قمر حلتنــا (قصة)

دعواتكم لزميلنا المفكر د.الباقر العفيف بالشفاء العاجل
مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 12-13-2024, 11:13 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الثالث للعام 2009م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
06-15-2009, 09:35 AM

محمد يوسف الزين
<aمحمد يوسف الزين
تاريخ التسجيل: 02-08-2008
مجموع المشاركات: 1968

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
قمر حلتنــا (قصة)

    -1-

    مسحت الرذاذ البارد من جانب وجهي..و"احمد" تكاد تقفز عينيه مع هتافه ، وفمه المفتوح لاخره ينثر رذاذ بقايا الحليب المشروب من زجاجات عم حسن الحلواني التي نأتي بعدد وافر منها على عدد محبتنا له وجوعنا لنملأ بها ارضية العربة القديمة ولنظل نؤانسها طوال ليلنا الذي ينتهي مع صوت خشخشة مكبر صوت اول مسجد..توطئة لاذان الفجر الأول من المؤذن الذي يختبر ادواته قبل أن يعلو عنقه فيطردنا الى اسرّتنا وابواب منازلنا وليزيد جريمة سهرنا عند أهلنا جريمة تضييع الفجر ، ونحن على مقاعدنا في العربة الجيب القديمة المركونة امام منزل صديقي على الشارع الاسفلت نندس تحت الاغطية التي نجلبها من ما وجدناه في غرفة احمد من ملاءات ، نجر ارجلنا التي ضربها البرد الى صدرنا والتي يعلوها تراب نزوتنا الليلية مع الكرة التي لم يشبعنا "دافوري" ما بعد صلاة العصر منها..
    كانت الساعة قد تجاوزت منتصف الليل في تلك الليلة من ليالي يناير الباردة ، كنا نجلس كعادتنا اليومية وحدنا الا من بعض المارة وأضواء سيارات تأتي فرادى بصوت تصاعدي وهي تحتك بالاسفلت وتذهب كما جاءت تحمل ربما احداها أسرة صغيرة تعود ناعسة من عرس زاخم أو ربما أخرى متوجهة الى المستشفى ويصدر منها صوت امرأة حان مخاضها ، أو سيارات صائدي الجوائز الليلية ، أو سيارة أخرى مسرعة غافل سائقها الزمن وهو يلعب الورق مع اصدقائه وتذكر فجأة بان له اولاد وبيت ، أو سيارات تاكسي لم يقنع سائقوها بغلة اليوم الشتائي القصير ، سيارات محبي الليل الذين يندرون كلما هجم زمهرير يناير ،
    كنت جالساً على مقعد السائق في سيارة الجيب المركونة وأنا اقبض على المقود بيد واحدة تماماً كما كان لعبي وأنا طفل صغير حينما كنت امسك مزهواً مقود الحديد الملفوف بقطعة بالية من القماش والمربوط بقضيب رفيع فينتهي بسيارة كاملة الاوصاف مصنوعة من علبة "كاني" بعجلاتها "السفنجات" ،
    لا شئ في راسي غير الذي حولي ، وانا اضع زجاجة حليب عم حسن الحلواني وارفع قطعة من "الباسطة" يسيل سائلها السكري منها فيغري نفوسنا واجسادنا ذات التسعة عشر ربيعاً ، حين هتف احمد: دي هي مش؟
    حولت نظري مع أحمد وأنا اقضم قطعة "الباسطة" بعد رشفة الحليب وضاقت عيني متبيناً الظلال التي تمشي ملتصقة مع الحائط وقلت بنفًسٍ حالم: اظنها..


    - كانت مع صاحبتها بذاكرو لحدي الوكت دا!
    لم ارد على احمد وانا اتخيل الصورة الاصلية في ذاكرتي للظلال التي تمشي ملتصقة مع الحائط والتي تتستر الآن من اعيننا..من ضوء البدر المستنير واضواء السيارات باحثةً عن ملاذها في ركن من الاركان والذي يكون باب صدئ يدخلها الى منزل ابيها واخوانها الذكور والانثى الوحيدة الاخرى في المنزل أمها الحاجة سميرة..ظلال لئيمة الوقع علينا في تلك اللحظة كانت..وهي تذهب بجمال سهرتنا والحليب.
    "قمر حلتنا" لا شئ يجاريها فناً وابداعاً حين تزين لوحتها باحدى ثياب حاجة "سميرة" أمها ، حين يصفد رجليها ثم يتناغم ملتفاً الى اعلى ، اعصار دائري يتلوى بالوان الثياب وتخرج منه الاعناق والحواجب المقرونة والاعين ، احساس يتيم متفرد في اعمق اعماق نفوسنا المشتاقة الى هبة الكون "قمر حلتنا" التي يضرب اعصارها احاسيسنا ويبرق ويرعد في سنين حرماننا .
    كلنا..
                  

06-15-2009, 09:43 AM

محمد يوسف الزين
<aمحمد يوسف الزين
تاريخ التسجيل: 02-08-2008
مجموع المشاركات: 1968

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: قمر حلتنــا (قصة) (Re: محمد يوسف الزين)

    -2-

    الصمت يصبح قانون جلستنا وكأن هناك اتفاقاً ضمنياً بين الحضور في غرفة الطين عند "حسام" ، صمت مطبق الا من بعض الهمهمات المكتومة والتنحنح أو صوت اعواد الكبريت لاشعال السجائر أو صوت الماء وهو يرتطم بالكوب المعدني منحدراً من الابريق في يد حسام يقدمه لمن يطلب ثم يضعه على النافذة في اوقات متفاوتة ، ضوء شمس يناير الكاذبة يتخلل النوافذ الخشبية ويضرب في الارض الترابية الحمراء ، وحلقة متواضعة من "اولاد حلتنا" تحتل اثاث الغرفة البسيط ولا يخرج منهم سوى انفاسهم ، عيون شاخصة تحملق في مربع صغير أمامهم يتحلقون حوله باحكام ، في تلك اللحظة والاثارة التي بلغت ذروتها عند الجمهور وبين شخصين احدهما أنا وفي الكرسي المقابل حيث يجلس " أمجد" وبيننا حرب صامتة مشتعلة أمامنا تماماً في المنضدة التي تفصلنا ، حين سقط وزيري* وبدت منطقتي متناثرة حينما كانت قطع امجد تجول بين حصوني قتلاً ..
    وفجأة
    جك *
    ترتفع الاهات ويتراجع أمجد الى الوراء ويبدو عصبياً..
    جك
    جك
    جك
    أطارد امجد بالكلمة ويدي تقفز بين رؤوس قطعي بحزم يتنافى مع ضربات قلبي المرتعشة ، ظللت ألاحق قطع امجد الى ان سقط في انهيار مفاجأ ، انتهت المباراة بانتصارً ساحق اهتزت له الغرفة الطين ، وضجت بالتحليل وبالتشهير بالمهزوم بدون رحمة والذي هزم وقطعه شبه كاملة..استمر الحال هكذا الى ان بدأ التحدي التالي بين شخصين اخرين وهكذا تبادلنا الأدوار بين مشاهدين وبين محاربين الى أن حانت ساعة الغداء فخلت غرفة الطين..
    كان حضوراحمد لمباريات الشطرنج في منزل حسام نادراً من تجربة غامضة كان قد عاشها في المنزل..واصبح بعدها لا تغريه أبداً مشاهدة مباريات كرة القدم العالمية التي يحبها والتي تتوفر عند حسام او حتى اجتماعات "الدافوري"..
    كان حسام الابن المدلل في منزله وهو الاصغر بين عدد من الاناث وأخ واحد هو أكبرهم يعيش مع عائلته في جزء مفصول من المنزل..
    كان أولاد الحلة يجدون الكثير من الترحاب في هذا المنزل ، عندما كان يستقبلهم ويضمهم ويربت على صداقتهم في حنو ، ولكن تعريف هذه الحفاوة عند اغلب اهلنا نحن أولاد الحلة كان مغايراً..عندهم كان ترحاباً يتجاوز المعقول ، والمعقول عند اهلنا مفصح عنه بشكل جارح لصداقتنا لحسام ، أخوات حسام الكثيرات يجلسن مع الكل ويرحبن بالكل في اي مكان وأي زمان وبما عليهن من ملابس..ويوزعن الضحكات وينفردن بالكل في كل الاركان ، شئ عادي كحليب عم حسن البارد هضمه اولاد حلتنا واستساغوه الا أحمد ، والذي يملك تجربة غامضة مع هذا المنزل.
    هل يمكن أن يصير الاغراء حسن النوايا؟ هل يمكن ذلك حين يوقظ وحوشنا النائمة؟
    حين نسير بمحاذاة الخطيئة ونحن حديثي عهد باحتياجات الرجال!
    لربما كانت هناك اسرار لا نعرفها وتصلح لان يعمل فيها خيالنا لتصير حَكايا ، ولربما كانت هناك ثمة هدنة خفية بينهم اولاد الحلة..بين احتياجات تحركها رغبات الطازجة وبين ضمائرهم تلك التي تحكم قوانين الصداقة الصارمة..مهما كان هناك..ان كان براءة متحررة أو إثمٌ متدثر فلقد تم رفضه بتواطؤ معلن من الامهات والاهل..ولكن لم يكن أحد ليستمع فحسام صديقهم الطيب المرح جداً وبيته حيث يلتقون ، حسام وهو في عمر الكثير من اولاد الحلة يشاركهم حيث شاركوا..
    كنت خارجاً من منزل حسام الذي يجاور القمر الذي يسكن بيننا ويورثنا الحسرة الصامتة..حينما كنا كلنا قتلى عند "قمر حلتنا" وكل الكواكب المصانة بالقوانين واللوائح ، القمر شقيقة "أمجد" الصغرى واخوتها الثمانية حينما كانت تقتلنا باعاصيرها وبحاجبيها المقرونتين..
    كنت خارجاً وسماعات مسجل الجيب الذي انفقت فيه كل حصتي من المصروف الشهري يبعث ثورة مايكل جاكسون التي اقفز معها واردد الذي افهمه منها وأوازي الباقي بمفردات تتماشى والاغنية..

    wanna be startin somethin
    wanna be startin somthin
    wanna be startin somethin

    ثورة مايكل واحمد وحسام والدافوري وعم حسن الحلواني والعربة الجيب المركونة وثورة سيد المستحيلات الاحمق المزعومة برخ وطابية وصف من الجنود*
    والأعاصير
    وانا بي ستارتين سومثين
    اتس قوت ايد ديت ييييايه يييييايه
    تو لوت ايد قوت ايد يييييايييييه

    نواصل..

    * الكلمات من مفردات عامية للعبة الشطرنج..يقابلها (جيك مات والفيل والرخ) الى اخره.
                  

06-15-2009, 10:21 AM

محمد يوسف الزين
<aمحمد يوسف الزين
تاريخ التسجيل: 02-08-2008
مجموع المشاركات: 1968

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: قمر حلتنــا (قصة) (Re: محمد يوسف الزين)

    -3 ، 4-

    من بين كل ليالي اللاوعي الشتوية لم اختر الا تلك الليلة لأرمي حماقتي عليها..نهايات حتمية لنفس ظامئة تهفو الى لمس اطراف الجنة ، كان سقوطاً اختيارياً في شلالات الاحتياجات التي يعدو لها قلب مكلوم بلا توقف..لانثى في أول عصور احتياجاتنا البدائية كانت اعصاراً ، كانت حسرة عندما تنطق اسمي في خيالي بطريقتها الخاصة ، توقٌ محموم لجملة ما في يوم ما في مناسبة ما افهم بها أني انا المختار.. الى أي ابتسامة ما تستطيع أن تختزل كل رائع وجميل اعرفه في دنياي ، لأي ضوء يمكن يصلني من القمر عنوان حسرتي الأولى والنهائية، الى كل الكلمات التي ولدت صامتة وظلت ممتدة تتشتت في الفراغ ثم تعود بالألم ، اليك ايها القوام الأخاذ وثوبك الجميل اليك ياعيون قتلتنا كلنا ولم تجد الا الارض تحتنا لتصادقها ، ماذا في ارض الشارع من جديد حين تنظرين اليه بلا ملل وتقتصرين فيه كل عالمك منذ خروجك من باب المنزل الى أن يخفيك باب آخر؟!..ماذا في شوارع حلتنا تحتنا غير التراب والاحجار وبعض الحفر وماء الغسيل واعقاب السجائر؟ الى كل قوانين الحياء في الدنيا لقد ظلمتيني بقسوة ، الى كل سنين عقدك الثاني التي لم تعلمك بعض خبث النساء حين تعرفين وكأنك لا تعرفين غير اسفلنا.. كم هي محظوظة هذه الأمتار الذي ندوسها باقدامنا...الى كل الصدى الموصول..الى...
    ليلة حمقاء والصمت الرهيب يقتل الشابين الذين يجلسان في عربة جيب وأمامهما بضعة زجاجات حليب فارغة ، كلاهما يحفظ قصة الاخر منذ زمن ولا احد يجرؤ بأن يحكي ، لقد استثنوا من كل المغامرات هذه المغامرة الملغومة ، حين كانت قصتهما واحدة..متطابقة بصورة مذهلة حينما اخذهم اعصار ورماهم بعيداً هنا في مقاعد عربة جيب مركونة على الشارع الاسفلت ، بنفس السذاجة وحماقة بقايا العمر الأول التقطوا العدوى ، عدوى الاعاصير والاعين والحواجب المقرونة ،
    بلا رأفة اجتاحتهم الحمى بنفس هذيانها المقيت ، لم تحاول صداقتهم أن تترفق بهم حين خانتهم ، وصارت الحجة الوحيدة التي لا يعرفون غيرها وصدقوها ( أن امجد صديقنا وجارنا وابن حلتنا وكذلك اشقاءها الثمانية)، وان القمر درة مصانة بأمر مدينتنا الفاضلة ، حدث هذا منذ أمد سحيق نعم..قبل أن تولد فينا خصال النفاق التسع وتسعون بأعوام طويلة......
    ولكن في تلك الليلة الحمقاء من ليالي اللاوعي الشتوية فتح احدنا جراح الآخر ولكن للسخرية وجد نفسه هو الذي ينزف ، فتألم..وحاول امعاناً في الحماقة أن يداوي كل الجراح بالكي و الملح وكل الاعشاب المرة.


    كان "عادل حمودة" الشاعر والمبجل بين اولاد حلتنا من الاجيال التي تسبقنا ، عادل حمودة الشاعر الشاب المشهور الذي تجاوز الثلاثين يسكن في نهاية شارعنا..كنا نستعجب حين نرى اسمه في الصحف وحينما يطل علينا في بعض سهرات التلفزيون وكنا نراه فنستغرب لأن مشاهير حلتنا الذين يتوزعون بين الغناء وكرة القدم يمتلكون السيارات ومشغلات السي دي ذات السماعات الكبيرة وكل المقتنيات التي كانت تندر في بيوت حلتنا..حينما كان "عادل حمودة" يقف في كل مرة في الشارع لتلميع حذاءه من الغبار وهندامه المتواضع الذي يبرز بعض الاناقة مع حرصه على ادخال قميصه في سرواله بطريقة رشيقة ، كنا لانفهم هذه المعادلة..الشهرة والفقر ، كانت هيئته الأنيقة تلك لا تنطبق مع هيئة ضيوفه الدائمين والذين عرَفتهم فيما بعد بالمريدين والذين كانوا يأتون بسراويلهم الجينز وشعورهم التي لم يراها مشط ولا حلاق منذ مدة طويلة في فوضى مقصودة كان من المفترض أن تعبر لنا عن شئ ما..تماماً كدراويش المسيد الذي كان في قريتنا ، عندما كان يسهر عادل حمودة في "العريشة" المجلدة بالحصير أمام منزل صابر الميكانيكي حيث يلتقي ومريديه بصابر المكانيكي وكانت خلطتهم تتكون بأن يعزف صابر الميكانيكي العود ويغني "عبده قيجي" وينطق عادل حمودة شعره ويتداخل مريديه باحاديث المثقفاتية حسب ما كنت اصنفها وبعض "الونسة" والقهقهة ، كانت تحكم هذه الجلسة النخبوية قوانين الكأس التي تدور منذ وصولها عن طريق ستيفن الذي يعمل في ورشة صابر ومعها "المـزّة" ، كان صابر الميكانيكي رجل في اربعينات عمره ينحسر شعر رأسه ليكشف عن رأس مقعرة بطريقة عجيبة ولم يكن متزوجاً ويسكن هو وأمه العجوز ذات الاصول الغجرية وحدهما في المنزل ، ويشاركه صديقه ونديمه قيجي رفيق الكأس والغناء والذي يشاركه عقده الخامس والعزوبية ، وكانا اصحاب افضال على الناس أو ما ذكروه عنهم.. ، صابر بورشة الميكانيكا والزيوت لا يأخذ قرشاً ممن يقصدونه من أهالي حلتنا وهو اكثر من يدعمون فريق الكرة في الحي الذي يلعب في الدرجة السنية الاصغر وهو اكثر من يدفع في "الكشف" في مناسبات الافراح والمآتم وغير هذا هو في حاله يعيش في عالمه الخاص والموزع بين الورشة المفتوحة على الشارع الكبير جوار حلواني عم حسن وبقالة عبده قيجي الفنان الكبيرة والذي كانت خزانته أمامه تحتوي على دفاتر الديون الاجلة الكبيرة وبعض النقود رغم هذا تمتلأ ادراج البقالة بكل شئ..قيجي وقد حكوا عنه في تاريخ حلتنا في أزمان الحضارات التي سادت ثم بادت أنه كان فناناً مطلوباً في حفلات الاعراس والطهور والذي تركه بعد أن لاحقه والده الصول بعد حبسه في المنزل وجلده في الشارع ويقال أن قيجي هرب من المنزل وتزوج فتاة اثيوبية انجبت له ولداً ولكنه عاد بعد ان توفي والده وفتح هذه البقالة الكبيرة على الشارع.
    كنت في ذلك النهار أقف أمام "دكان يعقوب" المجاور لمنزلنا وأنا البس سروال قصير قص من عند الركبة ، أحمل في يدي زجاجة بيبسي أبى أحدهم في حلتنا الا وأن اشربها بعد أن اشترى لنفسه ولصديقه مثلها كأحد عاداتنا ، كنت أقف وفي يدي الأخرى كتاب ضخم كنت ارجعه الى "هيثم ليمونة" قبل أن يكتشف أخوه الأكبر أننا سطونا على احدى مقتنيات مكتبته وقد كان شقيق هيثم الأكبر شريراً عنيفاً فيما يخص مكتبته ، وكنت قد مللته وانشغلت عنه بالامس بمشوار اركبني المواصلات وباقي النهار كنا في "نفير بناء" في منزل "حسام" تدافع اليه كل "العطالة" وضحايا الشهادة السودانية من اولاد حلتنا ، حين وقف "عادل حمودة" وهتف فيني وهو ينظر الى الكتاب الذي أحمله..
    - "المراهق"؟! ياخ دستوفسكي دا عجيب
    بحلقت في عادل حمودة وقلت
    - والله غايتو انا شايفو لا عجيب ولا حاجة

    - معناتا ما قريتو؟
    غاظني تفكيري في نتيجة النقاش الحتمية والذي هزمت فيه قبل أن يبدأ..
    - أقول ليك حاجة؟ شعرك دا زاتو ما سمح ، قصايدك البتفهما براك دي ما شايف فيها حاجة سمحة..
    ضحك حمودة وبدل أن يرد علي فتح حقيبته التي يحملها وناولني كتاب صغير..
    - "دا ديواني الاخير أقراهو"
    ثم أخذ مني الكتاب الذي قدمه لي قبل لحظات بسرعة ثم أسنده على حقيبته وشخبط على صفحته الأولى قبل أن يرجعه لي..
    اقرأ يا صديقي
    ويهمني رأيك جداً..
    عادل حمودة ،،،،

    تناولت غدائي في ذلك النهار الذي اهداني فيه الشاعر احدى دواوينه مع أفراد عائلتي ، اغلقت باب الغرفة علي وادعيت النوم قبل أن يأتي والدي ويسألني عن اجراءات التسجيل في الجامعة والتي لم اذهب لاكمالها بعد ان استفقت متأخراً بعد سهرة مع أحمد انتهت قبل أذان الفجر.
    فتحت الكتاب وقرأت..

    عنقريبنا من قمنا في راكوبة..
    من زمن رفاقنا في الحبِسْ
    عمراً يشاقي فينا ونشاقيهو..
    يلاوينا ونلاويهو..
    يقطع فينا من امسْْ
    عماراتاً شواهق تطرد من رواكيبنا الشمِسْ

    "الزول دا وهم ولا شنو؟ هسي دا شعر!"

    استعدلت مزاجي الشعري بقيلولة جميلة قبل أن اذهب الى "الدافوري" وأكملت الكتاب الصغير والمغلف بطريقة جميلة ، راجعت الاهداء المخصص لي والممهور باسم شاعر حلتنا الشهير واكملت القصائد..
    ياحنينة يامجنونة
    يا حكايتنا الدفينة
    اجيك انا ولا وين؟
    ...................
    ...................

    "ما بطال.."


    في المساء وفي تلك الليلة التي ارتكبنا فيها حماقتنا أنا وأحمد في السيارة الجيب كنت أمر بجوار "عريشة" صابر المكانيكي وسمعت غناءهم وسمرهم..قررت أن ادخل محرابهم واناقش عادل حمودة في ديوانه..
    كانت المجموعة التي تعيش في عالمها الخاص فرغوا لتوهم من التهام صينية عامرة موضوعة أمامهم تحتوي على مالذ وطاب من الشواء والكوارع في تلك الليلة الباردة..ويبدو أن عبده قيجي كان اكثرهم انتشاء وبعد ان امتلئت بطونهم تناول صابر العود ثم..
    الذكرياااااااااااااا اه اه اه ااااا ات صاااااااادقة وجميلة
    مهما تجافينا نقول حلي ي ي ي ي ي ي ل حليلها

    تجاذبتني الجلسة التي كنت فيها غريباً بدون حضور ، كأني أنا والكراسي البلاستك وأطباق الكوارع والشية الفارغة وكأن لا فارق بيننا ، اعطى كل الحضور يقظتهم لعود صابر المكانيكي وقيجي البقال الذي يملأ رئتيه بهواء يناير البارد وهو يمد في اهات الأغنية..
    خرجت من ذلك المكان قاصداً منزل أحمد في تلك الليلة العجيبة التي حدث فيها ما حدث في العربة الجيب المركونة أمام منزل أحمد.

    يا الفي الشروق ليك شوقنا طال
    يا الفي الغروب هاك لحني قال
    قال..
                  

06-15-2009, 12:20 PM

محمد يوسف الزين
<aمحمد يوسف الزين
تاريخ التسجيل: 02-08-2008
مجموع المشاركات: 1968

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: قمر حلتنــا (قصة) (Re: محمد يوسف الزين)

    نواصل..
                  

06-15-2009, 02:17 PM

محمد يوسف الزين
<aمحمد يوسف الزين
تاريخ التسجيل: 02-08-2008
مجموع المشاركات: 1968

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: قمر حلتنــا (قصة) (Re: محمد يوسف الزين)

    .
                  

06-17-2009, 10:08 AM

محمد يوسف الزين
<aمحمد يوسف الزين
تاريخ التسجيل: 02-08-2008
مجموع المشاركات: 1968

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: قمر حلتنــا (قصة) (Re: محمد يوسف الزين)

    "عماراتاً شواهق تطرد من رواكيبنا الشمِسْ"...

    الى كل ليالي اللاوعي..الى كبدِ الاشياء التي لم اعرفها ، الى منتهى الحماقة التي لم اعي بعدها الندم ،
    من فرط السخرية كان الكل قد أخذه الاعصار الى الشتات..حين ضحك علينا "عادل حمودة" ونحن نبكي ونلهث..
    عندما كنا نحتضن رقعتنا وننقل قطعنا في تذاكي كان هناك شئ يحترق في الخفاء ، عندما كانت جفوننا تتورم أرقاً كانت هناك أيدي قدرية تغزل لنا أشياء أخرى فوق احتمالنا ،
    لمحته الان عبر شباك العربة المركونة القديم ، يجلس وحيداً يتدثر الغطاء ، يبحلق في الشارع.. يكشر قليلاً عندما تنعكس اضواء السيارات المارة على وجهه ، ساكناً متنهداً كارملة في ليلة موت زوجها..تنظر الى اولادها والى ليلها..فلا يعبر عن حزنها الاكبر سوى وجه كئيب ودمعة أخيرة بطعم الحرمان..كم تعتـّق البؤس هنا في هذا المكان وفوق هذين الكراسي..
    ما الذي يجمعنا الآن وماذا نقول؟
    شئ غريب يخرج مع الانفاس الساخنة والأعين المتحجرة..رائحة القسوة التي تولد الآن في قلوب كل الاحجار تفوح حول المكان..مبضع بارد قد شق صدر صديقي الأوحد..
    هذه يا صديقي حماقات بواقي الطفولة ، حين لا يشفع لنا عمر أو حماقة..
    حين قتلنا جلستنا من اجل لا شئ ولا شئ هو ما حدث..

    -5-

    أمام منزلنا المتواضع الذي يبعد نحو ثلاثين متراً من الشارع الاسفلت جلسنا تحت الشجرة نهاراً ، مقص ومرآة وكرسي..ربما ، نلعب الشطرنج..ربما ، نضحك ونحكي ونتزاعق ..أكيد..
    قيلولة هادئة رغماً عن صخبها ،

    "لماذا هي؟ ما هذا..ومتى؟" ،

    ونحن..أولاد الحلة نضيع وقتنا في بعض الآمال المفقودة وببعض الاشياء..كرسي الحلاقة والمقص والمرآة كنا نفتح طريقاً لنا أو هكذا كنا نظن.
    دولاب سيارة قديم مزروع في الارض وكرسيين أو اكثر أو أقل وبضعة أحجار كبيرة يتوزع فيها أنا وحسام وأمجد وهيثم وأحمد وكل من يمر أو يُرسل الى البقالة فيأتي بكيسه وينضم الى قيلولتنا بعض الوقت الى أن ترسل أمه أخاه الصغير تسريعاً "للكيس" الذي ربما يكون مهماً كأحد ملحقات "حلة" الطبيخ من بهارات أو زيت..
    يتقدم الوقت بطيئاً وشجرتنا تظلل علينا من غير حوجة لها..وتمر "قمر حلتنا"..لا بد ان تمر..حتى لو لم تأتي ذلك اليوم..فقد مرت..وقد سكت الكل عن الكلام..وكلنا نظر بعين خفية الى أمجد وفي خاطره أن أمجد قد قرأ كل الخبايا..وأننا فُضحنا وقد طفت هتافات نفوسنا وسمعها أمجد..لماذا اختار الكل القمر؟..لماذا اختارها أحمد؟..والقمر مربوط بألف عُقدة وعُقدة! ، ماذا تعرفون أنتم عن عمركم وعالم الكبار الحقيقي والذي تحكمه الف طريقة ولا تعرفوها ، أيها الأطفال يا لحماقتكم! فأنتم أطفال وهي ليست طفلة حتى لو كانت تصغركم..
    عندما وقفت سيارة تلمع عواكسها أمام منزل أمجد واخوته السبعة وأمه الحاجة سميرة والقمر..كانت لحظة احترقت لها دواوين حمودة وسكت لها عود المكانيكي وسقطت أوراق شجرة النيم من فوقنا نحن الجالسون أمام منزلنا الذي يبعد نحو ثلاثين متراً من الشارع الكبير..
                  

