|
|
 انتفاضة د. صلاح علي محجوب دفاعا عن مكي علي ادريس
|
اعرف صديقي الدكتور صلاح عندما يهب لنجدة انسان فانه يصدق القول فيما يقول واحساسه بما تتناقله الالسن عن انحراف الاستاذ مكي علي ادريس عن خط سيره المعروف وتدميره لخزنته التي تحتوي (ملحمة كجبار ونوبة اركنين نوب نبن درين) من اجل حفنة من الجنيهات... لا يصدق الدكتور صلاح كل هذه الاقاويل عن مكي الفنان المرهف والسياسي المصادم والانسان.
=-=====================================-=-=-
كيف نحصب مكي بالحجارة ؟ أهي النفسُ الأمّارة؟
كيف نطلق الشائعات ونصدّقها
ونحيك من الترّهات حكايات، وننسجها
أكلما نهض في النوبيين ناهض قعدنا به وهوينا به نحو المزالق؟
لماذا امتهنّا جلد الذات جلد عبدٍ آبق؟
الفنان الشاعر هو دوماً وجدان الشعب و( ثيرمومتر) صعوده وهبوطه. لذا فهو يحسُّ قبل أن يحسّ الشعب. ويزداد إحساسه وتتعمّق المأساة لديه أكثر من أهله. لذا فإنّ مكي أحسّ بالخطر القادم (الملفوف) في ثوب التنمية: أحسّ مكي بكجبار قبلنا جميعاً بسنوات. وعندما غنى ملحمته {كجبار} كان أكثرنا لا يعرف أين تقع كجبار على الخارطة:
بشراك يا هذا الوطن
بشراك بالموت الزؤام وسود أكفان المهالك
سَوْقاً تشيّعك الرياح إلى مسارات المحن
ويضيع رسمك في ملفات الزمن ..
فأنت هالك
ولتسألي ( أرقينَ) يا ( مشكيلة)
تصْدُقِكِ المقال صدى صباح
ونحن عشاق المدى
في سوار الحبّ والعشق المرصّعِ بالجراح
نجثو على الجدران نلثمها نواح
يا من سقيناها عصير الروح والعشق الحرور
فاستصرخي يا نائحة
يا ريحُ هُبِّي كالحة
فالأهل ( بالمحس) الحبيبة للنزوح مرابطون
ومتاعهم فوق الرصيف... سيرحلون
يا ويحهم.. يا ويحنا حتّام أهلي صامتون؟
قالها بالنوبيّة بلحن يقطر أسى فتصدّعت الثوابت، وقبع مكي في المحابس.
وعاش سنوات وسنوات في شظف العيش من أجل القضيّة .... في السدود ضياع الإرث والتراث
ضياع الذكريات.. فكّ ذلك الرباط الأزليّ بالنيل الذي يهب - بأمر الله - الحياة.
كان يمكنُ لمكي بدلاً عن سنوات الغربة الطوال العجاف أن يركن للدعة ( ويغيّر أقواله).
ظلّ مكي على الدوام صاحب مبدأ .. كان دوماً نبض أهله- فكيف للنبض أن يتوقف؟ كيف إذن يعيش الإنسان؟ كيف للدم أن يعكس المسار فيصبح الوريدُ هو الشريان؟ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــ
والآن.. نطلق عن مكي الشائعات:
حوّل مكي ثوابته
ترك مكي مواقفه
لم يعُد يرى في السدود خطراً على أهله
أليس هو من قال:
فإذا جاءوا لدفن الإرث في بركة ماء
مثلما أرقين عامت في بساتين الرخاء
باركوا الأمر فهذا الغمرُ من أمر السماء
نحن عشاقك يا نهرُ وفي حوْضِكَ غرقى
قدرٌ هذا أم الأرض لمن يحتال مرقى
فلماذا صمت السُّمّارِ والتربال أرغى
أغرقوا مركبَ لقمان وقرص الشمسِ غرّة
واستباح اليمُّ بوهين وآثار المقرّة
ثمّ جاءوا للدفوفة، إنّها سادس مرّة
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــ
أيكذبُ الرائد أهله؟ أيُعقلُ أنّ من يقول هذا الشعر النابض أن يرتدّ عنه ما بين طرفة عينِ وانتباهتها؟
أننعي مواقف مكّي أم ننعي أنفسنا ؟ .أهذا هو ظنّنا بأنفسنا؟
لولا إذ سمعتم هذه الترّهات ظننتم بأنفسكم خيراً.
ولماذا يغيّر مكّي موقفه؟ من أجل الوعود أم صكوك الغفران أم الريحان:
استمع لمكي وهو يحذر النوبي من الوقوع في ما ادعينا نحن أنّه قد وقع فيه:
لو سلبوكَ كفاف العيش
وأهدوك صكوك الغفران
أو نفحوكَ بزيْفِ وعود
تكسو شطآنك ريحان
لو زعموا أنّ الغمر القادم
لا يعني نزق الطوفان
لا تركن أبداً يا ولدي
فتراب الأرض هو الإنسان
يا ولدي هذا البحر
أطاع عصا موسى
وأطاح بعرش الطغيان
وهذا الحوض أعار الكون
ضفاف الحكمة والعرفان
من سمحِ قداسته نهلت
النخبة من أصل الإنسان
فهذا النهر يُجيدُ الصبر
ويجترُّ ضروب الفلتان
أيُصدّق عاقل أنّ من يعبّر عن هذا الأسى بهذا الوجدان
يقذف بعصا موسى في الأوحال
ويبيع ذويه بحفنة - من ماذا لا ندري- .... في الأهوال
إن كان منّا من قدّم للقضايا النوبيّة من خلال العمل الاجتماعي والفنيّ والسياسيّ مثلما قدّم مكي فلينصب له المحاكم............
وإن كان منّا من وظـّف شعره ونثره ولحنه وجميل صوته صوناً لأرضنا وحفاظاً على إرثنا أكثر مِمّا فعل مكي فلينصب له المشانق.......
وإن كان منّا من درس اللغة النوبيّة وحذق أمر كتابتها وعدّل في أسس الكتابة، وكتب قاموسها ودرس تاريخها وطوّع شاردها مثل ما أهدى مكيّ لأهله - دون منٍّ - فلينزع من يد مكيّ البيارق....
وإن كان منّا من شكّل لوحاتٍ ملوّنة تخلدُ نهرنا ... وتصوّرُ زرعنا وبهمنا و(لوارينا) مثل ما فعل مكّي صونأ لتراثنا فليقدّم لنا الورق.
وأخيراً أختم بما قال مكّي في { جدائل الغسق}:
وقيل إنّ بيتنا الصغير
ذلك الذي يُباعُ في الخفاء
آيلٌ إلى مقاصلِ الغرق
والنّاس في الشعاب
يمرحون في العماء
يكدحون في { اغتيال ذاتهم}
من استلاب
ــــــــــــــــــــــــــ
وبعد:
متى نوقفُ اغتيال الذات؟
إنّ مكي هو ذاتنا.
عذراً مكي إن نشرتُ- دون إذنك- أشعاراً من ديوانك الذي لم يُنشر، فلم أرَ أبلغ من أشعارك لتوقف الظلمَ ظلمَ أهلك.
|
|
 
|
|
|
|
Zomrawi Alweli
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست