|
لوحة استشفت الوانها من قرمصيص عروس - الصحفي ابراهيم علي ابراهيم يكتب في رحيل الفنان حسين شريف
|
الصحفي ابراهيم علي ابراهيم يكتب : في رحيل البرنس الجميل الفنان حسين شريف -------------------------------------------------------------- نورسة وحيده في بحر اجاج .. تتابع السفن المغادره.. , شعاع من ضوء يطوف ارجاء امدرمان اوان السحر ..,..., موجة عاتيه من بحر سواكن لاتركن الي مستقر ..., نفحات من دعاش تضرب اطراف البوادي وسفوح جبال الشرق .. , شلالات من موسيقي الخليل .. وبعض انشاد حاج الماحي .. ووردة بللها الندي في يدي عاشقين عند شواطيْ ابروف .... , لوحة استشفت الوانها الزاهية من قرمصيص عروس في ليلة زفافها ..., انشودة . .. , مارش عسكري عند الطابيه ..... انه مزج من كل هذا وذاك ... الامدرماني الاصيل .. الشفيف الفنان .. الانسان حسين شريف .. صاحب الريشة .. والقلم ,, واللون .. والكاميرا .. ... التشكيلي الذي يرفع له علم السودان عاليا في كل المحافل ... من يملك الجرأة والتتحدي في التغني بعبقريته ومأثره نحيل واليف .. وطاهر يفيض تحنانا ..ويختبيْ خلف مقدرات فكرية .. توازي مقدراته التشكيليه .. ولكنه يؤثر الهدؤ والتواضع في زمن الضجيج والادعاء يسكن السودان حدقات عيونه .. وفيا له .. مستعصما بمبادئه .. ملتزما تجاه اهله وفنه حسين شريف واحدا من اكبر خسائرنا في سنوات الضياع هذه .. ..والتي اختار فيها الكثير من الشرفاء الانسحاب .. بعد ان عز عليهم هذا الهوان .. والاستهتار .. وحجم الضياع الذي يجابهه .. اهلنا الذين نزروا حياتهم لهم .. حسن شريف عمدة التشكيليين .. وواسطة عقدهم .. واحد الرواد القلآئل الذين وصلوا الي العالميه .. وهو الرائد الذي احتضن اجيال الفنانيين واقتسم معهم الخبز والاحزان والافراح في المنفي الطويل .. لم يترفع عنهم .. ولم يبخل عليهم .. ولم يندس خلف لوحاته .. ولم يداهن الزعامات .. ولم يتراجع عن الانتصار للحق ... انه مزج من كل هذا وذاك ...السينمائي والشاعر والمدافع عن بسطاء الناس وحقهم في الحياة الكريمة ... ظل الشهيد حسين شريف المدخل لقطاعات واسعه من المثقفين والمبدعين الذين لجأوا الي القاهره لدي رصفاءهم في مصر الشقيقه .. في كل محفل ثقافي احتفي به .. من معارضه .. الي افلآمه ففي اتيليه القاهره علي سبيل المثال .. ذاك المكان الهادي .. بأضواءه الخافته .. ودفْ المكان وحرارة الاحتفاء المصري المعهود بنا .. .. احتفي المبدعون بفيلمه " انتزاع الكهرمان " ..ذاك الفيلم الذي يحكي قصة واحدة من اعظم المدن التاريخيه .. سواكن ...بهر الاشقاء بهذا العمل .. ودارت حوارات رفيعة حول الفيلم ورؤيته المتقدمه .. والتي وصفت بانها تتجاوز كل اشكال السينما السائده الان .. ناهيك عن بعد الزمن الذي انجز فيه كنا شديدو الفخر بالاستاذ حسين شريف .. نحن مجموع السودانيين الذين دعاهم لحضور العرض ...................... ..................... وهكذ كان الراحل العزيز .. موقع تقدير واعزاز السودانيين .. كرمز من الرموز المشرفه التي احبها الناس ويسعون اليه من ل ارجاء البسيطه ... , همة عاليه تعادل طاقاته الابداعيه .. اهلته ليوضع في مصاف الفنايين التشكيليين العالميين ضمن كوكبة من التشكيليين السودانيين ... ولكن ضعف اعلامنا وصحفنا .. ظل يحول دائما دون ابراز دورهم وعكس حجم عطاءهم بالقدر الكافي ... سلام عليك في الخالدين ... سلام عليك ياحبيب البسطاء طاب قبرك ياحبيب ولينزل عليه المولي المقتدر رحمة ومغفره بقدر ما بك من جمال وانسانيه وبقدر حبك للسودان الذي اعطيته حتي اخر لحظه من عمرك الحافل بالمجد سلام عليك ياحبيب ....................... ...................... ابراهيم علي ابراهيم ايوا سيتي 2005-1-24.
|
|
|
|
|
|