|
|
 خوارق ومعجزات الصوفية بين الدين والباراسيكولوجيا ..( قراءة في كتاب )
|
لم يخلو مجتمع من المجتمعات الإنسانية تعرف عليه علماء الانثروبولوجيا من ظاهرة الدين
سواء كان دين سماوى منزلا أو مبني على إعتقادات مجتمعات متخلفة وبدائية وقائم على الوثنية.
وفي كل الحالات ارتبطت به بعض الظواهر من خوارق وعجائب ومعجزات يأتيها البشر سواء كانت معجزة
نبي أو تنبؤات الكهان واعمال تتعلق بالسحر والإدعاء بشفاء بعض الامراض بإذن الله بواسطة الشيوخ
ورجال الصوفية والمشي على الجمر وضرب الجسد والتحليق ،،،الخ
والباراسيكولوجي علم حديث نسبياً يحاول ان يبرهن أن الخوارق والغيبيات التي يأتي بها الإنسان
والتي تناولها العديد ظاهرياً سابقاً مابين مصدق لها ومكذب هي ظواهر موجودة ولها أسس علمية لحدوثها
وليست خارج قوانين الكون الطبيعية ومنشأها بعقل الانسان ..
المؤلف سامي أحمد الموصلي وحسب ماجاء في كتابه ( الظواهر الخارقة بين الدين والبارسيكولوجيا)
يحاول ان يثبت بالبراهين العلمية الفوارق بين معجزات الانبياء والإمكانات الخاصة لبعض خلق الله ، وبين اعمال
السحرة والمشعوذين وبين ظاهرة التصوف وخوارق المتصوفة ..
كما يتحدث فسيولوجيا الدماغ وبارسيكولوجية العقل الباطن ومناط الاعتقاد والحدس والايمان بالدماغ
ويقول بقدرة الانسان على اتيان الخوارق كمعجزة جديدة تضاف الي طرق الدعوة الي الله عبر بعض المتصوفة..
ساحاول فيما يأتي ان أضع بعض النقاط الموجزة لما ورد بالكتاب مع التركيز علي
فصل ( التصوف وتقنيات الباراسيكولجي )
تحياتي
|
|
 
|
|
|
|
|
|
|
 Re: خوارق ومعجزات الصوفية بين الدين والباراسيكولوجيا ..( قراءة في كتاب ) (Re: وليد التلب)
|
في فصل علاقو الدين مع الباراسايكولوجي :
يقول المؤلف ان وضوح العلاقة بين الاثنين جاءت خلال الندوة العالمية التي عقدت في مونتريال عام 1977م عن الحياة والموت والأبحاث النفسية ، وقدم حينها ( القس روسجير ) قس كنيسة المسيح في نيوجيرسي ورئيس زمالة الحدود الروحية وثيقة بين من خلالها ( بإختصار) زيادة الشعوذة والأفكار الشرقية وتقاعس الكنيسة عن تشجيع الابحاث النفسية لخوفها من سطوة العلم كما طالب بالوثيقة بضرورة تدريس القساوسة لعلم الباراسايكولوجي لإعداداهم للإجابة عن الاسئلة التي يتعرضون لها .
إن لب أي دين هو الفكر الروحي وعندما نسأل المتدين بمختلف الديانات والمذاهب هل هناك مدخل او باب لعالم الارواح الذي يقوم عليه الدين ستكون الاجابة نعم، سواء عن طريق القساوسة التي تملاء خوارقهم التراث المسيحي او الصوفية والمشايخ والاولياء الدين الاسلامي او الكهان والحاخامات في الدين اليهودي ، وهنا يبقي علينا ان نتساءل هل نصدق كل ذلك أم لا ؟
يقول المؤلف ( مختصرا لكلامه وشروحاتهالتي اوردها من مختلف العلماء ورجال الدين )
الروح متواجدة في الكون ، ويملك جسمها القدرة على التحرك بسرعة وله خاصية النفاذ من خلال المواد التي يصادفها .
ويقول بان الموجة الدينية آخذة في الانتشار عالمياً وقد وصلت لمستوي عالمي وهي ليست موجة عابرة وان من ينظر إلي الايمان بالظواهر الخفية ويري فيها إحدي مخلفات القرون الوسطى خاطئ ، بل يجب علينا النظر للتفسيرات الدينية الأخري للكون مع العلم الذي لدينا ونكون أكثر ادراكاً لها دون ان نحمل معني خفي معني مبهم ولكنه دلالة للقناعة التامة التي تقول بأن حياتنا الحالية محاطة ومطوقة في أكوان .
ويجب علينا عدم تحميل الباراسايكولوجي للدين اكثر من علميته لأن نسبتها للدين أكثر قد تضر بسلامتها وتدفعها للتطرف الروحي مع إرشاد رجال الدين إذا اهتموا بدراسة الباراسيكولوجي لأنها تقدم لهم خدمة جليلة في مجالهم الديني فهي قد تفسر الكثير من الامور الدينية دون الخرافة التي تدفع الماديين لعدم التصديق وانتظار أن يستطيعوا ان يجدوا لها اجابات مستقبلاً .
إذا الباراسايكولوجي قد يقدم خدمات للدين واللاهوت حالياً باوروبا استفاد كثيراً من شروحه، فقضية الالتباس الشيطاني اصبحت من الاشياء المشروحة بوضوح مما مهد لهم الاعتراف بها كإمور نفسانية يمكن شرحها طبياً وسايكولوجياً وباراسايكولوجياً ولو كانت معروفة قديماً عندما انشيئت محاكم التفتيش المسيحية بالقرون الوسطي لما أحرق الآف الأشخاص .
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: خوارق ومعجزات الصوفية بين الدين والباراسيكولوجيا ..( قراءة في كتاب ) (Re: HAIDER ALZAIN)
|
في التشابه والاختلاف في الظاهر الخارقة بين الدين والباراسايكولوجيا
فيما سبق من كلام المؤلف ( سامي احمد الموصلي ) تعرض للكثير بين اوجه الاختلافات بين الاثنين
خاصة عندما تعرض لمقولات الدكتور ( راين ) و شارل رشيه في معرض حديثه عن المسيرة التاريخية للعلاقة
بين الباراسايكولوجي والدين ساحاول ان اتجاوز عن كلامه عن الاختلاف للاختصار مع عرض تعريف الروح فقط
حسب ما جاء في مقولات الدكتور راين وزوجته ليزا لنوضح الارضية التي يقيفون عليها وساعرض اوجه التشابه
كما هي عند ( ريزل ) لمساعدتنا عند الحديث عن ( الصوفية ) في الفصول القادمة :
الروح عند الدكتور ( راين ) هي طاقة موجودة في الانسان ويجب البحث عنها لا في الكتب المقدسة ولكن عبر التجارب والمختبرات .
بينما تعتبر ( ليزا راين ) أن الانسان ليس جسماً فقط بل نوع من الآلات ولا يميزه شئ عن العقل الالكتروني جزء منه يخضع للعامل الميكانيكي والاخر يرتبط بالزمان والمكان . وتعترض على اجابة رجال الدين عندما يقولون بان الانسان هو ابن الله وأن الروح خالدة وانها اجابة قاصرة ولا توصل لمعرفة اجابة السؤال من أنا ؟
بينما نري عند الدكتور ( ميلان ريزل ) وهو متخصص في مجال الباراسايكولجي في دول اوربا الشرقية يتحدث بشكل علمي عن الوحدة الدينية والباراسايكلوجية وقت ظهور الخارقة، فيقول بأن جميع حالات الشعور الغريبة التي تحيرنا مثل التنويم المغنطيسي والنشوة الدينية ( سمادي في اليوغا ، ساتوري في الزن ، الجذب في الصوفية ، وغيبوبة الوسيط الروحي في تحضير الأرواح ) كل ذلك ليس الا حالة واحدة تتشابه في :
1/ التركيز الشديد للانتباه على مضمون شعوري واحد متحكم الي الدرجة التي يتم فيها معايشة تضليلات حسية ( رؤي ، اصوات .. الخ )
2/ إنعدام الاحساس ازاء البدن الشخصي والعالم الخارجي .
3/ تنشيط القوى والمواهب العليا هي حتماً مظاهر مختلفة للادراك الحسي الفائق ربما ( السايكوكينزيا)
4/ في اغلب الأحيان يتم معايشة تغيرات في الشخصية.
بمعني في حالة وجود شخص في حالة تنويم مغنطيسي يكون استعداده للايحاء عالياً ويمكن أن يُدفع للاتيان باشياء تخالف طبيعته الشخصية وهذا السلوك بمجمعه قائم على التنشيط او الإخماد الاختياري للاجهزة الوظيفية المختصة في الدماغ ليس إلا .
ثم يشبه ريزل حالة الصلاة عند المؤمن بالتنويم المغنطيسي والإيحاء الذاتي
فالصلاة الصادقة الدعاء والتي يحصر فيها المرء نفسه تضع الانسان في حالة إنجذاب صوفي مع الله وتجسد حالة إيحاء ذاتي بإعتبار ان المؤمن يعتقد بدون ادني شك ان الله تعالي سيضمن له تحقيق أمنياته ويقول :
( إذا تأملنا الصلاة من هذا الجانب سندهش بالإدراك السايكولوجي العميق والمعرفة العلمية لاولئك الذين وهبوا الناس ديانات وصلوات مرسلة من الله تعالي فقد كانوا يعرفون ما تحتاجه النفس البشرية حقاً، وما استطاعت نخبة معينة ان تندمج في صلاتها حتي تشهد نشوة دينية تسفر عن مفعول مماثل للتنويم المغنطيسي وتزيد من قابلية الاستعداد للايحاءات الذاتية وتنشط القوى الحسية الفائقة ) .
ويقربها من حالة الغشية الصوفية او الغيبوبة فيقول ( يمر الانسان عادة بمعايشات صوفية في حالات شبيهة بالغيبوبة ) .
إذا كنا نعلم أن هذه الالات تفضي الي الادراك الحسي الفائق فيجوز لنا أن نفترض أن الجذب الصوفي قد تتضمن عنصر ادراك حسي فائق مميز اولاً ومعرفة مباشرة بالقوانين والوظائف الإعتيادية للاوعي وتأثير غياب الادراك .
وسنواصل مع ( ريزل )
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: خوارق ومعجزات الصوفية بين الدين والباراسيكولوجيا ..( قراءة في كتاب ) (Re: Abdel Aati)
|
التحايا والود عادل
| Quote: دي قصة رجلي وكراعك يعني ولا شنو ؟؟ |
كراع شنو كمان يا عادل
دي رجلي و(ضلفك ) عديل ....
Quote: بعض الاديان المسماة غير سماوية = كالتاوية والبوذية واديان الهنود الحمر الخ =
هي اكثر تقدما من بعض الاديان المسماة سماوية ؛ بل بعضها نشأ في بيئات ثقافية
اكثر تطورا من البيئات التي خرجت منها الاديان المسماة بالسماوية .. |
طبعاً اطلاقا البيئة ( النزل ) فيها الدين السماوي ما مقياس لتطور الدين بل المقياس هو ما حمله الدين نفسه
من علم وحكمة ومعالجة للاشكاليات الموجودة بالبيئة الجاء اليها ..
