الصحوة النوبية (تحت الطبع) صيحة أدّول في واشنطون وتوابعها حجاج حسن أدّول إهداء
إلى لجنة المتابعة المنبثقة من الهيئات النوبية بالإسكندرية، تقديرا لما قدمته من فعاليات فكانت هي بداية الصحوة النوبية الحالية. ولا أنسى أستاذي وصديقي سيد إدريس رحمه الله، رئيس النادي النوبي بالإسكندرية السابق، صاحب فكرة تجميع الهيئات النوبية بالإسكندرية في اجتماعات شهرية لتعمل سوياً، فكانت فكرته هذه وإصراره على تحقيقها هي السبب في تواجد لجنة المتابعة بالإسكندرية
كتب الفليسوف ستيوارت مل.. (فإذا انعقد إجماع البشر على رأي، وخالفه في هذا الرأي فرد واحد، ما كان حق البشرية في إخراس هذا الفرد، بأعظم من حقه في إخراس البشرية، إذا تهيأت له القوة التي تمكنه من ذلك.. إن الضرر الناجم عن إسكات التعبير عن الرأي، يعني أننا نسرق الجنس البشري كله، نسرق الأجيال القادمة والجيل الحاضر. نسرق الذين يخالفون الرأي أكثر من الذين يوافقون عليه. ذلك لأن هذا الرأي، إن كان صوابا، فقد حرمنا هذه الأجيال من فرصة استبدال الحق بالباطل. وإن كان خطأ فقد حرمناهم أيضا من نفع عظيم، وأعني به الإدراك الأكثر وضوحا للحق، والتمكن منه عندما يصطدم بالخطأ.. .. إذا كان الرأي الذي أخرسناه خاطئا، فانه قد يكون مشتملاً على جزء من الحقيقة، وهو ما يحدث في كثير من الأحيان, وما دام الرأي العام، أو الشائع، حول موضوع ما، قلما يشتمل على الحقيقة بأسرها، كانت الطريقة الوحيدة لإبراز ما تبقي من الحقيقة هي إتاحة الفرصة للآراء المتعارضة لأن تتصارع) واستكمل أنا حجاج أدّول النوبي المضطهد في مصر وأقول.. إن خطر الرأي العام المستبد لا يقل خطورة عن طغيان سلطة حكومية مستبدة، وكما يجب أن يمتلك المواطن الشجاعة على قول كلمة حق أمام سلطان جائر، فإنه مطالب بأن يمتلك الشجاعة أيضا على قول كلمة حق أمام رأي عام جائر. وفي حال تواجد الجائرين معا "سلطة ورأي عام"، فالمصيبة تتضاعف حسابيا فلا تكون مجرد حاصل جمع الجائرين، بل بتوالد تفاعلهما الطاغي المستمر، فتتوحش ميليشيات الفساد من فيالق الإعلام البليد الموجه لمسح أحذية الطاغية الحكومي، وتثبيت تخلف الرأي العام الجماهيري المُخدّر بتهويماته وبعنصريته، وتتزايد جحافل الخونة والمرتزقة في كل المجالات، وتتكاثر عصابات الفاشلين بأحقادهم. وفي هذا الواقع البشع، على المواطن الحر القبول بالمخاطرة والتي في الغالب نهايتها تجريسه وتذنيبه وربما سجنه وقتله. هذا وعلى المواطن الحر وهو هدف للطواغيت المسلحين، عليه أن يتقبل بأن يكون مجرد صدره العاري درعا، ويرضى بجعل شعيرات رأسه خوذة. مكتفيا في دفاعه بذاته الماسية الصلبة والتي لا تنكسر بسهولة وهي في نفس الوقت تشع بالحق للبشرية. يكفيه في هجومه على الطاغية الحكومي وطغيان الرأي العام، يكفيه في هذا النضال الإنساني بأن تكون قواه الهجومية عقل يمتلك الجرأة على التفكير والتحليل وإعلان ما توصل إليه، فلا يكبحه إلا ضمير هو نفخة الخالق.
طوال القرن العشرين، منذ عام بناء خزان أسوان 1902 والنوبة في آلام لا تطاق وحسرة تُهري جوفهم ومظالم تسكب فيهم الفزع من مستقبل غامض. قرن كامل والنوبيون محبون مسالمون يحاولون تفسير ما يقع عليهم بأنه ظُلم من بلد جمعهم ووطن يحويهم مع غيرهم، قرن كامل والنوبيون يحاولون إقناع أنفسهم بأن ما ينهال على رؤوسهم ما هو إلا ظلم من مسئولين يتجبرون عليهم كما يتجبرون على الشعب كله، وشعب لم يفهم جانبه النوبي بعد. ويعلو خزان أسوان ثم يعلو مرة ثانية ليبعث الخير للشمال بصعيد ودلتاه ويعم الخراب على النوبة. ويستمر الظلم على النوبة والتعالي وعدم الفهم الذي تحول إلى استهزاء بالنوبيين الصامتين الراضين الطيبين الذين لا يرفعون قَشَّة ضد الحكومة، ولا يصرخون ضد هذا البلد الذي يسحلهم! صدر أول كتاب يشكو الظلم عام 1947 (حول المشكلة النوبية) كتبه الوفدي محمد مراد. وألوف ألوف العرائض والمذكرات والبكائيات وأغلبها يوقعونه بـ (منكوبي خزان أسوان) كما أطلقت عليهم الحكومات المصرية. أي أن الحكومات المصرية تعترف بأن النوبيين في حالة نكبة تماما كما يقال عن نكبة فلسطين عام 1948. ويلاحظ أن نكبة النوبيين تسبق نكبة فلسطين بستة وأربعين عاما! فنكبة النوبة بدأت عام 1902 ونكبة فلسطين بدأت رسميا 1948. وحتى الآن لم تحل نكبة فلسطين وازدادت تفاقما، ولم تحل نكبة النوبيين وازدادت تفاقما! الفارق أن المشروع الصهيوني أتى بشعب مشتت مبعثر، شعب مخالف في العِرق وفي الدين أُطلق عليه الشعب الإسرائيلي ، ليستقر في موطن ليس موطنه، ويشتت شعبا غيره ويضطهده هو الشعب الفلسطيني. وفي مصر شعب مصري يبنى خزانا (ثم سدا) فيشتت قطاعا منه هو الشعب النوبي. شعب نوبي يشارك الأغلبية في نفس الدين ويحمل تاريخ سبعمائة عاما من دين الأقلية المسيحية، ويشارك الكل في جذور مكونات مشتركة وإن اختلف في أفرع تضيف إلى الشجرة ولا تخصم منها. هذا الشعب المضطهَد هو الشعب النوبي المصري! ومثل هذا في السودان، حكومة عسكرية أتت وخلفها قطاع سوداني كاره حقيقة أن تاريخ السودان يتركز في شماله النوبي، فحتى اسم السودان اسم حديث. فتآمرت حكومة إبراهيم عبود العسكرية الانقلابية مع حكومة عبد الناصر العسكرية الانقلابية في العمل بحقارة ودناءة، لتشتيت قطاع مسالم من شعبي وادي النيل المصري والسوداني هو الشعب النوبي. تآمر مزدوج من عسكر جبارين على شعبهم، متهورين على شعبهم يدعون الشجاعة على شعبهم وفي نفس الوقت جبناء أمام العدو الذي أذلهم ومسح أنفهم في التراب بسلسلة هزائم مهينة. وسوف ينال الشعبين المصري والسوداني الكثير من الآلام إن لم يسارع بتصحيح إجرام هاتين الحكومتين الحقيرتين وأتباعهما من المسئولين والمثقفين المتواجدين حتى الآن.
مائة عام من الاحزان النوبية قرن كامل هو القرن العشرون فصار عندنا هو قرن الغرق. لم يأبه بنا لا مسئول ولا مثقف ولا صحافي إلا فيما ندر، ومن كتب عنا كتب عابرا ولم يتوقف، ولا نلومه لأننا لم نكافح كفاحا مشهودا دفاعا عن حقوقنا الإنسانية والوطنية، فيقف معنا الغير الداخلي فضلا عن الغير الخارجي. وحدث تهجير السد العالي المجرم عام 1964 وألقي بالنوبيين في صحراء كوم أمبو. تهجير هو ذبح، ونتيجة لأن المجتمع النوبي مريض ببلاءات خزان أسوان وتعليتيه، بالإضافة لبلاءات انقلاب 1952 وهزيمة 1967 وصعود الأصولية الدينية والأصولية المثقفية "إن صح التعبير" مثله مثل بقية الشعب المصري، لم يستطع الشعب النوبي أن ينتفض صارخا معلنا عن الاضطهاد الواقع عليه. لكن النوبيين كافحوا ويكافحون من الثمانينيات من القرن العشرين، لبيان الظلم والاضطهاد وغيرهما من بلاءات وقعت وتقع عليهم، فأين الصحفيون والمثقفون الشرفاء؟ أين وقفتهم معنا بصفتنا بشر وبصفتنا من ضمن تكوين الأمة المصرية؟ لم يحاول فهمنا سوى الندرة، وحتى الآن لم يقم أحد منهم بحمل القضية النوبية لتكون هما من همومه الرئيسية! هذا بالنسبة للنوبة كلها.
بالنسبة لي شخصيا.. عشرون عاماً أصرخ داخل مصر مبينا آلامي النوبية ولم يهتم مسئول! عشرون عاماً والخصوصية النوبية المحملة بمجموعة قيم إنسانية سامية أراها تذوب أمامي وقلبي يتحسر عليها، قرن كامل والمنظومة الاجتماعية النوبية تتداعى في صحراء كوم أمبو وعيون النوبيين تصدر طوفانات من الدموع ولا أحد يهتم ولا أحد يحس بنا ولا أحد أصلاً ينظر إلينا. إذن لماذا لا أفجر قنبلة تجبر الكل على الاهتمام بحقوقنا الوطنية والإنسانية؟ لماذا لا أفعلها والشعب النوبي يصرخ منذ عام 1902 ولا يسمعه أحد لا حكومات ولا مثقفون ولا صحافة؟ لماذا لا؟ كنت منذ سنوات بعيدة أعمل في مديرية الزراعة، انتدبت للمساعدة في نقل صوبات زراعية من الميناء إلى الأرياف، استلم مع غيري الصوبات من مكتب تخليص ونركب الشاحنات بجوار السائقين والتبَّاعين حتى نسلمها إلى المناطق الزراعية الحكومية. يوماً والشاحنة تخترق شوارع قرية، السائق يطلق السارينة القوية التي تحدث صوتاً رهيباً بدلاً من البوق (الكلاكس) العادي. انزعجت وقلت له.. استخدم الكلاكس وهو يكفي، لكنه ضحك من سذاجتي فأنا بالنسبة له أفندي لا أعرف شيئا عن الواقع، وقال.. -الناس بقوا تنابلة يا أستاذ، والكلاكس مش بيأثر فيهم، لازم أضرب سارينة صحراوي عشان يوسعوا لي الطريق!
لم أنس كلمة السائق، لقد أطلقنا معشر النوبيين البوق كثيراً وكثيراً جداً. بل استخدمنا أقل من البوق، استخدمنا كلمات التوسلات مثل فخامتكم وسيادة الرئيس وفي عهدك السعيد، والاسترحامات مثل انظروا إلينا بعين العطف والشفقة، نحن منكوبي خزان أسوان الخ، كلمات شحاذة مخزية كتبناها لذوي المناصب وأكثرهم توافه ولصوص وأغبياء تسلقوا المناصب بالنفاق وأقلهم محترم، سواء كانوا وزراء أو رؤساء وزراء أو محافظين عسكر لا يرون أبعد من أنوفهم المعدنية أو عناكب وكلاء وزارات، فلم يحترمنا إلا المحترمون منهم وهم ندرة، وحتى هؤلاء المحترمين لم يفعلوا لنا شيئاً! لم يرضوا أن يقفوا أمام طوفان الاستهانة الحكومية بنا ولم يجرؤ أحدهم أن يصارحنا بأن هذه هي سياسة الدولة.. أن يتم تذويبنا. فالقضية النوبية ليست قضيتهم، فلماذا يتعبون أنفسهم؟ إذن لم لا أطلق السارينة التي تضرب في آذان الحكومة الحالية وما بعدها وتضرب في قلوب القطاع العنصري والقطاع الفاسد في مصر، وتضرب في ضمائر القطاع النوبي الجبان والذي يخشى من خياله؟ لماذا لا أذهب إلى واشنطون؟ إنها واشنطون يا ناس، إنها عاصمة العالم، إنها عاصمة إمبراطورية اليانكي! إنها اليد القوية التي تمسك بخيوط أركان الدنيا، فلماذا لا أذهب إليها وأتكلم من هناك وأرحب بأي مسئول في الهيئات المدنية البعيدة عن الهيئات الحكومية، رجل أو امرأة حر –حرة- يهمهما حقوق البشر وليس لهما دخل بمقاصد الحكومة الأمريكية، فالحكومات لا تعرف الحق، بل تعرف المصلحة، وأنا ومن هم مثلي يعملون للحق وليس للمصلحة. قصدت بالفكر وقصدت بالحركة أن أشجع الهيئات المدنية لتمد يدا لي أنا النوبي، يد المساعدة في هذا الوقت العصيب بالنسبة للنوبة، مادامت مصر مصرة على تذويبي والاستيلاء على موطني؟ وهذا ما ظننته وفي هذا خاب ظني. لم يهتم بي أحد. لم يبحث عني أحد. لم أجد ما يتقدم لي لا مدني ولا كونجرسي ولا من مدينة ميكي ماوس! خيبة أمل في هذه الناحية، بل أن القيادات القبطية التي رحبت بي ومنها المقاتل مهندس عدلي أبادير والصديق الأستاذ مدحت قلادة، بقيت على الترحيب بي، لكن بعض القيادات الأخرى كانت محايدة معي وبعضها كان يتعمد تجاهلي! وفهمت من هذا أن بعض القيادات القبطية لا ترحب بالقضية النوبية في هذا المؤتمر. تماماً كما أن بعض النوبيين غير مرحبين بتواجد القضية النوبية مع القضية القبطية.
إن وجهنا لك دعوة للمشاركة في المؤتمر القبطي العالمي الثاني، والخاص بالحرية والديمقراطية في الشرق الأوسط، (الديمقراطية في مصر للمسلمين والمسيحيين، واتصالها بالديمقراطية في الشرق الوسط) هل تأتي؟ -موافق بالثُلُثْ.
وافقت فوراً حين حادثني الصديق مدحت قلادة من سويسرا. بعد أن وضعت سماعة التليفون وشكرته. وثب الرقيب الداخلي (الأدّولي) يشد أذني ويحذرني، وكانت أول كلمة صاح بها في جوف أذني لتصل كلمته إلى قلبي محاولة أن تبث فيه الخوف.. قال الرقيب الداخلي.. -يا للهول. فضحكت وقلت.. -حتى أنت يا بروتس؟! ألا يكفي ما في خارجي من رقباء وسفاحين؟ عاد الرقيب الداخلي الأدّولي يحاورني فحاورته. قال وقلت.. -سيغضب البعض؟ -فليغضبوا. -سيتشكك البعض؟ -ومتى لم يكونوا متشككين؟ -سيحتار البعض بين ربط القضية النوبية بالقضية القبطية وسيقول ما الغرض؟ -سيفهمون بعد قليل، إنها المواطنة والإنسانية. -بعض النوبيين سيرفضون ربط القضية النوبية بالقضية القبطية؟ -فعلاً، السلفية الوهابية تغزو النوبة، ويجب أن نواجهها، بل يجب أن نذكر النوبيين أننا كنا مسيحيين حوالي سبعمائة عام، وأننا يجب أن نفخر بتاريخنا ولا نخجل منه لأنه ليس مخجلاً، بل هو فخار لنا معشر النوبيين، لقد ساهمنا في سلم الحضارة وتنامي الأديان السماوية، مصر كلها كانت مسيحية وحاول المتطرفون قصف المرحلة المسيحية كما يحاولون الآن قصف المرحلة القبطية من النوبة، هم الآن يحاولون احتلال جغرافية البدو في سيناء ومرسي مطروح ومحو ثقافتهم الخاصة، تماما مثلما يحاولون احتلال جغرافية النوبة بكاملها ومحو ثقافتنا الخاصة! فهل نتركهم يشوهون مصرنا ونوبتنا؟ لا. يجب أن نتشجع وأن نشرح وسوف تساندنا الجموع النوبية حين نصل إليها لنشرح لها، وسوف يكونون هم كتائب دحر التطرف الرعوي ونعود كما كنا متسامحين مع أنفسنا ومع غيرنا محبين للتنوع. ثم إن كان قطاع واسع من المسيحيين في مصر والعالم يحبوننا، ويعتزون بنا، فلماذا لا نرحب بحبهم ونحبهم ونقدرهم؟ هل هذا يخدش إسلامنا؟ لنقرأ ما أنزله سبحانه وتعالى خالق الكون كله، يقول عز وجل {بسم الله الرحمن الرحيم لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ }الممتحنة8. والكثير من الآيات التي تحض على حب البشر كلهم. ويجب أن ندفن التفسيرات البدوية الإرهابية التي غزتنا ومازالت توغل في نفوس مصر والسودان وغيرهما. الوطن المصري الواحد يجمعنا كلنا وكلنا لنا نفس الحقوق وعلينا نفس الواجبات، ولا ننسى مقولة حزب الوفد المنيرة (الدين لله والوطن للجميع)، فالمطلوب منا ليس تسامحا، فلا قطاع في الوطن يملك أن يتسامح وكأنه يتكرم على الآخر بموافقته ويهب له رضاه، بل يجب على الجميع السماحة. فليس للمسلمين حق أكثر في مصر من المسيحيين، كما ليس لغير النوبيين حق في مصر أكثر من النوبيين. بل ربما العكس هو الصحيح.
Quote: السلفية الوهابية تغزو النوبة، ويجب أن نواجهها، بل يجب أن نذكر النوبيين أننا كنا مسيحيين حوالي سبعمائة عام، وأننا يجب أن نفخر بتاريخنا ولا نخجل منه لأنه ليس مخجلاً، بل هو فخار لنا معشر النوبيين، لقد ساهمنا في سلم الحضارة وتنامي الأديان السماوية، مصر كلها كانت مسيحية وحاول المتطرفون قصف المرحلة المسيحية كما يحاولون الآن قصف المرحلة القبطية من النوبة،.......
------- ويجب أن ندفن التفسيرات البدوية الإرهابية التي غزتنا ومازالت توغل في نفوس مصر والسودان وغيرهما. الوطن المصري الواحد يجمعنا كلنا وكلنا لنا نفس الحقوق وعلينا نفس الواجبات،
The same here in Sudan. we were Christians for more than 700 years. while became Muslims for only 500 years of our history.
Thank you welyab for this good reading..
mohamed elgadi
01-11-2007, 05:51 AM
abubakr
abubakr
تاريخ التسجيل: 04-22-2002
مجموع المشاركات: 16044
امرين وودت التنويه اليهما : الاول بعيدا عن اقحام الاديان وفق هوي البعض فاشتراك البشر في المعاناة من وجع معين لا يستوجب بطاقة الدين والعقيدة .. اقباط مسلميين لا دينيين او اتباع ديانات افريقية لها اوجاع مشتركةو جمعتهم اوجاعهم كونهم بشر..لا اظن ان طبيبا ياتي اليه مريض متوجعا يساله اولا عن دينه وعقيدته ووفق لذلك يعالجه او لا ...النوبيون تلاقت اوجاعهم مع الاقباط وهم اصلا تلاقو منذ عقود طويلة كبشر اولا وما زالو ... ذهب حجاج الي مؤتمر لشريحة من البشر لها اوجاع فيها كثير من اوجاع النوبيين فاثارها ولم يثر اوجاع دينية او عقيدة .. الثاني
الصحوة النوبية بدات منذ خمس عقود عند فكرة مشروع السد العالي وما تلي ذلك من تهجيير الي سد كجبار وتوشكي والحماداب والحوض النوبي وحجاج ادول وقبله محمد خليل قاسم وزكي مرادواحمد خيري ومحممد داؤد همت وداؤود عبد اللطيف ومصطفي محمد طاهر وجماعات الضغط المكافحة في كوم امبو ووادي حلفا وحلفا خشم القربة والمهجر ولكن لا تاخذ زخما يدير رؤوس الحكام الا بمقدار ضئيل بسبب شتات النوبيين وتفرق كلمتهم ...
الأستاذ ولياب لك الشكر على جلب هذا الخيط الهام للمتابعة..
Quote: ولكن لا تاخذ زخما يدير رؤوس الحكام الا بمقدار ضئيل بسبب شتات النوبيين وتفرق كلمتهم ...
الأستاذ أبوبكر تحية طيبة
للسبب المذكور أعلاه أطلق الأديب و الروائي النوبي المبدع، حجاج حسن أدول، ما أسماه بالسارينه، ليستيقظ التنابلة، في أوساط كل من " الرأي العام المستبد" و النوبيين المغيبين. في تقديري أن قليل من الحكمة مطلوب للحكومة و مؤسساتها في مصر، لتعادل هذا الخلل الكبير و تزيل هذا الظلم الماحق الذي يعانيه النوبة. إذا لم يتوفر هذا القدر من الحكمة، فالمستقبل سيحمل الكثير من الألم لكل المصريين، و هو ألم سيتمدد حين تصل صحوة النوبيين مداها و تواجه بالتجاهل و التدابير الأمنية و حينها لن تكون الكلمة هي الفيصل، و سيتداعى أمر الصراع إلى ساحات آخرى، و لن يغير في ذلك شيئا ما ستفعله الحكومة في حجاج أدول. تضامنوا مع حجاج أدول.. في مواجهة إستبداد الدولة، و سطوة المجتمع..
Quote: تضامنوا مع حجاج أدول.. في مواجهة إستبداد الدولة، و سطوة المجتمع..
ابوبكر سيد احمد (الصائغ) محمد القاضي ابوبكر سيد احمد السمؤل ابوسن وكل المتداخلين الشكر والتقدير للجميع على مساهماتهم.. وارائهم وانا دوري (حتى الان) هو نقل المخطوط من موقع الملتقى النوبي الثقافي مائة عام من الأحزان الصحوة النوبية والروابط المذكوره لها علاقة بالقضية النوبية .. ويمكن الرجوع اليه فقد تكرم الاستاذ حجاج ادول باضافة فقرات المخطوط اثناء كتابتها وقبل طبعها. سوف اضيف هنا ارقاما متسلسلة لكي يسهل لاعضاء المنبر والزوار المتابعة ... ودمتم ودامت المحبة .
(عدل بواسطة welyab on 01-11-2007, 11:20 AM) (عدل بواسطة welyab on 01-11-2007, 11:58 AM)
01-11-2007, 10:15 AM
abubakr
abubakr
تاريخ التسجيل: 04-22-2002
مجموع المشاركات: 16044
Quote: تضامنوا مع حجاج أدول.. في مواجهة إستبداد الدولة، و سطوة المجتمع..
حجاج صديق شخصي قديم .. تضامننا معه هو تضامن مع قضايانا ونحن كذلك منذ عقود .. ما يهم هو جمع الشتات النوبي ليتضامن مع قضاياه ... وحجاج مجتهد منذ ان عرفناه في جمع او توجيه النوبيين نحو قضاياهم وقصصه كلها هي تاكيد لذلك ...حجاج هو واجهة فاعلة للقضايا النوبية وتضامننا مع القضايا يعطيه سندا وقوة تجعله يواجه كما هو دائما
01-11-2007, 11:30 AM
welyab
welyab
تاريخ التسجيل: 05-08-2005
مجموع المشاركات: 3891
-سوف يلعنك الكثيرون من الجُرْبَتِيَّة (غير النوبيين) والكثيرون من النوبيين؟ -كل من يحمل مصباحاً منيراً يُلعن في البدايات بكثرة ويُمدح من قلة مستنيرة، وبعد فترة قد تقصر وقد تطول يُمدح بكثرة ويُلعن من القلة الخبيثة. لا حجَّة للرجوع. كرَة الثلج تتدحرج لتصل لمبتغاها وهي تتضاعف وتتضخم وتستمر في تدحرجها لتصير خطرا على السفح كله، ولن يوقفها ويمنع خطرها أحد حتى ولو كان حجاج أدّول الذي قام بدحرجتها. انطلقت الرصاصة، فهل من راد لها؟ أبدا، ستصل الرصاصة إلى هدفها لتطيح به.. والهدف المقصود هو مارد الحكومة الفاسد المخبول المتداعي رغم بنيانه الضخم الكاذب، وستصل إلى قلب القطاع العنصري في مصر وسوف تصيبه لكنها لن تطيح به، لأنه جسد قوي راسخ والإطاحة به تحتاج إلى رصاصات أخرى بجانب الرصاصة النوبية. لكن لماذا اخترت كلمات شائكة ومصطلحات كل منها قنبلة في حد ذاتها؟ فعلاً.. تعمدت أن أختار أقسى وأقصى الكلمات والمصطلحات الصادمة، وكل ما استخدمته في ذات الوقت حقيقي وليس به أية مبالغة. سارينة لوري ضخم كما أوضحت من قبل. فلينزعج الشعب المصري كله، فقد أضرنا الشعب كله سواء بقطاعه العنصري أو بميليشيات الفساد التي انتشرت داخله، وسواء بالرضاء السلبي من أغلبيته لما يقع علينا من مآسي، رضاه السلبي عنا وقوله بأننا طيبون مسالمون وعليه لم يلتفت إلى مأساتنا، رضاه عنا وقوله طيبين صار معناه أننا سُذج بلهاء قابل أن يتم النصب عليه وأن تتم سرقته في عز النهار. فلينزعج الشعب المصري الذي قَبل على نفسه أن يطيح بالنوبة وببلاد النوبة ويبتلع ثرواتها في جوفه. فلينزعج عامة الشعب المصري كما يحلو له فانزعاجه لم ولن يهمني، فقطاع منه متهم بالعنصرية ضدي وضد نوبتي، وقطاع آخر منه يحوي في عقله وقلبه جرثومة النظرة الاستعمارية ضد النوبة والنوبيين. ولا أفهم لم يصرون على الترحيب بنا أفرادا، ولم تواجدت تلك الكراهية ضدنا كجماعة نوبية مصرية؟ لا أستوعب لماذا يرفضوننا بقوة كمجموعة نوعية تطالب فقط بحق المواطنة؟ أسأل نفسي وأسأل كل مصري.. -هل نادينا يوماً بالانفصال؟
-العنصريون والاستعماريون من الشعب المصري يكذبون باسمنا قائلين أننا ندعو لانفصال، ثم يصدقون أنفسهم وتصدق جموع ساذجة قولا لم نقله ولن نقله. أي انفصال ونحن نصر أن تكون لنا أولوية تواجد في الموطن النوبي ثم يأتي من بعدنا من شامل الشعب المصري؟ أي انفصال ومنطقة توشكى النوبية الآن مليئة بغير النوبيين وليس في مشروع استيطانها أي تجمع نوبي؟ أي انفصال والموطن النوبي حاليا به جموع من غير النوبيين؟ أي أننا مهما عاد منا لن نكون أغلبية؟ ثم فليأت أحدكم بمقولة نوبية مصرية تدعو للانفصال! القطاع الاستعماري والعنصري والفاسد في مصر، هذا الثالوث النجس هو من يضع هذه الكلمات وينسبها إلى النوبيين. نفس الاحتيال الذي يمارسه الإرهابيون، فهكذا كان ولا زال الإرهاب باسم الإسلام يفعل، يدعي على أحدهم الكفر بسبب الاختلاف في التفاسير أو في المصلحة، وعدما يلتصق به هذا الاتهام يتم اغتياله بطريقة أو بأخرى، وهنا الرأي العام لا يرفض هذا الاغتيال لأنه تم توسيخ مخه بلصق جريمة الكفر عليه! ولا ننسى أنه تم محاولة اغتيال وزير الداخلية الأسبق أبو باشا بنفس المؤامرة، ولا يهمني هنا إن كان أبو باشا وزيرا صالحا أم لا، يهمني أسلوب اغتياله إعلاميا ثم بعد ذلك محاول اغتياله فعليا. وهكذا تم الأمر مع الشهيد فرج فودة . تم اغتياله إعلاميا باتهامات التكفير وأنه مفارق للجماعة الخ، ثم تم اغتياله جسديا. وهكذا يفعلون مع النوبة كقطاع له حقوق، وهكذا يفعلون مع كل نشط نوبي يطالب بحقوقه. اتهامات بالخيانة والعمالة والانفصالية الخ. ثم..
منقول من الملتقى النوبي الثقافي الصحـ( 10 )ــــوة النوبية أسأل كل مصري.. -هل ساعدنا عدواً يوماً؟ العكس، نحارب في كل حروب مصر جنبا لجنب مع غيرنا من شتى أنحاء الوطن. وعن نفسي حاربت سبع سنوات من هزيمة الناصرية في 1967 لما بعد انتصار مصر في 1973. فلماذا الاتهامات في باطنكم؟ ولماذا من لم يتهم يصدق تلك الاتهامات بسهولة؟ صحيح أن الحال في مصر كلها هكذا، لكن الصحيح أيضا أن سرعة قذف الاتهامات وسرعة تصديقها أسرع وأوقح إن كانت ضد الأقليات مثل النوبة والأقباط والبدو. -هل ارهبنا الحكومة بسلاح أو زرعنا قنبلة؟ إذن، لماذا يتخوف منّا قطاع عريض من المصريين؟ أحقوقنا الوطنية ترهبهم؟ لماذا ينزعج منا البعض؟ نحن النوبيون المصريون لنا دين على رقبة كل مصري ليوم القيامة. لنا حقوق عليهم يجب أن يردوها شاكرين ممتنين لتضحياتنا لوطننا الكبير مصر، لكنهم يجحدون ما قدمناه! يجحدوننا نحن أنفسنا ويريدون محونا! لذا يجب علينا ليس تذكيرهم بأنهم مدينون لنا فقط، بل يجب أن نجبرهم على دفع الدين بفوائده، فكما تسبب السد العالي في بلاءاتنا، لماذا نحن محرومين من مزاياه؟ يجب أن يكون لنا نصيب وافر من دخل كهرباء السد العالي التي تباع للشعب بمليارات الجنيهات وللدول المجاورة بمليارات الدولارات. يجب أن يكون لنا نصيب وافر في مكاسب السياحة من آثار النوبة، وكذا نصيب من اسماك البحيرة بعد تحريرها من المافيا المستولية عليها. نصيب وافر يصرف على عودتنا الكريمة إلى موطننا النوبي. ويجب أن يشارك نوبي في السلطة كنوبي يرعى مصالح النوبيين في مرحلتنا هذه الحرجة، أي أنه يكون وضعا مؤقتا، أما الوضع الطبيعي المستمر، فهو أن يشارك النوبيون مثلهم مثل أي مواطن مصري. رغم كل أنواع الظلم الذي وصل إلى الاضطهاد والعنصرية ضدنا، فلم نفكر في إرهاب، بل نطالب بحقوقنا سلما وكل ما نملكه حق واضح كالشمس في فلق النهار ورأي عام مصري نأمل في كسب معظمه حين يعلم بالحقائق، ورأي عام وعالمي سوف يكون عونا لنا بالغ الأهمية في تحقيق إصرارنا على نيل حقوقنا الوطنية والإنسانية.
يجب أن يعلم الشعب المصري، أننا سوف نحصل على حقوقنا وإن استمروا في الجحود والإنكار سوف ننتزع حقوقنا ولو من أحفادهم. أقول للعنصرية المتفشية في مصر، أقول للعنصريين في مصر.. لن نسكت عن حقوقنا ولينزعج وليغضب وليثور من شاء أن يرفضنا، فكما يرفضنا نرفضه وكما يحاربنا نحاربه وإن أشهر كل ترسانة قواه الباغية وقاتلنا اليوم مطمئنا أننا لا نستطيع أن نقاتله، سنقاتله غدا ولن يستطيع أن يقاتلنا، معنا سلاح الحق. معنا تنامي قطاعات من شعبنا المصري تنمو وتتفهم يهم قضيتنا وعدالتها وتؤيدنا يوما بعد يوم. معنا قرارات حقوق الإنسان العالمية التي تقف هيئة الأمم المتحدة والدول الحرة على تنفيذها. معنا مفهوم يثبت قواعده يوما بعد يوم قائلا.. العالم مكان واحد والمسئولية واحدة على الجميع. معنا حضارة إنسانية لم تعد ترضى بأن يتم بتر أو ابتسار خصوصية إنسانية من مجمل الحضارة العالمية. ليتأكد كل كاره للنوبة وللنوبيين، لن تقتصر قضيتنا على وطن هو في حالة مرض وتشنج وهلوسة تفاقمت منذ أيام انقلاب 1952، فالعالم كله وطن لنا كما هو وطن لكل فئة مضطهدة في العالم. ليتأكد كل كاره للنوبة وللنوبيين أن قضيتنا لن تحبس داخل وطن يريدون له أن يكون مجرد سجن، وبالفعل صار الوطن المصري سجنا ضيقا على مواطنيه كلهم.
فلينزعج الشعب المصري فهو غافل بأن النوبة هي من أصول مصر. فلينزعج الشعب المصري فقطاع منه في صعيد إسنا، يحاصرنا ويحمل السلاح ضدنا بعد أن استولى على أراضينا القليلة. فلينزعج الشعب المصري فقطاع منه أسرع ليضع يده على موطننا النوبي جنوب السد العالي ويتهمنا نحن بالعنصرية حين نقول إن هذه الأرض أرضنا نحن، ولنا أحقية العودة إليها قبل غيرنا، وبعدنا فليأت إلينا ويجاورنا ويخالطنا ويناسبنا ويتقوى بنا ونتقوى به. فلينزعج الشعب المصري وليدعي أغلبه عني وعن غيري من النوبيين النشطين ما يشاء من النعوت اللاعنة، فلينزعج مهما استقوى ببعض الكتبة والنواب النوبيين الخونة. فلينزعج الشعب المصري ليقتنع ولو بعد لأي أن العقلية الاستعمارية ضد النوبة متوطنة فيه وتعمل منذ سنوات في سرعة لاحتلال بلاد النوبة في عملية تطهير عرقي قذرة، وعلى مجمل الشعب أن يمحو تلك البؤرة الاستعمارية التي فيه ليبرأ منها ويتقوى بالشعب النوبي الذي هو قطاع من الشعب المصري. فلينزعج الشعب المصري ويعترف بأن العنصرية في قطاع منه وعليه أن يقاتلها ويمحوها أو يمحو شوكتها لتبقى واهنة باهتة غير فاعلة. ففي مصر قطاع عنصري لو وجد تشجيعا أكثر لكان مثل جماعة (كلو كلوكس كلان) الأمريكية العنصرية التي كانت تذل الأمريكان ذوي الأصول الإفريقية في أمريكا وتشنقهم، فصار ذكراها عارا على الولايات المتحدة حتى الآن ولما بعد الآن. على الشعب المصري أن يتطهر من الاستعماريين والعنصريين فيه ويقدر تضحياتنا نحن النوبيين حتى نهدأ نحن ويهدأ هو، ونحن قطاع منه وهو مصري منا. فلينزعج الشعب المصري ويفيق من غفلته عموما، يفيق ويعترف بأن للنوبيين خصوصية يجب أن تبقى طالما قواه الذاتية نشطة، وأن العمل على تذويبها عمدا سيضر بكل مصر كما سيضر بالنوبيين.
01-12-2007, 03:07 PM
welyab
welyab
تاريخ التسجيل: 05-08-2005
مجموع المشاركات: 3891
فلتغضب الحكومة فلم ننل شيئاً من اهتمامها ولا لمحة من رضاها، فقط نالنا منها التعالي والاضطهاد ومعاملتنا وكأننا لسنا مواطنين بل وكأننا لسنا بشراً. فلتغضب الحكومة إن كان غضبها سوف يجبرها على الاهتمام بقطاع نوبي تجرع الظلم المركّز قرنا من الزمان وبعض سنين. فليغضب الأثريون المصريون. انقل بعض الأسطر للكاتب النوبي آركماني.. (فليبقوا منكرين الأصل الجنوبي النوبي للأسرة الثامنة عشرة، ابتداءً من مؤسس هذه الأسرة الملك النوبي سقنن رع الأول مروراً بالملك النوبي سقنن رع الثاني ثم الملك النوبي امنحتب الأول ثم الملك تحتمس الأول وانتهاءً بالملك النوبي توت عنخ أمون ، لتبدأ بعده سلالة الرعامسة مؤسسي الأسرة التاسعة عشرة). وليستمروا في محاولة طمس النوبيات من التاريخ والآثار الفرعونية، فالحقائق سوف تستقر رغما عن أنوفهم العنصرية. فليغضب المثقفون في مصر فأغلبهم لم يبالوا بنا فَلِم نبالي بهم؟ فليغضب أغلب المثقفين المصريين فغالبيتهم صاروا متشبثين بكونهم من أهل الثقة (المنافقين) لترضى عنهم السلطة فيبرطعوا في هبات ومنح الطاغوت، وصاروا هم أنفسهم أعداء للندرة من المثقفين المصريين الشرفاء. ولا أقول جديداً أن غالبيتهم صاروا من داخلهم من عبيد النظام الشمولي وإن تكلموا عن التعددية وقبول الآخر. فليغضب الصحفيون من أمثال الذي هو غاضب قلق لمجرد أن ملف النوبة قد فتح كما فتح ملف الأقباط! وكأنه يريد أن تموت القضية بإغلاق ملف النوبة للأبد، فما الفرق بينه وبين السلطة الديكتاتورية التي تحكمنا وتحكمه! فليغضب الرقّاص الناصري الذي في ندوة في النادي النوبي بالإسكندرية لمناقشة مسرحية لي تدور عن النوبة، قال أن النوبة استشهدت في سبيل مصر وانتهى الموضوع! أي أن النوبة بما أنها استشهدت فلا ينبغي الحديث عنها وعن مطالبها، ألم تستشهد في إنكار للذات حتى يتقوى الوطن الكبير مصر؟! فلم نعكر نعيها اللذيذ بمطالب لن تكون؟ فلتغضب الصحفية الجعورية التي شمخت بأنفها وقالت أنها سبق وأن حذرت من (طرح محاولة انفصالية لأهل النوبة)! ، لكننا لم ننادي بانفصال، فمن أين أتت الجعورية بتلك الكلمة؟ تكذب كما كذب من يدعي أنه صحفي في جريدة أدبية مصرية وهو أديب فاشل، كتب في من سنتين في جريدة القدس العربية فخورا بأنه أوقف صيحة نوبية اعتبرها سيادته انفصالية! وهو الذي دعوناه لزيارة القرى النوبية فعاد كما ذهب، ذهب عنصريا وعاد عنصريا. ذهب كاذبا على شعبه وعاد كذوبا. فليغضب الصحفي الذي سار على درب الأديب النوبي الحاقد معتبرا أن دعوة (بيت النيل) الوحدوية دعوة انفصالية! فلتغضب الصحفية القبيحة التي (فرشت الملاءة) في صحيفة ناصرية لتسبني بوصلة ردح وكأنني المسئول عن حرمانها. وليغضب الدكتور مدعي القومية العربية في الأهرام، وأتاه وجع بواسيري لأنني أتكلم عن النوبة، واشتعل غضبه أكثر من نيلي جائزة مؤسسة ساويرس، فأخذ يعدد ويمدح في الكتبة النوبيين الذين سجدوا مرعوبين من الرأي العام المضاد، وهم أنفسهم الذين اعتبرهم المجتمع النوبي مجرد خونة تم كسحهم. وليغضب زميله الدكتور الذي دخل مجلس سيد قراره بالتزوير الفاضح، لكنه عديم الإحساس فمازال يتقافز هنا وهناك عارضا قفاه السميك متشبثا باشتياقه للوزارة. وليغضب كل من قلقوا من طرح قضية الآلام النوبية. أقول لهم لقد كان سبابكم عاملا مساعدا لي في إيقاظ النوبيين وتسخينهم للعمل سويا لنيل حقوقهم فشكرا لغبائكم وتدنيكم. وهذا تم من قبل مع الشعب الأوزبكستاني، فالحملة الشرسة التي شنتها الصحف السوفيتية ضدهم كانت حافزا لإيقاظ وعيهم الأوزبيكي واعتزازهم بشخصيتهم الجمعية وحقوقهم.
01-14-2007, 08:00 PM
welyab
welyab
تاريخ التسجيل: 05-08-2005
مجموع المشاركات: 3891
منقول من الملتقى النوبي الثقافي الصحـ13ـوة النوبية عندما قررت فورا الذهاب إلى المؤتمر، علمت يقينا بأنه سوف يتصدى لي بشراسة غير النوبيين ومن النوبيين أنفسهم. نبدأ بغير النوبيين. علمت أنه سيهب ضدي إعصار (تسونامي) مهول من الصغار ومن الأصاغر التابعين للسلطة، والذين تمتليء قلوبهم بالعنصرية وغل الفشل والحقد. لكن المثقفين الحقيقيين والعقلانيين الشرفاء سيتساءلون.. ما هو الموضوع؟ وتنبأت لنفسي أن دخول العقلاء الموضوعيين إلى الساحة سيكون بعد مرور حوالي 6 أشهر على الأقل، أي في شهر يونيو 2006 لكن تدخل الأستاذ الأديب محمد سلماوي خيب ظني، فلم يمض سوى شهرين وكتب مقالة منصفة في جريدة الوفد في الأربعاء 11 يناير 2006 تحت عنوان (خدام وأدول والمجتمع الديمقراطي!!) فضح فيها الديمقراطية المزيفة في العالم الناطق بالعربية ومن ضمنها سوريا ومصر، ولغياب الديمقراطية الحقيقية يخرج المواطنون ليتحدثوا في الخارج. وفضح المثقفين وكذبهم فهم مثلهم مثل الحكومات (وهكذا استوي المثقفون مع النظم السياسية في وطننا العربي في الافتقار للثقافة الديمقراطية التي تسمح بالاختلاف في الرأي وبتقبل الرأي المخالف.) ثم كتب الأديب محمد سلماوي مقاله الثاني بجريدة الوفد في تاريخ 15 يناير 2006 (النوبيون بين الاضطهاد والإهمال) يلوم الدولة التي تترك المشاكل تتفاقم. ثم مقتطفات من رسائل النوبيين التي تشكو خاصة من تعمد الحكومة توطين غير النوبيين في المنطقة النوبية. ومن كلمات للأديب إيهاب عبد الحميد، أنتقى الأستاذ سلماوي (أن الذين يصرخون الآن أنه لا مشكلة للنوبيين "بغض النظر عن حجمها، هم الذي غضوا النظر وكانوا يغطون في سبات عميق حين كانت أواصر العلاقات بين المسلمين والمسيحيين في بلادنا تتمزق بشكل منهجي على يد الدولة والتيار الإسلامي وهم الذين تجاهلوا مشكل الأكراد والشيعة في عراق صدام والذين كان بعضهم يتلقى منه الهدايا، نفس الأمر يتكرر ألف مرة في بلادنا ويقف مثقفونا صامتين كالتماثيل.. أننا أكثر الثقافات في العالم كلاما حول الآخر، لكننا من أقل الثقافات قبولا للآخر.. أننا نصرخ اضطهاد الغرب لنا ولكننا نضطهد أنفسنا بضراوة أكثر) وهو من مقال كامل لإيهاب في جريدة الدستور بتاريخ 18 يناير 2006.
01-14-2007, 08:08 PM
welyab
welyab
تاريخ التسجيل: 05-08-2005
مجموع المشاركات: 3891
ثم استمر الأستاذ سلماوي لائما في مقاله افتقاد الديمقراطية في مصر وأيضا افتقادها لدى المثقفين أنفسهم. وأن النوبة التي ضحت لها حقوق ويجب أن تأخذها وأيد أدّول في إعلانه عن القضية النوبية وإن كان لا يوافق على إعلانها في واشنطون. ثم كتب الأديب محمد سلماوي مقالة ثالثة في الوفد 18/2/2006 تحت اسم (أختلف معك وأدافع عن قضيتك!) بدأها هكذا (كان مصطفي النحاس "باشا" هو أول رئيس وزراء يقف إلي جانب حق أهالي النوبة ويعد رسمياً بالعمل علي تعويضهم عما فقدوه من مساكن وأراض وقرى على مدى السنين منذ بداية القرن حين أقيم خزان أسوان عام ،1902 ثم عند تعليته الأولي عام ،1912 ثم عند تعليته الثانية بعد ذلك بعشرين عاماً، لكنه لم يكن يعرف أنه بعد ذلك بأكثر من عشرين عاماً كان ما تبقي من بلاد النوبة سيختفي تماماً من الوجود دون أن يتم تعويض الأهالي بالقدر المناسب، فهل كان ذلك بسبب اضطهاد منظم يتعرض له ذوو البشرة السمراء في مصر، أم بفعل تجاهل وإهمال لا يمكن تبريره؟!) ثم كتب ما أرسلته له شارحا سبب ذهابي إلى واشنطون. ثم ما بينت به أن قضاة مصر لم يعترضوا على تأييد الخارج لهم، ثم نقل فقرة هامة نقلتها له (يذهب الدكتور فتحي سرور والسيد كمال الشاذلي إلي مؤتمر البرلمان الدولي بموسكو عام 1989 وطالب فيه السيد كمال الشاذلي وزير شئون مجلسي الشعب والشورى وقتها بالآتي حسب ما كتبته جريدة الأهرام في 9/9/1998 » بضرورة أن يقوم المجتمع الدولي بالتوصل إلي آليات محددة لإلزام الدولة المنتهكة لحقوق الإنسان باحترام المبادئ التي أكدت عليها مواثيق حقوق الإنسان« لقد طالبت بما طالب به ممثل الحكومة المصرية، أليس كذلك؟ والذين يعترضون علي طلب المساعدة الخارجية الشرعية، عليه أن يطالب مصر بسحب توقيعها علي مواثيق حقوق الإنسان بالأمم المتحدة.) ولم يستكف بخطابي له، بل نشر بعض رسائل النوبيين التي تبين الظلم الذي وقع عليهم وتأيد موقفي، مع معارضته هو شخصيا لجوانب من طرحي للقضية النوبية. وهو موقف يحسب له ويبين نزاهته، فغيره انتقى ما هو ضد حجاج أدّول لينشره أو ليعطيه الغلبة مثلما فعلت أخبار الأدب والعربي الناصري. وأحسن سلماوي فعلا بعدم الرد على افتراءات يحيى مختار قائد كتيبة الأحقاد والمخطط لها، حين كتب مهاجما سلماوي لحياده ونزاهته في جريدة الوفد بتاريخ 25/1/2006.
01-14-2007, 08:18 PM
welyab
welyab
تاريخ التسجيل: 05-08-2005
مجموع المشاركات: 3891
وأجرى معي الشاعر علي الشوكي حوارا ونشره في الدستور بتاريخ 11يناير 2006. شرحت فيه الكثير وأكدت اضطهادنا نحن والأقباط في مصر، وشرحت المقصود من (التطهير العرقي) وحسد الكتبة النوبيين وغيرهم. وحوار تم مع شيماء في جريدة نهضة مصر بتاريخ 27/1/2006، كان هجوما على الكتبة النوبيين الذين بخيانتهم لحق نوبتهم خانوا مصريتهم. ثم أجرى الأستاذ سعيد شعيب حوار طويل معي ونشره في العربي الناصري بتاريخ 22/1/2006، وسألني كل الأسئلة الشائعة والتي تعلن تخويني! وأوضحت له تماما، لكن النوايا السيئة من الحاقدين ضدي والكارهين للنوبة ووجود النوبة لم ولن تفهم ولم ولن تتفاهم، فغرضهم الأساسي اغتيال حجاج أدّول ودفن النوبة. وفشلوا في اغتيالي ونالهم من السخرية والفضح ما نالهم، وبالطبع سيفشلون في دفن النوبة كما فشل آباءهم وأجدادهم من قبل. والدكتور عماد أبو غازي كتب في الدستور 8/3/2006 مقالا تحت اسم (ديكتاتورية المثقفين وأحقادهم) بين فيه قدر النوبة وتضحياتها ودورها الهام لمصر كلها، وكيف أن البعض ضدها بجهل وأحقاد. ومن عنوان المقال يبين أحقاد المثقفين عموما مما سنفرد له مكانا خاصا فيما بعد. وكتب الأديب حمدي البطران في جريدة القاهرة في 11/2/2006، (تعقيب متأخر على حملة التكفير- حجاج حسن أدّول كاتب مصري وكطني رغم أنف الكارهين لفوزه بجائزة ساويرس) واستمر مبينا كم الأحقاد الأدبية من جيل الستينيات ضد فوزي بالجائزة، وأن هذا الحقد هو سبب تهجم الأدباء على أدّول. ثم الأستاذ طلعت رضوان مقال بعنوان"براءة حجاج أدول من المطالبة بدولة مستقلة للنوبيين" وأنقل أسطر من مقالة لما فيه من شمولية (* العروبيون هم الذين شنوا عليه الهجمة واتهموه بما لم يقله، لأنهم أحاديون يرفضون احترام الخصوصية الثقافية * الأمازيغيون حصلوا علي حقوقهم في الجزائر.. وأمريكا حققت أسطورتها بوحدة مذهلة لعرقيات وقوميات مختلفة ومتعارضة * ما الذي يضيرنا في مطالبة النوبيين بالحفاظ علي موروثاتهم وتلقي التعليم بلغتهم.. هل سيؤثر هذا علي انصهارهم في الوطن الأم؟ عرفت الأديب المبدع حجاج أدول عن قرب ولم أسمع منه ولم أقرأ له، سواء في أحاديثه الصحفية أو في مقالاته أو في إبداعه الأدبي أية إشارة إلي ما يدعيه عن الرغبة في انفصال النوبة عن مصر، لم أسمع منه أو أقرأ له عن هذا الانفصال المزعوم الذي لا وجود له إلا في أدمغة أصحاب الفكر الأحادي من عروبيين وإسلاميين فإذا كانت الأحادية الفكرية تعني الانغلاق فهي معادية لأي شكل من أشكال التعددية وإذا كانت التعددية تعني احترام الخصوصية الثقافية فإن الأحاديين من العروبيين والإسلاميين يعادون أية خصوصية وهذا هو السبب الرئيسي في هجومهم علي حجاج أدول وغيره. يستخدم الأحاديون أسلوب التشويه المتعمد فكل من هاجم الأديب حجاج في الفترة الأخيرة واتهمه بأنه انفصالي يسعى إلي استقلال النوبة عن مصر إلي آخر هذه التخاريف هؤلاء الأحاديون لم يقدموا دليلا ماديا واحدا من كتابات أي مثقف مصري من أبناء النوبة دعا فيها إلي هذا الانفصال المزعوم وهذا هو ما قصدته بالتشويه المتعمد.) وفي نهاية المقال كتب هذه الأسطر عن الإنسان العظيم المهاتما غاندي (وإلي من لا يعرف ولديه الاستعداد لأن يعرف أنقل له النحت الجميل الذي أبدعه أحد الآباء الروحيين للشعب الهندي «المهاتما غاندي» والذي لخص فيه معني الخصوصية الثقافية حيث قال: «إنني أرغب في أن تهب علي بيتي ثقافات العالم من غير قيود.. ولكنني أرفض أن تقتلعني من جذوري إحدي هذه الثقافات» ولأن غاندي لم يكن أحادي الفكر، وإنما كان يمتلك حسا إنسانيا ووجدانا متعددا، أضاف «ليس في إمكان أية ثقافة أن تعيش إذا حاولت حذف الثقافات الأخري»)
01-16-2007, 11:09 AM
welyab
welyab
تاريخ التسجيل: 05-08-2005
مجموع المشاركات: 3891
وكتب عضو مجلس الشورى الأستاذ عبد الرحمن خير مقالين في جريدة الأهالي, الثاني بتاريخ 3/5/2006 (النوبة.. سياسة دولة.. أم تصرفات خاطئة؟) بالطبع يقصد تصرفات الحاكم العسكري لأسوان، وجحود الحكومات لتضحيات النوبيين الذي نالوا جزاء سنمار. وتكلم عما سمعه وشاهده خلال تواجد لجنة التنمية البشرية المرسلة من مجلس الشورى برياسة د. فرخندة حسن وكان هو وكيل تلك اللجنة. كتب ما سمعه وقرأه عن معاناة النوبيين والحصار الأمني الذي خطط له المحافظ مع أمن الدولة، لمنع النوبيين من التلاقي مع اللجنة وحضور الاجتماع. كانت محاولة لاستبعاد النوبيين الأحرار وتلميع النوبيين من أذنابه. (سبق وأن ذهبت أربع لجان تقصي الحقائق إلى قرى التهجير النوبية، وكتبت عن الظلم الواقع على النوبيين هناك. لكن لم تتحرك الحكومات لرفع الظلم. فهل تقرير مجلس الشورى المذكور سيكون نافعا للنوبيين؟ لا أظن.) وبين أن ما يحدث في النوبة هو سياسة دولة وليس مجرد أخطاء. ثم كتب غيرهم من المحترمين، أكثر من مقال يؤكد حق النوبيين ويلوم الحاكم العسكري لأسوان. ومن قبل كتب الكثيرون وتطرقوا إلى حقوق النوبيين مثل د. على الراعي والأستاذ رجاء النقاش كتب في أهرام 20/2/2005 مقال (نوبيون غاضبون) بين فيه الكثير من الغبن الذي نالته النوبة ونقل من كتاب الأستاذ المحامي ماهر ذكي (الموسوعة النوبية) غير عدة رسائل نوبية. والأستاذ سلامة أحمد سلامة في عاموده "من قريب" أهرام 28/4/2006، "حق لأبناء النوبة" ردا على رسالة السيد/ فرح عبد السيد، وهو نوبي من أبناء قرية أدندان. كتب الأستاذ سلامة (إنني أضم صوتي إلى أصوات أبناء النوبة في ضرورة إعطاء الأولوية لأبنائهم ممن تنطبق عليهم الشروط التي ستضعها الدولة واللجان المتخصصة، لمن سيسمح له بالمشاركة في تنمية بحيرة ناصر.. كما ينبغي ألا ننسى دور أبناء النوبة في إحياء التراث الحضاري والشعبي لهذه المناطق الجديدة.. إذ لا تنمية حقيقية بغير حس حضاري وتراثي من أصحابه الأصليين). ثم الأستاذ مكرم محمد أحمد في 2/5/2006، (وإذا كان النوبيون يتوقون إلى العودة إلى أرضهم القديمة، يبنون على شواطئ البحيرة قراهم الجميلة بألوانها البيضاء ورسومها الزاهية الألوان، وواجهتها المزينة بأطباق صينية مزركشة، فما الذي يمنع هذه العودة إلى أراضيهم؟ ولماذا لا تمنحهم الدولة الأرض بالمجان تعويضا عن خسارتهم لقراهم القديمة، خصوصا أنهم لم يستطيعوا تكييف أوضاعهم في قرى التهجير التي تحمل أسماء قراهم القديمة لكنها لا تحمل شيئا من صفاتها. ) ونحن أيضا نتساءل.. لماذا يمنعوننا؟ (بعد إنهاء هذا الكتاب، كتب المفكر طارق حجي في جريدة الدستور العدد 69 في 12 يوليو 2006 مقالا بعنوان (متى تعترف الحكومة بأن ضرب المتظاهرين سلوك همجي؟!) وخلال احتجاجاته على السلبيات وعدم اعتراف الحكومة بها كتب (متى تعترف بأن واقعنا غير منصف مع غير المسلمين من أبنائه.. وأنه أيضا غير منصف مع أبنائه النوبيين؟ متى نكف عن المعالجة السطحية لهذا "الجرح الكبير في جنب الوطن"؟
01-19-2007, 01:23 PM
welyab
welyab
تاريخ التسجيل: 05-08-2005
مجموع المشاركات: 3891
بالنسبة لمن توقعت أن يتصدوا لي من للنوبيين، توقعت ما حدث فأنا غارق وسطهم، واثق بأنهم سوف يستوعبون ما أقدمت عليه في شهرين أو ثلاثة على الأكثر، وواثق أيضا أن بعض النوبيين ممن يعشقون الزعامات المزيفة والمظهرية الكدابة واستغلال نوبيتهم، واثق أنهم سيكونون ضدي ويأخذون مبادرتي فرصة للتهجم عليّ. وهذا ما حدث تماما. شهرين وبدأ النوبيون يستوعبون ما تم، بدأوا يستوعبون أن قضيتهم أخذت مدارا أوسع ومجالا وتفكيرا جديدين. وإذا بعواصف من التأييد تصل لي بمقابلات شخصية وتليفونية وبالبريد الإلكتروني من داخل مصر وخارجها! وإذا بعرائض من القرى النوبية مليئة بالتوقيعات تفويضا لي نكاية في الخائن النوبي الذي أدعى أنني غير مفوض نوبيا! فالكارهون النوبيون كانت لهم ضربات البداية قاصدة اغتيالي في شراسة وشراهة وتشفي. هذا في نفس الوقت الذي تمتلئ به صحف الحكومة وصحف المعارضة ذات الاتجاه الواحد، بشلالات من الاتهامات ضدي، وتدعي بأنني وحدي والنوبيون يتبرأون من فِعلتي! أعاصير من محاكمات تفتيش جاهلة غاشمة، انهالت عليّ اتهامات من العيار الثقيل، الخيانة والعمالة واستعداء الأجنبي والإساءة لمصر الخ. اتهامات بدأتها جريدة أخبار الأدب وكان مخلب القط فيها أدباء نوبيين بما فيهم المستأدب اللزج ورسام نوبي مُلقي برسوماته بجوار الحائط، وانضم إليهم ما لم يسمع بهم أحد. في أيام معدودة تصاعد الهجوم البذيء، تذكرت جملة قرأتها في مجلة روز اليوسف بتاريخ 9/5/94 تحت عنوان (الأقباط بين أغلبية هيكل وأقلية جمال حمدان) دونتها لنصاعتها وكاتبها هو د. محمد السيد سعيد.. (عندما تتعرض أيها القارئ لحملة صحفية عاصفة تهب في اتجاه واحد لتثير غبارا كثيفا مثل رياح الخماسين، عليك أن تسأل بفطنة عما لا يراد لك أن تراه بوضوح اكبر) الحملة كانت موجهة ممن يمسك ببعض الخيوط في وسائل الإعلام المصرية، فتوجهت كتيبة كلاب السلطة وكلاب الرأي العام الغاشم، تشنع على حجاج أدّول وتتهمه وتوجِّه القضية إلى مفيضات جانبية بعيدا عما أريده. انفتحت الصحف الحكومية وغيرها لتلك العصابات السعرانة. نجحت الحملة في البداية حتى أنها لم تَقُم ببث القلق والكره ضدي في عقول ونفوس الكثيرين من غير النوبيين، بل هي حيدت قطاعا نوبيا ووجهت قطاعا نوبيا آخر ضدي وإن كانا قطاعين مسلولين. لكن بعد مع توالت الأيام ظهر الحق ونَحلت ويبست القطاعات المعارضة لي خاصة النوبية. ولم تكن تلك العصابات المستوظفة في وسائل الإعلام الحكومية فقط من هبت للإساءة لي ونفخت رياحا خماسينية لحَجْب القضية النوبية، انضم لها الموتورون من إنتاجي الأدبي واقتحامي المحظور النوبي مما كشف جبنهم، ثلاثة كتبة نوبيين وبعض نواب المحليات ممن ليس لهم أي ذكر، احتلوا الصفحات الحكومية، وكانت تلك الحملة التي دخلتها صحف صفراء غوغائية تريد إقامة حفلات لِلَطْم الخدود والصراخ، وصحيفة ناصرية تحمل لي ثأر رصدي لخطايا جمال عبد الناصر، تجمعت تلك الجوقة الزائفة تحاول في استماتة إخفاء المشهد النوبي الحقيقي. وكانت حيلتها للإساءة لي وللمطالب النوبية، أن تتغافل عن المسببات لما قلته معبرا عن آلام النوبيين. فكما كتب الشاعر الفلسطيني مُرِيْد البرغوثي في الهلال العدد 558-يونيو 1997 في كتابه رأيت رام الله (من السهل طمس الحقيقة بحيلة لغوية بسيطة: ابدأ حكايتك من "ثانياً"! نعم. هذا ما فعله رابين بكل بساطة. لقد أهمل الحديث عما جرى "أولا". ابدأ حكايتك من "ثانيا" تصبح سهام الهنود الحمر هي المجرمة الأصلية، وبنادق البيض هي الضحية الكاملة!) وأضيف أنا وأقول وتصبح دعوة أولوية العودة للنوبيين دعوة انفصالية مشكوك فيها! فليتناسوا وينسون الناس أن أولا النوبة ضحت لمصر، أولا التهجير الفوضوي المجرم وإلقاء النوبيين في الصحراء دون استكمال بيوتهم ولا حتى أراضيهم! أولا موت كبار السن والأطفال حتى أن الجبانة سميت جبانة الروضة لامتلائها بالأطفال ضحايا الماء الملوث. أولا النوبة التي لها حق العودة، أولا النوبيون الذين يطالبون بأن يُعاملوا كمواطنين مثلهم مثل مواطني أهل خط قناة السويس، أولا النوبة التي تشكو مآسيها التي بدأت عام 1902 ولا من مجيب! ويبدءون من ثانياً، لماذا النوبيون غاضبون ولماذا يصيحون في الخارج؟! ثم يدخلون في ثالثا.. ادعاء أن النوبيين ينادون بالانفصال!
01-20-2007, 04:28 PM
welyab
welyab
تاريخ التسجيل: 05-08-2005
مجموع المشاركات: 3891
المهم.. توالت في إلحاح بذاءات المنافقين في عدد من الصحف، فكان الوضع كمثل باقي أوضاع مصر، مظهر إعلامي حكومي غوغائي معارض لي، ولا يعبر إلا عن السلطة والفاسدين والمستفيدين، وواقع نوبي مؤيد لي! وشرائط الفيديو التي سجلت زيارتي مع زملائي لقرى التهجير واستقبالي كزعيم حقيقي للنوبة خلال لقاءاتنا الشعبية بداية من 12/4/2006، تؤكد ذلك وتبين التأييد شبه المطلق لما قمت به. علما بأني أرفض الزعامة بالنسبة لشخصي وبالنسبة للجميع، وأعمل على قيادات نوبية جماعية. قيادات مفطورة على تأدية هذا الدور الذي لا يناسبني، واستكفي بكوني أديبا نوبيا مصريا يطالب بحقوقه النوبية المصرية، كما رفضت وارفض مطالب الكثيرين من النوبيين بأن انقل إقامتي إلى محافظة أسوان "محافظة النوبة سابقا" (ولأن الأديب النوبي الحاقد اتهمني بالكذب كثيرا، ومن اتهاماته في مقال له في أخبار الأدب بتاريخ 25/12/2005، قال "ويزعم أن مديرية أسوان سابقا ومحافظة أسوان حاليا كانت اسمها 'مديرية النوبة' مطلقا لم يحدث علي مدي التاريخ كله أن سميت بهذا الاسم إلا إذا كانت هناك كتب ومراجع خاصة بحجاج وحده لم نعرف عنها شيئا" لذلك أبين له مراجعي وأعرضها.. كتاب العلاقات المصرية السودانية "في ظل الاتفاق الثنائي 1899-1924" تأليف د. عبد الفتاح عبد الصمد منصور. إصدارات الهيئة المصرية العامة للكتاب سنة 1993، نجد في ملحق رقم "3" بند ثانيا/ يفصل من مركز حلفا التابع لمحافظة النوبة. وفي أهرام يوم 28/11/1995، في المقال الأسبوعي للدكتور يونان لبيب رزق، تحت "ترتيبات مصطفى باشا" نجد الآتي "القرار الأول صدر في 26 مارس عام 1899 من "ناظر الداخلية" لمحافظة النوبة الخ" هذا لتأكيد أن محافظة أسوان كان اسمها محافظة النوبة) لأرشح نفسي في مجلس الشعب، مؤكدين أنني سوف أكتسح الكل، رفضت ذلك فطبيعتي هي الأدب، وكوني أديبا موهوبا أهم بكثير من كوني نائب مجلس شعب. وكل يوم يظهر التأييد الوافر لي وينحسر المنافقون النوبيون الذين حاول بعضهم التقهقر في انسحاب شبه منظم، محاولين التحدث عن المطالب النوبية التي لم يفتحوا فمهم بها من قبل. واتصل بي خِفْية الرسام الفاشل حتى يصالحني فرفضت، والبعض حاول أن يجالسني ليظهر أمام النوبيين أن الخلاف بيني وبينه هو خلاف في مجرد رأي وأنه مع حجاج أدّول في صداقة، وبهذا يخفف الهجوم الكاسح عليه من النوبيين! وأيضا رفضت أن يجلسوا معي.
عموما.. كيف وصل بشريحة ممن يدعون الثقافة أن يتحولوا إلى متطرفين أصوليون لهذه الدرجة؟ سؤال لا أملك الإجابة عليه. أنا أسأل والمفكرون والأكاديميون المفكرون هم من يستطيعون تحليل هذا السقوط المزري. أليس المتطرف في رأي الدكتور المفكر مراد وهبة (هو من يعتقد أن من يخالفه في عقيدته يهدد وجود العقيدة، وبالتالي وجودَه؛ ولهذا يجب أن يٌقتل) أليس هذا هو حال أغلبية المثقفين في مصر؟! أنستطيع أن نطلق على هذه الحالة "الأصولية المثقفية" إن صح التعبير لغويا؟ إن كانت الأصولية أيا كانت، هي وقف إعمال العقل، والمثقفون يهاجمون الأصولية الدينية، لكنهم يعيشون في نفس الخندق العنصري الإرهابي للأصوليات، فهم يمنعون تشغيل العقل في القضية النوبية وغيرها، وهم يرفضون حقيقة الآخر مهما تشدقوا بأنهم من دعاة فهم الآخر والتحاور معه بل والتعايش معه كما كتب الأديب إيهاب عبد الحميد في الدستور في مقال أشرت له من قبل، وأبلغ دليل ما يفعلونه ضد القضية النوبية وضد القضية البدوية، بل ضد الاختلافات التفصيلية بينهم وبين بعضهم؟ لنتخيل أن جماعة مثقفين وأدباء من أجل التغيير –وأنا عضو بها- فكرت في كتابة دعوة لوقف منحي جائزة مؤسسة ساويرس لأنني طالبت بحقوقي النوبية في أمريكا؟ لم تحاول هذا الجماعة وبها الكثير من المخلصين، لم تحاول أن تتروى وأن تحاور لتفهم، بل برز منها الأصوليون ليدينوا حجاج أدّول لولا أن بعض الأعضاء أدرك المطب الذي سيقعون فيه والفضيحة التي كانت ستنالهم.
العنصرية وأسباب ذهابي إلى المؤتمر **** الوطن هو المكان الذي تشعر فيه بالعزة والكرامة، والأوطان التي لا تقدم لمواطنيها الاحترام ليست أوطاناً. محمد أحمد السويدي
*** لماذا في كلمتي بالمؤتمر القبطي العالمي الثاني بواشنطون، اخترت كلمات من العيار الثقيل؟ الإجابة.. لأصدم مصر وأجبرها أن تعترف بوجود قضية نوبية. ليكون الانفجار الإعلامي من العيار الثقيل، وحين ينفجر الهجوم الثقيل على شخصي، يساعد بدوره في تحقيق أهدافي، أي أنني أردت استخدام قوى أعداء النوبة من عنصريين وفاسدين بالإضافة إلى الخونة النوبيين، ليكون هجومهم في صالح أهدافي النوبية، فتستيقظ مصر وبها قضية نوبية مقلقة، وفي نفس الوقت تكون تلك الهجمات قوة دفع تضرب في الجسد النوبي نفسه لتوقظه، توقظ هذا الجسد المغمى عليه بقطاعاته النائمة والمستنومة، والمخدرة بأن الوطنية المصرية تقتضي التنازل عن النوبية، والمرعوبة من المطالبة بحقوقها خشية اتهامها بالعنصرية والانفصالية! يستيقظ الجسد النوبي المترهل على حقيقة أن في مصر عنصرية تكرهه، فيضطر أن يعترف بأنه مستهدف. ينتزع غمامة الغفلة وشعارات التخدير الموضوعتين على عينيه ويعترف بما هو واضح كالشمس. كنت من حوالي عشر سنوات اعتقد أن ما يقع ضدنا كنوبيين هو مجرد بيروقراطية وأخطاء موظفين وألاعيب بعض الفاسدين، وأنه ليس مخططا للدولة المصرية! وأننا لسنا أقلية بالمعنى الدارج.. أي مجموعة مضطهدة داخل أغلبية ظالمة. كنت غافلا ساذجا مخدرا بالشعارات الوطنية فصدقت حتى غوغائية عبد الناصر وأمثاله.
01-21-2007, 05:15 PM
welyab
welyab
تاريخ التسجيل: 05-08-2005
مجموع المشاركات: 3891
حُدد لي ربع ساعة فقط في المؤتمر المذكور، أي ثلاث صفحات! كيف أوجز قضية الشعب النوبي التي هي من قدم التاريخ ثم رزح عليها في العصر الحديث خزان وسد وتهجير وتذويب وتحقير، كل هذا في ثلاث صفحات؟ كيف في ثلاث صفحات اشرح على قدر استطاعتي ما أصاب المجتمع النوبي من شروخ وتدهور بسبب الصحراء الشتاتية التي هُجروا إليها في ترانسفير لا إنساني بشع؟ كيف وأنا هدفي أن أخاطب عموم شعبيْ مصر والسودان بما فيهما من نوبيين، وكل شعوب العالم؟ صعب، بل بالغ الصعوبة. لم أجد وقتاً لبيان أننا كنا مزارعين ممتازين ثم أضاعت الحكومات منا تلك الحرفة وصار موظفوها يعايروننا بأننا لسنا مزارعين! بل لم استطع الاستطراد كيف أننا كنوبيين لنا دور بالغ الأهمية لمصر كلها في تأمين منابع النيل. لذلك اختصرت واختزلت، ومن هنا كان عدم فهم الكثيرين من النوبيين العاديين وغير النوبيين لبعض المصطلحات. مثلا.. التطهير العرقي:- ظن الكثير من النوبيين أن مصطلح (التطهير العرقي) معناه الحصري هو الإبادة بالقتل مثل ما في ذاكرتهم من مأساة البوسنة والهرسك. كان من المفروض أن أشرح أن التطهير العرقي هنا هو تهجير قوم ما من موطنهم وتوطين غيرهم، تهجيرهم بالخداع وتحت شعارات الوطنية وهي شعارات حقيقية استخدمت ظاهريا للنصب عليهم. بل استخدمت شعارات دينية (الأنصار والمهاجرين) أي أن النوبيين هم المهاجرون وبقية مصر هم الأنصار! هذا قول الوزيرة الكذوب وقتها د. حكمت أبو زيد لتضليل النوبيين في حكومة لم تأبه لا لدين ولا حقوق وطنية. الترانسفير:- لم أجد وقتاً لبيان أن الترانسفير هو تهجير البشر بقسوة وفي ظروف لا إنسانية. وهو ما تم في تهجيرات النوبيين الأربعة والتي نسيها حتى قطاع كبير من النوبيين خاصة من الشباب. وسوف تظهر وتنشر حكايات النوبيين الذين عاشوا هذا الترانسفير معدوم الإنسانية. بل أن رواية (جبال الكحل) تبين هذا التراسفير، والعجيب أن مؤلف هذا الرواية التسجيلية يحيى مختار، يُنكر اضطهاد النوبيين ويُنكر الترانسفير رغم أنه كتبه!
01-22-2007, 01:18 PM
welyab
welyab
تاريخ التسجيل: 05-08-2005
مجموع المشاركات: 3891
العنصرية:- بند العنصرية سيأخذ مساحة. لم أجد وقتا لبيان كيف أن السود ممنوعون من الظهور كمذيعين في التليفزيون المصري، السود وليس السمر الذين قبلوا بهم منذ سنوات قليلة بعد افتتاح القناة الثامنة والتي مقرها في أسوان. وللعلم هذه القناة لم تتطرق مطلقا إلى القضية النوبية، فقط تهتم بالنوبيين كمتحف وفولكلور، تماماً مثلما تهتم الحكومات المصرية وأجهزتها ومثقفوها بالنوبيين كمتحف وفولكلور! وفي حواراتي مع الصحفيين قلت أنه سبق وتم رفضْ ثلاثة تقدموا كمذيعين، طارق عبد الجابر الذي صرح بذلك في أهرام 15/7/1992 في باب بريد الأهرام تحت اسم (بيت من زجاج)، وأكد هذا في حوار له بجريدة القاهرة في 6/11/2005 وشرح كيف رفضوه في القناة الثالثة بسبب لونه الأسمر، لكن تم تعيينه مراسلا بعد ذلك بعشرين سنة. ومحمد ثابت الذي تحدثت إليه من منزل صديقنا المشترك المحامي ماهر ذكي في وجود الأستاذ/ سمير العربي في يناير 2006، فحكى لنا الأستاذ/ محمد ثابت عن رفض التليفزيون له لأنه أسمر! وكتب هذا الموضوع الصحفي محمد زكي عبد القادر في باب (نحو النور)، والثالثة هي آمال عباس التي تم رفضها في تليفزيون إسكندرية. الرفض كان لسمارهم النوبي. هذا ونحن في دولة سمراء وليست بيضاء. ولنقرأ تلك المعلومات التي وصلتني من صديقي الأستاذ/ فؤاد شباكا.. • 16 مذيعا أسود في تليفزيون السويد. • 6 مذيع أسود في تليفزيون أسبانيا. • 3 مذيعون سود في تليفزيون إيطاليا. ويوجد عدد من المذيعين والمذيعات السمر والسود في تليفزيونات الخليج. لكن في مصر حاشا وكلا. فالعنصريون يخشون أن تظن البشرية أن مصر تقع في قارة أفريقيا، وتظن أن سكانها ليسوا شقرا!! ثم توجد 82 دولة إفريقية، هل سمع أحدكم أن لدى مصر سفيراً أسود؟ أليست هذه معلومات مدهشة محزنة؟ أليست هذه عنصرية مصرية ضد اللون الأسود؟ فزع كثير من المصريين حين اتهمت الحكومة المصرية وقطاع مصري بالعنصرية! العنصرية متجسدة فيهم وحولهم وينكرونها ويتهمون من يرصدها بالإساءة إلى مصر! عنصري مصري خبيث قال.. ولماذا لا تقول أنهم لم يجدوا أسود أو سوداء مؤهلين للعمل كمذيعين تليفزيونيين! الرد.. وهل تواجد في بلدان العالم سود مؤهلين للعمل مذيعين ومذيعات، لكن في مصر لا يوجد؟ السويد التي عدد سكانها لا يزيدون عن عدد سكان القاهرة، وهم شقر بالفعل وليس بالمسخرة مثل مذيعاتنا في فضيحة ماسبيرو حيث تليفزيون البلادة، السويد بها 16 مذيعا ومذيعة سود، وفي مصر بلد السبعين مليون لا يوجد مذيعة واحدة أو مذيع واحد؟ وفي مصر يدافعون في هستيرية مؤكدين بانعدام العنصرية في مصر؟
01-23-2007, 11:37 AM
welyab
welyab
تاريخ التسجيل: 05-08-2005
مجموع المشاركات: 3891
والأديب بهاء طاهر، يتهرب بسخافة من هذه الفضيحة العنصرية، ويكتب في جريدة العربي الناصري العدد 996- 12 فبراير 2006 (وليس عندي دفاع عن غياب الوجوه السمراء "يقصد السوداء" عن شاشة التليفزيون المصري، غير أنى أريد أن أهنيء أبناء النوبة لهذا الغياب، فهل مما يشرفهم حقا المشاركة فيما يرتكبه هذا التليفزيون آناء الليل وأطراف النهار؟) وردت عليه في نفس الجريدة في عددها التالي (وعن الاضطهاد العنصري كانت إجابتك ليس عندي دفاع عن غياب الوجوه السمراء عن شاشة التليفزيون المصري. أي كلامي عن العنصرية صحيح، وإلا كنت بينت خطئي، كان من الأجدى أن توافقني في مقولتي، لكن تهنئتنا على غيابنا عن التليفزيون بحجة ما يرتكبه هذا الجهاز في حق مصر، فهذه مناورة لعدم الاعتراف) يتهرب بهاء طاهر من الاعتراف بالعنصرية الواضحة في تليفزيون مصر، ثم في مقاله المذكور يدلل على عدم تواجد عنصرية في مصر فيكتب مخاطبا لي (فأما إن شاء أن يعرف ما العنصرية حقا فليذهب إلى أي من ولايات الجنوب الأمريكي ليرى كيف يعيش السود هناك وكيف يعاملون وذلك بعد نصف قرن من استشهاد مارتن لوثر كينج ومعركة الحقوق المدنية للسود. وأدعو أن يكون حظه حسنا فلا يصادفه هناك أفراد من جامعة الكلو كلوكس كلان أو غيرهم من دعاة تفوق البيض الذين يعبرون عن تفوقهم بالاعتداءات البدنية على السود) واستمر يكتب (لفت بعضهم الانتباه إلى أن أهم وزير مصري وأشهر مطرب في البلد هما من أبناء النوبة) فكان ردي عليه في العدد التالي من نفس الجريدة (وتشرح عنصرية الجنوب الأمريكي، وهذه حقيقة، لكن أيستطيع أمريكي أبيض أن يكذب ما تقوله بحجة أن وزيرة الخارجية سوداء، وأن أشهر المطربين سود وأيضاً أشهر الرياضيين بل بعض حكام الولايات سود؟ فكل هذا لا ينفى جوانب عنصرية في أمريكا، كما أن أهم وزير مصري واشهر مطرب في البلد هما من أبناء النوبة؟ لا تنفى جوانب عنصرية في مصر. وهى حجة أديب نوبي اتهمني أنا بالغباء!) وبهاء طاهر يعتمد على حجة إدريس علي الذي اتهمني بالغباء في مقال سابق بنفس هذه الجريدة، فمن منا الغبي؟ أنا أم إدريس الذي أتى بهذا الرد الغبي أم بهاء الذي سار خلفه؟ ثم أنني قلت في كلمتي (فنحن النوبيين في مصر، من يريد منا الترقي في مجاله، عليه أن ينسى نوبيتَه ولا يطالب بحقوقها، عندها بالإمكان ترقيتُه ليكون وزيراً) فهل الوزير الذي يستشهدون به، هل قرأ أحد عن زيارته لقرى التهجير أو قرأ أحد أنه يتكلم عن حقوق أهله النوبيين؟! لم يحدث ولن يحدث. المصيبة أن أغلب مثقفي مصر يقرءون لكن لا يبقى في نفوسهم إلا ما هم يعتقدونه أو يريدون أن يعتقدونه.
01-23-2007, 12:21 PM
DKEEN
DKEEN
تاريخ التسجيل: 11-30-2002
مجموع المشاركات: 6772
وهنا أرصد ما كتبه الأديب الكبير محمد سلماوي رئيس اتحاد كتاب مصر، حين كتب في جريدة الوفد في الأربعاء 11 يناير 2006 في مقال "خدام وأدول والمجتمع الديمقراطي!!" والمشار إليها من قبل، (ومن منا يستطيع أن يجادل في محنة النوبيين الذين اجبروا علي ترك ديارهم، أو حتى في غيبة الوجوه السمراء عن شاشة التليفزيون المصري في الوقت الذي يحفل التليفزيون الأمريكي بنجوم البرامج من الزنوج مثل أوبرا وينفري التي تعتبر الآن واحدة من أكثر الشخصيات تأثيرا في الولايات المتحدة، وقد قامت أخيرا بحملة غيرت بمقتضاها القوانين الخاصة بعقوبة اغتصاب الأطفال في الكثير من الولايات الأمريكية، فهل الولايات هي الدولة الافريقية أم نحن؟) صحيح.. هل الولايات المتحدة دولة افريقية أم مصر؟ ومركز القاهرة لحقوق الإنسان (صالون بن رشد) أقام ندوة تحت (على هامش مأساة اللاجئين السودانيين) وعنوان الندوة (هل من علاج لعنصرية المصريين؟). وأكد العديد من الصحفيين والمثقفين المصريين أن جانبا من معاملة اللاجئين السودانيين بكل القسوة التي تمت، كان بناء على التعالي العنصري بسبب لونهم الأسود! وفي نفس الوقت الاتهام لا يمس كل الشعب المصري، بل قطاع عنصري فيه. وأسأل نفسي متعجبا.. لماذا يتحاشى المثقفون المصريون مقولة "هيرودوت" (أن المصريين سود مجعدو الشعر)! تماما مثلما يبتعد الأثريون عن الاعتراف بأن المصريين القدامى لونهم اسمر، وأن العديد من الفراعين زوجاتهم من النوبيات ذوات البشرة السمراء! ولماذا يتحاشون أن الذهب في عصور الفراعنة كان من النوبة، وأن النوبة كانت ومازالت درعا دفاعيا لمصر, وأن الأسرة الخامسة والعشرين، حين دخلت مصر، دخلت لتنقذها من الاضطرابات الداخلية، وأنها لم تهدم معبدا بل أضافت معبدا؟ ولم يكن دخول الفرعون النوبي "بعنخي" دخولا غازيا محطما مثل قمبيز. لا ولا مثل دخول المستعمرين الغربيين. لماذا يركزون على تفرد الغصون ويصابون بالفوبيا النوبية وينسون التوحد في بنية الشجرة الثقافية التي جمعت النوبة ومصر، واستحالة انفصالها؟ المهم.
01-26-2007, 10:09 PM
welyab
welyab
تاريخ التسجيل: 05-08-2005
مجموع المشاركات: 3891
بهاء طاهر وقد اتخذته مثلا لكونه أديبا شهيرا أثبت جهله بالقضية النوبية المصرية، وكان نموذجا للباطن المُعكر عند أغلب المثقفين المصريين. بهاء تجرأ وجَسَّد ما في باطنه وباطن الكارهين للنوبة. بهاء طاهر لا يستطيع إنكار عنصرية مصر فيتكلم عن عنصرية أمريكا! الأديب الكبير يتعامل مع الجامعة الأمريكية التي تترجم له كتبه ويحضر احتفالاتها، لأن فيها منفعة شخصية له، لكنه يشتم أمريكا ربما حتى تعطيه جائزة ما فيتوقف عن مهاجمتها. بهاء وهو من أهم أدباء مصر، يراوغ ويتلاعب ويهرب من الحقائق، بل أن تقييمه لقضية النوبة أنها تماثل مشاكل حي بولاق الدكرور!! أليس رأي هذا الأديب عار عليه وعلى أدباء مصر؟ هذا ما يعرفه ويقدمه بهاء طاهر عن قضية النوبة! أهذا جهل فاضح فيه، أم عنصرية تتخفى وراء حجج سخيفة واهية! وبهاء من اشهر أدباء مصر، فماذا ننتظر من الغير؟! ماذا ننتظر من العامة؟ بهاء مثله مثل أغلبية الوسط الثقافي الذين أزعجتهم الحقائق التي يكرهونها فراحوا يلقون عليّ الاتهامات بالخيانة والعمالة بحجة الغيرة على مصر! لكن سؤالا جاءني.. هل بهاء طاهر كان ينتظر جائزة ساويرس للأدب؟ وهل صدم حين ذهبت الجائزة إلى حجاج أدّول؟ وهل تماثل هنا مع الذين ضربتهم الغيرة غير الحميدة حين وجدوا روايتي (معتوق الخير) بضخامتها في مكتبة المجلس الأعلى للثقافة 2002؟ هل الأمر مثلما قال الكاتب النوبي الذي باع ضميره وصار يفتخر علنا بأنه يكتب للشهرة والنقود ونشر في الصحف أنه يمارس الشذوذ من أجل النقود! هذا الذي تجنى على النوبيين واحتقرهم وسبهم وسب قريته وعائلته، الأديب قال لي ولغيري أن أدباء الستينيات خاصة انقلبوا على حجاج أدّول بعد جائزة ساويرس؟ فهل بهاء طاهر منهم؟
01-26-2007, 10:11 PM
welyab
welyab
تاريخ التسجيل: 05-08-2005
مجموع المشاركات: 3891
في رصد العنصرية كتب أكثر من مثقف مصري نختار من هذه الكتابات مقال للأستاذ نبيل شرف الدين. كتب مقالا تحت عنوان (شفت اللي حصل لأصحابك "الزناجرة" ؟) عن أحداث اللاجئين السودانيين والمعاملة الوحشية التي واجهتهم من قوات البوليس المصري. كتب ( يا عم بلاش قرف .. هيه المشرحة كانت ناقصة قتلى، دحنا ارتحنا من الوباء ده، يللا عقبال ما يرحلوا الصعايدة كمان بالمرة) ثم استمر الأستاذ نبيل شرف الدين يرصد ما كان (لا عتاب على العسكر ولا على أسطوات الميديا الحكومية، لكن العتب على المصريين الطيبين، الذين كانوا دائماً أبعد شعوب المنطقة ـ ولعلي لا أبالغ إذا قلت والعالم أيضاً ـ عن تلك العنصرية الواضحة التي تعامل بها مواطنون مصريون عاديون حيال إخوة لهم، لن نقول في الجوار والنيل، بل لعلها الإخوة الإنسانية وحدها كانت كافية ذات يوم، حتى يقبل المصري الأروام واليونانيين والشوام والخلايلة وكل أجناس الأرض ذات زمن مضى، لكن يبدو أن أشياء جميلة كثيرة مضت معه، فبات المصري الذي كان أيقونة للتسامح، نموذجاً متعصباً، يكاد يفقد حكمته ويحتقن لأتفه الأسباب، تارة بسبب رواية، وأخرى بسبب شائعة عن مسرحية قيل أو أشيع أنها "تمس الإسلام"، بينما لم تتحرك شعرة في رأس المصريين حين احترق آلاف الأبرياء داخل قطار الصعيد، أو ابتلعتهم محرقة تسمى زوراً "قصر ثقافة") وأزيد أنا ولم يتحرك وكل تلك المآسي تنصب على رأس النوبة التي ضحت لمصر وقدمت ما لم يقدمه أحد! هذا المقال وغيره رصد العنصرية التي تسربت إلى الشعب المصري نفسه. أي أنني لست وحدي في رصد الواقع المر الذي نحن فيه. انقل فقرات من مقال للأستاذة منى الطحاوي وهي مصرية مقيمة في أمريكا. المقال تحت اسم (عرب عنصريون في أميركا!) (كنا وصديقي ماركوس داخل سيارة أجرة عندما قلت له أن السائق مصري، فقد تعرفت على لهجته المصرية خلال استخدامه هاتفه الجوال. لكن، وفيما نحن نقترب من وسط المدينة، سرعان ما تلاشت فرحتي بلقاء واحد من أبناء بلدي، بعدما انتبهت إلى مضمون حديثه للشخص الآخر. كان السائق المصري يقول: لقد رأيت فتيات كثيرات في صحبة رجال من السود. انني لا أفهم السبب. ما الذي تراه تلك الفتيات في هؤلاء السود؟ انحدرت المحادثة إلى ما هو أسوأ من ذلك، أو لنقل إلى ما لا أستطيع بالطبع أن أنقله هنا. لم احتمل البقاء مع ذاك الغبي في سيارة واحدة، فأمرته بالتوقف، ثم فاجأته بمواجهته وقلت له انني فهمت ما كان يقوله وأن عليه أن يخجل من نفسه، وخرجنا من السيارة. ثمة مفاجأة أخرى كانت في انتظاري عندما عبّرت عن غضبي مما حدث مع السائق المصري لصديق فلسطيني هنا في نيويورك، إذ حكى لي قصة مشابهة لتلك التي ذكرتها. فقد كانت والدة أحد أصدقائه السوريين في زيارة إلى أميركا وكانت تستخدم كلمة «عبد» عندما تشير إلى الأميركيين الأفارقة الذين تصادفهم في الطريق.
01-26-2007, 10:22 PM
welyab
welyab
تاريخ التسجيل: 05-08-2005
مجموع المشاركات: 3891
العنصرية ضد اللون متواجدة، من ينكرها يظلم نفسه ويهين عقله. وعلاجها بالاعتراف بها ورصدها وتحليل أسبابها ثم خطوات علاجها والبدء السريع لتنفيذ العلاج. أما الغطرشة عليها والتعامي عنها فلن يزيدها إلا ضراوة اشتعال في المجتمع. نعود للأديب الذي تجنى عليّ وعلى النوبة مستترا خلف شعارات ظنها سوف تداري أغراضه.. .. بهاء طاهر لا يستطيع إنكار عنصرية مصر فيتكلم عن عنصرية أمريكا! ألم يقرأ شيئا عن تاريخ النوبة الضارب في القدم بما لا يقل عن قدم فراعنة الشمال؟ ألم يعلم شيئا عن الفراعنة النوبيين والفراعنة من أمهات نوبيات؟ ألم يعلم ماذا قدمت النوبة القديمة لمصر القديمة؟ ألا يعلم دور النوبة في المسيحية السمحاء؟ الم يعلم أن اللغة النوبية لغة قائمة بنفسها؟ ألا يعلم بأن الحضارة النوبية من أهم حضارات العالم؟ ألم يعلم شيئا عن التهجيرات الأربعة النوبية في سبيل عموم مصر؟ لماذا وقد زار الكثير من بلاد العالم لم يزور متحف النوبة بأسوان ليعلم عظمة النوبة؟ أم هو زارها وتغاضى عنها لأنها تنسف دعاويه نسفا؟ العنصريون يحاربون النوبية مستخفين بشعارات وطنية! حقيقة هم أساتذة في الغوغائية. مثلهم مثل حزب اليمين المتشدد في الهند والمعادي للمسلمين والذي شعاره"أمة واحدة.. شعب واحد. ثقافة واحدة"! فالعنصرية واحدة في كل أنحاء العالم، والعنصريون في الغالب لا يعترفون بعنصريتهم ولا يعلنون ما في جوفهم بصراحة، بل يضعون لأنفسهم شعارات براقة، يرفعون لافتات مبهرة ناصعة مغرية، وبها يتم طعن الثقافات الفرعية والأقليات العرقية والأقليات الدينية! العنصريون كما كتب عنهم أحمد بهاء الدين شعبان في القاهرة العدد 4 سبتمبر 2001- العدد 73 في مقال "تشريح مؤتمر دربان"( لكن عالم الوراثة الفرنسي الكبير "ألبير جاكار" يضع يده على مكمن العلة وهو يشرح "سيكولوجية العنصرية" إن ما تعبر عنه العنصرية، في المقام الأول: الاحتقار، احتقار الأشخاص الآخرين الذي لا ينبع من خصائصهم ذاتها، بل من مجرد كونهم ينتمون إلى جماعة معينة، والدافع لهذا الاحتقار هو الافتقار إلى الثقة بالنفس.. والنتيجة النهائية هي تدمير الذات!! إن العنصريين أناس ليست لديهم ثقة بالنفس، ولإخفاء خوفهم فإنهم ينفخون صدورهم ويزعمون أنهم متفوقون، واحتقارهم للآخرين لا يجدي في إخفاء الذعر الذي يشعرون به لخوائهم الداخلي!!).
01-29-2007, 00:05 AM
welyab
welyab
تاريخ التسجيل: 05-08-2005
مجموع المشاركات: 3891
أحقاد نوبية تشرئب **** إن مصر التي نعرفها، لم تعد في مصر. د. عبد الرحمن بدوي ***
لم تكن مفاجئة لي أن يهاجمني أديبين نوبيين وتابعهما الذي يحاول رغم تقدمه في العمر أن يكون رساما, المفاجئة أن ينحدر ثلاثتهم إلى هذا الدرك من السفالة. ثم ينضم إليهم المستأدب الذي سرق مشاهد كاملة من رواية "الشمندورة" لمحمد خليل قاسم وشخصيات ومواقف من قصتي "الرحيل إلى ناس النهر"، ثم حاول تقليد أسلوبي وأسلوب غيري ففشل وإن نجح في النشر عن طريق قريب له في جريدة حكومية هامة مشهورة بنشر الأدب الضعيف. ثم غيره وغيره. لم تكن مفاجئة أن يهاجمني الأصاغر، حتى بالتشكيك في ذمتي المالية وبدون أي دليل سوى أن غيرهم اتهمني من قبل؟ يعرفون أنني أسكن في حي عشوائي ومرتبي الحكومي ثم معاشي الحكومي ضئيل ضئيل، لكنهم في هجومهم كان نيتهم اغتيالي بكل الأسلحة الفاسدة. لم تكن مفاجئة أن يهاجمني الأصاغر، لكن المفاجئة أن تتضخم نوازع الشر المتمثلة في الغيرة لتكون حقداً بركانياً إلى هذا الحد؟ المفاجئة أن تتعملق أحقادهم لتصل إلى الإضرار بالنوبة التي يدعون أنهم منها؟ جريمتي عند بعض مثقفي النوبة جريمتان.. أولهما: أنني ألقيت بالخوف جانباً وتقدمت وفجرت القضية النوبية، فاعتبروا هذا فضحا صارخا لجبنهم هم. (عندهم حق) خاصة أن أحدهم حين تم اعتقاله في الستينيات انهار من الصفعة الأولى وتبول على نفسه وفضح الخلية الشيوعية التي كان منها، ويحاول أن يزيف حقائق قضية دارفور ليخيفنا بها، ليكتم الصوت النوبي المطالب بحقوقه الوطنية. وآخر مترجم شهير لم يفتح فمه بكلمة واحدة عن حقوق النوبيين، لكنه انضم مع العصابة ليهاجمني كلما طالبت بحقوق النوبيين. وثانيهما أنني سابق لهما أدبياً بمسافة شاسعة وتأكدوا وإن تقدم بهم العمر للمائة لن يصلوا لرسغ قدمي. فلم يستطيعوا كبت حقدهم وإن حاولوا تغليفه بالشعارات الوطنية البراقة.
01-29-2007, 00:17 AM
welyab
welyab
تاريخ التسجيل: 05-08-2005
مجموع المشاركات: 3891
القاص يحيى مختار قاد محاولة اغتيال حجاج أدّول، استعان بكتيبة من الكارهين وحزمة من الأكاذيب. اترك تهويماته التي تقلل من شأن القضية النوبية، فأي عاقل سوف يفند تهافتها. مختار رص اتهامات ضدي منها أنني تسلمت 30 ألف دولار من مركز هولندي! اتهام بدون أي دليل سوى أن الشائعات تقول! وأدعى أن النوبيين لم يفوضوني، فأجاب النوبيون بتجميع آلاف التفويضات لي في ثلاثة أيام فقط خلال تواجدي بقرى التهجير بعد زيارتي لواشنطون، وقمت أنا شخصياً بإيقاف نهر التوقيعات لأنه ليس عندي مكان يسع صناديق التوقيعات المزمع تجميعها. وإشارته بأن الطرح الخارجي خيانة، فسوف أبين لاحقا كيف أن القضاة والصحفيين وغيرهم قد طرحوا قضاياهم في الخارج، لكنه لم يفتح فمه ضدهم! وكتب في الوفد بتاريخ 25 يناير 2006 (إن حجاج أدول يا أستاذ سلماوي هو الذي نشرت عنه جريدة »الشعب« ـ التي أغلقت ـ في 28 مارس 1995 موضوعاً بقلم الكاتب والناقد محمد محمود عبد الرازق عن إقامته لندوة عن الأدب العبري في النادي النوبي بالإسكندرية بالاشتراك مع الشاعر المطبع مع إسرائيل نعيم تكلا مصطحباً اثنين من الإسرائيليين، ولم ينف الخبر أو يكذبه). أرد عليه هنا ليس دفاعا عن نفسي، بل دفاعا عن النادي النوبي السكندري وقتها وكان تحت رياسة الفنان سيد إدريس رحمه الله، الذي عرفته أنا بيحيى مختار، فصار مختار يزور النادي النوبي كلما جاء إلى الإسكندرية، ويسهر مع سيد إدريس والأستاذ سعيد عباس عضو مجلس الإدارة. ثم يأتي اليوم الذي يهين فيه مختار سيد إدريس بعد موته ويهين من كرموه أكثر من مرة واستقبلوه كإنسان وأديب نوبي! وأرد دفاعا عن ندوتنا (أصيل) الذي تحمس لها سيد إدريس وسعيد عباس فكانت في نهايات الثمانينيات والتسعينيات أهم ندوة أدبية بالإسكندرية. (أصيل) الندوة السكندرية التي كان مقرها صالة من صالات النادي النوبي السكندري، والذي أسسها وكان رائدها الروحي هو الأديب النوبي السكندري أنور جعفر رحمه الله، وهو ابن خالة يحيى مختار! وكنت ساعد أنور جعفر الأيمن في هذه الندوة. وكان من أهم رموزها الأديب محسن الطوخي وهو كان ضابطاً في القوات المسلحة، وأعضاؤها الآن من أهم أدباء الإسكندرية وشعرائها. يحيى مختار اتهم ندوة أصيل والنادي النوبي بتنظيم ندوة (الشاعر المطبع مع إسرائيل نعيم تكلا مصطحباً اثنين من الإسرائيليين، ولم ينف الخبر أو يكذبه)! أصل هذا الاتهام كان من مؤلفة ليست صغيرة السن رفضنا نشر عمل ضعيف لها في سلسلة إدارات أصيل. فأخذت الأديبة فرصة ندوة لأصيل عن الأدب العبري، يلقيها شاب وقتها هو الأستاذ أيمن رفعت الذي كان يدرس الجامعة جانب من العبريات، وشارك بمقال في ملف الأدب العبري الذي نشرته مجلة (إبداع) المصرية.
01-29-2007, 00:27 AM
welyab
welyab
تاريخ التسجيل: 05-08-2005
مجموع المشاركات: 3891
كنا فخورين بأيمن رفعت لأنه الشاب الصغير الذي نشر مقاله مع عدد من الدكاترة والنقاد الكبار. اتصلت هذه الأديبة الضعيفة بناقد ليس له ذكر. التقط الموضوع لينشره في جريدة الشعب 28/3/1995، ويتهمنا بأننا أدخلنا إسرائيل إلى النادي النوبي، لتواجد الأديب نعيم تكلا الذي اتهم ظلما بأنه زار إسرائيل! في العدد التالي لنفس الجريدة (18/4/1995) تم تكذيب الخبر بقلم محرر الجريدة الذي كتب (جاءنا رد مقتضب على مقال "إسرائيليون في النادي النوبي" من السيد عبد الرحيم إدريس "المقصود سيد عبد الرحيم إدريس" رئيس النادي النوبي العام يقول فيه "سرد كاتب المقال في سياق مقاله اتهامات باطلة ضد النادي وضد الندوة الأدبية "أصيل" التي تقام أسبوعيا بالنادي" ونقول: إن المقال لم يتضمن أي اتهام للنادي النوبي أو لجماعة "أصيل" التي قرنها الكاتب بجماعة تحظي بكل تقدير هي "نصوص 90" ويقول الرد "وترى إدارة النادي أن تناول الأدب العبري بالمناقشة والبحث والتعريف في ندوة مفتوحة لا يشكل جريمة تصل إلى درجة الاتهام بأن هناك إسرائيليين في النادي النوبي" ونقول "المناقشة نفسها لا شيء فيها وقد انصب المقال على بعض ما جاء في المناقشة من آراء، وعلى موقف أحد حضور الندوة من خارج النادي النوبي، والعنوان –مع حدته- يحمل معنى الوجود العرضي لا الانتماء.) ونشرت الجريدة ردا من الأديب محسن الطوخي ورد من الشاعر خالد حجازي والشاعر الصحفي علي الشوكي. والغريب أن نعيم تكلا أرسل إلى نفس الجريدة التي نشرت رده ووضح ذهب إلى النادي النوبي بمبادرة منه ولم تدعوه ندوة أصيل. وعن نفسي رحبت بنعيم تكلا رحمه الله، فهو أديب مصري وإن اختلف مع الأغلبية في بعض المواضيع، وقد فهمت وأحسست بألمه من اضطهاده كمسيحي ومن اتهامه بزيارة إسرائيل، لأنني نفسي مضطهد كنوبي كما اتهمت بعدها بنفس الاتهام من نفس السفلة بالإسكندرية. لكن يحيى مختار الذي أعاد الاتهامات السابقة وأهان النادي النوبي بالسكندرية وإدارته التي قدمت له كل احترام، وأهان أدباء أصيل لينال مني، تغاضى عن وضوح الردود التي كذبت وعن الجريدة نفسها التي برأت! ثم وإن كانت هذه الوقائع في منتصف عام 1995، فيحيى مختار نفسه تم تكريمه في النادي النوبي السكندري بمناسبة صدور كتاب له. وأقيمت له أكثر من ندوة حضرها من القاهرة بعد عام 1995 وحتى عام 2005! وأيضا جلس معي ومع أعضاء من مجلس إدارة النادي ومع أدباء أصيل في صالون النادي وفي المقاهي! وأيضا سافر مع النادي النوبي وبصحبة أدباء أصيل في رحلة إلى قرى التهجير عام ==، والرحلة هي فكرة لي ليطَّلع المثقفون على القضية النوبية عن طريق النوبيين البسطاء هناك. وفي صيف حضر إلى الإسكندرية وطلب مني أن أستضيفه في منزلي وقد كان وبعلم عدد من الأصدقاء. بل هو في مقاله (النوبيون لم يفوضوا حجاج أدول ممثلا لهم) والمنشور في جريدة أخبار الأدب، يقول (ففي صيف 2004 التقيته في الإسكندرية وانعرج بنا الحديث عن مشاكل النوبيين وما أسماه بالقضية النوبية ) أي أنه التقاني في صيف 2004!! أي بعد الندوة التي اتهمنا بها بعشر سنوات! وفي صيف 2005 كنا مع بعض الأصدقاء في الإسكندرية وأخذوا لنا عددا من الصور الفوتوغرافية! كل هذا بعد واقعة الندوة المتهمة بسنوات طويلة! فكيف طاوعته نفسه على الجلوس معي والمناقشة معي وأنا بكل هذا السوء الذي يدعيه والاتهامات التي يحاول بها اغتيالي؟! فهل المذكور مصاب بفقدان جزئي في الذاكرة، أم هو فقدان للضمير؟ أم هي أحقاد جحيمية تحرق جوفه؟!
02-01-2007, 02:27 PM
welyab
welyab
تاريخ التسجيل: 05-08-2005
مجموع المشاركات: 3891
لم يكن لأدباء النوبة بما فيهم المستأدب ذكر قبل عام 1990 عام فوزي بجائزة الدولة التشجيعية في فرع القصة القصيرة بمجموعتي (ليالي المسك العتيقة) فلم يكن في الساحة إلا إبراهيم فهمي رحمه الله. وإبراهيم حين أخذ يكرر نفسه بهت ثم انتهى عمره القصير. لم ينشر غيره أي كتاب يحوي على أدب نوبي. وكلهم عارضوا نشر مجموعتي (ليالي المسك العتيقة) وبعد فوزي وبعد أن صارت تلك المجموعة تأخذ وضعها كمجموعة مميزة، وبعد تشجيع مني طبع يحيى مختار قصصه الأربعة في مجموعة (عروس النيل) وهي أربع قصص كتبها من قبل بسنوات طويلة ولم يكن متحمسا لطبعها! ولم يكن له رغم تقدمه في العمر أي كتاب! فأخذ جائزة الدولة التشجيعية في عام 1902بتشجيعي له. بعدها تحمس حسن نور وأكمل روايته التي كان قد هجرها! ويؤلمه كثيرا أن النقاد والقراء لا يحترمون كتاباته الضعيفة فانقلب علي الكل! وأعلن إدريس علي في أكثر من مناسبة أنه وجد حجاج ويحيى قد نالا جائزة الدولة التشجيعية بقصص نوبية، فقرر أن يكتب هو أيضا عن النوبة، فلم يكن قد كتب سوى أقصوصة واحدة نوبية! كتب إدريس رواية (دنقلة) التي اعترف بعدها أنه كتبها بحدة حتى يلفت الأنظار وينال الجوائز والأموال! لم يكن لأحد منهم ذكر قبل دخول حجاج أدّول ساحة الأدب. وكلما فجر أدّول القضية النوبية، يتصدون له فيظهروا على صفحات الجرائد وشاشات التلفاز! أدّول الأصل وهم الصدى، ورغم أنني أخرجتهم من العدم، كان جزائي منهم عدم تحملهم لأفضالي فتخصصوا في لعني بالباطل. هذا بالنسبة للمثقفين والأدباء.
02-08-2007, 10:18 PM
welyab
welyab
تاريخ التسجيل: 05-08-2005
مجموع المشاركات: 3891
ولم تكن مفاجئة أن يهاجمني في إصدارة حكومية رئيس نادي نوبي هام في الإسكندرية، فهو من حملة المباخر للمسئولين وحارب لجنة المتابعة النوبية التي تمثل الهيئات النوبية بالإسكندرية. شخص قميء، وكل همه هو الظهور بجوار الشخصيات الشهيرة مثل محافظ الإسكندرية أو نائبة في احتفالية كل عيد أضحى عند قيام قطار النوبة. ووسط الناس في تجمع بنادي الكنوز بالإسكندرية خلال محاضرة لي، حاول أن يأخذني بالأحضان فرفضته. ولم تكن مفاجئة أن يصرح معه مهاجماً لي نائب مجلس شعب نوبي مزيف لم ينطق بحرف واحد عن حقوق النوبيين، ففي مدته الأولى قلنا إنه يفكر كيف أن هذه الطاولات الهائلة دخلت من باب صالة مجلس الشعب الضيق! وقلنا أنه في دورته الثانية سوف يفكر كيف لهذه الطاولات الهائلة الخروج من باب صالة مجلس الشعب الضيق؟ وقد أنضم إليهما من فشل في أن يكون أديبا رغم سرقاته الأدبية كما فشل أن يكون زعيما نوبيا، وانضمت إليهم عاهرة سبق وأن عوقبت في جامعة الإسكندرية ومنعت من شهادة الماجستير لأسباب خُلقية، وطردت من مكتبة الإسكندرية لنفس السبب، فأتت إلى النادي النوبي العام على صيت جد نوبي لها شهير، وسرقت مجهود زملاء نشطين في التراث النوبي وقدمته باسمها إلى مؤسسة ثقافية فتم نبذها. ثم توقفوا عن الهجوم العلني بسبب التأييد الجماعي لي من جميع الهيئات النوبية بالإسكندرية. وانضم لقائمة المهاجمين، بعض أعضاء المجالس المحلية في قرى تهجير النوبة وأسوان. الكل.. سواء كانوا كتبة أو غيره، كلهم مع الصدمة التي أحدثتها كلمتي في واشنطون، ظنوا أن حجاج أدّول سيتم شنقه من الرأي العام المصري المدني والرسمي وأيضا النوبي، فهبوا ليتصدروا الصفوف ويدعون البطولة بمشاركتهم في عملية الشنق! شنق من يغارون منه ويحقدون عليه. لكنهم بعد مرور الأيام ندموا على غبائهم واندفاعهم ضدي. فأعلن المستأدب في أكثر من تجمع نوبي ومع أكثر من صديق لي أنه مع حجاج أدّول، فقط يعارض ذهاب حجاج إلى أمريكا، بل حاول أن يشاركني رحلة لجنتي محور إسكندرية/القاهرة إلى النوبة يوم 10 إبريل 2006ليضع كتفه بجوار كتفي وكأنه لم يخطئ وكأنه شجاع كما أن أدّول شجاع، بالطبع رفضت حضوره وأبلغت من وافق على حضوره، أبلغته أنني سوف أفضح هذا المستأدب داخل القطار وسيصل الأمر لما هو أخطر وستكون فضيحة، وعليه تم استبعاده. والرسام الفاشل أتصل بي ليعتذر ويصالحني فرفضت فاشتكى للصديق رسام الكاركتير سمير عبد الغني، وسمير كان من رواد جماعة أصيل وهو شاب صاعد. وغيرهم، قبلت فقط التصالح مع النائب السكندري لأن زملائي في لجنة المتابعة بالإسكندرية قرروا منحه فرصة بناء على طلبه وتأكيده أنه سوف يكون فاعلاً في القضية النوبية . والقطاعات المظلومة سواء كانت شعوبا وحدها أو أقليات من وسط شعوب مثل النوبة، أن يظهر من داخلها خونة أمر عادي فليس كل البشر أبطالا وليسوا كلهم حياديين، فمثلما يفرز المجتمع أبطاله فيهو يفرز خونته أيضا. فظهر خونة فلسطينيون يعملون لصالح الصهاينة. ونفس الشيء حدث مع الأمريكان من ذوي الأصول الإفريقية، كان مارتن لوثر كينج يناضل سلمياً لينال السود حقوقهم المدنية، وكان مالكولم إكس يناضل بالعنف، وفي نفس الوقت كان قطاع من الذين يدافعان عنهم، ظهر فيه من خانهما ورصد خطواتهما ليتم اغتيالهما! وحدث هذا مع الهنود الحمر، كان المرشدون منهم يساعدون جيش الاحتلال الأبيض ضد قبائلهم الهندية، لكن حين تمت هزيمة الهنود، تم وضع الخونة في معسكرات الاعتقال مع بقية الهنود! نحن الآن كنوبيين بيننا خونة حقراء، سواء كانوا من الكتبة الجبناء أم من أعضاء المحليات أم من رؤساء الهيئات أم من موظفين كبار تابعين لديوان محافظة أسوان (محافظة النوبة سابقا). وهذا أمر عادي منتظر. ويجب أن نفضحهم حتى نقلل من ضررهم علينا. الخونة ظاهرة إنسانية كما أن البطولة ظاهرة إنسانية. ومن غير النوبيين تعرضت لهجوم مماثل. نفس الاتهامات بالعمالة والخيانة وتلويث سمعة مصر وبأنني أريد الشهرة والدولارات الخ. كنت أتوقع هذه الهجوم الوضيع، فقلت في كلمتي (المجد لمن يقول قولة حق أمام سلطان جائر. وفي سبيل قوله الحق يتحمل طعنات ورشقات الطواغيت وجهاز إعلامهم الباغي، يتحمل دموية جحافل العنصرية الهوجاء. المجد لمن يتصدى للظلم ولا يهاب نهشات ثعابين الإرهاب.). **** يتبع
02-10-2007, 03:55 PM
welyab
welyab
تاريخ التسجيل: 05-08-2005
مجموع المشاركات: 3891
أسباب الذهاب إلى مؤتمر الأقباط العالمي الثاني بواشنطون وبداية الصحوة النوبية ****
أغلقوا علينا الأبواب والنوافذ وأحكموا الغلق، فكان علينا أن ننتفض ونحطم الجدران. أدّول ***
وافقت فوراً للذهاب إلى المؤتمر لثلاثة أسباب رئيسة، هي:- 1- أن السلطة الاستعمارية في القاهرة، قررت بناء قرى كاملة في بلاد النوبة على أن يتم توطين غير النوبيين فيها! وستتم المرحلة الأولى في عام 2006، أي ليس أمامنا سوى شهور قليلة ويبدأ توطين الغير في موطننا النوبي، وبعدها سينهار الشعب النوبي خاصة أنه صار شعباً مرهقاً مريضاً من التهجيرات الأربعة وضرب فيه اليأس حتى كاد أن يشل القلب والعقل. فقررت أن أسرع الخطى حتى لا تسبقنا خطوات الحكومة الاستعمارية. وكانت الكثير من المؤشرات تؤكد أن مافيا تهريب الأسماك ومافيا نبش الآثار وتهريبها يعملان مع كبار المسئولين في محافظة أسوان (محافظة النوبة سابقا) على منع عودة النوبيين لموطنهم حتى لا يكونوا حجر عثرة بالنسبة لتهريب الأسماك والآثار. 2- القضية النوبية تجمدت تماماً في ثلاجة الحكومة المصرية الاستعمارية. فلا حديث عنها في أي من الإعلام المصري والخارجي، سوى شذرات متفرقة غير مؤثرة. والنوبيون كادوا أن يضربهم اليأس بطول السكوت وإصرار الدولة على تجميد القضية. فقلت لأخرج ملف القضية النوبية من ثلاجة السلطة الاستعمارية وافتحه تحت الشمس. 3- الخوف في قلب وعقل النوبيين تعمق حتى صار جبناً. والقطاع النوبي يخشى أن يتكلم عن حقوقه لأسباب عديدة منها أنه يشعر بالضعف والوهن، وأنه أيضاً يخشى السلطة. بالإضافة إلى خشيتهم من الرأي العام المصري الذي سيبادر بالشك فيهم بل سيسارع قطاع مصري بتخوينهم فور إعلانهم عن مطالبهم. ولا ننسى أن النوبيين توطنت فيهم السلبية مثله مثل بقية الشعب المصري، وأنه فوق كل هذا يخشى من اتهامات تكال ضده إن تكلم عن حقوقه، اتهامات بالخيانة والعمالة لأمريكا وإسرائيل! صار الشعب النوبي في قفص الاتهام حين يقوم بأي بادرة تطالب بحقوق المواطنة، بل أن الاتهامات تصوب عليه بمجرد أن تخرج من فمه آهة ألم تبين ما يعانيه من عذاب. فقلت لأضرب أول معول في كسر حاجز الخوف. الهدف الأول لم يتحقق بعد، فحاكم محافظة أسوان (محافظة النوبة سابقا) مازال مصراً على تنفيذ سياسة التطهير العرقي بإحلال الغير في الموطن النوبي. وقد تم بعد أن سلم قرية كاملة في منطقة (جرف حسين) النوبية ببيوتها وأراضيها إلى غير النوبيين وأطلق عليها قرية (بشاير الخير 1)! وخلال كتابة هذا الكتاب تم تسليم قرية كاملة أخرى في منطقة كلابشة لغير النوبيين أيضا! ومازالت المسيرة النوبية أبطأ من خطوات الحكومة.
02-12-2007, 11:42 AM
welyab
welyab
تاريخ التسجيل: 05-08-2005
مجموع المشاركات: 3891
الهدف الثاني، إخراج القضية النوبية من الثلاجة الحكومية، تم النجاح فيها فصارت كل وسائل الإعلام المصرية وبعض الأجنبية تتناول القضية النوبية سواء بالهجوم على حجاج أدّول أو بتأييد المطالب النوبية، المهم أن القضية النوبية انتزعت من باطن الثلاجة وصارت بالفعل تحت الشمس. وجاءت إلى المنطقة النوبية لجنة من مجلس الشورى خاصة بالتنمية البشرية، ومن ضمن عملها بحث القضية النوبية. الهدف الثالث، كسر حاجز الخوف. بعد عودتي من واشنطون قلت أن حاجز الخوف تم شرخه، ولن يتم إسقاطه إلا بتكاتف نوبي. بينت أنه على النوبيين أن يتقدموا مستغلين هذه الضجة، يتقدموا ليس للدفاع عن حجاج أدّول، فحجاج أدّول يستطيع الدفاع عن نفسه، لكن ليتقدموا وينتزعوا حقوقهم النوبية. قلت هذا في أكثر من ندوة نوبية بالإسكندرية ومع أصدقاء نوبيين وغير نوبيين في القاهرة والإسكندرية، لكن حين كانت رحلة محور إسكندرية/ القاهرة (لجنتا المتابعة السكندرية والقاهرية) إلى قرى التهجير وأسوان ومدينة أبو سنبل المعبد (السياحية) فوجئت بأن حاجز الخوف قد انهار بالفعل! صرنا مثل بقية شعب مصر، بنا بقايا خوف سوف تزال هي الأخرى قريبا. ففي اللقاءات التي عقدناها مع الجماهير النوبية ، من 12/4/2006، إذا بالنوبيين في حماسة لم أكن أتوقعها رغم أن الكثيرين منهم قبل سفرنا إليهم كانوا قد اتصلوا بي يؤكدون حماسهم. وبعض الآتين من تلك التجمعات النوبية أكدوا حماسة النوبيين من بعد كلمتي في واشنطون وبعد الهجوم القبيح عليّ في الصحف.
في تلك اللقاءات النوبية الجماهيرية النوبية، وقف الرجال والشباب والصبية يلقون كلمات نارية ضد السلطة الغاشمة وتأكيداً على أنهم مستعدون للتقدم إلى حد التظاهرات والاعتصامات في مواجهة الحاكم العسكري لأسوان وتابعيه من الخونة النوبيين. فقلت لهم كنت اعتقد أنني شرخت حاجز الخوف وعلى الجماهير النوبية أن تتقدم لكسره، الآن أقول أنكم بالفعل كسرتم حاجز الخوف. أي أن الهدف الثالث تحقق إلا قليلا. في جريدة الأخبار 10/4/2000، نشر الآتي (أضرب سبعة مواطنين عن الطعام بإسنا لعدم تنفيذ قرار محافظ قنا بإزالة تعدي على أرض تم تخصيصها لإقامة مساكن المغتربين.. تم نقل المضربين إلى مستشفى إسنا العام تولي المستشار محمد محمد سيد المحامي العام لنيابات جنوب قنا الإشراف على التحقيقات) هذه الأسطر القليلة عن انتفاضة نوبيي قرية توماس وعافية (قرية1 –قبيلة المراداب-) المهجرين إلى إسنا. فقد ذاقوا الأمرين من الأهالي المجاورين لهم الذين تعدوا على أراضيهم وهددوا النوبيين بالقتل، بل سرقوا بيوتهم أكثر من مرة معتمدين على مسالمة النوبيين. وأهالي القرية النوبية ذاقوا الأمرين أيضا من البيروقراطية الحكومية، أهالي القرية النوبية لهم 8000 فدان دفعوا مقدم ثمنها، لكن الحكومة سلمتهم 4000 فدان فقط! ورغم أن هذه الأراضي مدفوع جزء من ثمنها، فقد أجبرتهم الحكومة على التوقيع بأن هذه الأراضي وضع يد وعليهم دفع ثمنها! فكان هذا الاعتصام والإضراب عن الطعام إرهاصة عن انتفاضة نوبية شاملة سوف تكون يوما ما قريب وصوله. لم يهابوا تهديد مأمور قسم إسنا واستمروا في إضرابهم حتى رضخ المحافظ ونفذ لهم مطلبهم وطرد أحد مغتصبي الأراضي الذي وضع يده على حرم البيوت النوبية.
02-13-2007, 10:47 AM
welyab
welyab
تاريخ التسجيل: 05-08-2005
مجموع المشاركات: 3891
بداية الصحوة النوبية من الإسكندرية، سيد إدريس رحمه الله كان رئيس النادي النوبي وفكر ونفذ فكرة أن يجتمع رؤساء الهيئات النوبية بالإسكندرية مرة كل شهر، وكل اجتماع في هيئة ما ثم التي تليها. ولأن مشاكل النوبة كثيرة ثقيلة، فقد قرر رؤساء الهيئات النوبية تكوين لجنة المتابعة المنبثقة من الهيئات النوبية بالإسكندرية. لكن اللجنة كانت خائرة. وفي عام 2003 تجددت دماء اللجنة وشُرفت بأن أكون عضوا بها. أخذت اللجنة مبادرة الفعل النوبي وانطلقت به في أجواء جديدة. ولأن الذي أتى بعد سيد إدريس، ليس على المستوى المطلوب فكرا وعملا وصدقا, تقدم نادي الكنوز العام بالإسكندرية ومن بعده نادي أبو سنبل باستضافة اجتماعات لجنة المتابعة دون خشية أي رد فعل سلطوي. ثم تقدمت لجنة المتابعة خطوات وسخنت الحالة النوبية بفكرة عمل مؤتمر نوبي شامل في الإسكندرية وأخذت تعد له بنشاط وتنظيم حقيقيين. ثم أصدرت كتاب (مشاكل النوبة في مائة عام وحلولها) وتكفل عدد من أعضاء اللجنة بمصاريف ليست بالقليلة. ثم بدأ التنسيق بين لجنة الإسكندرية للمتاعبة ولجنة القاهرة التي نشطت هي الأخرى، فتجسد محور الإسكندرية/ القاهرة ليتقدم ويكون هو المعبَّر الحقيقي عن القضية النوبية إجمالا، هذا لتقصير فاضح من نواب مجلس الشعب النوبيين المتواجدين في مجلس الشعب والشورى، وأيضا أعضاء اللجان المحلية في قرى التهجير بكوم أمبو وأسوان، ثم كانت كلمتي الزلزال في مؤتمر الأقباط العالمي الثاني. بعدها توالت توابع الزلزال الأساسي من زلازل متلاحقة، ثم الرحلة التاريخية النوبية للجنتي محور الإسكندرية/القاهرة المكونة من السادة/مصطفى أوشي وحجاج أدّول من الإسكندرية وسيد إسحق من لجنة المتابعة بالقاهرة وانضم معه حسن فهمي وسمير العربي من القاهرة. استضافتنا قرية توماس وعافية، وهي قرية من ضمن قرى التهجير بكوم أمبو. ونزلنا جميعا في بيت الأستاذ عابدين حسن شاويش، وأنا أذكر اسمه لأن استقباله لنا في منزله لحوالي أسبوع جرأة مشهودة، كما أن جرأة عمدة توماس وعافية السيد/ عبد الله حسن جرأة مشهودة، فقبل وصولنا تم استدعاؤه وسؤاله عن اللجنة التي ستأتي وعن أسمائهم.
02-13-2007, 10:51 AM
welyab
welyab
تاريخ التسجيل: 05-08-2005
مجموع المشاركات: 3891
اللجنة أجرت تسع لقاءات جماهيرية في تسع قرى نوبية بمحافظتي أسوان (النوبة سابقا) وقنا . والحضور من كل القرى والتأييد المذهل لنا ولما قمت به شخصيا، وكم أنا فخور بأني عبَّرت عن روح الجماهير النوبية وأنهم يقدرون ما قدمته. وفي تلك اللقاءات الساخنة ظهر مصطلح (الصحوة النوبية) ثم فكرة المسيرة النوبية الأولى. وبعد عودة الوفد، بدأ تنفيذ فكرة المسيرة النوبية والتي كان مقررا لها صباح يوم 5 مايو 2006،على أن تبدأ من قرى التهجير حتى أسوان لتستقر في حديقة درة النيل على نيل أسوان والمواجهة لديوان المحافظة، لكن منع البوليس المصري تلك المسيرة في مهدها، وفي نفس الوقت حاصر الحديقة بقوات الأمن المركزي بملابسهم وعتادهم وأيضاً بقوات الأمن المرتدين الملابس المدنية . الذي تحمس للمسيرة نجم بزغ في بلقاءاتنا في قرى التهجير وهو السيد/ عبد الصبور حسب الله. فكان مجرد التفكير والتحضير لمسيرة إحدى توابع زلزال كلمتي ومظهر واضح للصحوة النوبية. والآن نستعد لفكرتي بأن تكون مظاهرة نوبية حسب ظروفنا.. أنه في ليلة ما نختارها تدل على إحدى أيام كوارثنا مثل أول يوم بدأ فيه تهجير 64 المجرم، أو آخر يوم. نخرج جميعا من بيوتنا ونقف على جانبي الطريق المسفلت الذي يربط قرى التهجير ونضيء الشموع في صمت، نصف ساعة فقط، ثم الليلة التي بعدها نعقد لقاء شعبيا. على أن يكون الإعلام العالمي متابعا لنا. نقول للعالم بالشموع المضيئة أن هناك شعبا مقهورا مستعمَرا. محور إسكندرية/ القاهرة، لم يعد وحده. نشطت قرى التهجير ولن تهمد ولن تهن ولن تتهاون. يبقى لنا السويس والنوبيون فيها كثيرون وسوف نذهب إليهم فقد دعونا ليواكبوا المسيرة في صحوتها النوبية.
02-24-2007, 11:37 AM
welyab
welyab
تاريخ التسجيل: 05-08-2005
مجموع المشاركات: 3891
عندما تكون الحقيقة عاجزة عن الدفاع عن نفسها فإن عليها أن تتحول إلى الهجوم. برتولد بريخت المأساة النوبية جزء من كل **** كلمة حجاج ادول في المؤتمر الجزء الاول
الحضور الكريم. مساء الخير. وإن كنت سأتكلم عن النوبة المصرية، فالنوبة واحدة ومشاكلُها تكاد تتطابق سواء كانت في السودان أو في مصر. كما أننا كنوبيين مثلما نطالب بحقوقِنا النوبية وحقوق الأقليات، فإننا ندعو للتكامل الشعبي المصري السوداني، فنحن دعاة تآزر وتكاتف وتكامل ولسنا دعاة صدام وانفصال. النوبة شعبُ تليد، قدم للمنظومة البشرية الكثير من العطاءات وشارك بفاعلية في مفترقات طرق تاريخية. كما كان للشعب النوبي إيجابياتُه مع ظهور الأديان السماوية الثلاثة ورسوخِها، ويتطلع للقيام بأدوار إيجابية لبث المعايشة الإنسانية الراقية بين المؤمنين بهذه الأديان الطيبة. الحضارة النوبية من أهم الحضارات البشرية ومصدر فَخَارٍ لها، خاصةً في أفريقيا وعند ملايين الأفارقة المنتشرين في أنحاء العالم. ونأسف نحن النوبيين حين نلحَظُ الفَخار العالمي بالحضارة النوبية، وفي نفس الوقت لا نجد أي عملِ إيجابي من الفخورين يساند الشعب النوبي في محنته. محنته التي يتعرض لها منذُ أوائل القرن الماضي وحتى الآن! فمن زمن بناء خزان أسوان عام 1902 يتم تهجير النوبيين من جانبي نهر النيل إلى سفوح الجبال وإغراق قرى ومساحاتِ من أراضيهم الزراعية، ثم تعلية الخزان مرتين وكل مرة بتهجير إضافي وإغراق إضافي وظلمِ فادحِ إضافي. ثم بناء السد العالي وإغراق كُلْ القرى النوبية، وتهجير الشعب النوبي كُلِه من موطنه في ترانسفير بشع لا إنساني ولا أخلاقي. أربع تهجيرات في قرن واحد، وهذا لم يحدث لأي شعب في تاريخ البشرية. كل هذا الظلم البين والعالم صامتُ عنّا. العالم المتحضر الذي يهتم بعذابات الحيوانات والطيور والزواحف والنباتات، ويرفض اندثار نوعيةِ منها، صامتُ تجاة عذابات النوبيين وضياع ثقافتِهم التي ساهمت في تحضر البشرية! وإن كنا اتهمنا حكومة مصر بالجحود تجاة التضحيات النوبية، فأنا هنا ألوم العالم الذي وقف في الستينيات لينقِذ الآثار النوبية، ويرفض حتى الآن أن يمد يد العون لينقِذ الشعب النوبي. الشعب النوبي الذي يقاوم بإصرار ويرفض بشدة أن تضيع خصوصيته. على الهضبة النوبية فوق مستوى مياه البحيرة التي تكونت نتيجة لبناء السد العالي، الآن يتم توطين غير النوبيين. المسئول العسكري المفروض علينا في محافظة أسوان، قام بإنشاء مستعمرة سكنية ووطن فيها غير النوبيين، مستعيناً ببعض الخونة النوبيين المعينين بالتزوير في المجالس المحلية والتابعين لحزب السلطة الديكتاتوري. ونفس الشخص العسكري ينوي استكمال سلسلة مستعمرات لغير النوبيين لاستكمال سياسة التطهير العرقي. والمؤلم أن منظمة الأمم المتحدة ممثلة في هيئة الفاو، تشارك في هذا الفعل الفاضح! أما اسم النوبة فمثل عودة النوبيين، مرفوض تماماً، فمديرية النوبة تحولت إلى مديرية أسوان، والبحيرة التي رزحت على موطننا وعلى آثارنا وقبور أسلافِنا، والتي تكونت في منطقة النيل النوبي والصحراء النوبية والآثار النوبية، يطلقون عليها بحيرة ناصر ثم بحيرة السد العالي! فاسم النوبة مرفوض! وترفض الحكومات المصرية تدريس تاريخ الممالك النوبية والأسر الفرعونية النوبية، ولا تهتم باللغة النوبية وهي اللغة الحية الثانية في مصر، ولا يعنيها التراث النوبي، بل يعنيها كيف تُذيب النوبيين وتمحو تاريخَهُمْ كما كادت أن تمحو جغرافيتَهُم. سؤال.. ماهو دور مثقفي مصر؟ الصمت والموافقة المستترة. بل أن قطاعاً منهم يثور ويُشكك في أي نوبي يطالب بحقه كمواطن مصري! يُتَهَم كل نوبي يرفض المهانة بأنه عنصري انفصالي وعميل لأمريكا ولإسرائيل، ويتهم بالإساءة إلى سمعة مصر! أي لنكون مواطنين طيبين من وجهة نظرِهم، علينا أن نصمتُ عن المظالم العنصرية والتطهير العرقي. أقول لهم وللحكومات المصرية.. لن يتم الإجهاز علينا خِفْية. إن أردتم إتمامَ ذبحِنا، فَلِتَذْبَحونا ونحن نقاوم بشجاعة معتزين بنوبيتنا التي خلقنا الله عليها، فلتذبحونا تحت سمع وبصر العالم كُلِه، فلن نخشى الجبروت والاتهامات الظالمة ولا غوغائيتكُم الزاعقة. اسمعوا وعوا.. نحن شعبُ نوبي صرنا من ضمن الشعب المصري، قدمنا تضحياتِ لم يقدمها أي قطاع مصري، لذلك يجب أن ننال حقوقَنا كما لم ينالَها أي قطاعِ مصري. وإن لم ننل حقوقَنا كاملة سوف نقوم بانتزاعِها، فلا مُهادنة ولا تنازل عن حقوقِنا النوبية. وأتعجب كيف يرفض أغلب المثقفين في مصر وفي الشرق الأوسط طغيان العولمة ذات الاتجاه الواحد، ويطالبون بالتعددية العالمية، وفي نفس الوقت يتجاهلون التلاقي الثقافي الداخلي وحقوق الأقليات الداخلية! كيف للمثقفين وهم يعارضون العولمة يتشنجون ويحاربون حقوق الأقليات الوطنية، ويرفضون تواجُدَها وإصرارَها أن تعيش وتعبر عن نفسها داخل الوطن ولا تمسحُها عولمة داخلية؟! كيف يطالبون بالتعددية في الخارج ويرفضون التعددية في الداخل؟! أقول لهؤلاء المثقفين العنصريين أن الثراء الإنساني الكوني لا يتحقق إلا بالثراء الإنساني داخل الأوطان أولاً. الأقليات بحق المواطنة فقط، لا تستطيع مجابهة القوى الديكتاتورية، ولا تستطيع مواجهة القوى العنصرية الشعبية التي تحاصرها في الداخل. فالحق بدون قوة تسانده.. هَزيل مُهان. الأقليات عليها أن ترفض الإذلال، وفي العصر الحالي تستطيع اتخاذ القوى الإنسانية العالمية كقيمة مضافة لانتفاضاتها الداخلية، فتعادل بالقوى الإنسانية الكونية، قوى السلطة الديكتاتورية وتَجَبُّر الأغلبيات العنصرية. على الأقليات إلا تخاف من الاتهام بأن الخارج يريد تقسيم الداخل، فالأقليات ليست أقل وعياً ولا أقل وطنية من الأغلبية، ومن يريد من الأغلبية اتقاء شر التقسيمات التي يظنُها، فعليه أن يعمل مع الأقليات على رفع الظلم عنها، لا أن يتركَهَم في مر العذاب ويطالبهم بعدم التوجع!
02-24-2007, 11:41 AM
welyab
welyab
تاريخ التسجيل: 05-08-2005
مجموع المشاركات: 3891
أقول لمن لا يعرف، نحن النوبيين طوال القرن العشرين وحتى الآن، أرسلنا المذكرات مترعةً بالرجاءات والشفاعات. أرسلنا المذكرات المطالبة بالحقوق النوبية كمواطنين مصريين. أصدرنا كتباً توضح بشاعة الظلم الواقع علينا، وكل هذا وصل إلى القائم بأعمال رئاسة الجمهورية، وإلى رؤساء الوزارات والوزراء والمحافظين والبرلمان وإن كان مزوراً وإلى الصحف المصرية وإن كان أغلبها صفراء. لم نترك باباً إلا وطرقناه لإزاحة الاضطهاد عنّا، لكن لم يستجب لنا أحد. لم يحترمنا أحد. الجهة الوحيدة التي طلبتنا للمثول أمامَها هي وزارة الداخلية! نفس الخطأ الذي ارتكبوه في حق الأقباط وأهالي سيناء، وضعوا ملفات الأقليات بين أيادي ضباط البوليس! وكأن مصر ليس فيها متخصصين اجتماعيين وسياسيين وحكماء، يستطيعون الوصول إلى الحلول الجذرية حرصاً على وطننا المصري. ولا غرابة في ذلك، فمن يحكم مصر هم العسكر ومن يُرْهِبُ الشعبَ هم العسكر، ومن يجند المرتزقة المدنيين والفاسدين ليكونوا أتباعاً لهم.. هم العسكر. من خرب مصر وأهانها وجعلها من أكثر البلادِ تخلفاً واحتياجاً للشحاذة، هم العسكر. لذا فالحل الأساسي لكل المشاكل المصرية بما فيها من قضايا الأقباط والنوبيين وبدو سيناء والمرأة وغيرها، يكون بتنحية العسكر وترسيخ الحرية والديمقراطية. أما أن يتصدى العسكر لحل قضايا الوطن، فهذه قضية إجرامية في حد ذاتِها. السادة الحضور ويا شعوب العالم.. النوبيون والسود عامة ممنوعون من الظهور في التليفزيون المصري. هل تعلمون ذلك؟ من سنوات قليلة سمحوا لذوي اللون الأسمر الخفيف بالتواجد، لكن السود حتى الآن ممنوعون. هذه عنصرية واضحة، لكن الشعب المصري لا يأبه لها ولا يشعر بها، فقطاع واسع منه، من داخله يتعالى على الجنوب الأفريقي الأسود. تخيلوا لو أن الموهوبة أوبرا وينفري تقدمت للعمل كمذيعة في تليفزيون مصر، لرُفِضَت فوراً، وإن أشفقوا عليها فسوف يتركونها تعمل جرسونة في البوفيه! فلتشكر أوبرا الله أنها لم تولد في مصر مثلنا. فنحن النوبيين في مصر، من يريد منا الترقي في مجاله، عليه أن ينسى نوبيتَه ولا يطالب بحقوقها، عندها بالإمكان ترقيتُه ليكون وزيراً. أما أن يتململ، مجرد التملمُل، فهو مشكوك في وطنيتِه وسُيُجمد في مكانِه. وهذا ما أعانيه مع غيري من النوبيين النشطين في القضية النوبية. القضية النوبية لن تُحَلَ وحدَها، فهي جزء من كل. هي فرع من فروع القضية المصرية عامة. وأساس القضية المصرية هي الديكتاتورية الحاكمة لسنوات طويلة، فأنتجت التخلف الحضاري. والتخلف الحضاري أنتج التطرف الفكري وكان منه التطرف الديني الذي تصاعد ليُهَدِد بحرق الحضارة البشرية بالإرهاب المفزع. الديكتاتورية هي التي حولت الوطن المصري كُلَهُ إلى مستنقع راكد عَطِن توالدت فيه القضايا الخطرة. والتخلف المصري تحت نير الديكتاتورية هو جزء من تخلف المنطقة، فالديكتاتورية تحكم الشرق الوسط بأشكال عدّة. وحل كل القضايا يبدأ بالقضاء على الديكتاتورية وترسيخ الحرية والديمقراطية. لذلك فنحن النوبيين علينا أن نعمل مع مجمل الانتفاضات النخبوية والشعبية بكل أطيافها ومع جميع الأقليات ضد الحكم الديكتاتوري. فالحل لا بد أن يكون حلاً شاملاً لمصلحة الأمة المصرية ومنطقة الشرق الأوسط. للنوبيين دور بالغ الأهمية لوطنهم المصري، نصر على القيام به مهما تجاهلتنا قوى الطاغوت، دورنا الأهم في البُعد الجنوبي الإفريقي حيث منابع النيل، ذلك الشريان الأوحد للوطن. نريد مع نوبي السودان تمهيد نهر ثقافي واعي يربط الشعب المصري عامة بالشعب السوداني عامة. ومن ثم بين مصر والسودان وبقية بلدان حوض النيل، نريد تكوين ما يقال عليه "بيت النيل". نحن الوحيدين الذين بإمكانهم تكوين هذا البيت، وبدوننا يكون العكس والعكس وبال، فشعوب منابع النهر وغيرِها من شعوب الجنوب الإفريقي، إن تيقنت أن فرعهم النوبي في مصر مضطهد، ستخسر مصر تلك الشعوب وستفقد الكثير بالقلق على مياه النيل، وهو تهديد لا يقل بشاعة عن التهديد الذري لو يعلمون. مطالبُنا كنوبيين تتلخص في الآتي.. العادل اسم من أسماء الله. نريد تطبيق العدالة للشعب المصري عامة وشعوب منطقة الشرق الأوسط، بما فيها من أقليات دينية وعرقية وغيرها. نريد العدل فالعدل أساس ومنطلق الأمم. وعنوان المطالب النوبية هو اعتذار رسمي من الحكومة المصرية عن المظالم السابقة والحالية التي ارتكبت في حق النوبيين. ثم بعدها نطالب بالأساسيات الآتية:- 1-الاعتراف بحق العودة للنوبيين، وإعطاء الأولوية في التوطين لمن يرغب من النوبيين، ومن بعد النوبيين، ينضم إليهم من يرغب من مواطني محافظة أسوان، ثم من بقية محافظات مصر. وهذا ما تم مع مهجري مدن قناة السويس من قبل، لا أكثر ولا أقل. 2-إعادة فتح ملف التعويضات النوبية البخسة، بالإضافة إلى تعويض النوبيين عن المظالم المعنوية التي وقعت عليهم. 3-نظرا لمسئولية الحكومات المصرية عن الحالة المتردية التي وضعوا الشعب النوبي فيها، فيجب معاملة أبناء النوبة معاملة الأولى بالرعاية في التعليم والتوظيف والمخصصات المالية والعينية، مع تخصيص نسبة كافية من المعونات الأجنبية لإعادة توطين النوبيين 4- تدريس التاريخ النوبي وإعطاء الثقافة والتراث النوبيين حقهما في وسائل الإعلام. 5-محاكمة جميع المسئولين الذين أجرموا في حق النوبيين، خاصة من شاركوا في عملية الترانسفير للشعب النوبي سواء بالتخطيط أو التنفيذ أو بالصمت. محاكمتهم داخل مصر والسودان وأمام المحاكم الدولية، فما تم ضد النوبيين هو بكل المقاييس جريمة ضد الإنسانية. إن هذه الصيحة النوبية الرافضة للاضطهاد، موجهة أساساً إلى الشعبين المصري والسوداني وإلى شعوب أفريقيا جنوب الصحراء، إلى منظمة الأمم المتحدة ومنظمة الوحدة الإفريقية والحكومات الديمقراطية عامة، وكل المنظمات الأهلية التي تعمل في مجال حقوق الإنسان والتنمية البشرية. صيحة نوبية ألا تتركوا الشعب النوبي الذي قدم لكم الكثير، لا تتركوه للضياع. وأخيراً.. المجد لمن يفكر ويعمل لصالح الإنسان. المجد لمن يقتنع قلباً وعقلاً بأن الله محبة كما قال رسولنا الكريم عيسى، ولمن يقتنع قلباً وعقلاً فيفشي السلام كما قال رسولنا الكريم محمد. المجد لمن يقول قولة حق أمام سلطان جائر. وفي سبيل قوله الحق يتحمل طعنات ورشقات الطواغيت وجهاز إعلامهم الباغي، يتحمل دموية جحافل العنصرية الهوجاء. المجد لمن يتصدى للظلم ولا يهاب نهشات ثعابين الإرهاب. والسلام عليكم.
حجاج حسن أدّول المؤتمر القبطي العالمي الثاني (الديمقراطية في مصر للمسلمين والمسيحيين، واتصالها بالديمقراطية في الشرق الوسط) واشنطون 16- 19 نوفمبر 2005
02-28-2007, 03:50 PM
welyab
welyab
تاريخ التسجيل: 05-08-2005
مجموع المشاركات: 3891
توابع الزلزال **** (انتبهوا أيها السادة.. لم يعد في المعمورة مكان يغمره الظلام!) د.محمد الرميحي
عدت من واشنطون ولا حس ولا خبر عن كلمتي المبينة أعلاه! لا رد فعل إطلاقا. حزنت فقد فشلت في إحداث دوي نوبي. وبعدها بشهر تقريبا، اتصل بي مكتب (مؤسسة ساويرس للتنمية الاجتماعية) تبلغني أنني فزت في مسابقة الرواية هذا العام، وهو العام الأول لهذه الجائزة. سعدت بذلك فالجائزة هامة أدبيا وماديا، أدبيا المؤسسة لها أمناء ذوو أسماء ناصعة في مصر (يضم مجلس أمناء الجائزة كل من: أ.د. إسماعيل سراج الدين، أ. منى ذوالفقار، أ.د.جابر عصفور، أ. سلامة أحمد سلامة، أ. شمس الإتربى، أ.د. محمد أبو الغار، أ.د.محمد السيد سعيد وأ.د. هدى الصدة. قام المجلس بتشكيل لجنتين من الحكام علي النحو التالي: لجنة حكام الفرع الأول وتتكون من خمسة أعضاء وهم أ. مصطفى نبيل مقرر اللجنة، أ.د. مارى تريز عبد المسيح، أ.د. محمود الربيعي، أ. أبو المعاطى أبو النجا وأ. سحر عبد الحكيم وانتهت اللجنة إلي اختيار الأعمال الفائزة علي النحو التالي: - تحصل رواية "معتوق الخير" للكاتب حجاج حسن أدول علي جائزة أفضل عمل روائي نشر ما بين عام 2002 وعام 2004 وقيمة الجائزة 100 ألف جنيه مصري. - تفوز المجموعة القصصية "أوتار الماء" للكاتب محمد المخزنجى بجائزة أفضل مجموعة قصصية نشرت ما بين عام 2002 وعام 2004 وقيمة الجائزة 100 ألف جنيه مصري) **** حين قدمت نسخ روايتي لمؤسسة ساويرس لاشترك في هذا المسابقة القيمة، قلت لأصدقائي أنني سوف أفوز بهذه الجائزة في حال أن المحكمين محايدون مهتمون فقط بالعمل الأدبي بغض النظر عن شهرة الأديب أو تأثيرات شللية وغيرها. تعود أصدقائي مني هذه الثقة بالموهبة والاعتزاز بالنفس. وكانت اللجنة فعلا حيادية وفزت بالجائزة. رد فعل الوسط الثقافي كالمعتاد غاية في البشاعة، صدمة لفوزي وأنا الأديب شبه المغمور والنائي في الإسكندرية والمفتقد لأي شَلة تسانده! الصدمة كانت مركزة عند مشاهير الأدباء خاصة جيل الستينيات المستحوذ على الشهرة والمال والرحلات الخ، والذي شارك أغلبه في المسابقة ومن لم يشارك كان ينتظر أن يتم ترشيحه للفوز ونيل الجائزة بدون أن يتقدم، وهذا حدث مع فرع القصة القصيرة التي فاز بها الأديب الكبير فنا وخُلقا د. محمد المخزنجي، وكانت لفتة صادقة واعية من اللجنة أن تختاره وإن لم يتقدم. وما زاد من آلامهم ما كتبته اللجنة عن روايتي "معتوق الخير" (والحبكة القصصية للرواية حبكة "عنقودية" تتألف خيوطها وتتقاطع، مشكلة طرائق يفضى بعضها إلى بعض، ومنتجة شبكة من العلاقات، سداها ولحمتها الأحداث والمواقف الكائنة في الأمكنة والأزمنة، والتي تقوم بالفعل فيها مجموعة هائلة من الشخصيات، التي تتوازى حياتها وتتقاطع في مجرى الرواية على نحو متوازن بديع، ترفدها قوة مؤثرة من عناصر الطبيعة الأم: النهر والجبل، والشمس والقمر والنجوم، والطيور والحيوانات والنباتات والأشجار، والرياح والأمطار، وتقلبات الطقس، ودورة الفصول، محسوبة بمواسم الفيضان، ومواسم الحصاد. معتوق الخير: رواية ملحمية فيها الإيقاع المتناسق لعناصر اللغة، بين تقرير وتصوير، وعناصر الطبيعة بين رفق وقسوة، وعناصر البشر، بين خير وشر، وهى خامة عريضة جدا تنتظم بين دفتيها نبض مجتمع محلى، فيه من الحيوية ومن "الواقعية السحرية" ما يجعله رمزا للمجتمع الإنساني بأسره. وهى تحتل مكانا مريحا إلى جانب روايات مرموقة في الأدب العربي الحديث أمثال ثلاثيتي محفوظ وفتحي غانم، وهى ترقى إلى مستوى الجائزة بكل جداره.)
02-28-2007, 03:53 PM
welyab
welyab
تاريخ التسجيل: 05-08-2005
مجموع المشاركات: 3891
هاج وماج الكثير من الكتاب ووصل بهم الأمر أنهم اتصلوا ببعض أمناء المؤسسة ومحكمي المسابقة ليحجبوا الجائزة عني! ثم المفاجئة الثالثة أن جريدة أخبار الأدب نشرت كلمتي في واشنطون في عددها رقم 649- 18/12/2006 لتلقي بالبنزين على النار المتأججة في الوسط الأدبي الملوث، ويكون عنوانها محاولة لتوجيه الرأي العام وترحيبا بالكارهين للنوبة ولحجاج أدّول فتكتب (هل تصبح النوبة ورقة تدخل أخرى في شئون مصر) وتكتب عنوانا (أمام المؤتمر القبطي العالمي في واشنطن) لكنها لا تكتب محور المؤتمر أنه عن (الديمقراطية في مصر للمسلمين والمسيحيين، واتصالها بالديمقراطية في الشرق الوسط)، وتستقطع من نص كلمتي (إن لم ننل حقوقنا كاملة سوف نقوم بانتزاعها.. لا مهادنة ولا تنازل) وتضعه عنوانا جانبيا، لكنها لم تقترب من جمل كثيرة تؤكد مصريتنا واتجاهنا الوحدوي، فهي لم تكتب عنوان كلمتي وهي (المأساة النوبية جزء من كل). جريدة أخبار الأدب التي شاركت في مؤامرة الصمت عن إبداعات حجاج أدّول. أخبار الأدب ورئيس تحريرها جمال الغيطاني هو الذي ألف كتابا كاملا عنوانه (حراس البوابة الشرقية) مشيدا بصدام حسين أحقر طاغية عربي، وزار العراق كثيرا تحت حكم هذا الطاغية وكان من المقربين هو وصديقه الكسيح الذي حاول بكل ما يستطيع حجب الجائزة عني. وهما مع غيرهما يملآن الدنيا ضجيجا ضد التطبيع مع إسرائيل، وهذا حق نتفق فيه كأغلبية، لكنهما لم ينددا بحكم مبارك رغم كل خطاياه، ولم يعترضا على حكمة 25 عاما رغم أنف الشعب. أي أن الغيطاني والكسيح أبطال فيما لا يغضب السلطة. وأخبار الأدب سبق وكتبت من قبل معتبرة أن النوبة ثغرة! هكذا!! والغيطاني الذي يعرف من أين تُؤكل الكتف, كتب من قبل في أخبار الأدب - 4 ديسمبر مقالا (هل يوجد العرب؟) نقل فيها مقولة لـ " ادجار بيزاني" (ان الإنسان عندما يعمى عن وجود الآخر فانه يلغي نفسه قبل أن يلغي الآخر) يكتب ذلك ثم يتعامى عن الآخر النوبي في الداخل ويعتبره ثغرة! هو مثله مثل أغلبية المثقفين حين يجلجلون بالتعددية وقبول الآخر، وفي نفس الوقت هم من يرفضون أي رأي يخالفهم ويتهمون بشتّى الاتهامات! أخبار الأدب وهي الجريدة الأدبية المتخصصة لم تنوه عن روايتي الفائزة عند صدورها عام 2002 رغم أن الرواية من مجلدين يحويان على 1180 صفحة من القطع الكبير! أي أنها حدث ثقافي هام، لم تهتم بها أخبار الأدب وهي المتخصصة في الأدب كما قلنا، لكنها اهتمت بنشر كلمتي في المؤتمر لظنها فرصة سنحت لحجب الجائزة عني فيأخذها أحد المقربين أو أحد المشهورين، -الغيطاني قيل أنه كان ينتظرها- وبهذا يأمنون من انفلات كتاباتي الأدبية من الحصار المضروب عليها. وأيضا نشرت أخبار الأدب عددا من الشتائم ضدي، والرسالة التي دافعت عني واضطروا لنشرها لتمثل إنها محايدة، هو الرسالة الوحيدة التي كتبوا ردا يليها حتى يضعفوا من منطقها. كانت القصدية الخبيثة واضحة. وتأكد هذا من توالي هجوم بعض الأدباء والمستأدبين، شبه المشهورين ومن ليس لهم ذكر أو أية قيمة إطلاقا. هجوم باتهامات مالية بدون أي سند، لمجرد أنها شائعات! هجوم بحجج واهية وبتحوير مقاصدي الوطنية الوحدوية إلى غير مسارها. ونسأل.. هل يصل مواطن مصري إلى منصب رئيس تحرير جريدة حكومية إلا إذا كان الأمن المصري راضيا عنه، مطمئنا منه؟!
02-28-2007, 03:53 PM
welyab
welyab
تاريخ التسجيل: 05-08-2005
مجموع المشاركات: 3891
واستمرارا لغوغائية الوطنية الكاذبة، عدد من مجلس إدارة اتحاد الكتاب فرع الإسكندرية، وجدوها فرصة ليقوموا بعرض مسرحي صوتي، -أليس العرب ظاهرة صوتية!- فأصدروا قرارا يطالب بتجميد عضويتي، وفي نفس القرار توصية بمنع أي أديب من السفر إلى الخارج إلا بعد موافقة اتحاد كتاب مصر! لنتخيل اتحاد كتاب يحاول تجميد ثم فصل أديب لمجرد المخالفة في الرأي؟! لنتخيل اتحاد كتاب يريد أن يتحول إلى جهة رقابية! لنتخيل أن من أصدروا هذا العرض العبيط من ضمن كتاب مصر! إرهاب من اتحاد الكتاب ضد الكتاب!! وهذا المجلس الأراجوزي لم يصدر أي بيان ضد السلطة الديكتاتورية في مصر! لم يحتج على الطاغوت ولم يقف من الشعب المقهور ولو بسطر مكتوب واحد! لكنه لكي يداري خزيه وجبنه، فعل مثل أغلب مثقفي مصر، رفع عقيرته بما لا يجدي بل يضر، بحث عن تمثيلية يرتدي فيها قميص الوطنية ليداري قيح الخزي الضارب في قلبه ويداري ديدان الفساد السارية في جسده. سألني أحدهم أن نقيم في مقر فرع الاتحاد بالإسكندرية ندوة لشرح سبب ذهابي وكلماتي في واشنطون، رحبت بالطلب، قلت له فليتصلوا بي وسأعطيكم نسخا من كتاب (مشاكل النوبة في مائة عام وحلولها) وهو كتاب كتبه وطبعه (لجنة المتابعة المنبثقة من الهيئات النوبية بالإسكندرية) والتي أشرف بكوني عضوا فيها. بعد قراءة الكتاب تكون الندوة. لكنهم رفضوا لأنهم يريدون محاكمة وليس شرحا. يريدون عرضا غوغائيا تتناقله وسائل الأعلام ليكتسبوا شهرة! هم مسوخ الاستبداد والانتهازية، وهكذا أمثالهم، يهمهم أنفسهم وأن يشتهروا بمقاعدهم التي يتصارعون عليها تعويضا عن ضعتهم الفنية. انتهى الأمر برفض مجلس إدارة اتحاد كتاب القاهرة لتوصية فرع إسكندرية، وتم مسخرة مجلس إدارة هذا الفرع القميء، كتب عدد من المثقفين ضد مجلس إدارة فرع إتحاد كتاب مصر بالإسكندرية ووضعهم في خانة الفاشية، كتب د. فتحي عبد الفتاح في الجمهورية بتاريخ 18/2/2006 في عامود "خواطر" تحت عنوان "برافو اتحاد كتاب مصر" وأنقل هنا أسطرا منها (انزعجت للغاية عندما وصلني بيان اتحاد الكتاب فرع الإسكندرية الذي قرر فيه تجميد عضوية حجاج أدّول الكاتب المصري النوبي. وبقدر هذا الانزعاج بقدر ما سعدت حين أبلغني الأستاذ محمد السيد عيد نائب رئيس اتحاد كتاب مصر أن مجلس إدارة الاتحاد رفض قرار فرع الإسكندرية ولم يوافق عليه.
والقضية خطيرة بل وخطيرة للغاية فحينما يقرر بعض الكتاب تجميد عضوية كاتب لأنه قال رأيا قد يختلف أو يتفق معهم أو مع الآخرين فتلك كارثة بكل معنى الكلمة، وهي تعكس تخلفا وضاحا، حتى بين الكتاب أو من أدخلوا في تلك المهنة.
فالكاتب الحقيقي مع حرية الرأي بلا حدود أو قيود، ومعاناة الكتاب الحقيقيين كانت دائما من تلك الجهات التي تعطي لنفسها حق الاعتراض أو المصادرة لفكر أو رأي، فقد قلنا وقال غيرنا إنه ليس هناك فكرة خطرة طالما تطرح نفسها للمناقشة وطالما لا يدعي صاحبها أنه يملك الحقيقة المطلقة ويحاول فرضها على الآخرين بالقوة. الخ)
ود. عماد أبو غازي كتب بالدستور بتاريخ 8/3/2006 في ركنه "مخربشات" أنقل فقرات متناثرة منها.. (أنما مبعث الفجيعة توصية فرع الإسكندرية بتجميد عضوية كاتب وروائي بقيمة وأهمية حجاج أدّول بسب مواقفه وآرائه السياسية، "يبدو إذن مما يقوله الدكتور شبل أن مجلس فرع إسكندرية كان يعد لجلسة استتابة وليس لندوة لمناقشة أفكار" فلا يمكن أن ينكر منصف أن أهالي النوبة قد قدموا تضحيات من أجل التنمية في مصر لم تقدمها منطقة أخرى،" وفي كثير من الأحيان لا يشعر النوبيون بأن هناك قدرا كافيا من الاحترام لهذه الخصوصية، وهذا مصدر لمشكلة لو لم ننتبه إليها ونعيرها القدر الكافي من الاهتمام فسوف تتفاقم وتأخذ أبعادا أخطر، وإن كنا نملأ الدنيا صباح مساء بالدعوة إلى احترام التنوع الثقافي والخصوصية على النطاق العالمي، فعلينا أيضا أن نحترمها على المستوى الوطني والمحلي. ولا يمكن أن نحل هذه المشاكل بمنطق النظم الشمولية البائدة والذي مازال يسيطر على عقول الكثيرين بيننا من محدودي القدرة والموهبة الذين لا يستطيعون سوى الصياح والهتاف في المنتديات العامة، ولا يملكون سوى الدعوة لمصادرة الآخر المختلف).
والأستاذ شعبان يوسف في جريدة الغد العدد 52 بتاريخ 8/3/2006، كتب مقالا بعنوان (تجميد عضوية حجاج أدّول باتحاد الكتاب نقطة سوداء على جبين الحرية) أشار على قرار اتحاد الكتاب العرب بقيادة عقلة عرسان، بفصل الشاعر الكبير أدونيس. ووصفت الأوساط الثقافية والأدبية والسياسية بأنه قرار أخرق وظالم وغير ديمقراطي بالمرة. واستمر الأستاذ شعبان (وهو لا يمثل سوى ديكتاتورية النظام السوري. ولم يعتذر عن هذا القرار لا الاتحاد ولا عرسان -ولا قبلهما النظام الحاكم- اللذان يحددان ويقيسان مدى الشرف والنزاهة التي يتمتع بها الكتاب والمبدعون، والعكس صحيح، فهما أيضا يسمان من يريدا بالخيانة والخروج عن الخط الوطني والقومي والعروبي) ويستمر الأستاذ شعبان (يبدأ البيان العسكري رقم 1 ضد أدول بالآية القرآنية الكريمة " إِنْ أُرِيدُ إِلاَّ الإِصْلاَحَ مَا اسْتَطَعْتُ وَمَا تَوْفِيقِي إِلاَّ بِاللّهِ ". وينهيه بالآية القرآنية: {رَبَّنَا لاَ تُؤَاخِذْنَا إِن نَّسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا رَبَّنَا وَلاَ تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْراً كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِنَا رَبَّنَا وَلاَ تُحَمِّلْنَا مَا لاَ طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا أَنتَ مَوْلاَنَا فَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ } ويبدو أن قادة الاتحاد الأشاوس بالإسكندرية تحولوا –فجأة- إلى دراويش وشيوخ.. إن إقحام آيات الله –هنا- وفي هذا المقام، ما هو إلا ترويع من نوع خاص، تستخدمه أجهزة الأمن, والشيوخ الرسميون، لحسم القضية، ثم الوصاية الكاذبة للتلاعب بآيات الله، واللعب على نار ساخنة، وإضفاء قيمة قدسية على قضية ليست كذلك، ومحاولة إفحام الخصم بما ليس له من أعراب. فما دخل القضية، أو المشكلة المطروحة بإقحام آيات الله، إلا أنه تلاعب رخيص في موضوع ليس كذلك، ولا يحتمل كل هذه الترهات. ) ولم استطع أن أجمع كل ما كتب عن تدني اتحاد كتاب مصر فرع الإسكندرية، لكني اكتفي بما لاقاه مجلس إدارته من مسخرة ومرمطة، خاصة ذلك الشخص الذي ظن أنه سيكون شيئا بزعامته الهجوم على أدّول، ذلك الشبيه فعلا بالفاشي موسوليني، والفخور بطوله وعرضه والذي تنطبق عليه مقولة (أجساد البغال وأحلام العصافير). مجلس إدارة اتحاد كتاب فرع الإسكندرية كان نموذجا لتدني الحياة الثقافية في مصر. كان نموذجا للجراثيم المترسبة في نفوس وعقول أغلب من يدعون الثقافة في مصر بكاملها. ورغم احترامي للأستاذ الأديب محمد سلماوي رئيس اتحاد كتاب مصر، واحترامي لعدد من مجلس إدارة الاتحاد وعدد كبير من أعضاء الاتحاد، إلا أن الاتحاد قد امتلأ في عصر الفوضى التي نعيشها، امتلأ بالسحالي والصراصير والمنافقين وأتباع الظواهر الصوتية، بحيث صار الأدباء الحقيقيون كمثل اليتامى في مأدبة اللئام. لم يكن هجوم السفلة على أدّول أمرا غريبا على الحياة الثقافية في مصر، بل هو المعتاد الذي قرفنا منه. كل هذا التدني في الخُلق يقابله شعارات مبهرة زاعقة بألسنتهم ولافتات وطنية عالية ترفرف بأياديهم، لكن نفوسهم وعقولهم حقيرة دنيئة. هتافاتهم بالوطنية زاعقة وهم يعملون على سحق كرامة مصر والمصريين مقابل مكاسب شخصية، مكاسب الشهرة وخسف بعضهم بعضا. كتب الأديب إبراهيم عبد المجيد (.. للأسف للكذب في بلادنا مساحة كبيرة للنجاح، ويكفي أن تلح على الناس بالكذب ليصدقوك، لذلك هناك كتاب يتحدثون عن الوطنية كل يوم، وعن حرية التعبير الضائعة في كل الفضائيات، وعن مقاومة التطبيع في كل لحظة، وهم لا يكفون عن كتابة التقارير في زملائهم بالليل، ويبيعون الوطن في كل لقاء مع سفير دولة عربية أو أجنبية، هؤلاء الكتاب فهموا درس ياسين أدهم، تحدث عن الوطنية وانهب الوطن). مثقفون يحرضون السلطة على بعضهم. وتعرضت لهذا مرارا حتى من أديب نوبي اعترف مرارا وتكرارا أنه يعمل للجوائز والمال فقط، وأنه يمارس الشذوذ من أجل المال! كتب متعجبا كيف أن السلطة تتركني حيا ولم تدهسني بسيارة كما دهست زكي مراد؟ الخ. ومن قبل بعض الفاشلين في الحياة الأدبية في الإسكندرية، منعوني من الاشتراك في مؤتمر للقصة القصيرة بحجة إني نوبي! وفي المؤتمر الذي بعده عن الرواية عام 1995، فشلوا في منعي عندما هددت المسئولين بفضح عنصريتهم. وحين لم يجدوا طريقة لإيقاف تقدمي الأدبي، نشروا إشاعة بأنني زرت إسرائيل!.
04-08-2007, 05:14 PM
welyab
welyab
تاريخ التسجيل: 05-08-2005
مجموع المشاركات: 3891
حال إرهاب المثقفين بعضهم لبعض، رصدها المثقف السامي أحمد بهاء الدين رحمه الله، وأعيد هنا ما كتبه عن إرهاب المثقفين ضد المثقفين في نصف الدنيا العدد 313-11/2/ 1996، وأنقل عنها..
(إنه وباء شامل إذن.. أصبح معه كل كاتب متهم في ذمته. أو في خلقه، أو في تبعيته لهذه الدولة أو تلك، وأصبح هذا الاتهام والاستعداء هو المادة الأولى لكل نقد. إنه إرهاب من نوع جديد.. وهو ليس إرهابا فحسب، ولكنه نوع من الدمار الخلقي والخراب النفسي أيضا.. فمن الخراب النفسي أن يصبح تلويث الشرفاء سهلا ومباحا وبسيطا إلى هذا الحد.. والغريب أن أكثر الكتّاب الذين يرتكبون هذه التصرفات لا يخجلون من التشدق في الوقت المناسب الديمقراطية وحرية الفكر، وهم ألد أعدائها!.. فإن اتهام أصغر موظف في الدولة اليوم باختلاس قرش واحد يعد جريمة، أما اتهام كاتب في ذمته فهو عمل بسيط يستطيع أي واحد أن يأتيه وقت يشاء!. وليس معنى ذلك أنني أدعو إلى التستر على الخيانة أو الجريمة.. إنما أريد أن يستقر في الأذهان أن الرأي ليس خيانة وليس جريمة). المقالة طويلة واضطررت لاختيار بعضها. المهم هذا هو حالنا في مصر، وهذا هو حال النوبيين حين يتكلمون عن حقوقهم، يتصدى لهم بالإرهاب الفكري والوطني والقومي جحافل من العنصريين والفاسدين والفاشلين والحاقدين والأغبياء والسفلاء والسفهاء. وهذا ما تعرضت له.
04-10-2007, 08:53 PM
welyab
welyab
تاريخ التسجيل: 05-08-2005
مجموع المشاركات: 3891
مؤامرة تهجير النوبيين وتشتيتهم *** لقد وضع الرجل الأبيض سكيناً على الأشياء التي تربطنا معاً.. فتداعينا. الأديب النيجيري شنوا اتشيبي (قالها "شنوا" عما فعله الاستعمار الإنجليزي بوطنه النيجيري، وهو نفس ما فعلته حكومة مصر بموطننا النوبي. أدّول.) ****
المجتمع النوبي المنزوع من بيئته النوبية الحقيقية، الشعب النوبي الذي تم بتره من جذوره المتشبثة في موطنه النوبي وتم تهجيره وحبسه في (جينو سايد) كوم أمبو. الشعب النوبي الذي تعمدوا بعثرته في شتات يخنقه. شتات صحراوي هو صحراء للقتل. الشعب النوبي حين تتزايد أمراضه بعض النوبيين يسألون أنفسهم في امتعاض.. لماذا كل هذه العيوب المجسمة في المجتمع النوبي المُهجر؟ يسألون ويتناسون أن التهجيرات الثلاثة العرضية نتيجة خزان أسوان وتعليتيه ثلاثة أسباب، ثم التهجير الفظيع المجرم عام 1964 سبب رابع أساسي في العيوب التي هي نتيجة لما حدث وليست من النوبيين أنفسهم. ورغم ذلك نسأل عن الأسباب وبعضنا يحمل النوبيين السبب؟ هذا ظلم وجَلد للذات لا مبرر له. نحن النوبيون لسنا السبب؟ الحقيقة لو أن شعب آخر ليس بقوة جيناتنا المستمرة فينا وفي أجيالنا المتوالية، وليس بقوة دفعنا النوبي الذاتي التاريخي داخلنا، لكان هذا الشعب قد أفلت شمسه وانفلت مستقبله وضاع تماماً. التهجيرات العنصرية هي السبب في بلاءاتنا وستكون هي السبب في زعزعة أمن مصر كلها مستقبلا. تهجيرات غاشمة جاهلة عنصرية باغية. ثم يقال أن الصين أرسلت وفدا ليتعلم مزايا تهجير النوبيين لينفذها! بالله عليكم وعلينا.. هل الصين المنطلقة في كل أمورها، تأتي إلينا لتتعلم مزايا تهجيرنا أم لتتعلم بلاءات تهجيرنا فلا تقع فيها؟! ذيول السلطة يقولون جاءت لتتعلم! دعهم يقولون أكاذيبهم فلم يعد يصدقهم مواطن شريف، وسنواصل نحن فضح التهجير المجرم.
04-10-2007, 08:56 PM
welyab
welyab
تاريخ التسجيل: 05-08-2005
مجموع المشاركات: 3891
المجتمع النوبي طوال تاريخه مجتمع ذو هوية نيلية. حين يتم انتزاعه والقائه في بيئة صحراوية مختلفة تماما عن بيئته النيلية الأساسية، يكون من فعل هذا قد أجرم في حق هذا الشعب وقرر محوه. ولأننا في هذه المأساة منذ عام 1902أي منذ قرن وبضعة سنوات، فإن مجتمعنا النوبي قد انشرخ بهذه الفعلة الحكومية المجرمة. لاحظوا أن كبار السن حين صدموا في صحراء كوم أمبو وإسنا انتهت حياتهم، فقد تم قتلهم بتلك الصدمة ودمهم في رقبة جمال عبد الناصر وحكمت أبو زيد وزيرة الشئون الاجتماعية وقتها وغيرهما من المسئولين وقتها ومن المسئولين حاليا. والأطفال الذين ماتوا من تغيير المناخ وتلوث المياه حتى أن جبانة في تهجير كوم أمبو سميت (جبانة الحضانة) من غلبة الأطفال الذين دفنوا فيها، هؤلاء الأطفال قتلوا ودمهم في رقبة جمال عبد الناصر وحكمت أبو زيد والحكم العسكري الطاغوتي للسابقين واللاحقين حتى أيامنا هذه. وبعدها تستمر المأساة النوبية في الشتات الصحراوي، فنفسية النوبيين المهجرين رفضت هذا المنطقة، بل كرهتها، ولذلك لم تستطع أن تتعامل معها سنوات طوال، وحينا تقدم أهالي المنطقة المجاورين لاستغلالها، ليس لأنهم أفضل من آبائنا وأمهاتنا وقتها، بل لأن هذه هي بيئتهم المعتادة وليست بيئة آبائنا وأمهاتنا، ولأنهم وإن كانوا في حالة مزرية مثل بقية مصر، فهم لم يتم تهجيرهم أربع تهجيرات ولم يتم نسف منظومتهم الاجتماعية، وعليه من المؤكد أن يكونوا أكثر جرأة وأكثر قدرة على زرع تلك الأرض خاصة أنهم أيضا أكثر من النوبيين عددا.
04-13-2007, 03:58 PM
welyab
welyab
تاريخ التسجيل: 05-08-2005
مجموع المشاركات: 3891
لقد أضاعت التهجيرات الأربعة حرفة الزراعة منا ونحن في الأصل مزارعين، وموظفون الحكومة المجرمون يعايروننا بأننا لسنا مزارعين! هم السبب ويلقون التبعة علينا والمصيبة أن عددا من النوبيين لا يعلمون هذا ويلومون أنفسهم وآباءهم وأمهاتهم! مصيبة أن ينسحق النوبي تحت دعاوى الموظفين المجرمين. لكن هذه قضية أخرى ونعود لما كنا فيه.
لو علمنا أن الهنود الحمر في الأمريكتين انهاروا بالغزو الدموي الغربي، وحين تم حصار بقيتهم في كنتونات ضاعوا تماما، حتى أن قبائل منهم كفوا عن الاقتراب من زوجاتهم حتى لا ينجبوا عبيدا للأجانب. وبالنسبة للقبائل الإفريقية الجنوبية، فقد غرق كثير منهم في الخمر حين اضطربت منظومتهم الحياتية الاجتماعية نتيجة للقهر الاستعماري الغربي. انه نوع من الهروب، نوع من مظاهر التعب، الإرهاق الجمعي. والنوبيون أيضاً كان لهم أساليب هروبهم وأساليب تعبهم. غرق النوبيون في الخلافات الداخلية بينهم وبين بعض، سواء بين تقسيماتهم الكبيرة أو الصغيرة. تراخوا يأسا فتركوا أسوأ نماذج فيهم يدعون تمثيلهم في البرلمان والمجالس المحلية والأندية الكبيرة، فلم يظهر منهم ايجابيون مخلصون إلا الندرة. غرق النوبيون في المظهرية التي تعطي مظهر التماسك النوبي وبهتت الفاعلية التي هي روح النوبية. المبالغة في التلهي بالطرب والموسيقى (رغم أنها بعد سنوات في جانب منها كانت استمساكا بالهوية النوبية وكأنها تقول للكارهين لنا وللحكام البغاة.. مازلنا هنا) وفي نفس الوقت ضعف فيهم الفن عموما وصار باهتا مثلهم. ارتضوا الضحك على النفس وقبل قطاع منهم مقولة أن الوطنية المصرية تقتضي السكوت والخنوع لضياع نوبيتهم، والمثقفون منهم هربوا إلى النظريات الاشتراكية والدفاع عن حرية مصر متناسين نوبتهم والذل الذي حل ويحل على ناسهم النوبيين! بل أن بعض النوبيين المخلصين لمبادئهم رفضوا التعاون مع الرئيس الراحل أنور السادات لاعتراضهم على تفكيره العام، مع أنه كان فرصة للعودة النوبية. مثل الأستاذ فتحي محيي الدين وهو من القلاقل الذين أخلصوا وتفانوا للقضية النوبية مع تفانيهم في القضية المصرية عامة، ومنهم محمد خليل قاسم ونور جاسر وماهر ذكي (دوكِّي) وربما نسيت اسما أو اثنين. المهم.. هرب أغلب اليساريين النوبيين من التصدي للقضية النوبية فكان هروبا غريبا.
04-16-2007, 09:40 PM
welyab
welyab
تاريخ التسجيل: 05-08-2005
مجموع المشاركات: 3891
استمر المجتمع النوبي في تفككه واحباطاته وانتشر فيه اليأس. صار يهول من قوى الحكومة وقوى غير النوبيين ويهون من قواهم. وكلما ظهر من يفكر في الحركة الإيجابية ويهم بنفخ بوق الاستيقاظ، تكالبت عليه الأمراض النوبية السلبية تحبطه وتسخر منه، بل وتتهمه بالتهور. وكانت أهم قوى السلب في المجتمع النوبي تتمثل في ممثليه في مجلس الشعب المزور والمحليات والتي قيل عنها أن الفساد فيها للركب –دعونا من أن القائل فاسد- وأيضا بعض رؤساء الهيئات النوبية الهامة. هذا هو المشهد العام، لكن لم يعدم المشهد النوبي بعض الايجابيات مثل وقفات النوبيين ضد قرار يوسف والي وزير الزراعة الأسبق بأن أراضي النوبيين حول البحيرة تمنح للمتضررين من قانون المالك والمستأجر في محافظة المنيا! ووقفة النوبيين ضد الحاكم العسكري الأسبق لأسوان والذي أهان نوبيا بقوله عنه (بربري) –دعونا من أن نوبيا هو نائب محليات ذهب للوثائق وأتى ببطاقة رسمية لأبيه مكتوب في خانة الجنسية "بربري" لكي ينقذ الحاكم العسكري من الحرج! ونترك الآن أن هذا الحقير يحاول أن يظهر بمظهر البطولة ويتحدث عن مطالب نوبية- وكانت وقفة لجنتي محور الإسكندرية/ القاهرة ضد بيع الموطن النوبي بالمزاد العلني الذي أعلنته الحكومة مرتين أولهما في يونيو 2004، وتم تأجيله ولم يتم إلغاؤه ليكون سيفا مسلطا علينا. وأيضا النداء العالمي الذي نشر شبكة النت ووقع عليه 216 نوبي وغير نوبي ضد البيع بالمزاد، وكنت شخصيا أول موقع عليه، ووصل النداء إلى الدوائر العالمية وكان عاملا فاعلا في إيقاف البيع المجرم.
04-27-2007, 00:15 AM
welyab
welyab
تاريخ التسجيل: 05-08-2005
مجموع المشاركات: 3891
وكانت أهم التقلصات النوبية الإيجابية ما سبق وأن رصدته من اقتحام عدد من نوبيي قرية توماس وعافية " من قبيلة المراداب" مستشفى إسنا وأعلنوا إضرابا عن الطعام. ولم يهمهم حضور مأمور قسم إسنا وتهديده لهم، حتى أن المأمور هو الذي أخذ في التوسل لهم بأن يفضوا الاعتصام والإضراب. ولم ينفضوا إلا بعد أن أكد محافظ قنا أن مطالبهم سوف يستجاب لها سريعا. كانت هذه التقلصات من ضغط المهانات التي تتوالى على النوبيين والاضطهاد المستمر. الاعتصام المذكور بداية رائدة، وسوف يليها مستقبلا اعتصامات وتظاهرات ومسيرات ووقفات لا يتوقعها كل أعمى بصيرة. لكن.. هل ستمر مأساة النوبيين على التاريخ البشري مرورا سريعا ويتم نسيانها؟ لا أظن. فالعالم لم ينس حضارة الهنود الحمر رغم أنها تكاد أن تكون قد أبيدت بسيوف الغرب الأسباني والبرتغالي ثم بالبنادق الأوروبية عامة خاصة الانجلو سكسونية. المؤسف أن العالم ندم على ضياع حضارة الهنود الحمر بعدما ضاعت بخمسمائة سنة! ونحن النوبيون نصر على عدم تكرار هذه المأساة مع الحضارة النوبية، أن تباد ثم يبكي عليها العالم بعد سنوات طويلة. في واشنطون متحف للهنود الحمر، لكن المتحف أقيم بعد ضياع الهنود وابتلاع الأمريكان لهم، وفي مصر تم عمل متحف النوبة في أسوان بعد أن قامت مصر والسودان بخطوات هائلة لابتلاع النوبة، والسبب في سرعة عمل المتحف التقدم الحضاري العالمي ونشاط هيئة الأمم المتحدة. وتحاول حكومة مصر الحالية الإسراع بابتلاع النوبة. ونقوم نحن النوبيون بالمقاومة. ناديت بمتحف للنوبة من غير نوع متحف النوبة بأسوان أو متحف الهنود لحمر في واشنطون. أريد متحفا نوبيا يعرض المأساة النوبية. متحف نوبي يُسمى متحف (التهجيرات النوبية الأربعة) على غرار متحف الهولوكوست اليهودي في واشنطون. متحف الهولوكوست النوبي (التهجيرات النوبية الأربعة) الذي يبين للعالم كله حتى يوم القيامة، الجريمة التي ارتكبتها مصر والسودان في حق النوبة. في حق الإنسانية. الغرض منه أن يكون تجسيدا لمأساة التهجيرات الأربعة، وتنشيط الذاكرة الإنسانية فلا تتناسى الجرائم التي ارتكبت ضد النوبيين. متحف يدفع الإنسانية لإعادة حقوق النوبيين، سواء كانت الحقوق الجغرافية أو التاريخية أو الثقافية أو التعويضية، مع بث روح الفخر والثقة في النفس بين النوبيين، ومحاكمة المسئولين عن التهجيرات الظالمة حتى وهم أموات، ليكونوا عبرة في التاريخ الإنساني. وهذا الموضوع موضوع كبير كتبت فيه بعض التفاصيل وسوف يشارك العالم كله في تصميمه وبنائه.
04-27-2007, 00:24 AM
welyab
welyab
تاريخ التسجيل: 05-08-2005
مجموع المشاركات: 3891
الآن وقد بدأت الصحوة النوبية، يجب أن نعمل على نموها ثم نعمل على تحويلها إلى انتفاضة نوبية. فإما مواطنة كريمة وإما مواطنة كريمة، فلا حل آخر، هذه قضية ليس فيها كما يقولون في السودان (ما في اتنين تلاتة) لا حل لنا إلا المواطنة الكريمة، فنحن مهما كان الاضطهاد علينا نرفض التجزئة فهي كارثة على الجميع. كارثة على مصر وعلى النوبة المصرية والسودانية. لذلك فحبنا لمصر وللسودان يمنعنا من هذا التفكير العقيم، وأيضا لعلمنا أن التجزئة مستحيلة واقعيا وفي نفس الوقت هي وبال على النوبة، فهذا العِلم اليقيني يمنعنا من التفكير في التجزئة الكارثية. ونحن أصل مصر، فنحن الأصلاء في المنطقة والأغلب الذي يتعنصر علينا هو في حقيقة الأمر غريب آتي إلينا، وهذا سبب من أسباب كرههم الباطني والواعي لنا، لأن وجودنا يذكرهم بأن أجدادهم مشكوك في مصريتهم. فالمصريون الأصلاء والمصريون الذين دخلت دماء أخرى فيهم وهم بها راضون وبمصريتهم يفتخرون، والذين تمتلئ قلوبهم بالإنسانية والسماحة، ليسوا ضد الخصوصية ولا ضد أي خصوصية في الوطن الحاوي لنا جميعا مصر، وإن كان منهم من يجهل القضية النوبية، فهو سرعان ما يؤمن بها ويدافع عنها حالما فهمها واطمأن على وطنه ووطنا الكبير مصر. لا حل لنا إلا بإجبار الحكومة والقطاع العنصري على الاعتراف بنا مواطنون متساوون مع غيرنا، ولنا تعويضنا عن كل مآسينا بما فيها الاعتذار. هذا هو الحل الوحيد، المواطنة المصرية لنا في مصر هي الأساس مع التمسك بنوبيتنا، والمواطنة السودانية هي الأساس مع التمسك بنوبيتنا. لا حل في تجزئة مطلقا ولا حل في ذاتية متباعدة. لا حل في نوبية شمالية جنوبية تتوحد وحدها أبدا، فهذا التفكير نادر بين النوبيين، والندرة يصرحون بها ألما وحسرة على تضحياتهم ونكران وجحود الأغلبية، لكنهم سرعان ما يعودون عن هذا الكلام العصبي حين تبدأ خطوة حسن النية من الحكومات بإقرارها بأن أولوية العودة للموطن النوبي للنوبيين. النوبة قوية وهي من ضمن، النوبة قوية محبوبة سالمة طالما هي من السودان ومصر ومصر والسودان منها. النوبة سلسة منسابة في مساحات الوادي النيلي الطيب كله والكل له أن يتواجد في النوبة. النوبة في خطر لمجرد التفكير في التقوقع سواء كان تقوقع ثقافي أم تقوقع سلالي مزعوم أو تقوقع سياسي.
05-02-2007, 03:32 AM
welyab
welyab
تاريخ التسجيل: 05-08-2005
مجموع المشاركات: 3891
*** فهل تكون الشجرة أجمل إذا أنت قطعت فروعها المختلفة؟ وهل تكون السماء أجمل إذا أنت لملمت نجومها في نجمة واحدة كبيرة؟ حمزاتوف "شاعر داغستان الكبير"
في كتاب (الطاغية) تأليف الدكتور عبد الفتاح إمام. يقول عن نظرية "فيتفوجل" أن الاستبداد الشرقي يعتمد على وجود النهر الذي يتطلب بالضرورة قيام سلطة مركزية استبدادية تقوم بثلاث مهام جوهرية لتحقيق الإنتاج الزراعي وهي: 1- مهمة توصيل المياه من النهر إلى الأرض. 2- مهمة حماية الأرض الزراعية من غوائل الفيضان. 3- مهمة توفير مياه الري في فترات التحاريق. إذن قبول الشعب للفرعون الطاغية (ليس كل الفراعين طواغيت، فمنهم من اتجه إلى التوحيد مثل إخناتون ومنهم من كان حكيما, لكننا نتكلم عن نموذج فرعون الذي ذُكر في القرآن الكريم وهو الطاغية الذي أصر على جبروته بأنه الإله رغم أن الزمن في وقته كان في مرحلة انتقال شاسعة وأخذ يتخطى عبادة الفرد البشري على أنه الإله الواحد وبدأ يتطور إلى عبادة الله.( لأنه يفي بمهام ثلاث ضرورية له .ومهما تجبر الفرعون، فان جبروت الفرعون لن يكون وباله كارثة مثل وبال فوضى البنود الأساسية الثلاثة. في النوبة البنود الثلاثة لا تحتاج إلى فرعون طاغية ينظمنها، لأن المهام الثلاث لا تشكل خطرا على شعب النوبة، فالمياه تصل ولن يستطيع أحد منعها عنه. والفيضان حتى وان تجبر وغطي شريط الأرض فلن يستمر طويلا.بل وقت قليل نسبيا مما لا يمنع الزراعة موسما كاملا أبدا. وفترة التحاريق ليست بالخطيرة مثل الشمال, أي أن طبيعة البيئة في النوبة أبعدت الاحتياج للفرعون الطاغي .لذلك احتاجت النوبة لزعيم قبيلة، لملك، لحاكم. لفرعون لكن ليس لفرعون بمعني فرعون القرآن الكريم المتجبر المتأله، بل فرعون يقوم بمهام رئيس الأمة. وعليه فإن أخلاقيات الشعب النوبي كانت أكثر سماحة وأنفه وبعدا عن النفاق لذوي المراكز، هذا حتى بدأت ضربات الفراعين الشماليين الاستعمارية، ثم غزوات الأيوبيين والمماليك الماحقة وغيرها فتضعضعت المملكة النوبية ثم وضح انهياراها في بدايات القرن العشرين، قرن الغرق النوبي ببناء خزان أسوان وتعليتيه التي أعدمت الأراضي الزراعية بما فيها من نخيل، ورحيل نسبة عالية من النوبيين إلى الشمال بحثا عن الرزق، فتم ضرب المنظومة الاجتماعية النوبية. صُدم المجتمع النوبي صدمات فصار من بعد عزته وكرامته مجتما رخوا هلاميا غير متماسك. وأخذ النوبيون الكثير من أخلاقيات المدن السلبية نظرا لأن مصر كلها في انحدار سلبي شامل، لكن ما كان يقويهم هو الموطن النوبي المتواجد رغم كل شيء.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة