في الحي الغربي من أم قرانا ـ الفرشاية ـ يوجد رجل إسمه عم فاضل
كعادة القرويين، يصحو مبكرا، ويصلى الفجر في المسجد
ويعود إلى بيته بعد أن يكمل تسبيحاته مع مطلع الشمس
وهو يحل بقرته، أو يربط معزته أو سخلها، أو يتفقد حماره، أو يعيد تصليح جزء من الحوش الذي خربه الشفع أو الصبية في لعبة ام لبد لبد في الليلة السابقة؛ في وقت المغارب أو آناء الليل حين يكون القمر
يرسل عم فاضل النداء
عم موسآآآآآآآآآآآآآآآآآ
ويرجع صدى النداء محتقباً أمنيات عم موسى الصادقات
إبراهييييييييييييييييييييييم
ويرجع الصدى ممتشقا دعوات إبراهيـــم الصالحات
مستورآآآآآآآآآآآآآآآآآآ
ويرجع الصدى ممتشقا أمنيـــات مستورة الباهيات
عيال آدآآآآآآآآآآآآآآآآم
ويرجع الصدى محتشدا بأمنيـــات أولاد آدم الطيبات
عشآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآ
ويرجع الصدى ممتلئا بأمنيـــات عائشة الحميمات
!!!
هكذا، في كل صباح، نداءات عم فاضل جزء من ذلك المكان وذلك الزمان
مثل الدروب العتيقة التي تجيئ بالناس من قراهم وتؤدي بهم إليها
أو إلى مزارعهم ومنها
مثل شجرة الجميز
مثل الطاحونة
مثل المدرسة
مثل البهائم والكلاب
مثل الطيور
حين يسافر عم فاضل؛ يصاب المكان بالوحشة، والزمان بالإرتباك
وعبر هذه النداءات وكيمياء الصدى والردود، يعرف عم فاضل وبقية الناس أن نزلة ألمت بعم موسى
وأن هناك بحة في صوت عائشة
وأن شيئا ما في صوت زيد أو عبيد من أولاد آدم
والله هو المعين قبل الايادي التي تخرج من هنا أو هناك
والأقدام التي تمشي صوب صوت بح أو وهن!!؛
وعم فاضل، بالرغم من أنه من العساكر المرافيت، إلا أنه ـ ربماـ لا يعرف شيئا عن أمراض الدنيا الجديدة ومنها (مرض الدبرشن وتفضيل العزلة) الذي يسببه طفيل يقال له الضوضاء، ومن بين الأماكن التي يتكاثر فيها هذا الطفيل؛ البوردات!!؛
نعم، عم فاضل يعرف أنه لا يحق لأحد أن يقول للناس في
الملجة "أن أخفضوا أصواتكم"؛ ولكنه يعرف كيف يبتاع منك أو يبيعك شيئا بأن يسوقك إلى ركن ما يسمح لكما بأن تتبادلا بعض التفاصيل
ولكن أهم ما في الأمر، أن عم فاضل يحفظ المثل الاسكندنافي الذي يقول؛
"إن أكثر الناس صراخا هو أقلهم حجة"
عاطف عبد اللآآآآآآآآآآآآآآ!!!؛
................
................
في
إنتظار
الصدى