|
الثورة تراجع ولا تتراجع ....حالة حاكم الاقليم الشمالى
|
كان النميرى عندما يريد التراجع عن قراراته الخطا يكرر مقولة الثورة تراجع ولا تتراجع وهكذا كان يحاول الحفاظ على ماء وجهه .. اهل الانقاذ لا يملكون بالطبع شجاعة نميرى فيتجاهلون الراى الاخر عندما يصدرون القرارات الخطا ويرون التراجع عنها عيب وان الرجوع للحق ليس فضيلة وانما هزيمة .. حاكم الاقليم الشمالى الحالى والذى ظهر فجاة بالامس لا يذكره الناس او يحسون به لان هيئة السدود هى الحاكم الفعلى للاقليم واصبح اسامة عبد الله واحمد الكارورى اشهر من الحكومة وكلامهم هو القرار فى الاقليم ...انظر لتصريحات احمد الكارورى وقارنها بتصريحات الحاكم الان والتى قالها بالامس ..كل واحد فى وادى او كل واحد منهم يمثل جهة ما ..حكومتان الحاكم يتبع لعلى عثمان ... واسامة الحاكم الفعلى للاقليم... يتبع للبشير... الاخ والزميل الطاهر ساتى يحكى فى هذه الحدوتة المصرية ..
الصحافة 13/5/2007 ** أخيرا ... عرفت حكومة الولاية الشمالية أن أهل كجبار هم بعض مواطنيها الذين يستحقون منها الاحترام والتقدير ، هى لم تكن تعرف ذلك طوال أسابيع أزمة السد ، ربما كانت تظن بأنهم أجانب وليس لهم حق معرفة مايحدث في ديارهم ، أو ربما أن حكومة الولاية ذاتها لم تكن تستحق احترام جهة عليا فاستحقتها وعرفت مايحدث في كجبار أخيرا ، ليس كل الظن اثما ولذا نظن بان احد طرفي القضية في كجبار - السلطة الولائية أو اهل كجبار - كان مغيبا عن القضية ومبعدا عنها ، وان قراءة جديدة لاوراق القضية ثم عودة الضمائر الى نفوسها فرضتا على ارض الحدث أهمية احترام الطرف الغائب باشراكه في الحدث والحديث .. !! ** غير ذاك الظن لاشئ لا يبرر صمت الولاية شهرا أمام تداعيات أزمة السد التى لم تخلُ من المظاهرات والمسيرات والتصادمات والاصابات والاعتقالات ، كل هذه الموبقات مردها أن أهل كجبار كانوا يجهلون مايحدث في ديارهم ، فقط استيقظوا ذات يوم فوجدوا الآليات الحكومية تجرف جروفهم و طائراتها المروحية تحلق فوق بيوتهم وأن أجانب - من ذوى العيون الصغيرة - يقيسون طول وعرض شواطئهم ، وحين شاهدوا كل هذا بلا سابق انذار أو اخبار ارتابوا فخرجوا يدافعون عن قراهم باضعف الايمان ، تظاهرا واستنكارا لمايحدث ، وكذلك تساؤلا مشروعا عن فحوى المشروع و فوائده ثم مصيرهم فيمابعد ، وبدلا من مدهم بالاجابات المشروعة والحقائق المقنعة ، أرسلت لهم السلطة العليا جندا رساليا بقيادة السيد أسامة بن عبد الله - حب حزب الله ، المؤتمر الوطني - لتحقيق النصر على أهل كجبار أو الشهادة ، وكانت الأزمة و تداعاياتها ، فامتلأ الرأى العام تضامنا مع أهل كجبار رغم ايمانهم بأهمية المشروع التنموي ، وهكذا خسرت الدولة والحزب الحسنيين - الرأى العام و أهل كجبار - وعادت كتائب أسامة والكاروى الى جهاتها العليا ، وتبقى هناك مافي نفوس الناس من ( مرارات الأزمة ). ..!! ** كل هذا حدث تحت سمع وبصر واليهم ميرغنى صالح - واركان حرب حكومته - ولم يكلف نفسه طوال الاسابيع الفائتة باخبار أهل كجبارلا بأصل القضية ولا بجوهرها ولا بمظهرها ولا بتفاصيلها ، كان الوالي ووزراؤه - غفر الله لمجلسهم التشريعي - صامتين صمت أهل القبور ، ويتابعون التداعيات - كأعضاء الرابطة النوبية بجزر القمر - من بعيد لبعيد ، ولم يتحرك أحدهم تجاه الأزمة ، ربما لان حركتهم قد تحرك كراسي السلطة التى هم فيها هانئون .. هكذا كان حالهم طوال أيام شهر الازمة ..!! ** ثم فجأة نطقت سلطة الولاية حجرا - وليس كفرا - وقالت للناس أمس الاول ان مايحدث في كجبار ليس بعملية تشييد للسد ، وانما الامر فقط اجراء لعمليات دراسية لمعرفة امكانية تشييد السد من عدمه ، ثم تقول الولاية ربما تكشف الدراسة أن شواطئ كجبار قد لاتصلح مكانا مناسبا للسد ، ولذا لاتسبقوا الدراسة بالمظاهرات الرافضة و الازمات لان احتمال الغاء السد لايزال حاضرا في الاجندة الاقتصادية والتنموية ... أو هكذا قال الوالى ووزير بحكومته ليلة أمس الاول للفضائية ..!! ** أسئلة بسيطة جدا - لاتحتاج اجاباتها لاجتماع مجلس وزارى ولا مجلس تشريعي- للسيد الوالى شخصيا .. لماذا لم تقل للناس ماقلته بالامس الاول قبل شهر ..؟... لماذا لم تسبق تصريحاتك المظاهرات والمسيرات والاصابات ..؟ .. ما هى الجهة العليا التى ارغمت حكومتك على الصمت شهرا ثم اذنت لها بالحديث أخيرا ...؟...وأليس لسد كجبار دراسة شارك في اعدادها الشهيد محمود شريف ، طالما تلك دراسة جدوى أعدت بواسطة خبراء ، فلماذا خداع النفس - والناس - بان ماحدثت في الاسابيع الفائتة كانت أيضا دراسة جدوى ..؟؟ .. وسؤال أخير - ومهم - هل تراجعت الحكومة عن( المشروع التنموي المهم ) لكى لاتخسر ( دوائرها الحزبية غير المهمة ) بالديار النوبية في الانتخابات المرتقبة ..؟؟... أفيدونا .. ان كانت النوايا وطنية وليست سياسية ..!!!
|
|
|
|
|
|