانئاً بعيداً عن الشمس الحارقة والسموم ... |
اثلجت صدري بهذا المقطع , وقلت عني ما اعجزني
والحال من بعضه
شفت كيف يكون احساسك لما انت في ذاتك تكون برنامج السهرة والمساء؟
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: بيني وبين الصـبـاح... (Re: اساسي)
|
الأخت نجوان
صباحاتك فراشات.
أنا شخصيا زى ما قال الأخ اساسي من "بوم الليل" أعشقه كثيرا لأنه يتيح لي مساحة من التفكير لا أجدها صباحا أو ظهيرة، فأودع فيه حمولات أسراري النهارية.
وافر تقديري وإحترامي
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: بيني وبين الصـبـاح... (Re: الفاتح ميرغني)
|
سلام الفاتح..
Quote: أنا شخصيا زى ما قال الأخ اساسي من "بوم الليل" أعشقه كثيرا
لأنه يتيح لي مساحة من التفكير لا أجدها صباحا أو ظهيرة،
فأودع فيه حمولات أسراري النهارية |
الحكاية دي شكلها متفشّية بين أعضاء المنبر..
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: بيني وبين الصـبـاح... (Re: اساسي)
|
شكرا يا اساسي ..
شيء مدهش ان يتحدد توجه الساعة الداخلية لدى بعضنا من سنوات الطفولة..
تما كتفضيل اليد اليمنى أو اليسرى..
الدراسات تقول انه الاختلاف يمكن في طفرة جينية تؤدي لزيادة عدد ساعات اليوم (الداخلية) عند بوم الليل،
وهذا قد يفسّر لماذا يصعب على الكثيرين ان "يقلبوا" من بوم ليل والى طيور مبكرّة..
فيا سيدي تمتّع بامسياتك
وباصر صباحاتك..
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: بيني وبين الصـبـاح... (Re: نجوان)
|
إزيك يا عمران..
الدراسات دي طبعا عملوها في دول ما فيها الحّر الموت ده..
فعلى القراء مراعاة فروق الطقس..
بعض الطيور المبكرّة -خصوصا في المناخات الحارة- تلجأ للغش لمزاحمة بوم الليل
وهذا يسمّى نومة القيلولة..
(وجه مبتسم)..
_______
طبعا واقع الخليج ان الزوج في الدوام طول اليوم
يأتي البيت لأسرة تنتظره حبيسة بالمنزل (بس ماخدة نصيبها من النوم تالت ومتلّت)
النتيجة دوام كامل (او دوامين).. وسهر للصباح..
موازنة صعبة..
| |
|
|
|
|
|
|
| |
نجوان
انعام عبد الحفيظ
اساسي
عمران حسن صالح
الفاتح ميرغني
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست