|
إنتبهوا ... الإنقاذ تحاول طرطشة الإنتفاضة ... بدوشة صاخبة حول القوات الأممية
|
مهما يكن من أمر تلك القوات الأممية , فلا يمكن لعاقل أن يفصل إحتمال دخولها السودان من تاريخ الإنقاذ ومماساتها وسياساتها, فيما يعني موضوعيا ان الإنقاذ وهي تسدر فى غيها وتمكن لديكتاتوريتها وتصادر كرامة الشعب وحريته , وتعمق في مشاكله المو######## وتضيف إليها الجديد المبتكر من مخيلتها الإقصائية وتفرض ثقافة القتل والإحتراب والتجزئة, تعمق العداوات , تفرض مشروعها الدموي/اللاحضاري بالعنف والقوة , تستأثر بالسطلة والثروة وتتعامل مع قضايا السودان الجوهرية والمصيرية بمفهوم الغنيمة والأسلاب , تمارس القهر والتعذيب وتسلب الآخر حريته وكرامته بل وحقه فى الحياة , ترفض وعلى الدوام الإستماع لنداءآت العقل والضمير الوطني الصادرة عن مجاميع سياسية وإقليمية و نوعية يهمها امر السودان ويعذبها داهم المآلات التي تنتظره , وإن تقابل الإنقاذ هذه النداءآت ورغم تمثيلها لأصوات راجحة من أهل السودان , فإنها بالطبع تنظر للمبادر من موقع الفردية بكل سخرية , ولا يهمها إن كانوا أعلاما صحفية أو ناشطين سياسيين , أو أكاديميين عارفين ببواطن الإمور ... فالإنقاذ ما خلقت لتستمع للأخرين وتتداول معهم فى شأن السودان , بل أن أول عتبة فى مشروعهم تقتضي إقالة الآخر جملة وتفصيلا , لهذا كانت الدبابة هي أداتهم للوصول إلى السلطة وكانت الحرب هي وسيلتهم لحل ظلامات أهل السودان وفى بقاعه المختلفة, لهذا فالإنقاذ تملك الآن أحفل سجل سوداني ملطخ بالدماء , تاريخ الطبيعي فيه هو الحرب ... والإستثنائي هو السلام , وفى إطار المعطيات الإنقاذية آنفة ا لذكر فحتى السلام الذي تمهر مواثيقه لا يعدو كونه هدنة , وهذا ما توكده مجريات الأحوال على الأرض .
سجل الإنقاذ فى إهدار الوطن ومقدراته وفى تقويض بناءآته التاريخية والثقافية والنفسية لهو أكبر من تسعه هذه المناولة المحدودة الموضوع , لكن تاريخهم مدون فى صحائف البيان بالعمل , ومختزن فى ذاكرة كل أبناء الوطن , فعلى مستوى البنية الجغرافية للسودان فإن ألهبة الإنقاذ إمتدت لكل أطرافه حتى تآكلت وبدأت فى التساقط والإنفصال عن لحمتها التاريخية , إذن فالإنقاذ تمزق الوطن , ولو تركناها على حالها هذا فسوف نعود بلا وطن ... وقريبا.
والإنقاذ سلبت حق الشعب السوداني فى الحياة الكريمة وفى الحرية والنهضة , فصار السودان الكبير المتعدد الملل والأجناب مملكة حصرية للإنقاذ , ينهبون مواردها ويسخرونها للحروب ولإستدامة سلطتهم ولتعظيم متاعهم فى هذه الدنيا, ولما لم يعد سرا كيف تميز الإنقاذ أهلها وتغدغ عليهم بالمخصصات والهبات والصلاحيات والرساميل والعطاءآت بما يجعلهم يبذون أغنياء العالم الأول ثراءآ وجاها, فيما لا ينوب الشعب المقهور غير الفتات , وحيث أضحى الفقر والعوز هما طابع الحياة فى سودان الجماهير العريضة والأغلبية المتعوسة. صادرت الإنقاذ بقسوة وغلظة لا يمكن ترقبها فى وجدان سليم, كل الدعومات الحكومية التاريخية لمناحي التعليم والصحة والسلع الضرورية, فأحالت حياة هؤلاء إلى قطعة من جحيم ... وليت الأمر هنا تقتضيه ظرفية وطنية عالية , لنقول أن هذا من ضريبة الوطن وسلامته , لكنهم إستأثروا بالمقابل بكل ما إقتطعوه من شعبنا ظلما , فمن شقائنا صنعوا جنتهم على الأرض , وصار من الممكن جدا ان تعرفهم بسيماهم الإقتصادية , فقد أحتكرت الإنقاذ لنفسها ومريديها الحظوة الأعظم من فرص الإستمثار والترقي وصار السوق وقفا من أوقاف الإنقاذ ... مع أنها تتحدث عن أفضل أنواع العدل ... العدل الرساليى ... يا إلهي !!
فالإنقاذ طامة كبرى على السودان , والمسئول الأول عما يحدث لوطننا ولشعبه , فهي التي أسست لكل مقدمات الأزمة الوطنية ... وهي الآن تجني نتائجها لا محالة ... إستقدمت الإنقاذ المجتمع الدولي ولما تعالت على مشروع الحل السوداني لمشكلة الأحتراب الأهلى فى الجنوب , وإستقدمته كذلك على خطى فشلها فى توقيع مشكلة دارفور , فأصمت آذاننا بأحاديث فجة عن النهب المسلح والإشتجار القبلي , حتى رأينا رئيس الإنقاذ يحيل هذه المأساة الوطنية الإنسانية المروعة إلى نكتة سخيفة , حين قال أن سبب مشكلة دارفور هو مشاجرة فى جمل ... !!! ... تخيلوا . فالطبع مثل هذه المناولة المريضة لن تترك للعقل مجالا لنظرة أعمق وأصح لفهم الإشكالية أولا , ومن يخطئ تقدير المشكلة فإنه لن يصل فيها إلى حل ... لكن هكذا الإنقاذ ... إستعلاء أخرص وجموح لا يلج عقلا إلا موتورا زائغا .
إن كانت القوات الأممية على أبواب السودان , وإن كان دخولها حتميا, فالأفضل من مواجهتها تحت قيادة الإنقاذ والتي ستؤول إلى القاعدة فيما بعد , هو التخلص من السبب الذي إستدعى هذه القوات , وذلك بالوصول إلي حل شامل لمشكلة دارفور , لكن الإنقاذ لا يهمها من أمر دارفور غير بقائها فى السلطة وإستحوازها على الثروة , إذن فلن يصيب أهل دارفور من مشروع الحل الشامل إذا إرتضته الإنقاذ مجازا , غير الفتات أيضا طالما أن الإنقاذ متماهية فى ذهنية الغنيمة والاسلاب , وهي بالمناسبة حريصة وجادة فى موقفها هذا , لانها لا ترتضي الجماهير طريقا للوصول إلى السلطة حتى لا تخون مشروع الحاكمة لله , كما أنها لن تراكم ثرواتها كما تريد فى ظل مشاركة ورقابة الآخر وهذا أيضا من نخاع آيدلوجيتهم الإصولية, المهم أرى إستعصاءآت بائنة بينونة كبرى , متعلقة بعدم أهلية الإنقاذ لحل مشكلة دارفور ولا أي من مشاكل السودان الأخرى , طالما ظلت الإنقاذ على ذات مناهجها القائم على الجشع والتكويش واليد العليا.
أعقل مدخل لتجنيب الوطن القوات الأممية هو إستقالة الإنقاذ , مقابل الأمان , مع مشاركتها الرمزية فى حكومة إجماع وطني , ومشاركتها العادية حال الموافقة على دستور ديمقراطي دائم للسودان , لكن هيهات ... فالإنقاذ خرصاء متعجرفة , فإنتظار قدوم الحل منهم هو أسوأ الإختيارات , ولما لم تعودنا الإنقاذ على خير من تالهم .
إذن فالحل الموضوعى والأكثر رشدا هو الذي تكون طرفه الجماهير , وحيث بدأت هذه الجماهير فى التحرك لإسترداد كينونتها السليبة وحقوقها المهضومة , لهذا من المهم المحافظة على جذوة هذه الإنتفاضة متقدة , ليتعاظم شأنها وتتمدد سوحها حتى تحقق النصر بإنتزاع السلطة من الإنقاذ وإستكمال وتعبيد مسارات التحول الديمقراطي , وعندها فستقدم السلطة الجديدة منهج الوطن أولا بدلا عن الإيثار الإنقاذي , وسوف تتعدل كثير من المعطيات التي سوف تخلق ظروف أكثر مواتاه لحل معاضل السودان وعلى رأسها دارفور , فهذا هو الطريق الذي إذ سرناعليه فسوف نستغنى عن خدمات القوات الأممية , حتى قبل أن تدخل أراضينا.
تحاول الإنقاذ بجزع وصراخ عنيف أن تفرض بندا واحدا على شعب السودان هذه الأيام , هو موضوع القوات الأممية , نقول أولا أن قضيتنا مع الإنقاذ أكبر وأقدم من تلك القوات , هي مشكلة بلد يتمزق وأرواح تزهق وملايين تتشرد , مشكلة شعب بأسره يعاني العوز والظلم والتخلف , مشكلة جماهير تتطلع للحرية ولسودان ديمقراطي قائم على مؤسسات ديمقراطية , مشكلة وطن يعاني من أوجاع الهوية وتتحلل مكوناته التاريخية , فى ظل أكثر سلطة إستعلائية لا يهمها من الهوية السودانية غير مشروعها الذي يخصها . ربما ينضاف موضوع القوات الأممية عاملا مؤثرا فى صراع الجماهير ضد السلطة , وسوف يلقي بظلاله حتما على حصائل هذا الصراع , المهم لدينا ونحن نعتني هنا بأمر الإنتفاضة الشعبية ألا يكون هذا العامل عامل فرقة , فجماهير الإنتفاضة هي جل أهل السودان , من يقبل القوات الأممية ومن يرفضها , ويرجى الإنتباه هنا لما تروج له الإنقاذ بربط من يخرج إلى الشارع ضدها أو ضد سياساتها بكونه متوالي مع القوات الاممية , وبالطبع فإن الإنقاذ هنا تسعى إلى تخديل الإنتفاضة أكثر من كونها تعتني بالحقيقة, والشاهد ان التدافع المتصل على طريق الإنتفاضة لهو أجدي وأنفع من التأمل فى مشروع القوات الأممية , لأن هذا التدافع يغير السلطة ويفرض معطيات وحلول جديدة , بينما التأمل بحسبانه خصما على التحرك الإيجابي , فإنه يطيل عمر الإنقاذ ... بالتالي الأزمة الوطنية , فأنتبهوا .
|
|
|
|
|
|