لو قارنت اديان الهنود الحمر والبوذية تجد اغلبها قائم على اساطير وحكاوي وعبادة طواطم والهة متعددة
وعقليا اي صاحب معرفة وبصيص علم بيرفض عبادة حجر او صنم ليهو ستة ازرع او المعيشة او ادعاء انه حارس القبيلة سلحفاة زي ما بيدعي الهنود الحمر ..
الديانات القديمة والمتخلفة ما بتشبه لي الا الفلكلورات الشعبية ...
تحياتي
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: خوارق ومعجزات الصوفية بين الدين والباراسيكولوجيا ..( قراءة في كتاب ) (Re: HAIDER ALZAIN)
|
Quote: لو قارنت اديان الهنود الحمر والبوذية تجد اغلبها قائم على اساطير وحكاوي وعبادة طواطم والهة متعددة
وعقليا اي صاحب معرفة وبصيص علم بيرفض عبادة حجر او صنم ليهو ستة ازرع او المعيشة او ادعاء انه حارس القبيلة سلحفاة زي ما بيدعي الهنود الحمر .. |
هل الحجارة التي يزعم اليهود ان الرب قد طتب عليها الوصاية العشرة افضل من احجار الهنود الحمر ؟
هل الحجر الاسود افضل من احجارهم وهل الكعبة افضل من معابدهم ؟
هل قمصان القديسين التي يتبارك بها المسيحيين افضل من شجر الهنود الحمر ؟
هل الايقونات ومجسمات المسيح والعذراء افضل من الصنم ذو الستة اذرع ؟؟
هل الاله الثلاثي افضل من الهتهم ؟؟ هل الايمان بالحصان المجنح = البراق = والثعبان الاقرع عقلانيا والتبرك بالخيل ولعن الكلب ليس ممارسة طوطمية ؟؟
ليست هناك اديان متخلفة واديان غير متخلفة وانما كلها عقائد وعبادات تستجيب لحاجات روحية وليس هناك انسان متقدم واخر بدائي متخلف وانما هذه نظرات كان يطرحها المركزيون الاوروبيون للزعم بمهمتهم الحضارية ولي عودة للموضوع ...
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: خوارق ومعجزات الصوفية بين الدين والباراسيكولوجيا ..( قراءة في كتاب ) (Re: Abdel Aati)
|
| Quote: ليست هناك اديان متخلفة واديان غير متخلفة وانما كلها عقائد وعبادات تستجيب لحاجات روحية وليس هناك انسان متقدم واخر بدائي متخلف وانما هذه نظرات كان يطرحها المركزيون الاوروبيون للزعم بمهمتهم الحضارية ولي عودة للموضوع |
بنثبت نقطة اشتراك كل الديانات في الجانب الروحي وبانها بتشبع حاجات روحانية للانسان
لكن الدين السماوي ماهو طقوس وعبادات فقط قائم علي نظريات وفرضيات اشمل ..
ويا عادل الانسان فيهو المتخلف وفيهو المتقدم على المستوي العلمي والمعرفي واشباعه الروحي ايضاً ..
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: خوارق ومعجزات الصوفية بين الدين والباراسيكولوجيا ..( قراءة في كتاب ) (Re: Siham Elmugammar)
|
الأخت سهام المجمر
الود والتحية ..
فعلاً موضوع الباراسايكولوجيا ودراسة الخوارق والظواهر الغير معتادة
من المواضيع الجاذبة التي لم تجد الاهتمام الكافي مننا واعتبرت كل ما خالف الطبيعة
هو هبة ومعجزة من الله تعالي ..
وان اي كلام مخالف لذلك هو من باب التجديف والكذب المعرض لعقاب الله تعالي وقد يكون بواسطة
صاحب المعجزة نفسه ..
وفي الطرف النقيض تماما يحاول البعض الاخر ان يكذب هذه الظواهر ويعزوها للجن والشياطين
وان الامر هو من باب تعلم السحر والشرك ( مثل السادة الوهابية )
يحاول الكاتب ان يوصل لنا فكرة ان الباراسايكولوجيا لا يتعارض مع الدين وانه علم ما يزال
في بداياته ويمكن ان يصل الي نتائج جميلة لو اعطي ما يستحقه من عناية واهتمام ..
شاكر متابعتك مع الود ..
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: خوارق ومعجزات الصوفية بين الدين والباراسيكولوجيا ..( قراءة في كتاب ) (Re: HAIDER ALZAIN)
|
مازلنا مع ( ريزل ) حول التشابه والإختلاف في الظواهر الخارقة بين الدين والباراسايكولوجيا
يصل المؤلف ( سامي احمد الموصلي ) لنتيجة ان ريزل يثبت بان الباراسايكولجية بإمكانها البرهنة على وجود عالم آخر ( اعلى وأعرض ) من عالمنا بإستخدام معطيات دينية - ليس بشكل فلسفي وميتافيزيقي بل بشكل علمي وافتراض معقول .
ينقل قول ريزل : ( أظهرت الدراسات التي أجريت على الإدراك الحسي الفائق إنها لا تتاثر بالعوامل الفيزياوية والبعد المكاني والأحجبة والتحديدات الزمنية او حقول الطاقة ، ولتوضيح الإدراك الحسي يتوجب علينا أن نمتلك نظاماً جديداً من القوانين الطبيعية تتجاوز عالم الفيزياء عندنا ) .
يعرف ريزل هذا العالم الاخر الأعلي او الاعرض بأنه ما وراء العالم الفيزياوي وانه عالم متعدد الأبعاد ولا يمثل فيه العالم الحالي الا مقطع من خلال هذا العالم العلوي .
ومن خلال الدين نجده يقول الابعاد العليا ( بديلاً لكلمة الله ) ويعزو اليه جميع الوظائف التي تُنسب لتفسير ظواهر الطبيعة المجهولة ، واعطاء معني لحياة الانسان ، والوعود بالحياة بعد الموت ، وان يحصل الانسان السوي على مكافأة عادلة ويحصل الشرير على العقاب حين يفلت من العدالة الارضية في عالمنا هذا .
ويري أن الشخصية البشرية اعظم من كونها جسم مادي فقط موجود على الارض المادية ومن المحتمل ان يمتلك حقائق موجودة في الابعاد العليا تواصل العيش بعد موت الجسم الذي يعتبره معوق ومعرقل عن الاتصال بالاحداث والقوانين في الابعاد العليا ( ودائما يقصد بالابعاد العليا الوجود الالهي ) .
هذا التصور عن وجود بعد اخر بيعطينا تصور خاص عن فكرة وحدة الوجود وان الله موجود في الطبيعة برمتها ويتحضر لعقلنا افكار المتصوفة الدينيين لدينا .
يقول ريزل بمقارنة لكلامه وما يجده لدي المتصوفة الهندوس :
( إن هذا التصور يتفق مع إدعاء ( الأوبانيشاد ) الموغل في القدم أن في كل إنسان جزءاً من الله وان الروح البشرية أو الشعور يتشابه مع الإله الأعلي ( البراهما ) وإذا شئت تجد هنا جواباً عن السؤال إلي أين يمكن أن يوجه اتجاه العالم - الي داخلك . فالمصطلح الهندوسي ( مايا) يشير الي عالم المعايشات الحسية الموصوف بالحجاب الذي يخفي المظهر الحقيقي للاشياء ، وقد يشير الي تحديدات الادراك بعد الانتقال من العالم الواسع النائي الرباعي الابعاد الي العالم المادي للمعايشات الحسية الثلاثي الابعاد ) .
ويصف ريزل - بعد ان يستعرض المؤلف جانباً من كلامه عن تحضير الارواح لا اجد له اهمية هنا - وضع الصلاة واثرها في اثارة الادارك الحسي الفائق قائلاً :
( أبرزنا في موضوع كلامنا عن استحضار الارواح بطريقة سحرية اكبر مما يستطيع أن يقربه كثير منا ، وحتي الشعائر البسيطة كطي اليدين من اجل الصلاة يمكن ان تستخدم ( بسبب التداعي المستمر بهذه الوظيفة ) بوصفها ميكانيزم للايقاظ حتي تجعل القائم بالصلاة في حالة مناسبة ، فبينما يعتقد المشعوذ في السحر وفي طقوس ( الفودو) انه مرتبط بقوي غامضة متقلبة المزاج ينظر الي المساعدة الالهية التي تستدعي في الصلاة إنطلاقاً من تعريفها بانها جبارة ومباركة وتثلج الصدر وهو ما يساعد على تكوين عقلية متفائلة هادئة مفعمة بالثقة والامان ، وهذه العقلية مهمة جداً لتؤدي دور قوي الادراك الحسي الفائق وظيفتها على نحو سليم ، وإنطلاقاً من شاكلة هذه الاسباب النفسية يكون من المفيد خلق طقوس دائمية في تماريننا الفكرية لتطوير الادراك الحسي الفائق ) .
وفي ختام مبحث ريزل يحدد بعد الاساليب لدراسة عالم ما وراء الطبيعة
1/ الاستنباط من خواص الادراك الحسي الفائق.
2/ التقويم المقارن النقدي للمذاهب الدينية القديمة والحديثة وكذلك المذاهب المحسوبة على الدين مع التركيز على مراحل تلك المذاهب التي ترجع الي معايشات الغيبوبة .
3/ الرصد المباشر بواسطة الادراك الحسي الفائق .
اختم الحديث بهذا الفصل بكلام احد الباحثين ( الاسم غير واضح بطبعة الكتاب ) حول تفسير بعض العلماء الغربيين لبعض الظواهر الخارقة سواء دينية او غيرها من منطلق ان هنالك تلاعب بالوعي :
( يعلل العلماء خوارق متصوفة والهنود بانها نوع التنويم الذاتي ، فالمتصوف ينوم نفسه قبل ان يقوم بتلك الخوارق ، والهنود يختلفون في الطريقة التي ينومون بها انفسهم تنويماً ذاتياً فهم يروضون انفسهم رياضة قاسية ومعقدة وطويلة الامد حتي يصلوا أخيراً لمرحلة القدرة النهائية يصبحون كانهم خرجوا من هذه الدنيا واخذوا يعيشون دنيا خاصة ، وتصبح الخوارق لديهم آنذاك اعمالاً إعتيادية يستطيعون ان يقوموا بها متي شاؤوا
إن التنويم المغنطيسي يؤدي الي إخماد قوى العقل الظاهر وجعل العقل الباطن فريداً في الميدان ، ولا فرق في هذا سواء كان تنويماً ذاتياً أو غيرياً .
إن خوارق المتصوفة إذن هي خوارق اللاشعور وكلما قل وعى المتصوف أثناء القيام بها قل الخطر عليه منها .
