|
طالمـــــا الصنـــدوق مقــــــدود
|
أيام الدراسة الابتدائية اتفقنا نحن شلة بغير شعور على كراهية مادة (الحساب)، كانت الحصة الأولى بالنسبة لنا موسماً للرعب، لأن الأستاذ اكتشف تلك العلاقة المتوترة أو المنقطعة بيننا والرياضيات، فركز علينا ظنّاً حسناً منه – جزاه الله خير- بأننا يمكن أن نتحسّن خاصة بعد الوصية الذهبية له (ليك اللحم ولينا العضم)، فأصبحنا هدفاً مشروعاً له يبتدئ بنا الحصة صباحاً لحل تمرين الأمس والغريب في الأمر أننا كنا ننجح إلى حد مّا في تجاوز تلك المحنة الصباحية بـ(التيلة)، ثم تجيئ مراحل جمع الكراسات في الحصة عدا كراسات الأربعة العظام فإنها تصحح مباشرة (لايف) على مرأى من التلاميذ، فينهال علينا التوبيخ أولاً ( حمير... فاضين انتو من لعب الكورة والبلي والنبل.. وإنت عامل لي فيها بيليه خلي الكورة تنفعك)، وينتهي الأمر عادة بثلاث جلدات على كل مسألة خطأ (طبعاً بحصل تخفيض لو التمرين كلو خطأ).. وكان أستاذنا عبد الكافي عبد الرحمن (عليه الرحمة) يصف الحساب بأنّه (فرّاق الحبايب). قضينا المرحلة الابتدائية تحت ظل هذا الارهاب (الرياضياتي) وقد حدث تقدم ملحوظ في حل المسائل إلا أنه لم يكن يعني أنّ علاقتنا بالرياضيات قد تحسّنت، والغريب في الأمر أنّ كل معلمي الرياضيات الذين مرّوا علينا كانوا لا يحتاجون هذه الرياضيات ليخاف منهم التلاميذ بل كان الواحد منهم يبدو شرساً (منو وفيهو) ثم تأتي الرياضيات فتجعله وحشاً كاسراً في نظرنا آنذاك. بعد أن تخطينا المرحلة الابتدائية ترافقنا، ولكن كان المنهج بالنسبة لنا أسهل، وكان تجريبياً، ولكنه لم يشفع للرياضيات بأن نغير رأينا فيها بل كنّا على قلب رجل واحد ضدها أينما كانت هذه المدعوة الرياضيات، وأذكر أننا في بداية تلقينا علوم الجبر تبرم أحد أولئك (الفرد) من هذه المادة، وقرر أن يقاطعها لأنّها في نظره غير مجدية، وكان مستعداً لأن يترك الدراسة لأجلها (الغريبة إنو الآن موظف بنك)، وعندما حاولنا أن نثنيه عن رأيه قال إنه سيذهب اليوم عصراً حاملاً نقوده إلى الدكان ويعطيها البائع ليقول له:( اديني سكر بي (ص) جنيه وعيش بي (س) جنيه ورجع الباقي) محتجاً بذلك على مسائل الجبر وعدم جدواها. والعبرة هنا - مع احترامي لكل نظريات التعليم والتعلم – أنّ مادة الرياضيات تحتاج (لفرشة) نظرية، وتمهيد يؤكد أهميتها لذلك (الفردة ومن لفّ لفه). والغريبة كان لنا صديق آخر يستمتع بها إيّما متعة وكان يحمل معه كتاب (المثلثات) الشهير إذا كان على سفر حتى يقصر المسافة فوصفه أحدنا بالثقالة، وقال له إنّ هذا الكتاب يذكرني بـ(النزلة) التي تسخن الوجه. في مرحلة لاحقة تفرّق دم الشُلّة بين الثانويات، ولكن الطبع يغلب التطبع.. هنا ظهر العداء المستحكم لهذه المادة، و وجدت شلة جديدة وآليات أكثر مضاءً في مكافحة هذا العدو المُسمى بالرياضيات؛ أدنى هذه الطرق في المكافحة كان (الدكّ) أن (تُجلي) الحصة من أصلها لاسيما أنّها كانت فاتحة اليوم الدراسي أو تجعل وقتها للونسة وحلّ الكلمات المتقاطعة وتحليل الدوري وما إلى ذلك من الأنشطة المسائية التي كنا نتابعها آنذاك. وأطرف ما سمعته حين ذاك بعد خروجنا من ورقة الرياضيات قي امتحان الشهادة أن سألني (الفرده): هل قابلتك تلك المسألة الغريبة والتي تقول: صنوق به فتحة في أسفله وداخله 12 كرة ثلاث حمراء وأربع صفراء وخمس خضراء. فما هو احتمال أن تخرج ثلاث كور حمراء وأربع خضراء؟ وكان مندهشاً. اجبته بأن المسألة قابلتني واجبت عنها. ففاجأني بأنّه أجاب عنها أيضاً بقوله: (طالما الصندوق مقدود كلهن ممكن يمرقن) ولم يدر بخلد ذلك الصديق أنّ الاحتمالات كان باباً كبيراً في كتاب الرياضيات. (هو فاضي؟)
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: طالمـــــا الصنـــدوق مقــــــدود (Re: خالد سند)
|
Quote: صنوق به فتحة في أسفله وداخله 12 كرة ثلاث حمراء وأربع صفراء وخمس خضراء. فما هو احتمال أن تخرج ثلاث كور حمراء وأربع خضراء؟ وكان مندهشاً. اجبته بأن المسألة قابلتني واجبت عنها. ففاجأني بأنّه أجاب عنها أيضاً بقوله: (طالما الصندوق مقدود كلهن ممكن يمرقن) ولم يدر بخلد ذلك الصديق أنّ الاحتمالات كان باباً كبيراً في كتاب الرياضيات. (هو فاضي؟) |
هلا ياسندة وكل سنة وانت طيب
___ ما قال بجي مالو ما جا
| |
|
|
|
|
|
|
|