دعواتكم لزميلنا المفكر د.الباقر العفيف بالشفاء العاجل
|
ولكن لايمكنك ان تعترض سبيلي هكذا يامُـعـرَّص
|
يبدو انو في اختلاف في وجهة النظر حول تعريف مصطلع (الكوارك) يزعم كثيرٌ من من اعرف انني كثير الصخب وزول (كوراك)، وقد اضطرني ذلك الزعم الى محاولة رفض المسالة ومن ثم الصبر عليها، واخيرا تقصي معنى الكوارك، تقصيٍ غير متتابع في داخل النفس، وتقصيٍ اخر - ايضا غير متتابع - في دلالاته العامة التي يتناولها الناس.. واقصد بعدم التتابع ان امر التقصي كان على عدة مرات متقطعة، ومرات لامن الواحد يقوم يردد كلمة بعينها اربعة خمسة مرات ورا بعض او ستة مرات كدة، يجد في التركيز عليها بعض الاضاءات، وبعض الغبش، وبعض الاندهاش. لانو مرات بتحس بي انو لمة الحروف دي لاتعطي المعنى الدلالي المتفق عليه للكلمة في المجتمع الذي درج على تلبيس العبارة دلالة محددة.. ومرات كمان تستبين ليك اشياء خافية عليك في جذر الكلمة..
كورك يكورك فهو كوريك او فهو كوراك، وجمعها كواريك او فذاك شخصٌ كوراك ... وكوراك الاخيرة صفة وكوراك التي سبقتها فعل...
و عبر نشاتي في سنين العمر وسنين الفرجة وسنين الاستماع والقرايات هنا وهناك، فقد ظل خاطري يحتفظ في بعض من مواقف السماع والفرجة والقراية، بان ثمة مواقف محددة في التاريخ جاءت فيها كواريك عظام جثمت عند ذاكرتي، واستحقت ان يقف عندها الخاطر والخيال، وربما تستحق ان تتعلق بسوق الخيال في سوح الافلام، وهي ثلاثة كواريك من ضمن كواريك عديدة، وقد كانت في ثلاثة مواضع مختلفة من الزمان والموضع. الاول الكوارك الصادر من نور الدايم، طرف النيل في مسرحية عبد الله على ابراهيم ( السكة حديد قربت المسافات وكثيرا) حين وقف طرف القيفة وكورك، يستجيب الى نداء في الضفة الاخرى من النيل، والبحر دميرة وكواني ووغش والوقت مساء، وماصاحب ذلك الكوراك من حوار وموقف يتمنى القاري ان يشهده حيا (لايف)، وبلاغته مستمدة من حس ادراك عميق لواقع محلي، ومن ملحمة شعرية استعراضية الحقت بذلك المشهد، كما ان فضاء المشهد الذي قد يخلقه النص غني جدا، ومحبب جدا الى اولئك المولعين باوقات المساء في قرى شمال السودان.. والكوراك الدارج عند ابناء النيل على طرف القيف والذي ينادي به طالبي الغوث على اطراف القيفة الى الطرف الاخر من القيفة ، ليس مجرد كوراك وانما التزام اخلاقي متفق عليه، وثمة الزام انو أي زول يسمع الكوراك ده، يرد مستفسرا عنه، تقذف به في قائظة النهار او في جنح الظلام وظلال النخل واشجار السنط عابرا النيل، يتلقفه من يتلقفه ويرد على حاجتك سواء ان كانت الرواس او الداية او الإبلاغ.. عظم من قيمة ذلك الكوراك، ما لحقه من نص شعري ملحمي فريد، ارتجله نور الدايم مخاطبا به تمساح اعترض سبيله في الماء بعد ان قفز في النهر والنهر دميرة وكواني وتماسيح: يا ايها القاتل القديم أنشب أضراسك المتمرسة فيَّ هبني الموت المتصل بالعناصر. حذر الموت الشائن القادم في مدى القتلة الذين بلا أعراف ** انا وانت من اخر نسل الاشياء المهيبة المنقرضة ولن نتراحم الان كما لم نتراحم ابدا فتعاطفنا يتلاشى في نقاط الحدود بيننا ** سننحني للمجهول والذي لا مرد له ايضا سيبدو خلط الحقيقة بالاكذوبة هينا ازاء خلط المستحيل بالمحتمل ** ولكن لايمكنك ان تعترض سبيلي هكذا يامعرَّص
والموضع الثاني للكوراك: هو الكوارك الصادر من احد، او بعض حرس يوسف يعقوب اسحق ابراهيم عليهم السلام، في زمان السبع العجاف، حين نادى (ايها العير انكم لسارقون) الاية من سورة يوسف. ولعل البلاغة التي صاحبت وصف العير- في نداء جاهِـر- بالعير السارقة، وموقف سوق المحاصيل المتوتر في زمانٍ عجفت فيه الارض، مع اختلاطه في ذاكرتي المتوترة ايضاً بمشهد سوق المحاصيل في دنقلا، ومناظر الشوالات المفتوحة ونصف الممتلئة والمكاييل وانصاف المكايل، وكواريك الحلب وجلبة السواقين، واختلاطه ايضاً بمسلسل لا اله الا اله وفؤاد احمد ومحمد الدفراوي (فرعون) وشكل حـراس الـفرعون في ذلك الزمان بصدورهم العارية، وقلنسوات النحاس التي تبتدي بثعبان وتنتهي بفِـقرة جامدة، مع اساور النحاس الإنسان رخيصة، عريضة الشكل، التي تكون على سواعد الحرس، كل ذلك الاختلاط جعل موقف هذا الكوراك هو الاعظم اثرا والاكثر صدىً في فضائه من بين كل الكواريك التي مرت علي، وربما لما ترتبت من دراما تُليت على الكتب السماوية على اثر ذلك الموقف، وكيف ان اخوة يوسف ارتدو الى ابيهم، وشيهم يلعن قفاهم و ما إزدادو كيل بعير، يزيد من اثر تلك الدراما، ترتيل القاري عوض عمر رحمه الله، في هذا الموقف الذي ينادي فيها الحرس اخوة يوسف، حتى ليكاد السامع يشفق على اخوان يوسف، من هول النداء ومن سطوةِ الاياتِ حين تتلى من فم طاهر، مرتلةً تنساب نحو كل شيٍ كأنها النهاية..
والموضع الاخير هو الكوارك الذي اصدره "جان بتيست غرنوي" عند ولادته، فتم اعدام امه التي انجبته على اثر ذلك الكوراك. فقال "باتريك ذوسكند" مؤلف الرواية "فكان اول افعال الشقي ان حز رقبة امه" (مراجعة رواية العطر – لباتريك زوسكند تحديدا ترجمة نبيل الحفار) وللقاري ان يتخيل كيف تكون نهاية من حوله اذا كان اول فعائله في الارض اعدام والدته، انبنت على نشاته اليتيمة، كوارث عديدة ليس اقلها المرضعات اللواتي لاقين حتوفهن دون اسباب معروفة، وفي لاحق الرواية نصب جان بيتست غرنوي نفسه شمامة كبرى في فرنسا حاشرا انفه في قنلات وكلوتات ماتيسر له من جميلات فرنسا منهيا امر الاستنشاق بالقتل ليسلبهن عطر اجسادهن، ولشدة باسة في علم الروائح فقد انتهى الامر بالمجتمعين لاعدامه في ... بان ضاجع بعضهم بعضاً في مشهد مثير ملون مفتونين برائحة نشرها جان بيتست غرنوي وهو على المقصلة، حركت الرائحة ماتحت سروايهم، فانهال المجتمعين في الساحة يضاجع الرجل منهم من تيسرت له من المجتمعات المطالبات بالاعدام.. وعود الى موضوع الكوراك، اذكر فيما اذكر وبينما انا في كافتريا الداون تاون في مغرب غير بعيد، وانا بقلِب في البلوتوث، في محاولة لتبادل بعض البيانات مع الاستاذ المحامي/ انور محمد سليمان لقيت اسم بلوتوث (فزع البكورك) اعجبني الاسم.. وصار فيما بعد اسما لموبايل النوكيا بتاعي، وبعدها للايفون، دون ان اشير الى حق الرجل في حقوق الاسم.. ولعل اغلبكم قد مرت عليه كواريك عديدة..منها ماعبر بانتهاء اثر الصوت، ومنها مابقى عميقا في ذاكرة الناس، ويصحو في كل كوراك وفزع، ذي الكوراك فى الضهاري بتاعة ترباس والتي اخرجت على اثرها اخوان السرارى في توتي، ظل ذلك الكوراك يُستدعى في كل فيضان لتحفيز همم الجماعة..انا حقيقة ماعارف هي حقت حمد ولا ترباس ام هى من تراث الدميرة لتوتي..بس هي عند ترباس احكم تنزيلاً.. على أي حال، الكوارك في هذا العالم قديمٌ وهو فعل الميلاد الاول كما في حال بيتست غرنوي، او في فعل الموت كما يفعل اهل الميت، او مابين هذا وذاك كما في حال فرسان السبع العجاف، او في حال الرباطاب في مسرحية الدكتور عبد الله علي ابراهيم (لايوجد دليل مادي على كونهم رباطاب، ولكن طاب للخيال كونهم كذلك، فالحقتهم بزمرة الرباطاب وهي زمرة نبت بينهم الصديق الركن (على حد وصف ع.ع.إ) احمد فتح الرحمن الطيب، ولطالما خب في خيالي صوت والدته الخالة العزيزة "الرسالة" وهي تحثني على الزواج: ماجيتنا منكرب السنة دي ياعبد العزيء) هكذا دون حرف الزال الاخير، فقد اعتاد لسان الاقوام هناك على تدليل الونس بحذف اخر الحروف في كل كلمة.
هذا ولقد جادلتُ مؤخرا كثير من الناس في امر الكوراك بعد ان سبب لي الجدل حول معناه كثيرا من الاشكالات على المستوى الشخصي، وعلى المستوى العام في شارع الله ده، وبين نوافذ السيارات المسرعة، فصار الامر بلا ضابط ولا رقيب..وظن بعض الناس ان الكوراك بكا وظن اخرين ان الكوراك صريخ وظن بعضهم ان الكوراك اثارة ضجيج وظن اكثر الناس ان الكوراك عيب وكان اكثر الناس لايفقهون. وكما اسلفت فقد صار اختلاط امره مسببا لكثير من اشكالات الحوار العام على عدة مستويات تبتدي من تربيتك للشفع في البيت اوونستك مع مرتك او ونسات الاصحاب وقد لاتنتهي عند البرامج الحوارية التي تبث على ملأ من الناس، وهي في كل هذه المجالات تعريف مطلوق ساي وغير مضبوط. مختصر الامر انو انا ذاتي ما كنتا فارز المعنى الدلالي ربما لغشامة وربما للانفعال الذي يصاحب حضورها في ذهني فتغلبك القدرة على العثور الدلالة اللغوية المناسبة.. ولان اللغة وسيلة تواصل وكلما وضح المعنى قل سوء الفهم، وكلما قل سوء الفهم قدرت توصل الحاجات لي حدها سلباً ام ايجاباً.. بمعنى لو انتا قاصد تحارب وغلبك توصل فكرة الحرب قد حتبلبل خطوط العدو وغالبا سيسمى ذلك غدراً، ولو قصدتا تجادل زول في مسالة بسيطة وانت معه في ودٍ ووئام وغلبك تخت العبارات المناسبة فذلك قد يعني استفحال الامر وينتهي بك امر شنيع.. المعنى يخوانا انو ضبط المصطلح في لغة التواصل مسالة لايمكن الاستهانة بها. والمؤسف في الامر انه لايمكن ضبط هذا المصلح وفقاً لعلوم النحو القديمة، فاللفظ لا اساس له في القاموس الوسيط او معجم الكلمات لذا فانها في احكام العرب مسالة اعجمية يجوز فيها اللعب والتفسير، وفي ظني وانا من عُجمة السودان إن مسالة تحديدها بالعرف وماجرى به الناس وكلام النسوان، كلام ني ساي ولايمكن قبوله في هذا التنوع الثقافي العرقي العقائدي الكبير الذي يتم تجميرة عبر السنين التي خلت ولايزال فعل التجمير مستعراً وعلى اتونه. ولان الكلمة صارت تتشابك في جوهر مدلولها في كل ماسبق ذكره من تداخلات وافعال انسانية، عمدتُ – ادناه- الى تسوية نفسية شخصية مع فكرة الكوراك وتعريفها، محاولاً في ذلك الوصول الى حلول مرضية حول تعريف العبارة، فان لم تصب جوهر المعنى فلعلها تلقى ببعض الاضاءات على مدلول المسمى، وعليه ووفق ميعاري الشخصي والتقصي غير المتتابع وتتبع موارد العبارة، فان تعريفي للكوراك كان فيما مضى قبل ايام قليلات: أي انفعال حاد مزعج، يصاحبه صوتٌ، سواء كان الصوت مرتفعا ام خافتا او حتى فحيحاً، والعلة في ذلك كانت الحدة والازعاج، ولعلي قد احتاج الى تعريف اخر للازعاج، إذ هو مسالة نسبية، ولعلي في ذلك قد اخالف البعض في كوني كنتُ اعتبر الصوت الخافت الحاد كوراكاً. وهانذا واناعلى مشارف الاربعين اتدارك العجلة التي كانت تصحب تفسيري للدلالة (كوراك) واني افترضت- في غشامة- انها تحمل جوهر موصوفات يومية اخرى، ولقد اضلني عن الشرح القويم الواضح، وحال بيني وبين المبتغى، وعن ايصال الغرض في الحوار والجدل والونس.
والكوارك امر مشروع في عمومة والدنيا دي كلها بتكورك كما اوردنا في سالف السطور، بيد انه يعتبر امراً مزعجاً في عمومه، وموتراً قد يحيد بالناس عن جادة الصواب، واتخاذ القرار السليم في مواضع الفزع تحديداً، وفي غيره من المواضع، ولايُستحب الكواراك اطلاقاً في امور قابلة للاخذ والرد، والراي والراي المخالف..فذاك قد يؤدي بمواضيع الراي والراي المخالف، والونسة وقعـدات الصوالين الى عموم الفوضى. وفي غنية "سمحة وسمرية" يُسرك المقطع ( ياخوفا علي عقل وثبات ماها الوالواله من فرحي البيا قلعت الخوف وكستني بساله قت ليها النيه متين...الخ) والولولة هي صوت النائحة المتتابع عند احتدام المصائب، وايضا صوت المراة حين تصرخ داعية بالويل يعني "الردحي" والولولة في ذلك ضربٌ من الكوراك ومن قلة الحيلة، وهي من تحيد بها النسوة عن جادة الحق في الملمات الكبيرة، وفي ضعيف ظني عليها انبت القوامة مع عناصر اخرى ليس هذا مجال ذكرها، والولولة فيها من الكوراك ماتعجز عن تحمله. ولسيدي احمد عبد العال – اسال له ربي نعيماً ورحمةً وروضاً ورضواناً- حضرة من حضرات خياله كان عنوانها (زينب عماد العزائم عند الملمات الكبيرة) وعمادة النساء عند المحن والنوائب ليست مشهودة كما هو معلوم على العموم، انما "زينب" إستثناءُ في النساء، وهو اسثتثناء لايعول عليه، وفي ذلك كانت بلاغة قوله وجمال حضرته، عليه رحمة الله والسلام..وكثيراً، وظني بي زينب انها ماكوركت ابداً. وبرغم ماذكر، فان المقبول، وغير المقبول، والمستحبات في امر الكواريك كثيرة، ومثال ذلك يمكن للانسان ان ينفعل او يكورك في مقام الموت المفاجي، او في مقام الموت غير المفاجي، او في مقام المعارك، او في حالة الحوداث، والزلازل، والبراكين والعصيان المدني المؤثر في سير الحياة الطبيعية، وفي القلاقل الناشئة عن فوضى قبلية مسلحة، او في فوضى قبلية غير مسلحة، او في حالات الاغتصاب الفردي والجماعي وفي حالات اللواط الاجباري، وحالات اكتشاف اللواط ، وايضاً في حالات الخُـلعة في مقام كشف الخيانات الزوجية، وفي حالات الانفعال الناشي عن خوف العروس غير المبرر في الاسبوع الاول للزواج، و في حالات الفرار من المعارك، وعند دخول المعارك، وفي خضم اهازيج جلالات الجيش وطوابير المشاة، وهو في كل ماذكر اعلاه ذلك يتبدل حاله بين مكروه ومقبول وغير مقبول ومندوب ومستحب ومطلوب. فيمكن ان يكون مستحسن في جلالات الجيش، ومستحباً في كواريك الجماع والمسافدة، وقد بلغ الكوراك مبلغ كماله، وروعة بلاغته، وقمة دلالاته في مسافدة القطط، والقطط اذا تسافدت ماءت بكامل عصبها في حالك الليل، معلنة في حدةٍ عن لذاذةِ الايلاج في ذروةِ الخلقٍ الجديد. وقد عبرَ الانسان- كغيره من مخلوقات الله- ايضاً عن ذروة الغُـلمة بالكواريك، وحكي لي الصديق الاستاذ العبادي (ان رجلا كان يسكن في احد احياء امدرمان القديمة - وهو من اهلها- كان حين يصل الى قمة اللذة "بقوم بكورك لحدي ما امو تصحى من النوم مخلوعة" والتي لاتعلم ان ابنها جاب زولة من طرف الشارع، ومع الكوراكة ديك بتقوم تجري وتعرف الحاصل، فيكون ذلك سببا لتوبيخه وطرده من البيت يومين تلاتة. كما ويمكن للكوراك ان يكون مكروها، وكذا حال الكوراك عند التولي يوم الزحف، والانسحاب من المعارك، وفي مقام المصابرة والتعذيب الناشي عن اعمال سياسية. ولايمكن ان يكون مقبولا مثلا، الكوراك والحدة الناتجة عن نقاش في بين اصدقاء في سيارة تخب السير في صحراء "العِـديد" ( تقرا على وزن الحِميل تسغير حمل) وهو من جملة مادفعني لنقد ظاهرة الكوراك، او حول ماذا كان مسموحاً لاحدهم بالخروج او الدخول، او المضي قدما في امر مشروع، او امر غير مشروع لا يخص الطرف البكورك كثيرا، ولا يشكل خطر وشيك على الطرف البكورك، كما ولايمكن ان يكون مقبولا، الكوراك الناتج عن مسائل ظنية، او مسائل غير مؤكدة، او الكواريك في حوارات صحفية، او لقاءات تستهدف الجماهير بصورة عشوائية، او الانفعال باثر رجعي لشي تم النقاش فيهو مسبقاً واوجدت له مبررات. الكوراك لما يحمله من مضامين عديدة تنوعت حسب الشرح اعلاه، مابين اعمال الخيال، واعمال الشر، وامثلة الحياة اليومية، وما لهذه الاعمال من اثار تمتد من الاعمال الفنية الصرفة، الى الاعمال اليومية المؤثرة على حياوات الناس، الى مصائر الناس، الى مصائر كائنات الله، الى بشتنة الدنيا والاخرة، وضياع الحقوق والطالب والمطلوب، لذا كان حرصنا على عرض المسالة وفق تصورنا، دعوة للتريث قبل الكوراك، وضبطاً للمصطلح وتاسفاً على مافاتنا من معنى، وعلى ما اقحمناه فيه من دلالات في غير محلها، وايماناً منا بان من ارتضى لغةً معينة للتواصل، كان لزاماً عليه ان يجودها ان استطاع سيبلا، وان يتريث في استخدام مفردات اللغة، متأملاً في معناها ومدلوها وتركيبها ومادرج عليه الناس في استخدامها، وماورد في اصل استخدامها، او بالعدم يبذل جهدا اضافيا لتوصيل المعنى، ولو اضطره الامر الى الشرح والتطويل، وانو والله يخوانا السكليب عمرو ماحلا مشكلة، بل كان دوماً سببا لتفاقمها.. لغة العرب دي من اكتر اللغات التي انشغل بها اهلها – لقلة شغلتهم في امور الفنون الاخرى- تجويداً وتنقيحاً واعراباً وتحسيناً، فكان ذلك وبالاً عليها وزحمة في غير مُزدحم، واضافات غير مبررة، وسببا لكثرة التاويل، وكثرة المعاني، وضلال مستخدميها من اهلها ومن غير اهلها. نامل ان نكون قد توفقنا في دلالات المعاني التي قصدناها باستخدامنا للكلمات الواردة في متن كتابتنا اعلاه.
حواشي: تعريف: اثر الكوراك: يختلف اثر الكوراك على الاشخاص من شخص لاخر.. بعض الناس عادي ممكن يتقبل الكوارك بتعريفه المذكور اعلاه ويمشي حاله بعض الناس قد يتقبل بعضه ولايتقبل البعض الاخر بعض الناس قد يتقبله لفترة محددة ومن ثم لايستطيع ان يطيقه بعض الناس لايتحملونه اطلاقا
لذلك لايمكن الحكم على اثر الكوراك على الاشخاص من خلال وجهة نظر فردية او وجهة نظر اتنين او تلاتة او اربعة او خمسة او جماعة من الناس..لان العلة هنا المعيار الشخصي لكل فرد معنى بالتلقي.
تعريف المعيار الشخصي: هو المعيار الذي لايمكن ان يكون مسالة قياسية زي المتر او الميل او الرطل او الكيلو او الطن او مقاس الضغط او مقاس السكري في الدم. وانما يتم بالقياس الشخصي حسب قدرة كل شخص وفهم كل شخص ونظرة كل شخص وظروف تربية كل شخص، وهو في ذلك معيار لايمكن المغالطة فيه لان صاحبه اولى الناس بتحديد وجه نظره.
تعريف ال معـــرص حسب مورده في القاموس المحيط: وبَعِيرٌ مُعَرَّصٌ: للذي ذلّ ظهرُه ولم يَذِلَّ رأْسُه. ويقال: تركتُ الصِّبْيانَ يَلْعبُون ويَمْرَحُونَ ويَعْتَرِصُونَ. وعَرِصَ القومُ عَرَصاً: لَعِبوا وأَقبلوا وأَدبروا يُحْضِرُونَ. ولَحْمٌ مُعَرَّصٌ أَي مُلْقىً في العَرْصة للجُفوفِ؛ قال المخبَّل: سَيَكْفِيكَ صَرْبَ القومِ لحمٌ مُعَرَّصٌ وماءٌ قُدورٍ، في القِصاع، مَشِيبُ ويروى مُعَرَّضٌ، بالضاد، وهذا البيت أَورده الأَزهري في التهذيب للمخبَّل فقال: وأَنشد أَبو عبيدة بيت المُخَبَّل، وقال ابن بري: هو السُّليك بن السُّلَكة السعدي.
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: ولكن لايمكنك ان تعترض سبيلي هكذا يامُـعـرَّص (Re: DKEEN)
|
Quote: تعريف ال معـــرص حسب مورده في القاموس المحيط: وبَعِيرٌ مُعَرَّصٌ: للذي ذلّ ظهرُه ولم يَذِلَّ رأْسُه. ويقال: تركتُ الصِّبْيانَ يَلْعبُون ويَمْرَحُونَ ويَعْتَرِصُونَ. وعَرِصَ القومُ عَرَصاً: لَعِبوا وأَقبلوا وأَدبروا يُحْضِرُونَ. ولَحْمٌ مُعَرَّصٌ أَي مُلْقىً في العَرْصة للجُفوفِ؛ قال المخبَّل: سَيَكْفِيكَ صَرْبَ القومِ لحمٌ مُعَرَّصٌ وماءٌ قُدورٍ، في القِصاع، مَشِيبُ ويروى مُعَرَّضٌ، بالضاد، وهذا البيت أَورده الأَزهري في التهذيب للمخبَّل فقال: وأَنشد أَبو عبيدة بيت المُخَبَّل، وقال ابن بري: هو السُّليك بن السُّلَكة السعدي. |
كيف حالك يادكين كلام زى الفل ...بس بينى بينك اللغه كائن حى الكثير من مفرداتها يتغير بتغير الزمان والإستخدام فلو أن أحد هؤلاء الذين وضعوا المعاجم مر على صبية يلعبون أو يتلاعبون وقال لهم إزيكم يامعـــرصين لردموه بالحجاره ...ردماً لاهوادة فيه
كورك كلمه اصولها نوبيه تقريباً
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ولكن لايمكنك ان تعترض سبيلي هكذا يامُـعـرَّص (Re: خالد عبدالوهاب)
|
سلام ولدنا عبد العزيز. مطول الغيبات جاب الغنائم لو كنت اعلم ان الكوراك له مثل هذا المعجم ذي التفسير المنبلج والايضاح السهل الممتنع، لكنت أرسلت احدي احداثيات الكواريك التي تاتي في سياق نقل خبر الموت بين قرانا علي ضفاف النيل، تلك الكواريك التي تماثل في ذلك الزمن الزاهي البرقيات ثم الان تماثل الاسافير. عموما النص به من السياحة اللغوية التي تجمع بين الاضداد الكثير والمثير. أرجو ان لا يجف مداد قلمك هنا دمتم
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ولكن لايمكنك ان تعترض سبيلي هكذا يامُـعـرَّص (Re: الصادق اسماعيل)
|
هي سلام هي سلام هي سلام ..., الخ ..
غايتو ما شفت زول قعد الكوراك الواحد دا في علبو زيك .. ياخي دي سياحة غض النظر عن اللغة والأسلوب السردي الممتع .. بها تخاطر ذهني وعصف كثيف يوجع الراس .. أهو دا التأصيل البى راسو عديل .. صحيح لم تكن أول من ساح وانجذب في حضرة المفردة .. ولكن أزعم أنك كنت الأوسع في استعراض المضامين .. مضيفا دون أن يحوشك تتريخ الشعر الشعبي للمفردة من بعد واحد .. الكوراك ضرب مرقن جداد الدار وسيفك في غضاريف الرجال صياد كوفيتك الخودة أم عصا بولاد ودرعك في أم لهيب زي الشمس وقاد
الكوراك في الضهارى مرقو أولاد السرارى كان تجرى تجينى جارى بحت قرني الخمرو جارى
الكوراك في الكتر مرقو أولاد ود فتر عود القنا وقت يصر يخلى الراجل نص فتر
الكوراك في العداره مرقوا اخوانى البطاره ماهسكى وكلام سكارى بالكرباج عملو ماره
أتفق معك أن المفردة من حيث اللغة ليست عربية .. ودلالة عجمتها كونها وصفية صوتية تنبيهية وليست حرفية .. كورااااااااك / أووووووك أو عيييييك .. وربما لو سعيت لتفصيص المفردة لوجدتها مركبة .. كو + رااك .. طيب ( كو ) بلغة أهلنا الدناقلة أو الضناقلة الأسد .. ثم ماذا ؟ راك ـ راك ـ راك .
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ولكن لايمكنك ان تعترض سبيلي هكذا يامُـعـرَّص (Re: محمد على طه الملك)
|
العزيز محمد طه اللك مداخلاتك دليل عافية.. من آخر زيارة لي للبلد وأنتا في بالي.. بس لانو غرض دنيوي بحت ماصارعتني اليه نفسي .. كيف حالك والأحوال؟ في رواية مهر الصياح بتاعة د. تاج السر ثمة ما يسمى بمجلس الكوراك.. لا أظن ان المفردة نوبية، واعتقد أن لها جذور في غرب السودان وغرب افريقيا.. وفي الحقيقة مابهمني لا جذرها ولا اصلها ولا من اين اتت..هي مفردة اكزست في حياواتنا وأنا العندي ليها قتو.. وصفك لها بوصفية تنبيهية وليست حرفية مسالة بليغة وبتفتح الزول أفق استدراك .. انا كنتا قايل أدوات التنبيه دي يمكن حصرها في حروف اللغة.. آهو جابت ليها فتوحات بالوصف والتنبيه.. وتحضرني الصيغة بتاعة الموافقة التي تعني (الإيجاب) ودي طوالي بنقولا نحن السودانيين ما بقدر اكتبها لانو ليست ثمة ما يقابلها من حروف العربية لا الانجليزية وبورد بكري مافيهو صيغة صوتيه عشان أوصل الكلمة ..لا نعرف لها أصلا عربيا أو نوبيا.. بس هي خليط بين (شص او جسص ) واقرب مخرج صوتي لها هي صوت سيد الكارو لأمن يحث الحمار على المشي غالبا تكون عرفتها..هسي دي من اين اتت؟ شفتا لغة العرب دي كيف ممكن تكون عاجزة في هذه الجغرافيا السودان؟!
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ولكن لايمكنك ان تعترض سبيلي هكذا يامُـعـرَّص (Re: ابو جهينة)
|
ابو الجلاجل، سلام كتير ومحبة اكتر..
في البلد ثمة عادة عند الوفاة زي ماقتا، في زول يطلق عليه لقب (الكُُبُدر) وهو بمثابة الناعي الرسمي لتلك الوفاة. بركب الحمارة بتاعتو وينطلق في البلد وهو يصيح (اوو ..فلان بن فلان غَيبيبو) بفتح الغين، ويعني ذلك ان فلان بن فلان قد مات.. ويظل ينعى الى ان يبلغ الحلة والحلال المجاورة.. احسب ان الموتعلى ضفاف النيل في الشمال مسالة حميمة جدا.. تموت فيعلم كل حي بموتك ويتلقف اسمك جريد النخل واجنحة الطير وماء الجداول والضريسة.. تغيب فيتم اعلام كامل لكل ذي صلة من انسان ونبات وجماد وريح مرسلة..
لذلك نتمنى الدفانة تكون بي هناك. طال الاجل ام قصر...تتوسد الباردة دي وانتاعلى يقين من قطع الارض المتجاورة التي تحيط بك وبنخلها وزرعها وطيرها وريحها المرسلة وهبوب امشير الملعون المثير للغبار والغباش.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ولكن لايمكنك ان تعترض سبيلي هكذا يامُـعـرَّص (Re: بدرالدين بابكر مصطفى)
|
سلام يابدر
يازول صدقني فصاحتي التي تراني بها مردها عجمتك..انا مافايتك كتير.. لاتغرك اللغة وتتتابع السرد..لو فصحتا حتلقى الشغل ده في السهلة.. :)
انتا ماشايف ابو جودة ده بجود الشغل بي ضمتو وهمزتو وغضو وغضيضو.. طبعا ابو جودة مابقدر اغالطو لانو انا ذاتي لا افقه هل بكتبوها كما هي عندي اي جودة ام لا..
ياخ البركة في التواصل.. يجب عدم الانشغال بالوسيلة عن الغاية..
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ولكن لايمكنك ان تعترض سبيلي هكذا يامُـعـرَّص (Re: معاوية الزبير)
|
(مراجعة رواية العطر )
رواية العط لباتريك زوسكيند، هي واحدة من أجمل الروايات التي قرأتها ، وما زالت موجودة في مكتبتنا المنزلية.
وبمناسبة الكوراك فعندما كنا مستجدين بالكلية الحربية ، وعندما نكون وقوفاً بكامل لبس الحرب لثلاثة أوأربعة ساعات متصلة ، كان الطلبة الأقدم يقولون لنا ضمن كلام ( المساخة) :
(نكورِك ليكُم ما تجو ...... نجيكُم تِكوركو)
كان هذا الكلام مستفز بدرجة كبيرة بالنسبة لنا ، فالذى يتحلى بالصبر وعدم الرد فقد سلِم ... أما الأحمق الذي يثور ويستنكر فيا ويلُه.
وكُلُّو كوراك في كوراك................ معزتي
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ولكن لايمكنك ان تعترض سبيلي هكذا يامُـعـرَّص (Re: صديق الموج)
|
عمري ما تخيلت الكوارك الوااااحد دا عندو مصارف قدر دي هههههه
أتذكر زمان في محاكم دبي كان في قاضي سوداني جايي معار جديد من السودان، وبعدين من النوع البزعل سريع داك، وكنت حاضراً في إحدى جلساته، وكان أحد محاميي الأطراف المتقاضية محامي إماراتي جديد من النوع الدرس القانون وتدرب على المرافعة في مصر،، ولمن دوره جاء، رجع ليك وراء 3 خطوات، ورجع ليك القطرة بطريقة درامية، ورفع يدينه الإتنين فووق، وبدأ مرافعته بالطريقة الكوراكية المصرية .. مولانا إتخلع ليك خلعة شديدة وقام دق ليك شاكوش المحكمة بطريقة هستيرية وقال ليه يا أستاذ .. يا أستاذ .. يا أستاذ.. إنت المحكمة شايفها بعيدة قدر دا؟؟؟ بالله خفض لينا صوتك شوية عشان المحكمة تقدر تفهم إنت بتقول في شنوا!! ههههههههه.
والله يادكين إشتقت كتير لكتاباتك الرائعة، وشكراً للرجعة السمينة، وعليه فأنا برشح تصعيدك "لسودان فور أول" لأنوا المستوى دا أعلى من العوام الزينا :)
محبة وتحية كتيرة ، بالله ما تختفي تاني قدر دا!
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ولكن لايمكنك ان تعترض سبيلي هكذا يامُـعـرَّص (Re: محمد على طه الملك)
|
=
في فِعل الميلاد الأول، أو الـ(big bang) لأول بوست قرأته لدكين كان الانفجار العظيم لصياح ذلك الديك "المعرَّص" وكواريكه حاضراً..
وكان ديك دكين ز ينفض جناحيه مع الصبح ويصيح بصدى أشواق تردده كل "الأجرام".
وكما أخبرنا (محمود درويش) فالديك ومثلما هو رمز الصياح الضاج والكواريك فهو كذلك رمز الأناقة كدكين:
((إدوارد يصحو على كسل الفجر. يعزف لحنًا لموتسارت. يركض في ملعب التنس الجامعيّ. يفكّر في هجرة الطير عبر الحدود وفوق الحواجز. يقرأ “نيو يورك تايمز”. يكتب تعليقَهُ المتوتّر. يلعن مستشرقًا يرشد الجنرال إلى نقطة الضعف في قلب شرقيّة. يستحمّ. ويختار بدلتَهُ بأناقة دِيكٍ. ويشرب قهوته بالحليب. ويصرخ بالفجر: هيّا، ولا تتلكّأ))
ذلك ما كتبه (درويش )عن (إدوارد سعيد).
فهيا يا ديكـ نـز إشرب كأس قوَّتك وقهوتك.. و واصل عزف ألفاظ موزارت ولا تتلكأ.
... .. .
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ولكن لايمكنك ان تعترض سبيلي هكذا يامُـعـرَّص (Re: Barakat Alsharif)
|
سلامات يابركات
ماعرفتا لفظ معجمي القتها دي دي شنو..وكيف يكون اللفظ معجمياًً..
بس رد الكلمة لاصلها الدارفوري معقول جدا في عدم وجود تفسير اخرى تدعم تفسيرا اخر.. ولا اعتقد انها نوبية على حد علمي، مالم يُفتي بغير ذلك من جهابذة النوبية.. واعتقد انها فعلا ليست دلالة صوتية وانما هي حالة، ضرب الكوراك، ضرب النحاس، ضرب الشتم، ضرب الدنقر وربما كان اسم لنحاس او اسم دلوكة او اسم آلة..تم ترقية المعنى لاحقاً لتكون حالة يتم الفزع لها بالكوراك
شكرا للاضافة يابركة.. ويبدو لي انو الواحد بحاجة لقراية كتاب تاج السر بتاع مجلس الكوراك ( مهر الصياح)
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ولكن لايمكنك ان تعترض سبيلي هكذا يامُـعـرَّص (Re: DKEEN)
|
Quote: لغة العرب دي من اكتر اللغات التي انشغل بها اهلها – لقلة شغلتهم في امور الفنون الاخرى- تجويداً وتنقيحاً واعراباً وتحسيناً، فكان ذلك وبالاً عليها وزحمة في غير مُزدحم، واضافات غير مبررة، وسببا لكثرة التاويل، وكثرة المعاني، وضلال مستخدميها من اهلها ومن غير اهلها. |
قال ثم من قالم أمك ، قال ثم من قال أمك ، قال ثم من قال أمك
يا دكين بالرجوع إلى الكوت أعلاه ..... وينا لغتك ات يا ما عديم شغلة أكتبا وجيبا لينا بدون نحو وصرف
ولك الود والسلام والتحية المداخلة دي بناءا على المثل البيني بينك ببدأ بي كلوتي ......الخ
| |
|
|
|
|
|
|
|