|
ولليسار ... أخطاءه ... كذلك
|
تستغرق مشاعرنا السياسية فى غضون مناهجنا وإختياراتنا المذهبية وعلى نحو تتصل فيه الفكرة بالعصب وتدخل في مجرى دورتنا الدموية وتحتل مكانها فى كيمياء صناعة الدموع ... فهكذا أرى حجم الإرتباط المعنوي بفكرة سيارة وسط الجموع السودانية .
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: ولليسار ... أخطاءه ... كذلك (Re: HAYDER GASIM)
|
ومنتخب ملاحظاتي آنفه يشمل الجميع ... فى اليسار وفي اليمين , وفيما يوحي بعمق وأصالة مثل هذا الإرتباط , والذي ربما يكون حميد وهو يختر من مسارات الدنيا الأكثر ثباتا والأعلق بالقيم العليا ... وإن كانت هذه لا ينبغي وأن { تتحجر } وأن تنزل معينا متكلسا ... فلا بد للعقل أن يتحوم على هذا المصاف ولا بد للمتغير أن يحتل مكانه موضوعيا في منظومة القيم الإنسانية العليا .
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ولليسار ... أخطاءه ... كذلك (Re: HAYDER GASIM)
|
فيما إستبصرته عبر دروب السياسة السودانية , فالراجح فى مساراتها هو المحدث ... تفرضه الظروف والمتغيرات المجتمعية والعالمية وتؤلب جذوته تداعي المجتمع الإنساني فى عمومية تقارباته العملية نحو بعضه البعض ... تتغير بالمقابل وتحت تأثير تيار المتغير العرمرم كل الأشياء, وكثير من الناس وجذوع فى أمرة المحافظية ... حتى , لكن الأكثر عنادا تجاه التغيير هو منظمات السودان السياسية , مع أنها خلقت لترعى المتغير وتقود تياره فى إستصحاب خلاق للمجتمع , وذلك { إفتراضا } عبر النظر المبكر لدواعي أحوال المجتمع وهو يتساوق مع أفكار متغيرة وهو لا يكاد يمعن بعيون الدهشة فى مخترع ما حتى يفاجأ بنسخة أكثر تقدما من سابقها, ولا يكاد المرء يتساير مع نظمية تكنولجية ما حتى يفسدها الدهر بصناعة أرفع .
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ولليسار ... أخطاءه ... كذلك (Re: HAYDER GASIM)
|
وفي قلب مفاعل التغيير هذا هو الأفكار والبرامج والتوجهات الفكرية والسياسية, لكن ثمة { ذكاء } سوداني يستدعي كل حصائله فى سبيل الوقوف ضد تيار التغيير, بل ينجح فى ذلك { حكمة ربنا } ويستمر فى أدغالة الفكرية والقيمية دون أن يأبه بالعصر, ودون أن تقعده التناقضات وإن تتجفله .
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ولليسار ... أخطاءه ... كذلك (Re: HAYDER GASIM)
|
غني عن القول أن منظماتنا السياسية السودانية يمينا ويسارا تضع كينونتها التاريخية فوق ثمة إختيار سهل { أي بي أخوي وأخوك } للإستجابة لمعارض التغيير التي تكتنف الساحة والمجتمع ... فالإصول المكونة لهذه المنظمات هي إصول آيدلوجية/عشائرية ذات قوام تاريخي ومذهبية تاريخية وقيادة تاريخية كذلك, وهي منظمات تدعي أن فى المحافظية على مكوناتها الأولى ترقد { المبدئية } ... فتحول التخلف والتمنع عن التساوق مع المتغير إلى قيمة إيجابية فى مخادعها الفكرية والروحية ... وصار التمسك بالقيم الكلية لأي منظمة بينها هو سبيل المرء للمفاخرة بالصمود والتمسك بالمبدئية , حتى صنعوا لهذا السبيل { أساطير } تشبه الماكث بحزبه كالقابض على الجمر ... إستدرار عاطفي ممعن في إستفزاز الروح الإنسانية ويروي إحداثياته من ظمأ السوداني للوفاء والإخلاص .
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ولليسار ... أخطاءه ... كذلك (Re: HAYDER GASIM)
|
وفرضية أخري تتأتي فى سياق الإستقصاء عن هذه { الحالة } التيمنية المستغرقة فى أحوالنا السياسية هي طبيعة مجتمعنا { الخلوي } ووظائف حياته البدائية وروابطه الروحية ذات العمق { المتصوف } فإنتقلت هذه الصفات مجتمعه لمقرراتنا السياسية والتنظيمات القائمة بأمرها , وأسبلت عليها من روحها أفانين اليقين والرضى ... وكأن سياستنا عادت أمرا سماويا كذلك
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ولليسار ... أخطاءه ... كذلك (Re: HAYDER GASIM)
|
ليس فى الأمر مجرد إسحكاءآت على سبيل الفنجرة السياسة , بل له أبعاده الصارمة ونتائجه الكارثية على الأمة السودانية , فقد كانت الحصيلة هي إعتكاف سياسيينا عن البحث والتنقيب والتحديث ومواكبة المتغير وإستيعاب اللحظة , كان إنقلاب الإنقاذ مثلا كافيا لأن ينظر الجميع وفي إستدارة صادقة إلى الخلف ليطلعوا على دورهم فيما حدث , والدور الذي أرمي إليه ليس بالضرورة { التواطؤ } مع الإنقلاب أو الإهمال الأمني الذي تسرب عنه قادة الإنقلاب , بل أرنو إلى إستدارة ذات طابع إجتماعي منهاجي , يضع النقاط على الحروف الزائغة فى بنية المجتمع, وفي مفاصل ضعفه ديمقراطيا وفي عدم إطلاع هذه الأحزاب على ترتيب أحوالها الفكرية والتنظيمية للتتسق والمشروع الديمقراطي الذي تروج له بين الناس , ففاقد الشئ لا يعطيه كما يقولون .
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ولليسار ... أخطاءه ... كذلك (Re: HAYDER GASIM)
|
كما حدثا دراميا مشهودا مثل إنهيار الإتحاد السوفيتي ومعسكره الإشتراكي كان كفيلا بإحداث تغيير مباشرا وحاسما تجاه الديمقراطية والتي وضح أن غيابها هو من الأسباب القوية لهذا الإنهيار ... لكنها { المبدئية } على طريقة القبض على الجمر ... تحيل أحلام الناس إلى سراب.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ولليسار ... أخطاءه ... كذلك (Re: HAYDER GASIM)
|
والنتيجة { الكارثية } التي ذكرتها سابقا تتصل بدراما ما قبل إنقلاب الإنقاذ ولما لم تتوفر فى المجتمع وبسبب غياب الرسالة الحزبية الديمقراطية الناصحة , فضعفت الأحاسيس الديمقراطية وتقذمت المشئية الليبرالية حتى سهل إصطيادها ... ولو كانت منيعة محروسة بإرادة الملايين لما حدث ما حدث ... أوليس ذلك بصحيح ... ؟
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ولليسار ... أخطاءه ... كذلك (Re: HAYDER GASIM)
|
ثم تداعت مسغبة التنطع الديمقراطي على مدار سنين الإنقاذ , فكان لغياب الديمقراطية ولغياب الرؤى السياسية المنسجمة مع ذاتها ومع حواملها البشرية , أن إستبد الضعف كذلك بالحقل المعارض والذي لم تتوفر على جنباتها من الدعاوى الديمقراطية ومن تمثلاتها العملية ما يشير إلى تغير نوعي حميد وسط القوى المعارضة ... يعني لم تقم معارضة ديمقراطية حقة, وبالتالي فقد الناس العامل السياسي والخط المعنوي الناظم لهموم الفعل المعارض ولتضحياته المحتملة ... فإبتاعتنا الوهم ... لكن إشترته منا بالمقابل الإنقاذ ... لتنعم به على نفسها تمددا على سوح البديل لنفسها { تخيلوا } ... لهذا رأينا الأنقاذ وهي تصعد الأزمة وتفعل الموت , كما رأيناها كذلك تهب صكوك الصلح والسلام والسلطة والثروة ... بل وتعدنا بالديمقراطية, فما كان فى الإمكان أن يكون خصمنا هو حكمنا , وما كان فى الإمكان إنتظار { هبات } الظالم لنحسبها رطبا جنيا فى بطون الناس ... حدث كل ذلك وتتحمل مسئوليته المعارضة { الغير } ديمقراطية والغير مؤهلة لتحدي المرحلة .
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ولليسار ... أخطاءه ... كذلك (Re: HAYDER GASIM)
|
ربما إستطلت فى مدخلي هذا ... ولما إخترت مسبقا أن يكون اليسار هو فى دائرة إختصاصي الراهن ... أضعه فى بؤرة الضوء فيما أنتمي إليه ثقافيا ووجدانيا ... لأن وضح أن لليسار مقدرة على مزالفة الأمور حتى لا تصاب الآيدلوجيا بسؤ ... كما وضحت قدرته كذلك على التعايش مع الهوامش الصغيرة بديلا للحياة الكبيرة ... معروض آخر من الوهم تتعلق سلاله على شعاب سوقنا السياسي .
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ولليسار ... أخطاءه ... كذلك (Re: HAYDER GASIM)
|
واليسار فى أعلى عمده التي حكمت شعوبا ولعقود عددا ... تجاوزت الحق وإستبطنت الوهم وتعايشت مع الأخير غير عابئة بالأول ... فحكم اليسار شعوبه تلك بالحديد والنار ... وهو اليوم مطالب { بالإعتذار } لتلك الشعوب ... كإحدى البداهات العصرية ولما أكرمتهم شعوبهم بإبقائهم على قيد الحياة بل وفى إستنئاف عملهم السياسي بل وتحت نفس الرايات القدام ... لمن إختار , فهذا كرم ليبرالي يستحق من اليسار إعتذارا عن سابق ديكتاتوريته وعن سالف دماء سالت دون وجه حق .
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ولليسار ... أخطاءه ... كذلك (Re: HAYDER GASIM)
|
فالموضوع ما كلو غنا وشعارات وإستعطافات بإسم الثورية والعدل الإجتماعي , الموضوع يرتبط جوهريا بفكرة { أحادية } وبتجربة { ديكتاتورية } ... ويرجى تفعيل الوعي أكثر من تغبيشه ... وإحترام عقول الناس أكثر من إختراق مشاعرهم .
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ولليسار ... أخطاءه ... كذلك (Re: HAYDER GASIM)
|
كان اليسار يدعي دوما لنفسه السعي لتحرير الناس ... وهو اليوم مدعو لتحرير نفسه قبل أن يسعى لتحرير الآخرين ... فهل يتواضع اليسار إلى هذا ... وهذا ليس من عندي إما من صلب إختيارهم ... ومن صميم تجربتهم ... ولعلى على يقين هنا بأنني أعرض مسألة جوهرية تستحق أول ما تستحق الإستجلاء المبين ... وأظن صمما سوف يصيب كل أذن طبيعية أن تسمتع لشئ آخر حول اليسار ... قبل أن تسمع منهم حول ما فعلوه بمجتمعهم الإشتراكي الغابر ... فهذه بطاقة الدخول لعروض اليسار المقبلة .
ويتصل الحوار
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ولليسار ... أخطاءه ... كذلك (Re: HAYDER GASIM)
|
عزيزي حيدر قاسم، سلامات..
ولليسار ... أخطاءه ... كذلك؟؟ طبعاً يا أخوي، وإلا ما كان كائناً أرضياً! لكن.. هو تحفه النوايا الحسنة، ومشاعر إنسانية.
ينتابني، بل يخالجني شعور قوي أن كتابتك هنا..، إلهامُها " في يسار بالعربي" نبعَ من هُناك >> لليسار دُر ! وإمتدَّ " بالإنجليزي" ل هُنالك >> Leftist
وقد شرعتُ في مبحثك هذا يا حيدر، في تقصي ثلاث محاور: 1- أن سمة منظماتنا السياسية السودانية هي "الوقوف ضد تيار التغيير" بل هي ناجحة في ذلك. 2- أن أثر البداوة مقترناً بإرث التصوف، أضفت وأحلت روح الرضى والطمأنينة، محل العقل الناقد، فكأن ليس في الإمكان أبدع مما كان! 3- تقييم تجربة اليسار الذي حكم شعوبه بالحديد والنار.
أقترح عليك حذف ما بوبته أنا تحت الرقم (3)، أو، حذف رقم (1) و (2).. لننتقل من ما يتبدى للقاريئ، ك، محض تأملات وخواطر شاردة ليس بينها رابط ينظمه،اإلى دراسة ونقاش يحكمه منهج.
1 و 2 مناقشة عامة، اليسار فيها جزء من الحراك العام في مجتمعنا السوداني، بينما 3 خاص باليسار الماركسي تحديداً، والذي -عملياً- مارس السلطة والحكم في عديد من بلدان العالم. في ترتيب غير ذلك.. لا يسعني إلا قراءتك، كتداعي خواطر، لا أملك إزاءها سوى هز الرأس إستحساناً أو إستنكاراً!
تقديري وإحتراماتي،
عدلان.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ولليسار ... أخطاءه ... كذلك (Re: عدلان أحمد عبدالعزيز)
|
Quote: ولليسار ... أخطاءه ... كذلك؟؟ طبعاً يا أخوي، |
عزيزي ... عدلان
تسلم... إفترعت قطرا ... طيبا, وليس من مقصد غير أن ينعدل اليسار فى ذمة التاريخ وعلى سبيل الناس الذين يتحروه رؤية ... حسنة .Quote: لكن.. هو تحفه النوايا الحسنة، ومشاعر إنسانية.
|
أوافقك حيث أعتمد نصابي ... لكن ليس بشكل مطلق, حيث تتعدد نواصي الناس وتحفهم ومشاعرهم الأنسانية , وعلى غير المظنون التاريخي الذي تعتقد ... ففي الأمر تعددية المشاعر ومنطلقاتها وإسترماءآتها ... فهنا عدة جديدة لم يتحسب لها اليسار { التقليدي }
Quote: ينتابني، بل يخالجني شعور قوي أن كتابتك هنا..، إلهامُها " في يسار بالعربي" نبعَ من هُناك >> لليسار دُر ! وإمتدَّ " بالإنجليزي" ل هُنالك >> Leftist
|
لا أنكر تأويلك ... لكنها كانت في تقديري مسألة وقت وباعث . تحاورت في كلا الخيطين ولا أعيب عليهما شيئا إلا ما ذكرته في ثنيتاهما , لكن أمجد وطلال أرق من أصفاد إحتباس اليسار في ثنيات التاريخ المعاصر ... وأظنهما من جيل ما بعد السقوط { أي سقوط المعسكر الإشتراكي } ففي جوانحمها نبل لا تسع جراحات المسألة لتوقعيه بوجه صبوح ... لهذا آثرت تبن الجرح أولا ... فالإبتسام ثانيا.
باقي مبحثك سأتناوله غدا ... بإذنه ... وتصبح على خير
مع مودتي
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ولليسار ... أخطاءه ... كذلك (Re: HAYDER GASIM)
|
الآن ... عزيزي عدلان
رغم تقديري لإجتهادك الفني فهنا مركب { على الله } اليسارية,
تخاطر الأفئدة وتستنقب العقول , تجول فى تحوامات الواقع وتسترخي على زكائب التاريخ ... تنبعث كما الأمل اليساري ولما تمدد عنوة , وإنهزم بلا إقتدار ... خاصة وأن اليسار تحديدا كان أكثر تقولبا وكان الأبحث عن هويته { مائزة } تناسب تفقهاته الفكرية { المطلقة }
مع هذا ... فما في مشكلة ... فهنا منبر لرصد أخطاء اليسار , وفي الإمكان كذلك أن تنبعث مستصوباته ... ما أراد .
عزيزي عدلان ...
ليس فى الأمر مقدور غير شفافية كان بالضرورة أن تسبتقنا إليها أحزابنا ... وترعى خلالها أحوالنا ... لكن اليسار ضنين فى الإعتراف بأخطائه ... وفي التجمال الثقافي من معروض اللوحة ... يصاب كل يساري بأسى ... وهنا محاولة لإقالة العثر ... وعلى أي مقام كان .
مع مودتي
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ولليسار ... أخطاءه ... كذلك (Re: طلعت الطيب)
|
عزيزي طلعت
كيفنك
تتداعى الحيثيات الجبرية اليسارية ذات الصلة بالمنطوقات الشمولية , ... بل وإلى أبعد ما ذكرت ... ومع أنك إستصحبت التفاصيل التي وقعت على أرض الواقع { الجامعي } حين محاوراتك مع بعضهم , لكن دعني أصطاد من قرائن أحوالهم الممضة ... الأشفى ... والأدعم ... إذ ليس فى الإمكان { تعميم } الوعي ... ولا الخطأ ... ولا الصح ... فأين تذهب حينها فرضية { الوحدة الفكرية } والائحة المركزية ... في ظل واقع ما يزال اليسار عاجز عن تجاوزه ... فليس فى الإمكان قبالة هؤلاء غير الإستمرار فى هز جذوعهم الفكرية ... ليستوي أمرهم على سجية ديمقراطية ... مطروحة وبإلحاح على بساط العصر .
مع مودتي
| |
|
|
|
|
|
|
|