06-17-2009, 12:29 PM

محمد يوسف الزين
<aمحمد يوسف الزين
تاريخ التسجيل: 02-08-2008
مجموع المشاركات: 1968

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: قمر حلتنــا (قصة) (Re: محمد يوسف الزين)

    -6-
    "هذه يا صديقي حماقات بواقي الطفولة ، حين لا يشفع لنا عمر أو حماقة..
    حين قتلنا جلستنا من اجل لا شئ ولا شئ هو ما حدث.."


    في "يناير" آخر كنت أن أعود لحينا القديم لأعيش بعض قصتي الأولى ، لأكترع بعض كؤس الندم على بعض الحماقات ولأجعل بعض غرباني تسخر مني ..من أين يأتينا الألم؟ لماذا له دائماً هذا المنبت الخبيث الذي يحييه شئ تافه بالغ البساطة رائحة..كلمة..نسمة هواء..أشعة شمس....فتخرج منه هذه الشجرة الكبيرة التي لا نعرف كيف نجتثها حينما تتغذى من كل الآلام والذكريات؟!
    أعود لمشهد خالد كخلود يوم وداعنا..حين يجفف هواء يناير البارد عصير قلب قديم مفجوع من عينيّ..
    أعود لأيامي في خجل فأخاف أن يخذلني قناعي الواهي فأفتضح..
    أعود وقد زرت "حلتنا" كثيراً ، عابراً ومعزياً ومباركاً..ولكن لسبب ما كانت عودة "أحمد" صديقي من الغربة هزيمة لكل مشيئتي التي نسيت كل الحماقات..سبعة سنوات تفصل جلستنا الأخيرة ومن دموع "أحمد" الساخنة المريرة التي سالت على يدي وغادر بعدها..
    سبعة أعوام كانت تكبر فيها أمامي عظمة حماقتي كل يوم ، كانت تكبر في الخفاء بعيداً أيامي التي طاوعني فيها النسيان ، ولكن هاهي تتسلل اليوم لتكوّن صورة شديدة الوضوح ، لقد كانت تخدعني..بشدة.

    توفي صابر المكانيكي وسكت عبده قيجي أخيراً عن الغناء وانزوى في ركن دكانه ، هاجر حمودة الشاعر الى أوروبا كمثوىً أخير يكتب فيه بكائيته الخالدة عن "الرواكيب" ، حسام ومنزلهم تغير..فما عادت غرفة الطين غرفة طين ، جفت آخر أغصان شجرتنا التي كانت تحتضن اجتماعاتنا.
    رأيتها مرة يتبعها طفلان وتحمل الثالث في يدها..القمر..أو الذي كانته..
    رأيتها فانتهت البقية الباقية من لوعتي للأبد مع ذلك المشهد..
    ماذا تبقى من ضوء القمر..شئ من ذكريات كانت لولا حماقاتي قصاصات أرجع لها منشداً شأنها كشأن كل ذكرياتي ذات الروائح المسكرة.
    ولكن ذكرى القمر..كانت تنتهي الى ليلة واحدة..فقط ظلت حرارة دمع ذرفه أقرب أصدقائي "أحمد" تحرق يدي طيلة هذه السنين..
    جلست معه والشارع الأسفلت والهواء والجيب وزجاجات الحليب..نفس التفاصيل هي هي..بعد سبعة أعوام..حتى انه اختفت من أمامنا كل الأشياء الدخيلة على ذكريات جلستنا..هذه المحلات الجديدة وأعمدة الاضاءة في الشارع..حتى خيل لي أني أسمع الآن غناء قيجي قادماً من بيت صابر وتخالطه أصوات أولاد حلتنا من تحت الشجرة..استدعينا أيامنا وكل أشياءنا التي عرفناها..كل شئ إلا يوم الوداع الأخير.. ، راح يحدثني عن دراسته في الهند ثم التحاقه بعدها بالدولة الخليجية التي تعيش فيها أخته..تذكرنا أيام "الدافوري" والشطرنج وحسام وأمجد بكثير من الفرح..فعل الحليب البارد فعلته بنا..رحلة الى براءة الأيام الأولى..إلا القمر..
    وقفت كلمات وأبت أن تخرج..أردته اعتذاراً وتوسلاً ولكني ظللت صامتاً..سكتنا طويلاً..
    ربت صديق طفولتي على كتفي وقال.."انت لسة متذكر؟" ، أجبته بايماءة وانا انظر بعيداً..
    هتف فجأة.."رأيك شنو في قيم شطرنج..تصدق أنا لي سبعة سنة ما لعبت" ، ضحكت كما لم أضحك من سنين وأجبته "جداً لكن بغلبك" ، ضحكنا أكثر عندما أحضر أحمد تلك الرقعة نفسها التي استبدلنا أحد جنودها بـ"صامولة" أخذناها من عربة "جيب" تقف أمام أحد المنازل المطلة على الشارع الأسفلت.

    انتهـت
                  

06-18-2009, 04:51 AM

حمور زيادة
<aحمور زيادة
تاريخ التسجيل: 03-28-2007
مجموع المشاركات: 12116

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: قمر حلتنــا (قصة) (Re: محمد يوسف الزين)

    Quote: لانثى في أول عصور احتياجاتنا البدائية كانت اعصاراً


    اخذتني القصة جدا يا محمد ..
    قرأتها منذ اول امس اكثر من مرة.
    اما العبارة اعلاه فظلت تدق بيبان انتباهي و شرودي.. لأسباب خاصة.
                  

06-18-2009, 05:31 AM

Emad Abdulla
<aEmad Abdulla
تاريخ التسجيل: 09-18-2005
مجموع المشاركات: 6751

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: قمر حلتنــا (قصة) (Re: حمور زيادة)


    ممتع يا أحمد ..
    يسعد صباحك ياخي زي ما اسعدت صباحي بهذا الحكي الباهي .


                  

06-18-2009, 09:44 AM

محمد يوسف الزين
<aمحمد يوسف الزين
تاريخ التسجيل: 02-08-2008
مجموع المشاركات: 1968

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: قمر حلتنــا (قصة) (Re: Emad Abdulla)

    عماد عبدالله

    كاتبنا الكبير


    شرف لي
    أن تمر وتقرأ

    وشكراً على "التصبيحة" التي اثلجت صدري.

    الدعوات الخالصات
                  

06-18-2009, 09:29 AM

محمد يوسف الزين
<aمحمد يوسف الزين
تاريخ التسجيل: 02-08-2008
مجموع المشاركات: 1968

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: قمر حلتنــا (قصة) (Re: حمور زيادة)

    شكراً جزيلاً جداً حمور

    كنت احتاج الى قراءتك فعلاً
                  

06-28-2009, 01:47 PM

محمد يوسف الزين
<aمحمد يوسف الزين
تاريخ التسجيل: 02-08-2008
مجموع المشاركات: 1968

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: قمر حلتنــا (قصة) (Re: محمد يوسف الزين)

    ..
                  

07-01-2009, 07:52 AM

محمد يوسف الزين
<aمحمد يوسف الزين
تاريخ التسجيل: 02-08-2008
مجموع المشاركات: 1968

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: قمر حلتنــا (قصة) (Re: محمد يوسف الزين)

    إلى القمر ..
                  

07-12-2009, 07:03 AM

محمد يوسف الزين
<aمحمد يوسف الزين
تاريخ التسجيل: 02-08-2008
مجموع المشاركات: 1968

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: قمر حلتنــا (قصة) (Re: محمد يوسف الزين)

                  

08-04-2009, 01:35 PM

محمد يوسف الزين
<aمحمد يوسف الزين
تاريخ التسجيل: 02-08-2008
مجموع المشاركات: 1968

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: قمر حلتنــا (قصة) (Re: محمد يوسف الزين)

    AGAIN
                  

08-06-2009, 04:38 AM

محمد الطيب يوسف

تاريخ التسجيل: 02-22-2008
مجموع المشاركات: 3088

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: قمر حلتنــا (قصة) (Re: محمد يوسف الزين)

    عاوز أرفع البوست الطاعم ده وجاييه بعدين بي مهلة
                  

09-30-2009, 08:20 AM

محمد يوسف الزين
<aمحمد يوسف الزين
تاريخ التسجيل: 02-08-2008
مجموع المشاركات: 1968

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: قمر حلتنــا (قصة) (Re: محمد يوسف الزين)

    مع الارشيف

    شكراً للروائي محمد الطيب يوسف
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de