دعواتكم لزميلنا المفكر د.الباقر العفيف بالشفاء العاجل
|
حكايات حنين.. عصفورتان بلا حجر
|
الحكايات المقصودة هنا هي حكايات الأخت حنين: مذكرات إنسانة مشكلتها إنها سمينة
لماذا عصفورتان وليس عصفوران؟ لأن كل عصفورة يمكن أن تنجب عصافير أخرى كثيرة ولماذا بلا حجر؟ لأن حكايات حنين، أقرب إلى إستئلاف العصافير منه إلى فكرة صيدها
ثم هناك شجرة العصافير المستألفة؛ ونقصد بها جسد الحكايات وفنياتها، ومن هنا نبدأ ؛
تبني حنين حكاياتها على المنولوج بشكل أساسي ليداخله الحوار، ومن أهم سمات سردها هي القدرة العالية على مداخلة المنولوج مع الحوار في السرد، بطريقة سلسة لطيفة منسابة بلا نشاز، وهذا دليل موهبتها السردية العالية. والمنولوج بطبيعته حميم ومن أكثر الأدوات السردية قدرة على الإيحاء بالصدق، ليأتينا الحوار بتعدد الأصوات وكشف التناقض ومن ثم تعميق الوعي بالقضية/ المضمون. وهي الطريقة الأولى والأجمل في الحكي، طريقة حبوباتنا التي، على أساسها، يتشكل أصل وعينا بجماليات وفنون السرد
في بادئ الأمر، ربما، يدخل المرء إلى حكايات حنين بدافع الفضول، وبأفكاره المسبقة/ المشكلة/ المكونة/المنحازة بشكل ضدي في أغلب الأحيان تجاه الإنسانة/الإنسان السمينة/السمين، لكن سرعان ما يجد نفسه وقد أوغل في عوالم لم تكن في الحسبان، عوالم مليئة بالحميمية والسخرية والمعرفة، وكل ذلك عبر إبداع الأخت حنين السردي الذي ينقلك إلى زمان ومكان الحدث، بل ويجعلك تحس بإنك جزء منه إن لم يصيرك زينب أو أيا من شخصيات الحكاية
السخرية كأداة لكشف تناقضات الواقع؛ فبالإضافة لما ينضح به جسد الحكاية كلها من السخرية، من خلال المفارقات التي ينتجها وضع الإنسانة السمينة؛ عبر التناقض الحجمي، النفسي، والتناقض في الرأي تجاه الأشياء أحيانا، فهناك المفارقة السياقية من شاكلة "بونسوآآآغ" ـ تحية المساء الفرنسية، التي تقال للخالات العواجيز، وأيضا استعمال الإكليشيهات الذي يعمق هذه السخرية، مثل: "أعملوا كستليته".. "الفاميلي سايز".."الوحش الكاسر" ... إلخ إلخ
العصفورة الأولى؛ وعبر كل ما سبق، تكشف الحكايات عن المضامين العميقة لقضية كيان إجتماعي مهمش أو مقهور عبر وضعه محل السخرية، والتحيز ضده في الآراء الجمالية " حسي احمد ود خالتي ماشاف اضنينو العامله زي الاريل دي "، وحتى تهميشه في السوق! "والله شوفي يا بت العم إحنا ما عندنا حاجه قدرك وما أظن كان مالقيتي عندنا تلقي عند زول تاني ....أنت احسن ليك تخيطي وترتاحي.. الناس دي مالها بجم كدا.....في أوروبا في دور أزياء كاملة للناس السمان وكما ن دايرين عارضات امانه أنا لو مشيت اطقش كلوديا شيفر زاتها" إلخ إلخ. وهنا يتم استبطان الاقتراح، حيث هناك، في أروبا، يتم الإلتفات إلى الكائنات المهمشة والعمل على إيجاد الحلول لقضاياها رغم وجود التحيزات بالطبع، بعد أن يتم الكشف عن أنه لا يحدث عندنا أي من ذلك! ؛ وبممارسة زينب ـ الراوية ـ للسخرية على نفسها بهذا الشكل الهادف، فإنها، "تقتل الدش" في يد العدو، الكائن المضاد، وبأقوى أدواته نفسها!!؛
وهكذا تكشف حكايات حنين القضايا محل الصراع، وتقترح لنا وعيا جديدا. وأهم ما في ذلك أنها تستطيع عبر السرد من هزيمة وعينا المشكل وتجريده من دوغمائيته وأحكامه المسبقة، ولو مؤقتا، بلا أي شعارات أو إدعاءات، وهذا أجمل وأقوى ما فيها، فمثلا، في مدخل الحكاية الثانية التي تبدأ ب" اسعد اللحظات هي التي اكون أنا هو لوحدنا فقط ولا أحد معنا....عندما انظر اليه أذوب شوقا وحنانا..... وعندما أتأمل لونه الفتان أحس أن الأرض تتهاوى من تحت قدمي...أمد أناملي بكل حب الدنيا لالتقي به..ااه منو الحلبي دا...وين مصطفى سيد احمد لمن قال الصباح الباهي لونك.....أكيد كان بيعاين ليك" مثلا، فإن جلنا، إن لم يكن كلنا، قد استعمل وعيه المشكل، وفهم على أساس الشروط المسبقة لهذا الوعي المشكل، الذي يستبطن التحيزات، أن زينب تتحدث عن "حبيبها الرجل" ولكنها تفاجأنا، بل وتفضحنا، بأنها تتحدث عن الكعك!!؛
هذا بالإضافة لما تمدنا به الحكايات من معرفة والتفكير في اللامفكر فيه، كأن نعرف أن زينب تعني البنت السمينة، وميساء النحيفة، أو قل؛ غير السمينة..إلخ
العصفورة الثانية؛ وكل ذلك يتم عبر اللغة المحكية اليومية أو ما يسمى بالـ Lingua Franca وهذه اللغة بالرغم من حميميتها وواقعيتها، وإمتلائها بالجمال وقدرتها على حمل الأفكار، إلا أنها أيضا مهمشة، من واقع سلطة لغوية مشكلة في وعينا تفترض أنها أدنى مستوى إن لم توصف بالعجز، بالرغم من أنها لغة الناس الحقيقية، وبالرغم من ما يثبته شعر حميد، عثمان بشرى، عاطف خيري، يحيى فضل الله، ومن قبل الشعر الغنائي، الحقيبة، وخليل فرح، وقبل كل ذلك السرد الحبوباتي، ولكن!؛
ولما كان من أهم سمات اللغة المحكية أنه لا توجد عتبة بين الفكرة وطريقة أدائها فإنها تكون في الواقع أكثر شفافية، بمعنى آخر أن الكاتب ـ في أغلب الأحيان ـ عندما يقوم باستعمال لغة رسمية فإنه في الواقع يقوم بعملية ترجمة داخلية لفكرته من اللغة المحكية ـ التي هي الصانع الحقيقي لوعيه وبناء خياله باعتبارها لغة المجتمع/الموضوع/التجربة الحقيقية actual إلى اللغة الرسمية formal التي هي لغة مستعارة/مفترضة virtual وأظن جلنا يعلم الفارق بين الترجمة ـ مهما كانت مبدعة والنص الأساسي، وهذا ما يعاني منه جلنا، بسبب العادات الذهنية المكتسبة التي تكرسها فينا بنية السلطة ـ بالمعني العام للكلمة
وهكذا تحطم حكايات حنين أساطير السلطة واحدة بعد الأخرى. وتسجل ريادة ضمن ريادات آخرين سيسجلها لها التاريخ يوما ما
هذا مجرد غيض من فيض، وأرجو أن تواصل الأخت حنين وتمتعنا بحكاياتها
وبالمناسبة يا حنين، قصة السلاحف برضو لذيذة بشكل ما عادي، لكن وين الحلقة الرابعة من مذكرات زينب؟؟
وكل سنة والجميع بخير
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: حكايات حنين.. عصفورتان بلا حجر (Re: أبكر آدم إسماعيل)
|
يا زوووووول دا كلو لي؟؟؟؟ والله يا استاذ ابكر ماعارفه اقول ليك شنو انت عارف راسي كبر لمن عيوني جات بالجمبه وبقيت اشوف الكمبيوتر من ورا.لووووول اول مره نزلت مزكرا ت زينب قلت في نفسي الليله انا الخلاني اعمل كدا شنو ؟؟ مين وين حجيب الكلام الباقي لكن سبحان الله كل يوم برزقو مش كدا والله والله كلماتك اكتر من مشجعه وحاسه اني عايزه اجمع كل معاني الامتنان واقولها ليك ….بس ما عندي ليك اكتر من كلمه اقولها ليك بصدق…..شكرا شكرا ليكم …..الله لا يحرمني منك يا رب بالمناسبه يا استاذ قصه السلاحف دي ما من عندي ميه الميه.. ….اصلي قريتها في مجله اطفال زماااان وانا صغيره ومن يومها علقت في راسي فكرتها
| |
|
|
|
|
|
|
Re: حكايات حنين.. عصفورتان بلا حجر (Re: حنين)
|
الأخ ابكر سلام أردت فقط أن أسجل إعجابي بقدراتك النقدية .. لم يسعدني الحظ بقراءة رواياتك التي سمعنا عنها ما حفزنا على اقتناءها ولكن العين واليد كلاهما قصيرتان ... لم أعثر على أي منها في المعارض التي زرت ومكتبات صنعاء .. والآن بانتظار العزيز نهى لتفي بوعدها وترسلها لي .. كيف يمكنك امتطاء ثلاثة أحصنة جامحة؟ يا لبراعتك ....
| |
|
|
|
|
|
|
Re: حكايات حنين.. عصفورتان بلا حجر (Re: أبكر آدم إسماعيل)
|
لو كنت رددت عليك هناك في بوستاتك...لا اظنني سألفت نظرك كثيراً لإعجابي بك...لأنني سأكون واحدة من كثر قلت الحق هنا قبل أن يكتمل العدد ويغرق الباندوث
ليس فقط احب ما تكتبين ايضاً اشعر بأنك شخصاً من الذي يجب السعي نحو مصادقته
لا اجد الكثير الذي يجب أن يقال اكثر مما قال الأستاذ أبكر...وشهادة استاذ مثله يجب أن تبروز...بجد....حفظك الله وقلمك ذاك الذي يمتعنا بسلاسة ودودة غريبة تخيلي لو فلحنا في مواجهة ما يقابلنا في الحياة من مشاكل صعيبة بروحك المتفائلة الجزلة؟؟؟ كان الحال بقى غير الحال
وداً كثيراً يا مميزة
| |
|
|
|
|
|
|
Re: حكايات حنين.. عصفورتان بلا حجر (Re: أبكر آدم إسماعيل)
|
يا اخوانا والله دا كتير على انا ما بستاهل داكلو بس من طيبه قلوبكم وحنيتكم اللي بدعي الله انو ما يحرمني منها انا بالجد متاثره والكلام غالبني الرائعه بت قضيم انا اطلع شنو جمبك يا غاليه وانا في ديك الساعه لمن زوله زيك تكون صديقه واخت لي انت تشرفي وتدخلي البيت من غير استاذان ونحن نكون ضيوفك يا فرده تعالي في شمار كتييييير ممكن نفتو ودمت لي
| |
|
|
|
|
|
|
Re: حكايات حنين.. عصفورتان بلا حجر (Re: أبكر آدم إسماعيل)
|
لم يحالفنى الحظ لقرأة حكايات الأخت حنين ولكنه وضعنى هنا أمام هذا التشريح النقدى الممتع وإن دل إمتاعه لنا - لى فإنه حتماً يدل على إمتلاك الأخ أبكر آدم على أدواته النقدية والسيطرة عليها دفعنى هذا إلى أقوم بألبحث عن الحكايات وقرأتها
لك التحية
| |
|
|
|
|
|
|
Re: حكايات حنين.. عصفورتان بلا حجر (Re: رانيا مامون)
|
الأخت حنين وما قلناه هو إحقاق لحق ومنتظرين الشمار كمان
الأخوات بت قضيم رانيا مأمون، تحياتي
الأخ سنجاوي القومة ليك، وشكرا لحضورك بيننا في غياب (الآخرين)، ولولا حضورك هذا، فلربما أضطرت الأخوات العزيزات لوضع حجر حتى لا أجلب لهن النحس ولرحلتنا، أو لربما ظهر جدي بأدواته (القمعية) رغما عن وجود الأخت جندرية! I'm just playing
الأخت جندرية شكرا لثقتك في قراءتي وفيما يخص الروايات، فالظاهر أن هناك مشكلة حقيقية في توزيعها، لكن على كل حال هي موجودة في الخرطوم، الطريق إلى المدن المستحيلة وأحلام في بلاد الشمس؛ في مركز الدراسات السودانية، أما الضفة الأخرى، ففي مكتبة عزة ـ جوار جامعة الخرطوم.
غايتو؛ إذا كان عندك زول مجبور عليك في الخرطوم، ممكن يرسلهم ليك من هناك
| |
|
|
|
|
|
|
Re: حكايات حنين.. عصفورتان بلا حجر (Re: sudani)
|
هذه القدرة على التحليل تدهشنى، قراءة متكاملة وواعية لواقع مازال يمارس قهره وتسلطه علينا خاصة نحن النساء فى محتمع مازال وعيه يقوم على بنية الوعى التناسلى، أحييك على هذه القدرة الفياضة وهذا التشريح الممتع
احييك وليس غريب على من كتب اجمل الروايات التى تودى بنا حتما الى المدن المستحيلةفلك التجلة يا استاذ ابكر اشراقه
| |
|
|
|
|
|
|
Re: حكايات حنين.. عصفورتان بلا حجر (Re: Ishraga Mustafa)
|
استاذ ابكر لك تحياتى والعزيزه حنين صاحبة قلم خطير وتستحق الاشاده كنت قد شاكستها فى البوست الاول حتى تخرج المدفون وخفت من المواصله حتى لاتفهمنى غلط على كل حال دى سانحه طيبه عشان الواحد يشيد بيها ويتمنا ليها التقدم فى مجال الكلمه والحرف الى الامام يا سمينه
| |
|
|
|
|
|
|
|