|
تأثير الحـُب على المـخ كتأثير جرعة كوكايين عالية
|
أكد علماء في جامعة "يونيفرستى كوليدج" أن أعراض وقوع الإنسان في الحب لا تظهر فقط في صورة تعبيرات الوجه والسلوك, ولكن للحب القدرة على إحداث تغيرات في المخ, وفي أقصى درجاتها تشبه تأثيراته السلبية ما يعادل تعاطي الشخص كمية عالية من مخدر الكوكايين, بالإضافة لعدة أعراض مدمرة يحدثها الحب فينا.. فكيف يحدث ذلك? وماذا عن أهم اكتشافات علم الأعصاب في قضية الحب?!.. الخبرات البحثية للعلماء تجيب عن هذه الاسئلة. الدكتور سمير فؤاد أستاذ الأمراض النفسية والعصبية وعلاج الإدمان يتحدث عن أهم الاكتشافات الحديثة التي خرج بها العلماء, بادئًا بالإشارة إلى أن أبرز أعراض أو تأثيرات الحب السلبية insistence تتعدى ما يظهر عند البعض في صورة خفقان قوي للقلب أو إحساس بالبهجة والانبهار, وربما الإحساس بالدوار كعلامات أكيدة على الوقوع في الحب.. فقد تكون الأعراض مدمرة فيصاب المخ بالصدمة العصبية أو الانهيار العصبي والهلاوس نتيجة لعدم تصديق مفاجآت الوقوع في الحب وتوابعها.. واوضح د. سمير ان العلماء وضعوا حدًا لحيرة العشاق, ورصدوا تأثير ذلك في المخ.. فالعلماء بجامعة يونيفرستي كوليدج بلندن لديهم الآن دليل علمي موثق على الحب الحقيقي عبر صور المخ بالأشعة المقطعية, تؤكد أن أعراض الحب تحدث تغيرات كيميائية مرئية في المخ مماثلة لتلك التي تحدثها جرعة من الكوكايين, ويمكن تصويرها بالرنين المغناطيسي, حيث أنه عند رؤية الشخص لمن يحب يبدأ النشاط في الظهور في خلايا المخ بوضوح, حيث يمكن تصويره ورصده, إذ أن هناك أربع مناطق صغيرة بالمخ يتزايد النشاط بها, متزامنًا مع رؤية صورة المحبوب.. وقد أجريت دراسة على 16 متطوعًا أكدوا أنهم يعيشون تجربة حب ثبت من خلالها وجود هذه التغيرات في المخ. مثل الحرباء وفي رحلة البحث بداخل المخ البشرى لاستكشاف أهم المراكز المسؤولة عن أحداث كل تعبير يصدر عن الأشخاص يؤكد د. سمير فؤاد أنه اتضح للعلماء أن القول بأن هناك مركزًا للحب وآخر للحركة وآخر للكلام وغيره لإصدار السلوك التعبيري ما هو إلا خدعة كبرى.. فمع أن حجم المخ لا يتعدى قبضة اليد المغلقة إذا يبلغ حجمه 1.4 كيلو غرام, إلا أنه يعد أكثر المخلوقات تعقيدًا في الكون.. وفي مجال التجارب الحديثة على الأعصاب في محاولة لفهم ماهية الحب بداخل المخ البشري.. اتضح أن المخ لا يتشابه عند كل البشر, فهو ذو خصائص فردية تختلف باختلاف الأفراد مثل اختلافات الوجوه وبصمات الأصابع, وهي مشكلة تواجه العلماء, حيث أن مراكز اللغة والبصر تختلف بشكل واسع في حجمها من شخص لآخر.. وقد شارك آلاف العلماء ببلايين الدولارات لإجراء التجارب العلمية على المخ, خاصة بعد ظهور أجهزة جديدة ساعدت في اكتشاف العمليات الحيوية في خلايا المخ قبل أجهز التصوير المعروفة باسم "Fmri Sqnner" وعليه تم الكشف عن بعض أسرار المخ التي ظلت مغلقة أمام العلم لفترات طويلة, وقد استفاد علماء الأعصاب من تطور تقنيات البحث عن أسرار المخ مثل أجهزة " Pipettes - Mico". وعن المزاوجة الجينية, قدم العلماء آلاف الأوراق البحثية, لكنهم مازالوا- بحسب د. سمير- عاجزين عن تطوير نظرية شاملة تفسر أسرار المخ, فيما أكدوا أنه كائن غاية في التعقيد, وليس مجرد جهاز كمبيوتر, ويبدو الكمبيوتر إلى جواره شيئًا تافهًا أو نقطة مياه في المحيط.. وقال: وصف العلماء المخ البشرى بأنه "مثل الحرباء", فبرغم ضآلة حجمه, إلا أنه يستطيع أن يتلون ويتغير في كل لحظة, فقد ميزه الله بوجود أوجه تتفق مع العمليات المتعددة الشديدة التعقيد الملقاة على عاتقه, وخرج العلماء في قضية الحب المعقدة داخل المخ بأنه بمثابة المسئول عن إدارة جميع وظائف الجسم.. فالحب يبدأ بشعور عام بالارتياح تجاه شخص معين, ثم تتحول الإشارات أو الانبعاثات الدالة على تكون الحب إلى المخ في مراكز معينة يتم الاستقبال "Perception" عن طيق العين إذا كان الإعجاب نابعًا من رؤية هذا الشخص ليصل إلى المخ عن طريق العصب البصري "Nerve Optic " أو عن طيق الأذن إذا كان الإعجاب نابعًا من سماع صوت هذا الشخص, أو الحب على المستوى الفكري وملامسة كيمياء المخ, كأن يشعر الشخص بأن هذا الآخر جسد له شخصية محبوبه, أو يرى فيه حبيب العمر, وهنا يتم الاستقبال عن طريق العصب السمعي " Audiray Nerve" ثم تتحول هذه الإشارات الكهربائية التي انتقلت عن طرق الأعصاب إلى مراكز الإحساس والعاطفة والشعور بالمخ, وكل هذا يتم في لحظات معدودة, وبعدها تتكون الصورة بعد تناسق العمل داخل مراكز المخ ليأتي رد الفعل.. واضاف د. سمير: ثبت أن الإشارات الإيجابية المنبعثة من المخ عند رؤية الأشياء والأشخاص الجذابين تسبق تكوين الشعور ذاته, وتعلو على الإحساس الداخلي بقيم الجمال بمقدار 43 في المئة, كما يسبق تلك الإشارات الكهربية نشاط كل من حواس البصر والتذوق بمقدار 50 في المئة, حيث إن تذوق الجمال هو عبارة عن تصورات كهربية تحفزها كيمياء المخ في الأساس, بينما تشكلها الحواس الإنسانية الأخرى كالاستماع لجاذبية الصوت والانبهار بجمال الصورة, وهنا دلت استكشافات علم الأعصاب على أن أسرار الحب تكمن في المخ, وأن الأحاسيس غالبًا ما تكون بريئة منها.
أوامر الحب ويستطرد د. سمير فؤاد: على الرغم مما كان معروفًا بأن أوامر الحب تتشكل عن ستة أسباب رئيسية, وهي إما أن تكون تعبيرًا عن اجتياح شعور عام بالارتياح تجاه شخص معين, أو تفرد هذا الشخص بوجود صفة مميزة له كأن يكون صاحب عين جذابة, أو لمسة ساحرة, أو قوام مثالي, أو حتى صاحب عقل فريد, ومن هنا جاء انبهار بعض الفتيات والشبان بفنان معين والوقوع في غرامه, لأنه يحمل رسالة فكرية أو قيمة جمالية معينة, أو وجود صفة معينة يفتقدها في الآخرين, كأن يقع الرجل في غرام امرأة رائعة الجمال لأنه يفتقد وجود ذلك في زوجته, فضلاً عن الدور الذي يقوم به بعض الأشخاص في فرض أنفسهم على من يريدون الإيقاع بهم باتباع الحيل والألاعيب مثلاً بحيث يصبح الوقوع في حبهم أمرًا مفروغًا منه, أو تصبح أوامر الحب نابعة عن قدرة بعض الأشخاص في تحريك عواطف المحيطين بهم, كأن تقع فتاة في غرام رجل معوق مثلاً لأنه يمثل نمطًا استطاع أن يؤكد دوره ليحظى بمرتبة معينة في القلوب, بالإضافة إلى ما يسمي بالحب المتشكل عن الاستمرارية, وهو دور الإعلام المتمثل في الإصرار الزائف على لفت النظر تجاه شخص معين فيقع بعض الأشخاص في حبه.. ورأى أن خبرات الباحثين الحديثة استطاعت أن تضيف إلى تلك الأسباب الستة المشكلة لأوامر الحب سببًا آخر تم كشف النقاب عنه في ظل السعي وراء تحديد كيفية خلق خطط الحب, وإنجاح أهدافها, منظرًا لما يعتري البعض من خيبة الأمل والإحساس بأنهم نقاط غير مرئية في آخر بقاع العالم لعدم قدرتهم على خلق علاقة مرضية, والتمتع بتحقيق أهدافهم من خطط الحب التي تبوء بالفشل في كثير من الأحيان.. ولاحظ ان العلماء اشاروا إلى مناظرة بسيطة تؤكد أن برنامج الكمبيوتر مثله كمثل ما نسميه بالعقل الباطن المشكل لأوامر الحب, فالبرنامج يدير شئون الكمبيوتر ويخرج المتطلبات من خلال المخرجات, والعقل الباطن كذلك يدير شئون الفرد والجسد, ويخرج سلوكيات وتصرفات وأعمالاً وأقوالاً.
توقف مفاجئ لكن متى وكيف يحدث الخلل في العقل الباطن? يجيب د. سمير فؤاد: يكون ذلك هو المتسبب في فشل خلق العلاقة أو الإيقاع بالطرف الآخر مثلما نصت عليه الخطة.. فأحيانا يصبح لدى الكمبيوتر توقف مفاجئ, أو تخرج ألوان غريبة على الشاشة, أو تطبع الطابعة حروفًا غير معروفة, أو يخرج الجهاز صوتًا شاذًا, ولا يعمل لك ما تريد عمله, في البرمجة يسمون هذا الخطأ "Fault" ويطلقون على هذا الخطأ "bug", ويعني أن المبرمج قد أخطأ في عمل شيء أو نسي أن يعدل في البرنامج, لذا حصل ما حصل, وقتها يقوم المبرمج باكتشاف مكان الخطأ, ويشرع في تعديله أو إيجاد الحل البديل له, مثل ذلك مثل بعض التصرفات التي قد تصدر من شخص غير لائقة للموقف, كالعصبية الزائدة في موضوع طبيعي أو مزعج بعض الشيء, أو الحزن أو الندم على حدوث موقف معين فيما لا يتطلب الأمر ذلك, أو الإحباط بسبب المرور بموقف عاطفي معين بما يتكون عنه نشوء فكرة سلبية مضادة تجاه قضية الحب ذاتها, وعليك أن تعلم أن هذا هو ما يشبه خطأ البرمجة "bug" وأنه أصبح يجب عليك تعديل البرنامج. واضاف: انه إذا كان المبرمج يعلم أن البرنامج مكون مما يسمى بالأوامر "Commands" فإن هذه الأوامر في الإنسان هي القناعات أو المعتقدات, فقد يرصد لك البعض خطة فاشلة للإيقاع بالشريك أو كيفية التعامل معه, ويؤكدون لك أنها الخطة السحرية لتحقيق هدفك, وأن الكثيرين اتبعوها واعتبروها أساسًا لإنجاح علاقاتهم والولوج فيها من أوسع الأبواب.. فقد تتشكل لديك قناعة بذلك ولا تستطيع الإفلات منها, فتفشل خطتك في السعي نحو أهدافك, وقد يصيبك هذا بالأمراض النفسية.. وقال د. سمير: إن هناك الكثير من القناعات على المستوى الشخصي الذاتي والمجتمعي والشعبي بل والعالمي متقبلة دون إدراك من الكثيرين بخطورتها, ومن هنا ينشأ الناس يعانون دون معرفة المسببات لذلك وأن أي سلوك عند الإنسان مهما كان فوراءه قناعة مسببة له, وليس هناك سلوك إنساني إلا وله دافع أو قناعة, مثل أي تصرف من كمبيوتر.. لابد له من أمر..
قدرات خارقة واوضح د. سمير انه يمكن للانسان رصد حالة الحب والتحول إلى عاشق ووقتما يريد, وكل ما عليه هو أن يأمر عقله فقط, فإذا كان الإنسان استطاع ابتكار كل حديث وتطويعه, فيمكنه أيضًا أن يقوم بتطويع الطاقات الكامنة في عقله, خاصة إذا عرف أن هناك قدرات خاصة بإمكانه تحريكها بداخله والتحكم فيها, ولإثبات ذلك يؤكد د. سمير أن الدراسات الحديثة قدمت عدة دلائل تساعدك على رصد حبك وتقييمه وإعطاءه الأوامر, لكن عليك مبدئيًا التعرف على أهم استجابات عقلك وصفاته, لتضع الخطة المحكمة لتطويعه كيفما تشاء, ويمكنك تقديم الأوامر لعقلك الواعي, ذلك لأنه يعي ما يحدث الآن ويقوم ببرمجة العقل الباطن وهو منطقي ومحلل ومفكر ويمكنه إعطاء التعليمات الناجحة للعقل الباطن, كما يمكنه أن يتغير إلى الأحسن إذا اقتنع.. واوضح ان العقل الباطن شيء أخلاقي يعتمد على ما تتعلمه من سلوكيات وأخلاقيات من الآخرين, وهو يجب أن يخدمك دومًا لكنه يحتاج إلى خطوات واضحة المعالم ليتبعها, وهو يتحكم ويصون جميع الحواس ويصنع العادات لديك ويخزنها ويوزع الطاقة, وهو مبرمج ليجعلك تكتشف في نفسك ما لا تعرفه عنها في أغلب المواقف, وهو المشكل لأوامر ورغبات الحب العفوية, وهو لا يتعامل إلا مع الرموز كالأحلام والأمنيات والتخيلات, ولا يعارضك في قراراتك ولا يحرك الحواس لتنفذ الأوامر السلبية.. فهو يعرف بشكل عفوي مسبقًا ما يفيد وينجح ويعرف ما لا يمكن أن ينجح, ويمكنه إعطاؤك أفكارًا تتجاوز المعلومات التي أخذتها من الخبرة لأنها قدرة تتجاوز مجال الوعي في عقلك, وهو يعمل 24 ساعة بلا توقف, حيث يتابع الأمور التي استمدها من العقل الواعي, ويعمل بقوة الأهداف, وما لم يأت الدافع من أهداف تهمنا فلا تعمل هذه القدرة, لكنه يطلق طاقة تكفي لبلوغ الهدف, وهو يستجيب لتأكيدات الحب الإيجابية القوية, فمثلاً كلما قلت هذا المرأة مثالية وتستحق الحب, هنا يزداد مقدار حبك لها بدرجة تتفاوت عشرات مرات الحب الأساسي الذي تكنه له.. والعقل الباطن يحرك الأمور لصالحك, ويحل كل العقبات بشكل آلي حتى تصل إلى الأهداف, وهو يعمل على أحسن ما يكون كلما قل إجهاد العقل, ويعطيك إشارات إيجابية هائلة تمكنك من إتمام لحظات الحب والاستمتاع بها بشكل رائع.
الحب حسب البديهة وقال د. سمير: تستطيع استخدام "قدرة ما فوق الوعي" لبرمجة عقلك لينبهك على السلوك بطريقة معينة.. فمثلا يصدر بعض الناس لعقولهم الأوامر حتى يصحون من النوم في ساعة معينة, وكثير منهم يصحون بحيث لا يزيد الخطأ على دقيقة واحدة.. والحقيقة أن أي واحد يستطيع أن يأمر عقله حتى يوقظه في ساعة محددة بدون حاجة إلى الساعة المنبهة, على شرط أن يكون على ثقة من نجاحه, وهناك ألوف من الناس يطبقون هذه القاعدة وينجحون, فالعقل الباطن يخدمنا إلى الحد الذي نثق به, وهو له الكمبيوتر الخاص به الذي يستطيع إيجاد الجواب الصحيح من الوقت الصحيح, لذا فحينما تأتيك الفكرة البديهية ثق بها حالاً وطبقها حالاً , فالبعض منا إذا لمعت في عقله فكرة بديهية يؤجل العمل بموجبها إلى وقت آخر, فإذا كانت الفكرة مثلا هي الاتصال بفلان لأنه عنده ما نريد, فقد نؤجل الموضوع, ثم نقابل الشخص في وقت آخر, فنكتشف أن تلبية مطلبنا كان ممكنًا في الوقت نفسه الذي خطر في بالنا, وهذا ما يحدث تمامًا حينما يصبح الندم على ضياع أهم وأندر فرص الحب في حياتنا أمرًا لا طائل منه, لذلك فإذا أمرك عقلك الباطن بتنفيذ شيء عليك المبادرة والعمل بموجبه حالاً, فأحيانًا تكون الفرصة لثوان فإما أن تنتهزها أو تضيع عليك.
لا مركز مخصصاً للعاطفة المخ كائن عضوي يمكنه أن يتعلم ويتنبأ ويستنبط ويتبنى أمورًا ويرفض أخرى, أي أنه يتميز بالوعي الكامل, كما أن أجزاء المخ تعمل معًا بقوة وتناغم وفي كل الأوقات, في حين تعمل أجزاء الكمبيوتر منفصلة, وبذلك أدرك علماء الأعصاب أن المخ كائن يحمل حياة معقدة.. ولا يمكن القول بأن هناك منطقة في المخ خاصة بالكلام وأخرى للحركة, فقد أثبت العلماء في قضية الحب أنه لا يوجد مركز للعاطفة, أو مركز للإحساس بداخل المخ, بل تعمل كل أجزائه ومراكزه بشكل متناسق.. وعلى سبيل المثال فإنه أثناء الكلام كان العلماء يتوقعون أن تستجيب مراكز الكلام فقط في الجزء الأيسر من المخ, ولكن التجارب أثبتت إضاءة مناطق أخرى في المخ على شاشة التصوير, مما يعنى أن المخ مدينة متكاملة على العكس من الكمبيوتر, حيث تتطور استجاباته حسب احتياجات الإنسان..
خطوات للتحكم في العقل الباطن كيف يمكن الوقوع في الحب عن طريق تحريك العقل الباطن والتحكم فيه? يؤكد العلماء أنه يمكنك تحريك عقلك باتباع ثلاث خطوات أساسية هي : تحديد أهداف واضحة تؤكدها رغبة كبيرة وملحة, ووجود تحديات هامة, وسماع أسئلة ذات علاقة بأهدافنا بصرف النظر عن مصدر هذه الأسئلة.. والعقل الباطن يتبرمج عن طريق مد الخيال بالصورة والسمع والحس, والتكرار حتى تستقر الفكرة بعمق فيه.. ففي الحب مثلاً, عليك أن تحدد مبدئيًا ما تريد وما لا تريد, أي بدلاً من قولك مثلاً لا أريد الوقوع في حب فلان تقول: أريد أن يغرم فلان بحبي, وبعدها يمكنك الاسترخاء, وقدر الإمكان تخيل بقوة أنك ترى الجميع يبارك لك حبك, وأنك حققت ما تريد, وصارت حياتك كيفما أردت وتمنيت, ومع تكرار هذه الصورة وتغيير الخيال فيها, لأن العقل الباطن لا يفرق بين الحقيقة والخيال, يمكنك صنع ما تريد.
( صحيفة المشاهير )
|
|
|
|
|
|