|
Re: للنقاش ..... فرانكلــي و أخرين : ما هو رأي الدين في البرامج ال ( Cracked ) (Re: الأمين عثمان صديق محمد)
|
قال صلى الله عليه وسلم : ((الإثم ما حاك في صدرك وكرهت أن يطلع عليه الناس)) [رواه مسلم 2553, والترمذي 2389].
(...)
Quote: هل أعمل بأيسر الفتاوى أم بأحوطها ؟ الحمد لله فلقد كثر العلماء وطلاب العلم في زماننا وكتب الفتاوى ، ولكن المسألة التي تحيرني إختلاف الفتاوى فإذا وجدت فتوى تقول بالتحريم وأخرى تقول بالتحليل فبأيهم أعمل ؟ هل بالأيسر ؟ أم بالأحوط ؟ أم بالأقرب للحق من وجهة نظري الشخصية ؟
وأنا بصراحة أعمل بأيسر الفتاوى وأقلها مشقه على نفسي فهل في ذلك عيب وحرج علي ؟ وجزاك الله خير يا شيخ على جهودك معنا الحمد لله وبعد.... إذا اختلفت الفتاوى على المرء لجأ إلى الترجيح بالدليل إن كان من أهل الترجيح, لأن هذا هو الأصل, وهذا هو الذي أمر الله به, قال تعالى: {اتبعوا ما أنزل إليكم من ربكم ولا تتبعوا من دونه أولياء قليلاً ما تذكرون}. وقال سبحانه: {قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين}. ومتى خرج الإنسان عن اتباع الدليل ضل السبيل, و لذلك لا يجوز للمسلم أن يختار من الفتاوى المتعارضة ما فيه مصلحته, وما وافق هواه، دون قصد الحق, والنظر في الأدلة. قال تعالى: {أفرأيت من اتخذ إلهه هواه }. وقال تعالى: {ولا تتبع الهوى فيضلك عن سبيل الله}. فإن لم يكن من أهل فهم الدليل و لا يستطيع النظر في ذلك, اختار من الفتاوى ما اطمئن إليه قلبه, لا ما مال إليه هواه. والمقصود بالاطمئنان: أن يكون قصد القلب معرفة الحق, وطلب رضى الرب, ولو عارض مصلحته, وخالف هواه. وقال صلى الله عليه وسلم : ((الإثم ما حاك في صدرك وكرهت أن يطلع عليه الناس)) [رواه مسلم 2553, والترمذي 2389]. و يرد في هذا المقام حديث وابصة بن معبد رضي الله عنه قال أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: ((جئت تسأل عن البر والإثم)) قلت: نعم, قال: ((استفت قلبك. البر ما اطمأنت إليه النفس, واطمأن إليه القلب, والإثم ما حاك في النفس, وتردد في الصدر, وإن أفتاك الناس وأفتوك)) [رواه أحمد 18035, وصححه الألباني]. والمقصود بالقلب هاهنا, قلب المؤمن الصالح, وقلب المؤمن الورع, وقلب المؤمن الواعي, فالمؤمن الذي يريد وجه الله، يتحرى الصواب, ويطلب الحق, فإن لم يتضح له عمل بما اطمأن إليه القلب, قلب الصدق, وقلب الإتباع, وقلب الرغبة في الحق, لا قلب اتباع الهوى, وتتبع الرخص. ومن عوامل الاطمئنان: - الأول: الأخذ بالأحوط في الأطعمة والأشربة. لقوله صلى الله عليه وسلم لعدى بن حاتم: ((إذا أرسلت كلبك المعلم فقتل فكل وإذا أكل فلا تأكل..)) [رواه البخاري 173, ومسلم 1929]. أي إذا أرسلت كلبك الذي عُلم الصيد فوجدته يأكل من الفريسة فلا تأكل منها. لأن الكلب إما أن يمسك الفريسة لصاحبه فلا يأكل منها، وإما أن يمسك لنفسه فيأكل منها, و قد يكون أمسكها لصاحبه و لكنه كان جائعاً فأكل منها، فمنع الرسول صلى الله عليه وسلم الأكل حين وقوع الشبهة. ومن أدلة الأخذ بالأحوط: قوله صلى الله عليه وسلم: ((دع ما يريبك إلى ما لا يريبك)) [رواه الترمذي 2518, والنسائي 5397, وصححه الألباني]. - الثاني: الأخذ بفتوى الأعلم, والأكثر, والأتقى, وأهل الاختصاص. فإن تعذر اطمئنان القلب لفتوى معينة مع بذل الجهد, وقصد الحق, جاز الأخذ بالأسهل, وإن كان الأولى, و الأحوط الأخذ بالأشد. وللمسألة تفصيل ليس هاهنا محله. واعلم أن المرء كلما ازداد علماً, وإيماناً, ازداد هداية للصواب, وسداداً في الحق. قال تعالى: {والذين اهتدوا زادهم هدى وآتاهم تقواهم}. وقال تعالى: {والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا} لأنه بالعلم يُدرك الخطأ من الصواب, وبالإيمان يوفق للسداد و الحق. وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم |
| |
|
|
|
|