|
إمبراطورية السدود والاستمرارية-صلاح إبراهيم أحمد
|
إمبراطورية السدود والاستمرارية ________________________________________ لقد تأكد لى أن معاناة النوبيون ماهى إلا نتيجة حتمية لخطأ فى تكوين وحدة بناء السدود- فلقد تكونت بقرار جمهورى حماها من كل مساءلة وبعيداً عن وزارة المالية وتتبع للقصر رأساً. بالطبع توسعت هذه الوحدة باستخدام أعداد رهيبة من البشر ذوى المرتبات العالية والمخصصات المهولة والمكاتب العديدة والنشرات والدوريات الصقيلة ودعوات كتاب الأعمدة إلى موقع السد بطائرات باهظة التكاليف وعندما طالب أحد كتاب الأعمدة كل زملائه بعدم انتقاد هذا الإنجاز العظيم كوفئ بإرساله ملحقاً ثقافياً لإحدى الدول الأوربية. كل هذا يكلف كثيراً ولا موقع له فى ميزانية وزارة المالية والقصر ينفق على منتسبيه كل ما يحصل عليه من أموال ولا سبيل له لإضافة عبء جديد- فأصبحت الوحدة تصرف على نفسها من الأموال المخصصة لبناء الخزان وبما أن الخزان شارف على الانتهاء فكان لابد من إيجاد مصدر جديد ومن هنا أتى الإصرار المريب على الإسراع بتنفيذ سد كجبار حتى تستمر الوحدة فى صرفها البذخى على حساب التمويل الذى يأملون فى الحصول عليه. وما طالب به النوبيون هو الجلوس بهدوء بعقلاء من رجال الإنقاذ ليحكموا بيننا وبين أباطرة وحدة بناء السدود- والنقاط موضوع النقاش هى:- 1. إن منطقة النوبة أقيمت عليها ثلاث سدود(أسوان- السد العالى- مروى) فهل من العدل بناء خزانين آخرين كجبار ودال- التى ستغرق أرض النوبة بتراثها أكثر وتهجر جميع أهلها؟. 2. من ناحية بيئية إن إقامة خمس سدود فى حوالى خمسة عشر بالمائة من طول النهر الإجمالى لن يعطى المياه طول نهر كافى لتجديد نفسه. 3. الثلاث خزانات الحالية تبخر 14 مليار متر مكعب وذلك لأن هذه المنطقة أسوأ مكان لتخزين المياه لحرارة طقسها وجفافها- فهل لدينا فائض ماء لنبخره فى سدود جديدة. 4. لا يمكن أن تغرق تاريخ قبيلة كاملة وتراثها وتهجر أهلها من دون أهل السودان جميعاً. 5. هناك دراسات أشار إليها عالم الرى الفذ المهندس المستشار يحيى عبد المجيد بإمكانية إنتاج كهربائى ضخم بالتنسيق مع أثيوبيا بتكلفة أقل وتبخير أقل فلم العجلة!. 6. حتى سد مروى يشكك يحيى عبد المجيد فى إمكانية إنتاجه للكهرباء بالكمية المعلن عنها بدون إتمام حفر قناة جونقلى- ولا أحد يعرف متى سيتم ذلك إن تم أصلاً. 7. وافق جميع ساكنى حوض النيل على الجلوس لإعادة تقسيم مياه النيل بطريقة عادلة- وحسب اتفاقية 59 فإن أى نصيب يمنح لهذه الدول سيخصم مناصفة من نصيب مصر والسودان فهل إن حدث هذا سيكون لدينا فائض نبخره فى سدود الإمبراطور المزمع بنائها؟. إن موضوع السدود هذا يحتاج لعلماء فى الرى وأخصائيى بيئة ورجال آثار- وحسب علمى فإن الإمبراطور لم يحصل على أى تخصص فى هذه العلوم فى حين البلاد تذخر بهم فكل ما نطلبه من السيد الرئيس هو تشكيل لجنه من هؤلاء العلماء تقرر مصير سد كجبار ولا يتركنا لمزاج شخص واحد.
صلاح إبراهيم أحمد 07.04.2007
|
|
|
|
|
|