حزب الامة والعدل والمساواة اتفاقيات حبر علي ورق

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-05-2024, 12:42 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الثالث للعام 2009م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
07-05-2009, 12:21 PM

ابراهيم بقال سراج
<aابراهيم بقال سراج
تاريخ التسجيل: 10-12-2005
مجموع المشاركات: 10842

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
حزب الامة والعدل والمساواة اتفاقيات حبر علي ورق

    سودانيزاونلاين.كوم Sudaneseonline.com

    حزب الامة والعدل والمساواة اتفاقيات حبر علي ورق

    بقلم / ابراهيم عبدالله بقال سراج

    [email protected]


    صدق من قالوا السياسة متغيرات , وصدق من قالوا ا يضاً ان السياسة لعبة قذرة وهي كالتيار يوم هواء بارد ويوم ساخن واحياناً غبار . ليس هي المرة الاولي الذي يغيير فيه السيد الصادق المهدي مواقفه السياسية بدءاً بتهتدون ومروراً بتفلحون والتراضي الوطني واخيراً وليس اخيراً الاتفاق الاستراتيجي بين حزب الامة القومي وحركة العدل والمساواة الذي ابرم مؤخراً بالقاهرة وقبل الخوض في تفاصيل هذا الاتفاق دعونا نتساءل عن ماهو الهدف الاساسي من هذا الاتفاق واين ذهبت مسودة الاتفاق السابق بين العدل والمساواة وحزب الامة القومي الموقع في انجمينا قبل ثلاث اعوام ؟؟ بالتأكيد ذهبت لادارج الريح وارشفة الصحف والانترنت وعاد حزب الامة من جديد لابرام اتفاق مع العدل والمساواة ولكن هذه المرة ليست تراضي وطني ولا اتفاق نوايا حسنة بل مذكرة تفاهم وتكوين جبهة عريضة لتشكيل حكومة قومية حسب احد بنود الاتفاق ولكن كيف يتم ذلك والمعروف ان حزب الامة القومي حزب معارض ولم يكن من ضمن احزاب حكومة الوحدة الوطنية المشاركة والمكونة للحكومة الحالية بالسودان وكذلك حركة العدل والمساواة حركة مسلحة تعارض الحكومة بقوة السلاح ولم تكن مكن ضمن موقعي اتفاق ابوجا كيف يتمكن حزب الامة وحركة العدل والمساواة لتشكيل جبهة عريضة وتشكيل حكومة قومية ؟؟ اقصد هنا الية التنفيذ ؟ الهدف الاساسي من هذا الاتفاق بين حركة العدل والمساواة وحزب الامة القومي هو فشل مفاوضات الدوحة دون التوصل لاي اتفاق ما بين الحكومة وحركة العدل والمساواة فلذا لجأت العدل والمساواة لحزب الامة القومي لتقوية نفسها , وايضاً فشل اتفاق التراضي الوطني ما بين حزبي الامة القومي والمؤتمر الوطني فلجأ حزب الامة مهرولاً نحو العدل والمساواة والقصد من الاتفاق هو كيدات فقط لا اكثر ولا اقل . الم يقل الصادق المهدي يوماً من الايام ان خليل ابراهيم وحركة العدل والمساواة ليسوا بسودانيين بل هم تشاديون ؟؟ الم يقل الصادق المهدي في احداث امدرمان ( اردعوهم ردع ) الم يقل خليل ابراهيم يوماً من الايام بأن الصادق المهدي عميل للحكومة السودانية ؟؟ شن جد علي المخدة ؟؟ فعلي الصادق المهدي لملمة شتات حزب الامة الذي انقسم لاكثر من تشعة اجنحة ( حزب الامة جناح الصادق , حزب الامة جناح الصادق الهادي , حزب الامة جناح مسار , حزب الامة جناح نهار , حزب الامة جناح الزهاوي , حزب الامة جناح مبارك الفاضل , حزب الامة جناح مادبو ) ولسع ماشة في الانقسامات والشتات وربما يظهر حزب الامة جناح محمد عبدالله الدومة , فعلي الصادق المهدي بذل مساعيه لتوحيد حزبه المنقسم علي نفسها بدلا من الفوضي السياسية الحاصل الان , وعلي الدكتور خليل ابراهيم توحيد حركة العدل والمساواة المنقسمة علي نفسها واصبحت اكثر من سبعة حركة من اصل واحد ( حركة العدل جناح خليل . حركة العدل جناح ازرق , حركة العدل جناح ابو قردة , حركة العدل جناح ابراهيم يحي , حركة العدل جناح جبريل تيك , حركة العدل جناح ابو ريشة ) .... الخ فمن الافضل علي العدل والمساواة توحيد صفها ولملمة انقساماتها وعلي الصادق المهدي لملمة اطراف


    حزب الامة بدلاً من الفوضي السياسية وابرام اتفاقيات ومذكرات وتفاهمات حبر علي ورق .
                  

07-06-2009, 01:06 PM

حماد الطاهر عبدالله
<aحماد الطاهر عبدالله
تاريخ التسجيل: 06-29-2006
مجموع المشاركات: 2159

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حزب الامة والعدل والمساواة اتفاقيات حبر علي ورق (Re: ابراهيم بقال سراج)

    بقال
    تحياتي

    بصراحة... قراءة متأنية وصحيحة.
                  

07-06-2009, 08:06 PM

عمر صديق
<aعمر صديق
تاريخ التسجيل: 06-06-2008
مجموع المشاركات: 14776

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حزب الامة والعدل والمساواة اتفاقيات حبر علي ورق (Re: حماد الطاهر عبدالله)

    الاخ ابراهيم بقال سراج
    تحياتي



    صحيح ان هذا الاتفاق ليس له قيمة مؤثرة في واقع مجريات الاحداث السياسية في البلاد وكما قلت انه حبر علي ورق



    ولكن كلا الطرفين لدبه اهداف تكتيكية في يريد الوصول اليها الواقع السياسي الماثل :



    فحزب الامة يريد تحقيق الاتي

    1/الخروج من دائرة الانتقادات الواسعة التي صوبتها عضويته للتراضي الوطني الذي يعتبره بعضهم مؤشرا للتحالف مع المؤتمر الوطني

    2/الالتفاف حول الخلافات الداخلية في الحزب التي خلفها المؤتمر العام الاخير والتي تهدد وحدة الحزب

    3/ الولوج الي لب مشكلة دارفور ومحاولة استعادة بعضا من الولاء السياسي المفقود في دارفور

    4/التغطية علي العجز السياسي للحزب منذ عملية تهتدون

    5/الاستعداد لتحالفات الانتخابات القادمة





    اما حركة العدل والمساواة فانها تريد تحقيق الاتي:

    1/احداث اختراق للقوة السياسية السودانية التي وقفت ضدها في احداث ام درمان

    2/الدخول في تحالف سياسي علي غرار تحالف الحركة مع بعض الحركات والمؤتمر مع الحركات الموقعة

    3/ استباق توسيع نطاق مفاوضات الدوحة في الجولة القادمة بتكبير دائرة تحالفاتها السياسية للانتخابات القادمة
                  

07-06-2009, 08:13 PM

saif massad ali
<asaif massad ali
تاريخ التسجيل: 08-10-2004
مجموع المشاركات: 19127

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حزب الامة والعدل والمساواة اتفاقيات حبر علي ورق (Re: عمر صديق)

    ابراهيم بقال


    كدي ورينا وقت حبر علي ورق ناس المؤتمر الوطني جاطين ليش ؟
                  

07-06-2009, 10:20 PM

ابراهيم بقال سراج
<aابراهيم بقال سراج
تاريخ التسجيل: 10-12-2005
مجموع المشاركات: 10842

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حزب الامة والعدل والمساواة اتفاقيات حبر علي ورق (Re: saif massad ali)

    Quote: ابراهيم بقال


    كدي ورينا وقت حبر علي ورق ناس المؤتمر الوطني جاطين ليش ؟


    السؤال دا اسأل ناس المؤتمر الوطني يجاوبوك

    لكن انا بسألك انت جايط مالك ؟؟
                  

07-06-2009, 10:35 PM

ابراهيم بقال سراج
<aابراهيم بقال سراج
تاريخ التسجيل: 10-12-2005
مجموع المشاركات: 10842

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حزب الامة والعدل والمساواة اتفاقيات حبر علي ورق (Re: عمر صديق)

    Quote: الاخ ابراهيم بقال سراج
    تحياتي



    صحيح ان هذا الاتفاق ليس له قيمة مؤثرة في واقع مجريات الاحداث السياسية في البلاد وكما قلت انه حبر علي ورق



    ولكن كلا الطرفين لدبه اهداف تكتيكية في يريد الوصول اليها الواقع السياسي الماثل :



    فحزب الامة يريد تحقيق الاتي

    1/الخروج من دائرة الانتقادات الواسعة التي صوبتها عضويته للتراضي الوطني الذي يعتبره بعضهم مؤشرا للتحالف مع المؤتمر الوطني

    2/الالتفاف حول الخلافات الداخلية في الحزب التي خلفها المؤتمر العام الاخير والتي تهدد وحدة الحزب

    3/ الولوج الي لب مشكلة دارفور ومحاولة استعادة بعضا من الولاء السياسي المفقود في دارفور

    4/التغطية علي العجز السياسي للحزب منذ عملية تهتدون

    5/الاستعداد لتحالفات الانتخابات القادمة




    اما حركة العدل والمساواة فانها تريد تحقيق الاتي:

    1/احداث اختراق للقوة السياسية السودانية التي وقفت ضدها في احداث ام درمان

    2/الدخول في تحالف سياسي علي غرار تحالف الحركة مع بعض الحركات والمؤتمر مع الحركات الموقعة

    3/ استباق توسيع نطاق مفاوضات الدوحة في الجولة القادمة بتكبير دائرة تحالفاتها السياسية للانتخابات القادمة


    بالضبط هذا هو الهدف من الاتفاق
                  

07-06-2009, 11:15 PM

عبدالعزيز الفاضلابى
<aعبدالعزيز الفاضلابى
تاريخ التسجيل: 07-02-2008
مجموع المشاركات: 8199

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حزب الامة والعدل والمساواة اتفاقيات حبر علي ورق (Re: ابراهيم بقال سراج)

    بسم الله الرحمن الرحيم يازول تجى لاسلام لانعلكن طيبين
    انت الزمن ده كلو غاتس وين?
    مرحب بعودتك ,, المنبر نور وكان ما نور نشيل من نور كضيمات شيقوق وننورو
    باقى شيقوق من اكل الباسطة كضيماتو بقن صفر والكرمشة الفى وشيهو انطرحت.
    مرحب بيك مرة اخرى.
                  

07-07-2009, 11:33 AM

عمر صديق
<aعمر صديق
تاريخ التسجيل: 06-06-2008
مجموع المشاركات: 14776

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حزب الامة والعدل والمساواة اتفاقيات حبر علي ورق (Re: عبدالعزيز الفاضلابى)

    up
                  

07-07-2009, 06:01 PM

ابراهيم بقال سراج
<aابراهيم بقال سراج
تاريخ التسجيل: 10-12-2005
مجموع المشاركات: 10842

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حزب الامة والعدل والمساواة اتفاقيات حبر علي ورق (Re: عمر صديق)

    حزب الأُمة وحركة العدلِ والمساواة: سمك، لبن، تَمُر هِندِي. بقلم: عبد العزيز عثمان سام- يوليو 09/ الخرطوم
    Jul 5, 2009 - 1:19:45 PM

    سودانيزاونلاين.كوم Sudaneseonline.com


    حزب الأُمة وحركة العدلِ والمساواة: سمك، لبن، تَمُر هِندِي .

    بقلم : عبد العزيز عثمان سام- يوليو 09/ الخرطوم

    لا يَجبُر علي المُرّ إلاّ الأمَرّ مِنه، هي حِكمة قديمة يداوِلُها ويستدِلُ بها أهلنا الأنصار الطيبون، وينسِبُونَها للسيد/عبد الرحمن المهدي، الإمام الراحل ومؤسس حزب الأمة.. ولهذه الحِكمة أساس في التنظير القانوني الجنائي، ويُعبَّر عنها بنظرية مفادُها: (إذا تعارضت مفسدتان، يُختَار أهونَ الشرّين).. ويعتقد حزب الأمة إنَّه قد تخَيَّر أهونَ الشرّين عند توقيعه لاتفاقٍ مُبهَم مع حركة العدل والمساواة بالقاهرة نهاية الأسبوع الماضي.. وما يميِّز هذا الاتفاق هو، انحراف حزب الأمة عن خطِه المُعتدِل في التعامل مع قضية المحكمة الجنائية الدولية ضد السيد/ رئيس الجمهورية. ولا تُفيد التبريرات اللاحقة لزعيم الحزب السيد/ الصادق المهدي بأن الحزب مع القرار1593/2005م وضد اعتقال رئيس الجمهورية!! وهذا يماثل سابقة قضائية إنجليزية قديمة، فحواها أن: شخصاً صَوَّبَ بندقيته وأطلق النار صوب القصر الملكي البريطاني بقصد إصابة وقتل الملِكة، فقُبِضَ علي الجاني وقُدِمّ للمحاكمة، ولكن الجاني دفع بالجنون( Insanity ) ونجحت هيئة الدفاع عن المتهم في إثبات الدفع بالجنون لمصلحته، لكن المحكمة أصدرت حكماً غريباً وضعيفاً يقْدَحُ في عظمة القضاء الإنجليزي عندما قررت بان المتهم:( guilty but insane ) أو أن المتهم:(مذنب ولكنه مجنون)، ويأتي الضعف من كون أنَّ، المجنون لا يمكن أن يكون مُذنِبَاً، لأن المسئولية الجنائية تترتب علي العقلاء فقط.. واضح تردد القضاء في إعلان براءة المجنون لانعدام الأهلية القانونية التي تُرتَب عليها المسئولية الجنائية، ومصدر التردد هو كون المجني عليها هي ملكة بريطانيا العظمي، واهبة كل هذا المجد وحامية القضاء الإنجليزي العظيم، لذلك تردد القضاء الإنجليزي في إعلان براءة المجنون الذي صوّب نحو ملكة بريطانيا العظمي.. ولكن ما بال حزب الأمة وقيادتها التاريخية وهذا الأسلوب غير اللائق بقامة الإمام، أم هي الضبابية التي ظلت تلازم شخوص معظم السياسيين القدامى، وتسبب في انفضاض جماهير الشعب من حولهم، إعمال المراوغة والتحايل بالألفاظ في المواقف السياسية المفصلية.. عليه أجدُ أن، الذي يؤيد قرار مجلس الأمن/الأمم المتحدة رقم/1593/2005م بإحالة الوضع القائم في دارفور منذ الفاتح يوليو2002م إلي المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية بلاهاي، لا يستطيع لاحقاً الوقوف ضد مخرجات القرار بتوجيه الاتهام لكائنَ من كان، ومن يؤيَّد القرار يجب أن يدافع عن مخرجاته ونتائجه.. وقد وقف زعيم الإنقاذ وأبيه الشرعي الشيخ حسن الترابي، إزاء هذا الأمر، موقفاً شجاعاً كلفه الحبس، وذلك عندما ساند قرار الجنائية الدولية فور صدوره، رُغم ارتباط الشيخ العقائدي والوجداني بالإنقاذ، وأبُوته الشرعية لقادتها، وفي مُقدِمتِهم السيد رئيس الجمهورية، ومنطلق الشيخ الترابي أخلاقي، مرتبط بسلامة وجدان رجل القانون الذي تأبي نفسه الخروج علي حكم القانون، وما الخروج علي مبادئ القانون وسيادة حكمه إلاّ عودةً بالمجتمع إلي العصور الوسطي وسيادة قانون الغابة، حيث القوي يأكل كل الضعاف فطوراً وغداءً وعشاء، لذلك انحاز الشيخ الترابي إلي ما تشكَّل عليه وجدانه السليم منذ عقود طويلة وصار جزءً مُهِمَّاً من عقيدته، لا ينفكّ عنه أو يحِيد.. ثم أن الشيخ الترابي رغم كل ارتباطاته التاريخية بالثُلة الحاكِمة، قد حسمَ أمرُه بشأن المحكمة الجنائية منذ البداية الباكرة، وفي أحلكِ الظروف، وسيحسِب له التاريخ أنه أول من جهر بتأييد حكم المحكمة الجنائية الدولية رغم علمه بتداعيات ذلك من بطش وقمع الحزب الحاكم الذي، بلغ قمَّة هِياجِه بُعيد إعلان قرار توقيف السيد رئيس الجمهورية.

    أما السيد الصادق المهدي، فلا ينفك يراوغ، ويلتفَّ في المساء علي مواقفِه المعلَنة في الصباح، عفواً أيها الإمام، لا يمكِنُك تأييد القرار 1593/2005م ثم ترفض نتيجته الحتمية بتوقيف السيد/ رئيس الجمهورية، وأهلي يضربون مثلاً في مثل هذه الأحوال عندما يرفض الإنسان تَحمُّل النتائج الراجحة لأفعاله، بما يمكن ترجمة إلي العربية كالآتي: (إذا قررت أكل الرأس، فيجب عليك أن لا تخشي العينين).. والرأس هنا هو القرار1593/2005م والعينين هما مذكرة توقيف السيد/رئيس الجمهورية.. نحن نريد لقيادات وطننا الحبيب مواقف واضحة في القضايا المصيرية، ولا نقبل لهم بأقل من موقف الشهيد الأستاذ/ محمود محمد طه الذي أغاظ جلاده وعلَّمه دروساً في الثبات علي المبدأ والصبر علي الرأي، وسيُضربُ بمواقِفِه الأمثال عبر الزمان ونفخرُ أن جمعنا به وطن.

    المُحيِّر في اتفاق العدل والمساواة وحزب الأمة أنه، لا رابط بين الطرفين في الماضي ولا الحاضر ولا المستقبل، وعكفت أًقلِّبَ الأمر علي وُجُوهِهِ ولم أجد غير الآتي:

    1- الحاجة الماسّة لحزب الأمة القومي إلي الظهور علي خارطة الأجندة السياسية من خلال البحث عن أحلاف مع قوي ذات صيت وحداثة وقوة عسكرية، ومتفاعلة مع المحيط الدولي، ولها زخم سياسي وإعلامي، وبريق يومي في الساحة السياسية، بهدف الاستناد إليها والاحتماء بها لتمرير الطرح السياسي الهُلامي للحزب ذو العناوين السياسية الفضفاضة من شاكلة، التراضي الوطني: ولكن علي ماذا ؟ والوفاق الوطني، والمؤتمر القومي الدستوري، وكنس آثار مايو، وإلغاء قوانين سبتمبر التي لا تساوي الحِبر الذي كُتب بها وهلمَّ جرّا ! إذاً، حزب الأمة هو الساعي لإحداث أي ضجيج يستطيع من خلاله أن يقول نحن هنا.

    2- حركة العدل والمساواة قد وجدت ضالتها لتشتيت الأنظار والأفكار عن حقيقة انتمائها السياسي وكونها الزراع العسكري لحزب المؤتمر الشعبي، وبتوقيع اتفاق القاهرة، وجدت الحركة الدليل الساطع علي أنها تنظيم سياسي قومي ذات مشروع وطني، استطاعت أن تقنع حزب سوداني قومي وتاريخي وطائفي عتيق للدخول معها تحت مظلّة سياسية واحدة وطرح مشروع قومي لحل مشاكل البلاد، إذاً، باستصحاب هذا الفهم، يُعتَبَر هذا الاتفاق( هو أقرب إلي إعلان مشترك أو مذكرة تفاهم منه إلي اتفاق) مَكسباً مُهِمّاً لحركة العدل والمساواة يُعوِّض به خسائرها الميدانية الأخيرة في مناطق شمال/ شمال دارفور، وفشلها السياسي في الحصول علي بُغيتها بالإفراج عن قادتها المحكومين جراء أحداث الهجوم علي العاصمة الوطنية أم درمان في العاشر من مايو2008م، والغريب في الاتفاق أنه لم يُشِر من قريب أو بعيد إلي هذه الأحداث ومواقف حزب الأمة منها حينها!! إذاً استطاعت حركة العدل والمساواة أن تكسب سياسياً من إعلان القاهرة أو مذكرة القاهرة أو اتفاق القاهرة كما يحلو لأطرافها، وإذا جارينا السيد/ الصادق المهدي في التعليق علي كافة الاتفاقيات المبرمة بين المركز السوداني الذي هو أكبر رموزه، وبين قوي الهامش المُكافِحَة، فماذا يمكن أن يُقال بشأن اتفاق القاهرة مقارنة بتوصيف الإمام للاتفاقيات المبرمة بين المركز والهامش منذ اتفاق السلام الشامل/ نيفاشا، ثم اتفاق سلام دارفور/أبوجا، ثم اتفاق القاهرة مع التحالف الوطني الديمقراطي، واتفاق جبهة الشرق/أسمرا، نرجو أن يتقدم الناس بطلب جماعي لحضرة الإمام يطلبون منه توصيف اتفاقه الأخير مع حركة العدل والمساواة بالقاهرة مقارناً بالاتفاقيات التي أوسعها هو، بخُساً وتعرِيةً وتحقيراً.

    3- هناك جانب مهم لا بًد من إظهاره لفك طلاسم اتفاق القاهرة الأخير، هو دور قيادات من دارفور داخل حزب الأمة، هندست هذا الاتفاق وجعلته ممكناً، وذلك بفضل روابط الدم والقُربَى والمصلحة المشتركة مع قيادة العدل والمساواة والدعم المستمر لحركة العدل والمساواة من قِبل هذه الفئة مُنذُ قيامها، ولا أعتقد أن القيادة العليا لحزب الأمة مُمثَّلةً في الإمام، قد فكَّرت مُجرد الفكرة في الارتباط بحركة العدل والمساواة، والدخول معها في مثل هذا الاتفاق لولا وجود قيادات تربطها بقيادة حركة العدل والمساواة روابط القربى ومنبع ومصير مُشترك.. وهذا هو أهم وأخطر ما في اتفاق القاهرة، ويَهُم أطراف أُخري غير قوي المركز والإمام وأسرته الكريمة، بل يتعدى ذلك إلي مسائل دقيقة في دارفور، وتحديداً شمال/ شمال دارفور، ويجب علي الناس أن يأخذوا حِذرهم منها.. عندما يُجيّر حزب الأمة القومي لمصلحة حركة العدل والمساواة وتستغله لتحقيق مخططاتها الآثمة، فإن خطراً داهماً سيتهدد دارفور كلها يخرج من تحت عباءة حزب الأمة، ومُهدداً عظيماً للسلام الاجتماعي والأهلي يطلُّ برأسه ليبلع الجميع، هذا الأمر يفهم خطورته أهل دارفور المعنيين بهذا الحديث وكفي.

    4- اتفاق حزب الأمة وحركة العدل والمساواة يعني، ضمناً، وبمفهوم المخالفة، أشياء كثيرة منها، إقرار حزب الأمة لمنهج حركة العدل والمساواة في العدوان علي الحركات الأخرى في دارفور، وتأييد ضمني لعدوان العدل والمساواة علي مواقع حركة/جيش تحرير السودان في المهاجرية يناير/فبراير2009م وعدوانها علي مواقع الحركة في شمال/ شمال دارفور في مايو2009م، ويعني صراحة أن حزب الأمة يُقِر منهج العدل والمساواة في قتال الحركات الأخرى بغرض إفنائها أو ضمها ودمجها في حركة العدل والمساواة، اتفاق القاهرة مع حركة العدل والمساواة يعني أن حزب الأمة يُظاهِر حركة العدل المساواة في قتالها الداخلي في دارفور ضد مجموعات قبلية معينة، واستهداف عناصر مُعينة بالاغتيال كما فعلت العدل والمساواة في مهاجرية ودار السلام وأم برو ومزبد وأورشي.. ونعتبر حزب الأمة منذ اليوم مؤيداً وشريكاً علي الشيوع لما ظل يعلنه حركة العدل والمساواة دائماً بأن هدفها الاستراتيجي هو تجريد حركة/جيش تحرير السودان من سلاحها!! وقد انطلي ذلك علي حزب الأمة، ونشهد بأن حزب الأمة بموقفه هذا يساند الفتنة التي ظل يوقظها قيادة حركة العدل والمساواة بدارفور وإصراره علي القتال الداخلي بين الحركات والفصائل والقبائل والبطون، بدلاً من المقاومة المسلحة الشريفة لتحقيق مطالب إقليم دارفور؟ ونُشهِد الجميع بأن حزب الأمة (القومي) وقائدها الإمام قد انحرفا تماماً عن قِيم ومبادئ وتوجهات وأهداف وتاريخ حزب الأمة في دارفور خاصة، والانقلاب بالتالي،علي الحسنة الوحيدة لهذا الحزب عبر التاريخ، وهو النأي عن تأجيج النعرات القبلية والعنصرية والثقافية داخل المجتمع السوداني.

    5- اختار حزب الأمة الدخول إلي جُحر حركة العدل والمساواة العنصرية واختار لذلك الدخول، أحلك مراحل الحركة ظلاماً فكرياً وسياسياً وعسكرياً.. لم يقرأ حزب الأمة المشهد كاملاً بل انجرف بَغْتَةً لابتلاع الطُعُم فاستسلم لصائده.. وغداً سيعلم حزب الأمة مع من تحالف، وكيف تم توريطه في صفقة أسرية خاصة لا مصلحة للحزب فيها وغداً لناظِرِه قريب.
                  

07-07-2009, 06:07 PM

ابراهيم بقال سراج
<aابراهيم بقال سراج
تاريخ التسجيل: 10-12-2005
مجموع المشاركات: 10842

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حزب الامة والعدل والمساواة اتفاقيات حبر علي ورق (Re: ابراهيم بقال سراج)

    Quote: حزب الامة.. وحركة العدل والمساواة.. على من تشابهت البقر..؟
    Jul 6, 2009 - 1:18:44 AM

    سودانيزاونلاين.كوم Sudaneseonline.com


    حزب الامة.. وحركة العدل والمساواة.. على من تشابهت البقر..؟

    كما يقولون: عندنا في السودان المضيع ليهو ابرة ببحث عنها في خشم البقرة_ فبيدو ان حزب الامة بقيادة الصادق المهدي قد هدته الحكمة اخيراً ان يبحث عن الابرة او المنقاش اللذان ضيع احدهما او الاثنين معاً في خشم بقرة العدل المساواة..! ولايدري المرء هل وجدهما ام لا.. ؟
    لذا ينطرح السؤال : ما هي الدوافع التي املت هذا الاتفاق..؟ هل هي كما يقول: الطرفان انها المصلحة العامة..؟ وما هي هذه المصلحة العامة التي يتحدث عنها طرفي الاتفاق..؟ وكيف يتم الوصول اليها..؟

    هذا بجانب السؤال الاهم: وهو، ما هو وجه العلاقة بين حزب الامة وحركة العدل المساواة...؟ حتى يدعي الطرفان انهما يؤسسان الارضية المناسبة والمطلوبة لاخراج البلاد من ازمتها.. أو صد المؤامرات التي يراد لها ان تعصف بالسودان ماضياً وحاضراً ومستقبلاً..؟

    حزب الامة ، واحد من التيارات السياسية التقليدية، وقد اثبتت الايام والتجارب بانه حزب غير مواكب لروح العصر سواء في طرحه او ممارساته مما ادى به، الى فقدان السلطة التي منحه اياها الشعب، بعد نضالات طويلة ضد دكتاتورية نميري، وقبلها عبود، فقدها مرتين، مرة بالتآمر مع العسكر، واخرى بتآمر العسكر عليه ساعدهم في ذلك مواقف وتصرفات قيادته لاسيما في 1989.

    القصور الفكري والسياسي والتنظيمي اقعد مسيرة هذا الحزب حتى بعد ذهابه الى ميدان النزال العسكري لنظام الانقاذ

    فحزب الامة يعتبر اول من طلق وفارق المعارضة وهي في اوج نضالاتها، مفضلا عنها العودة الذي افلح حزب المؤتمر الوطني في تحويلها لصالحه بشطر الحزب الي حزبين واحد بقيادة الصادق المهدي وآخر بقيادة مبارك المهدي، وهكذا تمخض الانشقاق في بيت العائلة الى انشطارات عصفت بجسم الحزب حتى راينا حزب الامة بقيادة عبدالله مسار وآخر احمد نهار ، والوطن لم يهتدي بعد النهار.. بل ، من ظلام، الى ظلام...!

    ولئلا نغرق في اللجة الظلام.. نعود الى نهار الواقع، مستفسرين، لانه بحسب منطقي ومنطق الاحداث..

    مازال للسؤال بقية: والبقية هذه، تقول: لماذا يوقع حزب الامة اتفاقاً مع حركة العدل المساواة في هذه المرحلة ...؟

    هل الاسباب والدواعي بالفعل هي المصلحة الوطنية ..؟ واي مصلحة وطنية يؤسس لها طرفان حتى الامس القريب احد طرفيها يتهم الطرف الآخر بأن مواقفه مخزية ولا تعبر عن ضمير الشعب، لاسيما بعد هجوم حركة العدل والمساواة، والتصريحات التي صدرت عن حزب الامة، وكذلك مواقف واراء قادته، بعد صدور قرار محكمة الجنايات الدولية التي اعتبرتها حركة العدل غير عادلة تجاه قضية عادلة، دفعتها حمية الضمير والاخلاق والوفاء للمستضعفين، الى نقلها الى قلب العاصمة قاطعة الآف الكليومترات في ارض مكشوفة بلا غطاء جوي او غابات او جبال ، لمواجهة الانقاذ في عقر دارها، وحينما بأت الخطة بالفشل نقلت معركتها الى ميدان الاعلام وهناك وفي احدى تصريحات قياداتها الزمت الحركة نفسها بتنفيذ قرار محكمة الجنايات بالقوة، في حال عدم رضوخ النظام له..!

    لا يدري المرء، ما الهدف من وراء هذا الاتفاق الموقع هذه الايام، بين الطرفين المتناقضين في التفكير والتصرفات هل هو واحد من آليات تنفيذ قرار محكمة الجنايات الدولية، وهنا ربما يكون السؤال موجهاً لحركة العدل والمساواة، اكثر مما هو موجه لحزب الامة، لانها الزمت نفسها بانها في صدور قرار محكمة الجنايات ستنفذه بالقوة

    واذا كان هذا الاتفاق يعتبر بحسب فهم ومنطق حزب الامة هو ركيزة من ركائز الوحدة والمصلحة الوطنية.. فلا غرابة البتة اذا وصف المرء الدماغ السوداني بالعجز والصغر.. فما اصغر هذه العبقرية السياسية السودانية التي تملأ الكون ضجيجاً وصخباً ولكنها تعجز ان تضع الحصان امام العربة..؟

    عقلية تلد هكذا اتفاقات حتما ستعجز عن ان تجد المبررات والمسوغات التي تقنع بها هذا المواطن لكي يقف وراءها، ليدعم هكذا اتفاق ،بدلاً من الوقوف وراء هذا النظام الحاكم الذي برغم كثرة اخطائه وعثراته، وبغض النظر عن اتفاقنا او اختلافنا معه إلا أن كل المؤشرات تقول: بأنه اكثر عقلانية وانجازا من غيره خلال الخمسون عاما الماضية،، فحزب الامة، الذي تشابهت عليه البقر، قد فرط في ثقة الشعب اكثر من مرة وعجز عن الدفاع عنها.. وكذلك حركة العدل والمساواة التي ترفع شعار ازالة الظلم والتهميش ،هل هي الاخرى تشابهت على البقر...؟ وفات عليها ان حزب الامة هو صانع التهميش والمستفيد الاول منه..؟ إلا ما هي القوى السياسية السودانية التي تقسم الناس الى أتباع وأسياد في السودان ...؟

    لماذا كل هذا التناقض ...؟ التناقض حتى مع الذات..؟ أليس الافضل لحركة العدل والمساواة ان تتحزم بقوى الهامش، اكثر من تحزمها بقوى تتهم بانها الرابح الاكبر او هكذا تقول: الوقائع خلال الخمسون عاماً الماضية، ان حزب الامة واحد من الاحزاب التي تقسم الناس الى اشراف وغيرهم حتى في القبور..!

    هل هذا الاتفاق يزيل الفوارق بين الاتباع والاسياد..؟ ام هو للخديعة لا اكثر...؟ واذا كان بغرض الخديعة، فخديعة من ..؟ هل لخديعة النظام..؟ وهنا الخديعة مستبعدة، لاسباب من بينها ان النظام يعرف كل كبيرة وصغيرة عن طرفي الاتفاق، يعرف قيادة العدل والمساواة لانه تربى معها في مدرسة واحدة، ويعرف عن حزب الامة لانه باع واشترى فيه كما اراد، اذن خديعة من..؟ هل يخدع الطرفين بعضهما البعض..؟ ام هي خديعة للذات..؟

    وحتى لو افترضنا جدلا ان الاتفاق جاء مبرئا من الخديعة، بل هو انفعالاً وتفاعلاً مع المرحلة وضروراتها التي تحتم قيام حكومة وحدة وطنية، فهل الذي اعجزته شمولية تفكيره وانتهازية مواقفه، عن يجمع قوى المعارضة برغم توفر الظروف والشروط، سيكون قادرا على ان يكون بديلاً مناسباً لملأ الفارغ الدستوري الذي حان اجله في هذا الشهر..؟

    لماذا تنادون بالمثل والنظريات.. وترفعون الشعارات الكبيرة وانتم اول من يخرج عليها بالتصرف والممارسة...؟ للدرجة التي اصبح فيها المواطن حائراً وضائعاً بين ما يسمع ويرى ويعايش..!

    بسبب اصرار الكل على ارتكاب الحماقات والتجاوزات، باسم الوطن والمواطن، وهنا لا استثناء لاحد، سواء الذين في سدة السلطة ام الذين هم خارجها.. للدرجة التي تداخلت في عقولنا خطوط الذكاء والغباء وما عدنا نفرق بين البقر..!

    او هكذا افترض اصحاب العبقريات الصغيرة ،بأن المواطن ما عاد، او بمقدوره أن يفهم او يعرف اين هو من اللعبة ..؟

    هل هو وسيلة ام غاية..؟ كما عجز من يدعون العبقرية، في وضع الحصان امام العربة خلال نصف قرن...!

    الطيب الزين/ السويد


                  

07-07-2009, 06:33 PM

الصادق ضرار
<aالصادق ضرار
تاريخ التسجيل: 11-05-2007
مجموع المشاركات: 2345

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حزب الامة والعدل والمساواة اتفاقيات حبر علي ورق (Re: ابراهيم بقال سراج)

    Quote: حزب الأُمة وحركة العدلِ والمساواة: سمك، لبن، تَمُر هِندِي. بقلم: عبد العزيز عثمان سام- يوليو 09/ الخرطوم
    Jul 5, 2009 - 1:19:45 PM

    سودانيزاونلاين.كوم Sudaneseonline.com


    حزب الأُمة وحركة العدلِ والمساواة: سمك، لبن، تَمُر هِندِي .

    بقلم : عبد العزيز عثمان سام- يوليو 09/ الخرطوم

    لا يَجبُر علي المُرّ إلاّ الأمَرّ مِنه، هي حِكمة قديمة يداوِلُها ويستدِلُ بها أهلنا الأنصار الطيبون، وينسِبُونَها للسيد/عبد الرحمن المهدي، الإمام الراحل ومؤسس حزب الأمة.. ولهذه الحِكمة أساس في التنظير القانوني الجنائي، ويُعبَّر عنها بنظرية مفادُها: (إذا تعارضت مفسدتان، يُختَار أهونَ الشرّين).. ويعتقد حزب الأمة إنَّه قد تخَيَّر أهونَ الشرّين عند توقيعه لاتفاقٍ مُبهَم مع حركة العدل والمساواة بالقاهرة نهاية الأسبوع الماضي.. وما يميِّز هذا الاتفاق هو، انحراف حزب الأمة عن خطِه المُعتدِل في التعامل مع قضية المحكمة الجنائية الدولية ضد السيد/ رئيس الجمهورية. ولا تُفيد التبريرات اللاحقة لزعيم الحزب السيد/ الصادق المهدي بأن الحزب مع القرار1593/2005م وضد اعتقال رئيس الجمهورية!! وهذا يماثل سابقة قضائية إنجليزية قديمة، فحواها أن: شخصاً صَوَّبَ بندقيته وأطلق النار صوب القصر الملكي البريطاني بقصد إصابة وقتل الملِكة، فقُبِضَ علي الجاني وقُدِمّ للمحاكمة، ولكن الجاني دفع بالجنون( Insanity ) ونجحت هيئة الدفاع عن المتهم في إثبات الدفع بالجنون لمصلحته، لكن المحكمة أصدرت حكماً غريباً وضعيفاً يقْدَحُ في عظمة القضاء الإنجليزي عندما قررت بان المتهم:( guilty but insane ) أو أن المتهم:(مذنب ولكنه مجنون)، ويأتي الضعف من كون أنَّ، المجنون لا يمكن أن يكون مُذنِبَاً، لأن المسئولية الجنائية تترتب علي العقلاء فقط.. واضح تردد القضاء في إعلان براءة المجنون لانعدام الأهلية القانونية التي تُرتَب عليها المسئولية الجنائية، ومصدر التردد هو كون المجني عليها هي ملكة بريطانيا العظمي، واهبة كل هذا المجد وحامية القضاء الإنجليزي العظيم، لذلك تردد القضاء الإنجليزي في إعلان براءة المجنون الذي صوّب نحو ملكة بريطانيا العظمي.. ولكن ما بال حزب الأمة وقيادتها التاريخية وهذا الأسلوب غير اللائق بقامة الإمام، أم هي الضبابية التي ظلت تلازم شخوص معظم السياسيين القدامى، وتسبب في انفضاض جماهير الشعب من حولهم، إعمال المراوغة والتحايل بالألفاظ في المواقف السياسية المفصلية.. عليه أجدُ أن، الذي يؤيد قرار مجلس الأمن/الأمم المتحدة رقم/1593/2005م بإحالة الوضع القائم في دارفور منذ الفاتح يوليو2002م إلي المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية بلاهاي، لا يستطيع لاحقاً الوقوف ضد مخرجات القرار بتوجيه الاتهام لكائنَ من كان، ومن يؤيَّد القرار يجب أن يدافع عن مخرجاته ونتائجه.. وقد وقف زعيم الإنقاذ وأبيه الشرعي الشيخ حسن الترابي، إزاء هذا الأمر، موقفاً شجاعاً كلفه الحبس، وذلك عندما ساند قرار الجنائية الدولية فور صدوره، رُغم ارتباط الشيخ العقائدي والوجداني بالإنقاذ، وأبُوته الشرعية لقادتها، وفي مُقدِمتِهم السيد رئيس الجمهورية، ومنطلق الشيخ الترابي أخلاقي، مرتبط بسلامة وجدان رجل القانون الذي تأبي نفسه الخروج علي حكم القانون، وما الخروج علي مبادئ القانون وسيادة حكمه إلاّ عودةً بالمجتمع إلي العصور الوسطي وسيادة قانون الغابة، حيث القوي يأكل كل الضعاف فطوراً وغداءً وعشاء، لذلك انحاز الشيخ الترابي إلي ما تشكَّل عليه وجدانه السليم منذ عقود طويلة وصار جزءً مُهِمَّاً من عقيدته، لا ينفكّ عنه أو يحِيد.. ثم أن الشيخ الترابي رغم كل ارتباطاته التاريخية بالثُلة الحاكِمة، قد حسمَ أمرُه بشأن المحكمة الجنائية منذ البداية الباكرة، وفي أحلكِ الظروف، وسيحسِب له التاريخ أنه أول من جهر بتأييد حكم المحكمة الجنائية الدولية رغم علمه بتداعيات ذلك من بطش وقمع الحزب الحاكم الذي، بلغ قمَّة هِياجِه بُعيد إعلان قرار توقيف السيد رئيس الجمهورية.

    أما السيد الصادق المهدي، فلا ينفك يراوغ، ويلتفَّ في المساء علي مواقفِه المعلَنة في الصباح، عفواً أيها الإمام، لا يمكِنُك تأييد القرار 1593/2005م ثم ترفض نتيجته الحتمية بتوقيف السيد/ رئيس الجمهورية، وأهلي يضربون مثلاً في مثل هذه الأحوال عندما يرفض الإنسان تَحمُّل النتائج الراجحة لأفعاله، بما يمكن ترجمة إلي العربية كالآتي: (إذا قررت أكل الرأس، فيجب عليك أن لا تخشي العينين).. والرأس هنا هو القرار1593/2005م والعينين هما مذكرة توقيف السيد/رئيس الجمهورية.. نحن نريد لقيادات وطننا الحبيب مواقف واضحة في القضايا المصيرية، ولا نقبل لهم بأقل من موقف الشهيد الأستاذ/ محمود محمد طه الذي أغاظ جلاده وعلَّمه دروساً في الثبات علي المبدأ والصبر علي الرأي، وسيُضربُ بمواقِفِه الأمثال عبر الزمان ونفخرُ أن جمعنا به وطن.

    المُحيِّر في اتفاق العدل والمساواة وحزب الأمة أنه، لا رابط بين الطرفين في الماضي ولا الحاضر ولا المستقبل، وعكفت أًقلِّبَ الأمر علي وُجُوهِهِ ولم أجد غير الآتي:

    1- الحاجة الماسّة لحزب الأمة القومي إلي الظهور علي خارطة الأجندة السياسية من خلال البحث عن أحلاف مع قوي ذات صيت وحداثة وقوة عسكرية، ومتفاعلة مع المحيط الدولي، ولها زخم سياسي وإعلامي، وبريق يومي في الساحة السياسية، بهدف الاستناد إليها والاحتماء بها لتمرير الطرح السياسي الهُلامي للحزب ذو العناوين السياسية الفضفاضة من شاكلة، التراضي الوطني: ولكن علي ماذا ؟ والوفاق الوطني، والمؤتمر القومي الدستوري، وكنس آثار مايو، وإلغاء قوانين سبتمبر التي لا تساوي الحِبر الذي كُتب بها وهلمَّ جرّا ! إذاً، حزب الأمة هو الساعي لإحداث أي ضجيج يستطيع من خلاله أن يقول نحن هنا.

    2- حركة العدل والمساواة قد وجدت ضالتها لتشتيت الأنظار والأفكار عن حقيقة انتمائها السياسي وكونها الزراع العسكري لحزب المؤتمر الشعبي، وبتوقيع اتفاق القاهرة، وجدت الحركة الدليل الساطع علي أنها تنظيم سياسي قومي ذات مشروع وطني، استطاعت أن تقنع حزب سوداني قومي وتاريخي وطائفي عتيق للدخول معها تحت مظلّة سياسية واحدة وطرح مشروع قومي لحل مشاكل البلاد، إذاً، باستصحاب هذا الفهم، يُعتَبَر هذا الاتفاق( هو أقرب إلي إعلان مشترك أو مذكرة تفاهم منه إلي اتفاق) مَكسباً مُهِمّاً لحركة العدل والمساواة يُعوِّض به خسائرها الميدانية الأخيرة في مناطق شمال/ شمال دارفور، وفشلها السياسي في الحصول علي بُغيتها بالإفراج عن قادتها المحكومين جراء أحداث الهجوم علي العاصمة الوطنية أم درمان في العاشر من مايو2008م، والغريب في الاتفاق أنه لم يُشِر من قريب أو بعيد إلي هذه الأحداث ومواقف حزب الأمة منها حينها!! إذاً استطاعت حركة العدل والمساواة أن تكسب سياسياً من إعلان القاهرة أو مذكرة القاهرة أو اتفاق القاهرة كما يحلو لأطرافها، وإذا جارينا السيد/ الصادق المهدي في التعليق علي كافة الاتفاقيات المبرمة بين المركز السوداني الذي هو أكبر رموزه، وبين قوي الهامش المُكافِحَة، فماذا يمكن أن يُقال بشأن اتفاق القاهرة مقارنة بتوصيف الإمام للاتفاقيات المبرمة بين المركز والهامش منذ اتفاق السلام الشامل/ نيفاشا، ثم اتفاق سلام دارفور/أبوجا، ثم اتفاق القاهرة مع التحالف الوطني الديمقراطي، واتفاق جبهة الشرق/أسمرا، نرجو أن يتقدم الناس بطلب جماعي لحضرة الإمام يطلبون منه توصيف اتفاقه الأخير مع حركة العدل والمساواة بالقاهرة مقارناً بالاتفاقيات التي أوسعها هو، بخُساً وتعرِيةً وتحقيراً.

    3- هناك جانب مهم لا بًد من إظهاره لفك طلاسم اتفاق القاهرة الأخير، هو دور قيادات من دارفور داخل حزب الأمة، هندست هذا الاتفاق وجعلته ممكناً، وذلك بفضل روابط الدم والقُربَى والمصلحة المشتركة مع قيادة العدل والمساواة والدعم المستمر لحركة العدل والمساواة من قِبل هذه الفئة مُنذُ قيامها، ولا أعتقد أن القيادة العليا لحزب الأمة مُمثَّلةً في الإمام، قد فكَّرت مُجرد الفكرة في الارتباط بحركة العدل والمساواة، والدخول معها في مثل هذا الاتفاق لولا وجود قيادات تربطها بقيادة حركة العدل والمساواة روابط القربى ومنبع ومصير مُشترك.. وهذا هو أهم وأخطر ما في اتفاق القاهرة، ويَهُم أطراف أُخري غير قوي المركز والإمام وأسرته الكريمة، بل يتعدى ذلك إلي مسائل دقيقة في دارفور، وتحديداً شمال/ شمال دارفور، ويجب علي الناس أن يأخذوا حِذرهم منها.. عندما يُجيّر حزب الأمة القومي لمصلحة حركة العدل والمساواة وتستغله لتحقيق مخططاتها الآثمة، فإن خطراً داهماً سيتهدد دارفور كلها يخرج من تحت عباءة حزب الأمة، ومُهدداً عظيماً للسلام الاجتماعي والأهلي يطلُّ برأسه ليبلع الجميع، هذا الأمر يفهم خطورته أهل دارفور المعنيين بهذا الحديث وكفي.

    4- اتفاق حزب الأمة وحركة العدل والمساواة يعني، ضمناً، وبمفهوم المخالفة، أشياء كثيرة منها، إقرار حزب الأمة لمنهج حركة العدل والمساواة في العدوان علي الحركات الأخرى في دارفور، وتأييد ضمني لعدوان العدل والمساواة علي مواقع حركة/جيش تحرير السودان في المهاجرية يناير/فبراير2009م وعدوانها علي مواقع الحركة في شمال/ شمال دارفور في مايو2009م، ويعني صراحة أن حزب الأمة يُقِر منهج العدل والمساواة في قتال الحركات الأخرى بغرض إفنائها أو ضمها ودمجها في حركة العدل والمساواة، اتفاق القاهرة مع حركة العدل والمساواة يعني أن حزب الأمة يُظاهِر حركة العدل المساواة في قتالها الداخلي في دارفور ضد مجموعات قبلية معينة، واستهداف عناصر مُعينة بالاغتيال كما فعلت العدل والمساواة في مهاجرية ودار السلام وأم برو ومزبد وأورشي.. ونعتبر حزب الأمة منذ اليوم مؤيداً وشريكاً علي الشيوع لما ظل يعلنه حركة العدل والمساواة دائماً بأن هدفها الاستراتيجي هو تجريد حركة/جيش تحرير السودان من سلاحها!! وقد انطلي ذلك علي حزب الأمة، ونشهد بأن حزب الأمة بموقفه هذا يساند الفتنة التي ظل يوقظها قيادة حركة العدل والمساواة بدارفور وإصراره علي القتال الداخلي بين الحركات والفصائل والقبائل والبطون، بدلاً من المقاومة المسلحة الشريفة لتحقيق مطالب إقليم دارفور؟ ونُشهِد الجميع بأن حزب الأمة (القومي) وقائدها الإمام قد انحرفا تماماً عن قِيم ومبادئ وتوجهات وأهداف وتاريخ حزب الأمة في دارفور خاصة، والانقلاب بالتالي،علي الحسنة الوحيدة لهذا الحزب عبر التاريخ، وهو النأي عن تأجيج النعرات القبلية والعنصرية والثقافية داخل المجتمع السوداني.

    5- اختار حزب الأمة الدخول إلي جُحر حركة العدل والمساواة العنصرية واختار لذلك الدخول، أحلك مراحل الحركة ظلاماً فكرياً وسياسياً وعسكرياً.. لم يقرأ حزب الأمة المشهد كاملاً بل انجرف بَغْتَةً لابتلاع الطُعُم فاستسلم لصائده.. وغداً سيعلم حزب الأمة مع من تحالف، وكيف تم توريطه في صفقة أسرية خاصة لا مصلحة للحزب فيها وغداً لناظِرِه قريب.

    بقال .. كيفك
    رأيك شنو يا ابراهيم في كلام الضال عبدالعزيز سام ؟
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de