|
عندما تبكى الرجال .. #1
|
ART –26 أرنست أرجانوس جبران عندما تبكى الرجال
جلست ووقفت حائرا أمام مخلوق اسمه " الانسان " ثم وقفت اجلالا لخالق الانسان العجيب ..عجبا وسبحانا لهذا الخالق .. خلق الانسان من طينة عجيبة .. من عجينة عجيبة .. بتركيبة عجيبة .. متجانسة ومتباينة فى نفس الوقت ..متطابقة ومختلفة فى نفس الوقت.. متطابقة فى الهيكل العام ، فى الخلقة العامة من وجود رأس يحمل أنفا وعينين وأذنين وفما ولسانا .. ثم جسما يحمل أعضاء وظيفية متخصصة، ثم روحا حية.. احتار العلم ووقف أعلم العلماء مذلولين عبر القرون فى معرفة كنهها وكينونتها.. فلو اخترنا وجه الانسان.. وبدأنا نصف سنحته .. نجد اختلافا فى اللون .. سنحة الأوربى تختلف عن الشرق الأوسطى عن ألآسيوى عن الأفريقى.. حتى درجات الطول.. تتباين من قارة الى أخرى.. فلو افترضنا أن وجه الانسان يصنع فى مصنع بلاستيك .. كم من القوالب أو الاسطنبات نحتاج .. وهل تعلم يا أخى القارىء أن كل قالب يكلف بين الخمسين والمائتين الفا من الدولارات.. هذا ناهيك عن وجوب تغيير هذه القوالب من فترة الطفولة الى الشيخوخة .. فهذه هى القدرة الالهية .. تغيير تركيبة الانسان بمرور الزمن وتقدمه فى السن... ثم ماذا عن المعجزات الأخرى .. البصمة التى لا تتطابق من فرد الى آخر .. الحامض النووى الذى يستخدمه ألأطباء للتعرف على الجينات الوراثية والتى لا تنطبق الا على فرد واحد فى العالم يحمل نفس الصفات.. وأيضا ألأصوات .. فنجد لكل فرد صوتا يميزه عن بقية الأفراد ، وكأن الله فنان أوتار ماهر وضعها فى حناجر أطفال رضع ثم يبدأ فى شد هذه ألأوتار الى مرحلة الرجولة حيث يصبح صوت الانسان ملصقا بممييزاته الأخرى ... أيضا لو تفرسنا فى طريقة مشية كل أنسان نجدها تختلف عن الفرد الآخر .. فكرت ثم تأملت ثم تمعنت .. ما نوع الطينة أو العجينة التى خلق منها أبونا آدم الأول .. ثم تعجبت وتقززت من الذين لا يؤمنون بألله الخالق الواحد الأحد .. وللحديث بقية
|
|
|
|
|
|