فالمتصوفة يعتقدون ان هذه الخوارق التي يقومون بها آتية من صحة عقيدتهم ، والواقع أنها آتية من قوة عقيدتهم لا صحتها ، فقوة العقيدة وعمقها وتغلغلها في اللاشعور هي التي تؤدي الي ظهور الخوارق اما صحة العقيدة فلا شأن لها في هذا الأمر .. إن اللاشعور لا يعرف التمييز بين الحق والباطل او بين الصواب والخطأ إن هذا شأن العقل الظاهر فالعقل الباطن هو عقل اليقين والعقيدة بينما العقل الظاهر هو عقل الشك والبحث والتفلسف ، فخوارق اللاشعور إذن لا تدل على صحة العقيدة بقدر ما تدل على قوتها في النفس ).
..
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: خوارق ومعجزات الصوفية بين الدين والباراسيكولوجيا ..( قراءة في كتاب ) (Re: HAIDER ALZAIN)
|
تداخل الممارسات الدينية الروحانية والباراسايكولوجيا في الاستشفاء غير الطبي ..
الإنسان القديم مارسه عبر السحر في بعض الديانات والكهنة في المعابد الدينية القديمة سواء
في الحضارة الهندية او الصينية او السومرية او الفرعونية .
ومورس عبر الدين ايضاً فالمسيحيون يذكرون ان المسيح عليه السلام له معجزة شفائية وكذلك مارس
القديسين والرهبان هذه العملية .
وفي الدين الاسلامي شفاءات لا تُعد ولا تُحصي جرت بإرادة الله تعالي بواسطة رجال الدين واصحاب الكرامات .
في الفصل التالي ( ظاهرة الاستشفاء بين الباراسايكولوجية والدين ) يحاول المؤلف ان يفرق
بين دور الدين في الشفاء ودور الطاقة الخارقة الباراسايكولوجية
ورغم اعترافه بصعوبة هذا الفصل إلا انه نجح بعض الشئ في ذلك بالاستخدام والاستدلال بالعلم المادي
المعتمد على الاتجاه الشيوعي وعلماء الشيوعية في الدولة السوفيتية واللذين ركزوا الكثير من جهودهم
ومختبراتهم لفهم ممارسة الاستشفاء باستخدام الباراسيكولوجيا عن طريق التفسير المادي للابتعاد عن الاتجاه
الروحي او الديني الذي قد يفترض بما يتناقض وأسس نظريتهم .
...
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: خوارق ومعجزات الصوفية بين الدين والباراسيكولوجيا ..( قراءة في كتاب ) (Re: HAIDER ALZAIN)
|
يقول المؤلف في بداية الفصل مبيناً ان الجهود المادية البحتة لتفسير ظاهرة الاستشفاء الغير طبي تركزت في اغلبها في الاتحاد السوفيتي الذي اتجه لهذا الاتجاه بفهم النظرية المادية ..
ان ابقراط كان يعتقد بقدرته على شفاء المرضي بواسطة الحرارة المنبعثة من يده وهو يتحسس موضوع الاوجاع والالام لدي المريض وانه يمكنه زرع الصحة في المريض بواسطة حركات معينة من اللمس والضغط .
المعالجة السوفيتية ( دجونا دافيد شفيلي ) في كتاب اصغ الي اصابعي تقول ( ليس الامر بمعجزة ولا اعجوبة فحول كل وجود حيوي كائن يوجد ما يطلق عليه المجال الباراسيكولوجي ويستطيع ان يستقبله كل انسان له حساسية عالية
معالج سوفيتي آخر يدعي ( كريفورتوف ) قام العلماء بفحصه وفحص ابنائه اللذين يملكون الموهبة ايضاً فأكتشفوا طاقة بيولوجية تنبعث من أجسامهم وتنساب الي الجزء المريض في الانسان وتساعده في مقاومة المرض .
مايميز هذه الفحوصات العلمية هو سعيها بحسب المؤلف الي البحث عن الطاقة الشفائية الباراسايكولوجية في جسم المعالج لا في روحه ونفسه واطلاق تسميات مختلفة لها مثل ( طاقة بيولوجية أو اشعاع او كهرباء حيوية .. الخ
وتفترض بنفس اللحظة انها موجودة لدي كل انسان يمكن ان ييقظها بتمرينات وتدريبات ويتعلم كيف يمارسها .
يقول الدكتور ( أ .ن متدليانوفسكي ) - يولد الإنسان مرتبط مع الطبيعة بشكل لا ينفصم فتزوده بالطاقة بسخاء ومن ثم بسبب التربية الخاطئة يفقد شكل الحياة هذه بتخطيه تلك الارتباطات وبعثرته تلك الطاقة مما يعيق تدفقها وقدرتها فلا يستطيع استعمالها والإفادة من خزينها ، اما الاشخاص الموهبيين فقد تعلموا إستخراج طاقة الأعضاء والإفادة منها وذلك بتجميعها وحسن توجيهها وبثها في الاعضاء الجسمية جاعلاً اياها في اتم الصحة.
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: خوارق ومعجزات الصوفية بين الدين والباراسيكولوجيا ..( قراءة في كتاب ) (Re: HAIDER ALZAIN)
|
يقول المؤلف بنفس الفصل :
أما بالنسبة للشفاء الخارق الذي يعتقد إنما يحصل لأسباب دينية روحية تتعلق بإرادة السماء
وتقوم على الايمان قبل كل شئ فخير ما يعبر عنها الدكتور (ألكسيس كارليل ) الحائز على جائزة نوبل
ويقول كارليل في كتابه ( الانسان ذلك المجهول ) :
( في جميع البلاد والأزمان آمن الناس بوجود المعجزات وبشفاء المرض سريعاً في أماكن الحج وفي معابد معينة ، بيد أن قوة العلم الدافعة أبان القرن التاسع عشر جعلت مثل هذا الايمان يختفي تماماً ، ولقد كان المعترف به بصفة عامة ان هذه المعجزات لم تحدث فحسب بل أنها مستحيلة الحدوث ، فكما أن توافق علم الحرارة الديناميكية يجعل الحركة المستمرة مستحيلة فإن قوانين السايكولوجيا تعارض المعجزات ، ذلك هو موقف علم النفس والأطباء ، ومع ذلك فبالنظر الي الحقائق التي لوحظت خلال خمسين عاماً الأخيرة ، فلن يكون بالامكان الإصرار على هذا الموقف فإن اكثر حالات الشفاء الاعجازي هي تلك التي سجلها المركز الطبي لبلدة ( لورد ) أما فكرتنا الحالية عن تأثير الصلاة على المراض الباثولوجية فقائمة على ملاحظة المرضى الذين شفوا من المراض المختلفة مثل ( سل البريتون والخراجات الباردة والتهاب العظام والجروح العفنة والسرطان .. الخ ) وتختلف عمليات الشفاء من انسان الي اخر وغالباً ما يشعر المريض بألم حاد يعقبه على الفور إحساس مفاجئ بالشفاء ففي ثوان معدودة أو دقائق تلتئم الجروح وتختفي اعراض الباثولوجية ويسترد المريض صحته ، وتتصف المعجزة الرئيسية بسرعة متناهية في اعمال الاصلاح العضوي ، بيد ان الشرط الذي لا مفر منه لحصول الظاهرة هو الصلاة ، إلا انه لا توجد ضرورة تدعو المريض للصلاة بنفسه او ان يكون على درجة من الإيمان الديني ، وانما يكفي ان يصلي احد الموجودين حوله .
ان لكل هذه الحقائق مغزي عظيم فإنها تدل على حقيقة علاقات معينة ذات طبيعة ما تزال غير معروفة بين العمليات السايكولوجية والعضوية ، وتبرهن على الهمية الواضحة للنشاط الروحي الذي اهمل علماء الصحة والطباء والمربون ورجال الاجتماع دراستها إهمالاً يكاد يكون تاماً ، انها تفتح للانسان عالماً جديداً ).
ونواصل
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: خوارق ومعجزات الصوفية بين الدين والباراسيكولوجيا ..( قراءة في كتاب ) (Re: HAIDER ALZAIN)
|
| Quote: فالمتصوفة يعتقدون ان هذه الخوارق التي يقومون بها آتية من صحة عقيدتهم ، والواقع أنها آتية من قوة عقيدتهم لا صحتها ، فقوة العقيدة وعمقها وتغلغلها في اللاشعور هي التي تؤدي الي ظهور الخوارق اما صحة العقيدة فلا شأن لها في هذا الأمر .. إن اللاشعور لا يعرف التمييز بين الحق والباطل او بين الصواب والخطأ إن هذا شأن العقل الظاهر فالعقل الباطن هو عقل اليقين والعقيدة بينما العقل الظاهر هو عقل الشك والبحث والتفلسف ، فخوارق اللاشعور إذن لا تدل على صحة العقيدة بقدر ما تدل على قوتها في النفس ). |
ده كلام مثير للإهتمام
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: خوارق ومعجزات الصوفية بين الدين والباراسيكولوجيا ..( قراءة في كتاب ) (Re: HAIDER ALZAIN)
|
| Quote: ده كلام مثير للإهتمام |
الأخت سهام المجمر
لك التحايا
ما اثار اهتمامي ايضا في هذا الفصل هو الكلام عن حالات المس الشيطاني او التلبس وهي من المواضيع المثارة
بين علماء النفس والباراسايكولوجيين من ناحية وعلماء الدين بمختلف مشاربهم من ناحية أخري ..
فالكثير من الناس يعتقد بصدق بدخول الشيطان جسم الانسان وتسلطه عليه ويذكر اثباتات علي ذلك تتمثل في الكلام بلغة مجهولة واتقانها في حين يكون المصاب لا يعرفها ولم يسبق له التحدث بها ، او ذكر اشياء غير معروفة ستحصل مستقبلاً او معرفة اسرار غامضة لا يمكن معرفتها بشكل طبيعي ، او قدرة الارتفاع عن الأرض والقيام باعمال مختلفة أو عدم ظهور اثار الضرب أو العنف على جسم المصاب في حالة قيام احد المعالجيين بذلك مع التألم والصراخ والصياح كما قد تحصل تغيرات في الجسم والصوت وعدم تحمل المشكوك في مساسه الشيطاني للرموز الدينية فنجده يتألم عند رشه بالماء المقدس أو تلاوة القرآن او وضع رمز ديني بجانبه .
يقول المؤلف الدين يعالج هذه الاختلاجات باعتبارها تلبساً شيطانياً للانسان فيستخدم المقدسات من مياه وصليب او تلاوة قرآن او الذهاب لأماكن مقدسة والنوم بها وكل ذلك لطرد الشيطان ، أما علماء الباراسايكولوجيا واطباء النفس فيقولون هذا شخص مريض بالهستيريا ويعطوه مهدئات مختلفة .
ويذكر هنا اقوال احد الباراسايكولوجيين المسيحيين حول حالة التلبس الشيطاني بقوله :
( إن الأمراض العقلية وبعض الظواهر السيكولوجية تكثر عند النساء اكثر منها عند الرجال بفضل العوامل الاجتماعية ، وما يقوله البعض عن الالتباس الشيطاني ليس إلا مرآة العقل الباطن عندما يثور ويضطرب ، فالشيطان لا يفضل إمراة على رجل للنصر او لاظهار جبروته فإذا كان شيطاناً بالفعل ( فشيطنته ) لا يوقفها ذكاء الرجل او عدم تصديقه الخرافات او غير ذلك من الاعتقادات إن جوابنا العلمي هو أن اصحاب فكرة الالتباس الشيطاني لم يبرهنوا قط على تسلط الشيطان في جسم المرء بل افترضوا ما ودّوا اثباته ، وعلى هذا الشكل يمكننا الافتراض ان انفس الموتي هي التي تقوم بهذه الاعمال الشيطانية أو اي نظرية اخري خيالية ).
ويواصل العالم في شرح فكرته حول ما يأتي به المريض من افعال غير اعتيادية :
( فتكلم المريض بلغة مجهولة منه ليس هو الا ظاهرة تاكد اثباتها مراراً عديدة في الباراسايكولوجيا فالعقل الباطن يتعلم - دون إرادة ووعي العقل الظاهر - جميع اسرار العلم وكل ما في الكون من معارف واحياناً بفضل ظروف خاصة مهياة يثور فيبدي معلوماته بشكل يذهل عقول الناس ويجبرهم على الاعتقاد بما هو غير طبيعي او من غير عالمنا ، كل هذا يصبح سهل الفهم إذا قرأنا أي كتاب علمي معروف يشرح هذه الظواهر الانسانية التي تخص عالمنا الارضي ) .
هنا وفي ما لحق اجمل ما يقوله العلماء والمؤلف عن حالات الشفاء الحاصلة فعلاً بواسطة العلاج الديني انهم يردونها الي القدرة الايحائية القوية للطقوس الدينية وليس للدين ، للمعالج وليس للنص مثلها مثل العلاج بالتنويم المغنطيسي .
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: خوارق ومعجزات الصوفية بين الدين والباراسيكولوجيا ..( قراءة في كتاب ) (Re: خالد العبيد)
|
Quote: منذ زمن طويل انا مهتم بالباراسايكولجي والتلبثي
وغيرها من العلوم الغيبية |
المقدر خالد العبيد ..
لك التحايا والود
هو فعلاً علم مهم وجدير بالاهتمام لكن المحاذير الدينية خاصة وسط مجتمعاتنا هنا بتخلي الواحد يفكر ستين مرة قبل ما يطرقه واعتقد انه الاستاذ ( سامي احمد الموصلي ) في كتابه حاول يطرق الباب بصورة لطيفة ويضع بعض التفسيرات الدينية المختلفة الملاحظ انه اغلب الادلة التي اوردها او تطرق ليها كانت من الجانب الغربي او المسيحيين تحديداً لانه رغم انه الدين الاسلامي ملئ بهذه الظواهر والخوارق لكن ندر ان يحاول احد يفحصها عليماً وبنكتفي كما هو الحال دائماً بردها غيبياً ( وما اوتيتم من العلم الا قليلا ) .
هسع ححسب مقولاته انه حتي الكنيسة الكاثولوكية بل والبروتستانتية اصبح القساوسة فيها يتناولوا جانب من العلم الباراسايكولوجي لمساعدتهم ..
سعيد بمتابعتك وشكراً لك
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: خوارق ومعجزات الصوفية بين الدين والباراسيكولوجيا ..( قراءة في كتاب ) (Re: HAIDER ALZAIN)
|
في ىخر نقطة بهذا الفصل ( ظاهرة الاستشفاء بين الدين والباراسايكولوجيا ) يعود المؤلف
للحديث عن الصلاة بوصفها نقطة لقاء جذري بين الدين والباراسايكولوجيا .
فاباراسايكولوجيين يؤمنون بقوتها وقدرتها الايحائية وانها عامل حاسم في الشفاء والوصول للغيبوبة التي تحدث خلالها المظاهر الباراسايكولوجية وان الصلاة كشعيرة ومن ثم الايمان الذي تمثله وقوته التي تعبر عنه لها قدرة التنويم المغنطيسي الذاتي أو الغيري .
وهم لا يتدخلون في الحكم على صحة الصلاة او عدمها ولا يقيمون الدين وافكاره ومعتقداته ولاهوته والطوائف الدينية والفئات الصوفية والنسكية أنما فقط يسلمون بقوة هذا المعتقد لخلق ظواهر خارقة أكثر ما تظهر هذه الظواهر عند الاستشفاء بالدين او المعتقد نفسه .
وكما سبق ذكر المؤلف في فصل سابق يعيد نفس الفكرة حول تقنية الصلاة وانها تشبه تقنيات التامل كاليوغا والتنويم المغنطيسي ويقول :
( لنعد للصلاة مرة ثانية لأنها تتضمن نقطة شائعة اخري ، فمن النصائح التي يقدمها رجل الدين أن المريض يستطيع الصلاة من اجل شفائه ، وعند الصلاة من اجل الشفاء يتوجب علينا ان نفرق بين ثلاثة إحتمالات منفصلة بعضها عن البعض الاخر تظهر فيها عوامل مختلفة :
1/ الصلاة من اجل الصحة الذاتية يوجه 0 الايحاء الذاتي ) أي تنشيط العلاج باستخدام الطب النفسي الجسمي .
2/ الصلاة من اجل صحة شخص آخر ولكن بحضوره ، هنا يقوم ( الايحاء الغيري ) بتأدية دوره الذي يستهدف من العلاج استخدام الطب النفسي الجسمي ايضاً .
3/ الصلاة من اجل صحة شخص آخر ولكن بغيابه ، إذ تجرب محاولة تنشيط السايكوكينيزيا .
وفي جميع الحالات بطبيعة الحال سواء أكانت تأثيرات نفسية جسمية او تأثيرات سايكوكينيزيا فإن الرغبة الطويلة والايمان هما من مستلزمات النجاح )
ثم يقول المؤلف ان الدراسات الطبية الحديثة تثبت ان اكثر من 80% من الامراض البايولوجية ذات اسباب نفسية وكلما كان الايحاء دينياً او غير ديني قوياً كلما كانت فاعليته أكبر في الجوانب النفسية المسببة للامراض الجسدية ، لذا فإن الصلاة والايمان الديني سيكون له شفاء خارق متميز وبهذا يقول الدكتور ( ريزل ) :-
( هناك مجموعة كبيرة من الامراض النفسية - الجسمية تنشأ عن الإرهاق المستمر أو بتأثير اعراض المرض الشديدة او نتيجية التوتر العصبي وبوسعنا وضع قائمة طويلة من هذه الامراض مثل الربو ، انواع معينة من الاسهال ، قرحة المعدة ، إرتفاع ضغط الدم ، الحساسية وغيرها ويذهب بعض الاطباء للقول بأن جميع الامراض فيها وجه من اوجه الطب النفسي - الجسمي ويكون للوضع النفسي للفرد تأثير كبير في مكافحة المرض ، وحسب هذا الرأي فمن الجائز ان جملة أسباب مرض السرطان اسباب نفسية ايضاً ) .
يقول ( سامي احمد الموصلي ) بعض المحللين يؤمن بأن الاعتقاد هو التفسير لهذه الظواهر ويعتبره الاساس لكل نشاط انساني فاذا تصور الانسان التعب شعر به واذا تصور المرض مرض وعلي العكس من ذلك .
ويقول هنالك شروط لتحقيق الاعتقاد منها كون الموضوع ضرورياً جداً ومركز عليه من قبل الانسان لأن الايمان غير قابل للتجزئة فلو دب الشك زال الايمان ، ثم الثبات والتركيز الذهني على الموضوع وتصوره - فاذا تحققت الشروط هذه للعقيدة والايمان تحولت الصورة المرتسمة في الذهن الي طاقة انسانية لا حد لها ولا نهاية - وهذه الشروط لا تتحقق بشكل أكيد ومركز الا في الصلاة والدعاء .
فكلما ازدادت حرارة الانسان في الدعاء كلما زاد رفع يديه إلي السماء في حركة لا شعورية فكانهما هوائي الراديو او التلفزيون الذي يزيد الانسان طولاً كلما اراد ارسالاً واستقبالاً حسناً ، وما دام الدعاء لوناً من الوان العقيدة فهو يتحقق بذات القوة التي تحقق اي عقيدة وهي الضرورة والوحدة والتكوين والتركيز ..
علمء المسيحيين يضعون شروط لاستجابة الدعاء تتلخص في :
1/ الوثوق والايمان بان المصلي يمكن ان ينشئ بالفكر ما يريد تحقيقه.
2/ تحديد الرغبة تماماً في العقل اثناء الصلاة .
3/ جعل الرغبة موجودة في الفكر حتي تأتي الاستجابة للهدف
4/ وجوب أن تكون الصلاة حازمة وموجبة أكثر منها سالبة أو استجداً فقط ، كما يجب ان يترك لله الاجابة في الوقت المحدد .
يقول العالم ( اوليفر لودج ) رداً على آراء المنكرين الذين يرون بأن الدعاء لغو فارغ لا قدرة له على تغيير ما في الكون من قوانين :
( إنهم يتصورون انفسهم كانهم شئ منعزل عن الكون وخارج منه يعمل فيه من ظاهره ويحاول ان يبدل مظاهره بالابتهال الي نظام القوى المشيدة ، ولكننا إذا استطعنا ان نتفطن الي انفسنا واننا جزء صميم من النظام بأسره وان رغباتنا ومطالبنا هي نفحة من الارادة المسيطرة الهادية ، لم يمتنع عن حركات عقولنا أن يكون لها اثر فاعل اذا سرنا بها وفاقاً لأصدق ما في الكون من قوانين اعلاه ) .
وهكذا نري ان بعض ذوي القدرات الخارقة يربطون بين تقنيات الصلاة والدعاء وبين الاستجابة المتحققة لمضمون الدعاء وبين العقل الباطن ومقدراته الخارقة ، وهكذا تبقي الخنادق مختلطة ولا ينكر الباراسايكولوجيون على المتدينين ولا المتدينون على الباراسايكولوجيين مادام الشفاء حاصلاً بهذه الطريقة او تلك .
..
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: خوارق ومعجزات الصوفية بين الدين والباراسيكولوجيا ..( قراءة في كتاب ) (Re: HAIDER ALZAIN)
|
في الفصل التالي ( التشابه والاختلاف بين تقنيات التصوف وتقنيات الباراسايكولجيا) والذي لفت نظري لفتح البوست وتضمينه بالعنوان سأحاول بقدر الامكان ان لا اختصر كثيراً لاهمية العديد من النقاط التي اوردها المؤلف ولارتباط بيئتنا وثقافتنا بالنواحي الصوفية ..
ففي ما سبق من فصول ومقولات يحاول المؤلف دوماً ان يثبت ان حدوث الظاهرة الخارقة تحتاج الي رياضات وتدريبات خاصة يتعلمها اصحاب الخوارق لخلق الاستعداد المناسب لإظهارها وبدون هذه المعرفة قلما تظهر الخوارق لدي إنسان ما .
فالعلماء بمختلفهم حاولوا دراسة جسم صاحب الخارقة لمعرفة الاستعداد والقابلية الفيزولوجية او النفسية .
كما انه ذكر ان ممارسي اليوغا لهم رياضات وتقنيات وتدريبات وأصحاب التامل كذلك ويقول ايضاً ان اصحاب الديانات من اي دين كان لهم تقنياتهم ايضاً فالبوذي والصوفي والراهب والكاهن له تقنية معينة تشترك في تغييب العقل الواعي والتركيز والاسترخاء ومعرفة المراد .
وقال سابقاً أننا لو حاولنا ان نبحث هذه التقنيات المؤدية للاستعدادات والقابليات الخارقة فسنجد ان التشابه بينها كبير جداً بل يصل لحد التطابق لدي الجميع عدا مضامين الفكرة والمعرفة المتلقاة عن طريق كل منهم ..
ونواصل ...
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: خوارق ومعجزات الصوفية بين الدين والباراسيكولوجيا ..( قراءة في كتاب ) (Re: HAIDER ALZAIN)
|
حصول الظاهرة الخارقة له مقدمات وياضات وخلوات وعزلة وطريقة تنفس معينة
وتركيز علي موضوع واحد محدد .
ثم يأتي بعدها الاسترخاء لاستلام الانطباعات أو الالهامات عن العقل الباطن كما يقول الباراسايكولوجيون أو عن الالهة كما يتحدث الهنود أو الالهامات كما يتحدث المتدينيون.
عند البحث عن هذه التقنيات المؤدية للاستعدادات والقابلية بين الجميع سنجد تشابه كبير وقد نقول انه واحد لدي الجميع عدا مضامين التفكير والمعرفة المتلفاة عن طريق كل منهم .
يقول المؤلف لمعرفة هذه التقنيات يُنصح بمراجعة كتاب المؤلفة ( أناهيد هوفمان ) المعنون باسم ( تطوير المهارات النفسية ) والذي تتحدث فيه عن الاستعداد الاولي المطلوب لإحداث الظاهرة الذي يبدأ بتركيز الانتباه ، تقول :
( عندما نركز انتباهنا علي محاولة او فعالية ما تكون مشاركتنا بنسبة 100% ولكن معظمنا لا يفعل ذلك أي هناك البعض عندما ينصت الي حديث ما ينشغل في ذات الوقت بالتفكير في نوعية الاجابة وبذلك تضيع منه اساس فكرة حديث الشخص المقابل ، وتركيز الانتباه لا يتطلب اكثر من مجرد توفر الرغبة في التركيز ومن الضروري الا يكون التركيز جهداً )
وتطرح المؤلفة عدداً من التمارين فتقول :
( استلق بارتياح واغلق عينيك وبهدوء قُل ( واحد ) واستمر بتكرار الكلمة حتي تنقطع سلسلة افكارك بفكرة لا علاقة بها بما يدور في ذهنك ، وعند الانقطاع ردد الرقم الذي يليه ( اثنان ) واستمر حيث يحدث انقطاع آخر لما يدور في ذهنك .
بعدها تصعد للرقم الذي يليه وهكذا ...
كرر التجربة وكُن على وعي تام بتكرار الانقطاعات والآن ضع امامك أداة توقيت وحدد ثلاث دقائق لتكرار التمرين ذاته . وعند انتهاء الدقائق الثلاث سجل الرقم الذي وصلت اليه واستنتج أن حصول الانتباه ضمن نقطة معينة يتسم بالصعوبة غير أن تكرار التمرينات يساعد علي التخفيف من تلك الصعوبة ) .
ثم بعد ذلك تتحدث الكاتبة عن التقنية الثانية وهي الاسترخاء :
( إذا أردت لنفسك الداخلية .. اللاشعور – العقل الباطن – أن تكون مستجيبة فيجب ان يكون جسمك وعقلك في حالة استرخاء ، ونظراً لان ثقافتنا قائمة على التوتر فمن الصعب علينا الدخول في حالة استرخاء لكنك إن لم تتعلم فن الاسترخاء فمن المستحيل تطوير مهاراتك النفسية ) ثم تقوم بطرح اول تمارين الاسترخاء
( قف مستقيماً وارفع زراعيك باتجاه السقف ، حاول شد كل عضلة قدر استطاعتك ثم اعمل على استرخائها تدريجياً في وقت تعمل فيه على خفض زراعيك تدريجيا الي وضعهما الطبيعب مستسلماً لحالة من الاسترخاء التام بعد ذلك لاحظ لاي من العضلات تبقي في حالة توتر . كرر التمرين حتي تشعر بأن عضلاتك جميعاص قد اصبحت في حالة استرخاء .. بعد هذا تاتي تقنية التنفس الذي يعد أساساً في الاسترخاء ، فالمعروف ان الناس المتوترين يتنفسون بشكل سطحي اما أولئك الذين في حالة استرخاء فتراهم يتنفسون بعمق ، يحمل الاوكسجين الذي نستنشق الطاقة منه الي كل إجزاء الجسم بينما يحمل ثاني اكسيد الكربون الزفير الي الخارج ، ويتكون التوتر من تراكم مخلفات الزفير ، يبدأ التنفس المناسب بالحجاب الحاجز الذي هو عبارة عن عضلة تحت الرئتين ويقوم بعمليتي التقلص لسحب الهواء للخارج والانبساط للهواء الداخل ) .
ثم تذكر تمرين - إحداث الاسترخاء المناسب عن طريق التنفس المناسب -
( ضع إصبعك على جانب انفك وأغلق فتحة الانف الأيمن وتنفس من خلال الفتحة اليسري ، أغلق فتحتي انفك وأقطع نفسك ، بعدها أغلق اليسري وتنفس عبر اليمني ، وانت تمارس هذا التمرين إبدأ بالعد ، اقطع نفسك لفترة زمنية تبلغ اربعة اضعاف الفترة التي يتم إستغراقها للشهيق وأن تستغرق في الزفير ضعف الفترة التي تستغرقها في الشهيق ، وكلما عملت ببطء كان التمرين اكثر فاعلية )
ثم بعد ذلك تاتي تقنيات الايحاء الذاتي او ( التوكيدات ) كما تسميها المؤلفة وتعرفها بانها ( حالات للنفس الداخلية فالعقل المبرمج تبرمجه التوكيدات ، فكل شئ تقوله بقناعة وقوة عاطفية يتحقق ، ويتطلب اعادة برمجة نفسك الداخلية على توكيد ايجابي خاصة وانك تعودت ولسنوات مضت على توكيد سلبي ، التكرار والاصرار )
يشرح المؤلف ذلك بأن التوكيدات بالمعلومات المطلوبة من النفس الداخلية يجب تكرارها بقوة حتي تزرع في النفس الداخلية أو اللاشعور ولما كان اللاوعي لا يصدر أي اعتراض على ما تعطيه فهو ببساطة يتقبل كل شئ – فاللغة الخاصة باللاوعي للعقل المبرمج لا تعرف السلبيات – فعندما تضع كمية كبيرة من الطاقة العاطفية في شئ لا تريده او تخافه فاللاوعي لا يستخدم سوى تلك الطاقة للتركيز على التجارب التي تريد تجنبها .
بعد ذلك تأتي مرحلة التوكيدات المصورة بصورة ذهنية او عقلية للموضوع الذي تريده وهذه الصورة تاتي عبر إشباع وإغراق الحواس كلها بالموضوع وحسب قول الكاتبة ( من المثير دائماً ان نري ما موجود داخل رأسنا ويساعد هذا التمرين على تطوير قوة دماغك لنقل صورة داخل جبهة وعيك ، ويجب عليك في كل ذلك ان تحصن نفسك في حالة الاسترخاء من اي تدخلات غير مرغوبة سواء كانت فكرية أو صورية ، أغلق عينيك خلال الممارسة وتخيل نفسك محاطاً بضوء ابيض براق ، تاكد من امتداد البريق الابيض خلفك مثلما هو امامك ، بل وحتي اسفل قدميك ) .
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: خوارق ومعجزات الصوفية بين الدين والباراسيكولوجيا ..( قراءة في كتاب ) (Re: HAIDER ALZAIN)
|
فيما سبق قدم المؤلف لتقنيات تطوير القابلية لدي الباراسايكولوجيين .
فماذا سيقول حول تقنيات المتصوفة والدينيين .. ؟؟
لاشك أن العزلة والخلوة والرهبنة ، ولجوء النساك الهنود إلي قمم الجبال والكهوف ( وخلوة الصوفية ) كل هذه الأشكال من المقدمات إنما هدفها البعد عن الضوضاء وعلاقات العالم وانشغالاته أولاً .
إن هذه الحالة يحققها الباراسايكولوجيين عبر التنويم المغنطيسي او عبر تقنيات التركيز والاسترخاء والتنفس .. الخ لإحداث الغيبوبة ويمارسها المتدينون عبر عزلتهم هذه مع الافكار ومضامين الخير والشر والحلال والحرام لزيادة دافعيتها .
فالمرحلة الاولي للصوفي هي مرحلة ( التخلية ) أي تطهير النفس من الأخلاق الفاسدة .
والمرحلة الثانية هي مرحلة ( التحلية ) أي تطبع النفس على الأخلاق الحميدة .
يقول احد الباحثين في التصوف :
( وتستمر رياضة النفس هذه ، وذلك من ناحية سايكلوجية على ثلاث مراحل . الفكرة المجردة ، ثم الشعور بمضمونها ، ثم السلوك العملي لتحقيقها ، ففي المرحلة الأولي يقتنع السالك للطريق بفكرة التخلص عن صفاته النفسية الذميمة للوصول الي الله إقتناعاً تاماً وذلك إما بالايحاء من شيخه أو بايحاء من ذاته ، وفي المرحلة الثانية يبحث السالك في نفسه عن هذه الصفات الذميمة حتي يستشعر تماماً وجودها فيه وتتحول فكرته المجردة الي شعور حقيقي بها ، وفي المرحلة الثالثةيصطنع السالك ضروباص مختلفة من السلوك يحقق بها نقائض هذه الصفات فتتلاشي في نظره صفاته الأولي ويكون محققاً لفكرته المجردة عن ضرورة الخلاص منها .
وبعد ان يروض السالك للطريق نفسه بتهذيب أخلاقها على الوجه الذي رأينا يلزمه شيخه بلزوم العزلة والخلوة وإصطناع المجاهدات الدينية الشاقة كالجوع والعطش والسهر والصمت مع لزوم الذكر الذي هو ترديد مستمر لإسم الله ، وذلك ليصفو قلبه تماماً ويتهيأ للفناء في المعرفة بالله معرفة ذوقية مباشرة ).
وبمراجعة بسيطة لما يفعله السالك في خلوته من عدم تفكيره إلا في موضوع واحد ، والتركيز ، وتنفسه الخاص المتقطع ونقل الأفكار المجردة إلي معايشات إنفعالية شعورية قوية ، وإدخال التصوير على مفردات تفكيره حينما يضع صورة شيخه امامه لكي يحقق الارتباط الروحي والإلهامات التي ترده .
كل ذلك يقود إلي التشابه بل والتوحيد بين هذه التقنيات وتقنيات الباراسايكولوجيا.
...
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: خوارق ومعجزات الصوفية بين الدين والباراسيكولوجيا ..( قراءة في كتاب ) (Re: HAIDER ALZAIN)
|
ما يقوي نفسية السالك ويدخله في ما يشبه الغيبوبة مع لذة روحية لا يدركها احد غيره هو خضوعه لفكرة واحدة بعينها تسيطر على شعوره متعلقة بالحلال والحرام والتفكير في ملكوت الله مع تقليل الطعام والعطش عبر الصوم وملازمة السكون والصمت وقطع الانفاس ، واستخدام الذكر والذي يعني لدي الصوفية التخلص من الغفلة والنسيان بدوام حضور القلب مع الحق وهو يؤدي دور الايحاء الذاتي والطبع على اللاشعور ما ينقل المتصوف او السالك من الوعي الي اللاوعي .
وهو حالة تشبه حالة الفناء كما يسميها الصوفية فالذكر يجلو مرآة القلب ويطهرها عما يكون فيه من شوائب النفس وعيوبها ، فهو بذلك قوت الأرواح والقلوب كما قال تعالي :
( الذين آمنوا وتطمئن قُلوبهم بذكر الله ألا بذكر الله تطمئن القلوب ) الرعد -28
إن ذكر الله ارتبط هنا بمعني عميق جداً فيه روح الإيمان واليقين في حين ان ذكر أرقام واحد ، اثنان يبقي ذكراً مجرداً لا مضمون له ولا شحنة إنفعالية ، فهو مفتقر إلي التأثير المطلوب الذي لا يحدث الا بزيادة التكرار والتوكيدات المصاحبة له .
يقول إبن عطاء الله السكندري الصوفي إن الذاكر باسم الله يكون متحققاً في ذكره بسبعة إصول :
1/ إستحقار ما سوى الله حالاً .
2/ والتعظيم لأوامر الله كشفاً .
3/ وسقوط الاكوان شهوداً .
4/والفناء في الجمع إستغراقاً .
5/ وتعلق الهمة بالله دأباً .
6/ ومراقبة الأنفاس سراً
7/ ثم حدوث الوله ( بمعني ان يستغرق سر الذاكر في وجوده في حال شهوده بحيث لا يري غير الله ولا يحس بشئ سواه )
ونواصل ...
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: خوارق ومعجزات الصوفية بين الدين والباراسيكولوجيا ..( قراءة في كتاب ) (Re: HAIDER ALZAIN)
|
ونواصل في فصل تقنيات التصوف ..
يقول المؤلف :
إن الذكر في حقيقة الامر ليس ترديداً آلياً يقوم به السالك وإنما هو ترديد مصحوب بالإيحاء الذاتي وبتركيز الانتباه في موضوع واحد يسمو عن عالم المادة هو الله .
وبلزوم التفكير العميق المتصل في هذا الموضوع الواحد بالإضافة للمجاهدات البدنية الاخري يفقد الصوفي شعوره ( بانيته) شيئاً فشيئاً وفي هذه الحالة ينتهي صراعه النفسي بين بدنه ودوافعه الطبيعية ومثله الخلقي الأعلي الذي اراد تحقيقه ، وتتحقق له حالة يسمسها عالم النفس المعاصر ( ليوبا ) في تحليله لأحوال الصوفي المسلم في الخلوة والذكر بــ( التجانس النفسي ) .
ولا شك في ان الذاكر حينما يصل لهذا الوضع النفسي قاطعاً كل صلة بعالم الظواهر ومعتقداً اعتقاداً راسخاً بوجود موجود حقيقي واحد هو الله ، تاتي عليه لحظات يشعر شعوراً عميقاً داخلياً بان العالم الخارجي او عالم الظاهر ليس موجوداً على التحقيق .
مشابهة أخري لحالة المتصوف نجدها عندما يسمع قرع الطبول والدفوف في ( الحوليات ) مع مصاحبة الذكر يحدث ما يسمي بالمدد حيث يقع في حالة الغيبوبة فعلاً ، وعندها تحدث عنده كل خوارق الدين التي يمارسها وكثيراً ما نجد بعض فئات المتصوفة يرقصون ويدورون مع هذه الاصوات لإحداث المدد وهو ما نجده في بعض تقنيات الباراسايكولوجيا .
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: خوارق ومعجزات الصوفية بين الدين والباراسيكولوجيا ..( قراءة في كتاب ) (Re: HAIDER ALZAIN)
|
يصل المؤلف للقول ..
ان كل ما سبق يخلص بنا إلي حقيقة هذا التشابه التقني لإحداث الظواهر الخارقة والإستعداد لها وخلق القابليات البشرية المستعدة لممارستها بين المتدينين من أي دين كانوا وبين الباراسايكولوجيين وممارسي اليوغا والزن والتأمل وغيرها ، وهذا يؤكد ما افترضناه سابقاً من ان الطبيعة الانسانية وروح الانسان التي خلقها الله بشكل استثنائي فيها هذه القابلية طبيعة بديهية ولكن الانسان هو الذي يوقظها او يستدعيها ويعيد لها نشاطها عبر التمارين والتدريبات الباراسايكولوجية او عبر السلوك الديني لدي المتصوفة والنساك والرهبان والقديسين وغيرهم .
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: خوارق ومعجزات الصوفية بين الدين والباراسيكولوجيا ..( قراءة في كتاب ) (Re: HAIDER ALZAIN)
|
بعض علماء الباراسايكولجية يحاول ان يحصر هذه الظواهر الخارقة في نشاط الدماغ الانساني واستثارته بشكل استثنائي ويخرجون الجانب الروحي أو الطبيعة البشرية ، ويقولون انهاتختلف في القوة والضعف حتي عند المتدينيين انفسهم وحسب اديانهم وممارستهم في الدين فهناك فرق بين الخلوة الصوفية الاسلامية وبين العزلة البوذية وبين التأمل في اليوغا وغيرها .. ويقولون :
( إن الدماغ البشري هو مستقر الفعاليات البايوألكترونية ذات العلاقة بنشوء القابليات الانسانية الخارقة ، اذ توجد فيه مادة حية على درجة عالية جداً من التعقيد مما يسمح بتكون هكذا فعاليات أساسها هو النظام البايوألكتروني بمفرداته وأجزائه ودوائره التي لا تشابه على الاطلاق بينها وبين مفردات ودوائر النظام الالكتروني التقليدي إلا في النتائج التي تنجم عن تفاعلها وعملها ككل متكامل.
إن كل ما له علاقة بنشوء القابليات الخارقة لدي الانسان يؤثر بصورة رئيسية على مادة الدماغ البشري التي بإمكانها الإفادة من هكذا تأثير بما يجعل منها تغير نظامها البايوألكتروني التقليدي إلي منظومة جديدة هي المسؤولة عن ظهور هكذا قابليات غير تقليدية ).
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: خوارق ومعجزات الصوفية بين الدين والباراسيكولوجيا ..( قراءة في كتاب ) (Re: HAIDER ALZAIN)
|
ويضيف نفس العلماء السابقون شرحاً لتقنيات ظهور القوة الخارقة :
( إن من يستذكر ما يقوم به بعض ممارسي تقنيات التأمل واليوغا وغيرها من المذاهب التي تاخذ بفرض نظام صارم وقاس جداً على المتمذهب السالك يطال كل مفردات حياته جملة وتفصيلاً ، سوف يجد أن هذه التقنيات تحتم علي ممارسها ان يغير عاداته في الكل والشرب والنوم والتعامل النفسي مع الآخرين .
إن هذا التغير في الانماط المألوفة التي اعتاد عليها الدماغ منذ صغر صاحبه سوف يعمل على إحداث تغييرات كثيرة في دوائر المنظومة البايوألكترونية للمادة الدماغية التي بوسع هذه التقنيات السلوكية التأثير فيها بصورة أو اخري وذلك عن طريق الإخلال بالنظام العامل داخلاً من دوائر هذه المنظومة .
إن هذا الإخلال في عمل المنظومة البايوالكترونية التقليدية سوف يؤدي إلي إعادة تشكيل مفرداتها ، وذلك في محاولة تقوم بها المنظومة للدفاع عن نظامها الداخلي في وجه المتغيرات المفاجئة التي سببتها هذه التقنيات ، وإعادة تشكيل المفردات هذه قد تؤدي بتوافر عوامل أخري ومؤثرات أخري إلي ظهور نظام جديد للمنظومة البايوألكترونية او لبعض تشعباتها على الأقل ينجم عنه توفر ما من شأنه السماح بظهور قابليات غير تقليدية ( خارقة ) يكون بمستطاعها التأثر تفاعلاً إيجابياً مع الطاقات غير البشرية التي لم يكن بإستطاعة النظام التقليدي لمنظومة الدماغ البايوألكترونية التأثر بها ناهيك عن تحسسها من قبل .
إن هذه القابليات الجديدة سوف تجعل من فعل هذه الطاقات لا يذهب سدى بل يقابل برد فعل إيجابي يتناسب مع قوة الطاقة ومدى القابلية الخارقة على التحسس بها والتفاعل معها .
فممارس رياضة ( الخلوة الصوفية ) وفق قواعد الطريقة واحكامها الصارمة المقيدة لحركات وسكنات كل جزء من أجزاء جسمه بقيود منهجها التعبدي ، سوف يحظي بقابليات خارقة تفوق أية قابليات مماثلة ناشئة بسبب الالتزام بتطبيق أية تقنية أخري بديلة ، كما ان الطاقة التي يتعرض لها ممارس الخلوة الصوفية لا يمكن إطلاقاً مقارنتها بأية طاقة مغايرة قد تنجح التقنيات الاخري في التفاعل معها إيجاباً ، فطاقة الطريقة التي يتعرض لها حتماً من سار على طريق الله ، وفق قواعد السير والسلوك هي قبس من الطاقة لأعظم ما في الكون ، طاقة الله الذي ليس كمثله شئ .
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: خوارق ومعجزات الصوفية بين الدين والباراسيكولوجيا ..( قراءة في كتاب ) (Re: HAIDER ALZAIN)
|
يقول المؤلف في ختام فصله عن اوجه التشابه والاختلاف بين تقنيات الصوفية والباراسايكواجيا :
( إن ممارسي تقنيات التامل بمدارسه المختلفة قد ينجح البعض منهم في الإفادة من التغييرات الدماغية الناشئة عن ممارسة هذه التقنيات وذلك بالحصول على قابليات خارقة ، إلا أن الأمر المهم هنا هو أن الطاقة التي سوف يصبح بإمكان هذا البعض التحسس بها والتفاعل معها هي طاقة لا يمكن الوثوق بمعاييرها الخلاقية ..
إن العزلة الكهنوتية بمقدرورها هي أيضاً ان تطلق شرارة التغيير داخلاً من نظام عمل المنظومة البايوألكترونية لمن يمارسها ، مما يؤدي بالضرورة إلي إعادة تشكيل لمفرداتها ينجم عنه ظهور قابليات خارقة هي السبب وراء ما توافر عن القديسين من خوارق تحفل بها سجلات الكنيسة المعلن عنها والمخفي ، إن دراسة علمية موضوعية جادة لهذه السجلات الموثقة بشكل ممتاز في حالات عديدة سوف تكشف عن المديات التي بلغتها قابليات القديسين الخارقة والحدود التي عجزت عن تجاوزها والنفاذ ما وراءها إنطلاقاً لما هو بعدها.
فهكذا دراسة توضح وبكل جلاء حقيقة مفادها خوارق الصوفيين والنساك القديسين والقديسات هي امر واقع لا يمكن إنكاره او التنكر له إلا انها توضح بعد وبكل جلاء أيضاً إن هذه الخوارق محدودة بأنماط معينة لا سبيل للها للحيود عنها ولا قدرة لها على تجاوزها .
...
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: خوارق ومعجزات الصوفية بين الدين والباراسيكولوجيا ..( قراءة في كتاب ) (Re: HAIDER ALZAIN)
|
فيما سياتي سأحاول ان الخص الفصل الاخير من كتاب المؤلف ( سامي احمد الموصلي ) الظواهر الخارقة بين الدين والباراسايكولجيا ..
الفصل بعنوان ( الأبستمولوجيا بين الدين والباراسايكولوجيا )
يحاول فيه تبادل وتنظيم المفاهيم بين الدين والباراسايكولجيا بغرض تكوين مفهوم جديد يلخص به ما يحاول قوله بهذا الكتاب من جمعه بين علميين قد يكون بينهم اختلاف ظاهريا لكنه يجد بعض النقاط المشتركة للجمع بينهم وفق ظاهرة مشتركة في الاثنين ..
اعتقد ان ما سيقوله لاحقا بهذا الفصل قد يدفعنا للحكم على منهجه وكلامه في الدراسة السابقة سلبا او ايجابا مع ما بذل في كتابه هذا من جهد وما استعان به من مراجع سالخصها عقب الفراغ من عرض الكتاب ..
..
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: خوارق ومعجزات الصوفية بين الدين والباراسيكولوجيا ..( قراءة في كتاب ) (Re: HAIDER ALZAIN)
|
في الفصل الأخير من الكتاب ( الأبستمولوجيا بين الدين والباراسايكولوجيا ) يبدأ المؤلف بتاكيده على نقطة الإنطلاق الاولي لمؤلفه حول التلاقي بين الدين والباراسايكولوجيا حول وظيفة الدماغ وبالتحديد النصف الأيمن منه المعني بالايمان والإعتقاد والمعني ايضا بوظيفة الظواهر الخارقة لدي الباراسايكولوجيين ..
ومع الاجماع العلمي بأن الايمان لا يحتاج الي منطق عقلي استدلالي بل يحدث ثم بعد ذلك يبحث عن التسلسلات المنطقية في العقل الواعي لإسناده ( كما يحدث الان لم يتحدث عن الاعجاز العلمي بالقرآن ) فإن التنبؤ سواء في الاحلام أو في اليقظة يتحدث عبر العقل الباطن من خلال رموز عميقة تاريخياً.. مما يدفع للتساؤل عن نظرية المعرفة او الأبستمولوجيا التي يتحدث عنهاعلماء الدين والتصوف بشكل خاص وعلماء الباراسايكولوجيا ؟ وماهي مضامين المعارف والغيبيات التي يجتمع عليها النهجان ؟
يقول ( الايمان الديني والسلوك المتصوف يعتبر المعرفة فطرية بالنفس الانسانية يُظهرها فتصبح عارفة بكل شئ في لحظة كشف خارقة تتجاوز كل قدرات الحواس المعروفة ، وكل ممارسات السلوك الصوفي هو لإستدعاء هذه المعلومات ولإعادة تذكرها من جديد بعد ان دخلت النفس الانسانسة للجسد فنسيت كل معلوماتها فكان لابد من سلوك تصوفي لتجريد الروح وإهمال الجسد وحاجاته والإرتباط بالملأ الأعلي ).
يقول إبن عطاء الله : إن النفس الانسانية تحتوي على معرفة الله بالفطرة وذلك لإيمانه التام بان هذه النفس كانت موجودة في عالم آخر قبل وجودها في هذا العالم وان الله أشهدها في ذلك العالم أُحديته فتحققت آنئذ بالمعرفة به معرفة يقينية ، فلما هبطت الي هذا العالم حال الجسد بينها وبين ومعرفتها السابقة وأصبحت مطالبة بالشهادة لله بأبديته مرة أخري ).
وكثير ما يستشهد المتصوفة المسلمون بقول الله تعالي (وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِن بَنِي آدَمَ مِن ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنفُسِهِمْ أَلَسْتَ بِرَبِّكُمْ قَالُواْ بَلَى شَهِدْنَا أَن تَقُولُواْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ ) الاعراف -172
والمؤدي لهذا الادراك كما سبق يكون عبر تطهير القلب وتصفيته كما يطالب كثير من مشايخ الصوفية مريديهم بالتخلى عن الرزائل اولاً ثم التحلى بالفضائل ويسمونها منهج الشهود الذوقي أو الكشف الصوفي حيث لا دخل للعقل به انما هو ادراك قلبي محض .
يقول ابن عطاء الله السكندري :
( وليس شهود المجذوب لله من قبيل الحدس الحسي الذي يتناول الامور المحسوسة الخارجية وليس ايضاً من قبيل الحدس العقلي كإدراك العلاقة بين معنيين إدراكاً مباشراً بنظرة واحدة او سرعة الانتقال من مجهول الي معلوم وليس كذلك من قبيل الحدس العقلي الميتافيزيقي الذي يتناول موضوعات غير معطاة في عالم الحس على نحو ما نجد عند ديكارت او غيره من الفلاسفة المحدثين . وغنما شهود المجذوب لله إدراك لا يعتمد على الحس وأدواته ولا على العقل ومكانته فهو غدراك وجداني مباشر من نوع خاص يتم في حال من الغيبة عن الحس او الفناء ، وليس من السهل وصفه وإخضاعه للدراسة العلمية التجريبية لما يتصف به من الذاتية ) .
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: خوارق ومعجزات الصوفية بين الدين والباراسيكولوجيا ..( قراءة في كتاب ) (Re: HAIDER ALZAIN)
|
رغم ماسبق فقد واجه هذا الموقف الصوفي عن الكشف وتفاصيه انكار شديد من علماء النفس والوضعيين العقليين الذين بحثوا التصوف بحثاً نفسياً او وصفياً ومنطقياً ونفوا أي وسيلة للإدراك المعرفي خارج الحس والعقل والتجربة وادخلوا كلامهم في باب الهلوسة السمعية والبصرية والهذيان .
ويرد عليهم احد العلماء واصفاً موقفهم بانه غير سليم من الناحية العلمية :
( وذلك لان الادراك الصوفي إدراك ذاتي ، ولا يمكن ان يكون متصفاص بالعمومية ولكي يحكم باحث على هذا النوع من الإدراك حكماً علمياً لا بد من ان يقوم بتجربته وبعبارة اخري لا بد له من ان يتصوف حقاً حتي يتهيأ له مثل هذا الادراك الخاص ، اما ان يصطنع علماء النفس منهج المماثلة في دراسة هذه الظواهر فهو الخطأ عينه لتعذر مماثلتهم للصوفي في حالاته الشعورية الخاصة مماثلة حقيقية وهم ليسوا بصوفية أضف إلي ذلك ان هؤلاء العلماء لا يدرسون صوفية موجودين فعلاً وغنما يكتفون بتحليل ما خلّفه الصوفية القدامى من آثار أدبية وهذا يعني ان دراستهم للصوفية والتصوف ليست دراسة علمية تجريبية بمعني الكلمة ) .
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: خوارق ومعجزات الصوفية بين الدين والباراسيكولوجيا ..( قراءة في كتاب ) (Re: HAIDER ALZAIN)
|
يقول المؤلف بان ظهور الباراسايكولوجيا ودراساتها التجريبية كانت مهمة لإلتقاءها مع المنهج الديني عموماً والتصوف بشكل خاص مؤكدة لحقائق إمكان الادراك خارج الحواس .
فعندما يدرس الباراسايكولوجي ويحلل الظاهرة الخارقة وإمكانات العقل الباطن وتجارب التنويم المغنطيسي وما فرزته من قدرات ونظام معلومات خارق وتزامنيات معرفية ذات معاني محدودة فإنه يصل إلي ما وصل إليه الصوفي القديم عبر معلوماته وظواهره الخارقة العديدة .
إن القلب بإدراكه الذوقي والشهودي هو العقل الباطن عند الباراسايكولوجيين لأن الصفات واحدة فكلاهما يدرك الحقائق مباشرة وبإتصال معها فجاة بلا مقدمات منطقية او استعدادات استدلالية ، أي أنهما يدركان الحقيقة دون عقل او وعى يفرض سياقاته على المنطق وعلى الوجود فرضاً .
فالصوفي والباراسايكولوجي هما غدراكان لا علاقة لأي عضو جسدي في إحداثهما ، إنه اشبه باللامادي منه بالمادي ، أشبه بالروحي منه بالجسدي ، فظواهر التلباثي - التخاطر والسايكوكينزيا والتنبؤ بالمستقبل والتزامنيات الفيزيقية النفسية والشفاء الخارق روحياص او باراسايكولوجياً ، كل ذلك يمكن ان يحدث عند الصوفي او الباراسايكولوجي وهما في حالة خارقة بعيداً عن كل منطق عقلي إستدلالي او منطقي .
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
 Re: خوارق ومعجزات الصوفية بين الدين والباراسيكولوجيا ..( قراءة في كتاب ) (Re: HAIDER ALZAIN)
|
العزيز الأستاذ / حيدر الزين
تحية لك والشكر لهذا التقديم
للنص .
إن لموضوع شائك ومتداخل ، والذهن البشري غني بالكثير
الذي يحتاج مزيداً من المباحث حول قدرة الذهن البشري الخلاقة .
وأحمد لك أن أثريت مدونة سودانيزأونلاين برفدها
بالنصوص المهمة التي تسهم في قضايا الوعي .
إن العبادات القديمة لها علاقة بتجارب البشر ، ولها علاقة بالخبرات
في مجال استكشاف ذلك الصندوق الذي نحمله فوق أكتافنا .
أعتقد أن الكتاب بالفصول التي قرأنا يلقي نظرة عن عالم نحن في أمس الحاجة
لمعرفته ، والخبرات الدينية والسيكولوجية في استكشاف العقل البشري هو
مشروع ضخم ، وبدأ منذ أزمان سحيقة ، فالتنويم الإيحائي الذي يسمى بالتنويم المغناطيسي
تم اكتشافه في الصين منذ أكثر من ألف عام ،
و الحلاج قبل ذيوع صيته والغرائب التي يأتي بها كان قد زار مناطق في الهند
وجلس للديانات في مناطق بين الصين والهند ، ودرس تلك الديانات وقام بأسلمتها
إن صحّ التعبير ، وهي تجربة فريدة تُنبه ، لم ينشغل الكثيرون إلا بشعره وما طفح
من كتاباته ، ولم يتم التوغل في عالمه والعلاقة بين علوم النفس البشرية
والأديان و قدرات الذهن ....
تحية لك ، ونأمل دوماً المشاركة في رفع سقف الوعي عامة ، والنهوض
بالموضوعات في المدونة
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: خوارق ومعجزات الصوفية بين الدين والباراسيكولوجيا ..( قراءة في كتاب ) (Re: عبدالله الشقليني)
|
العزيز عبد الله الشقليني
تحايا الود والتقدير ...
Quote: أعتقد أن الكتاب بالفصول التي قرأنا يلقي نظرة عن عالم نحن في أمس الحاجة
لمعرفته ، والخبرات الدينية والسيكولوجية في استكشاف العقل البشري هو
مشروع ضخم ، وبدأ منذ أزمان سحيقة ، فالتنويم الإيحائي الذي يسمى بالتنويم المغناطيسي
تم اكتشافه في الصين منذ أكثر من ألف عام ،
و الحلاج قبل ذيوع صيته والغرائب التي يأتي بها كان قد زار مناطق في الهند
وجلس للديانات في مناطق بين الصين والهند ، ودرس تلك الديانات وقام بأسلمتها
إن صحّ التعبير ، وهي تجربة فريدة تُنبه ، لم ينشغل الكثيرون إلا بشعره وما طفح
من كتاباته ، ولم يتم التوغل في عالمه والعلاقة بين علوم النفس البشرية
والأديان و قدرات الذهن ....
|
كنت اراجع في كتاب مروج الذهب للمسعودي قبل يومين ..
وجدت به فصل يتحدث عن ادعاء علم الغيب يقارب في اطروحته ما يكتبه الان الاستاذ سامي الموصلي رغم انه المسعودي كتب كتابه قبل مايزيد عن الالف عام ..
فهو كما قلت موضوع شائك ولكنه مثار الاهتمام والبحث من القدم ويمكن التطور الزاد عليه هو مسألة البحوث التي اجراها علماء الباراسايكولوجيا حديثاً ..
ساحاول بقدر الامكان بعد ان اخلص من هذا الفصل الاخير ان الخص ايضا وجهة نظر المسعودي ونقارنها مع الموصلي ونري هل فعلاً حدث تطور في الذهنية الاسلامية امام هذا الامر ام لا .. ؟
لك عميق المودة والاحترام
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: خوارق ومعجزات الصوفية بين الدين والباراسيكولوجيا ..( قراءة في كتاب ) (Re: HAIDER ALZAIN)
|
يقول الباراسايكولوجيون حول عدم التشابه بين الظواهر الخارقة والظواهر الطبيعية الممارسة من قبل الانسان إنها ( الوظائف الطبيعة ) تتوضح من خلال هذه الكلمات يعرف - يتصرف - يتصل أو بالاحري انه يعرف وسطه ويتصرف إزاءه ويتبادل المعلومات مع أقرانه فهذه الوظائف تُمارس بشكل طبيعي بواسطة الأعضاء الحسية لمعطيات المعرفة الاولية من خلال النظام العصبي - العضلي للمعلومات المعطاة ومن الأعضاء الحسية للمعلومات المستلمة، وإذا تُركت الوظائف العليا للعقل وميكانيزم الإعداد الفكري جانباً يُكتشف أن جميع الوظائف الطبيعية في ممارستها الاعتيادية لها عامل جسدي .
اما عند الاختيار الميتافيزيقي فالقياسات تقود إلي افتراض أن النتائج المستحصلة من خلال الوظائف الجسدية يمكن أن تدرك أيضاً عن طريق ما فوق الجسد .
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: خوارق ومعجزات الصوفية بين الدين والباراسيكولوجيا ..( قراءة في كتاب ) (Re: HAIDER ALZAIN)
|
حينما يعتقد الصوفية أن النفس البشرية كانت تعرف كل شئ وان المعلومات قد تُعطي في لحظة الكشف الصوفي فإنهم يلتقون مع الباراسايكلوجيين الذين يعتقدون ان العقل الباطن يستلم كل معلومات الكون ويخزنها فيه سواء عبر ذبذبات وموجات غير منظورة بينه وبين عقول البشر الاخرين الذين يبثون موجات تفكيرهم في الفضاء او عبر التفسير الأعمق الذي يذهب إلي ان المعرفة مخزونة عبر برنامج خاص في كل ذرة او جسيم في الكون ولهذا نراه يتصرف بنظام دقيق لا يختلف عليه ، بهذا يصف الباراسايكلوجيون الكون [انه حسي ويمتلك نفسية وذاكرة من أصغر جسيم إلي اكبر مجرة ، ومن ادق خلية حيوانية او نباتية إلي الخلايا العصبية المعقدة التي يتمتع بها دماغ الانسان وجهازه العصبي .
الصوفية يقولون إن كل شئ في الكون حي ويسبح الله :
(تُسَبِّحُ لَهُ السَّمَوَاتُ السَّبْعُ وَالْأَرْضُ وَمَنْ فِيهِنَّ وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلَكِنْ لَا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا) الإسراء -44.
فالنظام المعلوماتي عند المتصوف والباراسايكولوجي له جذر وجودي واحد فهو سواء كان مطبوعاً في ذرات او خلايا او دماغ المتصوف والباراسايكلوجي فالظواهر الخارقة التي تعبر عنه هي مشتركة بين الإثنين وسواء سمينا اداة الادراك القلب او العقل الباطن فإن الوظيفة المعلوماتية والإدراك الذوقي المباشر مشتركان بين الإثنين وإذا ما حاولنا ان نقترب أكثر فإن الطاقة الخارقة لدى الباراسايكولوجي والمتصوف هي طاقة لامادية بالمعنى الفيزياوي المعروف وهى موجودة في نفس وذات كل منهما كطبيعة إنسانية إستثنائية تستثار لكي تعبر عن نفسها بغيبوبة صوفية او غشية باراسايكولوجية .
اما المعاني التي تكمن وراء إيمان المتصوف وغايته وهى عبادة الله والوصول اليه عبر الفناء الذاتي بالذكر فإننا نجد ان الباراسايكولوجي يستخدم نفس التقنية للوصول إلي الخوارق وقلما يصل إليها اذا لم يكن أساساً مؤمناً بها ، أي ما تحركه عقيدة وإيمان سابقين على ممارسته هذه التقنيات ، وهذا ما يعيدنا إلي نفس وروح الانسان التي هي مصدر هذه الخارقيات جميعاً ، فليس هناك ظاهرة خارقة ولا ذوق وشهود صوفي بدون الإنسان كروح ونفس وإيمان .
... إنتهي مع التحية والتقدير للاستاذ سامي احمد الموصلي مؤلف كتاب الظواهر الخارقة بين الدين والباراسايكولوجيا ..
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: خوارق ومعجزات الصوفية بين الدين والباراسيكولوجيا ..( قراءة في كتاب ) (Re: محمد عثمان الحاج)
|
قبل الإتيان بما قاله المسعودي في مروج الذهب اتمني من الناس العندها ستلايت هوت بيرد مشاهدة هذه القناة (SPIRITWORD) ..
ففيها جزء كبير مما قلناه سابقاً بنكهة مسيحية تُماثل ما نسمعه من مشايخ الرقية الشرعية والعلاج بالقرآن ..
ودا بيقود لسؤال مفصلي ( واعني بيهو اهل العلاج بالقرآن وعلى راسهم امي العزيزة ) هل الأمــر متعلق بالنص ام بروح الشخص نفسه ومدي إيمانه بما يُقراء عليه ..
بهذه القناة التلفزيونية المسيحية وبموقعها الالكتروني تعرض الكثيرين ممن عانوا من الاعاقة والمرض والحوادث والمصائب منذ طفولتهم او بعد نضوجهم وعجز الاطباء والعلم عن شفاءهم .. وشفوا بقوة الايمان والرغبة في الحياة وحدها كما يقولون ..
اغلب ما تابعته وقراته في الموقع والقناة من الاقوال والمشاهدات للحاصلة عليهم المعجزة كما يقولون تتعلق بالخروج من فاسيلوجيا الجسد والتعلق بالروح وحدها..
وتتعلق بمساهدة الاله والتحدث معه عن المعاناة التي مر بها المصاب في الحياة الدنيوية ومن بعد اخذ دفعة معنوية معه العودة بقوة لمجابهة المخاوف وتحديها ..
وايضاً كثير هو الكلام عن الحريةبمعني FREESPIRIT خارج عن تقاليد وقيود الجسد والعودة الي جذور النشاة والروح ..
أيضا يقول المُعالجون في كثير من الاحيان ان العلاج الطبي لا يعني شئ إذا لم تتوفر الإرادة في الحياة وإنهم لم يوفروها الا بعد الايمان بشئ محدد ( وإيمانهم هنا كان بملاك المسيح ) ..
ممكن الناس تشاهد عبر القناة او الويب مشاهدات حية ومباشرة لحالات علاج حقيقة وكيفية اداءها وكيف حصلت ....
SPIRITWORD
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
 Re: خوارق ومعجزات الصوفية بين الدين والباراسيكولوجيا ..( قراءة في كتاب ) (Re: محمد عثمان الحاج)
|
الاستاذ محمد عثمان الحاج ..
قبل ان اورد ما ذكره المسعودي في مروج الذهب ذهلت بسيرة الاخت الزرقاء التي ذكرتها انت هنا ..
ولا اخفي عنك ان عشقي بهذا الامر جعلني ابحث عن كل ما يتعلق بها وان لم اجد له مرجع او ذكر واضح بلغتنا العربية ..
لكن ما وجدته يؤكد بعض ما ذهبنا اليه من امكانية تخطي عوائق الجسد والمكان والزمان بواسطة الروح ..
اكيد هنالك من قد يشكك في هذا الامــر ويعتبره من باب التزوير والتشويش باسم الدين لغرض الكسب والتكسّب باسمه لكن عندما يتعلق الامر بشواهد وقرائن نندفع غصباً عنا للبحث ليس في علومنا الحديثة فقط ولكن حتي في نظريات ورؤي السابقين الذين يعتمد على مقولاتهم الكثيرين الان ..
الشكر لك لمشاركتنا هذا الامـــر وسنواصل ..
احترامي
| |
|
|
|
|
|
|
| |
HAIDER ALZAIN
وليد التلب
وليد محمد المبارك
Abdel Aati
Siham Elmugammar
هشام آدم
خالد العبيد
عبدالله الشقليني
jini
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست