الصحافة مهنة أخلاقيات رفيعة . وهناك ميثاق شرف أخلاقي بين الصحافي ومهنته ومن يقرءون له وأي خيانة لهذا الميثاق تسقط شرف الكاتب . والصحافيون المحترفون أكثر التزاما ب"أخلاقيات المهنة" . أما من يدخلون في بلاطها - وهم قلة – من اجل الشهرة أو المنفعة الشخصية ، فحتما إن مصيرهم هو "السقوط" . وهؤلاء فشلوا في مجال عملهم الأساسي ، فاستخدموا القلم مطية لتحقيق مآربهم الشخصية لا لتشحيذ الأذهان وبناء الأوطان .ويبدو حالهم ككتاب "العرض حال" . يلبسون مع كل حالة لبوسها ويتلونون "كالحرباء" . أقلامهم "جارحة ". وكلماتهم "نابية" . وإن حملت عليهم أو تركتهم "يلهثون". متملقون ويهاترون . وهذا النموذج للأسف وجد مكانا في صحافتنا . دخلوا المهنة من باب "الهواية" وكتابة "اليوميات" . وهذا النموذج جسده الصحافي المصري الراحل موسى صبري في روايته "دموع صاحبة الجلالة " وبطلها محفوظ عجب ، وهو شخصية جسدت الانتهازية بكل ما تحمل من معنى ، وهو من صنف "الدخلاء" على المهنة . وفي سبيل مصالحه الشخصية داس على كل القيم ، كرس قلمه من النيل من الآخرين ، وجعل الصحافة مطية للوصول إلى المسئولين و"جيوبهم" ينافق هذا ويبتز ذاك . ولا يحترم حق الزمالة ، فيسئ لزملائه ، وأسلوبه في ذلك ، "البذاءة" و"رذالة" المقاصد ، ويصفه أقرانه بصاحب "اللسان الزفر" . ينم هذا ويغتب ذاك مما سمم الأجواء في صحيفته ، ولم ينج أحدا من كيده . ولأنه ضعيفا ، كان كالخفاش يعشق الليل ، وينسج في خياله المريض "اوهام العظمة" بينما هو في حقيقته "وضيع" . في صحافتنا العربية ، وخاصة "إدارات أخبارها" ، وما آفة الأخبار إلا رواتها ، نماذج حية لمحفوظ عجب ، وفي صحافتنا نموذج شديد الفتك يمكن إن نسميه "صحافي أنفلونزا الطيور" ، فصاحبنا "رجب " يعمل العجب ، فهو ابرع من يكتب عن "الحيوان " ويعرف أمراضه وصفاته فهو معجب ب"الثعلب " ، ودائما ما يردد نشيد الابتدائية " برز الثعلب يوما في ثياب الصحافيينا" ، ويجيد التملق وهدفه ليس العقول وإنما الجيوب ، ، كتاباته لا تصدر من عقله وإنما من بطنه ، ويتصيد الدعوات لنيل الهبات والسفرات ، ويجيد التملق ، وغازل زميلا في "ليلة زفافه " ، حيث قسم تاريخ " الصحافة" إلى ثلاث مراحل وأهمها المرحلة الثالثة التي تبدأ بدخول أشهر كاتب في تاريخ الصحافة السودانية ، وهذا تعبير يستحق عليه "حق الملكية الفكرية" الذي أهله لزيارة "جنيف" و"هراري" وكانت مدفوعة الأجر، ونال منصب مدير مركز الملكية الفكرية في إحدى الكليات المتخصصة حتى صار "نابغة" زمانه. كانت بداياته بكتابة "اليوميات" في الصحف السيارة من باب "الهواية" ، جاء للصحافة من بعد فشله في إدارة "مزرعة دواجن" ، وحاله كحال "جورج اورويل" في مزرعته ، كتب صاحبنا زاوية يومية ، ونجح في تضليل " الرأي العام" لقدرته في قلب الحقائق وأصبحت زاويته إعلانا مدفوع الأجر ، يكتب عن "السكر" وهدفه "السكر" بضم السين حينما يرتاد موائد السفارات حتى ذكره رئيس التحرير بان لعبته مكشوفة ، ومازحه لماذا لا تغطي " حولية أولاد الناجي" . يخوض معارك "دونكشوتية " ويتوهم إن هناك من يسعى لتدميره حتى خرج منها "مخفورا" بحب الجماهير - وأظنه يقصد محفوفا - لان الأولى تقوده إلى المخفر بلغة أهل شمال الوادي ، ويدعي انه جاهز (للاعتقال) أو (الاغتيال) أي وهم هذا ؟ ففي إحدى مقالاته أساء لزملاء المهنة ووصفهم بما لا يليق ‘ فردوا عليه حتى اعتذر ، ولكنه اعتذار أقبح من الذنب ، ولم يملك الصحافيون إلا إن يكوروا شفاههم ويمطوها إلى الأمام ويحركوا ألسنتهم حتى ينطلق التعبير المناسب ، وقال احدهم مثل هذه الإساءات نتعامل معها بمبدأ النظافة من الإيمان . يتبع
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة